يسوع يطلب من فوستينا أن ترسمه ومحاولتها التهرّب من الإلهامات
47- عند المساء بينما كنت في غرفتي رأيت يسوع بلباس أبيض. [كانت] إحدى يديه مرفوعة للبركة بينما كانت الاخرى تلامس ثيابه عند صدره. وكان ينبعث من تحت اللباس إلى جهة اليمين من صدره شعاعان كبيران، الواحد احمر والاخر شاحباً. سمّرت نظري على الرب صامتة وسيطرت خشية على نفسي ولكن مع فرح كبير. بعد حين قال لي يسوع: «إرسمي صورة مثل النموذج الذي رأيته موقعة: «يا يسوع أنا أثق بك». اريد أن تكرّم هذه الصورة في كنيستكن أولاً [ثم] في العالم كله».
48- «أعدُ أن النفس التى تكرّم هذه الصورة لن تهلك. كما أعدُ ايضاً بالنصر على كل أعدائها [ها] هنا في الارض، لا سيما ساعة الموت، إنا بذاتي سأحميها كما أحمي مجدي».
49-لما أخبرتُ معرفي أجابني: «هذه علامة لنفسك، أرسمي، ولا شك، صوره الله في قلبك». لما خرجت من كرسي الاعتراف، سمعت مجدّداً مثل هذه الكلمات… «أن صورتي هي الان في نفسك. أريد أن يقام «عيد للرحمة» وأريد هذه الصورة التي سترسم بالفرشاة، أن تُبارَك إحتفالياً في الأحد الأول بعد عيد الفصح وسيكون هذا الاحد «عيد الرحمة»».
50- «أريد أن يُعلن الكهنة رحمتي العظمى هذه إلى نفوس الخطأه. فلا يخف الخاطئ من الاقتراب منّي. إن لهيب الرحمة يحرقني صارخاً لأوزّعه وأريد أن أُغدقه على تلك النفوس».
وأشتكى لي يسوع بهذه الكلمات: «إن عدم ثقة النفوس يمزقني من الداخل ويتسبب لي بآلام كبيرة. رغم حبي اللامتناهي لتلك النفوس فهي لا تزال تشكّ بي. ولكأن موتي ليس كافياً لها. الويل للنفوس التى تحتقر تلك [النِّعم]».
51- لما تحدّثت عن ذلك مع الأم الرئيسة [روز، قائله لها] إن الله يطلبه مني، أجابت أن على يسوع أن يعطي علامة ما حتى نستطيع أن ندركه بوضوح. ولما طلبتُ إلى الرب علامة كبرهان «على أنك حقاً إلهي وسيدي وانك تطلب ذلك»، سمعت هذا الصوت الداخلي: «سأوضح ذلك إلى الرئيسة بواسطة النِعَم التى سأهبها عبر هذه الصورة».
52- لما حاولت الهرب من هذه الإلهامات الداخلية قال لي الله إنه في يوم القيامة سيحمّلني مسؤولية عدد كبير من النفوس.
ذات مرة – قد ارهقتني تلك الصعوبات المختلفة التى اعترتني وقول المسيح أن أرسم صورته. قرّرت أن أتحدّث إلى الأب أندراز قبل أن اقدم نذوراتي المؤبدة وأطلب اليه أن يعفيَني من كل هذه الإلهامات الداخلية ومن القيام بواجب رسم الصورة. وبعد سماع اعترافي إجابني الأب اندراز «لا اعفيك من شيء، يا أختي، ولا يجوز لكِ أن تبتعدي عن هذه الإلهامات الداخلية ولكن عليك حتماً، وأشدد على كلمة حتماً – ان تخبري مُعرّفك بذلك والا تضلّين رغم وافر النِعَم التى اعطاكِ إياها الله».
53- «لقد أتيتِ الآن تعترفين عندي لكن أفهمي، أيتها الأخت أنه يجب أن يكون لك معرّف دائم أي مرشد روحي».
تكدّرت من هذا القول. كنت آملة أن أتحرر من كل شيء ولقد سارت الامور بالعكس: أمر واضح أن أحقّق ما طلبه يسوع. وها إني أتحمّل عذاباً آخر لأن ليس لي معرّف دائم. وحتى لو تردّدت إلى معرّف دائم إلى حين، فلا أستطيع أن أفتح له قلبي نظراً لتلك النِعَم وهذا ما يتسبّب لي بألم فائق الوصف.
طلبت حينئذ إلى يسوع أن يحوّل هذه النِعَم إلى غيري لانني أضيّع وقتي ولا أعرف كيف أستفيد: «يا يسوع إرحمني ولا تأتمنّي على هذه الأمور العظيمة وأنت ترى أنني مجرّد حفنة تراب وعديمة المعرفة».
ولكن لا حدّ لرحمة يسوع. لقد وعدني بمساعدة منظورة هنا على الارض وحصلت عليها بعد حين في فيلنيوس في شخص الأب سوبوكو. لقد سبق وتعرفت إليه قبل مجيئي إلى فيلينوس من خلال رؤية داخلية. رأيته يوماً في الكنيسة بين المذبح وكرسي الاعتراف وسمعت فجأة صوتاً في نفسي يقول: «هذه هي المساعدة المنظورة على الارض. هو يساعدك على إتمام مشيئتي على الارض».
54- لقد طلبت إلى يسوع مرّة وكنت قد تعبت من كل هذه الشكوك: «يا يسوع هل أنت إلهي أم نوع من الوهم. لأن رئيساتي تقلنَ أن في كل ذلك الكثير من الخيالات والأوهام. إذا كنت أنت إلهي فإنّي أتوسل إليك أن تباركني». صنع يسوع حينئذ علامة صليب كبيرة فوقي وصلّيت أنا ايضاً. ولما طلبتُ إلى يسوع السماح عن هذا السؤال أجابني أنه لم يستأ أبداً وأنه سُرَّ كثيراً بسؤالي وثقتي.