26 - 04 - 2013, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 3051 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل الصليب بدافع الحب فقط، أم بسبب وجود عقوبة
سؤال قرأت أيضًا في بعض الكتب، أن عملية الصلب لا تعنى العقوبة، إنما الحب، وأنه لم تقع عقوبة على الإبن، ولا الإبن عاقب نفسه، ولا نحن علينا عقاب في الحقيقة، بل فزنا بالبراءة. فما رأيكم في هذه العبارات؟ الإجابة: نحن لم نفز بالبراءة إطلاقا، بل الصليب دليل على أننا مذنبون ونستحق العقوبة. وهناك من حملها عنا. فلو كانت هناك براءة ما كانت هناك عقوبة يحملها المصلوب عنا. وبالتالي ما كان هناك صلب، وفداء. والدليل على عدم البراءة، قول الكتاب "كلنا كغنم ضللنا، والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 6). فمادام هناك ضلال وإثم لجميعنا، لا تكون هناك براءة. ذلك يقول الكتاب "أننا ونحن بعد خطاة، مات لأجلنا" (رو 5: 8). ويقول الرسول أيضًا " كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا " (أف 2: 1). ويقول الرسول أيضًا "كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا" (أف 2:1) " نحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح" (أف 2: 5) و هاتان الآتيان تعنيان أمرين: أحدهما أننا خطاة، والآخر أننا أموات بسبب خطايانا، أي تحت حكم الموت بسبب الخطية. إذن فلسنا أبرياء. مادمنا لسنا أبرياء، بل خطاة وتحت حكم الموت. و مادامت أجرة الخطية موت (رو 6: 23). إذن الموت عقوبة. فمن ينجينا من هذه العقوبة إلا الذي يحملها عنا. فالذي ينكر عقوبة الموت الواقعة على الإنسان بسبب خطاياه، وينكر معها أن السيد المسيح حمل هذه العقوبة، إنما ينكر أهم مبادئ المسيحية في الفداء والكفارة وبالتالي ينكر عمل التجسد الإلهي. و المعروف أن الابن قد تجسد ليكون كفارة عن خطايانا. و هذا واضح من قول القديس يوحنا الحبيب " في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله. بل هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة عن خطايانا " (1يو 4: 10). وقوله أيضًا " إن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الله الآب، يسوع المسيح البار. هو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا كل العالم أجمع" (1يو 2: 12) ونجد في كل هذه النصوص ارتباط كلمة كفارة، بكلمة خطايانا. إذن ليست هناك براءة للإنسان، إنما هناك خطايا، عفو عنها، عن طريق الكفارة التي قام بها المسيح بموته عنا من أجل محبته لنا. وهكذا قال الرسول أيضًا "متبررين بنعمته، بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة " (رو 3: 14، 15). ويفهم من هذا إن عبارة متبررين بدمه تحمل الصفح عن الخطايا السالفة وليس البراءة من الخطايا السالفة. و كل ذلك كان بالكفارة، بالفداء بالدم الكريم. و موت المسيح بسفك دمه على الصليب، كان عوضا عن موتنا نحن. وموتنا كان العقوبة التي يفرضها العدل الإلهي عن خطايانا. وقد وقعت هذه العقوبة على المسيح حينما وضع عليه إثم جميعنا. عبارة "لا عاقب الله ابنه" (المقصود بها التخلص من كلمة (العقوبة) جملة ونحن نستبدلها عبارة "عاقبنا الله في ابنه" أو ترك ابنه يحتمل العقوبة نيابة عنا.." "وسر أن يسحقه بالحزن" (أش 53: 1). عبارة "ولا الابن عاقب نفسه" محاولة أخرى للتخلص ن كل (العقوبة) فالابن قد تحمل العقوبة بإرادته، إذ بذل ذاته عنا. وقال في ذلك " لأني أضع نفسي لآخذها. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها. ولى سلطان أن أخذها أيضًا" (يو 10: 17، 18). إذن في حمل العقوبة عنا، لا نقول إن الابن عاقب نفسه، إنما نقول إنه بذل نفسه، بإرادته، ليحمل العقوبة عنا وفى كل ذلك العقوبة موجودة ولازمة، ونقضيها العدل الإلهي. الذي قال للإنسان "موتا تموت" (تك 2: 17). وعلى رأى القديس أثناسيوس الرسولي في كتابة (تجسد الكلمة) " إن لم يمت الإنسان لا يكون صادقا ولا عادلًا". العدل إذن كاد يقتضى العقوبة. ومن محبة الله لنا،حمل هذه العقوبة عنا. إذن المسيح في موته، كان ذبيحة حب، وكان ذبيحة للعدل ورفع العقوبة. كان حامل خطاها، وكان كفارة عن جميع الشر. و الذين يركزون على المحبة دون العدل، وعلى المغفرة دون ذكر للخطايا، إنما ينسون أن هذه المحبة قد ظهرت في الكفارة والفداء، كما قال الرسول "إن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رو 5: 8). و عبارة مات لأجلنا تعنى استيفاء العدل الإلهي. هذا العدل الذي كنا مطالبين به. فدفعه هو عنا. كما قال الرب عن المديونين "وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعًا" (لو 7: 42).. وكيف سامحهما؟ بأن دفع إلينا نيابة عنهما وكيف دفع الدين؟ بموته على الصليب. سنوات مع إيميلات الناس |
||||
26 - 04 - 2013, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 3052 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب
كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث يرمز الصليب إلى الألم. والصلبان الثلاثة ترمز إلى ثلاث حالات صليب المسيح يرمز إلى الألم من أجل البر. والصليبان الآخران يشيران إلى الألم بسبب الخطية كعقوبة. وينقسمان إلى نوعين. نوع يتألم بسبب خطاياه، فيتوب ويرجع. والآخر يتألم بسبب خطاياه، ولكنه يشكو ويتذمر ويموت في خطاياه.. والصليب الذي لأجل البر، هو أيضًا على أنواع: منها صليب الحب والبذل، مثل صليب المسيح، الذي تحمل الألم لكي ينقدنا " وليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه".. وهناك صليب آخر في العطاء، وأعظم عطاء هو العطاء من العوز، حيث تفضل غيرك على نفسك، وتعتاز لكي يأخذ غيرك، مثلما أعطت الأرملة من أعوازها.. وهناك أيضًا صليب الاحتمال: تحويل الخد الآخر، وسير الميل الثاني ليس فقط أن يحتمل الإنسان إساءات الناس إليه، بل أكثر من هذا أن يحسن إلى هؤلاء المسيئين، بل أيضًا أن يحبهم..! من يستطيع هذا..؟ إنه صليب.. هناك صليب آخر في الجهاد الروحي: في انتصار الروح على الجسد، في احتمال متاعب وحروب العالم والجسد والشيطان.. في صلب الجسد مع الأهواء.. في الانتصار على الذات، في الدخول من الباب الضيق.. والصليب هو التألم لأجل البر. هذا فقط للمبتدئين.. أما للكاملين فيتحول الصليب إلى لذة ومتعة.. نشعر بضيق الباب في أول الطريق. ولكننا بعد ذلك نجد لذة في تنفيذ الوصية، ونحبه. وحينئذ لا يصير الطريق كربًا.. والصليب الأول يصير متعة.. كان الاستشهاد صليبًا، ثم تحول إلى متعة. وصار القديسون يشتهون الاستشهاد، ويشتهون الموت، ويفرحون به.. والتعب من أجل الرب أصبح لذة ومتعة، والألم أيضًا. وهكذا اعتبر الكتاب أن الألم هبة من الله.. "وهب لكم، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أن تتألموا لأجل اسمه" متى يصبح الصليب في حياتنا متعة؟ |
||||
26 - 04 - 2013, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 3053 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رشم الصليب
القس أنطونيوس فكري تعلمنا الكنيسة أن نفعل هكذا: نضع إصبعنا على الجبهة ونقول بإسم الآب، فالآب هو أبونا السماوي الذي فوق الجميع. ثم نضع إصبعنا على الصدر ونقول والإبن لأنه تنازل وتجسد. ثم ننقل إصبعنا من الكتف الأيسر إلى الأيمن قائلين والروح القدس الذي بقوة عمله المبنية على فداء المسيح انتقلنا من اليسار إلى اليمين، ومن الرفض إلى القبول، ومن الظلمة إلى نوره العجيب. ثم نقول إله واحد معترفين بوحدانية الله في ثلاثة أقانيم. وهذا تقليد رسولي. وعلامة الصليب ترهب الشياطين. ولقد صار الصليب علامة تميز المسيحيين ويفتخرون بها (1كو18:1 + 1كو2:2+ غل1:3+ غل14:6). الصليب يذكرنا بعمل الفداء فنفرح ويذكر إبليس بهزيمته ومصيره في البحيرة المتقدة بالنار فيفزع. وبنطق اسم الثالوث نجد أن قوة الاسم ترهب الشياطين فيبتعدوا ويتقدس المكان، لذلك نرسم علامة الصليب عند بدء أي عمل أو اجتماع أو في أي مخاطر. فكل شيء في الكنيسة يتبارك ويتقدس بالصلاة ورسم علامة الصليب ونطق إسم الثالوث. لذلك ففي بداية القداس يرسم الكاهن ملابس الخدمة البيضاء له وللشمامسة بعلامة الصليب لتتقدس وتتكرس فإن كل من يقترب من الله يجب أن يكون مقدسًا. رسم علامة الصليب فيه إعتراف بموت الرب عنا على الصليب، وبالمعمودية نشترك معه في هذا الموت وفي قيامته. علامة الصليب جعلت موت المسيح ليس حقيقة تاريخية بل حقيقة حاضرة دائمًا. |
||||
26 - 04 - 2013, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 3054 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إكرام الصليب لقداسة البابا شنودة الثالث
من الخلافات التي بيننا وبين البروتستانت اكرامنا العجيب للصليب. ومن ذلك رشم الصليب. فهم لا يرشمون ذاتهم بعلامة الصليب قبل الصلاة ولا بعدها قائلين باسم الآب والابن والروح القدس. ولا يرشمون الطعام بعلامة الصليب قبل الأكل ولا يستخدمون الصليب للبركة. ولا في رشم الناس، ولا في رشم الملابس. ويكتفي البروتستانت بإيمان قلوبهم بالصليب دون استخدامه. وكانوا إلي عهد قريب لا يعلقونه علي الكنائس. وكثير منهم لا يعلقونه علي صدورهم. وكلهم لا يمسكون صليبًا في أيديهم. وهم أيضا لا يحتفلون بأعياد الصليب، ولا بموكب له، ولا يطوفون به بالأناشيد والألحان. وهم أيضا لا يقبلون الصليب، ولا يأخذون بركته. وسنحاول الآن أن نشرح لماذا اهتمامنا هذا كله بالصليب. ونري كيف أن رشم الصليب نافع ومفيد وأيضًا موافق لتعليم الكتاب المقدس. 1) تركيز السيد المسيح علي الصليب: وذلك منذ بدء خدمته، وفي أثناء تعليمه، قبل أن يصلب. فقد قال (من لا يأخذ صليبه ويتبعني، فلا يستحقني (مت38:10). وقال (إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه ويتبعني) (مت24:16)، (مر34:8). وفي حديثه مع الشاب الغني قال له (اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء.. وتعال اتبعني حاملا الصليب). وقال أيضا (من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، لا يقد أن يكون لي تلميذًا) (لو27:14). 2) وقد كان الصليب موضوع كرامة الملاك والرسل: من الأشياء الجميلة أن الملاك المبشر بالقيامة قال للمريمتين (أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا، لكنه قد قام كما قال) (مت5:28). وهكذا سماه (يسوع المصلوب) مع أنه كان قد قام. وظل لقب المصلوب لاصقًا به وقد استخدمه آباؤنا الرسل. وركزوا علي صلبه في كرازتهم. ففي كرازة القديس بطرس، قال لليهود (يسوع الذي صلبتموه أنتم) (أع36:2) والقديس بولس الرسول يركز علي هذه النقطة فيقول (لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا) (1كو23:1)، علي الرغم من أن صلبه هذا كان يعتبر (لليهود عثرة ولليونانيين جهالة). ويعتبر الرسول أن الصليب جوهر المسيحية فيركز عليه قائلا (لأنني لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم، إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا) (1كو2:2). أي أن هذا الصليب هو الأمر الوحيد الذي أريد أن أعرفه. 3) وهكذا كان الصليب موضع فخر الرسل: فيقول القديس بولس الرسول (وأما من جهتي، فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح) (غل14:6). وإن سألناه عن السر في هذا يكمل قائلا (هذا الذي به قد صلب العالم لي، وأنا للعالم) (غل14:6). 4) ونحن حينما نرشم الصليب، نتذكر كثيرا من المعاني اللاهوتية والروحية المتعلقة به: نتذكر محبة الله لنا، الذي من أجل خلاصنا، قبل الموت عنا (كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلي طريقة. والرب وضع عليه إثم جميعا) (أش6:53). حينما نرشم الصليب نتذكر (حمل الله الذي حمل خطايا العالم) (يو1: 29) (1يو2:2). 5) وفي رشمنا للصليب نعلن تبعيتنا لهذا المصلوب: إن الذين يأخذون الصليب بمجرد معناه الروحي داخل القلب، دون أية علاقة ظاهرة، لا يظهرون هذه التبعية علنًا، التي نعلنها برشم الصليب، وبحمل الصليب علي صدورنا. وبتقبيل الصليب أمام الكل، وبرشمه علي أيدينا، وبرفعه علي أماكن عبادتنا. إننا بهذا كله، إنما نعلن إيماننا جهارا، ولا نستحي بصليب المسيح أمام الناس، بل نفتخر به، ونتسمى به. ونعيد له أعيادا.. ونتمسك به.. حتى دون أن نتكلم مجرد مظهرنا يعلن إيماننا. 6) إن الإنسان ليس مجرد روح، أو مجرد عقل، بل له أيضًا حواس جسدية يجب أن تحس الصليب بالطرق السابقة: كما أنه ليس جميع الناس في مستوي روحي واحد، لا يحتاجون فيه إلي الحواس. إن الحواس تتغذى بكل ما سبق، ولا تقتصر علي ذاتها، بل تنقل تأثراتها إلي العقل وإلي الروح.. وربما العقل لا يتذكر الصليب من تلقاء ذاته، أو يتذكره كثيرا ولكنه عن طريق الحواس، حينما يري الصليب مرسوما أمامه، يتذكر ما يختص بالصليب وبالمصلوب من مشاعر ومن معان روحية ولاهوتية.. وهكذا نعبد الله روحا وعقلا وجسدا. وكل هذا يقوي بعضه بعضا. 7) ونحن لا نرشم الصليب علي أنفسنا في صمت، إنما نقول معه باسم الآب والابن والروح القدوس: وبهذا نعلن في كل مرة عقيدتنا بالثالوث القدوس الذي هو إله واحد، إلي الأبد آمين. وهكذا يكون الثالوث في ذهننا باستمرار، الأمر الذي لا يتاح للذين لا يرشمون الصليب مثلنا. 8) وفي الصليب أيضا نعلن عقيدتي التجسد والفداء: فنحن إذ نرشم الصليب من فوق إلي تحت، ومن الشمال إلي اليمين، إنما نتذكر أن الله نزل من السماء إلي تحت إلي أرضنا، فنقل الناس من الشمال إلي اليمين، من الظلمة إلي النور، ومن الموت إلي الحياة، وما أكثر التأملات التي تدور بقلوبنا وأفكارنا من رشم علامة الصليب. 9) وفي رشمنا للصليب تعليم ديني لأولادنا ولغيرهم: كل من يرشم الصليب، حينما يصلي، وحينما يدخل إلي الكنيسة، وحينما يأكل، وحينما ينام، وفي كل وقت، إنما يتذكر الصليب، وهذا التذكر مفيد روحيا ومطلوب كتابيا. وفيه تعليم الناس، إن المسيح قد صلب وتعليم بالذات لأولادنا الصغار الذين يشبون من صغرهم متعودين علي الصليب. 10) وبرشمنا الصليب إنما نبشر بموت الرب عنا حسب وصيته: وهذه وصية الرب لنا أن نبشر بموته (الذي لأجل فدائنا) إلي أن يجئ (1كو26:10) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ونحن برشم الصليب نتذكر موته كل حين، نظل نتذكره إلي أن يجئ. ونحن نتذكره كذلك في سر الأفخارستيا. ولكن هذا السر لا يقام في كل وقت بينما الصليب يمكن أن نرشمه في كل وقت، متذكرين موت المسيح عنا.. 11) وفي رشمنا للصليب، نتذكر أن عقوبة الخطية موت: لأنه لولا ذلك ما مات المسيح. كنا نحن (أمواتا بالخطايا) (أف5:2). ولكن المسيح مات عنا علي الصليب واعطانا الحياة. وعلي الصليب إذ دفع الثمن قال للآب (يا أبتاه أغفر لهم). 12) وفي رشمنا الصليب نتذكر محبة الله لنا: نتذكر أن الصليب ذبيحة حب. لأنه (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية) (يو16:3). 13) ونحن نرشم الصليب لأنه يمنحنا القوة: القديس بولس الرسول يشعر بقوة الصليب هذه فيقول (به صلب العالم لي، وأنا للعالم) (غل 14:6). ويقول أيضًا (إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة. وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله) (1كو18:1). لاحظوا هنا أنه لم يقل أن عملية الصليب هي قوة الله، إنما قال إن مجرد (كلمة الصليب) هي قوة الله. لذلك نحن حينما نرشم علامة الصليب، وحينما نذكر الصليب، ونمتلئ قوة. لأننا نتذكر أن الرب بالصليب داس الموت، ومنح الحياة لكل الناس. وقهر الشيطان وغلبه، ولذلك.. 14) فنحن نرشم الصليب لأن الشيطان يخافه: كل تعب الشيطان منذ آدم إلي آخِر الدهور، ضاع على الصليب، إذ دفع الرب الثمن، ومحا جميع خطايا الناس بدمه، ممن يؤمنون ويطيعون لذلك فإن الشيطان كلما يرى الصليب يرتعب متذكرًا هزيمته الكبرى وضياع تعبه، فيخزي ويهرب. وهكذا كان أولاد الله يستخدمون باستمرار علامة الصليب باعتبارها علامة الغلبة والانتصار، أو هى قوة الله. فمن جهتنا نمتلئ قوة من الداخل، أما عن العدو في الخارج فهو يرتعب. وكما كانت ترفع الحية النحاسية في القديم شفاء للناس وخلاصًا من الموت، هكذا رفع رب المجد على الصليب (يو 14:3)، وهكذا علامة الصليب في مفعولها. 15) ونحن نرشم علامة الصليب فنأخذ بركته: كان العالم كله يقع تحت حكم اللعنة بالموت بسبب الخطية. ولكن على الصليب حمل الرب كل لعناتنا لكي يمنحنا بركة المصالحة مع الله (رو10:5). وبركة الحياة الجديدة النقية، وبركة العطية في جسده، وكل نعم العهد الجديد مستمدة من الصليب. لذلك استخدم رجال الإكليروس هذا الصليب في منح البركة، إشارة إلي أن البركة لا تصدر منهم شخصيًا، إنما من صليب الرب الذي ائتمنهم على استخدامه في منح البركة. ولأنهم يستمدون كهنوتهم من كهنوت هذا المصلوب. وكل بركات العهد الجديد نابعة من صليب الرب وفاعليته. 16) لذلك فكل الأسرار المقدسة في المسيحية تستخدم فيها الصليب: لأنها كلها نابعة من استحقاقات دم المسيح علي الصليب. فلولا الصليب، ما كنا نستحق أن نقترب إلي الله كأبناء في المعمودية وما كنا نستحق التناول من جسده ودمه في سر الأفخارستيا (1كو26:11). وما كنا نستطيع التمتع ببركات أي سر من أسرار الكنيسة. 17) ونحن نهتم بالصليب، لنتذكر الشركة التي لنا فيه: نتذكر قول القديس بولس الرسول (مع المسيح صلبت. فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في) (غل20:2). وقوله أيضا (لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته) (في10:3). وهنا نسأل أنفسنا متي ندخل في شركة آلام الرب ونصلي معه. وهنا نتذكر اللص الذي صلب معه، فاستحق أن يكون في الفردوس معه. ولعله صار في الفردوس يغني بالأغنية التي قالها القديس بولس فيما بعد (مع المسيح صلبت)… كل أمنياتنا أن نصعد علي الصليب مع المسيح. ونفتخر بهذا الصليب الذي نذكره الآن كلما تلامس مع حواسنا. 18) ونحن نكرم الصليب، لأنه موضع سرور الآب: الآب الذي تقبل المسيح علي الصليب بكل سرور كذبيحة خطية، وكمحرقة أيضا (رائحة سرور للرب) (لا 1: 9، 13، 17). وقال اشعياء النبي في ذلك (أما الرب فسر أن يسحقه بالحزن) (اش10:35). إن السيد المسيح أرضي الآب بكمال حياته علي الأرض، ولكنه دخل في ملء هذا الارضاء علي الصليب، حيث أطاع حتى الموت، موت الصليب) (في8:2). ففي كل مرة ننظر إلي الصليب نتذكر كمال الطاعة، وكمال الخضوع لكي نتمثل بالسيد المسيح في طاعته، حتى الموت. وكما كان الصليب موضع سرور للآب، كان هكذا أيضا بالنسبة إلي الابن المصلوب الذي قيل عنه (من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي) (عب2:12). وهكذا كان ملء سرور المسيح في صلبه. ليتنا نكون هكذا. 19) وفي الصليب، نخرج إليه خارج المحلة، حاملين عاره (عب12:13). بنفس شعورنا في اسبوع الآلام.. ونذكر في ذلك ما قيل عن موسى النبي (حاسبا عار المسيح غني أعظم من خزائن مصر) (عب26:11). وعار المسيح هو صلبه وآلامه. 20) نحمل صليب المسيح الذي يذكرنا بمجيئه الثاني: كما ورد في الإنجيل عن نهاية العالم ومجيء الرب (وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء (أي الصليب). ويبصرون ابن الإنسان آتيا علي سحاب السماء..) (مت30:24). فلنكرم علامة ابن الإنسان علي الأرض، مادمنا نتوقع علامته هذه في السماء في مجيئه العظيم. |
||||
26 - 04 - 2013, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 3055 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خبرة الصليب
ولكن لا غنى لنا عن خبرة الصليب والسعي وراء حمله حسب وصية الرب، لأنه إن لم يَصيرْ الصليب -أي الموت عن العالم- في حياتنا حقيقة مقبولة وطريقًا مُشتهى، فسنبقى بعيدين كل البعد عن سر القيامة والحياة الأبدية. فالحياة المسيحية كلها هي حركة مستمرة للانتقال من الحياة حسب الجسد إلى الحياة حسب الروح، وذلك لا يتم إلا من خلال الصليب. على أن الصليب وإن كان خارجه أو بدايته رعبة ومرارة، فعاقبته نصرة حتمية وسلام وفرح لا يوصف. فعندما ندخل في ضيق - أي ضيق من أي نوع - ونتذكر الصليب الذي صلب عليه ربنا يسوع المسيح، ونضعه أمامنا هدفًا لنا، تتحول الضيقة المرة إلى بركة وسلام فيه، وتتحول الخطية إلى إحساس بالتبرير فيه، والعداوة تزول ويحل محلها مصالحة وصفح أمام المسيح والآب فيه إذن فلننتبه جدًا حينما يداهمنا الضيق، لأننا عندما نجوزه برضى ونتقبله كما تقبله المسيح على الصليب كإرادة الآب عن رضى وسرور داخلي، ننال قوة الصليب، ونذوق النور والحق والحياة من خلال الحزن والألم والضيق. الصليب، هو بحسب فعله السري في كيان الإنسان والجسد محيى حقًا، فإذا استطعت أن تحتوى الصليب في قلبك كهدية حياة من السماء، فلا الباطل الذي في العالم يستطيع أن يغشاك ولا ظلمة العالم تستطيع أن تطفئ نور الحياة داخلك، ولا أي ضيقة في العالم أو خطية تستطيع أن تحصرك أو تربطك هذا لو قبلت الصليب كقوة غلبة وخلاص في شخص المسيح المصلوب. وهذه هي حقيقة الإنجيل كله: "قوة الله للخلاص"، و"قوة الله"، و"حكمة الله" و"مجد الله". وهذه الحقيقة هي التي انكشفت لجميع الشهداء والقديسين، فقبلوا الصليب بفرح من أجل ما وراءه من سرور ونصرة. لهذا فإن كل من أدرك سر الصليب فإنه لا يعود يتهرب من الضيق أو يخشى الظلم أو يخور تحت الاضطهاد فسرُّ الصليب قوة وهبت لنا لتسكن داخل قلبنا وأجسادنا لتحول كل ما فينا وكل ما هو خارجنا لحساب مجد الله. وهى كهدية، تظل بلا قيمة إلى أن ندخل الضيقة، أو إلى أن تتضافر ضدنا قوى الظلام، حيث يبدأ الصليب يعمل عمله ليتمجد الله في موتنا وحياتنا. |
||||
26 - 04 - 2013, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 3056 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة الصليب
* ماذا يعنى السيد المسيح له المجد بأن نحمل صليبه ونسير وراءه؟ من شروط التلمذة الحقيقية للسيد المسيح هو حمل الصليب ونسير في إثره، وفى ذلك معاني روحية عميقة: {1} بذل النفس: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16). {2} أعظم الحب: "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13). {3} تتميم إرادة الله حتى الموت: "إن شئت أن تجيز عنى هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك" (لو22: 42). {4} احتمال الخزي: "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي فجلس في يمين عرش الله" (عب12: 2). {5} احتمال التعيير: "وبذلك أيضًا كان اللصان اللذان صُلبا معه يعيرانه" (مت27: 44). {6} احتمال الآلام: "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته" (فى3: 10). {7} الاجتهاد إلى آخر نسمة: "فلما أخذ يسوع الخل قال قد أُكِمْلَ. ونكس رأسه وأسلم الروح "(يو19: 30). {8} آخر درجة للطاعة: "وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 8). {9} قتل روح العداوة: "ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلًا العداوة به" (أف 2: 16). {10} العمل للصلح حتى الدم: "وأن يصالح به الكل لنفسه عاملًا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السموات" (كو1: 20). {11} التحرر من سلطان الخطية : "عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضًا للخطية" (رو6: 6). {12} دفع الدين وتمزيق الحجة :" إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًا لنا وقد رفعه من الوسط مُسمرًا إياه بالصليب" (كو2: 14). {13} شركة موت وحياة مع المسيح: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ" (غل2: 20). {14} افتخار: "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم" (غل6: 14). {15} افتضاح الشيطان: "إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه [في الصليب]" (كو2: 15). وحينما نؤمن بهذه المبادئ ونعمل بها فنحن نحمل الصليب بحق وندعى مع القديسين "لابسي الصليب"، وهذه الكلمة تعنى الجهاد في السير خلف المسيح حاملين لفضائل الصليب. |
||||
26 - 04 - 2013, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 3057 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عجائب الصليب
القمص أثناسيوس فهمي جورج ما أعجب صعودك على الخشبة بينما ملعون كل من علق عليها، لكنك لم تمسك يا رب في اللعنة بل حملتها وألغيتها، وأعطيتنا أن لا تسود علينا الخطية لأننا تحت النعمة، وبصعودك على الصليب اشتريتنا وعملت لنا الصلح بدمك وباحتمالك للصلب مستهينا بالخزى من أجل السرور الموضوع أمامك. ما أعجب أن تصلب عوض باراباس فتأخذ أنت موضع هذا القاتل (يو 19: 19- 22). وما أعجب أن تكون علة صلبك أنك ملك اليهود لتنهى محاولة آدم أن يكون ملكا بدون الله، فإذا كان آدم الأول قد أراد أن يملك بالتمرد على الله، جئت أنت آدم الثاني لكي تملك بالطاعة والبذل (فى 2: 5). ما أعجب أن تكتب علة صلبك بثلاث لغات "العبرانية واليونانية واللاتينية"، فالأولى لغة الدين والثانية لغة الفكر، والثالثة لغة المجتمع، وكأنك أردت أن يكون هذا تمهيد لطريق الكرازة بخلاصك العجيب على مستوياته الثلاثة الدينية والفكرية والإجتماعية. لقد أردت بتدبيرك الإلهي غير المدرك أن يكون هذا العنوان بلغاته الثلاثة إعلانا لملكوتك جهارا بأكثر اللغات المعروفة. ما أعجب يوم جمعة صلبوتك. إنه يوم واحد معروف لم يكن فيه النور (زك 4: 6) فلم يكن نهارًا عاديًا تشرق فيه الشمس كعادتها من الشروق إلى الغروب، بل في ذلك اليوم غيب الله الشمس في الظهر وقتم الأرض في يوم نور (عا 8: 9)، لأن أذهان صالبيك قد إلتحقت بالظلمة والإظلام فلم ينظروا (مز 69: 23)، فما أعجبك أيها المسيح المصلوب يا من ألبست السموات ظلاما وجعلت المسح غطاءها في ذلك اليوم (أش 50: 3). ما أعجب يديك المبسوطتين على عود الصليب لتجمع الشعوب، فهاتان اليدان تجمعان الكل لأن رأسك تتوسطهما لتكون إله واحد على الكل وبالكل وفي كلنا (أف 4: 6) حيث أن خلاصا واحدا من الأنبياء إلى الإنجيل حققه الرب الواحد عينه عندما بسط يديه لصالبيه لأنه هو ذلك العبد المتألم الممدود الذراعين لخلاص كل الشعوب، والذي على امتداد ذراعيه سيثبت بره وحقه نورا للأمم. ما أعجب أن تحيط بك ثيران كثيرة وأن توثق كذبيحة بربط على قرون المذبح، وما أعجب أنهم قد ثقبوا يديك ورجليك واحصوا عظامك. وما أعجب أن يحصوك مع الأثمة وينظرون إليك ويتفرسون فيك. وما أعجب أن يقتسموا ثيابك بينهم وعلى لباسك يقترعون. وما أعجب أن يجعلوا في طعامك علقما وفي عطشك يسقونك خلا. وما أعجب أن تحفظ جميع عظامك وواحدة منها لا تنكسر. ما أعجبك يا رب وأنت مسمر على الصليب كمن تقول لنا: "لاشئ يمكنكم أن تصنعوه بى قادر أن يوقف محبتى من نحوكم. من الممكن ان تضربونى وتسحقونى وتجلدونى، ويمكنكم أن تصلبونى، لكننى لن أتوقف عن محبتكم، هذا هو عظم محبتى لكم (يا أبتاه إغفر لهم)". إن ما حدث على الجلجثة كان نافذة يمكننا ان نرى من خلالها قلب المحب المتألم من أجلنا. لقد قدم الإنسان لله ذبائح كثيرة لعدة قرون خلت، أما أنت يا رب فما أعجب ذبيحة جلجثتك التي قدمت فيها ذاتك فدية عن الإنسان، وهذا هو حبك العجيب لكل واحد منا. ما أعجب صلبك وآلامك التي جمعت الجرح والدواء معا، المرضى والطبيب، فما قد سقط في الموت أقمته من جديد إلى الحياة، وما وقع تحت الفساد طردت الفساد عنه. لقد ظهرت كأنك أمسكت في الموت بينما أنت أقوى من الموت. أرادوا أن يحرموك من الحياة وأنت معطى الحياة. إنه سر أتخاذك أيها الكلمة بالجسد الإنسانى لتصنع سر الفداء. ما أعجب أن تصلب بين لصين، واحد عن يمينك والآخر عن يسارك، بينما أنت سيد عظيم ورب وفادى. وما أعجب أنهما احتلا اليمين واليسار لك يا رب عوض يعقوب ويوحنا. وما أعجب أن الذي صلب على يسارك كان يعيرك لكي تحصى مع أثمة ليس بسبب اللصين بل من أجل أنك حسبت خاطئا من الخطاة بل أخطى الخطاة جميعا، بل الحامل للخطاة ولخطاياهم معا. وما أعجب هذا اللص الذي آمن في الوقت الذي فيه فشل المعلمون، واعترف بذاك الذي رآه مسمرا على الصليب ولم يره قائما أو ملكا. وما أمجدك وأعجبك يا يسوع المصلوب لأنك جلبت اللص المصلوب معك من الصليب إلى الفردوس. ما أعجب أن تصلب مع لصين ومن أجلهما حتى أن من يقبلك منهما ترتفع به إلى فردوسك. ما أعجب أن تفتح باب الفردوس للص وأنت معلق على الصليب بينما هو لم يراك متجليا على جبل طابور، لكنه رأى المسامير والصليب والهزء، وأبصر صليبك وعرش قضائك الذي صلبت عليه أيها الديان في الوسط، لكنه آمن فخلص، والآخر جدف فدين، لتتأكد الخليقة كلها من أنك ديان الأحياء والأموات، نعم فالبعض سيكون عن يمينك والآخر عن يسارك. ما أعجب أن يجدف عليك وأن تتهم بأنك لا تقدر أن تخلص نفسك بينما أنت وضعت ذاتك بإرادتك وسلطانك وحدك لترضى مشيئة أبيك، وأنت القادر أن تحضر جيوش من الملائكة لتهلك الأثمة، لكن كان يجب أن تشرب الكأس التي يريد الآب أن يقدمها لك. ما أعجب أن تصلب أنت العود الرطب الذي تحمل أوراقا وثمار وأزهارا لتى هي تعاليمك وقوة لاهوتك ومعجزاتك التي لا ينطق بها. حقيقة أنك العود الرطب لأنك أنت الحياة وقوة الطبيعة الإلهية أما نحن البشر فندعى العود الجاف، ولكن بك تكون لنا الجرأة والقدوم عن الثقة (أف 3: 12). ما أعجب أن بتمدد جسدك على خشبة الصليب وأنت الحمل الذي بلا عيب ولا دنس، بينا صنعت هذا التدبير الخلاصى لتجعل حياة البشر تعبر من الشر إلى الخير. وما أعجب أن يموت الحمل الإلهي نحو المساء لأن آلامك تمت في آخر الزمن حيث مساء العالم، فليس في قدور أحد آخر أن يجعل المائت غير قابل للموت سواك أنت يا ربي يسوع المسيح إذ أنت "الحياة نفسها" يا صاحب الاسم العجيب. لقد حملت حزنى لتهبنى سعادة ونزلت حتى هوة الموت لترجعنا للحياة ثانية، وتألمت لتنصرنا على الحزن. إنك تتألم لا بسبب جراحاتك بل بسبب ضعفاتنا، وهذا الضعف ليس من طبعك يا رب لكنك أخذته لأجلى. ما أعجب أن يموت الحمل الواحد من أجل الجميع لكي يخلص كل القطيع الأرضى لله الآب، الواحد من أجل الجميع لكي يخضع الجميع لله ولكي يربح الجميع، حتى فيما بعد لا يعيش الجميع من أجل أنفسهم بل من أجل الذي مات من أجلهم وقام. فإذا كنا بعد خطاة مباعين للفساد والموت بذل الآب ابنه فدية من أجلنا، الواحد من أجل الجميع لأن الجميع فيك وأنت أكرم الجميع، الواحد مات من أجل الجميع ليعيش الجميع فيك. الأنبا ياكوبوس جهالة الصليب الصليب بحسب الواقع النظري جمود وخسران وعدم؛ أما بحسب الواقع الروحي فهو تحرك داخلي إلى أعلى، وانتقال من حال إلى حال أسمى، وتغيير جوهري من مستوى جسدي إلى مستوى إلهي، وبشارة عجيبة ومفرحة من موت إلى قيامة!! لذلك نستطيع أن نقول إن الصليب كان الواسطة الأولى التي استعلن المسيح بها أنه ابن الله، لأنه لم يكن ممكنًا بدون الصليب أن تتم القيامة من الأموات بكل أمجادها، ثم أعطانا في صميم طبيعتنا هذا السر العجيب أن نصير مثله (1يو3: 2) -وأيضًا بواسطة الصليب- لننال قيامة تعطينا استعلان بنويتنا لله!! صليب ثم قيامة، هذا هو القانون الذي وضعه ابن الله في نفسه. وفى جسده بموته على الصليب وقيامته، لذلك أصبح من غير الممكن أبدًا أن يدخل الإنسان في خبرة الصليب مع المسيح بإيمان كامل إلا ويحوز على قيامة داخلية وتغيير حياة. الحكم بالصلب، هو أكثر أنواع الموت لعنة وعارًا. هذا هو مظهره، ولكن المسيح استطاع أن يحول هذا الحكم المهين والمزري إلى أعلى وأسمى حقيقة يمكن أن تُسْتَعْلَن على الأرض لمنطق أو لعقل بشرى، وهى القيامة بمجد إلهي!.. هذا هو جوهر رسالة المسيح بالنسبة للإنسان. فصليب العار جعله المسيح، لما قبله على نفسه، قوة محولة قادرة أن تحول ذل الإنسان وعاره وضعفه إلى شركة في أمجاد قيامة المسيح مع هبة التبني لله. هذا هو الصليب الذي لا يزال يُنظر إليه عند كثير من الناس أنه جهالة ولكنه وإن كان جهالة فإن " جهالة الله أحكم من الناس" (1كو1: 25). أي خطة الخلاص العظمى التي فدى بها الإنسان وأقامه من الموت لحياة أبدية. والصليب يظل محصورًا في فكر الإنسان كحقيقة لاهوتية أو مبدأ عقيدي، إلى أن يرتفع إلى المستوى العملي للصليب في حياتنا وذلك حينما نقبل حكم الموت في أنفسنا اضطهادًا أو ظلمًا واعتسافًا بيد الطغاة أو نُسلّم أنفسنا بإرادة حسنة للموت الاختياري، كما يقول القديسون، أي ندخل في عمق الإماتة لنموت عن أنفسنا وشهواتنا حينئذ تبدأ حقيقة الصليب تتجلى في حياتنا كخبرة مضيئة وقوة رافعة. فالإنسان الذي يرفض أن يموت بإرادته عن العالم، ويجزع من أن يصلب أهواءه وشهواته وأعضاءه -من أجل المسيح- هذا الإنسان يظل غريبًا عن حقيقة الصليب. ربما يكون دارسًا مدققًا لمعاني الصليب اللاهوتية متقنًا لمفهوم العقيدة نظريًا وفلسفيًا، ولكن الصليب كحركة داخلية وقوة ترفع الإنسان إلى مستوى تقديس الله، هذا يبقى شيئًا مخفيًا عن عين الإنسان وعقله. لهذا فالصليب لا يمكن أن تكشف قوته الإلهية إلا عند قبول الموت والإماتة. وهكذا يظل الصليب جهالة ورعبة وموتًا جاهلًا لا يستطيع الإنسان أن يقترب منه، إلى اللحظة التي فيها يكشف الروح للإنسان عن سر مجد الشركة في صليب ربنا يسوع المسيح، حينئذ تدفع النعمة الإنسان في طريق الصليب ليذوق -في شجاعة- معنى الموت المحيى مع المسيح. وحينئذ يتجلى الصليب كحكمة الله وقوة الله للخلاص. إن أصدق علامة لحمل الصليب هي أن يكون البذل والإماتة والخسارة عن رضى وحب وسرور، بمعنى أن أفقد بالفعل ذاتي وأنكرها، ذاتي التي تطلب الشكر والمديح ورد الجميل. هنا تبدأ فعلًا صورة الصليب، حيث لا يكون عائد كرامة أو شكر أو ربح من أي نوع، بل على النقيض نكران وهجران وعداء واعتداء. يلاحظ هنا أن مواصفات الصليب مأخوذة من مشهد الجلجثة ومحاكمة المسيح بعد حياة كلها بذل وحب. |
||||
التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 26 - 04 - 2013 الساعة 06:01 PM |
|||||
26 - 04 - 2013, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 3058 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المناجاة مع الآب في ليلة الصلب نيافه الأنبا بيشوي سجّل لنا القديس يوحنا فصلًا كاملًا عن مناجاة السيد المسيح للآب في ليلة آلامه وصلبه، ونذكر منها العبارات التالية أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته أنا أظهرت اسمك للناس وهم قبلوا وعلموا يقينًا أني خرجت من عندك وكل ما هو لي فهو لك وأنا ممجد فيهم ولست أنا بعد في العالم أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك ليكونوا واحدًا كما نحن لأجلهم أقدّس أنا ذاتي يكونون معي ليكون فيهم الحب الذي أحببتنى به |
||||
26 - 04 - 2013, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 3059 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب عليك اتكالنا
ربي... ها أنا ساجدة امامك .... اصغي الى الهاماتك.... احاول ان افهم مقاصدك... ارغب ان اتمم مشيئتك... فارسل لي يا رب روحك القدوس... واجعله يملي عليّ ما يريح النفوس.... تكلّم يا رب فان عبدتك تسمع.... حقق لي امنيتي واجعلني من الفرح ادمع .... امين |
||||
26 - 04 - 2013, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 3060 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دخول السيدة إلى الهيكل
تعيّد الكنيسة في هذا اليوم (21 / 11) لعيد دخول والدة الإله إلى قُدس الأقداس، في العهد القديم كان رئيس الكهنة اليهودي يدخل مرّة واحدة في السنة إلى هيكل سليمان. لكن مع دخول العذراء إلى هيكل الرب، هناك وراء الحجاب الحاجز، أصبحت، حسب القديس غريغوريوس بالاماس، هي نفسها قدس الأقداس لأنه في أحشائها، وبواسطة الروح القدس، ولمرة واحدة، دخل رئيس الكهنة الوحيد والعظيم كلمة الله وابنه، السيد المسيح. هناك داخل الهيكل ولاثنتي عشرة سنة خدم الملائكة العذراء مقدّمين لها طعاماً سماوياً. هي تدعونا في هذا العيد أن ندخل إلى قدس الأقداس، ولكن، وبحسب رأيي، هناك سبع أبواب بعبورنا إياها نكون قد بدأنا الدخول إلى قدس الأقداس: 1. نعبر الباب الأول عندما ندخل الكنيسة في الآحاد وكل المناسبات الكنسية، للقداس الإلهي وللمناولة المقدسة. 2. نعبر الباب الثاني عندما ندخل جرن دموع التوبة، أي عند ممارستنا لسر التوبة والاعتراف. 3. نعبر الباب الثالث عندما ندخل إلى غرفتنا، قلايتنا، لنعيش صلواتنا اليومية المختلفة من صلاة النوم الصغرى أو المديح أو البراكليسي أو… 4. نعبر الباب الرابع عندما نقرأ الكتاب المقدس أو حياة القديسين أو أي كتاب روحي. 5. نعبر الباب الخامس عندما ندخل إلى قلبنا ونبدأ هناك الصلاة القلبية ذاكرين اسم يسوع طالبين منه الغفران والرحمة: “يا ربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا عبدك الخاطئ”. 6. نعبر الباب السادس عندما ندخل بيوت الفقراء بالروح أو بالجسد ونساعدهم فنرى في وجههم نور المسيح. 7. أما الباب الأخير السابع فنعبره عندما نصون وصايا الله عاملين على اقتناء الفضائل المسيحية. هكذا يا إخوة، أولاً: نحن لا نستطيع أن نهمل أو نغيب عن القداس الإلهي والمناولة المقدسة، لأن السيد يؤكد لنا: “من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يو54:6). ثانياً: لا نستطيع إهمال جرن الدموع، لأن من سر التوبة والاعتراف ينبع الخلاص. تعليم السيد من بدايته كان عن التوبة. “من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات” (متى17:4)، أما وصيته الأخيرة لتلاميذه والتي أخذها عنهم تلاميذهم حتى يومنا هذا: “من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت” (يو23:20). ثالثاً: لا تستطيع كمؤمن مسيحي أرثوذكسي أن تُهمل صلاتك الفردية لأنها وصية السيد: “صلّوا بلا انقطاع” (اتس17:5)، فادخل إلى مخدعك وصلّي للتواصل مع الروح القدس. وإذا فعلت: “وأما أنت فمتى صلّيت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلّي إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” (متى6:6). لأنه: “أنا أقول لكم اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم” (متى 7:7). رابعاً: لا نستطيع إهمال قراءة الكتاب المقدس، لأن فيه الحقيقة لأن المسيح هو النور الحقيقي “أنا هو نور العالم” (يو8:12)، هو بشّر بذلك حتى أنه أكد للسامرية ذلك: “أنا الذي أكلمك هو” (يو26 :4)، أي المسيا مخلص العالم، فنحن بحاجة لقراءة الكتاب المقدس حتى نعرف السيد أكثر وعلى حقيقته. خامساً: لا نستطيع إهمال الصلاة القلبية التي تُقال بكلمات قليلة، لأن في القلب هناك الملكوت الداخلي، وبالصلاة القلبية نؤكد ذلك، أما الذين يدركون ملكوت السموات هم فقط الذين لديهم الذهن الطاهر والنقي. سادساً: لا نستطيع إهمال وصايا الله في الكتاب المقدس لأنه طلب الله “إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا” (متى17:19)، “إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي” (يو15:14)، والوصية الأولى: “فقال له يسوع تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك” (متى 37:22)، والوصية الثانية مشابهة للأولى “والثانية مثلها. تحب قريبك كنفسك” (متى39:22)، القريب ليس الصديق والقريب فقط بل حتى العدو “أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم” (لو27:6). سابعاً: وأخيراً، لا نستطيع إهمال التواضع. “لذلك يقول: يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة” (يعقوب6:4)، فقط بالتواضع وبدون عمل آخر يخلص الإنسان، بالتواضع يستطيع الإنسان اقتناء كل المواهب السماوية لأنه بالتواضع يستطيع أن يلبس المسيح. إذا استطعنا الدخول يومياً من هذه الأبواب السبعة نستطيع العبور في نهايتها إلى أورشليم السماوية إلى ملكوت السموات. |
||||