الشيخوخة والرقاد
لم تُشفَ القروح في قدمَيْ الييروندا حتى العام غ±ظ©ظ©ظ¢، لم يكن يتناول، بسبب التحسُّس منها، إلاّ الفاكهة والخضروات وقليل من الزيت. وكان الشفاء منها عجائبياً. إلاّ أنه أُصيب بمرض ثقيل آخر هو مرض الجفاف، حيث كان يضطر لشرب كميات كبيرة من الماء، بخاصة في الصيف، مما سبّب له نوبات من الدوار، كما أن عينيه تأثّرتا... وكان يتضرّع الى العذراء أن تهبه أن يخدم نفسه بنفسه حتى آخر أيام حياته.
بعد عام غ±ظ©ظ©ظ¤ أصبح الييروندا شبه أعمى. إلاّ أنه لم يفقد عفويّته وحيويّة نفسه وظُرف معشره مع زوّاره والإخوة. وكانت صلاة يسوع بالمسبحة ترافقه دائماً. كان الإخوة الرهبان يتناوبون على خدمته باستمرار. وقد تمّ هذا الترتيب لأن كلاً منهم كان يتمنى أن يبقى هو بقربه لخدمته.
حتى يومه الأخير، لم يبدُ عليه أنه "ضيّع عقله"، أو أنه لا يدرك ما يقول أو ما يسمع. نعم ضعفت ذاكرتُه إلاّ أنه كان يسمع ويفهم كل ما يحدُث ويُقال، مهتمّاً بما يجري ومُتابعاً أمور الأخوية من بعيد.
في شهر تشرين الثاني غ±ظ©ظ©ظ¦ أصابته وعكة صحيّة أَلقته طريح الفراش وفاقد الوعي، أقام لفترة صامتاً في سرّ عميق، فقط كان يتأوّه من الألم من حين لآخر، أو يبتسم. في الفترة الأخيرة كان يفضّل الجلوس في سريره وأرجله نازلة على الأرض، وهو منحنٍ، في وضعيّة صلاة، في هذه الوضعيّة أخذه الربُّ إليه بهدوء وسلام في ظ¢ظ§ شباط غ±ظ©ظ©ظ¨.
إن قلبُه المفعم حُبّاً ما يزال يرافقنا، يصلّي من أجلنا. آمين.
لخّصها عن الأصل اليوناني الأخ يوسف كبا
من موقع التراث الأورثوذكسي