ويقول الشهيد يوستين (165م): [إن الذين خلصوا من شعب إسرائيل في مصر إنما خلصوا بدم الفصح الذي مسحوا به قوائم أبوابهم وأعتابهم، لأن الفصح كان المسيح الذي ذُبح فيما بعد! فكما أن دم الفصح خلَّص الذين كانوا في مصر، هكذا دم المسيح يحفظ من الموت الذين يؤمنون به. ولكن هل هذا يعني أنه إذا لم تكن هذه العلامة موجودة على الأبواب كان الله يُخطئ في معرفة (الذين له)؟ كلا، ولكن هذه العلامة كانت استعلاناً مسبقاً عن الخلاص الذي سيتم بدم المسيح الذي به يخلّص جميع الخطاة في كل الأمم عندما يتقبلون الصفح عن خطاياهم ولا يعودون يخطئون] [11]
ويؤكد القديس هيبوليتس (235م) نفس هذا المفهوم قائلاً: [إن الدم عندما مُسح به كعلامة صار هو السرّ القائم في ختم دم المسيح. نعم إن هذه العلامة لم تكن هي ذات الحقيقة بعد ولكنها مثال للحقيقة الآتية: أن كل الذين يأخذون هذا الدم ينطبع على نفوسهم، كما حدق وانطبع على بيوت اليهود عندما مُسحوا به كأمر الناموس، فكل الذين (أخذوا هذه المسحة) يعبر عنهم الهلاك.
فالدم كعلامة هو الخلاص، كما كانت على البيوت كذلك على النفوس، لأن النفوس بالإيمان وبالروح القدس ما هي إلاَّ بيوت (هياكل) مقدسة. هذا هو سرّ البصخة العامة (العبور) للعالم كله] [12]
============================
[1] (خروج 5: 1-3؛ 7: 16)
[2] (خروج 10: 8)
[3] (خروج 10: 26)
[4] (لوقا 9: 62)
[5] (خروج12: 1 – 11)
[6] (خروج12: 13)
[7] (يوحنا 8: 36)
[8] (أفسس 2: 4 و5 و10)
[9] كما ترك شعب إسرائيل مصر خلفهم وعبروا البحر إلى البرية
[10] (On the Gospel of St. John, Tractate LV)
[11] (أنظر شرح سفر الخروج – دير القديس أنبا مقار ص 238)
[12] (أنظر شرح سفر الخروج – دير القديس أنبا مقار ص 239)