14 - 02 - 2020, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس اللاهوتي
خطبة الوادع
ألقى القدّيس غريغرريوس خطبة وداعية طويلة. دونك بعض ما جاء فيها نسوقه تعبيراً عما كان يجول في نفسه وعما كان عليه الواقع آنذاك: "... إن هذا الحقل كان وقتاً ما قليلاً وفقيراً... هذا الشعب أصبح عديدا بعد أن كان زهيداً، ومجموعاً بعد أن كان متبدّداً، ونشيطاً بعد أن كان خاملاً وهو محسود الآن بعد حال يرثى لها... أيها الرعاة الزملاء الأحباء! ها أنذا والأولاد الذين أعطانيهم الله، بهم أتحفكم... أمام الملائكة والبشر... لتعرفوا أننا فقراء ونغني كثيرين... إذا كان عملي يستحق المديح فشكراً لله... ما طمعت في شيء من هذا الشعب... ولا أحزنت الكنيسة في أمر ما... حفظت الكهنوت نقياً بغير دنس... إن كنت قد شُغِفتُ بالسلطة والمركز، أو بسمو العروش والكراسي... أو غرّني توطّؤ أعتاب الملوك فلأُحرَم من كل مجد في الآخرة... فإذا كانت لي غاية من خدمتي، وإذا كان لي حق في المكافأة على أتعابي فكافئوني مشكورين جداً بإعفائي وإراحتي من تعبي الطويل... أكرموا غربتي ورحيلي. نصِّبوا غيري في مكاني. نصّبوا من عنده الاستعداد لأن يُضطهد من أجلكم ويداه طاهرتان وكلامه متزن... أما أنا فعاينوا جسدي ووفاضي وما أنا فيه من الوهن والضعف والانحلال... |
||||
14 - 02 - 2020, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس اللاهوتي
أعييت وتعبت مقاوماً كلام الحسّاد الأعداء والأخصّاء. فبعضهم يقرع الصدر ويصرف الأسنان، وهو أقلّ خطراً لأن اتقاء العدو الظاهر غير عسير. وأما العدو غير الظاهر فأضرّ وأفتك... الشرق والغرب انقسما جهتين متعارضتين... محبة الخصام تقذف بنا على التوالي من حال إلى حال... اليوم نتحزّب ونتعصّب لهذه الجهة حسب تلقين زعمائنا، وغداً تهبّ ريح معارضة فتبدّل الأهواء والاتجاهات... كم من مسيء إلينا محسوب علينا؟!... أية مصائب لم نكابد... على يد الآريوسيين... ألم نشهد الإهانات والتهديدات والطرد... وإحراق الكهنة على البحر... ألم نرّ الهياكل ملطّخة بدم القدّيسين، وبعضها تحوّل إلى مقابر... ألم نرى الجمهور يذبح الكهنة والأساقفة... ألم يكن التجوّل ممنوعاً على الأرثوذكسيين وحدهم... ألم نُطرد من الكنائس... ونلاحق حتى في البراري... وماذا كان بعد ذلك؟ صرنا أقوياء والظالمون انهزموا! لكن الحسد ضدّنا ظهر أفظع من هذا وأنفذ والكنيسة تضطرب من الداخل. فإذا كنت أنا يونان المسبّب هيجان البحر والعاصفة والمهدِّد بخطر الغرق فاطرحوني في قلب اليم ونجّوا السفينة من الغرق وأعيدوا السكينة والراحة إلى الكنيسة...
|
||||
14 - 02 - 2020, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس اللاهوتي
ربما أُلام أن ليس عندي مائدة غنيّة بالمآكل ولا ثياب لائقة بالرتبة ولا أبّهة الظهور ولا عظمة الوجاهة والتصرّف. لم أكن أعلم إنه يلزمني أن أعاشر القناصل والولاة... وكل أولئك الذين لا يدرون أين يبذّرون غناهم. لم أعلم إنه كان ينبغي لي أن أعيش الترف من مقتنى المساكين وأتخم معدتي بالمآكل. لم أعلم إنه يجب أن أركب العربات المذهّبة تجرّها الجياد المطهّمة، وأن أُلاقى واُستقبل بخضوع وخنوع... فإذا كنتم قد استثقلتم شيئاً من هذا... فنصّبوا عليكم آخر يرضى الشعب عنه. أما أنا فأعيدوا لي حرّيتي وبرّيتي وربّي... الوداع أيها الشرق والغرب... حبذا لو اقتفى أثري وابتعد ابتعادي ولو قليل من الرؤساء... المبتعدون عن الكراسي لهم الله وما يعد به من عروش عالية أعلى بكثير من عروش العالم وأسلم من الخطر...
أيها الأبناء تمسكوا بالعادات الشريفة والتقاليد التي تسلمناها. نعمة ربّنا يسوع المسيح معكم أجمعين. |
||||
14 - 02 - 2020, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس اللاهوتي
أيامه الأخيرة
سنوات قدّيسنا الأخيرة من حياته قضاها في أرينزة يكتب الرسائل والشعر ويدافع عن الإيمان من وقت لآخر، ويتابع، بأمانة، الصلاة والممارسات النسكية قدر طاقته. كان أحياناً يغور في أحد الكهوف ينام على المسوح ويصادق الحيوانات. وقد أوصى بكل ما بقي له للفقراء. أما وفاته فكانت في السنة 389 أو 390م عن عمر ناهز الستين. |
||||
14 - 02 - 2020, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس اللاهوتي
كيف كانت هيأته؟
كان حيوياً قصير القامة، أصلع، ذا لحية ورموش حمراء، متجعّداً، يعاني من الأوجاع بصورة شبه متواصلة، مضنى من الأسهار والأصوام، فقيراً، رثّ الثياب. يتكلّم بعفوية. قاطعاً في كلامه. لا يخشى أحداً. ساخراً بشكل غير منضبط. هو الوحيد الذي كان يسخر من باسيليوس أحياناً. وكان حاد الطبع متجهّم الوجه لا تسرّه صحبة أكثر الناس. يميل إلى الابتعاد عن العالم بشكل حاد. وكان شاحب الوجه، له ندب فوق عينه اليمنى. بقي يقرأ ويكتب طيلة أيامه. هو أول شاعر مسيحي بمعنى الكلمة وكان يكتب النثر ملائكياً. أحبّ الله أولاً، ثم البلاغة، ثم الناس، بهذا الترتيب. نُقلت رفاته، بعد قليل من موته، إلى القسطنطينية حيث بقيت إلى زمن الصليبيين الذين سرقوها إلى رومية سنة 1204م. وهي اليوم في الفاتيكان، في كنيسة القديس غريغوريوس التي صمّمها مايكل أنجلو. |
||||
14 - 02 - 2020, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس اللاهوتي
طروبارية القديس غريغوريوس اللاهوتي باللحن الأول إن المزمار الرعائي لتكلمكَ في اللاهوت، قد قهر أبواق الخطباء وغلبها، فبما أنك التمستَ أعماق الروح قد أُضيف إليكَ حسن النطق أيها الأب غريغوريوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. |
||||
14 - 02 - 2020, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس اللاهوتي
قنداق باللحن الثالث أيها المجيد لقد حللتَ بلسانكَ المتكلم بالإلهيات، اشتباكات الخطباء، فزينتَ الكنيسة بحلَّة استقامة الرأي المنسوجة من العلاء، فإذ قد تسربلَتها فهي تصرخ معنا نحو أولادكَ قائلةً: السلام عليكَ أيها الأب, ذو العقل السامي المتكلم باللاهوت. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص |
أبينا الجليل في القديسين لوقيوس الرومي |
أبينا الجليل في القديسين نونس |
أبينا الجليل في القديسين أفستاتيوس كيوس |
أبينا الجليل في القديسين ليونيدس الأثينائي |