24 - 04 - 2019, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس نيقولاي فيليميروفيتش
اعتقاله
عام 1941، احتلّت القوّات الألمانيّة يوغسلافية واعتقلت الأسقف نيقولاي مع البطريرك جبرائيل دوزهيش وأودعتهما معتقل داشو في ألمانيا. عُرف هذا السّجن بعدم إنسانيّته. أمضى نيقولاي فيه سنتين عانى خلالهما أشدّ التّعذيبات الّتي يمكن أن يحتملها إنسان. وقد نسب نجاته من هذه المحنة الصّعبة إلى والدة الإله فكتب لها في السّجن "القانون الابتهالي وصلاة لوالدةالإله الكليّة القداسة" بالإضافة إلى مؤلّف عن يوميّاته في السّجن. وقد سأله أحدهم:"هل يدمّر المعتقل الحياة الرّوحيّة أو يحييها؟". فأجاب الأسقف نيقولاي:" أنت جالسٌ في الزّاويّة وتقول لنفسك: "أنا تراب، أنا رماد، يا ربّ خذ روحي". وفجأة ترتفع روحك وترى الله وجهاً لوجه ولكنّك لا تتحمل هذه الرّؤية فتقول له: "يا ربّ لا أستطيع، أعدني مجدّداً إلى حيث كنت" وهكذا من جديد تقبع في الزّاوية ساعاتمتتالية وطويلة وتقول لنفسك: "أنا تراب، أنا رماد، يا رب خذ نفسي" ومن جديد يرفعك الرّبّ الإله لتعاينه... لو كنت أستطيع لكنت أستبدل كلّ سني حياتي بساعة واحدة في معتقل داشوا!". في 8 أيار 1945، أُطلق سراحه بفضل الفيلق الأميركيّ. التجأ بعدها المعترفان نيقولاي وجبرائيل إلى بريطانيا. من هناك عاد جبرائيل إلى بلغراد كبطريرك، أما نيقولاي فانتقل إلى أميركا للمرّة الرّابعة والأخيرة. هناك بدأ الأسقف المنفيّ بإلقاء المحاضرات في عدد من المؤسّسات التّعليميّة بعدما استعاد عافيته من آلامٍ في الظّهر والسّاق. |
||||
24 - 04 - 2019, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس نيقولاي فيليميروفيتش
في المنفى
في حزيران 1946، مُنح دكتورا في اللاهوت من جامعة كولومبيا نظراً لتفوّقه الأكاديميّ. هذه كانت الدّكتورا الخامسة والأخيرة الّتي نالها. بين العامين 1946 و1949، علّم المغبوط نيقولاي الدّائم الوفاء لبلده في معهد القدّيس سابا في ليبرتيفيل في إيلينوي. أيقن نيقولاي أهميّة نقل التّعليم الأرثوذكسيّ باللّغة الإنكليزيّة للصرب الّذين ولدوا في أميركا فنشر عدداً من مؤلّفاته الدّينيّة باللّغة الإنكليزيّة. وآخر كتاب كتبه كان سيرة القدّيس سابا. ويقول أحد الأساتذة في المعهد، الدّكتور فيسيلين كسيش إنّ هذا الكتاب يكشف جانباً من تفكير الأسقف نيقولاي وتأمّله في نهاية حياة القدّيس سابا: فالقدّيس سابا انكفأ إلى بيت الصّلاة في ستودينيكا وصلّى إلى ربّه أن يسمح له أن يرقد في بلدٍ غريب. لماذا طلب هذا من ربّه؟ في ظن نيقولاي هناك عدّة أسباب منها: كان القدّيس سابا يعترض على الوضع السّياسيّ المتقلقل في بلاده، وأراد أن يسترعي انتباه شعبه إلى ذلك، بالإضافة إلى قناعته أنه يستطيع أن يساعدهم أكثر من خارج البلاد. هذه الأسباب الثّلاثة هي الّتي ربّما دفعت الأسقف لأن يأتي إلى أميركا ويمكث فيها إلى نهاية حياته. |
||||
24 - 04 - 2019, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس نيقولاي فيليميروفيتش
عام 1951، انتقل الأسقف نيقولاي إلى دير القدّيس تيخون الرّوسيّ في بنسلفانيا. هناك أمضى آخر خمس سنوات من حياته كمعلّم ثم كعميد وأخيراً كمدير للمعهد. محبته الّتي لا تعرف حدوداً لشّعب الله، دفعته إلى نشر مقالات باللغة الرّوسيّة للوافدين إلى الدّير. مرونته في استعمال اللّغات المختلفة كانت مذهلة للجميع. كان يستطيع القراءة والكتابة والتّكلّم بسبع لغات مختلفة. في دير القدّيس تيخون كان مثالاً للتّواضع، وصورة للأب المحبّ يصعب نسيانها. للرّهبان كان كأحد الشّيوخ في الدّير، وللمؤمنين كان الأب الكاهن الّذي يعكس وجه الله. كان يلتقط أبسط التّفاصيل ليحوّلها إلى مفهوم إنجيليّ عميق.
إلى جانب نشاطه في الدّير كان نيقولاي يلقي محاضرات في المعهد اللاهوتيّ للقدّيس فلاديمير في نيويورك والمعهد الأرثوذكسيّ الرّوسيّ ودير الثّالوث القدّوس في جوردانفيل. لكنّه لم ينسَ قطيعه الصّربيّ إذ أصدر عدداً من الكتب باللّغة الصّربيّة. آخر كتاب له كان "الحبّ الأوحد للبشريّة" نُشر بعد رقاده عام 1958. |
||||
24 - 04 - 2019, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس نيقولاي فيليميروفيتش
رقاده
في 18 آذار 1956، رقد الأسقف نيقولاي في قلايته الوضيعة في دير القدّيس تيخون. يروي الأب أفنازي رقاده كالتّالي: قام الأسقف بخدمة القدّاس الإلهيّ في يوم السّبت الواقع فيه 17 آذار. كل شيء كان غير اعتياديّ وجميل. بعد القدّاس ذهب إلى غرفة المائدة حيث كان الرّهبان جالسين. وبعد حديث قصير، ضرب مطّانيّة صغيرة وتمتم ثلاثة مرّات: "اغفروا لي، يا إخوتي"، ثمّ خرج. هذا كان حدثاً مميّزاً إذ لم يسبق له أن قام بشيءٍ مماثلٍ من قبل. صباح الأحد أتى الأب فاسيلي ليفتقده في قلايته، قرع الباب وإذ لم يحصل على جواب، دخل فوجده راقداً في وضعيّة الصّلاة ساجداً. رقاده كان بين السّابعة والثّامنة صباح هذا اليوم. وقد بلغ من العمر 76 سنة. جرى دفنه في دير القدّيس سابا الصّربيّ في ليبرتيفيل في الجانب الجنوبيّ لكنيسة الدّير. ثمّ في 27 نيسان 1991، نُقلت رفاته إلى صربيا إلى دير شيليجي في ضيعته في ليليش قرب مقبرة القدّيس يوستينوس بوبوفيتش (+ 1979). غرفته في دير القدّيس تيخون تحوّلت إلى مزار حيث يأتي النّاس للتّبرّك والصّلاة. |
||||
24 - 04 - 2019, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس نيقولاي فيليميروفيتش
قال عنه تلميذه القدّيس يوستينوس بوبوفيتش عام 1961 في الذكرى الخامسة لرقاده في الرّبّ:
شكراً، يا ربّ، لأنّ عندنا رسولاً جديداً! شكراً، يا ربّ، لأنّ عندنا إنجيليّاً جديداً! شكراً، يا ربّ، لأنّ عندنا معترفاً جديداً! شكراً، يا ربّ، لأنّ عندنا شهيداً جديداً! شكراً، يا ربّ، لأنّ عندنا قدّيساً جديداً! أُعلنت قداسته في 19 أيار 2003. تُعيّد له الكنيسة الأرثوذكسيّة في 18 آذار و27 نيسان. المرجعان: Orthodoxphotos (1993), Life of St. Nikolai Velimirovich, The New Chrysostom, Bishop of Ochrid and Zhicha. http://www.orthodoxphotos.com/Holy_F..._Velimirovich/ Monateresaintgeny (2009), Saint Nicolas Velimorovitch, Évêque de Zicha et d’Ochrid. http://www.monasteresaintgeny.fr/Fil...imirovitch.pdf منقول من : http://www.holytrinityfamily.org/Studies_articles/St%20Nicholai%20Velimirovitch.html |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|