29 - 09 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية
ذكر الموت دواء:
وأيضاً متى لاحظ القدّيس يوحنا بعض المتعجرفين المتذاكين المازحين الوقحين في محضره كان يقول قولاً كهذا: "يكفينا لكي نخلص، يا أخوتي، أن نتأمل دائماً، وبصورة جديّة، بالموت وأنه متى أتت الساعة فلن يكون للواحد منا رفيق غير أعماله. وعندما يسرع الملائكة إلينا فيا لشقاء النفس، إذ ذاك، إذا كانت غير مستعدّة! سوف نتوسل بدموع لتعطى لنا فرصة أخرى ولو قصيرة، وسيقال لنا: "ماذا فعلت خلال كل هذا الزمان؟! كيف أضعته؟! ويل لي أي مخاوف تقبض على نفسي وكيف أرتجف متى دعيت لأقدم حساباً دقيقاً قاطعاً عما فعلت؟! ألم تسمعوا بما أُعلن للقدّيس سمعان العامودي في رؤيا: "متى خرجت النفس من البدن وأخذت طريقها إلى السماء تلتقيها قوات من الأبالسة، كل في فرقته. فكوكبة من شياطين العجرفة تتصدى لها وتتحسّسها من كل صوب لترى إن كان للنفس أعمال من أعمالها. وكوكبة من الأرواح المفترية تلتقيها فتتصفّحها لترى إن كانت قد تكلمت بافتراء ولم تتب. وأيضاً تنتظرها، في موضع أعلى، شياطين الزنى فيفتشون عما بثّوه في تلك النفس علهم يجدونه. وفيما تساق النفس الشقية لتقدم الحساب في طريقها من الأرض إلى السماء، يقف الملائكة جانباً ولا يعينون. فقط فضائل النفس، إذ ذاك، تعين..." |
||||
29 - 09 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية
كلام القدّيس يوحنا عن الموت كان حياً لدرجة أنه والحاضرين معه كانوا يتمثلون الدينونة كما لو كانت أمام عيونهم فيهلعون ويرتجفون. وكان هو يقول في صرخة صلاة: "أعطنا، ربي، ملائكتك القدّيسين أدلاء يحفظوننا ويهدوننا لأن سخط الشياطين علينا مريع، ومريع الخوف والارتجاف وخطر السفر عبر بحر الهواء. فإنه إذا ما كان السفر من مدينة إلى مدينة على الأرض يستدعي دليلاً يقودنا لئلا نقع في الشقوق وأجحار الضواري أو الأنهر المتعذّر اجتيازها أو الجبال التي لا معبر فيها ولا يبلغ إليها أو في أيدي اللصوص أو في صحاري لا ماء فيها ولا حدّ لها فنتوه، فكم ترانا بحاجة إلى أدلاء وحراس من الله متى انطلقنا في تلك الرحلة الطويلة الأزلية، رحلة الخروج من الجسد إلى السماء؟".
هذه الأقوال وغيرها اعتاد القديس تردادها، وكان لها على السامعين وطأتها فالمتعظمون يتعظون والضاحكون يبكون وذوو العيون الوقحة يطأطئون الرأس ويخرسون والجميع يخرجون على غير ما دخلوا، نخسي القلوب، حزانى على نفوسهم. |
||||
29 - 09 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية
القديس والرهبان:
وأراد يوحنا أن يكون له نصيب في صلاة الرهبان وقد أدرك أنهم ملح الكنيسة، فاهتم بإقامة شركتين رهبانيتين ورتّب لهما حاجات الجسد وبنى لهما قلالي جاعلاً الواحدة تحت شفاعة والدة الإله والأخرى تحت شفاعة القدّيس يوحنا المعمدان. وكان قوله لهم هكذا: "ليكن معلوماً عندكم أني قد أخذت على عاتقي، بعد الله، قضاء حاجاتكم في الجسد، ولكن عليكم أن تضعوا نصب أعينكم خلاص نفسي بحيث تكون صلواتكم المسائية وسهراناتكم من أجلي أنا لدى الله. أما سر الشكر، متى أقمتموه، فيكون من أجلكم أنتم ولنفعكم". هذا وقد انطب عت الحياة في المدينة، بتأثير هاتين الشركتين، بطابع شبه رهباني حتى كان مألوفاً أن تمتد الصلوات والتراتيل إلى الله، في أنحاء المدينة، الليل بطوله. |
||||
29 - 09 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية
الناس والقداس:
والقداس الإلهي أولاه القديس يوحنا أهمية بالغة وما كان ليطيق خروج الناس بعد قراءة الإنجيل أو تجمعهم في باحة الكنيسة واستغراقهم في الأحاديث البطالة. لهذا السبب كان أحياناً يخرج إلى خارج الكنيسة بعد تلاوة الإنجيل ويجلس هناك بين الشعب. وطبعاً كان تصرفه يثير استغراب الناس وتسألهم. فكان يقول لهم: "يا أولادي، حيث تكون الرعية فهناك ينبغي أن يكون الراعي أيضاً. ادخلوا إلى الكنيسة فأدخل معكم وإلا فسأبقى هنا معكم. لأني إنما أتيت إلى الكنيسة من أجلكم وكان بإمكاني أن أبقى في الدار البطريركية وأقيم الخدمة هناك لو كان الأمر يخصّني وحدي". هذا الموقف من قبل البطريرك كان يربك القوم. ولئلا يحرجهم مرة بعد مرة بدأوا يلتزمون البقاء في الداخل إلى آخر الخدمة الإلهية. |
||||
29 - 09 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية
القديس والهراطقة:
وطالما أن حديثنا ههنا هو عن القداس الإلهي فمن المفيد لنا أن نعرف أن مما كان قدّيسنا يؤكده ولا يتسامح بشأنه ضرورة عدم الاختلاط بالهراطقة والامتناع، تحت أي ظرف، من الاشتراك في الكأس الواحدة معهم. وهذا ما كان يقوله: "إذا كان الله يحرّم على أي منا أن يخلي زوجته ويتزوج بأخرى، حتى ولو أقام طويلاً في بلد بعيد منفصلاً عنها، ويستدعي نقضه للنذر الذي قطعه على نفسه في الأساس عقاباً فكيف نفلت نحن من العقاب الذي ينتظر الهراطقة في الزمن الآتي إن لوثنا الإيمان الأرثوذكسي المقدّس بشركة زنائية مع الهراطقة؟ والشركة ندعوها كذلك لأن من هم في شركة واحدة لهم الأشياء مشتركة وهم متفقون فيما بينهم. لذلك أقول لكم لا تقربوا محافل الهراطقة لتشتركوا وإياهم في الكأس الواحدة". |
||||
29 - 09 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية
سامحني يا أخي:
وفي مناسبة أخرى اضطر القدّيس يوحنا إلى قطع شماس عن الخدمة مدة لأنه ارتكب مخالفة فحرد هذا الأخير وأخذ يقول كلاماً جارحاً في حق البطريرك حتى أنه اختلق أخباراً في شأنه وسعى في الوشاية لدى الحاكم انتقاماً منه. فلما بلغ القدّيس في أي حال كان شماسه قال: "من يضعف وأنا لا أضعف؟" (2كور29:11). وأيضاً: "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء" (رو1:15). لذلك قرر أن يستدعيه ويتحدث إليه ثم يعفو عنه لئلا يقع فريسة للذئب العقلي. ولكن، لسبب أو لآخر نسي البطريرك المسألة وانشغل بغيرها إلى أن جاء عيد الفصح. يومها، تذكر البطريرك الشماس الحردان وكان الوقت قداس المؤمنين. وتذكر أيضاً القول الإلهي: "إن قدّمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدّم قربانك" (مت23:5_24). فأمر للحال شماس الخدمة أن يتلو الطلبة "بعد ذكرنا جميع القدّيسين أيضاً وأيضاً بسلام إلى الرب نطلب" وأن يعيدها حتى يعود. أما هو فخرج إلى غرفة القدسات والملابس، ومن هناك أرسل في طلب الشماس المقطوع. وما أن حضر حتى سجد قديسنا أمامه وقال له: "سامحني يا أخي"، فانذهل الشماس وفعل كمثل البطريرك. إذ ذاك، فقط، دخل الاثنان إلى الكنيسة وأكمل البطريرك القداس. هذه بعض أخبار القدّيس يوحنا الرحيم وبعض مزاياه. الكل في سيرته كان ينبض بالإنجيل حياً. وكيانه يبدو أنه وقد أنعجن بالإنجيل إلى حد أن أضحت سيرته إنجيلاً. |
||||
29 - 09 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية
رقاده:
أما رقاده فكان في مسقط رأسه، أماثوس، في قبرص. فلقد اشتدت، في ذلك الزمان، هجمات الفرس على البلاد المصرية وبدت الإسكندرية في حال سيئة. فتمنى نيقيتا الحاكم على البطريرك أن يزور القسطنطينية ليكون للمدينة المتملكة نصيب فيه أيضاً. وبعدما ألحّ عليه أذعن. ولكن، في الطريق إلى هناك حضره ملاك الرب قائلاً: "قم إلى رب السماوات والأرض فإنه يدعوك". فتوقف في أماثوس وكان قريباً منها. عاد إلى مسقط رأسه ليولد من جديد، ولكن، هذه المرة إلى ملكوت السموات. |
||||
29 - 09 - 2016, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: القدّيس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية
ميرسي على السيرة العطرة
|
||||
29 - 09 - 2016, 07:47 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: القدّيس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية
بركة صلاته تكون معنا أمين
ربنا يبارك خدمتك |
||||
29 - 09 - 2016, 08:17 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القدّيس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية
بركه صلاته تكون معانا
ميرسى ربنا يبارك تعب محبتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|