01 - 07 - 2016, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح القداس الإلهي
دستور الإيمان:
عند انتهاء ترتيل “بآبٍ وابن وروح…” يعلن الكاهن: “الأبواب، الأبواب بحكمة لنصغ” ويتلو الشعب دستور الإيمان: “أؤمن بإله واحد..”. في القديم، كان الاعلان: “الأبواب الأبواب” تنبيهاً لحافظي أبواب الكنيسة كي يتيقظوا ولا يسمحوا لأي من الموعوظين الذين يستعدون للمعمودية بالدخول إلى الكنيسة بعد هذا الإعلان، لأنه يحق للمعمدين فقط الاشتراك في الذبيحة الإلهية. اليوم، يدعونا الإعلان إلى إغلاق كل الأبواب المؤدية إلى قلوبنا والتي قد يدخل عبرها أي فكر شرير يعرقل اشتراكنا بجسد ودم الرب أو يمنعه، وإلى فتح ذهننا لكي نعي هذا الإيمان الذي نحن مزمعون أن نعلنه. أما دستور الإيمان فهو بالتحديد اعلان النقاط الأساسية للعقيدة والإيمان المستقيم الرأي (الأرثوذكسي) حول الآب والابن والروح القدس والكنيسة والمعمودية وقيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي. وقد أُدخل هذا الدستور إلى القداس الإلهي في بدايات القرن السادس لأن الكنيسة تعي أن وحدة الإيمان بين الجماعة الكنسية أمر بديهي لابد منه، وإن هذه الوحدة شرط أساسي للمناولة المشتركة. هكذا يتضح لنا وصف القديس اغناطيوس الأنطاكي لسر الكنيسة على أنها سر الوحدة بالإيمان والمحبة (مغنيسية2:1) “لأن القلب يؤمَن به لله والفم يُعترف به للخلاص”(رومية1:10)، لذلك في كل قداس إلهي نعترف “بفم واحد وقلب واحد” بإيماننا ونعلن استعدادنا لتقبّل هذا الإله الذي نعترف به في دستور الإيمان داخلنا. |
||||
01 - 07 - 2016, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح القداس الإلهي
أثناء تلاوة دستور الإيمان يرفع الكاهن الستر الكبير الذي يغطي به الكأس والصينية ويرفرف به فوقهما ويتلو دستور الإيمان. هذه الرفرفة هي صورة للزلزلة التي سبقت قيامة الرب. يرفرف به إلى أن نصل إلى “وقام من بين الأموات” حيث يضعه جانباً صورة لدحرجة الحجر عن باب القبر. ثم يأخذ الستر الصغير ويرفرف به حول القرابين رمزاً لرفرفة الروح القدس، هذا الروح الذي سيحل على القرابين لتستحيل إلى جسد المسيح ودمه.
بعد الانتهاء من تلاوة دستور الايمان يعلن الكاهن: “لنقف حسناً، لنقف بخوفٍ لنصغِ، لنقدم بسلام القربان المقدس”. في هذه اللحظات الرهيبة علينا ان نكون في حالة استعداد وخشوع ورهبة، نفساً وجسداً، لنقدّم القربان المقدس. يجب أن نقف وقفة استعداد شاخصين نحو الملك السماوي وقائلين: “قلبي مستعد يا الله” (مز7:75)، ومرددين مع بطرس الرسول على جبل ثابور: “يا رب جيد أن نكون ههنا” (متى3:17) الرب يتجلّى لنا في القداس الإلهي عبر جسده ودمه الكريمين. |
||||
01 - 07 - 2016, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح القداس الإلهي
يجيب الشعب: “رحمة سلام ذبيحة تسبيح” قال الرب: “أريد رحمة لا ذبيحة” (مت13:9) فالذبيحة بدون رحمة لا معنى لها. الذبيحة المرضية لله هي تلك الصادرة من القلوب المملوءة رحمة ومحبة وسلاماً. لكي نكون مستعدين لتقديم القرابين نحن بحاجة إلى النعمة الإلهية. هذا ما يمنحنا إياه الكاهن: “نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس لتكن مع جميعكم” (2كو7:13). هذا الإعلان إشارة إلى مساهمة كل من الأقانيم الثلاثة في العمل الخلاصي، فالآب من أجل محبته للبشر أرسل ابنه الوحيد لخلاص العالم، والابن بتجسده وصلبه وموته وقيامته وصعوده أعطانا نعمة الفداء، التي تعطى لنا بالروح القدس الذي يسكن فينا بالمعمودية والأسرار الأخرى ويجعل بيننا وبينه شركة إذ يجعلنا هياكل له. يقول الرسول بولس أننا في المسيح يسوع حصلنا على الخلاص الذي به “لنا سلام مع الله.. والذي به أيضاً صار لناالدخول بالإيمان إلى هذه النعمة” (رو5: 1-2). “لا أحد يأتي للآب إلا بي” (يو6:14) لذلك وضع الرسول بولس نعمة ربنا يسوع المسيح في بداية الاعلان.
|
||||
01 - 07 - 2016, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح القداس الإلهي
ثم يحثنا الكاهن “لنضع قلوبنا فوق”. دعوة الكاهن لنا أن يكون الله كنزنا وأن نعطيه قلبنا. “يا بني اعطني قلبك” (أمثال26:23). يجيب الشعب على هذه الدعوة: “هي لنا عند الرب”. نطرح عنا كل خطيئة واهتمام أرضي ونرتفع بقلبنا إلى الله. ويردف الكاهن قائلاً: “لنشكرن الرب”، ألا يسمى القداس الإلهي سر الشكر! فالذبيحة هي ذبيحة شكر لله على كل ما أعطانا. ويجيب الشعب على هذه الدعوة بالقول: “لحق وواجب أن نسجد لآب وابن وروح قدس ..”. سجودنا للثالوث هو التعبير الوحيد عن شكرنا لله على كل ما أعطانا. إن معرفة الله تستحيل علينا دون شكره. فبعدما تمّ كل شيء، أي بعد منح غفران الخطايا وكسر شوكة الموت، لم يبق أمام الإنسان إلا أن يسبح ويشكر، وكأننا مُنحنا الشكر عرفاناً من الله وفرحاً فردوسياً. أثناء ترتيلنا “لحق وواجب…” يتلو الكاهن صلاة باسم المؤمنين نشكر الله فيها لأنه أخرجنا من العدم إلى الوجود، ورغم سقوطنا بالخطيئة منحنا الخلاص. ونشكره على كل احساناته الينا الظاهرة وغير الظاهرة. الإنسان المسيحي هو العبد الشكور ودوماً الذي يؤمن بأن الله يريد خيره وإن كان هو يجهل كيف يعمل الله، ويؤمن بأن كل عطية صالحة هي من لدن الله.
|
||||
01 - 07 - 2016, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح القداس الإلهي
في نهاية الافشين (صلاة الكاهن) يشكر الكاهن الله لأنه قَبِل ذبيحتنا مع أنه يقف حوله ألوف من الملائكة “بتسبيح الظفر مرنمين وهاتفين وصارخين وقائلين.” يرتل الشعب : “قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت (رب القوات السماوية) السماء والأرض مملوءتان من مجدك،..” القسم الأول من هذا النشيد يذكرنا بالتسبيح الملائكي الذي سمعه اشعياء النبي (أشعياء6)، حيث الشاروبيم والسارافيم يحيطون بعرش الله ويسبحون على الدوام قائلين قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت السماء والأرض مملوءتان من مجدك. تسبيح الملائكة هذا يلتقي مع هتاف أطفال أورشليم وهم يستقبلون الرب في دخوله إلى أورشليم: “أوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب” (مت9:21). كلمة “أوصنا” هي كلمة عبرية وتقابلها بالسرياني “هوشعنا” وتعني “خلصنا يا من في الأعالي”. نصرخ نحو الآب متضرعين أن يمنحنا الخلاص مقرين معترفين ومباركين المسيح الآتي باسمه الذي سوف نستقبله على المائدة المقدسة بعد قليل، بل وسنستقبله كالأطفال في داخلنا ونتحد به عبر المناولة. دمج النشيد الملائكي مع البشري إشارة إلى أن السماء والأرض اتحدتا بتجسد المسيح. في القداس الإلهي ندخل الملكوت، والملائكة تخدم معنا ونحن نردد تسبيحهم كالأطفال بقلوب نقية طاهرة لأنه إن لم نعد كالأطفال فلن ندخل ملكوت السماوات (مت3:18) في القداس الإلهي تصير الكنيسة السماء على الأرض.
|
||||
01 - 07 - 2016, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح القداس الإلهي
أثناء ترتيل هذا النشيد يتلو الكاهن صلاة باسم كل الشعب الواقف حوله يقر فيها ويعترف بقداسة الله ومجده. هذا التذكر لما صنعه الله معنا ليس مجرد عرض بسيط للأحداث الخلاصية كفيلم سينمائي، إنما هو أحياء لهذه الأحداث وكأنها حاصلة الآن ونشكل جزءاً منها. لذلك يكرر الكاهن في كل قداس هذا التذكر لكي نحياها في كل قداس إلهي. في نهاية الافشين يعلن الكاهن وهو يشير إلى الحمل (القربان) الموضوع على الصينية الذي سيستحيل إلى جسد الرب يسوع بحلول الروح القدس عليه: “خذوا كلوا هذا هو جسدي…” ويجيب الشعب آمين، أي حقاً. ثم يشير إلى الكأس قائلاً: “اشربوا منه كلكم …”. نحن الآن فعلاً على مائدة العشاء السري، مائدة الملكوت، مع الرب ورسله ونسمع صوت الرب يقول “خذوا كلوا …اشربوا”.
|
||||
01 - 07 - 2016, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح القداس الإلهي
قانون الشكر أو الكلام الجوهري – استدعاء الروح القدس
بعد كلام التأسيس “خذوا كلوا..اشربوا منه كلكم..” يقول الكاهن: “ونحن بما أننا متذكرون هذه الوصية الخلاصية، وكل الأمور التي جرت من أجلنا الصليب والقبر والقيامة ذات الثلاثة أيام والصعود إلى السماوات والجلوس عن الميامن والمجيء الثاني المجيد أيضاً، التي لك مما لك نقربها لك على كل شيء ومن جهة كل شيء”. الذبيحة التي نقدمها هي امتداد وتذكار لما فعله الرب من أجلنا لكي يخلصنا، كما أنها استباق لما سيحدث في المستقبل أي اشتراكنا في مائدة الملكوت والمجيء الثاني المجيد. في هذا الإطار يقدم الكاهن القرابين باسم الشعب الواقف حوله. هذه الذبيحة، كما ذكرنا سابقاً، نقدمها لله لكي نشكره على كل ما أعطانا. الخبز الذي هو عنصر الحياة نقدمه للرب رمزاً لتقديم حياتنا له لكي يقدسنا وندخل الملكوت. ويتلو بعدها الكاهن صلاة استدعاء الروح القدس. رافعاً الصلاة باسم الكنيسة المجتمعة مستعملاً صيغة المتكلم الجمع: “نطلب ونتضرع ونسأل أن ترسل روحك القدوس علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة، واصنع هذا الخبز فجسد مسيحك المكرم،آمين، وأما ما في هذه الكأس فدم مسيحك المكرم، آمين، محولاً إياهما بروحك القدوس آمين . آمين. آمين.”. في هذه الصلاة نصل إلى أهم لحظات القداس الإلهي وأدقها حيث سيتحقق تحويل القرابين إلى جسد المسيح ودمه.القداس الإلهي هو عملية متكاملة وأجزاء القداس لا تنفصل عن بعضها البعض بل تتكامل. هكذا لا يمكن فصل استدعاء الروح القدس على القرابين عن باقي أجزاء القداس وإلا صار بالإمكان اختصار القداس إلى هذه الصلاة بمفردها ثم المناولة. هذه الصلاة تتوج ما كنا نعد له في القداس عبر اجتماعنا مع بعضنا وقراءة الإنجيل والرسالة وإعلان إيماننا ومحبتنا إلخ… ما يميز هذه الصلاة هو استدعاء الروح القدس “علينا” وعلى القرابين الموضوعة. علينا أن نصير هياكل للروح القدس. |
||||
01 - 07 - 2016, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح القداس الإلهي
ويتابع الكاهن الصلاة مؤكداً أن هدف استحالة جسد الرب ودمه “لكي يكونا للمتناولين لانتباه النفس ومغفرة الخطايا وشركة الروح القدس..” نقدم القرابين للآب ويحولها لجسد ابنه ودمه لكي تتجدد حياتنا ونتأله باقتبالنا مصدر الحياة.
يستأنف الكاهن شكره لله على النعم الغزيرة التي منحنا إياها عبر الأنبياء والرسل والقديسين كما نشكره “خاصة من أجل والدة الإله ..” ويصلي بعدها من أجل الراقدين ومن أجل الأساقفة والكهنة والعالم بأسره..ثم يذكر رئيس الكهنة مطران الأبرشية بصوت عالٍ لكي يبقى حافظاً كلمة الله التي هي الحق والحياة ومعلماً لها. المتروبوليت بولس يازجي |
||||
01 - 07 - 2016, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح القداس الإلهي
شرح القداس الإلهي
الجزء 4 القدسات للقديسين: بعد تلاوة الصلاة الربية يعطينا الكاهن السلام لكي نكون مستعدين للاقتراب من الأسرار المقدسة، ويصلي كي تكون هذه المقدسات “لخيرنا جميعاً بحسب حاجة كل واحد منا … ولشفاء المرضى” الله وحده يعلم حاجة كل واحد منا (متى 6:8) وهو وحده يعرف خيرنا وما في قلوبنا. ينهي الكاهن صلاته باعلان “بنعمة ورأفات ابنك الوحيد ومحبته للبشر الذي أنت مبارك معه ومع روحك الكلي قدسه الصالح والصانع الحياة…” يسجد الكاهن أمام القرابين ثلاث مرات قائلاً “با الله اغفر لي أنا الخاطئ وارحمني”، لأنه على وشك أن يحمل الرب بيديه. ثم يرفع لكاهن الحمل بيديه ويعلن: “لنصغ القدسات للقديسين”. دعوة لنا لأن نتيقظ ونكون حذرين. فالقدسات، أي القرابين المتحولة إلى جسد الرب ودمه، يستحقها القديسون فقط. لكن هذا الكلام موجه لنا نحن المجتمعون حول مائدة الرب في الكنيسة، حول الذين يسعون للخلاص من خطاياهم ويطلبون رحمة الرب ويثق بأن الرب”. وتأتي صلوات الاستعداد للمناولة ليعلن فيها المؤمن عدم استحقاقه واتكاله على الرب ورحمته وثقته بمحبة الرب “الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” (1تيمو4:2). |
||||
01 - 07 - 2016, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح القداس الإلهي
المناولة: يرفع الكاهن الحمل الجسد المقدس عن الصينية ويقول: “القدسات للقديسين” الحمل الذي رفعه الكاهن بيديه هو جسد الرب الكريم، وهو القدسات ولا شيء أقدس منه. ولكن القدسات لا يجوز التفريط بها ولا تعطى إلا لمن يستحقها. هذا الكلام موجه إلينا جميعاً لأننا وبحسب تسمية بولس الرسول ندعى قديسين لأننا جميعاً أعضاء جسد المسيح في الكنيسة الواحدة. “بخوف الله وإيمان ومحبة تقدموا” هنا قمة القداس الإلهي، هدف القداس الإلهي هو المناولة، وهنا شروط الدعوة خوف الله وإيمان به ومحبة الله والقريب. فخوف الله أي أن نعي تماماً أن الله هو الخالق وهو الديان الحنون والعادل، ويضاف إلى ذلك الإيمان المستقيم الرأي إيماناً بالله والثالوث وعمل الخلاص، وأخيراً المحبة؛ محبة الله والقريب ومحبة الخلاص لأنفسنا وللآخرين. المناولة تجعلنا متحدين مع يسوع المسيح، ونصير كذلك واحداً مع المشتركين من ذات الكأس. لأن المسيح يسوع هو من يوحدنا مع بعضنا البعض بالحقيقة. ونؤكد أيضاً أننا في المناولة نثبت في المسيح “من ياكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبدية.. يثبت فيّ وانا فيه” (يوحنا6: 54-56). المناولة هي الخبز السماوي وغذاء حياتنا، ولهذا يوصي الآباء القديسون بالمناولة المتواترة. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شرح القداس الإلهي |
شرح القداس الإلهى |
طقس القداس الإلهى |
القداس الإلهي |
طقس القداس الإلهي |