3. المعنى الخاص لمعموديّة الأطفال.
أ) تبرير معموديّة الأطفال – بما أنّ العماد هو سرّ الإيمان، كيف يمكننا أن نقبل قيمة عمادٍ حقيقيّ يتمّ في سنٍّ ينفي، بالمبدأ، أيّ جوابٍ شخصيٍّ عن الإيمان؟
تقوم الإجابة على ضرورة الإنابة، أي ضرورة إيمانٍ ينوب عن إيمان الطفل يضعه تقليد الكنيسة على مستويين: أوّلاً هناك إيمان الكنيسة حيث يتمّ الاحتفال بأيٍّ من الأسرار (وليس فقط عماد الأطفال). يلزمنا هذا بقبول أنّ عبارة "العماد سرّ الإيمان" لا تحمل معنىً ذاتيّاً (يُفترَض بالمعمَّدين أن يجيبوا عن إيمانهم) فحسب، إنّما أيضاً معنىً موضوعيّاً، ففي الحقيقة، عندما تعمِّد، ترسم الكنيسة الهيئة الأسراريّة لإيمانها بخلاص الله. يسمح لنا هذا أن نفهم أنّ المُسند إليه الإيمان ليس أوّلاً شخصاً إنّما الكنيسة، أيّ شعب الله. بعبارة أخرى، تلقي معموديّة الأطفال الضوء على بعض أبعاد الإيمان بحدّ ذاته.
ثانياً، مطلوبٌ أيضاً إيمان الآخرين بمعنى أنّ إيمان الكنيسة لا بدّ وأن ينتقل عبر أشخاصٍ ملموسين.
يرى اللاهوتيّون الذين يقبلون بمعموديّة الأطفال أنّ هذه الأخيرة تجد تبريرها عندما يطلبها مؤمنون (توما الأكويني، الخلاصة اللاهوتيّة، 68 . q, aIII) وليس حكماً الأهل.