منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 06 - 2014, 01:11 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في رياضات الراهب الصالح
1 – لا بد للرَّاهب الصَّالح، من أن تكون حياته غنيَّة بجميع الفضائل، حتى يكون في داخله، على ما يظهر للناس في الخارج.
بل يجب أن يكون، في داخله، أكمل بكثير ممَّا يرى عليه في الخارج، لأنَّ رقيبنا هو الله، الذي من واجبنا، أينما كنا، أن نحترمه احترامًا عظيمًا، ونسلك أمامه بطهارةٍ كالملائكة.
علينا أن نجدد العزم كل يوم، وأن نستحثَّ أنفسنا على النَّشاط، كما لو كان اليوم بدء اهتدائنا، ولنقل:
أيها الرَّبُّ الإله، أعني في عزمي الصّالح، وفي خدمتك المقدّسة، وامنحني أن أبدأ اليوم كما ينبغي، لأنَّ ما فعلته إلى الآن ليس بشيء.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – على حسب عزمنا يكون مدى تقدُّمنا، فلا بدَّ من عظيم الهمَّة لمن أراد حسن التقدم.
وإن كان شديد العزم كثيرًا ما يخفق، فكيف بواهي العزم أن بنادره؟
غير أنَّ هناك طرقًا مختلفة، نتراجع بها عن عزمنا، فإهمال طفيف في رياضاتنا لا يكاد يمرُّ من غير ضرر.
بنعمة الله ينوط الصّدّيقون عزمهم، أكثر ممَّا بحكمتهم الخاصَّة، وهم على الله يتوكَّلون دائمًا في كل ما يباشرون.
" فالقصد للإنسان، أمَّا التَّدبير فلله" (أمثال 16: 9)، "وطريق الإنسان ليست في يده" (ارميا 10: 23).
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – إذا تركنا، في بعض الأحيان، شيئًا من الرياضات الاعتياديَّة، لأجل عمل برٍّ أو لأجل منفعة الإخوة، فمن السَّهل أن نعوض عنه في ما بعد.
أما إذا تساهلنا في تركه عن سأم نفسٍ أو تهاون، فذلك ذنبٌ جسيم، سوف نرى وخيم عاقبته.
إنَّا، وإن عملنا كلَّ ما في وسعنا، لا نزال نخفق بسهولة، وفي أُمور كثيرة.
بيد أنه يجب علينا دومًا أن نقصد قصدًا معيَّنًا، ولاسيما في الأُمور التي تعوقنا بالأكثر.
علينا أن نفحص ونرتب خارجنا وداخلنا على السَّواء، لأنَّ في كليهما فائدة لتقدُّمنا.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – إن لم تستطيع الاختلاء في نفسك على وجهٍ متواصل، فليكن ذلك، على القليل، بين حين وآخر، وعلى الأقل مرَّةً في اليوم، أي في الصَّباح أو المساء.ففي الصَّباح اقصد مقاصدك، وفي المساء افحص سلوكك: ما كانت اليوم أقوالك، وأفعالك وأفكارك؟ فلعلك قد أسأت بها إلى الله والقريب، مرارًا كثيرة. " تنطّق وكن رجلاَ" (أيوب 38: 3) إزاء المكايد الشيطانيَّة.
اكبح الحنجرة، يسهل عليك كبح كل ميل جسدي.
لا تكن أبدًا عاطلًا من كل عمل، بل دائمًا مشتغلًا في قراءةٍ أو كتابة، أو صلاةٍ أو تأمل، أو عملٍ آخر مفيد للجمهور.
أمَّا الرياضات الجسدَّية، فتجب مزاولتها بتمييز وليس للجميع أن يمارسوها على السَّواء.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – لا تظهر، إلى الخارج، شعائر عبادةٍ ليست للجمهور، بل ما كان خصوصيًّا، فالآمن أن يتمَّم في الخفية.
ولكن إياك والتكاسل عن الرياضات الجمهوريَّة قصد الإقبال بنشاط أوفر، على عباداتك الفرديَّة.
أمَّا إذا أتممت، بدقةٍ وأمانة، كلَّ ما هو واجبٌ ومفروضٌ عليك، ثم تبقَّى لك شيءٌ من الوقت، فاستسلم لما ترغب فيه نفسك من العبادة.
لا يمكن الجميع أن يمارسوا الرياضات عينها، بل منها ما هو أكثر ملاءمةً لهذا، ومنها ما هو أكثر مناسبةً لذاك.
بل يستحبُّ تنويع الرياضات بحسب الأوقات: فمنها ما يفضل في الأعياد، ومنها ما يؤثر في أيام العمل،
ومنها ما نحتاج إليه إبَّان التَّجربة، ومنها ما يلزمنا وقت السلام والراحة.
وما يلذ لنا التَّفكُّر به وقت الحزن، هو غير ما يروقنا حين نفرح في الرَّبّ.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 - علينا، بمناسبة الأعياد الهامَّة، أن نجدد رياضاتنا الصَّالحة، ونلتمس شفاعة القدّيسين، بحرارةٍ أعظم.
وعلينا، بين عيدٍ وآخر، أن نقصد مقاصدنا كما لو كنا راحلين، عما قريبٍ، من هذا العالم، لنبلغ إلى العيد الأبديّ.
ومن ثم، علينا أن نستعد باهتمامٍ، في أيام التعبد هذه، ونسلك بنشاطٍ أعظم، ونحافظ على جميع الفرائض بدقَّةٍ أشدّ، كأننا مزمعون أن نقبل، عما قليلٍ، من الله، جزاء تعبنا.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
7 – فإن مدَّ في أجلنا، فلنعتقد أنَّ استعدادنا غير كافٍ وأننا بعد غير أهلٍ لذلك "المجد العظيم، الذي سيتجلَّى فينا" (رومانيين 8: 18)، في الأجل الذي سبق الله فحدَّده،
ولنجتهد أن نحسن استعدادنا للخروج من هذا العالم.
يقول لوقا البشير:" طوبى للعبد الذي، إذا وافى سيده، وجده ساهرًا! في الحقيقة أقول لكم: إنه يقيمه على جميع أمواله" (لوقا 12: 37، 44).
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 06 - 2014, 01:13 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في حب العزلة والصمت
1 – التمس وقتًا ملائمًا، تفرَّغ فيه لنفسك، وأكثر من التفكُّر في إحسانات الله.
دع المستطرفات، واختبر لك مطالعات، توليك انسحاق القلب لا اشتغال البال.
لو اجتنبت فضول الكلام، والتجول في البطالة، واستماع الأخبار والأحاديث، لوجدت وقتًا كافيًا وملائمًا للعكوف على التأملات الصَّالحة.

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
إنَّ أعاظم القديسين، كانوا يتجنبون معاشرة الناس، قدر استطاعتهم، ويؤثرون التَّعبد لله في الخلوة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – لقد قال أحد القدماء:" ما كنت قطُّ بين الناس، إلاَّ عدت إنسانًا منتقصًا" (سنيكا: الرسائل 7).
ذلك ما نختبره غالبًا، بعد المحادثات الطَّويلة.
الصمت الكامل أيسر من عدم الإفراط في الكلام.
ألانزواء في البيت، أسهل من صيانة النَّفس، في الخارج، على ما ينبغي.
فمن رام أن يبلغ إلى الحياة الدَّاخليَّة الرُّحيَّة، فعليه أن " يعتزل الجمع" (يوحنا 5: 13) برفقة يسوع.
لا يظهر بأمان، إلاَّ من يرتاح إلى الخفية.
ولا يتكلَّم بأمان، إلاَّ من يرتاح إلى الصمت.
ولا يكون آمنًا في الرئاسة، إلاَّ من يرتاح إلى الخضوع.
ولا يأمر بأمان، إلاَّ من تعلَّم أن يحسن الطَّاعة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – ولا يكون آمنًا في الفرح، إلاَّ من له، في نفسه شهادة ضميره الصَّالح.
غير أنَّ طمأنينة القديسين، كانت تملأها أبدًا مخافة الله، ولم يكن سطوعهم بعظيم الفضائل والنعم، لينقص من حذرهم وتواضعهم. أمَّا طمأنينة الأشرار، فأصلها الكبرياء والاعتماد على الذَّات، وعاقبتها غرور النفس. لا تعد نفسك بالطمأنينة في هذه الحياة، مهما خيّل إليك أنك راهبٌ صالح، أو ناسكٌ متعبد.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – كثيرًا ما وقع في أشدّ الأخطار، قومٌ أخيارٌ في نظر الناس، وذلك لفرط اعتمادهم على أنفسهم.
ومن ثم فخيرٌ للكثيرين أن لا يخلوا تمامًا من التَّجارب، بل أن يهاجموا بتواتر، لئلاَّ يفرطوا في الطُّمأنينة، فيترفَّعوا صلفًا، ويميلوا بإفراطٍ إلى التَّعزيات الخارجيَّة.
آه! كم يصون الإنسان نقاوة ضميره، إن هو لم يلتمس قطُّ فرحًا زائلًا، ولم يعكف على المشاغل العالمية!
آه! ما أعظم ما يملك من السلام والراحة، من يقطع كل اهتمامٍ باطل، ويتفرغ للتَّفكير في الأُمور الخلاصيَّة الإلهيَّة، ويضع في الله كلَّ رجائه!
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – لا يكون أهلًا للتَّعزية السَّماويَّة، إلاًّ من يتدرب، بنشاط، على الانسحاق المقدَّس.
إن رمت انسحاقًا يبلغ إلى الصَّميم، فادخل مخدعك، وأقص عنك ضوضاء العالم، كما كتب:" تندَّموا في مخادعكم" (مزمور 4: 5).
إنك لواجدٌ، في مخدعك، ما تفقده غالبًا في الخارج.
إن لزمت مخدعك، وجدته عذبًا، وإن أكثرت من هجره، أورثك السَّأم.
إن أقمت به، ولزمته حسنًا، منذ بدء هدايتك، أصبح لك، في ما بعد، الصديق الحبيب، والعزاء الجزيل العذوبة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 – في الصمت والسكينة، تتقدَّم النَّفس العابدة، وتتعلَّم مكنونات الكتب المقدسة.
هناك تجد مجاري دموع، تغتسل وتتنقَّى فيها كلَّ ليلة، لتزداد ألفة مع خالقها، بقدر ما تعيش بعيدةً عن كل ضجةٍ دنيويَّة.
فمن اعتزل المعارف والأصدقاء، دنا إليه الله مع ملائكته القدّيسين.
خيرٌ للمرء أن يتخَّفى ويعنى بذاته، من أن يأتي الآيات، وهو غافلٌ عن نفسه.
حميدٌ في الرجل العابد، أن لا يكثر الخروج من مخدعه، وأن يتجنب الظهور بين الناس، ولا يرغب في النظر إليهم.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
7 – ما بالك تروم النظر إلى ما لا يسوغ لك اقتناؤه؟ "فالعالم وشهوته يزولان" (1 يوحنا 2: 17).
رغائب الحواس تدفعك إلى التَّفسُّح، ولكن إذا مرت تلك السَّاعة، فماذا يبقى لك سوى عناء الضَّمير وتشتت القلب؟
ربَّ ذهابٍ في الفرح، عقبه إيابٌ في الحزن، وسمرٍ حافل بالسرور، تبلَّج عنه صبحٌ كئيب!
هكذا كلُّ لذَّةٍ جسدية: تستغوي فتدخل، لكنها أخيرًا تلدع فتهلك.
ما عساك أن تراه في مكان آخر، ولا تراه هنا؟
ها هي ذي السماء والأرض وجميع العناصر، فمنها كونت جميع الأشياء.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
8 – أين تستطيع أن ترى شيئًا يمكن أن يدوم طويلًا تحت الشمس؟
قد تظنُّ أنك ترتوي، ولكنك لن تنال مرامك.
لو رأيت جميع الأشياء حاضرةً أمامك، فهل ذلك إلاَّ رؤيا باطلة؟
إرفع عينيك إلى الله في العلاء، وابتهل من أجل خطاياك وغفلاتك.
دع الأباطيل لذوي الأباطيل، أما أنت، فاعكف على ما أمرك به الله.
أغلق عليك بابك، وادع إليك يسوع حبيبك.
أُمكث معه في مخدعك، فإنك غير واجدٍ مثل هذا السلام في مكان آخر.
لو لم تستفض إلى الخارج، وتسمع لشيءٍ من لغط البشر، لبقيت في سلام أوفر.
أما وقد لذَّ لك استماع الأخبار، فلا بد أن تعاني بسببه اضطراب القلب.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 06 - 2014, 01:15 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في انسحاق القلب
1 – إن رمت بعض التقدُّم، فاحفظ نفسك في مخافة الله، ولا ترغب في حريةٍ مفرطة، بل أكبح جميع حواسك بقانونٍ حازم، ولا تستسلم للمرح والهوس.
أسلم نفسك لانسحاق القلب، فتجد التَّقوى.
إنَّ ما يوليناه الانسحاق من كثرة الخيرات، نفقده عادةً، وسريعًا، بالتراخي.
من العجب أن يستطيع الإنسان، وهو في هذه الحياة، أن يفرح، يومًا، فرحًا كاملًا، إذ تأمل في منفاه، وفكر في كثرة الأخطار، المعرضة لها نفسه.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – إننا لخفَّة قلبنا، وتوانينا عن إصلاح نقائصنا، لا نشعر بآلام نفسنا، بل كثيرًا ما نضحك عن طيش، فيما يجدر بنا أن نبكي.
ما من حريةٍ حقَّة، ولا فرح صادق، إلاَّ في مخافة الله، وفي الضمير الصالح.
هنيئًا لمن أمكنه أن ينبذ كل تشتُّت عائق، وأن يخلو إلى نفسه، في انسحاق قلبٍ مقدَّس!
هنيئًا لمن يعتزل كلَّ ما من شأنه أن يدنس ضميره أو يثقله!
جاهد ببأس، فالعادة بالعادة تغلب.
إن عرفت أن تترك الناس، يتركونك هم أيضًا تتفرغ لشؤونك.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 - لا تحول إليك شؤون الآخرين، ولا تتدَّخل في مهام الرُّؤساء.
لتكن عينك دائمًا على نفسك قبل كلّ شيء، وانصح أولًا لنفسك، قبل أن تنصح لأحدٍ من أحبائك.
إن لم تكن حظيًا عند الناس، فلا تحزن لذلك، بل ما يجب أن يشقَّ عليك، هو أنك لا تسلك في الصلاح والرصانة، كما يليق بخادم الله والراهب المتعبد.
إنه لأنفع وآمن، في الغالب، أن لا تتوفر التعزيات للإنسان في هذه الحياة، ولا سيما التعزيات البشرية.
أما التعزيات الإلهية، فإن حرمناها، أو لم نشعر بها إلاَّ نادرًا، فالذنب في ذلك علينا، لأنَّا لا نطلب انسحاق القلب، ولا ننبذ، مطلقًا، التعزيات الخارجية الباطلة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – اعلم أنك غير أهل للتعزية الإلهية، بل مستوجب بالحريّ، كثرة الضيقات. متى حصل الإنسان على الانسحاق التام، فالعالم كله، حينئذٍ، يضحي له مرًّا لا يطاق. الرجل الصالح يجد أسبابًا كافية للتوجع والبكاء. فإنه، سواءٌ تأمل في نفسه، أم فكر بقريبه، يرى أن ما من أحدٍ يعيش على الأرض بغير شدَّة. وكلما أمعن في التفكير، ازداد توجعًا.
إن لنا، من خطايانا ونقائصنا، مسوغًا كافيًا، للتوجع والانسحاق الداخلي، لأننا منغمسون فيها انغماسًا، يكاد لا يمكننا من النظر إلى السماويات.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – لو فكرت في موتك، أكثر من تفكيرك في طول العمر، لكنت، ولا شك، أعظم نشاطًا في إصلاح نفسك.
ولو وزنت، قلبك، ما في جهنم أو الجحيم، من عذابات مستقبلة، لكنت، في يقيني، ترتاح إلى احتمال العناء والوجع، ولا تخاف شيئًا من الشدَّة.
ولكن بما أن هذه الحقائق لا تنفذ إلى قلبنا، بل نحن لا نزال نحب التمليق، فإنَّا لذلك نبقى باردين كثيري التواني.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 – إن تذمر الجسد الشقي، لأقل سبب، كثيرًا ما يكون عن فاقةٍ في الروح.
فصل إذن إلى الرب بتواضع، ليمنحك روح الانسحاق، وقل مع النبي:
"أطعمني، يا رب، خبز الدموع، واسقني العبرات سجالًا" (مزمور 79: 6).
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 06 - 2014, 01:17 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في التأمل في الموت
1 – سينقضي أجلك سريعًا جدًا على هذه الأرض. فانظر إذن ما هي حالك: أليوم في الوجود، وغدًا ليس من أثر.
وإذا ما توارى الإنسان عن العيون، فسريعًا ما يزول أيضًا من الذهن.
يا للبلادة والغلظة في قلب الإنسان! فإنه يقصر التفكير على الأمور الحاضرة، ولا يتبصر بالحري في المستقبلة.
فما كان أحراك أن تسلك، في كل عملٍ وفكر، سلوك من كان موشكًا أن يموت اليوم!
لو كان ضميرك صالحًا، لما كنت تخاف الموت كثيرًا.
تجنب الخطايا خيرٌ من محاولة الهرب من الموت.
إن كنت اليوم غير متأهب، فغدًا كيف تكون مستعدًا؟

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
الغد يومٌ غير راهن، وما أدراك أنك تحصل على غد؟
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – ماذا يفيدنا أن نعمر طويلًا، ونحن لا نصلح ذواتنا إلاَّ قليلًا جدًا؟
آه! إن طول العمر لا يفيد دائمًا الإصلاح، بل كثيرًا ما يزيد الخطايا.
ليتنا أحسنا السيرة، ولو يومًا واحدًا، في هذا العالم!
كثيرون يعدون سني اهتدائهم إلى الله، أما الثمار في إصلاح ذواتهم فغالبًا ما تكون قليلة.
إن كان الموت هائلًا، فالاستزادة من العمر قد تكون أشدَّ خطرًا.
طوبى لمن جعل ساعة موته دائمًا نصب عينيه، وأعد نفسه كل يومٍ للموت!
إن رأيت، يومًا، إنسانًا يموت، فاذكر أنك أنت أيضًا ستسلك تلك الطريق.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – إذا كان الصباح، فاحسب أنك لن تبلغ المساء.
وعند المساء، لا تجسر أن تعد نفسك ببلوغ الصباح. فكن إذا على استعداد دائم، وعش بحيث لا يجدك الموت أبدًا على غير أهبة. كثيرون يموتون فجأة، وعلى غير ما انتظار، لأن "ابن البشر يأتي في ساعة لا يحسب لها حساب1" (لوقا 12: 40). ومتى حانت تلك الساعة الأخيرة، جعلت تفكر في حياتك السالفة تفكيرًا مغايرًا جدًا، وإذ ذاك تتوجع توجعًا شديدًا على إفراطك في التهاون والتراخي.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 - ما أسعد وما أحكم من يجتهد أن يكون الآن، في حياته، كما يشتهي أن يوجد عند مماته!
أما ما يولي الإنسان كبير ثقةٍ بالحصول على ميتة سعيدة، فإنما هو احتقار الدنيا احتقارًا كاملًا، واستعار الشوق إلى التقدم في الفضائل، وحب النظام، ومعاناة التوبة، والإسراع في الطاعة، وإنكار الذات، واحتمال الشدائد، أيًَّا كانت، حبًا للمسيح.
ما دمت في العافية، فأنت قادرٌ على كثيرٍ من أفعال الخير، فإذا وهنت، فلا أدري ما يسعك فعله.
قليلون يجنون من المرض إصلاحًا لأنفسهم، وكذلك الذين يكثرون من أسفار الحج: فإنهم في النادر يتقدسون.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – لا تعتمد على الأصدقاء والأقارب، ولا ترجئ إلى المستقبل أمر خلاصك، فإنَّ الناس سينسونك بأسرع ممَّا تظن.
خيرٌ لك أن تتدَّبر أُمورك منذ الآن -والوقت مؤاتٍ- فتبعث أمامك بشيءٍ من الصلاح، من أن تتكل على إسعاف الآخرين.
إن أنت لم تهتم الآن بنفسك، فمن يهتم لك في المستقبل؟
ألآن الوقت ثمينٌ جدًا:" ألآن أيام الخلاص، ألآن وقتٌ مرضي" (2 كورنثيين 6: 2).
ولكن، يا للأسف! إنك لا تستغله لفائدةٍ أعظم، حال كونك تستطيع أن تستحقَّ به الحياة إلى الأبد.
سيأتي زمنٌ تتمنَّى فيه يومًا واحدًا – بل ساعةً واحدة – لإصلاح نفسك، ولا أدري هل تحصل على مبتغاك.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 – آه! أيها الحبيب، ما أعظم المخاطر التي يمكنك التخلص منها، والمخاوف التي تستطيع اتقاءها، لو عشت الآن دومًا في مخافة الموت والتحذّر منه!
فاجتهد أن تعيش الآن عيشةً، من شأنها أن توليك، في ساعة الموت، فرحًا لا خوفًا.
تعلَّم الآن أن تموت عن العالم، لكي تبتدئ حينئذٍ تحيا مع المسيح.
تعلَّم الآن أن تحتقر كل شيء، لتستطيع الذهاب حينئذٍ بحريةٍ، إلى المسيح.
اقمع الآن جسدك بالتوبة، لتستطيع الحصول، حينئذٍ على ثقة وطيدة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
7 – آه! أيها الغبيّ، علام تفكر في طول العمر، وليس لك راهنًا يومٌ واحد؟
ما أكثر الذين خدعوا، فانتزعوا من أجسادهم على غير انتظار!
كم مرةٍ سمعت من يقول: فلانٌ قتل بالسيف، وفلانٌ قضى غرقًا، هذا سقط من علٍ فاندقَّت عنقه، وذاك قبض وهو يأكل، وآخر وجد حتفه وهو يلعب، الواحد هلك بالنار، والآخر بالسيف، هذا بالوباء، وذاك بفتك اللصوص. وهكذا، فالموت آخرة الجميع، "وحياةُ البشر كظلٍ تجوز سريعًا" (مزمور 143: 4).
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
8 – من تراه يذكرك بعد الموت، ومن يصلي لأجلك؟
فاعمل، أيها الحبيب، اعمل الآن كلَّ ما يمكنك عمله، لأنك لا تعلم متى تموت، ولا تعلم أيضًا عاقبتك بعد الموت.
ما دام لك الوقت، فادخر لك كنوزًا أبدية.
لا تفكر بغير خلاصك، ولا يكن همك إلاَّ بشؤون الله.
" اصطنع لك الآن أصدقاء"، بإكرامك قدّيسي الله، واقتدائك بأفعالهم، حتى إذا غادرت هذه الحياة، "يقبلونك في المظالّ الأبدية" (لوقا 16: 9).
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
9 – أسلك كمغترب على هذه الأرض، ومثل نزيلٍ لا يعنيه شيءٌ من شؤون الدنيا.
احفظ قلبك حرًّا مرفوعًا إلى الله، إذ " ليس لك ههنا ميدنةٌ باقية" (عبرا نيين 13: 14).
ارفع كل يومٍ، إلى العلاء، صلواتٍ وتنهداتٍ مع دموع، حتى تؤهل روحك، بعد الموت، أن تعبر إلى ربها عبورًا سعيدًا. آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 06 - 2014, 01:19 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في الدينونة وعقوبات الخطأة
1 – في كل شيءٍ تأمل العاقبة، واذكر كيف تقف يومًا أمام الديان الصارم، الذي لا يخفى عليه شيء، ولا يستعطف بالرُّشى، ولا يقبل الأعذار، بل بموجب العدل يقضي.
أيها الخاطئ الشّقيُّ الأحمق، بم تجيب الله، العالم بجميع شرورك، وأنت تخشى أحيانًا وجه إنسان مغضب.
فلم لا تتدبر الآن أمرك ليوم الدين، حين لا يمكن أحدًا أن يدافع عن غيره، أو ينتصر له، بل كلُّ واحدٍ يكون، من نفسه، عبئًا كافيًا على نفسه؟
ألآن تعبك مثمر، وبكاؤك مرضيّ، وتنهدك مستجاب، وتوجعك وفائيٌ ومُطَهِّر.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – إنه لعقاب عظيم وخلاصي، عقاب الرجل الصبور، الذي، إن لحق به جور، يتوجع لخبث فاعله، أكثر مما للظُّلم اللاَّحق به، ويصلي بارتياح لأجل معاكسيه.

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
ويسامح بالإساءات من كل قلبه، ولا يتأخر عن استغفار الآخرين، وهو إلى الرحمة أسرع منه إلى الغضب.
يكثر من قهر نفسه، ويجتهد في إخضاع الجسد للرُّوح إخضاعًا تامًا.
ألتطهر من الخطايا، واستئصال الرذائل في هذه الحياة، خيرٌ من اذّخارها والتَّكفير عنها في الآخرة.
إنَّا لنغر أنفسنا حقًا، بحبنا الجسد حبًا مفرطًا.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – ما عسى أن تلتهم تلك النار إلاَّ خطاياك؟
بمقدار ما تشفق الآن على نفسك، وتتبع أهواء الجسد، وتزداد شدَّة عقابك في ما بعد، ويزداد مقدار الوقود، الذي تذخره لتلك النار.
ما خطئ به الإنسان، فيه يكون أشدُّ عقابه:
هناك المتوانون يوخزون بمناخس محماة، والنَّهمون يعذبون بشديد العطش والجوع.
هناك أهل الخلاعة ومحبو اللذات، يغرقون في زفت مشتعلٍ وكبريتٍ متين، والحساد يعوون بسبب الوجع، مثل كلابٍ هائجة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – ما من رذيلةٍ، إلاَّ ويكون لها عذابٌ خاصّ: هناك يمتلئ المتكبرون خزيًا، والبخلاء يضيق عليهم بالفاقة القصوى. هناك ساعةٌ واحدةٌ في العذاب، أشدُّ من مئة سنةٍ هنا في أشق أعمال التوبة.
هناك لا راحة ولا تعزية للهالكين، أما هنا، فقد يستراح أحيانًا من التعب، ويتمتع بتعزيات الأصدقاء.
اهتم الآن وتوجع لخطاياك، لتطمئن مع الطوباويين في يوم الدين.
" حينئذٍ يقوم الصّدّيقون بجرأةٍ عظيمة، في وجوه الذين ضايقوهم" (حكمة 5: 1) وأذلوهم.
حينئذٍ يقوم للقضاء، من يخضع الآن بتواضع لأحكام البشر.
حينئذٍ يكون للمسكين والمتواضع ثقةٌ عظيمة، أما المتكبر، فالهلع يحدق به من كلّ صوب.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5- حينئذٍ يتضح أنه كان حكيمًا في هذه الدنيا، من تعلَّم أن يكون جاهلًا ومحتقرًا لأجل المسيح.
حينئذٍ كل ضيقٍ احتمل بصبرٍ يبدو لذيذًا، " وكلُّ ظلمٍ يسدُّ فمه" (مزمور 106: 42).
حينئذٍ يفرح كلُّ تقيّ، ويكتئب كل خالٍ من العبادة.
حينئذٍ يبتهج الجسد المقموع بالإماتة، أكثر مما لو غذّي في الترف.
حينئذٍ يتلألأ الثوب الحقير، ويكمدُّ اللباس الناعم.
حينئذٍ يمتدح الكوخ الفقير، أكثر من القصر المغشَّى بالذهب.
حينئذٍ يكون ثبات الصبر، أجزل نفعًا من كلّ سلطانٍ في الدنيا.
حينئذٍ تعظم الطاعة البسيطة، أكثر من كل دهاءٍ عالمي.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 – حينئذٍ يفرح الإنسان بالضمير الصالح، أكثر من فرحه بالفلسفة العميقة.
حينئذٍ يرجح ازدراء الغنى، على كنوز الأرض بأسرها.
حينئذٍ تتعزى لذكر صلاةٍ خاشعة، أكثر مما لذكر أكلةٍ طيبة.
حينئذٍ تفرح بلزومك الصمت، أكثر مما بالثرثرة الطويلة,
حينئذٍ تكون الأعمال المقدّسة، أجزل قيمة من كثرة الكلام المنمق.
حينئذٍ تستطاب العيشة القشفة، والتوبة الشاقَّة، أكثر من كل لذةٍ أرضية.
تعلَّم الآن أن تحتمل آلامًا يسيرة، لتستطيع، حينئذٍ، أن تنجو من آلام تفوقها شدَّة.
جرب هنا، قبلًا، ما تستطيع احتماله في ما بعد.
إن كنت الآن لا تقوى على احتمال ألم طفيفٍ جدًا، فكيف يمكنك حينئذٍ أن تحتمل العذبات الأبدية؟
إن كان الآن أخف ألمٍ يفقدك الصبر إلى هذا الحدّ، فما عسى أن تكون لك جهنم حينئذٍ؟
حقًا إنه لا يمكنك الحصول على كلا الفرحين: أي أن تنعم في هذه الدنيا، ثم تملك، بعد ذلك، مع المسيح.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
7 – هب أنك قد عشت عمرك كله، حتى هذا اليوم، في الكرامات والترف، فما عسى أن ينفعك ذلك كله، لو اتفق أن تموت الآن فجأة؟
فكل شيء إذن باطل، ما خلا حب الله والتعبد له وحده.
فمن أحب الله بكل قلبه، لا يخشى الموت ولا العذاب، ولا الدينونة ولا الجحيم، لأن الحب الكامل يضمن البلوغ إلى الله.
أما من لا يزال يتلذذ بالخطيئة، فلا عجب أن يخشى الموت والدينونة.
على أنه من الحسن، إن كان الحب لا يردعك بعد عن الشر، أن يردعك عنه على الأقل خوف جهنم.
أما من نبذ مخافة الرب، فلا يستطيع الثبات على الصلاح طويلًا، بل سرعان ما يسقط في حبائل إبليس.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 06 - 2014, 01:33 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في النشاط لإصلاح سيرتنا كلها
1 – كن يقظًا نشيطًا في خدمة الله، وتذكر مرارًا ما حملك على هجر العالم والمجيء إلى الدير.
ألم تكن غايتك، أن تحيا لله، وتصبح إنسانًا روحيًا؟
فاضطرم إذن رغبةً في التقدم، فإنك ستنال عما قريب ثواب أتعابك، وحينئذٍ، لن يكون من بعد خوفٌ ولا وجعٌ في تخومك.
إنك تتعب الآن قليلًا، لكنك ستجد راحةً عظيمة، بل فرحًا أبديًا.

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
إن بقيت أمينًا ونشيطًا في العمل، فأيقن أن الله سيكون أمينًا وسخيًا في المكافأة.
ينبغي لك أن تتمسك بوطيد الرجاء في الحصول على سعف الظفر. ولكن إياك والإخلاد إلى الطمأنينة لئلاَّ تفتر أو تترفع.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – رجلٌ كان في حيرة، يتقلب كثيرًا بين الخوف والرجاء،
فإذا كان ذات مرةٍ جاثيًا في الكنيسة، يصلي أمام أحد المذابح -وقد أثقله الحزن- جعل يردد في نفسه: لو كنت أعلم هل أستمر على الثبات...
وللوقت، سمع في داخله هذا الجواب الإلهي: لو علمت ذلك، فما كنت تود أن تصنع؟ فاصنع الآن ما كنت تريد أن تصنعه حينئذٍ، فتعيش في طمأنينة كاملة.
ففي الحال تعزى الرجل وتشدد، وفوض أمره لمشيئة الله، فزال عنه القلق والتردد. وكف عن فضول التقصي في الاستطلاع مستقبله، وأكب بالحري يبحث عن "مشيئة الله المرضية الكاملة" (رومانيين 12: 2)، ليبدأ وينجز كل عمل صالح.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – قال النبي: "توكل على الرب واصنع الخير، أسكن الأرض فترعى خيراتها" (مزمور 36: 3).
أمرٌ واحدٌ يصد الكثيرين عن التقدم، وعن النشاط في إصلاح السيرة: كره المصاعب، أي عناء الجهاد.
فإن الذين يسبقون غيرهم في الفضائل، إنما هم خصوصًا أولئك الذين يجتهدون، بشجاعةٍ أعظم، في قهر ما هو أكثر إرهاقًا ومعاكسةً لهم.
فإنه حيثما يزداد قهر الإنسان لنفسه، وإماتتها بالروح، يزداد تقدمه، واستحقاقه لنعمٍ أوفر.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – ولكن ما يجب قهره وإماتته ليس متساويًا عند الجميع.
بيد أن الرجل النشيط الغيور -وإن كثرت أهواؤه- يكون أقدر على التقدم، من آخر حسن الأخلاق، ولكن أقل نشاطًا إلى تحصيل الفضائل.
أمران خصوصًا يفيدان لإصلاح عظيمٍ في السيرة: ألإقلاع بعنفٍ عما تميل إليه الطبيعة الفاسدة، والعكوف بنشاط على تحصيل الفضيلة، التي يحتاج إليها بالأكثر.
اجتهد أيضًا أن تتجنب وتقهر بنوع خاص، الرذائل التي تسوؤك غالبًا في الآخرين.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – اغتنم، في كل شيء، فرصة لتقدمك، حتى إذا رأيت أو سمعت بأمثلةٍ صالحة، تضطرم رغبةً في أن تقتدي بها.
ولكن، إذا رأيت ما يستحقُّ اللوم، فاحذر أن تفعل مثله.
وإن كنت قد فعلته في الماضي، فاجتهد في إصلاحه بسرعة.
كما أن عينك تراقب الآخرين، كذلك الآخرون أيضًا يراقبونك.
ما ألذ وما أعذب رؤية إخوة ورعين، مضطرمين في العبادة، ذوي أخلاقٍ طيبة، يحافظون على القوانين!
ما آلم وما أثقل رؤية الذين يعيشون على غير نظام، ولا يمارسون الواجبات التي انتدبوا لها!
كم يضرنا أن نهمل ما دعينا إليه، وأن نحول أفكارنا إلى أمور لم يعهد إلينا فيها!
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 - تذكر ما قطعت عليه العزم، واجعل أمامك صورة المصلوب.
إذا تأملت في سيرة يسوع المسيح، وجب عليك أن تخجل، لأنك، إلى الآن، لم تجتهد كثيرًا في تصوير نفسك على مثاله، وقد مضى عليك زمنٌ طويل، مذ انتهجت طريق الله.
إن الراهب الذي يروض نفسه على التأمل، بجدٍ وتقوى، في حياة الرب وآلامه القدّوسة، ليجد بوفرةٍ، في تلك التأملات، ما هو نافعٌ وضروري له، ولا حاجة به أن يطلب، خارجًا عن يسوع، شيئًا آخر أفضل منه.
آه! لو دخل قلبنا يسوع المصلوب، فما أسرع ما كان يعلمنا العلم الكافي!
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
7 – الراهب المضطرم النشاط، يقبل ويتمم، بطيبة نفس، كل ما يؤمر به.
أما الراهب والمتهاون الفاتر، فتصيبه شدَّةٌ على شدَّة، والضيق يكتنفه من كل جهة، لأنه خالٍ من التعزية في داخله، ومحظورٌ عليه التماسها من الخارج.
الراهب الحائد عن قوانينه، معرضٌ لسقوطٍ عظيم.
من طلب عيشة أكثر رخاءً وأقل عناءً، فهو أبدًا في ضيق، إذ لا بد أن يسوءه هذا الشيء أو سواه.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
8 – كيف يعمل سائر الرهبان -وما أكثرهم!- المضيق عليهم تضييقًا شديدًا بقوانين الديورة؟
إنهم قلما يبرحون حجرهم، بل يعيشون في الخلوة، يأكلون كأفقر الناس، ويلبسون خشن الثياب، يشتغلون كثيرًا، ويتكلمون قليلًا، يسهرون طويلًا، وينهضون باكرًا، يطيلون في الصلوات، ويكثرون من القراءة، ويحافظون في كل شيء على القوانين.
أُنظر إلى الكرتوزيين والشسترسيين، وإلى سائر الرهبان والراهبات من مختلف الرهبانيات، كيف ينهضون كل ليلةٍ لتسبيح الرب.
فمن العار أن تجسر على التكاسل في مثل هذا الوقت المقدس، الذي تبدأ فيه جماهير الرهبان بالإشادة لله.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
9 – آه! لو لم يكن علينا من واجبٍ، سوى تسبيح الرب إلهنا بكل القلب والفم!
آه! ليتك لم تكن بحاجةٍ إلى الأكل والشرب والنوم، فتستطيع أن تسّبح الله على الدوام، وتنقطع إلى الرياضات الروحية! إذن لكنت أسعد، بكثير، مما أنت عليه الآن من تعبدٍ للجسد وحاجاته المختلفة.
ليت تلك الحاجات لم تكن، فنقصر همنا على قوت النفس الروحي، الذي لا نتذوقه -وا أسفاه!- إلاَّ في القليل النادر!
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
10 – إذا أصبح الإنسان من الكمال، بحيث لا يلتمس تعزيته من خليقةٍ البتة، فحينئذٍ يبدأ يذوق الله تمامًا، وحينئذٍ أيضًا يكون راضيًا جدًا، كيفما جرت الأمور.
حينئذٍ لا يفرح بالكثير، ولا يحزن بالقليل، بل يسلم نفسه تسليمًا كاملًا مفعمًا بالثقة، في يدي الله، الذي يكون له كلاًّ في كلّ شيء، والذي لا شيء يزول عنده أو يموت، بل كل شيء يحيا له، ويطيع إشارته من غير ما إبطاء.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
11 – أُذكر دائمًا المنتهى، وأن لا عودة لزمنٍ ذهب ضياعًا.
إنك لن تحصل الفضائل أبدًا، من غير اهتمامٍ ونشاط.
إذا أخذت في الفتور، أخذت حالك تسوء.
أما إن استسلمت لحرارة العبادة، فإنك تجد سلامًا عظيمًا، وتشعر بأتعابك قد خفت، بفضل نعمة الله، وحب الفضيلة.
الرجل الحار النشيط، مستعد لكل شيء.
إن مقاومة الرذائل والأهواء، لأشدُّ عناءً من الكدّ في الأتعاب الجسدية.
"من لا يتجنب الصغائر، يزلق شيئًا فشيئًا نحو الكبائر" (ابن سيراخ 19: 1).
إنك لتفرح دومًا عند المساء، إذا قضيت نهارك في عمل مثمر.
اسهر على نفسك، حرض نفسك، عظ نفسك، ومهما يكن من أمر الآخرين، فلا تهمل أنت أمور نفسك.
بقد ما تقهر نفسك، تتقدم. آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 06 - 2014, 01:34 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في الحياة الداخلية

1 – ”إن ملكوت الله في داخلكم″ (لوقا 17: 21)، يقول الرب. “تب إلى الرب بكل قلبك″ (يوئيل 2: 12)، واترك هذا العالم الشقيّ، فتجد نفسك الراحة.
تعلَّم أن تحتقر الأمور الخارجية، وتنقطع إلى الداخلية، فترى ملكوت الله يحل فيك.

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
فإنَّ “ملكوت الله سلامٌ وفرحٌ في الروح القدس″ (رومانيين 14: 17)، والكفرة لا يمنحونه.
إن أنت أعددت للمسيح في داخلك مقامًا لائقًا،
فإنه يأتي إليك ويريك تعزيته.
“جميع مجده وبهائه من الداخل″ (مزمور 44: 14)، وهناك مسرته.
يكثر الافتقاد لذي الحياة الداخلية: فيحادثه بعذوبة، ويعزيه بلطف ويفيض فيه سلامًا عظيمًا، ويعامله بألفةٍ عجيبةٍ جدًا.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – هيا! هيا! أيتها النفس الأمينة، أعيدي قلبك لهذا العروس،
لكي يرتضي أن يجيء إليك، ويسكن فيك.
فإنه هكذا يقول:”إن أحبَّني أحدٌ، يحفظ كلمتي، وإليه نأتي، وعنده نجعل مقامنا″ (يوحنا 14: 23).
فأخل المكان إذن للمسيح، وارفض الدخول لكل من سواه.
إن حصلت على المسيح، فأنت غنيٌ، وهو حسبك.
هو عائلك الأمين، يهتم لك بجميع شؤونك، فلا تبقى بك حاجةٌ إلى الاتكال على البشر.
فالناس يتغيرون سريعًا، وبغتةً يتخلون عنك، أما “المسيح، فيدوم إلى الأبد″ (يوحنا 12: 34)، ويستمر ثابتًا بقربك حتى المنتهى.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – لا ينبغي لك أن تعتمد كثيرًا على إنسانٍ ضعيف مائت -وإن نافعًا لك وعزيزًا عليك- ولا أن تغتم كثيرًا، إذا قاومك أحيانًا أو عاكسك.
من كان اليوم معك، فقد ينقلب غدًا عليك، والعكس بالعكس، فإن الناس كثيرو التقلب كالريح. ضع ثقتك كلها في الله، وليكن هو خوفك وحبك: هو يدافع عنك، ويفعل حسنًا ما هو الأحسن لك. ”ليس لك ههنا ميدنةٌ باقية″ (عبرانيين 13: 14)، وحيثما كنت، فأنت سائحٌ غريب، ولن تحصل أبدًا على الراحة، ما لم تتحد بالمسيح اتحادًا صميمًا.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – ما بالك تجيل النظر في ما حولك، وليس هنا مكان راحتك؟
في السماوات يجب أن تكون سكناك، أما الأرضيات جميعها، فينبغي ألاَّ تنظر إليها إلاَّ كعابر سبيل.
كلُّ الأشياء إلى الزَّوال، وأنت أيضًا ستزول معها.
حذار أن تتعلق بها لئلاَّ تصطاد فتهلك.
لتكن أفكارك موجهةً إلى العلى، وتضرعاتك إلى المسيح بلا انقطاع.
إن كنت لا تحسن التأمل في الأمور العميقة والسماوية، فاسترح في آلام المسيح، وأحبب السُّكْنَى في جراحه المقدّسة.
فإنك إن لجأت بتقوى إلى جراح يسوع وسماته الكريمة، شعرت بقوةٍ عظيمة في المضايق، ولم تعد تبالي كثيرًا بازدراء الناس، وهان عليك أن تحتمل كلام المغتابين.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – فالمسيح أيضًا قد ازدراه الناس حين كان في العالم، وفي أقصى الشدَّة، وما بين التغييرات، تخلَّى عنه معارفه وأصدقاؤه.
المسيح قد أراد أن يتألم ويزدرى، وأنت تجسر على التشكي من شيءٍ ما؟
المسيح كان له أضدادٌ وثلاَّبون، وأنت تريد أن يكون لك الجميع أصدقاء ومحسنين؟
بم يكلل صبرك، إن لم يعرض لك أدنى شدَّة؟
وإن لم ترد احتمال معاكسةٍ ما، فكيف تكون صديق المسيح؟
احتمل مع المسيح ومن أجل المسيح، إن شئت أن تملك مع المسيح.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 – لو ولجت مرةً واحدةً إلى أقصى دواخِل يسوع، وتذوقت شيئًا يسيرًا من حبه المتأجج، إذن لما باليت البتة بما يريحك أو يزعجك، بل بالحري لفرحت باحتمال التعييرات، لأن حب المسيح يحمل الإنسان على احتقار نفسه.
من كان محبًا ليسوع وللحقيقة، وكان حقًا رجل حياة داخلية، طليقًا من الأميال المنحرفة، فإنه يستطيع أن يتجه بحريةٍ إلى الله، ويسمو بالروح فوق نفسه، ويستريح متنعمًا.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
7 – من حكم في جميع الأشياء كما هي في ذاتها، لا كما يقال عنها أو يظن فيها، فذاك هو الحكيم حقًا، وعلمه من الله لا من الناس.
من عرف أن يحيا حياة داخلية، ولم يعر الأمور الخارجية كبير اهتمام، فإنه لا يتطلب الأمكنة، ولا ينتظر الأزمنة، ليمارس رياضاته التقوية.
إن رجل الحياة الداخلية يجمع حواسه وأفكاره بسرعة، لأنه لا ينصب أبدًا بجملته على الأمور الخارجية.
لا يعوقه العمل الخارجي، ولا المهام التي تقتضيها الساعة، بل كما تجري الأمور يجاريها.
من كان في داخله حسن الاستعداد، سليم الطَّوية
فإنه لا يكترث للحميد أو القبيح من أعمال الناس.
يعاق الإنسان ويتشتت، بمقدار ما يجلب لنفسه من العوائق.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
8 – لو كنت على ما ينبغي من الاستقامة والنقاوة، لعاد عليك كل شيء بالخير والفلاح.
إن كان ثمة أمور كثيرة تسوءك وتقلقك، فما ذاك إلاَّ لكونك لم تمت بعد عن نفسك موتًا تامًا، ولم تنفصل عن جميع الأرضيات.
لا شيء يأسر قلب الإنسان ويدنسه، مثل حب الخلائق الفاسد.
إن أبيت التعزية من الخارج، استطعت التأمل في السماويات، وتكاثرت لك البهجة الداخلية.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 06 - 2014, 01:35 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في الخضوع بتواضع

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
1 – لا تهم كثيرً في من معك أو من عليك، بل في هذا اجعل همك واجتهادك: أن يكون الله معك في كل ما تعمل.
كن صالح الضمير فينصرك الله.
فإن من شاء الله أن ينصره، لا يقوى خبث أحدٍ على مضرته.
إن عرفت أن تتألم وتصمت، فأيقن أنك سترى معونة الرب.
فإنه يعرف متى وكيف ينقذك، وما عليك من ثم إلاَّ أن تستسلم له.
إن الله النصرة والإنقاذ من كل خزي.
كثيرًا ما ينفعنا جدًا، لحفظنا في تواضع أعظم،
ان يعرف الآخرون عيوبنا ويبكتونا عليها.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – إذا اتضع الإنسان بسبب نقائصه، هان عليه تهدئة الآخرين، واسترضاء الساخطين عليه.
ألله يحمي المتواضع وينقذه، يحب المتواضع ويعزيه.
للمتواضع ينعطف، وللمتواضع يجزل النعمة، وبعد خفضه يرفعه إلى المجد.
للمتواضع يكشف أسراره، يدعوه إليه ويجذبه بعذوبة.
المتواضع، وإن لحق به الخزي، يستمر في سلام،
لأنه بالله يعتصم لا بالدنيا.
لا تظن أنك أحرزت بعض التقدم، إن لم تحسب نفسك دون الجميع.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 06 - 2014, 01:36 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في الإنسان الصالح المسالم
1 – إحفظ نفسك أولًا في سلام، وحينئذٍ تستطيع أن تبث السلام في الآخرين.
الإنسان المسالم أكثر نفعًا من العلامة.
رجل الهوى يتأول الخير نفسه شرًا، والشر يصدقه بسهولة.
أما الإنسان الصالح المسالم، فيحول كل شيءٍ إلى الخير.
من كان مواطدًا في السلام، لا يسيء الظن بأحد، أما الذي في الكدر والقلق، فإنه مضطرب بمختلف الظنون.

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
فلا هو في راحة، ولا يدع الآخرين في راحة.
يتكلم غالبًا عما لا ينبغي التكلم عنه، ويهمل ما كان الأجدر به أن يفعله.
يراقب ما يجب على الآخرين فعله، ويغفل ما يجب عليه هو أن يفعل.
لتكن غيرتك أولًا على نفسك، وحينئذٍ تحق لك الغيرة على قريبك.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – إنك لتجيد في تمويه أعمالك والاعتذار عنها، لكنك تأبى أن تقبل أعذار الآخرين.
ولقد تكون أثر إنصافًا، لو شكوت نفسك وعذرت أخاك.
إن شئت أن يحتملك الآخرون، فاحتماهم أنت أيضًا.
أنظر ما أبعدك، حتى الآن، عن المحبة والتواضع الحقيقي، الذي لا يعرف أن يغضب أو يسخط، إلاَّ على نفسه.
ليس بأمرٍ عظيمٍ العيش مع الصلاح والودعاء:
فالجميع، من طبعهم، يستحبون ذلك، والجميع يرتاحون إلى السلام، فيؤثرون من يوافقهم في الآراء،
أما استطاعة العيش بسلام، مع قومٍ عنفٍ أردياء.
دأبهم المعاكسة والخروج على القانون، فذلك نعمةٌ عظيمة، وعمل مروءةٍ جديرٌ بثناءٍ جزيل.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – من الناس من هم في سلامٍ، مع أنفسهم ومع الآخرين.
ومنهم من ليسوا في سلام، ولا يدعون غيرهم في سلام، فهم ثقلاء على الآخرين، وأكثر ثقلًا على أنفسهم. من الناس أيضًا من يحفظون أنفسهم في سلام، ويسعون في إعادة السلام للآخرين. على أن سلامنا كله في هذه الحياة الشقية،
إنما هو قائمٌ بالاحتمال والتواضع، لا بعدم الشعور بالمعاكسات.
فمن كان أكثر صبرًا، كان أوفر سلامًا، إذ هو هو السائد على نفسه، هو سيد العالم، وصديق المسيح ووارث السماء.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 06 - 2014, 01:37 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في طهارة النفس وخلوص النية

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
1 – بجناحين يرتفع الإنسان عن الأرضيات: بالخلوص والطهارة.
فالخلوص واجبٌ في النية، والطهارة في العاطفة.
الخلوص يقصد الله، والطهارة تدركه وتتذوقه.
ليس من عملٍ صالحٍ يعوقك، إن كنت، في داخلك حرًا من الأميال المنحرفة.
إن كنت لا تقصد ولا تطلب سوى مرضاة الله ونفع القريب
فإنك تتمتع بالحرية الداخلية.
لو كان قلبك مستقيمًا، لأضحت لك كل خليقةٍ مرآة حياة، وكتاب تعليمٍ مقدَّس.
إذ ما من خليقةٍ، مهما صغرت وحقرت، إلاَّ وتمثل جودة الله.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – لو كنت في داخلك صالحًا طاهرًا،
لرأيت كل شيءٍ وأدركته من غير ما عائق، فإن القلب الطاهر يخترق السماء والجحيم. كلٌّ يقضي في ظواهر الأمور، بحسب ما انطوت عليه سريرته.
إن كان فرحٌ في الدنيا، فهو، بلا مراء، نصيب الرجل الطاهر القلب. وإن كان، في موضعٍ ما، شدَّةٌ أو ضيق، فليس أعرف بهما من الضمير الشرير. كما أن الحديد يفقد في النار صدأه، ويصبح كله متوهجًا، كذلك الإنسان التائب إلى الله توبة كاملة، يخلع عنه الفتور، ويتحول إلى إنسانٍ جديد.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – إذا أخذ الإنسان في الفتور، أصبح يخاف من أقل عناء،
ويرتاح لاستمداد التعزية الخارجية.
أما إذا بدأ يقمع نفسه قمعًا كاملًا، ويسير بشجاعةٍ في سبل الله،
فحينئذٍ يستخف ما كان يجد من قبل ثقيلًا.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بدايةُ الاقتداء بالمسيح هي المعمودية المقدّسة
قداسة البابا عن الراهب القمص توماس التوماسي المرشح أسقفًا عامًا باسم الأنبا توماس
كتاب مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
الإقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
في الاقتداء بالمسيح


الساعة الآن 09:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024