31 - 05 - 2014, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
النفي الثاني: إلى روما: * ظل الكرسي الإسكندري شاغرًا طوال نفى أثناسيوس لأن الشعب المسيحي لم يسمح بجلوس غيره عليه وكان الأقباط الأرثوذكس يكررون مطالبهم برجوع أسقفهم وراعيهم وخرجوا في مظاهرة للمطالبة به في الكنائس والتجأوا إلى الأنبا أنطونيوس الذي كتب رسائل في ذلك الموضع إلى الإمبراطور ولكن كل هذا ذهب سدى. لأن العناية الإلهية لم تمهل قسطنطين عمرًا أطول فمات عام 337 م. وقسمت مملكته بين أولاده الثلاثة وكانت مصر تحت حكم قسطنطيوس أما فرنسا والغرب فكانت من نصيب قسطنطين الصغير الذي كان يحب أثناسيوس وتوثقت بينهما صداقة متينة وقد أرسل قسطنطين الصغير رسالة إلى أخيه يطلب فيها إعادة البابا أثناسيوس إلى كرسيه لأن هذه كانت رغبة أبيه قسطنطين الكبير قبل وفاته وبالفعل عاد أثناسيوس على الفور مبجلًا معظمًا عام 338 م. كذلك عاد معه جميع الأساقفة الأرثوذكسيين من منفاهم ووصل أثناسيوس إلى الإسكندرية في نفس السنة بعد غيبه سنتين وأربعة أشهر وأحدى عشر يومًا وقد خرجت الإسكندرية كلها فرحة برجوع باباها العظيم واحتفوا برجوعه احتفاءًا عظيمًا وأقاموا لذلك احتفالًا أقرب إلى الاحتفال باستقبال الملوك والقياصرة ووصف هذا الاحتفال بأنه كان احتفالًا مصريًا بحتًا ومن الاحتفالات التي كلما يجود الزمان بمثلها والتي تبقى صورتها حية في آذان من شاهدها كأنها أبدع ما كان. * وفي غمرة هذه الأحداث المبهجة لم يترك الأريوسيون البابا أثناسيوس ليستريح ولو لفترة قصيرة إذ سرعان ما قرروا تعيين بطريرك أخر على الإسكندرية هو غريغوريوس الكبادوكي إلا أن الشعب قاوم ذلك مقاومة عنيفة. الأمر الذي جعل الأريوسيين يهجمون على الكنائس مع بعض الجنود واتفقا أن كان ذلك يوم جمعة الصلبوت وقاموا بقتل من كان في الكنيسة واعتدوا على حرمة الفتيات والسيدات اعتداءًا وحشيًا كل ذلك بدون أي سبب إنما لإجبار الشعب على الانضمام للأريوسيين. * وهنا بعث البابا برسائل إلى أساقفة العالم كله يستنجد بهم من فظاعة هذه الأحداث ويقول: "استغيث بكم وبالأرض وبالسماء مما حل بكنيستي أنى أستغيث بكم استغاثة ذلك اللاوي أفرام الذي عندما ماتت زوجته بعد أن اغتصبها منه أعداؤه قسم جثتها إلى أثنى عشر قسمًا وبعث بكل قسم منها إلى كل سبط من أسباط يهوذا الاثني عشر ليجتمعوا جميعًا ويأخذوا بثأر تلك الزوجة التي تمثل الأسباط كلها..." * فهو يحذرهم في هذا النداء بأن كلا منهم مهدد باغتصاب كرسيه بهذه الطريقة ويختم كلامه قائلًا فلا تتركوا الأمور تصل إلى هذا الحد ولا تسمحوا أن تداس كنيسة الإسكندرية المجيدة بأقدام الهراطقة... * وإذ لم تجد الرسائل أي صدى عزم البابا أثناسيوس على عرض قضيته أمام العالم كله فسافر إلى روما وهناك قوبل بحفاوة بالغة من أسقفها يوليوس وعقدا مجمعًا سنة 347 م. في سرديقيا (صوفيا) مكون من 170 أسقفًا (100 من الغرب، 70 من الشرق) ورأس المجمع هوسيوس أسقف قرطبة وقرروا الآتي: 1- براءة القديس البابا أثناسيوس الرسولي حامى الإيمان مما نسب إليه زورًا وبهتانًا. 2- حرم جميع الأساقفة أتباع أريوس. 3- التأكيد على قانونية مجمع نيقية المسكونى الأول. 4- خلع وعزل وطرد غريغوريوس الكبادوكي الذي عين بطريركًا على الإسكندرية بواسطة الأريوسيين. * ووافق على هذه القرارات حاكم رومية الإمبراطور قسطنطس وطلب من شقيقه قسطنطيوس حاكم الشرق تنفيذها ووافقه قسطنطيوس ورجع البابا أثناسيوس إلى كرسيه دون أي شروط وفي هذه الأثناء قامت ثورة في الإسكندرية ضد غريغوريوس الكبادوكي الأخير أدت إلى قتله الذي عزز من عودة القديس أثناسيوس إلى كرسيه بكل قوة وهكذا رفرفت أجنحة السلام على ربوع كنيسة الله في الإسكندرية مرة أخرى. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
النفي الثالث إلى البرية: * تعتبر الفترة من (24 بابة 21 أكتوبر سنة 346 م) حتى (13 أمشير - 8 فبراير سنة 356 م) وهى حوالي تسع سنوات وثلاثة أشهر وتسعة عشر يومًا - تعتبر أطول فترة سلام قضاها أثناسيوس على كرسي مارمرقس بدون اضطرابات أو قلاقل وكان وقتها قد بلغ الثامنة والأربعين من عمرة المبارك وكان الإكليروس وكان الشعب ينظرون إليه كأحد الشهداء المعترفين لما لاقاه من اضطهاد وظلم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.وانتهز أثناسيوس هذه الفرصة فقام برسامة بعض الأساقفة وحرر رسالة دورية لجميع الكنائس المسيحية كما دون الكثير من الرسائل العقائدية القيمة. لذلك نستطيع أن نعتبر كل هذه المدة أي العشر سنوات كفترة عمل هيأها الله للعمل والبناء والتعليم والرعاية. * وعاد الأريوسيون لمناصبة العداء مرة أخرى لأثناسيوس منتهزين فرصة قتل قسطنطوس قيصر روما (إمبراطور الغرب وصديق أثناسيوس) في انقلاب عسكري عند سفح أحد الجبال (كان خبر موته صدمة أليمة لأثناسيوس لدرجة أنه لم يحتمل الخبر عند حضور مبعوثي قسطنطيس فبكى) وإنفراد قسطنطيوس الأريوسي بالحكم فأوغروا صدر الإمبراطور ضد أثناسيوس وأخذوا يكيلون لأثناسيوس الاتهامات حتى كانت القشة التي قسمت ظهر البعير كما يقولون عندما افتتح أثناسيوس كنيسة السيزاريوم يوم عيد القيامة بالصلاة فيها نظرًا لاتساعها للشعب الذي نما كثيرًا ولا تسعه كنيسة أخرى (كانت وقتئذ توجد تسعة كنائس أخرى) وذلك عوضًا عن الانتظار إلى أن يفتتحها الإمبراطور نفسه فجعلوا منها جريمة عيب في الذات الملكية فأمر الإمبراطور نتيجة لذلك بعقد مجمع من الأساقفة الأريوسيين في مدينة أرل وأصدروا حكمًا بنفي أثناسيوس وعقد مجمع أخر في مدينة ميلان حيث صادق على قرار النفي السابق. * وذهب والى مصر سريانوس إلى البابا أثناسيوس يخبره بحكم النفي شفويًا. إلا أن أثناسيوس رفض هذا الأمر ما لم يكن هناك أمر رسمي من الإمبراطور كتابيًا وعندئذ اغتاظ الوالي جدًا وعاد بعد ثلاثة أسابيع على رأس خمسة ألاف جندي مسلحين حيث حاصروا كنيسة السيدة العذراء التي بناها البابا ثاؤناس وكان البابا يصلى صلاة الغروب مع شعبه وإذ بقائد هؤلاء الجنود يدفع الأبواب بقوة ويدخل جنوده ومعهم بعض المشاغبين إلى داخل الكنيسة. ويصف لنا أثناسيوس ما حدث في هذه الواقعة فيقول: * كنت جالسًا على الكرسي المرقسي، وأمرت الشماس أن يتلوا المزمور 136 وكان الشعب يجاوب قائلًا: "لأن إلى الأبد رحمته" ولما حان وقت الانصراف طرق الجنود جميع الأبواب طرقًا عنيفًا! واندفع العساكر في الكنيسة كالسيل الجارف وهرعوا قاصدين أياى. أما أنا فوقفت وأمرت الشعب بالفرار. ولكن بعضهم اعترض العساكر في طريقهم فذبحهم الجنود وداسوهم تحت أقدامهم عندما كانوا يرقدون نحو ردهة الكنيسة للقبض على الفارين!! ولما انصرف أكثر الشعب جاءا الرهبان مع الذين تخلفوا من القسوس وحملوني خارجًا!! * وغادر الإسكندرية متوجهًا إلى البرية باختياره حيث بقى مع الآباء الرهبان ما يقرب من ستة سنوات تقابل فيها مع الأنبا أنطونيوس كوكب البرية وكم كانت سعادة البابا بوجوده مع الرهبان وعلى رأسهم الأنبا أنطونيوس الذي كانت بينهما صداقة قوية جد * وهكذا استمر أثناسيوس في إدارة كنيسته من البرية ولم يتوان قط عن تشجيع شعبه بالرسائل لكي يثبت على الإيمان المستقيم. بالحقيقة كان أثناسيوس كما يلقبه البعض "بالبطريرك غير المرئي". * استغل الأريوسيون فترة ابتعاد أثناسيوس وعينوا رجلًا كبادوكيًا يدعى جورجيوس بطريركًا بدلًا منه على الإسكندرية فرفضه الشعب الأرثوذكسي فأمعن جورجيوس في اضطهاد الشعب بكافة الطرق والوسائل وارتكب أفظع الجرائم كما سجن أثنى عشر أسقفًا لعدم خضوعهم له إلا أن الوثنيين الذين اضطهدهم جورجيوس قاموا بقتله واحرقوا جثته والقوها في البحر!! * ولم يستمر الحال هكذا فمات الإمبراطور قسطنطيوس وتملك بدلًا منه يوليانوس الجاحد (كان مسيحيًا ولكن أنكرها منذ شبابه خفية وعاد إلى الوثنية) وكان يريد أن يجذب قلوب الشعب فطلب إرجاع أثناسيوس وهكذا عاد القديس أثناسيوس مرة أخرى إلى كرسيه بالإسكندرية. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
النفي الرابع: إلى طيبه * انتهز أثناسيوس فرصة عودته للإسكندرية وبدأ في إصلاح ما أفسده الأريوسيون وبذل أقصى جهد لاستتباب أمور الكنيسة ليس في مصر فقط بل خارج مصر أيضًا. * وأول عمل قام به أثناسيوس هو إقامة مجمع في الإسكندرية سمى (بمجمع القديسين والمعترفين) لأن كلهم حضروا إما من نفى أو تعذيب!! وحضرا هذا المجمع 21 أسقفًا في صيف سنة 362 م. كما قام بتبشير الوثنيين وعمد عددًا كبيرًا منهم الأمر الذي كان سببًا في غضب الإمبراطور يوليانوس الجاحد لأنه كان يميل إلى الوثنية فطلب القبض على أثناسيوس وعندما سمع القديس بهذا ترك الإسكندرية راكبًا مركبًا إلى طيبة في الصعيد فتبعه والى الإسكندرية في مركب أخر ولما اقتربت من مركب البابا سأل أتباع الوالي عن مركب البابا فقال لهم أثناسيوس بشجاعة عجيبة نادرة "أنها كانت متجهة ناحية طيبة أسرعوا وراءه هو لا يزال أمامكم ليس ببعيد عنكم". فأسرع الوالي بمركبه في طريقه ولم يعثر على أثناسيوس لأنه كان قد اختفى في مكان أخر حتى وصل إلى طيبه وهناك استقبله بعض الرهبان الباخوميين. * ولم تمض فترة طويلة حتى كان يوم 26 يونيو سنة 363 م. حيث أتم يوليانوس الجاحد حملته وأتجه نحو بلاد الفرس واجتاح جزءًا كبيرًا منها أمامه هادمًا القلاع والحصون واستولوا على مدن كثيرة وعندما دعاه كبرياؤه وصلفه أن يتقدم بجيشه تقدمًا راكبًا على حصانه بدون دروع وإذ بسهم يصيبه في ذراعه وينغرس في جنبه فأخذ ينزف حتى مات!! وقبل أن يموت مباشرة أخذ يوليانوس الجاحد حفنة من دمه وقذفها نحو السماء قائلًا قد غلبتني أيها الجليلي". * وجلس من بعده "جوفيان" ونادوا به إمبراطورًا لروما فأطلق حربة الأديان وقرر إلغاء الأمر الصادر من يوليانوس الجاحد ضد أثناسيوس فعاد القديس إلى كرسيه بعد أن أرسل إليه الإمبراطور جوفيان خطابًا خاصًا مشجعًا إياه ويدعوه فيه للعودة إلى كرسيه وتدبير شئون الكنيسة. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
النفي الخامس والأخير في مقبرة أبيه: * بعد ثمانية أشهر فقط من تعيين الإمبراطور جوفيان الطيب القلب الذي أحبه جميع ضباطه وكل الهيئات المدنية والسياسية بالإضافة إلى الكنيسة مات في يوم 17 فبراير سنة 364 م. وتنصب بدلًا منه فالنس الأريوسي أمبراطورًا على الشرق. * ولم يكد يجلس أثناسيوس على كرسيه ليلتقط أنفاسه ويتراءى وسط شعبه الذي تعلق به وأحبه وذلك في الفترة من فبراير 364 م. إلى مايو 365 م. حتى وصل إلى الإسكندرية منشور من الإمبراطور الجديد فالنسى الأريوسي يأمر جميع الأساقفة الذين كانوا في النفي في حكم يوليان بأن يعودوا إلى منفاهم مهددًا إياهم بالغرامة الثقيلة. * وبالفعل لم يقاوم أثناسيوس الذي تجاوز عمره 67 عامًا وانسحب تاركًا الإسكندرية والاختفاء في مقبرة أبيه في اليوم الخامس من أكتوبر سنة 365 م. ولمدة أربعة أشهر. * ولكن الشعب لم يحتمل هذا الأمر فقام بثورة في الإسكندرية عظيمة جدًا لم تستطع قوات الإمبراطور إخمادها وأمام غليان الشعب وثورته أصدر الإمبراطور مرسومًا في أول فبراير سنة 366 م. بإرجاع أثناسيوس إلى كرسيه وبالفعل قام مندوب الإمبراطور بنفسه مع قوة خاصة إلى حيث كان أثناسيوس وأرجعوه بكل كرامة حتى كنيسة ديونيسيوس التي اتخذها أثناسيوس مقرًا له. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
ثالثًا: انتقاله * أخذ السلام يعم أعوامًا قليلة استراح خلالها حامى الإيمان الأرثوذكسي من الصراع الدائم الذي دخله اضطرارًا طوال سني حياته. * وهكذا وفي هدوء الملائكة قد طويت صحيفة حياته بعد أن جاوز من العمر 77 عامًا كانت فترة أسقفيته منها نحو 46 عامًا قضاها بطريركًا للإسكندرية وبحق لا نستطيع أن نقول أنها كانت للإسكندرية أو لمصر بل كانت للعالم المسيحي كله!! |
||||
31 - 05 - 2014, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
القسم الخامس: الدور الشعبي في مساندة أثناسيوس
أولًا: دور أمه في تحفيظه الإيمان * كفلته أمه وأرسلته إلى مدرسة مسيحية وهكذا مهدت السبيل لتحقيق الإرادة الإلهية في حياة ابنها العظيم الذي لم يلبث أن صار الحصن الشامخ المنيع للإيمان المسيحي. * ولما بلغ أثناسيوس الخامسة عشر من عمره ساورت أمه المخاوف عليه إذ رأته منشغلا بالكتب أثناء الليل وأطراف النهار ففكرت في أن تزوجه لتشغله عن المطالعة والاستذكار غير أن محاولاتها جميعا ذهبت أدراج الرياح ولما كانت أم أثناسيوس سيدة حكيمة أخذت تفكر في نفسها قائلة "لو تماديت في محاولة إخضاعه لرغبتى لفقدت مودته ألا يحتمل أن يهرب مني إلى الصحراء أو قد ينطوي على نفسه فلا يبوح لي بما في سريرته فخير لي أن أسايره في ميوله لأحتفظ بمحبته وأستطيع أن أسانده وأشاركه أمانيه فأعاونه بذلك على إتمام دراسته". وما أن انتهت إلى هذا القرار حتى استصحبت أثناسيوس إلى الأنبا ألكسندروس وقدمته إليه ليكرس حياته في خدمه الله. ومن ذلك اليوم عاش أثناسيوس برفقه البابا العظيم يهيئ نفسه للجهاد الذي ينتظره. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
ثانيا: دور الشعب في حفظ الإيمان 1- إن مصر بمزاجها الروحاني حفظت التقليد الرسولي من جهة الإيمان بالمسيح منذ القرن الأول بصورة عملية وبإيمان حي ملتهب ومارس شعب مصر من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب جوهر الإيمان المسيحي بسر الفداء والخلاص بصورة تفوق كافة أرجاء العالم. 2- لقد كانت حياة وتراث الآباء والعلماء والشهداء (بالأخص استشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء) هي الينبوع الذي استقى منه الشعب حتى الشبع ونما عليه وترعرع وجدانه الروحي والإيماني واللاهوتي، إن هذا الشعب هو أولاد الشهداء وتلامذة المعترفين وشركاء آلام المسيح عن جدارة ,لقد رأوا بأعينهم أن آباءهم قبلوا التعذيب والموت معلنين اعترافهم بلاهوت المسيح المصلوب. 3- لذا كان هذا الشعب شبعان باللاهوت وأصبح حياته كلها تنصب فيه لذا استطاعوا أن يميزوا الإيمان الحقيقي ويدافعوا عنه. 4- كثيرا ما كانوا يحفظون الإيمان في صورة ترانيم, وكثيرا ما كانوا يتجادلون مع الأريوسين في الشوارع والأماكن العامة ويفحمونهم بالآيات والشواهد والمنطق , لقد كانوا رائعين في حماية الإيمان في الجبهة الداخلية والتي ارتكز عليها أثناسيوس وأستطاع أن ينتصر في الجبهات الخارجية. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
ثالثا: اختيار الشعب له 1- "إنه بأصوات الشعب كله وتشفعاته -وليس بالعنف وإراقة الدماء- بل في وقار رسولي وروحاني أقيم أثناسيوس على عرش مارمرقس" ق. اغريغوريوس النزينزى. 2- "انه قد اختير بأغلبيتنا العظمى في مرآي من جميع الشعب وباستحسانه ونحن الذين أقمناه نشهد بذلك" أساقفة الإسكندرية ومصر وطيبة والخمس مدن وليبيا. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
رابعا: الضغط على الإمبراطور 1- أحداث ثورات: ومن أمثلة ذلك * ثورة حين عاد أريوس للإسكندرية جعلت الإمبراطور يأخذه في الإسكندرية. * ثورة على غريغوريوس الكبادوكي. * ثورة على جورج الدخيل أدت إلى موته. * ثورة عند النفي الخامس أرغمت الإمبراطور بعودة أثناسيوس 366 م 2- إرسال احتجاجات وشكاوى للإمبراطور للضغط على الإمبراطور لإرجاع أثناسيوس وكان من مظاهر الضغط : * أن الإمبراطور أرسل رسالة للشعب يوضح فيها موقفة من أثناسيوس في النفي الأول. * أرسل الإمبراطور قسطنطيوس اثنين من أمناء سره بتكليف شفوي لإعلام السلطات المحلية بأمر نفيه وليس (مكتوبا) خوفا من الشعب. |
||||
31 - 05 - 2014, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
خامسا: رفض الشعب لأريوس 1- في النفي الأول في سنة 336 فيما عاد أريوس وأتباعه إلى الإسكندرية انقلبت المدينة كلها لأن شعب الإسكندرية كان في أشد حالات السخط فلم يجعلوا أريوس يهدأ يومًا واحدًا وأغلقوا الكنائس في وجهه وصارت الإسكندرية في ثورة حقيقية مما أضطر الوالي أن يسحبه من المدينة.... بل أن ثورتهم هذه جعلت الإمبراطور قسطنطين يستدعى أريوس في الإسكندرية على عجل. 2- فرحة الشعب فور سماعه خبر موت أريوس. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|