25 - 03 - 2014, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
صديق ألصق من الأخ جاء يوناثان إلى داود وقال له أبى يريد أنك تأتى لتحضر الحفل الذي يقيمه في رأس كل شهر، وقد وعدني أنه لن يصنع بك أي شر. قال له داود: إن أباك قد علم أني وجدت نعمة في عينيك فقال في نفسه لا يعلم يوناثان هذا لئلا يغتم. وقال داود ليوناثان إذا افتقدني أبوك وسألك عنى، قل له قد طلب منى داود أن يذهب إلى بيت لحم مدينته لأن هناك ذبيحة سنوية لكل العشيرة. فإن سكت ولم يحتد نعلم أن لي سلام ولن يعمل لي شرًا فيمكنني الحضور. لكن إن اغتاظ غيظًا فأعلم أنه قد أُعد الشر عنده. فتعمل معروفًا معي وتخبرني. وأعطى يوناثان لداود علامة بينهما لكي يخبره، فقال أنا أرمى السهام كأني أرمى غرضًا، ثم أرسل الغلام ليلتقطها، فإن قلت له هوذا السهام خذها وتعالَ، علمت أنه سلام فتأتى إلى الوليمة، وإن قلت للغلام اصعد واذهب، علمت أن الشر أُعد لك فانطلق واهرب... وغضب شاول عندما علم أن داود لن يحضر الحفل وثار، وإذ علم داود هرب. هكذا إذ بدأ شاول يعلن الحرب ضد داود، اضطر داود -الذي مُسح ملكًا من قبل الرب- أن يهرب. |
||||
25 - 03 - 2014, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
داود عند أخيمالك ذهب داود إلى المكان الذي فيه خيمة الاجتماع التي فيها تابوت العهد وقدس الأقداس، وفيها رئيس الكهنة. دخل داود وقال لرئيس الكهنة أخيمالك أعطِنا خبزًا لنأكل لأن الملك قد أرسلني في أمر عاجل ولم نتمكن من أخذ حاجتنا. فأجاب رئيس الكهنة لا يوجد عندي سوى خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة فقط، ولكن إن كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم لاسيما من النساء يمكنهم أن يأكلوا منه. ولما علم أنهم أطهار أعطاهم من خبز التقدمة. وقال داود لأخيمالك هل لديك سلاح آخذه لأني لم آخذ سيفى عندما خرجت إذ كان أمر الملك معجلاً. فقال له ليس عندي سوى سيف جليات الفلسطينى الذي قتلته أنت، فقال له اعطنى إياه لا يوجد مثله، فأعطاه السيف، فقام داود وهرب. (انظر 1صم21). |
||||
25 - 03 - 2014, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
داخل المغارة في أحد المرات التي فيها كان داود هاربًا من شاول الملك، إذ أخذ شاول ثلاثة آلاف جندي منتخبين وذهب يطلب داود. واستمر يطارده في البرية فأحس داود بأنه يتبعه فدخل واختبأ في مغارة في الجبل. استمر شاول يبحث عن داود كل النهار، ولما حمى النهار وجد مغارة فدخل شاول ليستريح واتكأ ونام فيها، والجيش والعسكر خارجًا، وكان داود مختبئًا في الداخل في نفس المغارة. وعندما تثقل شاول بالنوم قال رجال داود له هذه هي فرصتك، هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب هأنذا أدفع عدوك ليدك، ها هو الملك الذي يريد أن يقتلك، وأنت الملك الحقيقي الذي مسحه الرب ملكًا على إسرائيل، هيا أخرج لتقضى عليه، وسوف يعلن كل هذا الجيش الذي في الخارج ولاءه لك كملك. "فَقَالَ لِرِجَالِهِ: حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هَذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي بِمَسِيحِ الرَّبِّ، فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ" (1صم24: 6)،لقد مسحه صموئيل النبي ملكًا. حقيقةً إن الرب رفضه لكن إن كان الله يريد أن يُسلّمني المملكة فهو الذي يعمل ما يريد لكن أنا لا أقتل ملك إسرائيل؛ إنه مسيح الرب. ويُفهم أنهم قالوا له: لقد دفعه الرب ليدك، وها أنت منذ سنين كثيرة مطارَد في البرية لا تستقر في مكان واحد، ولم نهنأ يومًا لنبيت في مكان، في الليل في النهار مطاردين في الحر في الجوع في العطش في القفار في المغائر في شقوق الأرض، هل ستظل مطارَدًا طول حياتك بهذه الصورة؟! فأجابهم داود لا يمكن «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هَذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي بِمَسِيحِ الرَّبِّ، فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ». وفى هدوء تقدم داود وقرب من شاول وهو نائم، وقطع طرف جبة شاول وأخذ قطعة القماش. |
||||
25 - 03 - 2014, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
وراء من خرج ملك إسرائيل؟! ثم خرج شاول بعد أن استراح ونام وقام وخرج من الكهف وذهب في طريقه، وكان داود مازال مختبئًا. وما أن ابتعد شاول بالجيش عنه، حتى خرج من الكهف، ونادى وراء شاول "يَا سَيِّدِي الْمَلِكُ. وَلَمَّا الْتَفَتَ شَاوُلُ إِلَى وَرَائِهِ خَرَّ دَاوُدُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ" (1صم24: 8). وقال داودلشاول: وراء من خرج ملك إسرائيل..؟ من هو الذي أنت تطارده يا سيدي الملك..؟! وراء برغوث واحد..؟! من رأى ملكًا يجرى في الصحراء وراء برغوث أو وراء كلب ميت..؟! من أنا لتتعب لهذا الحد من أجل مطاردتي بهذه الصورة؟! وتمررت روحك وأنت تجرى ورائي.. لكن، انظر طرف جبتك، ألم تكن هي هذه التي في يدى؟! لقد دفعك الرب اليوم إلى يدي فلماذا لم أقتلك؟! لماذا تصدق الناس الذين يريدون العداوة بينى وبينك، ويقولون إني أريد أن أقتلك لكي أكون أنا الملك وآخذ منك المملكة؟ هذا هو الدليل؛ دليل براءتي. |
||||
25 - 03 - 2014, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
يقضى الرب بيني وبينك وكان لسان حال داود يقول أنا كنت أمينًا لك في كل خدمتي، ضحيت بحياتي من أجلك؛ في يوم جليات الفلسطيني نزعت العار عن إسرائيل. وفي كل حرب مع الفلسطينيين الوثنيين كنتَ تضعني في مقدمة الجيش لكي تتخلص منى، ولكنى كنت أتقدم وأحارب لأدافع عن ملكك، وأرجع لك بكل انتصار. وقدمت لك البرهان واحدًا تلو الآخر. لكن كانت مكافأتي منك، أنك في كل مرة كنت تحاول أن تقتلني!! ماذا صنعت لك؟! لكن من أجل أمانتي "يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ..." (1صم24: 12). وفى هذه اللحظات اكتشف شاول الملك حقارة نفسه فقال شاول لداود: "أَهَذَا صَوْتُكَ يَا ابْنِي دَاوُدُ؟" (1صم24: 16) أنت أبر منى من أجل ذلك أنا واثق أن الله سيكافئك على أمانتك، تقدم إلىَّ ولا تخف ولتكن المحبة بيننا (انظر1 صم26: 21) حينما تكررت الأمور بعد ذلك في واقعة مشابهة "فَقَالَ شَاوُلُ: قَدْ أَخْطَأْتُ. ارْجِعْ يَا ابْنِي دَاوُدُ لأَنِّي لاَ أُسِيءُ إِلَيْكَ بَعْدُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ نَفْسِي كَانَتْ كَرِيمَةً فِي عَيْنَيْكَ الْيَوْمَ. هُوَذَا قَدْ حَمِقْتُ وَضَلَلْتُ كَثِيرًا جِدّاً". وكان لسان حال داود يقول: كلا، لقد سمعت كثيرًا منك مثل هذا الكلام من قبل، وكثيرًا ما كنتُ أصدقك، ولكنك كنت تحاول أن تقتلني. ليسر كل واحد منا في طريقه، وسوف يعطى الله كل واحد حسب قلبه. أما من جهتي أنا، فليس في قلبي أي بغضة من ناحيتك، ولا أضمر لك لا كراهية ولا بغضة، لكن أيضًا ليس من الحكمة أن أضع رقبتي في يدك لأنك لم تكن أمينًا في وعودك،"يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَيَنْتَقِمُ لِي الرَّبُّ مِنْكَ، وَلَكِنْ يَدِي لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ" (1صم24: 12)، لن أقتلك أنا بيدي يا سيدي الملك، لكن الرب يعرف كيف يأخذ لي حقي... هكذا يذكر الكتاب هذا اللقاء العجيب في (1صم24: 9-22). |
||||
25 - 03 - 2014, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
رجل حسب قلبي فى سياق قصة هذا الحدث قال شاول لداود أنا أعرف أنك سوف تكون الملك، لأني رأيت أمانتك وحبك وغفرانك، لكن ليتك تحلف لي بالرب (كان في ذلك الزمان مصرح بالحلفان، أما في العهد الجديد فالحلفان خطية) قال له احلف لي بالرب إنك عندما تصير ملكًا لا تبيد نسلى، بل ليتك تجعل اسمي باقٍ في إسرائيل، فحلف داود لشاول.. عجيب داود إنه حتى الطلب الذي طلبه منه شاول لم يرِد أن ينصرف عنه وقلبه مكسور، فحلف له إنه لن يبيد نسله ولا يقطع اسمه من الأرض!! هذا هو داود النبي الذي استحق من أجل ذلك أن يقول عنه الرب "وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي" (أع13: 22). |
||||
25 - 03 - 2014, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
داود الإنسان المتواضع كثير من القديسين يسلكون مثل هذا السلوك حتى مع الشياطين؛ فنسمع في سيرة القديس الأنبا أنطونيوس، عندما كانت تحاربه الشياطين كان يقول لهم }يا أقوياء لماذا تقومون علىَّ وتكثرون وأنا أضعف من أصغركم{، فكان يتواضع أمام الشياطين ويقول لهم أصغركم يكفيني ويكفى لمحاربتي. ولا يلزم كل هذه الجيوش الجرارة، بهذا الاتضاع كان يغلب الشياطين. |
||||
25 - 03 - 2014, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
نشيد القوس نشيد القوس بعد أحداث أخرى مماثلة أو لسبب مخالفة شاول للأوامر والوصايا الإلهية؛ قُتِل شاول في الحرب، وقُتِل يوناثان ابنه أيضًا. فماذا عمل داود؟! نظم داود مرثاة عجيبة جدًا لشاول ويوناثان!! بل وطلب أن يتعلم شعب إسرائيل هذا النشيد ويرددوه، وسماه نشيد القوس. وجعله أغنية مثل النشيد الوطنى، يردده شعب إسرائيل من أجل مجد الله، لأن شاول كان يحارب حروب الرب.. وماذا يقول النشيد: "كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ! لاَ تُخْبِرُوا فِي جَتَّ. لاَ تُبَشِّرُوا فِي أَسْوَاقِ أَشْقَلُونَ، لِئَلاَّ تَفْرَحَ بَنَاتُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِئَلاَّ تَشْمَتَ بَنَاتُ الْغُلْفِ" (2صم1: 19، 20) لا تبشروا أن شاول قُتل ولا تبشروا أن ملك إسرائيل مات، احذروا حتى لو كنت أنا الملك بعده، لكن لا تبشروا لئلا تفرح بنات الفلسطينيين ولئلا تشمت بنات الغلف. "يَا جِبَالَ جِلْبُوعَ لاَ يَكُنْ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ عَلَيْكُنَّ وَلاَ حُقُولُ تَقْدِمَاتٍ، لأَنَّهُ هُنَاكَ طُرِحَ مِجَنُّ الْجَبَابِرَةِ، مِجَنُّ شَاوُلَ بِلاَ مَسْحٍ بِالدُّهْنِ" (2صم1: 21) جلبوع هو الجبل الذي كانت عليه المعركة، قال: الجبل الذي قُتل عليه شاول ويوناثان لن أقبل منه أبدًا زرعًا يكون حنطة أو أي تقدمة تقدم في بيت الرب. إن أثمر فيه زرع، وأحضر منه أحد العشور أو البكور أو أي تقدمات، لن أقبل أبدًا بأي حال هذه التقدمة لأن هذا الجبل قد سُفك عليه دم ملك إسرائيل. انظروا مشاعر داود... يقول في النشيد: لأنه هناك طُرح مجن الجبابرة مجن شاول بلا مسح بالدهن، هنا يشير إلى أنه كان مسيحًا للرب. (ولكن شاول حينما عصى أوامر الرب؛ فارقه روح الرب وبغته روح ردىء من قِبل الرب أي بسماح من الرب)، لم ترجع قوس يوثانان إلى الوراء وسيف شاول لم يرجع خائبًا، حتى وإن كانا قد قُتلا، لكن الأسلحة التي لهما لم ترجع خائبة، وحاربا حروب الرب وقاتلا ببأس. كل ما قاله سابقًا ربما يكون مناسبًا ومنطقيًا، لكن ما قاله بعد ذلك هو يفوق العقول، فماذا قال؟!! "شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ الْمَحْبُوبَانِ وَالْحُلْوَانِ فِي حَيَاتِهِمَا لَمْ يَفْتَرِقَا فِي مَوْتِهِمَا. أَخَفُّ مِنَ النُّسُورِ وَأَشَدُّ مِنَ الأُسُودِ" (2صم1: 22، 23). شاول ويوناثان المحبوبان والحلوان في حياتهما.. ماذا يا داود؟! هل تقول عن شاول الذي كان يطاردك طول حياتك، وحتى بعد ما تركته حين وقع في يدك رجع يطاردك مرة تلو الأخرى؛ ولم يرخِ يده عنك إلى أن مات، تقول عنه المحبوبان والحلوان؟!! يقول داود: أنا لا أنسى أيام العشرة الحلوة القديمة قبلما يقوم علىَّ شاول وينقلب علىَّ، كان لنا عِشرة معًا حينما كنت أعزف له على القيثار وأرتل المزامير فيهدأ عنه الروح الشرير الذي بغته بعد مخالفته لوصايا الرب،وكان لنا صداقة قبل أن يقولوا له إن داود يريد أن يأخذ منك المُلك. أقل ما فيها إنه والد يوناثان؛ يوناثان حبيب عمري القديس الذي أنقذ حياتي من والده، فشاول هو أبوه. ولا أقدر أن أنسى فضل الأبوة. ثم يقول: "أَخَفُّ مِنَ النُّسُورِ وَأَشَدُّ مِنَ الأُسُودِ. يَا بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ، ابْكِينَ شَاوُلَ الَّذِي أَلْبَسَكُنَّ قِرْمِزًا بِالتَّنَعُّمِ، وَجَعَلَ حُلِيَّ الذَّهَبِ عَلَى مَلاَبِسِكُنَّ" (2صم1: 24). يقول لهم: ابكوا يا بنات إسرائيل على شاول الذي كان يلبسكن الذهب والمطرز. أين هذا الذهب يا داود؛ وهو الذي لم ينفك عن مطاردتك وقد جعل حياتك ممتلئة بالمخاوف والأحزان؟!!.. هذا هو داود في وفائه واتضاعه. "كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ فِي وَسَطِ الْحَرْبِ! يُونَاثَانُ عَلَى شَوَامِخِكَ مَقْتُولٌ. قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ. كُنْتَ حُلْوًا لِي جِدّاً. مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبُ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ وَبَادَتْ آلاَتُ الْحَرْبِ" (2صم1: 25-27). هذا النشيد إن كنا نقرأه اليوم، لكن ليس مثلما نقرأه كما كتبه داود، فقد كتبه شعرًا ولحَّنه بلحن جميل، لحن كأعظم موسيقى ممكن أن يعزف بها إنسان. موسيقى عزفها داود الذي هو حسب شهادة الكتاب نفسه"َمُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ" (2صم23: 1).. لذلك من يسمع هذا النشيد لابد أن يجهش بالبكاء، لابد أن يخفق قلبه، لابد أن تفيض مشاعره بأحاسيس عجيبة تتناسب مع وقع هذا اللحن العذب والعميق. لم يكن في ذلك الزمان كما هو الآن جهاز تسجيل يسجل لنا هذا النشيد سواء فيديو أو كاسيت، إذ لو تم تسجيله لكنا قد تمتعنا بموسيقى هذا النشيد والشعر الذي فيه، وإن كنا لن نفهمه لأنه باللغة العبرية. لكن على أي الأحوال بالرغم من اختفاء الموسيقى واختفاء الشعر، لكن نستطيع بعمل الروح فينا أن نرى ونحس ما في هذه الكلمات من موسيقى روحية تسمو على الموسيقى المسموعة بالأذن العادية. من يقرأ هذا النشيد بروح التأمل يشعر أنه صادر من عمق قلب داود، وصار جزءًا لا يتجزأ من أسفار الكتاب المقدس.. |
||||
25 - 03 - 2014, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
داود مع ابنه أبشالوم كان أبشالوم ابن داود قد ارتكب خطأ كبيرًا جدًا، فقد قتل أخاه غير الشقيق أمنون دون أن يحتكم إلى مجلس القضاء رسميًا، بعد أن اغتصب أمنون ثامار شقيقة أبشالوم، وحزن داود لفعله وغضب عليه. واختبأ أبشالوم ثلاث سنوات خارج أورشليم، ولم يستطِع مواجهة أبيه. ثم أرسل أبشالوم يوآب رئيس الجيش يكلم داود ليلتمس عفوه. وطلب يوآب إليه أن يسامح أبشالوم وسأله أن يسمح له أن يأتي ويعتذر إليه، فقال داود ليوآب اذهب ورد الفتى أبشالوم. وجاء أبشالوم إلى أورشليم واعتذر لأبيه فقبل اعتذاره (انظر 2صم14). كان أبشالوم رجلاً جميلاً جدًا وحسن المنظر، فكما كان داود جميلاً، كان أبشالوم أيضًا لأن والدته أيضًا كانت جميلة، فلذلك كان لأبشالوم جمال عجيب يقول عنه الكتاب: "وَلَمْ يَكُنْ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ جَمِيلٌ وَمَمْدُوحٌ جِدّاً كَأَبْشَالُومَ، مِنْ بَاطِنِ قَدَمِهِ حَتَّى هَامَتِهِ لَمْ يَكُنْ فِيهِ عَيْبٌ. وَعِنْدَ حَلْقِهِ رَأْسَهُ، إِذْ كَانَ يَحْلِقُهُ فِي آخِرِ كُلِّ سَنَةٍ، لأَنَّهُ كَانَ يَثْقُلُ عَلَيْهِ فَيَحْلِقُهُ، كَانَ يَزِنُ شَعْرَ رَأْسِهِ مِئَتَيْ شَاقِلٍ بِوَزْنِ الْمَلِكِ" (2صم14: 25-27)؛ جمال عجيب. |
||||
25 - 03 - 2014, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
أبشالوم يسترق قلب الشعب وقف أبشالوم في باب القصر، وكل صاحب دعوى آتٍ إلى الملك يسأله ما هي شكواك، فيجيبه إن لي خصومة مع إنسان ظلمني، ولذلك جئت للملك لكي أشكو له. فيقول له ليس من يسمع لك عند الملك، بل الملك يطرد الناس ولا يسمع لأحد. فيقول له وماذا أعمل؟ يقول له أبشالوم قل لي أنت ما هي مشكلتك وأنا أحل لك المشكلة. كل واحد داخل يجذبه إليه ويكدر نفسيته من ناحية داود النبي والملك، ويستميل هذا الشخص إليه. واستمر على هذا الحال إلى أن أصبح له شعبية كبيرة جدًا في وسط شعب إسرائيل، وداود بسلامة قلب لم يشك فيه بل كان يقول أبشالوم هو ابني ولا يمكن بحال من الأحوال أن يخونني. هكذا أعطى داودلأبشالوم الأمان والثقة والسلطة، كما أعطاه فرصة أن يتصل بالشعب ويعمل ما يريد، ويدخل ويخرج مادام سامحه وانتهت المشكلة. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تصميم | داود النبى والملك |
تصميم|داود النبى والملك |
داود النبى والملك |
داود النبى والملك |تصميم |
كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي |