10 - 02 - 2014, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
الانحدار إلى المستوى الجسداني الأكل، شهوة الأكل، والنظر إلى الشجرة على أنها "جيدة للأكل".. كلها أمور جسدانية انحدر إليها آدم وحواء، بأسباب نفسانية، سقطا بها عن المستوى الروحي. ولذلك أعتبر البعض أن الوصية الأولى التي أعطيت للإنسان، كانت وصية صوم، تشبه صومنا في هذه الأيام، نأكل من الكل ماعدا نوع واحد وهو الأطعمة الحيوانية. كذلك أعطى لآدم وحواء أن يأكلا من الكل ماعدا نوع واحد هو ثمر هذه الشجرة. ولكن آدم وحواء كسرا هذا الصوم، وأكلا من هذا الصنف المحرم. وبالأكل سقطا من المستوى الروحي إلى المستوى الجسدي. وبهذا السقوط، استمرت معهما حروب الجسد فيما بعد. حتى أن بعض العقوبات التي فرضها الله عليهما، كانت تحمل إشارة إلى هذا المستوى الجسداني الذي هبطا إليه: قال للمرأة " تكثيرا أكثر أتعاب حبلك. بالوجع تلدين أولادًا". وقال لآدم "أنك سمعت لقول امرأتك، وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلًا لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك.. بعرق جبينك تأكل خبزًا.. وتأكل عشب الأرض" (تك 3: 16-19). |
||||
10 - 02 - 2014, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
عدم القناعة الله أعطى أبوينا الأولين أن يأكلا من كل شجر الجنة، ماعدا واحدة. ولا شك أنه كانت توجد أثمار كثيرة جدًا في الجنة، بل كان فيها كل نوع ثمر.. ولكن هذا كله لم يقتنع به آدم وحواء ولم يكفيهما، بل أرادا الأكل من هذا النوع الواحد الناقص. وهذا يدل على عدم القناعة. ومازال مرض عدم القناعة موروثًا حتى الآن: "العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع. وكل الأنهار تجرى إلى البحر، والبحر ليس بملآن" (جا 1: 7، 7) على أن حواء في أكلها من الثمرة المحرمة، لم تقع فقط في كل هذه الخطايا، إنما أضافت إليها خطية أخرى |
||||
10 - 02 - 2014, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
تغطية الخطية بأوراق التين لما أكلا "انفتحت أعينهما، وعلما أنها عريانان"، إذ فقدا نقاوتهما، فقدا بساطتهما الأولى. فبدلا من معالجة الخطية والتخلص منها، والرجوع إلى النقاوة الأولى، قاما بتغطية الخطية بأوراق التين. وهكذا تغطى آدم وحواء، ولكن بقى القلب من الداخل غير سليم، والشعور كما هو.. وأصبحت أوراق التين ترمز إلى تغطية الخطية، دون التخلص منها. لهذا نرى أن الرب لم يوافق على فكرة أوراق التين. "صَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا." (سفر التكوين 3: 21). ومن أين أتت أقمصة الجلد؟ لعلها أتت من ذبيحة، سفك دمها لأجلهما، وتغطيا بجلدها. وهنا بدأ الرمز العميق: الخطية تعرى الإنسان وتخجله، والذبيحة تغطيه وتستره، بل وتطهره.. أنه معنى ربما يكونان قد عرفاه بسيطًا في بادئ الأمر، وأتى التعمق فيه على الزمن فيما بعد. بعد الخطية، شعر آدم وحواء بالعرى، وبالخزي، فاستترا بأوراق التين.. وماذا بعد؟ لقد وقعا في خطية أخرى كبيرة |
||||
10 - 02 - 2014, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
إعثار الآخرين لم يقتصر أمرها على كسر الوصية والأكل من الشجرة، وإنما يقول الكتاب إنها: "أكلت، وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل". لقد قادَت آدم في الخطأ، وقادته إلى كسر الوصية، وكانت سببًا في ضياعه، ووضعت أول بذرة للعثرة، وإعثار الآخرين.. والعجيب أن البعض يظنون أن خطية آدم وحواء هي مجرد الأكل من الشجرة! فعلى الرغم من كل الخطايا التي ذكرناها، توجد خطايا أخرى كثيرة أرتكبها أبوانا بعد الأكل من الشجرة. |
||||
10 - 02 - 2014, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
الهروب من الله "سمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة، عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الله في وسط شجر الجنة" (تك 3: 8) أصبح هناك تباعد بينهما وبين الله.. وجدت هوة فاصلة.. لم يعودا يفرحان بالوجود في حضرة الرب. فحالما سمعا صوته مقبلًا، هربا من وجهه واختفيا.. وصار الهروب من الله خطية موروثة في نسل آدم وحواء. فما أن يقع الإنسان في الخطية، حتى يبدأ في سلسلة من الهروب: يهرب من الصلاة، لأنه يخجل من الكلام مع الله وهو في الخطية! ويهرب من الكنيسة، ومن أب الاعتراف، ومن الاجتماعات الروحية، ومن الأصدقاء الروحيين، إلى أن يقطع كل صلة له بالله..! ولعل الهروب من الله، بالنسبة إلى آدم وحواء، قد دفعت إليه خطية أخرى وهى الخوف. |
||||
11 - 02 - 2014, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
الخوف الخوف إن لم يكن خطية في حد ذاته، فعلى الأقل هو انحدار في المستوى، انحدار من مستوى الحب الإلهي الذي كانا يعيشان فيه. ويقول القديس يوحنا الرسول "لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 18). وواضح من إجابة أبينا آدم أنه خائف. ولا نقصد المخافة التي تحمل مهابة الله، وإنما الخوف بمعناه الحرفي، الذي يدعو إلى الهرب والاختفاء. وفي هذا يقول للرب "سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت" (تك 3: 10). وبالنسبة إلى آدم وحواء، لا نقول فقط أنهما نزلا من مستوى الحب، بل عملا أعمالًا ضد محبة الله. |
||||
11 - 02 - 2014, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
الخروج من محبة الله * لا شك أن كسر الوصية كان عملًا ضد محبة الله. لأن الرب يقول: "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني" (يو 14: 21). ويقول القديس يوحنا الحبيب " من قال قد عرفته، وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه. وأما من حفظ كلمته، فحقًا في هذا قد تكملت محبة الله" (1يو 3: 4). إذن كسر الوصية ضد المحبة. * ورغبة آدم وحواء في أن يصيرا "مثل الله" حسب إغراء الحية، كان عملًا آخر ضد محبتهما لله * وتصديق كلام الحية، عكس كلام الله، كان أيضًا عملًا ضد محبة أبوينا الأولين لله. * وفي مناقشتهما مع الله، كانت الطريقة لا تتفق والمحبة. * وهروبهما من وجه الله، اختفاؤهما، كان عملًا رابعًا منهما ضد محبة الله. كذلك في خوف أبوينا واختبائهما، وقعا في خطية أخرى، وهى عدم السعي للصلح مع الله. |
||||
11 - 02 - 2014, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
عدم السعي إلى الخلاص إنهما إنسانان قد كسرا وصية الله، وأصبح محكومًا عليهما بالموت. فماذا فعلا للتخلص من حكم الموت هذا؟ هل سعيا إلى الخلاص؟ هل بذلا جهدهما لكي يصطلحا مع الله ولكي يعودا إلى علاقة الحب الأولى؟ كلا. لقد شل الخوف تفكيرهما، فلم يقوما بأي عمل من أجل نفسيهما الهالكتين، إنما أسرعا بالاختفاء من وجه الله. وفي الاختفاء من وجه الله في وسط الشجرة وقعا في خطية أخرى وهى الجهل بالله وقدرته.. |
||||
11 - 02 - 2014, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
الجهل بالله وقدرته إلى أين يهرب هذان المسكينان من وجه الرب؟ وأين يختفيان؟ لقد كان حفيدهما داود أكثر معرفة بالله حينما قال: " أين أذهب من وجهك؟ ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وإن فرشت في هاوية فها أنت.." (مز 139: 7: 8).. فما معنى الاختباء وسط الشجر إذن؟! هل الشجر يخفيهما عن عين الله الفاحصة الخفيات والظاهرات؟ أم أنهما جهلا بقدرة الله على كل شيء. حقًا إن الإنسان لما أكل من شجرة المعرفة صار جاهلًا، لقد وعده الشيطان وعدًا زائفًا لم يبر به.. وفى المناقشة بين الله وأبوينا الأولين، نرى في أجابتهما عددًا كبيرًا من الأخطاء |
||||
11 - 02 - 2014, 02:59 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
عدم إدانة النفس إن كان هذا الإنسان قد أكل من شجرة المعرفة، وعرف الخير والشر، فعلى الأقل أصبح يعرف أنه قد أخطأ. ولكن كلمة " أخطأت " لم يقلها آدم إطلاقًا، ولم تقلها حواء. ولم يعترف أحد منهما بهذه الخطايا التي ذكرناها، ولا بشيء منها. لم يقم أحد منهما بإدانة نفسه، ولم تكن لأي منهما حكمة القديس مقاريوس الكبير الذي قال: [أحكم يا أخي على نفسك، قبل أن يحكموا عليك].. ويا ليتهما لم يدينا نفسيهما وصمتا، بل أنهما وقعًا في خطية أصعب، وهى محاولة تبرير النفس. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|