منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 27 - 01 - 2014, 01:58 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

الشيطان نهّاز للفرص
كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

الشيطان يحاول أن يستغل الفرص، ليلقى فيها تجاربه. كما استغل جوع السيد المسيح بعد صوم أربعين يومًا، لكي يجربه بتجربة الخبز. وكما انتهز فرصة خوف بطرس ليلقيه في إنكار المسيح. وانتهز أيضًا فرصة تمسك اليهود بالسبت ليجعلهم ينكرون معجزات للمسيح لم يعملها أحد من قبل، بل يتهمونه بالخطية (يو9، 11).
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 01 - 2014, 02:00 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

الشيطان غير مخلص وغير أمين

قلنا قبلًا إن الشيطان قد يأخذ موقف الشفوق على صحتك، سواء من جهة الصوم أو السهر، أو تعب الجسد جملة. وينصحك في ذلك بالراحة الجسدية، حرصًا على سلامة صحتك... !
ولكنه ليس أمينًا حقًا من جهة اهتمامه بصحة جسدك.
إنه ينصحك بالراحة، ويمنعك من السهر، إن كان سهرك في الصلاة أو التأمل، أو القراءة الروحية، أو في ليالي الصلاة. ولكنك إن سهرت في اللهو أو في وسائل الترفيه المتنوعة، فلا يحدثك عن مضار السهر خوفًا على صحتك!
وإن تعبت في أمور العالم الباطلة، لا ينصحك بالراحة...

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
إن تعبك في جمع المال، وفي الجري وراء السهر والجاه، وفي السعي وراء ملاذك ومتعك، وفي تنظيم الحفلات الصاخبة، وفي اللعب والرياضة، وفي كافة الأنشطة العالمية... كل هذا لا يثير إشفاقه عليك، ولا يدعوك فيه إلى الراحة... ! إنما ينصحك بالراحة، إن كان تعبك في أي عمل روحي. جهادك الروحي فقط هو الذي يثير إشفاقه عليك وعلى صحتك؟
لذلك إن دعاك إلى الراحة وقت جهادك الروحي، فلا تطعه.
أنها في حقيقتها دعوة منه إلى الكسل والتراخي... أما أولاد الله، فكانوا يفرحون بالتعب، بل ويفتخرون به (1كو15: 10). وكما قال القديس بولس الرسول "في الأتعاب أكثر... في تعب وكد. في أسهار مرارًا كثيرة" (2كو11: 23، 27). وقال أيضًا "كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه" (1كو3: 8).
إن عرفت هذا، اتعب من اجل الله، على قدر طاقتك.
واعلم أن نصيحة الشيطان لك بالراحة، نصيحة غير مخلصة، وغير أمينة، وغير صادقة. لقد تعب القديس الأنبا بولا الطموهي في النسك، إلى أن ظهر له ربنا يسوع المسيح وقال له "كفاك تعبًا يا حبيبي بولا". فرد عليه القديس "وماذا يكون تعبي هذا، إلى جوار كل تعبك يا رب لأجل خلاصًا؟!
خير لك أن تتعب ههنا على الأرض، لتنال أكاليل الجهاد.
من أن تستريح ههنا على الأرض، وتتعب هناك في الأبدية... واعلم أن تعبك هنا ليس منسيًا أمام الله، لأنه "ليس بظالم حتى ينسى تعب المحبة" (عب 6: 10)، وكل تعب تتعبه ههنا، مكنوز لك هناك في الأبدية.
ليس ههنا مكان الراحة. إنما هنا مكان الجهاد والتعب.
لذلك حينما يموت إنسان، يقولون إنه تنيح أي استراح... فالشيطان ليس أمينًا في دعوتك إلى الراحة. إنه يخدعك...
إنه يحدثك عن الصحة وقت النسك، وليس وقت الفساد!
إن صمت، يلبس الشيطان ملابس الأطباء، ويلقى محاضرة مستفيضة عن أهمية البروتين الحيواني والأحماض الأمينية الأساسية. ويظهر اهتمامه بجسدك وسلامته. ولكنه لا يتحدث عن سلامة جسدك إذا داومت على التدخين أو المسكرات، أو الشهوات الشبابية الضارة بالصحة. إنه ليس مخلصًا في دعوتك إلى الصحة.
لذلك إن حاربك براحة الجسد وصحته، قل له: ليس هذا وقته.
إن كانت حرب الراحة من الشيطان، فإن حرب الكسل أشد.
إننا حينما نتعب بالجسد، نشعر براحة نفسيه. والعكس صحيح. حينما نكمل واجباتنا نشعر براحة وفرح، مهما تعبا بالجسد. وانتصارنا على جسدنا في الصوم والسهر والمطانيات والعفة، يعطينا راحة لا توصف.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 01 - 2014, 02:01 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

حيل الشيطان

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
"نجنا من حيل المضاد..."، "وأبطِل سائر فخاخه المنصوبة لنا". (تحليل صلاة الغروب)
  • خطية تلبس ثوب فضيلة
  • تحطيم فضيلة لاكتساب غيرها
  • خداع خدمة الآخرين
  • الانشغال بزحمة الحياة والآخرين
  • استخدام الفضائل في غير موضعها
  • التشكيك
  • حرب اليأس
  • محاربات اليأس حتى في الأوقات الروحية
  • لا تستسلم لليأس
  • الشيطان يغير خططه
  • تغيير الخطية بخطية
  • الذين بلا مرشد يسقطون سريعًا في الطريق
  • شيطان المجد الباطل
  • الكآبة و الاكتئاب
  • السرعة
  • التدرج الطويل
  • قصة يعقوب المجاهد
  • العادات والتدرج
  • الأمور الصغيرة
  • التأجيل
  • المشغولية
  • إنه عالم مشغول
  • الفهم الخاطئ لمحبة الله
  • هزّ المبادئ والقيم
  • حرية الاعتقاد شيء، و الهرطقة شيء آخر
  • الانقياد للتيار العام
  • لا تشاكلوا هذا الدير
  • الإغراءات
  • التخدير
  • تحويل الدين إلى فلسفة
  • فترة راحة من الخطية
  • الفضائل الجسدية الظاهرة
  • العنف
  • المعطلات
  • الخجل
  • الوقت الضائع
  • الشيطان يستخدم أعوانًا
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 01 - 2014, 02:02 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

خطية تلبس ثوب فضيلة

ما أكثر حيل الشياطين! إنها لا تنتهي. إن لم تصلح حيلة منها، يستبدها بغيرها، وبثانية وثالثة... إلى أن يصل إلى غرضه. وليست هناك خطة واحدة أمامه لتوصله. بل هو يتخذ لكل وضع ما يراه مناسبًا، دون أن يتقيد بشيء... على أنه من أشهر خططه الواضحة المتكررة، بضعة أساليب صارت معروفة ومحفوظة، نذكر من بينها ما يأتي...
ما أسهل أن يقدم لك الشيطان بعض الخطايا بأسماء غير أسمائها، بأسلوب يسهل قبوله. بحيث تلبس الخطايا ثياب فضائل...
وكما قال السيد الرب "يأتونكم في ثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة" (متى 7: 15). فالتهكم على الناس والاستهزاء بهم، يقدمه على اعتبار أنه لطف وظرف، ومحبة ودالة، وخفة الروح، ومحاولة للترفيه... ! والدهاء يسميه باسم الذكاء... ! ويقدم لك القسوة في معاملة أولادك أو إخوتك الصغار، باسم التأديب والتربية والتقويم. ويجعل ضميرك يوبخك إن لم تؤدبهم. والتزين غير اللائق والتبرج، يقدمهما لك باسم الأناقة والنظافة.
إن الشيطان لا يقدم الخطية مكشوفة، لئلا يرفضها الإنسان.

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
بل يقدمها باسم آخر، وهي هى، ولا فارق... يقول إننى سأدخل مع (فلان) في حرب مسميات، وأسقطه فيما أريد، ربما دون أن يشعر... أو قد يشعر ولكن ضميره لا يبكته. لو أنني قدمت له الرياء بهذا الاسم المنفر، فلن يقبله. إذن ماذا أفعل؟ سأجعله مثل القبور المبيضة من الخارج (متى 23)، بحيث يكون في الداخل شيئًا، وفي مظهره الخارجي عكس ذلك تمامًا. ولكنني سأدعو الرياء باسم مقبول: أسميه عدم إعثار الآخرين، أو أسميه القدوة الحسنة. ليس من (الحكمة) أن يسمى الشيطان الخطية خطية، فيكشف حينئذ أوراقه، ولا يصل إلى هدفه! يقول السيد الرب في حديثه مع تلاميذه:
تأتى ساعة... يظن فيها كل من يقتلكم، أنه يقدم خدمة (قربانًا) لله!! (يو16: 2).
ويقينًا أن الشيطان قدم خطية القتل إلى هؤلاء، باسم "الغيرة المقدسة "أو "الدفاع عن الدين "أو "الجهاد المقدس" أو "تطهير الأرض من الخطاة". وربما كان هذا هو شعور الكتبة والفريسيين وشيوخ الشعب، في تقديمهم السيد المسيح للصلب. إن الذين انتهروا الأطفال ومنعوهم من الذهاب إلى المسيح (لو 18: 15)، ما كانت هذه قسوة في نظرهم، أو عدم اهتمام بالصغار، إنما لبس هذا التصرف ثياب الحملان، وتسمى باسم فضلة، ربما اسمها "حفظ النظام" أو "حفظ كرامة المعلم الصالح".
والكذب يمكن أن يقدمه الشيطان تحت اسم "الحكمة "!
يقدمه كنوع من حسن التصرف، أو إنقاذ المواقف. والطبيب قد يكذب على المريض مرات عديدة، ويسميها أمام ضميره "حفظ معنويات المريض"، وحمايته من الانهيار، لكي يشفى. والبعض يسمى بعض أنواع الكذب باسم "الكذب الأبيض". وربما يسميه في أول أبريل باسم: الدعاية أو الفكاهة والتندر، أو أي اسم مشابه.
وبهذا الشكل، ما أسهل على الشيطان أن يسمى الرقص فنًا!
ويسمى الصور العارية والماجنة فنًا أيضًا. وكذلك التماثيل التي من نفس النوع، ويدخل تحت هذا الاسم كل ما في السينما والمسرح من التمثيل مهما كان خاطئًا... وكل ما في الغناء والموسيقى، مهما كان معثرًا أو مثيرًا... وتحت اسم الفن يخفى الشيطان مجموعة كبيرة من الخطايا والعثرات، لا تستحق هذا الاسم الجميل!
إلباس الخطية ثوب الفضيلة، هو حيلة ماكرة من حيل الشيطان.
أتراه يدعو البخل بخلًا؟! ما كان أحد إذن يقبله. إنما الشيطان قد يسميه "حسن تدبير للمال "أو "حفظ المال لحاجة المستقبل "أو يسميه "عدم التبذير "أو "عدم الإسراف". وإذا أراد الشيطان أن يمنع غنيًا من أن يدفع للفقراء، يقول له: ليس من الخير أن تعدوهم الشحاذة، أو أن تعودهم التشرد والتواكل. إن عدم إعطائهم هو حكمة، وعين الحكمة، لكي يبحثوا عن عمل، ولكي يأكلوا من عرق جبينهم حسب وصية الرب الإله (تك 3: 19).
إعطاء الخطية اسم فضيلة، يجعل الناس يستمرون فيها...
فليس فقط من جهة الماضي، لا يتبكت الإنسان من ضميره. وإنما أيضًا من جهة المستقبل يستمر الخاطئ فيما هو فيه، بهذا الخداع من الشيطان.
أتراه كان يطلق اسم هرطقة على أفكار أريوس ومقدونيوس وسابيليوس وأمثالهم؟!
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 01 - 2014, 02:04 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

تحطيم فضيلة لاكتساب غيرها

كلا، بل كان يقنعهم أن هرطقاتهم هي الدفاع عن الإيمان السليم!! وكان يزودهم بالتفسير الخاطئ لآيات الكتاب، لكي يقبلوا أفكاره، ولكي يقنعوا أيضًا غيرهم بها.. احترس إذن من المسميات الخاطئة، ولا تسمح للشيطان بأن يخدعك. فإن الخطية هي الخطية مهما اختفت وراء اسم آخر.. كذلك احترس من حرب أخرى يلجأ إليها الشيطان، وهى:
إن الشيطان يتضايق من فضائلك الثابتة التي صارت وكأنها من طبيعتك. لذلك يحاول أن يحطمها بكل حيلة. وليس أسهل من أن يقدم لك فضيلة أخرى جديدة، إن لم تسلك فيها بإفراز – لقلة الخبرة – تضيع الفضيلة الأولى الثابتة. ومثال ذلك:
أ إنسان يحيا في وداعة وهدوء وسكون وسلام قلبي ودماثة خلق...
يريد الشيطان أن يفقده كل ما فيه من رقة، ومن كلمة طيبة، ومن تواضع قلب. فماذا يفعل؟ إنه لا يستطيع طبعًا أن يذم له الوداعة، أو أن يقول له: أترك طبعك هذا المحبوب من الكل.. ولكنه يصل إلى ذلك عن طريق الإحلال.. يقدم له فضيلة بديلة، دون أن يقول له إنها بديلة.. وكيف؟

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
يشرح له أولًا أهمية الآية القائلة "غيرة بيتك أكلتني".
وكيف أن داود المشهور بالوداعة (مز 132: 1) هو الذي قالها. وكيف أن التلاميذ تذكروها حينما صنع السيد المسيح الوديع "سوطًا من حبال، وطرد الباعة من الهيكل، وطرد الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم" (يو2: 15، 17). وقال لهم مكتوب: بيتي بيت الصلاة يدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" (متى 21: 13).
ويدعوه إلى محاربة الأخطاء، ويزوده بكل الآيات اللازمة.
يقول له إن السيد المسيح وبخ الكتبة والفريسيين بشدة، وقال لهم في أصحاح كامل "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون" (متى 23)، وواجههم بكل أخطائهم. وقال لهم "أيها القادة العمان "أكثر من مرة. قال لهم "إنكم تشبهون القبور المبيضة من الخارج". وقال "هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا" (متى 23: 38). ويوحنا المعمدان قال موبخًا قادة اليهود في أيامه "يا أولاد الأفاعي. من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي..." (متى 3: 7). ثم يقول له: اسمع قول القديس بولس الرسول. إنه أمر:
يأمرك قلًا "وبخ. انتهر. عظ" (2 تى 4: 2).
ولا يكمل له الآية "بكل أناة وتعليم". ولا يقول له إنها موجهة إلى القديس تيموثاوس الأسقف (أسقف أفسس)، وليس لكل أحد. ولا يشرح له كيف كان القديس بولس نفسه يوبخ. وكيف قال لكهنة أفسس"... لم أفتر أن أنذر بدموع كل أحد" (أع 20: 17، 31)... وهكذا يلح عليه أن يوبخ وينتهر...
كأنه المسيح أو المعمدان، أو القديس بولس، أو تيموثاوس الأسقف.
ويقتنع هذا "الضحية "المسكين. ويظل يوبخ الكل، وهو لا يعرف الطريقة الروحية للتوبيخ. ولا من يوبخ من؟ ولا بأي سلطان يفعل هو هذا؟ وفي توبيخه يقع في إدانة الآخرين، وفي الغضب، وفي القسوة، وفي التشهير، وتسود صور الناس في نظره، وربما بهذا الأسلوب يبعد الكثيرين عن الكنيسة.. ويتحول إلى قنبلة متفجرة، تقذف شظاياها في كل اتجاه.. !
وهكذا يفقد وداعته ورقته ودماثته، ويكره الناس ويكرهونه.
ثم ما يلبث أن يتعب من هذا الأسلوب الذي لا يتفق مع طباعه، يحاول أن يعود إلى حاله الأول، ولكنه لا يجد قلبه نفس القلب، ولا فكره نفس الفكر. بل يرى أنه قد فقد بساطته ونقاوة قلبه وفكره، كما فقد حسن علاقاته مع الآخرين، وفقد أمثلته الصالحة التي كان يستفيد بها غيره.
لقد أطمعه الشيطان في فضيلة لا يعرفها، وأفقده فضيلته الأولى.
فما احتفظ بالأولى، وما كسب الثانية. وصار في بلبلة! وهو يسمح له بممارسة الثانية، لأنها غير راسخة فيه، ولا تتعب الشيطان الذي يستطيع أن يزعزعه عنها بسهولة. من أجل هذا، كان آباؤنا ينصحون أولادهم بقولهم: إن أية فضيلة يقدمها لك الشيطان، ويقصدون بها أن يهدموا فضيلة أخرى عندك، أرفضها وقل لهم:
هذه الفضيلة جيدة. ولكنني من أجل الله لا أريدها.
حقًا، إن عمل الله لا يهدم بعضه بعضًا. وكل إنسان له شخصيته التي قد تختلف عن غيره. وقد لا يناسبه ما يناسب غيره. وليس كل أحد له سلطان أن يرتب وينظم، وأن يوبخ وينتهر، وأن يحكم ويدين. ومن يعطه الله هذا السلطان، لابد سيمنحه أيضًا كيف يستخدمه حسنًا، دون أن يخطئ... وليس كل إنسان يستطيع أن يقول "ويل لي إن كنت لا أبشر". فقد قال هذه العبارة القديس بولس الرسول الذي قال في شرح ذلك "إذ الضرورة موضوعة على "وأيضًا "قد استؤمنت على وكالة" (1كو9: 16، 17). وأنت، ما هي الضرورة الموضوعة عليك؟! ومن الذي استأمنك على وكالة، كما استؤمن القديس بولس من فم المسيح نفسه. وكما أخذ المعمدان رسالته في بشرى الملاك لأبيه (لو1: 15 17). وكما أخذ القديس تيموثاوس مسئوليته بوضع اليد (2تى 1: 6).
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 01 - 2014, 02:05 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

خداع خدمة الآخرين

إنسان يعيش في نقاوة القلب، بعيدًا عن العثرات الجسدية:
يعيش محترسًا تمامًا، لا يقرأ قراءات تعثره، ولا ينظر إلى أية مناظر تعثره، ولا يختلط بأية خلطة معثرة، ولا يستمع إلى أية أحاديث معثرة. وهكذا يحتفظ بأفكاره نقية، لا تدخل إلى قلبه أي شيء غير طاهر... هذا الإنسان الطاهر، يريد الشيطان أن يحاربه. ولا يستطيع أن يقدم له عثرة مكشوفة، لأنه سيرفضها حتمًا. فماذا تراه يفعل؟
يفتح أمامه الباب ليكون مرشدًا روحيًا، يقود الشباب للطهارة.

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
إذ كيف يعيش في الطهارة وحده، ويترك أولئك المساكين يسقطون كل يوم، ولا يقدم لهم مشورة صالحة تنقذهم مما هم فيه؟! ويقول له استمع إلى قول الرسول "من رد خاطئًا عن ضلال طريقة، يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا" (يع5: 20). ويظل به يقنعه لكي يقبل هذه الخدمة الروحية الحيوية، حتى يقتنع، ويقبل أن يرشد الذين يأتون إليه..ثم تأتى بعد هذا الخطوة الثانية، وهى:
لكي يكون إرشاده عمليًا، لابد أن يستمع إلى مشاكلهم وأخطائهم.
ويظل هؤلاء يضعون في أذنيه أخبارهم وقصص سقوطهم. وقد يقولون كل شيء بالتفاصيل. وربما يكون في ما يحكون في ما يعثر... ويستمع (المرشد) الطاهر إلى كل ما كان يبعد عن سماعه، ويعرف ما كان لا يحب مطلقًا أن يعرفه. وما كان يحاول أن يبعد عنه، أصبح الآن ينصب في أذنيه، بكامل رضاه... وكل واحد يقدم صورة جديدة، أو صورًا عديدة من الخطأ.
وعن طريق الإرشاد، يجد صاحبنا عقله وقد امتلأ بصور دنسة!
وأصبح يعرف أشياء صارت تشوه طهارة تفكيره، وتدنسه بأخبار وقصص "ذكرها أيضًا قبيح" (أف 5: 12)... وحتى إن لم تعثره وتغرس فيه انفعالات خاطئة، فعلى الأقل ستنجس فكره. وكأنه قد قطف أثمارًا غريبة من شجرة معرفة الخير والشر...
فإن حاول أن يبتعد، يقال له: ما ذنب هؤلاء الشباب؟
وقد يكونون قد تعلقوا به، واستراحوا إلى إرشاده. وربما يتعبون ضميره بأنه إن تخلى عنهم سيرجعون إلى خطاياهم مرة أخرى،وقد يلحون عليه في أن يظل يسندهم حتى يقفوا على أرجلهم.. وهكذا يحدث له ما حدث للوط البار، إذ قيل عنه "إذ كان البار بالنظر والسمع -وهو ساكن بينهم- يعذب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة" (1بط 2: 8). وهذا الأخ قد يكون بالسمع فقط وليس بالنظر. وربما ما يسمعه يضع في ذهنه صورًا لم ينظرها من قبل، وكأنه نظرها فعلًا..
وما أدرانا، ربما هذا الأخ المرشد، يسقط، ولو بالفكر والقلب!
كان يمكن من أول القصة أن يحيلهم إلى أب اعتراف ويريح نفسه. ولكن الشيطان ورطه، أو قذف به في أول الطريق، فقبل ذلك بسلامة نية، دون أن يعرف كيف يتطور به هذا الموضوع. وقد ينجح أخيرًا في تحويل هؤلاء إلى آباء اعتراف. ولكن بعد أن يكون فكره هو قد صار مخزنًا لقصص كثيرة وأخبار، ضيعت نقاوته الأولى، وأدخلت في ذهنه معلومات جديدة عليه، ينطبق عليها قول الحكيم "الذي يزيد علمًا، يزيد حزنًا" (جا 1: 8).
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 01 - 2014, 02:07 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

الانشغال بزحمة الحياة والآخرين

وقد تأتى حيلة الشيطان في الإرشاد بصورة أخرى، يقدم فيها لا أخبارًا تدنس القلب، بل شكوكًا تتعب العقل.
إذ يكون القلب في بساطة الإيمان، وتكون القراءات كلها روحية تعمق صلته بالله. ويأتي إليه من يطلبون معونته وإرشاده في شكوك تتعبهم. وتتوالى هذه الشكوك من هنا وهناك، لكي تجد لها حلًا. ويبدأ إيمان هذا (المرشد) يتحول شيئًا فشيئًا من القلب إلى الفكر والبحث العلمي... وقليلون من يحتفظن بالاثنين معًا... يجد الشكوك تتكاثر علية. وليست له موهبة الرد على الشكوك...
وينبغي أن نعرف أنه ليس كل أحد على مستوى الإرشاد.

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
الذين لهم هذه الموهبة، لا يصيبهم ضرر سواء في المشاكل الروحية وسماع الخطايا الجسدية، أو في المشاكل العقائدية وسماع الشكوك. ولكن حيلة الشيطان الماكرة في هذا الأمر أنه:
يقدم الإرشاد للذين ليست لهم الموهبة، ويصيبهم منه ضرر.
ويقدمه بأسلوب ضاغط، يشعرهم به أنه ضرورة ملحة، وأنه واجب مقدس وأن "من يعرف أن يعمل حسنًا ولا يفعل، فتلك خطية له" (يع 4: 17). وما أسهل على القلب المتضع أن يقول في انسحاق "ولكنني هنا لا أعرف"، "أنا الذي لم أستطع أن أرشد نفسي، كيف يمكنني أن أرشد آخرين؟!"..
والشيطان قد يقدم عملًا روحيًا، ليزيل به تأثير عمل روحي آخر.
فإن رأى إنسانًا قد صلى صلاة روحية عميقة، وانسكب في تأملات حارة أمام الله، قد يرسل إليه إنسانًا يطلب عمل المصالحة بين متخاصمين. لكيما إذا جلس وسط هؤلاء المخاصمين، بكل ما في تصفية الجو من ضوضاء أو شوشرة أو شجار أو عتاب قاس، تزول آثار الصلاة والتأملات. ويعود هذا المصلى إلى بيته، وليس في ذهنه سوى ما سمعه من مناقشات حامية، ربما تجعل عقله يسرح إذا صلى. وتحتاج أمثال هذه المواقف إلى إدماج الصلاة فيها، وإلى تمهيدات روحية بعدها قبل الوقوف أمام الله للصلاة...
وقد يرى الشيطان أن صلاتك حافلة بالتأملات، فيريد تشتيتها:
فماذا يفعل؟ يقول لك وأنت تصلى "إن هذا التأمل عجيب جدًا وعميق، وإن سمعه آخرون سيستفيدون منه، فلئلا تنساه، قم الآن واكتبه. وهكذا يكون قد أخرجك من الصلاة إلى الكتابة، وقطع وقفتك المتخشعة أمام الله، لكي تجلس وتكتب، مهتمًا بالآخرين أكثر من اهتمامك بالوقوف في حضرة الله..وفي كل ما يجذبك إليه الشيطان من فضائل أخرى، يكون هدفه:
يفقدك ما عندك، مغريًا إياك بفضائل أخرى ليست معك.
أو هو يفقدك الثابت الذي في يدك، من أجل وعود في أشياء قد لا تتم. أو قد يسمح لك ببعضها لكي يسحبه منك فيما بعد...
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 01 - 2014, 02:08 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

استخدام الفضائل في غير موضعها

يقول الكتاب "الكل أمر تحت السموات وقت" (جا3: 1). فإذا استخدمت الفضائل في غير وقتها وفي غير موضعها، ربما تأتى بنتيجة عكسية، ولا تخدم الغرض الروحي. وهذا بعض ما يقدمه الشيطان ضمن حيله الكثيرة.

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
ففي وقت التوبة، حينما يلزم الانسحاق، يقدم فضيلة الفرح.
ويورد كل الآيات الخاصة بالفرح، حتى يضيع الندم والانسحاق والدموع، كل هذه الأمور اللازمة لحفظ التوبة. وفي نفس الوقت يخفى الآيات الأخرى مثل "طوبى للحزانى الآن، لأنهم يتعزون" (متى 5: 4).
وفى منهجه هذا، يستخدم طريق الآية الواحدة...
وقد رفض السيد المسيح هذا المنهج. فعندما قال له الشيطان على الجبل"... لأنه مكتوب... "أجابه الرب "مكتوب أيضًا..." (متى 4: 6، 7). وهكذا أرانا أن منهج الآية الواحدة الذي يستخدمه الشيطان، لا يمكن أن يوصل إلى حقيقة روحية سليمة، طالما هناك آيات أخرى توضح الموضع.
وقد يستخدم الشيطان آيات كثيرة في اتجاه واحد يخدم غرضه.
إنه يذكر الآيات الخاصة بالرحمة، حينما يلزم الحزم وتلزم العقوبة. ويذكر الآيات الخاصة بالعقوبة حينما يلزم العفو والحنو والرحمة. ويحاول أن يقنع الإنسان بالصمت، ويورد نصوصًا عديدة من الكتاب، مستخدمًا إياها في الوقف الذي يجب فيه الكلام. كذلك يورد آيات عن فائدة الكلام وأهميته، في الوقت الذي يحسن فيه الصمت...
كذلك يورد للإنسان آيات لا تناسبه، وهي خاصة بغيره.
فهناك آيات خاصة بالرسل ورجال الكهنوت، لا تنطبق على العلمانيين، يقدمها لشخص عادى كما لو كانت تخصه هو... مثل قول المسيح لتلاميذه الاثني عشر "لا تدعوا لكم أبًا على الأرض..." (متى 23: 9)،ومثال ذلك أيضًا ذلك الشخص العنيف الذي كلما كان يرى شخصًا مخطئًا، كان ينهال عليه ضربًا!! وذلك لأن الشيطان وضع في أذنيه الآية التي تقول "في أوقات الغدوات كنت أقتل جميع خطاة الأرض، لأبيد من مدينة الرب جميع فاعلي الإثم" (مز 101: 8).
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 01 - 2014, 02:12 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

التشكيك

إن الشيطان يزرع الشكوك في كل مجال من مجالات الحياة. لأن الإنسان في حالة الشك يكون ضعيفًا يمكن للشيطان أن ينتصر عليه.
فهو مثلًا يغرس الشك من جهة التوبة.
سواء من جهة إمكانية التوبة، أو من جهة قبول الله لها. فهو يصور للإنسان أنه ليس من السهل عليه أن يتخلص من هذه الخطايا، التي صارت طبيعة فيه، أو عادة من عاداته، أو صارت محبوبة لديه لا يمكنه مطلقًا الاستغناء عنها. وإذ يغرس فيه الشك الكامل في قدرته، يخفى عنه تمامًا معونة الله، أو يشككه فيها أيضًا، كما قال داود النبي "كثيرون قاموا على. كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه..." (مز3). أما إن صمم الإنسان على التوبة، فإنه يشككه في قبول الله لتوبته: إما لأنها أتت بعد فوات الفرصة، أو لأنها توبة غير حقيقية، أو لأن خطاياه بشعة من الصعب مغفرتها! وتحتاج إلى عقوبات فوق احتماله!
وكل هدف الشيطان هو إلقاء التائب في اليأس.
لكى تخور عزيمته، ويبقى في الخطية حيث هو... وكذلك يشككه الشيطان في رحمة الله، ويورد له آيات لا تحصى عن عدل الله، وعن عقوباته. وربما تكون عقوبات عن خطايا أقل من خطاياه هو بكثير. وشكوك الشيطان قد تدخل في الحياة الشخصية أيضًا.

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
فهو يغرس الشك في أيهما أفضل: البتولية أم الزواج.
وأى طريق منهما يختاره الإنسان يشككه فيه كذلك. فإن اختار البتولية يشككه في إمكانية الحياة فيها، وكيف أنها صعبة جدًا، وهي فقط "للذين أعطى لهم" (متى 19: 11)، "وكل واحد له موهبته الخاصة من الله" (1كو 7:7). فما أدراك أن هذه موهبتك؟! ويشرح له السقطات التي وقع فيها القديسون. ويقول له: هل أنت أفضل من داود ومن شمشون، وكلاهما حل روح الرب عليه؟! وإن اختار الزواج، يقول له، لقد فقدت إكليل البتولية. ويضع أمامه قول القديس بولس الرسول "غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يرضى الرب. أما المتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يرضى امرأته" (1كو7: 32، 33)، "ومن لا يزوج يفعل أحسن" (1كو7: 38). وهكذا يتركه في بلبلة لا يعرف أي الطريقين يختار... !
وهو يغرس الشكوك أيضًا في موضوع الوحدة والخدمة.
إن اختار الإنسان طريق الوحدة، يشرح له أمجاد الخدمة، وكيف أنها طريق الرسل وأبطال الإيمان، وأن "الذين ردوا كثيرين إلى البر يضيئون كالكواكب إلى أبد الدهور" (دا 12: 3)، إنه "يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة، فيضئ نوركم قدام الناس..." (متى 5: 15، 16). وإن اختار الإنسان طريق الخدمة، يقول له الشيطان: لقد فقدت طريق الملائكة الأرضيين، وحياة السكون والهدوء التي يتفرغ فيها الإنسان لله وحدة. أما أنت فقد اخترت طريق مرثا التي وبخها الرب بقوله "أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى واحد". ولم تختر طريق مريم التي جلست عند قدمى المسيح، واختارت النصيب الصالح (يو10: 41، 42)،ويذكره بالرؤيا التي ظهر فيها أن أرسانيوس المتوحد كان أفضل من موسى الأسود محب الأخوة وخادمهم. وهكذا يستمر الشيطان في غرس الشكوك. وكما قال يوحنا الدرجى: الراهب الذي يعيش في الوحدة، يحاربه الشيطان بمحبة الأخوة وخدمتهم. والراهب الذي يخدم الأخوة في المجمع، يحاربه الشيطان بمحبة الوحدة وحياة السكون والصلاة والتأمل.
والشيطان يغرس الشكوك في العلاقات الاجتماعية كلها.
فهو يغرس الشكوك بين الزوج وزوجته، وبين الصديقة، وبين الشركاء في العمل، وبين الرئيس ومرؤوسيه. يشكك في محبة الواحد للآخر، أو في إخلاص وأمانة الواحد للآخر. بل يشكك في كل تصرفات الناس وفي نياتهم ومقاصدهم وكل ذلك لكي يزعزع صلات التاس ببعضهم البعض، ويحولها إلى انقسامات ونزاعات، ويضيع الحب الذي هو عماد الحياة الروحية والاجتماعية كلها... حتى الأمور التي يمكن أن تمر ببساطة، يعقدها الشيطان بشكوكه العديدة، وقد يخلق منها مشاكل عويصة... !
وهو يشك أيضًا في الإيمان ذاته وفي العقائد.
وكل البدع والهرطقات التي قاست منها البشرية هي من صنع الشيطان ومن أفكار، وكذلك كل المذاهب المتعددة وما بينها من صراعات. والإلحاد أيضًا هو من صنع الشيطان...
الشيطان أيضًا يشكك في إمكانية الحياة مع الله.
ويشرح أن الحياة الروحية صعبة وغير ممكنة. فمن من الناس يستطيع أن يسير في الطريق الكرب، أو أن يدخل من الباب الضيق (متى7: 13، 14). ومن يستطيع أن يصل إلى حياة الكمال التي يطلبها الرب منا (متى5: 48). ومن يستطيع أن ينجو من حروب الشياطين؟!
وفي ذلك يخفي عمل النعمة وعمل الروح القدس في خلاص الإنسان، ويخفي معونات الله الكثيرة!!
والشيطان قد يغرس في القلب شكوكًا حول أب الاعتراف.
فيشكك في مدي اهتمام أب الاعتراف بالمعترف، ومدي محبته له، ومدي كتمانه لأسراره، ويشكك في إرشاداته وصحتها وصلاحيتها للنمو الروح. يشكك في معرفته، وأيضًا في روحانيته. وهو يريد بكافة الطرق أن يبعد ضحية عن أب الاعتراف، الذي يكشف له حروب الشياطين وحيلهم ومكرهم. ويبقي المسكين بلا مرشد فيصبح فريسة سهلة للشياطين.
إنه يشككه في أب الاعتراف، لكي يخالفه، أو يتركه، أو أن يخفي عنه تدابيره وكلها وسائل خاطئة. وقد يشككه أيضًا في سر الاعتراف ذاته. ويقول له: لماذا تعترف على إنسان مثلك؟!
وقد يشككه في الفضيلة ذاتها...
فيقول له مثلًا ما لزوم الاتضاع والوداعة؟ إنهما يضعفان شخصيتك! وما معني أن تترك حقك، ولا تأخذه بالقوة، حتى يتلاعب بك غيرك.. ؟ وهكذا مع باقي الفضائل. أما أنت فلا تقبل الشكوك. وكلما أتاك شك، قل: هذا من عمل الشيطان...
ولا تقبل الشك داخلك، ولا تستعمله ولا تدعه يستمر...
إن كنت كفوًا لمناقشة واثبت زيفه، واطرحه خارجًا. وإلا، أطلب من الله أن يرفعه عنك. وتذكر قول الكتاب "كونوا راسخين، غير متزعزعين" (1كو15: 58).
وأرجو بنعمة الله أن أحدثك عن الشكوك في مناسبة أخري، بنطاق أوسع، حينما نتحدث عن الحروب الروحية، واحدة فواحدة بالتفاصيل.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 01 - 2014, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

محاربات اليأس حتى في الأوقات الروحية

ومن وسائل الشيطان في اليأس، ضربه لنا في أوقات روحية.
وهذه من حيلة المشهورة، حتى باتت معروفة للكثيرين. ومثال ذلك:
تكون في سهرة روحية طول الليل في الكنيسة، في بدء عام جديد، وكللك رغبة وتصميم أن تبدأ بدءًا حسنًا بعام مبارك مقدس. وتحضر السهرة والقداس وتتناول. ثم تخرج لكي يرسل لك الشيطان إنسانًا متعبًا جدًا يعكر دمك ويثيرك، ويجعلك تغضب وتخطئ. وحينئذ يضربك الشيطان باليأس، فتقول: أبعد كل هذا أسقط! إذن لا فائدة.
كلا، لا تيأس فهذه هي حيله المعروفة.
قل كما قال النبي "إني إن سقطت أقوم"... واعرف أن الشيطان لا يهدأ في حربه. في أول كل عام جديد، وفي كل يوم روحي، وبعد كل صلاة روحية، وفي بداية كل صوم، وبعد كل تناول.. توقع منه ضربه لإسقاطك فإن فعل، قل له العب لعبة أخري، فقد صارت ألا عيبك هذه مكشوفة..

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
صدقوني إن الحروب في المناسبات الروحية، لا تحصي.. وقد تكون هذه الحروب مجرد حسد من الشيطان لعملك الروحي أو لنجاحك.
ومن وسائل اليأس، أن الشيطان يغري الإنسان بمستويات أعلي منه.
يضربه ضربات يمينيه، ويقنعه بمستويات روحية لا يستطيع الوصول إليها، ويشجعه على ذلك بكل قوة. فإن نصحه أب اعترافه بالتدريج حتى يصل، وأراد أن يقلل من هذا المستوي، يشككه في أب اعترافه ومستواه الروحي.
وما أسهل أن يسلك الإنسان يومين أو ثلاثة أو أكثر في درجة عالية، على غير أساس، ثم لا يستطيع أن يستمر، ويفشل، وهنا يبدأ الشيطان أن يغيره ويلقيه في اليأس، ويقول له: إنك لا تصلح للطريق الروحي! طبيعتك لا تتفق مع الحياة الروحية السليمة. ويستمر ف تحطيم نفسيته... بينما لو تدرج، كما نصحه أب الاعتراف، لا ستطاع أن يصل إلى هذا المستوى الذي أراده الشيطان أن يبدأ به.
لقد استطاع الشيطان أن يقنع الكتبة والفريسيين بأن يسلكوا بأسلوبه.
فكانوا في إرشادهم الروحي "يحزمون أحمالًا ثقيلة عسرة الحمل، ويضعونها على أكتاف الناس. هم لا يريدون أن يحركون بأصبعهم" (متى 23: 4). وهذه الأحمال الثقيلة تدفع أحيانًا إلى اليأس، إذ قد يقول حاملها: من يقدر على هذا؟ من يستطيع أن يخلص؟!
أما الرسل القديسون فلم يفعلوا هكذا، بل رأوا في قبول الأمم "أن لا يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم" (أع 15: 19)، وأرسلوا إليهم قائلين "لا نضع عليكم ثقلًا أكثر، غير هذه الأشياء الواجبة" (أع 15: 28). وقد قال القديس بولس الرسول "سقيتكم لبنًا لا طعامًا، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون" (1كو 3: 2).
لذلك إن أغراك الشيطان بما فوق مستواك، فلا تقبل.
قل له: اذهب عنى يا شيطان، فإن لي مرشدي الروحي الذي أسمع له. أما أنت فلا تقصد بي خبرًا. ولك طرقك بلا نظام، ولا توصل. يروى عن القديس الأنبا أنطونيوس أن الشيطان أيقظه ذات ليلة لكي يصلى، فلم يقبل القديس نصيحته. وقال له: أنا أصلى حينما أريد، ومنك لا أسمع... إن الشيطان يرفع الإنسان لكي يسقطه. وإن سقط يدفعه إلى اليأس في شماتة. وحرب اليأس هامة بالنسبة إلى الشيطان...
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأمل حروب الشياطين - بالموسيقي - البابا شنودة الثالث
كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
حروب الشياطين-البابا شنودة الثالث
الغضب كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
حروب الشياطين كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 02:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024