19 - 03 - 2013, 10:50 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: موضوع متكامل عن اقوال القديس العظيم اغسطينوس
أقوال أغسطينوس عن: الله خلق الكل لأجلي + إلهي... لقد أخضعت كل شيء تحت قدمي الإنسان حتى يمكنه أن يتكرس بكليته لك، لهذا لم تقم عليه سيداً غيرك بل جعلته هو سيداً على خليقتك. خلقت كل شيء من أجل جسده، وأوجدت جسده من أجل روحه وروحة من أجلك أنت!! لهذا يلزمنا أن نركز فكرنا فيك ونصب حبنا كله لك فيتحقق هدفنا بفرحنا بك أنت مصدر صلاحنا كما يلزمنا ألا نستخدم الخليقة إلا في خدمتك... هل ستقدم لنفوسنا أقل مما قدمته لأجسادنا... ؟! فمن أجل العينين أشرقت بالنور من السماء على الأرض خالقاً الشمس والقمر كخادمين لا يتعبان. الأول ينير لأولادك نهاراً والثاني يضيء لهم ليلاً. لأجل تنفسه حوطته بالهواء النقي.. لأجل أذنيه خلقت له الأنغام المختلفة. لأجل حاسة الشم أوجدت الروائح العطرية.. لأجل حاسة التذوق أوجدت له أشهي الأطعمة. لأجل حاسة اللمس أوجدت المادة المحيطة به..ولكي تعينه في أعمالة.. أوجدت له الحيوانات التي تخدمه وطيور السماء وثمار الأرض..تبعث لنا هذه الأرض الأدوية لتشفي أمراض جسدي فليس مرض ليس له علاج!! كم أنت طيب يا إلهي!! كم أنت رءوف!..! تعرف جسدي معرفة جيده لأنك أنت جابلة، ونحن نعتمد عليك كما يعتمد الإناء على يدي الفخاري. أقوال أغسطينوس عن أن الله كل حياتي + إلهي.. ليتني أعرفك، يا من أنت تعرفني. ليتني أعرفك يا قوة نفسي!! أكشف لي عن ذاتك، يا معزي نفسي..! ليتني أعاينك يا ضياء عيناي..! أسرع يا بهجة نفسي لأتأمل فيك يا سرور قلبي..! ألهمني حبك، فأنت هو حياتي..! لا تترك أحضاني، أيها العريس السمائي، فعند حلولك ينتاب كياني كله داخلي وخارجي. نشوة فائقة علوية! هبني ذاتك أيها الملكوت الأبدي حتى أتمتع بك أيها الحياة المبارك يا تهليل نفسي غير المدرك..! نعم. أعني أحبك. فأنت هو إلهي. أنت حامي. أنت خصني المنيع. أنت رجائي العذب في وسط ضيقاتي.. + لألتصق بك، فأنت هو الخير وحده، و بدونك ليس للخير وجود لتكن أنت سعادتي، يا كلى الصلاح..! افتح أعماق أذني، فأسمعك أيها الكلمة الإلهي، يا من يخترق نفسي كسيف ذي حدين..! أه! يا إلهي!! أرعد من سماك بصوتك القوي "مز13:11 "!! ليزأر البحر وكل أمواجه لتتزلزل الأرض وليرتعب كل ما عليها أنزل عليهما بالصواعق فيتبدد كل شيء فيهما. وفي النهاية اكشف لأذني أعماق المياه وأسس المسكونة "مز15:18 "! أيها النور غير المنظور هب لي عينان تستطيعان معاينتك! يا رائحة الحياة الإلهي هب لي حاسة جديدة للشم تجذبني نحو رائحة أطيابك الذكية..!. ربي... نقي في حاسة التذوق حتى تقدر أن تتذوقك وتتعرف عليك وتكتشف غني لذتك المذخرة لكل من يرتشف رحيق محبتك..! هب لي قلباً لا ينبض إلا بحبك، ونفساً تعشقك، وروحاً أميناً لذكراك، وفكراً يدرك غور أسرارك وعقلا يستريح فيك ويتحد بحكمتك المحيية دائماً، ويعرف كيف يحبك بتقوى أيها الحب المذخر فيك كل حكمة! أيها الحياة، لمجدك يحيا كل مخلوق. لقد وهبتني الحياة وفيك حياتي. بك أحيا، و بدونك أموت..! بك أقوم، و بدونك أهلك..! بك أمتلئ فرحاً، و بدونك أهلك حزناً! ... أنت هو الحياة مصدر الحياة ليس شيء يوازي وداعتك وجمالك..! أتوسل إليك:أخبرني أين أنت؟! أين ألقاك، فأختفي فيك بالكلية ولا أوجد إلا فيك ! أه! أسرع وأجعل من نفسي مسكناً لك، ومن قلبي مستقراً!! تعالي... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فإني مريض حباً. بعدي عنك موت لي وذكرك يحي نفسي..! رائحتك تعيد لي قوتي، وذكراك يخفف آلامي ظهورك شبع لي "مز10:17 "! إن كل من يعرفك يحبك! ينسي نفسه! يحبك أكثر من ذاته! يترك نفسه وينجذب إليك لينهل لذاتة الإتحاد بك! سيدي.. إن كنت لم أحبك كما ينبغي، فذلك لأنني لم أعرفك بعد جيداً فقلة معرفتي جعلت حبي لك فاتراً وفرحي الذي أتمتع به فيك ضعيفاً! ويحي!! فأنه بعبوديتي للمغريات الخارجية، أنشغل عنك أيها السعادة الكامنة في داخلي، وأحرم منك، وأذهب لكي أرتبط برباطات دنسة مع أباطيل العالم!! هوذا في بؤسي القلب الذي لك وحدك أن تمتلكه بكل عواطفه وأحاسيسه وتضحياته قد وهبته أنا للأمور الباطلة فصرت باطلاً بحبي للباطل! لهذا لم تعد بعد أنت فرحي بل تركتك واندفعت أجري وراء محبة العالم الخارجي! مع أنك لا ترتاح إلا في أعماق نفسي! أنا أريد التلذذ بأعمال الجسد وأنت تود الابتهاج بروحي! أنا بأعمال الجسد أملأ قلبي واشغل بها ذهني وأجعلها محور حديثي، أما أنت يا ألهي فتحيا في النفس غير المحسوسة الخالدة!! أنت تملك السماء وأنا أزحف على الأرض! أنت تعشق الأعالي، وأنا أطلب السفليات. أنت تشغلك السماويات وأنا غارق في الأرضيات. تري متى تتقابل مثل هذه الميول المتعارضة؟! + إلهي..لقد جعلت نفسي قدرة على أن تسع جلالك غير المحدود لئلا يكون لها شيئاً يقدر أن يملأها سواك! + إلهي..إنك صنعتنا لأجلك..لذلك يبقي قلبنا مضطرباً قلقاً عديم الراحة على الدوام حتى يستريح بك! + إلهي..إن النفس البشرية هي جبلة يديك..أوجدتها نفساً مفكرة، عاقلة، روحية، خالدة، دائمة الحيوية. وإذ لم يعد سرورها كامناً في جمال وجهك كرستها بمعموديتك لكي تسع جلالك..ولا يستطيع أحد أن يملأها سواك! عندما تقتنيك تشبع كل إلهاماتها ولا شيء من الخارج يقدر أن يشبع رغباتها..! ألست أنت هو الخير الفائق، وكل خير إنما هو مستمد منك؟! + القلب الذي لا يبتغيك، ماذا يطلب؟! أيطلب الغني الذي لا يملأ العالم أم ينبغي أشياء مخلوقة..وما هذه الرغبة في الأشياء المخلوقة إلا مجاعة دائمة؟!! من يقتنيها، تبقي نفسه بلا سبع لأنها لا تقدر أن تشبع إلا بك يا إلهي، إذ أنت خلقتها على صورتك.. أيها الرب إلهي..أيها الفائق القدرة..لقد عرف الآن موضع سرورك إنها النفس المخلوقة على صورتك كشبهك تلك التي لا تطلب غيرك ولا تشتاق إلا إليك!..! |
||||
19 - 03 - 2013, 10:55 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: موضوع متكامل عن اقوال القديس العظيم اغسطينوس
أقوال القديس أغسطينوس عن عطش النفس إلى الله
+ عطشت إليك نفسي "مز2:63". تأمل كيف عطش داود إلي الله؟..! + كل البشر مقتولون عطشاً لكن نادراً من يقول "عطشت إليك نفسي "بل يعطشون إلي العالم... + ينبغي علينا أن نتوق إلي الحكمة، يجب علينا أن نشتاق إلي البر..ا + "عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء "مز2:63 + إن النفس والجسد يعطشان إلي الله..فالنفس يعطها الله خبزها الذي هو كلمة الحق، والجسد يعطه احتياجاته لأن الله خالق كليهما! + أه! إنني لن أشبع إلا عندما يتجلي مجدك قدامي! نعم يا ألهي فأنت وحدك القادر أن تعيد لي حياتي السعيدة. + لك اعترف ببؤسي وذلك عند رحيل اليوم الذي كنت فيه غارقاً بين أباطيل العالم المتعددة محروماً منك أنت موضوع حبي الوحيد ذلك اليوم الذي فيه كانت أشواقي الجسدية مشتتة في المباهج الخادعة. + وما أكثر هذه المباهج وعدتني بأمور كثيرة ومع ذلك فهي لم تجلب على سوي الفقر انتقلت من واحده إلي أخري لعل إحداها تقدر أن تشبع نفسي لكنها عجزت إذ لم تكن نفسي تحيا بعد فيك!! + حقاً، إن فيك الحسن يا من وحدك سرمدي وسام وكامل على الدوام..! + من يقتفي آثارك لن يضل قط! من يصل إليك لا يلحقه يأس! من يمتلكك تشبع كل رغباته! + لكن يا لبشاعة بؤسي!! ويحي يا إلهي فإن قلبي يميل إلي الهروب منك الهروب منك أنت أيها الغني الحقيقي والفرح الحقيقي لكي يتبع العالم الذي ليس فيه إلا الحزن والألم. + كأنه قريب كأنه أخي كنت أتمشي.. "مز14:35.. + عندما نفرح في الصلاة عندما يهدأ فكرنا لا بمقتنيات العالم بل بنور الحق... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). عندئذ تفرح نفوسنا بالله ولا تكون بعيدة عنه لأنه كما يقول "به نحيا ونتحرك ونوجد "أع28:17، وكأنه كأخ وكقريب، كصديق لي! + إلهي إني احبك وشوقي هو أن تزداد محبتي لك على الدوام! + بالحقيقة أنت أحلي من الشهد وأفضل من اللبن وأكثر ضياء من كل نور الذهب والفضة والأحجار الكريمة لا تقارن بك في داخل قلبي! كل مسرات العالم لا تظهر لي إلا كرائحة كريهة وبلا طعم إذ قد تذوقت عذوبتك مرة ورأيت جمال بيتك! أيها النار الإلهي، يا من لهيبك لا ينقطع بل دائم الحرارة! أيها الحب الدائم الحرارة، يا من لا تفتر قط! أيها الحب الإلهي احتضني! امتلكني بكليتي فالتصق بك تماماً..! ليتني أحبك يا إلهي لأنك أحببتني أولا! أقوال القديس أغسطينوس عن أن الله نور النفس "قال الله ليكن نور فكان نور ورأي الله النور أنه حسن وفصل الله بين النور والظلمة "تك3:1. + هذه هي أول أعمال الله لأجل الإنسان. الله نور الأنوار خلق للإنسان النور الذي به يقدر أن يري ويدرك ويتمتع بما تقدمة له الحب الإلهي. + هذا النور المخلوق تتمتع به العين المادية لتري الماديات ولكن قلب الإنسان سماوي يتوق أن يري السماويات. أنه في حاجة إلي النور الذي به يعاين الله. وما هو هذا النور إلا الله ذاته "بنورك يا رب نعاين النور". بل أنت وحدك يا نور الأنوار نقدر أن نعاينك أيها النور الحقيقي "يو9:1 "! + الله نور الأنوار..يعكس نوره على كل من يلتقي به مقدماً ذاته للجميع بغير محاباة..لكن لا يقدر أن يستضيء به إلا الذي يقبله في داخلة ويؤمن بابن الله "النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آت في العالم "يو9:1". فالملائكة منيرون يشعون نوراً أينما ظهروا "اع7:12 "وذلك لمجرد وجودهم الدائم في حضرة الله نور الأنوار. والبشر قادرون. بنعمة الله. على التمتع بنور الله. لوقوفهم الدائم في حضرته. + ففي العهد القديم مع أنه لم يكن لهم أن يقتنوا النور الحقيقي في داخلهم لكن كان يكفي بالنسبة لهم الوقوف في حضرة الله.. فموسى النبي إذ بقي "عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة "خر28:34 "عندما نزل من جبل سيناء "لم يعلم أن جلد وجهه يلمع في كلامه معه "خر29:34 "حتى أن هارون وكل الشعب خافوا أن يقتربوا إليه فكان يضع برقعاً على وجهه عند الحديث معهم ينزعه عند دخوله أمام الرب ليتكلم معه.. + وإبراهيم أب الآباء سر عظمته الوقوف في حضرة الله فتنعكس انطباعات كمال الله وأنواره عليه منفذاً كلمات الله إليه "سر أمامي وكن كاملاً "وهنا المر "كن كاملاً "تعني حتمية الكمال عند السير أمامه.. + ويوسف الشاب الصغير الذي لم يكن له كتاباً مقدساً ولا كاهناً ولا مكاناً للعبادة لم يتعلم شيئاً سوي أن يقف في حضرة نور الأنوار لهذا كان قلبه الصغير ملتهباً ناراً مضيئاً بنور عجيب.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). كافياً أن يحرق أشواق امرأة فوطيفار وان يبدد قدامه قوة الظلمة في قلبها وحيلها وأخاديعها وتهديداتها.. وإيليا النبي، سر نوره انه وهو واقف في حضرة الملك والناس يقول "حيى هو الرب الذي أنا واقف أمامه".. ونحميا المسبي كان لنور قلبه أن يبدد الظلمة الأشرار لأنه قد تدرب أن يرفع قلبه إلي حضرة نور الأنوار في كل وقت وفي أي زمان... إذ يقول عند إجابته على سؤال الملك "فصليت إلي إله السماء وقلت.. "وكأن كل ما يشغل ذهنه في حضرة الملك هو أن يطلب منه نور الأنوار أن يهبة نعمة.. + هذه أمثلة من رجال العهد القديم.. الذين استطاعوا قبل إتمام المصالحة على الصليب ولكن على رجاء المصالحة أن يغتصبوا نور الله فتتبدد أمامهم كل ظلمة..إذ لا تقوي الظلمة على النور الحقيقي. فبقدر ما ينعكس النور الحقيقي عليك يعمل الحق فيك بقوة وشجاعة تتعبد بلا خوف ولا خجل تشهد ليسوع دون حرج.. مردداً مع ميخا النبي "ولكنني أراقب الرب أصبر لإله خلاصي. يسمعني إلهي لا تشمتي بي يا عدوتي. إذ سقطت أقوم. إذ جلست في الظلمة فالرب نور لي أحتمل غضب الرب لأني أخطأت إليه حتى يقيم دعواي ويجري حقي سيخرجني إلي النور سأنظر بره وتري عدوتي فيغطيها الخزي القائلة لي أين هو إلهك "ميخا9، 7:7". هكذا كل رجال الصلاة، تتبدد أمامهم كل ظلمة، ظلمة الشيطان وقسوته ظلمة الخطية ولذتها الخادعة ظلمة تعييرات الآخرين ظلمة شهوات الجسد.. + هذا أما في العهد الجديد إذ جاء الله الكلمة في ملء الزمان متجسداً منادياً "أنا جئت نوراً إلي العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة "يو46:12 "جاء النور الحقيقي الملتحف بالنور كثوب "مز2نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة104 "جاء الذي ليس فيه ظلمة البتة "1يو5:1 "جاء لكي يشرق في الظلمة بنوره "أش10:58 "داعياً إيانا من الظلمة إلي النور "1بط9:2 "حتى نسلك في النور ونصير أبناء للنور وأبناء للنهار "1تس5:5 "بل ونصير نوراً للعالم "مت14:5 "..!. هكذا يتحقق قول النبي "لا تكن لك بعد الشمس نوراً في النهار ولا القمر ينير لك مضيئا بل الرب يكون لك نوراً أبدياً وإلهك زيتاً لا تغيب بعد شمسك وقمرك لا ينقص لأن الرب يكون لك نوراً أبدياً "اش20، 19:6". صار لنا أن نغلق على الرب في قلوبنا فيكشف لنا روح الحق أسرار الله التي لا ينطق بها يدرك محبة الله اللانهائية ويكتشف الحق ذاته "أنا هو الطريق والحق والحياة". وعندئذ لا تقدر الظلمة أو العواصف أن تجتاح القلب في داخلة بل يرتفع القلب على جبل عال فوق العالم كله بمغرياته وآلامه الجسد بشهواته الناس بمديحهم أو ذمهم.. يصير مع بطرس ويعقوب ويوحنا هناك حيث يتجلى له يسوع فيراه ملتحفاً بالنور وجهه مضيئاً كالشمس وثيابه بيضاء كالنور عندئذ يصرخ مع بطرس "يا رب جيد أن نكون ها هنا "مت4:17. ومن يرتفع مع الرب يتشف بالرب أسرارا عميقة يدرك أعماق نفسه ويتلامس مع أعماق الحب الإلهي ويفهم مكنونات الحياة وتنفتح أمامه أسرار الحياة الأخرى ويثبت في إيمانه ورجائه في إيمانه ورجائه بالرب... عندئذ "نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة الله في سر الحكمة المكتومة التي سبق فعينها الله قبل الدهور لمجدنا التي سبق فعينها الله الذين يبطلون بل نتكلم بحكمة الله في سر الحكمة المكتومة التي سبق فعينها الله قبل الدهور لمجدنا التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه. فأعلنه الله لنا نحن بروحه. لآن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله... أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله "1كو11، 6:2". لقد رأي نثنائيل الرب متجسداً.. لكن كان ينقصه أن يكشف له الرب عن أسرار أخري "سوف تري أعظم من هذا "يو50:1 " إنه محتاج أن يدرك من هو يسوع المتجسد ويدركه في أعماق قلبه محتاج أن يجلس مع مريم أخت لعازر تحت قدمي المسيح النور الحقيقي ليري ويتمتع بالنصيب الصالح الذي ينزع عنه يكشف له صديقة يسوع أسراره كما يكشف الريس قلبه لعروسه لأنه "ليس أحد يعرف الابن إلا الأب ولا أحد يعرف الأب غير الابن "ومن أراد الابن أن يعلن له "مت27:11". + هكذا يعلن العريس الحقيقي لعروسه خفيات الحكمة "أي6:11".. + أيها النور غير المنظور! ... أيها البهاء الذي لا يراه بهاء أخر.! + أنت هو النور الذي تختفي أمامك كل الأنوار المخلوقة.! + أنت هو البهاء الذي ينطفئ قدامك كل بهاء خارجي.! + أنت هو "النور " مصدر كل الأنوار والبهاء ينبوع كل بهاء! + أنت هو النور والبهاء أمامك تصير كل الأنوار ظلمات وكل ضياء بالنسبة لك ليس إلا ظلاماً! + أنت هو البهاء الذي بك تصير نوراً وبك يتلألآ الظلام لمعاناً! + أنت هو النور الأسمى لا تحجبك سحابة ما ولا يعوقك بخار..يعجز الليل أن يسدل بظلامه عليك لا يعوقك حاجز ولا تغرقك ظلال..! أخيراً أيها النور الذي ينير الخليقة الداخلية على الدوام ابتلعني في هوة جلالك حتى أعاين كل أعماقك. بقوة بهاء لاهوتك ذاته وعمل البهاء المنعكس على منك! + لا تتركني قط لئلا يتزايد جهلي وتكثر شروري فبدونك أصير فارغاً وبائساً! + بدونك لا يكون لأحد صلاح إذ أنت هو الحق والصلاح الحقيقي وحده..! هذا ما أعترف به وهذا ما أعرفه يا الله إلهي إنه حيثما وجدت بدونك لا يكون لي غير الشقاء في الداخل كما في الخارج لأن كل غني غير إلهي إنما هو بالنسبة لي فقر مدقع!! + أرسل نورك وحقك، هما يهديانني ويأتيان بي إلي جبل قدسك وإلي مساكنك "مز3:43 " النور "والحق "هما بالحقيقة اسمان يعبران عن واحد "الله "لأنه ما هو "النور "الإلهي إلا "الحق "الإلهي؟ "والحق "الإلهي إلا "النور "الإلهي؟! وأقنوم المسيح هو كلاهما. يقول "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة "يو12:8 " كما يقول "أنا هو الطريق والحق والحياة "يو6:14". هو نفسه النور وهو بنفسه "الحق"... فليأت إذاً وليهدينا... أما "جبل قدسه " (الذي يأتي إليه المسيح) فهو الكنيسة المقدسة إنها الجبل الذي بحسب رؤيا دانيال "35:2". الحجر الصغير الذي "صار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها "ساحقاً (التمثال العظيم) ..!. + إلهي... أنت نوري افتح عيناى فتعاينا بهاءك الإلهي لأستطيع أن أسير في طريقي بغير تعثر في فخاخ العدو! حقاً، كيف يمكنني أن أتجنب فخاخه ما لم أرها؟! وكيف أقدر أن أراها إن لم أستنر بنورك؟! ففي وسط الظلمة يخفي "أب كل ظلمة "هذه الفخاخ حتى يصطاد كل من يعيش في الظلمة هذا العدو الذي يود أن يكون أبناءه محرومين من نورك ومن سلامك الكامل. فإن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم ولكن إن كان أحد يمشي في الليل يعثر لأن النور ليس فيه "يو11". + وما هو النور إلا أنت يا إلهي! أنت هو النور لأولاد النور! نهارك لا يعرف الغروب! نهارك يضئ لأولادك حتى لا يعثروا! أما الذين هم خارج عنك فإنهم يسلكون في الظلام ويعيشون فيه! إذاً فلنلتصق بك يا من أنت هو نور العالم! ما حاجتنا أن نجرب كل يوم الابتعاد عنك؟! لأن كل من يبتعد عنك أيها النور الحقيقي يتوغل في ظلام الخطية وإذ تحيط به الظلمة لا يقدر أن يميز الفخاخ المنصوبة له على طول الطريق! + ليتنا لا نبتعد عنك كي لا نسقط في حبائل العدو المميتة. ولكن ما هو أمر وأقسى:أن نسقط في الفخاخ ولا ندري. نحسب أنفسنا أننا واقفون فلا نبذل جهداً لكي نقف. ربي وإلهي... يا نور نفسي! لا تتوقف قط عن إنارة خطواتي! حتى إذا ما اكتشفت الخطر ابتعد عنه فلا أسقط ولا يعيرني عدوي "الشيطان " هذا الذي يبذل كل جهده أن يميتنى لكن فليتبدد العدو "الشيطان "أمام وجهك كما يذوب الشمع قدام النار! إنني أتكلم عن ذلك السارق الذي أراد أولاً وأخيراً أن يغتصب مجدك وإذ هو مملوء بالغرور ألقي بنفسه في الهاوية التي حفرها لنفسه! أنت طردته من الجبل المقدس وأقصيته عن عرشك ونزعته من وسط نجومك التي هي أكثر بهاء في السماء..!. والآن ربي وحياتي عن منذ سقوطه العظيم لا ينشغل إلا كيف يطارد أولادك! الكراهية التي يكنها لك أيها الملك العظيم تجعله يعمل على إفساد خليقتك التي جبلتها على صورتك! أيها الرب قوتي اسحقه أمام أعيننا نحن خرافك وأضئ لنا جيداً حتى نتجنب فخاخه الخادعة ونأتي إليك مبتهجين! إلهي... أنت تعلم كل هذه الأمور أكثر منى! أنت تعرف إلي أي درجة من السعر والعناد قد بلغ إليها هذا المطارد لنفوسنا! أنت لست بمحتاج إلي من يعرفك هذا لأنه ليس شيء مخفي عنك لكن أستمع إلي شكواي أيها الديان إلي الأبد فإني أقدم شكواي ضد عدوي عند قدمي عظمتك. دنه يا الله وأنقذ أولادك فإنك أنت هو القوة! + إنه عدو ماكر وخادع لا يمكننا بدون نورك أن ندرك طرقه الملتوية ونعرف أشكال وجهة المتعددة فتارة نراه ههنا وأخري هناك! تارة يظهر كحمل وأخري كذئب! تارة يظهر كنور وأخري كظلام! + إنه يعرف كيف يغير شكله ويشكل خططه حسب ظروف الإنسان وأوقاته فلكي يخدع المتعبين يحزن معهم! ولكي يجذب القلوب المبتهجة يلوث أجواء أفرحهم! ولكي يقتل الحارين بالروح يظهر لهم في شكل ملاك نور! ولكي ينزع أسلحة الأقوياء روحياً يظهر في شكل حمل! ولكي يفترس ذوي الحياء يتحول إلي ذئب! وفي كل خداعاته يخيف البعض بمخاوف ليلية والآخرين بسهام تطير في النهار هؤلاء ينزلق بهم في الشر في الظلمة والآخرون يحاربهم علانية في وقت الظهيرة (مز91) ! فمن يقدر أن يميز طرق مكره المختلفة! من يقدر أن يميز ذاك الذي يتنكر دوماً؟! من يقدر أن يحصى أنيابة المرعبة؟! سهامه يخفيها في جعبته وحيله يخبئها إلي اللحظة المناسبة للسقوط! + إلهي... أنت رجائي... بدون نورك الذي به نري كل شيء يصعب علينا أن نكتشف مناورات الشيطان وحيلة..!. + أيها النور الحقيقي الذي يتمتع به طوبيا عند تعليمة ابنه مع أنه كان أعمي. + أيها النور الذي جعل اسحق فاقد البصر يعلن بالروح لأبنه عن مستقبله. أنت هو النور الذي أنار عقل يعقوب فكشف لأولاده عن الأمور المختلفة! لقد خيم الظلام في نفسي حتى أعماق خباياها لكن أنت هو النور!! الظلال الكثيفة غطت محيط قلبي لكن أنت، أنت هو الحقيقة المتلألئة دائماً. + أيها الكلمة خالق الكل قبل كل الخليقة... أنت هو مدبر الكون وبدونك ليس له وجود. + أنت هو الكلمة القائل "ليكن نور "فكان نور قل هذه العبارة الآن أيضاً حتى تستنير عيناى بالنور الحقيقي. وأميزه عن غيره من النور فبدونك كيف أقدر أن أميز النور عن الظلمة والظلمة عن النور؟! + نعم... خارج ضيائك تهرب الحقيقة منى ويقترب الخطأ إلي يملأني الزهو وتهرب الحقيقة منى!! يصير في ارتباك بدلا من التمييز يصير لي الجهل عوض المعرفة العمى عوض التبصر لا يعود لي طريق موصل إلي الحياة.. + "كثيرون يقولون من يرينا الخيرات. قد أضاء علينا نور وجهك يا رب "مز6:4". أقوال القديس أغسطينوس عن: كثيرون يقولون: مَنْ يُرينا الخيرات هذا قول يومي وتساؤل مستمر من الأغبياء والأشرار يردده أولئك الذين يتوقون إلي سلام الحياة الزمنية وهدوئها دون أن يجددهما بسبب قسوة الحياة..! كما يردده أولئك الذين يشكون في أمر الحياة المقبلة التي وعدنا بها وييأسون قائلين: من يدرينا أن هذا صحيح؟ أو من جاءنا من "المنتقلين "يخبرنا بها؟ + لقد أظهر المرتل ما هي "الخيرات؛ مجيباً على التساؤل: من يرينا الخيرات؟ إله الخير هو أنه "قد أضاء علينا نور وجهك يا رب" (مز6:4). هذا النور هو الصلاح الكامل الحقيقي الذي للإنسان النور الذي يراه بالقلب لا بالعين. + يقول "أضاء علينا " (أو ختم علينا) وذلك كما تختم صورة الملك على الفلس فالإنسان قد خلق على صورة الله ومثالة "تك26:1 " الأمر الذي أفسدته الخطية لذلك فإنه يختم الإنسان بالصلاح الحقيقي الأبدي "بالنور "في الميلاد الثاني (المعمودية). وأظن أن هذا هو ما عناه عندما قال الرب إذ رأي العملة التي صكها قيصر (أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله "مت21:22 "فكأنه يقول كما أن قيصر يطلب منكم الختم الذي لصورته هكذا أيضاً الله! + إن عملته المصكوكة ترتد إليه باستضاءة النفس بالله وختمها بنور وجهه (مز6:4). + "يا الله إلهي أنت إليك أبكر" (مز1:63). ماذا أصنع؟ أنني أبكر ولا أنام. + وأي نوم لأن هناك نوم للنفس ونوم للجسد؟ إن لم ينم يخور الإنسان ويضعف جسده ولا يعود جسدنا الخائر يقدر أن يحمل نفسه يقظة ويثابر في الأعمال... لقد وهب الله للجسد نوماً به تنتعش الأعضاء فيقدر أن يعضد نفساً ساهرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). ولكن يلزمنا أن نكون حذرين لئلا تنام النفس ذاتها لأن نوم النفس شر. صالح هو نوم الجسد إذ به تنتعش صحة الجسد أما نوم النفس فهو نسيانها لله... لذلك يقول الرسول.. "أستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح "أف14:5. هل كان الرسول ييقظ إنساناً نائماً بالجسد؟لا بل نفساً نائمة لكي تسير وتستضيء بالمسيح. هكذا بنفس الطريقة يقول هذا الرجل "يا الله. إلهي أنت. إليك أبكر".. فالمسيح يضئ النفوس ويجعلها مستيقظة لكن إن أبعد نوره تنام. ولهذا السبب يقول مزمور أخر "أنر عيني لئلا أنام نوم الموت "مز3:13... |
||||
19 - 03 - 2013, 11:09 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: موضوع متكامل عن اقوال القديس العظيم اغسطينوس
أقوال القديس أغسطينوس عن أن الله ينبوع الصلاح
"ليس احد صالح إلا الله وحده" لو18. الله وحده كل الصلاح القادر أن يعكس صلاحه على خليقته فتصير صالحة. "كونوا قديسين كما أنا أيضاً قدوس". اعرفي يا نفسي هذه الحقيقة واغرقي في لجة صلاحه وادخلي إلي خيره الحقيقي غير المتغير ولتصر أحشائي جمراً متقداً يرتفع لهيبة إلي حيث صلاح الله..! لقد وهبك إمكانية الصلاح.. خلقك على مثاله... حتى تنجذبين إليه وتشبعين منه! أما وقد سقطتي في الخطية فإنه وإن كان الشيطان لم يستطع أن ينزع عنك حبك للصلاح لكنه خدعك في مفهوم الصلاح فظننتي ما هو غير صالح صالحاً وحسبت الصلاح غير صلاح.. + صرت كالسمكة التي تظن في الطعم خيراً وهي لا تدري ما يكمن لها فيه..هكذا حسبتي حب الكرامة والمديح وغني العالم وأمجاده الزائلة، المتع والملذات الشهوانية.. حسبتي هذا كله صلاحاً! + والآن صرت في عوز إلي الحكمة لتكوني تامة وكاملة... اطلبيها من الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير "يع5، 4:1". لقد أمرك الرب "سر أمامي وكن كاملاً "تك1:17". "إن سرت أمامه في حضرته والتصقتى به فحتماً تصيرين كاملة. + إن وجد في شيء صالح إنما مصدره أنت.. فالخير الذي هو في هو خيرك أنت أيها الصالح منك قد تقبلته! من يعينني على الوقوف إلا أنت يا إلهي؟! وما الذي يسقطني غير اتكالي على ذاتي؟! + إنني سأبقي غارقاً في الطين ما لم تجتذبني! وأبقي أعمي ما لم تفتح عيناى! + وأبقي ساقطاً لا أقوم قط ما لم تعينني يداك..! آه! إنني أهلك تماماً ما لم تحرسني عنايتك! + كم أنا بائس؟! إلهي... متى تفارقني هذه الطبيعة الفاسدة وتعمل في قوتك الكاملة؟! إلهي... لذيذة هي الوحدة والسكون والحق والنقاوة هذه كلها التي هي لك! أما أنا فألهو بالضوضاء والصخب والباطل والرذيلة..! أعود فماذا أقول بعد؟! أنت هو الخير الحقيقي، رحوم، قدوس، عادل... أما أنا فشرير محب لذاتي، خاطئ، ظالم..! أنت النور، أما أنا فظلمة! أنت الحياة، أما أنا فموت! أنت الطبيب، أما أنا فمريض! + أنت الحق الصادق أما أنا فبطلان حقيقي... مثلي مثل أي إنسان على الأرض!!! بأي لغة تريدني أن أحدثك يا خالقى؟! أتوسل إليك أن تتفضل فتصغي إلي إنني من صنع يديك وهلاكي أمر مخيف! إني جبلتك وها أنا أموت!! إني من صنع يديك وها أنا أنحدر نحو العدم!! + إن كان لي وجود فأنت موجدي "يداك صنعتاني وأنشأتاني " مز73:119". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). يداك اللتان سمرتا على الصليب فليعطياني السلام لأنه هل تحتقر عمل يديك؟! آه تطلع غلي جراحاتك العميقة فقد نقشت اسمي في يديك!! اقرأ اسمي وخلصني! + إن نفسي التي تتأوه قدامك هي من عمل يديك أخلق مني خليقة جديدة فهذا هو عملك لذا فهي لا تكف عن الصراخ إليك قائلة: يا أيها الحياة أحيني من جديد! إنها من جبلة يديك تلتف حولك متوسلة إليك أن ترد إليها جمالها الأول..! + أغفر لي يا إلهي ما دمت فقد سمحت لي بالحديث معك لأنه من هو الإنسان حتى يتكلم مع الرب خالقه؟! نعم. سامحني! سامح تجاسري! سامح عبدك الذي تجاسر ليرفع صوته أمام سيده! + إن الضرورة لا تعرف قانوناً! فالألم يدفعني إلي الحديث معك! والكارثة التي حلت بي تجعلني استدعي الطبيب لأني مريض إنني أطلب النور لأني أعمي! أبحث عن الحياة لأني ميت! ومن هو هذا الطبيب والنور والحياة إلا أنت؟! يا يسوع الناصري ارحمني! يا ابن داود ارحمني! يا مصدر الرحمة أصغ إلي صرخات المريض! + أيها النور العابر في الطريق توقف أمام الأعمى! أمسك بيده، حتى يقترب إليك! بنورك يا رب اجعله يعاين النور، وبك يحيا! أأمر الميت حتى يخرج من القبر..! آه! يا إلهي!! إنني سأستغيث قبلما أهلك أو على الأقل أستغيث لئلا أهلك حتى أستحق السكنى فيك! إنك تتألم عندما أحدثك عن بؤسي ومن غير خجل أعترف لك أنني عدم! أسرع واعني أنت قوتي وعوني وصلاحي وحصني!! أسرع أيها النور، الذي بدونه لا أقدر أن أري! أقوال القديس أغسطينوس عن الحب الإلهي | الوصية والأبوة + لا يوجد أحد قد أحسن تدبير أفعاله كمن استعد قلبه لترك الشيء الذي تنهي عنه القدرة الإلهية أكثر من استعداده أن يقوم بعمل ما يحث عليه قياس عقله البشري. + إلهي... إن الذي لا يشتهي أن تأمره بما يريده هو إنما يريد هو ما تريده أنت فقط فهذا عبد لك صالح. + لا تطلب من الله أن يعمل ما تريده أنت بل أطلب كما تعلمت أن تتمم مشيئته فيك. + إن كان سرورنا في تنفيذ إرادة الله أقل من سرورنا في تنفيذ إرادتنا فإنه يلزمنا أن نطلب من الله لا أن تتم إرادتنا لأنها ربما تضرنا بل أن يصيرنا بنعمته أن تطابق إرادته بسرور هذه التي من شانها أن تجني لنا خيراً ونفعاً على الدوام. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فبني إسرائيل (الأشرار) الذين كرهوا المن السماوي واشتهوا اللحم وطلبوه أعطاهم الرب شهوتهم غير أن ذلك صار بالنسبة لهم شراً وضرراً. + "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض". كما تعمل مشيئتك في الملائكة سكان السماء حتى انهه ملتصقون بك تماماً ومتمتعون بك كلية ولا تشوب حكمتهم خطأ ولا يمس سعادتهم شقاء هكذا لتسكن إرادتك في قديسيك قاطني الأرض..فعندما تسير إرادتنا حسب إرادة الله حينئذ تكمل إرادته فينا كما هي كاملة في الملائكة السمائيين وعندئذ لا توجد مقاومة في طريق سعادتنا وهذا هو السلام. |
||||
19 - 03 - 2013, 11:09 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: موضوع متكامل عن اقوال القديس العظيم اغسطينوس
أقوال القديس أغسطينوس عن الحب الإلهي وسقوط الإنسان | الله والنفس البشرية + أما الإنسان الذي له طبيعة تميل بين الملائكية والحيوانية فإن الله خلقه هكذا حتى إذا بقي خاضعاً لخالقه كسيد له بحق ويحفظ وصاياه بورع تصير له شركه مع الملائكة وينال خلوداً مباركاً أبدياً دون أن يصيبه الموت. أما إذا عصى الرب إلهه باستخدامه حرية إرادته بعجرفة وفي عصيان فإنه يخضع للموت ويسلك عبداً للشهوة ويحكم عليه بالموت الأبدي... + نعم يا إلهي..في غياب نورك ظهور للموت أو بالحري مجيء للعدم. فالموت ليس له وجود في ذاته وهذا العدم يدفع بنا إلي العدم الذي للخطية، فينزع عنا الخوف من ارتكابها... فنخطئ وبالتالي ننحرف إلي الهاوية كمن يجرفه تيار ماء عنيف. إلهي... أن كان بدونك لم يخلق شيء فإنه بالبعد عنك نصير بالخطية عدماً "أي فاسدين"... يا لشقائي... لقد سادت على الظلمة ومع أنك أنت النور إلا أنني حجبت وجهي عنك!! يا لشقائي... أصابتني جراحات كثيرة ومع أنك أنت المعزي واهب السلام غير إنني ابتعدت عنك!! يا لشقائي... لقد انتابتني حماقات جمة ومع أنك أنت هو الحق غير أنني لم اطلب منك المشورة!! يا لشقائي... لقد تعددت طرق ضلالي ومع أنك أنت هو الطريق إلا إنني ابتعدت عنك!! يا لشقائي... فالموت يحطمني بضربات كثيرة ومع أنك أنت الحياة لكنني لم أكن معك أبداً!! يا لشقائي... فإنني أسقط في الشر والعدم كثيراً ومع أنك أنت هو "الكلمة "الذي به كان كل شيء إلا إنني انفصلت عنك يا من بدونك لم يكن لي وجود! أيها الكلمة ملكي أيها الكلمة إلهي أيها النور الخالق أيها الطريق والحق والحياة..يا مبدد الظلمة والشر والضلال والموت... أيها النور الذي بدونك يصير الكل في ليل دامس. أيها الطريق الذي بدونك لا يوجد سوي الضلال. + أيها الحق الذي بدونك لا يوجد سوى الباطل. أيها الحياة الذي بدونك يخيم الموت على الجميع. + آه! قل هذه العبارة "ليكن نور "عندئذ أستطيع أن أعاين النور وأهرب من الظلمة؛ أعاين الطريق وأترك طرق الضلال؛ أري الحق وأبتعد عن الباطل؛أنظر الحياة وأهرب من الموت. + أشرق في يا إلهي، ف أنت نوري واستنارتي. إن انتهرتني أخاف عدلك وأفرح بملكوتك الحقيقي وأتمجد بك كإلهي وأحبك بكونك أب لي وأبقي وفياً كعريس لي. أيها النور الاسمي تعجل بالإشراق في أعمى يريد أن يصير ملكاً لك. هوذا الظلمة قد أحاطت في وظل الموت اكتنفي فلأتجه بخطواتي في طريق السلام الضيق المؤدي إلي ملكوتك الأقدس ومسكنك الأبدي بهذا الطريق يتقدس اسمك ويعترف به. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وباعترافنا باسمك يكون قد تشكل الطريق الحقيقي الذي نبلغ به إليك أيها الطريق الحقيقي. + نعم. بك نترك مسالك الشر ونعود إلي الطريق الأسمى الذي ليس هو إلا أنت لأنه بالحق لا يوجد غيرك أنت. + إنني أعترف لك... أعترف لك أيها الأب السماوي ملك الأرض والسماء... + شروري سببت لي جراحات عميقة إذ لم أسلك في الطريق الضيق فمع كونك أنت الحياة إلا إنني لم أكن معك. شروري هي عدم س. وإذ أنت هو الكلمة الذي به كان كل شيء وبغيرة لم يكن شيء مما كان وإذ لم أكن أنا معك لهذا عدمت حياتي فارتكبت العدم "الشر "الذي يقود إلي العدم "أي الموت الروحي أي فقدان النفس الله مصدر حياتها". كل ما هو... هو من صنع الكلمة..ويا لهما من أعمال حسنه "ورأي الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً "تك31:1 " فإن كان الكل من عمل يدي الكلمة لهذا فإن الكل حسن... أما ما هو خارج الكلمة فليس إلا العدم... وما هو خارج الحسن "الله "الحقيقي لا يخضع للحسن لذلك فليس خارجه شيء حسن بل لا يوجد إلا الشر. والشر هو ليس إلا انعدام للخير كما أن الظلمة هي ليست بشيء في حد ذاته بل انعدام للنور. + فالشر عدم هو ليس من عمل الكلمة... بل انفصال عن الكلمة. إلهي..أشكرك لأجل النور الذي تهبني إياه حتى أقدر أن أري فأراك وأعرفك؟أنت بذاتك. نعم.. إنني في كل مرة ابتعد فيها عنك أسقط في العدم والفساد وإذ أنساك اسقط في الشر لأنك أنت هو "الخير". يا لشقائي فإنه لم يكن لي معرفة أن فيك غناي أنا الذي ليس له وجود. ولكن ماذا أقول؟ إن كنت غير موجود فكيف ارغب في معرفتك. إنني بانفصالي عنك أكون عدماً غير موجود فكيف أرغب في معرفتك إنني بانفصالي عنك أكون عدماً غير موجود فأكون كتمثال ليس له وجود "حياة " له أذان ولا يسمع، له أنف ولا يشم، له يدان ولا يلمس، له أقدام ولا يتحرك. وفي كلمة أقول أن هيكل الإنسان البشري لكنه بلا حياة ولا إحساس. + عندما انفصلت عنك يا إلهي لم أعد بعد موجوداً صرت كل شيء... في وسط عماي وصممي وجمود حواسي أردت أن أدرك الخير وأهرب من الشر وأشعر بالألم وأتلمس ظلمتي لكنني لم أستطع بسبب بعدي عنك أيها النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آت إلي العالم. + يا لشقائي... لقد أنحتني جراحاتي لكنني لم اشعر بآلامها بل انجذبت إلي الشهوة بعنف بغير إحساس..لأنني كعدم، منعزل عن الحياة منفصل عن "الكلمة " خالق الكل... إلهي.. أنت نوري.. هوذا أعدائي "الشياطين " قد صنعوا بي كل ما أرادوا ضربوني، قتلوني، نكلوا بجثتي، دفعوا بي إلي الموت. هذا كله كتأديب عادل أستحقه بسبب انفصالي عنك وصيرورتي عدما "روحياً " لغيابك عني.. + إلهي أنت حياتي، أنت خالقي، أنت نوري، أنت مرشدي، أنت حصني ووجودي... أرحمني وأقمني... + يا الله إلهي.. أنت نسمات حياتي، أنت صلاحي قوتي، عزائي في يوم الضيق. تطلع إلي كثرة أعدائي (الأشرار) وخلصني من أيديهم فإلي أين يهربون من وجهك أولئك الذين يمقتونك؟! أما أنا فبك أحيا فيك. لقد اختبروك يا إلهي ومع هذا تركوا عونك فصاروا محتقرين. لقد تقاسموا ثوب الفضائل المجيد الذي أنت زينته لي. لقد شقوا لهم في السوق طريقاً نحوي ووطؤا على بأقدامهم. بربط الخطية دنسوا هيكلك الذي أنت قدسته في داخل نفسي . ملأوني كآبه وسحقوا نفسي بالمرارة. أما أنا فسلكت على منوالهم.. صرت أعمي وعرياناً ومقيداً برباطات الشر. هم جذبوني نحو دائرة الرذيلة المرهبة والوحل أما أنا فوقفت خانعاً وأثقلت أحمالي التي على. صرت عبداً، وأحببت عبوديتي... إني أعمي، وفرحت بعماي. إني لم أرتعب من ثقل قيودي بل ظننت مرارة الخطية حلاوة وحسبت الحلاوة مرارة. يا لي من شقي!! يا لي من جاهل!! فقد انتابني هذا كله لأني لم أكن معك أيها الكلمة الإلهي فبدونك لا يكون لشيء وجود أما بك فيبقي كل شيء محفوظاً في وجوده وخارجاً عنك يعود ثانية إلي عدم... + بك تحافظ كل المخلوقات على وجودها ما في السماء وما على الأرض وما في البحر وما في جوف الأرض. أيها الكلمة... ليتني ألتصق بك ففيك يكون حفظي ففي كل مره لا أكون فيها أميناً لك أصير دماراً لا يرجى منه. أنت خلقتني، فلتتكرم وتعيد خلقي، أنا أخطأت، فلتفتقدني، أنا سقطت، فلتقيمني.. أنا صرت جاهلاً، فلتحكمني، أنا فقدت البصر، فلتعد لي النور. |
||||
التعديل الأخير تم بواسطة روشا الفرفوشه ; 19 - 03 - 2013 الساعة 11:38 PM |
|||||
19 - 03 - 2013, 11:48 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: موضوع متكامل عن اقوال القديس العظيم اغسطينوس
أقوال القديس أغسطينوس عن: أخلى ذاته من أجلي | من أجلك صار طفلاً
+ بأي كلمات نبارك الله، وأي شكر يمكننا أن نقدمه له؟! لقد أحبنا حتى أنه هو الكائن الأزلي الأقدم من كل المسكونة ذاتها صار في السن أصغر من كثير من خدامه في العالم! كطفل كان يصيح في طفولة غير متكلمة، وهو "الكلمة " الذي بدونه تعجز كل فصاحة البشر عن الكلام! أنظر يا إنسان ماذا صار الله من أجلك؟! احفظ في قلبك درساً من هذا الإتضاع العظيم مع أنه المعلم كطفل لا يتكلم! لقد كنت (يا آدم) في الجنة في احد الأيام فصيحاً تعطي كل حي اسمه أما خالقك فمن أجلك رقد بغير كلام لا يدعو حتى أمه باسمها. أنت إذ وجدت نفسك في فردوس مليء بالفاكهة أهلكت نفسك بعدم الطاعة وهو في طاعة جاء كشخص مائت إلي مسكن حقير صغير حتى بموته يمكن أن يعيد الحياة إلي من مات! أنت مع كونك إنسان أردت أن تكون إلهاً فضللت! وهو مع كونه الله أراد أن يكون إنساناً لكي يرد ذلك الذي ضل ! الكبرياء البشرية هبطت بك إلي أسفل لكيما بالاتضاع الإلهي وحده ترتفع إلي فوق! + خالق الزمان يولد في زمن معين! هذا الذي من غير أمره الإلهي لا يجري يوم في مجراه قد اختار لنفسه يوماً لتجسده! صانع الإنسان إنسان، ووضع من ثديي آمه..!. هذا الذي كان قبل جميع الأجيال والذي بغير ابتداء كان ابناً لله وجد من المناسب أن يصير في هذه الأيام الأخيرة ابناً للإنسان! هذا الذي ولد من الأب وليس بمخلوق أخذ جسداً من امرأة هو صنعها قبلاً. صار جسداً لكي يظهر نجاسات الجسد! من أجل هذا "خرج العريس من خدره، وأبتهج مثل جبار ليسرع في طريقة "مز18. لطيف كعريس وقوي كجبار! محبوب ومرعب! هادئ وعنيف! جميل للصالحين وجاف بالنسبة للأشرار! ملأ أحشاء أمه! وهو لا يزال باقياً في حضن أبيه! أقوال القديس أغسطينوس عن طاعة المسيح للآب في التجسد والصلب والقيامة كما بخطية واحده صار الحكم إلي جميع الناس للدينونه هكذا ببر واحد صارت الهبة إلي جميع الناس لتبرير الحياة لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاه هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً "رو19، 18:5". عصي آدم الأول فأفقد البشرية كلها التمتع بالله وجهاً لوجه وسري حكم الموت على الجميع لذلك إذا جاء أدم الثاني ابن الله الوحيد الذي إرادته هي إرادة الأب... إذ لهما إرادة واحده أخلي نفسه.. أخلاها عن إرادته لا لكي تكون له إرادة تخالف إرادة الله أبية إنما لكي يخضع لإرادة أبية عوض أدم الأول... (مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به. وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي "عب5:5". أطاع... مخلياً إرادته ليعمل إرادة الأب إذ يقول للأب "ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت "مت30:26 " ليس لأن ما يريده الابن يخالف ما يريده الأب إنما يقبل الصليب في طاعة للأب حتى يصير المتحدون به المتجاوبون مع عمله. طائعين للأب أيضاً. فلا عجب إن سمعنا الابن يقول "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الأب يعمل "يو24:5. ومرة أخري يقول أنه لا يتكلم بشيء من ذاته... هذا لا يعني أن ليس له سلطان ذاتي للعمل أو الكلام إنما يريد ان يؤكد أنه وإن كانت مشيئته هي مشيئة الأب إذ هو الأب واحد إلا أنه من أجلنا... إذ صار نائباً عنا، يريد أن يفيدنا من العصيان.. يقول "لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني "يو30:5. لقد أطاع المسيح حتى الموت موت الصليب حتى يعطنا باتحادنا به وثبوتنا فيه وتمتعنا بالشركة معه أن نحيا لا لذواتنا ولا بحسب إرادتنا بل به وفيه نطيع الأب. إنه حب واحد دفع الأب إلي بذل ابنه ودفع بالابن إلي نفس الأمر أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحدة! لكن الابن أراد أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحده لكن الابن حتى في إخلائه نفسه وبذله ذاته إنما صنع هذا من أجل إرادة الأب. لقد أرسل الأب ابنه وقبل الابن الإرسالية بل ويؤكد الابن في صلاته الوداعية قائلاً (ليؤمن العالم إنك أرسلتني "يو21:17. لقد جاء بإرادته ولكن جاء أيضاً لأجل طاعته للأب إذ يقول الرسول "وفيما هو ابن قد تعلم الطاعة "عب5:5". 1- ففي الإخلاء والتجسد الابن يحب خليقته ويود أن يخلي ذاته من أجلي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). والأب في حبة لي، الذي هو نفس حب الابن أراد أن يبذل الابن ذاته عنا! وكما يقول أغسطينوس: + إن إرادة الأب والابن واحدة وعملهما غير منفصل هكذا فإن التجسد والميلاد من عذراء الذي يعني إرسال الابن جاء بواسطة الواحد ويعمل الأب والابن بطريقة غير منظورة بل ولا نستعبد الروح القدس من عملية التجسد إذ قيل بوضوح "قد وجدت حبلى من الروح القدس". لكن ربما يصير المعني بأكثر وضوح إن سألنا: كيف أرسل الله ابنه؟ لقد أوصي أن يأتي... فأذعن الابن للوصية وجاء ! فهل هذا كان أمراً أم مجرد اقتراح؟! على أي حال فإن هذا حدث بواسطة كلمة الله الذي هو ابن الله. لقد أرسله الأب بكلمة.. فجاء بعمل الأب والكلمة لذلك فإن "الابن نفسه قد أرسله الأب والابن لأن الابن هو كلمة الأب... هو قدوس بذاته لن تفارقه القداسة بل ينبوع كل قداسة إنما قبل أيضاً التقديس من الأب لا كشيء خارج عنه بل في طبعه... إذ يقول "من اجلهم أنا أقدس ذاتي "يو19:17". 2- وفي الصلب قبل الرب الصليب من أجل خلاص جبلة يديه لكن في ليلة آلامه أراد أن يؤكد قبوله الصليب من أجل إرادة الأب إذ يقول (إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك) .. 3- وفي القيامة أيضاً يقول عن نفسه " لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها "لكن يعود الكتاب فيؤكد أن الأب قد أقامه....... الأب أراد القيامة فقام الابن بسلطانه.... 4- ومن جهة التقديس فإن ابن الله قدوس القديسين هذا القدوس الذي بلا خطية في حبه لنا أخلي ذاته ليعلن أن الأب قد قدسه "يو36:10". أقوال القديس أغسطينوس عن لماذا تجسد ربنا | لكي يهبنا ميلاداً جديداً رأينا أن الإنسان صار محتاجاً إلي التلاقي مع الله "الحياة " لكي يعيد له حياته الروحية فيقدر بالله أن يحيا ويتذوق الخير ويتمتع بالسماويات لذلك جاء الابن الأقنوم الثاني متجسداً صار كواحد منا حتى نقبله. ولد الابن ميلاداً زمنياً غذ حمل جسداً مثلي... وبميلاده هذا وهبنا جميعنا أن نولد به في الله... وقد تجمعت فيه بنوتنا نحن التي غسلها بالماء والدم اللذان سكبا من جنبه المطعون! وإذا شاركنا الرب في اللحم والدم صيرنا له هو الأخ البكر.. صرنا أعضاء في جسده السري أي الكنيسة للرأس الواحد يسوع مقدماً إيانا واحداً لأبيه! بهذا انتقل بنا من الولادة الجسدية إلي الولادة الروحية السرية منتقلاً بنا من هذا العالم لنحيا ونحن هنا في السمويات الأبديات! + "النور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه". الظلمة هي عقول البشر الغبية إذ أعمتها الشهوات الفاسدة وعدم الإيمان لهذا كان على "الكلمة " الذي به كان كل شيء أن يهتم بهذه العقول ويعيد إليها سلامتها. لذلك فإن: الكلمة صار جسداً وحل بيننا " يو14:1 "، لأن من اختصاصه الاستنارة إذ هو الحياة الذي يضئ للبشر. لكننا لم نكن مستعدين للتجاوب مع عمله إذ أسقطتنا نجاسة الخطية وأبعدتنا عنه لذلك صرنا في حاجة إلي التنقية من الشر والكبرياء تتم بدم ذاك البار وحده وبإتضاع الله نفسه "يو14، 1:1". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لنصير على مثاله... لقد صار الله إنساناً باراً يشفع عن الخطاة أمام الله (الأب)، وبالتصاقه بنا شابهنا من جهة الناسوت حتى ينزع عنا ما هو ليس على شبهه أي شرنا! وإذا شاركنا في موتنا وهبنا أن نصير شركاء معه وهكذا بموت البار الذي تم بمحض اختياره نزع موت الخطاة الذي حدث كحكم نستحقه... |
||||
19 - 03 - 2013, 11:48 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: موضوع متكامل عن اقوال القديس العظيم اغسطينوس
أقوال القديس أغسطينوس عن: أخلى ذاته من أجلي | من أجلك صار طفلاً
+ بأي كلمات نبارك الله، وأي شكر يمكننا أن نقدمه له؟! لقد أحبنا حتى أنه هو الكائن الأزلي الأقدم من كل المسكونة ذاتها صار في السن أصغر من كثير من خدامه في العالم! كطفل كان يصيح في طفولة غير متكلمة، وهو "الكلمة " الذي بدونه تعجز كل فصاحة البشر عن الكلام! أنظر يا إنسان ماذا صار الله من أجلك؟! احفظ في قلبك درساً من هذا الإتضاع العظيم مع أنه المعلم كطفل لا يتكلم! لقد كنت (يا آدم) في الجنة في احد الأيام فصيحاً تعطي كل حي اسمه أما خالقك فمن أجلك رقد بغير كلام لا يدعو حتى أمه باسمها. أنت إذ وجدت نفسك في فردوس مليء بالفاكهة أهلكت نفسك بعدم الطاعة وهو في طاعة جاء كشخص مائت إلي مسكن حقير صغير حتى بموته يمكن أن يعيد الحياة إلي من مات! أنت مع كونك إنسان أردت أن تكون إلهاً فضللت! وهو مع كونه الله أراد أن يكون إنساناً لكي يرد ذلك الذي ضل ! الكبرياء البشرية هبطت بك إلي أسفل لكيما بالاتضاع الإلهي وحده ترتفع إلي فوق! + خالق الزمان يولد في زمن معين! هذا الذي من غير أمره الإلهي لا يجري يوم في مجراه قد اختار لنفسه يوماً لتجسده! صانع الإنسان إنسان، ووضع من ثديي آمه..!. هذا الذي كان قبل جميع الأجيال والذي بغير ابتداء كان ابناً لله وجد من المناسب أن يصير في هذه الأيام الأخيرة ابناً للإنسان! هذا الذي ولد من الأب وليس بمخلوق أخذ جسداً من امرأة هو صنعها قبلاً. صار جسداً لكي يظهر نجاسات الجسد! من أجل هذا "خرج العريس من خدره، وأبتهج مثل جبار ليسرع في طريقة "مز18. لطيف كعريس وقوي كجبار! محبوب ومرعب! هادئ وعنيف! جميل للصالحين وجاف بالنسبة للأشرار! ملأ أحشاء أمه! وهو لا يزال باقياً في حضن أبيه! أقوال القديس أغسطينوس عن طاعة المسيح للآب في التجسد والصلب والقيامة كما بخطية واحده صار الحكم إلي جميع الناس للدينونه هكذا ببر واحد صارت الهبة إلي جميع الناس لتبرير الحياة لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاه هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً "رو19، 18:5". عصي آدم الأول فأفقد البشرية كلها التمتع بالله وجهاً لوجه وسري حكم الموت على الجميع لذلك إذا جاء أدم الثاني ابن الله الوحيد الذي إرادته هي إرادة الأب... إذ لهما إرادة واحده أخلي نفسه.. أخلاها عن إرادته لا لكي تكون له إرادة تخالف إرادة الله أبية إنما لكي يخضع لإرادة أبية عوض أدم الأول... (مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به. وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي "عب5:5". أطاع... مخلياً إرادته ليعمل إرادة الأب إذ يقول للأب "ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت "مت30:26 " ليس لأن ما يريده الابن يخالف ما يريده الأب إنما يقبل الصليب في طاعة للأب حتى يصير المتحدون به المتجاوبون مع عمله. طائعين للأب أيضاً. فلا عجب إن سمعنا الابن يقول "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الأب يعمل "يو24:5. ومرة أخري يقول أنه لا يتكلم بشيء من ذاته... هذا لا يعني أن ليس له سلطان ذاتي للعمل أو الكلام إنما يريد ان يؤكد أنه وإن كانت مشيئته هي مشيئة الأب إذ هو الأب واحد إلا أنه من أجلنا... إذ صار نائباً عنا، يريد أن يفيدنا من العصيان.. يقول "لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني "يو30:5. لقد أطاع المسيح حتى الموت موت الصليب حتى يعطنا باتحادنا به وثبوتنا فيه وتمتعنا بالشركة معه أن نحيا لا لذواتنا ولا بحسب إرادتنا بل به وفيه نطيع الأب. إنه حب واحد دفع الأب إلي بذل ابنه ودفع بالابن إلي نفس الأمر أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحدة! لكن الابن أراد أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحده لكن الابن حتى في إخلائه نفسه وبذله ذاته إنما صنع هذا من أجل إرادة الأب. لقد أرسل الأب ابنه وقبل الابن الإرسالية بل ويؤكد الابن في صلاته الوداعية قائلاً (ليؤمن العالم إنك أرسلتني "يو21:17. لقد جاء بإرادته ولكن جاء أيضاً لأجل طاعته للأب إذ يقول الرسول "وفيما هو ابن قد تعلم الطاعة "عب5:5". 1- ففي الإخلاء والتجسد الابن يحب خليقته ويود أن يخلي ذاته من أجلي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). والأب في حبة لي، الذي هو نفس حب الابن أراد أن يبذل الابن ذاته عنا! وكما يقول أغسطينوس: + إن إرادة الأب والابن واحدة وعملهما غير منفصل هكذا فإن التجسد والميلاد من عذراء الذي يعني إرسال الابن جاء بواسطة الواحد ويعمل الأب والابن بطريقة غير منظورة بل ولا نستعبد الروح القدس من عملية التجسد إذ قيل بوضوح "قد وجدت حبلى من الروح القدس". لكن ربما يصير المعني بأكثر وضوح إن سألنا: كيف أرسل الله ابنه؟ لقد أوصي أن يأتي... فأذعن الابن للوصية وجاء ! فهل هذا كان أمراً أم مجرد اقتراح؟! على أي حال فإن هذا حدث بواسطة كلمة الله الذي هو ابن الله. لقد أرسله الأب بكلمة.. فجاء بعمل الأب والكلمة لذلك فإن "الابن نفسه قد أرسله الأب والابن لأن الابن هو كلمة الأب... هو قدوس بذاته لن تفارقه القداسة بل ينبوع كل قداسة إنما قبل أيضاً التقديس من الأب لا كشيء خارج عنه بل في طبعه... إذ يقول "من اجلهم أنا أقدس ذاتي "يو19:17". 2- وفي الصلب قبل الرب الصليب من أجل خلاص جبلة يديه لكن في ليلة آلامه أراد أن يؤكد قبوله الصليب من أجل إرادة الأب إذ يقول (إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك) .. 3- وفي القيامة أيضاً يقول عن نفسه " لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها "لكن يعود الكتاب فيؤكد أن الأب قد أقامه....... الأب أراد القيامة فقام الابن بسلطانه.... 4- ومن جهة التقديس فإن ابن الله قدوس القديسين هذا القدوس الذي بلا خطية في حبه لنا أخلي ذاته ليعلن أن الأب قد قدسه "يو36:10". أقوال القديس أغسطينوس عن لماذا تجسد ربنا | لكي يهبنا ميلاداً جديداً رأينا أن الإنسان صار محتاجاً إلي التلاقي مع الله "الحياة " لكي يعيد له حياته الروحية فيقدر بالله أن يحيا ويتذوق الخير ويتمتع بالسماويات لذلك جاء الابن الأقنوم الثاني متجسداً صار كواحد منا حتى نقبله. ولد الابن ميلاداً زمنياً غذ حمل جسداً مثلي... وبميلاده هذا وهبنا جميعنا أن نولد به في الله... وقد تجمعت فيه بنوتنا نحن التي غسلها بالماء والدم اللذان سكبا من جنبه المطعون! وإذا شاركنا الرب في اللحم والدم صيرنا له هو الأخ البكر.. صرنا أعضاء في جسده السري أي الكنيسة للرأس الواحد يسوع مقدماً إيانا واحداً لأبيه! بهذا انتقل بنا من الولادة الجسدية إلي الولادة الروحية السرية منتقلاً بنا من هذا العالم لنحيا ونحن هنا في السمويات الأبديات! + "النور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه". الظلمة هي عقول البشر الغبية إذ أعمتها الشهوات الفاسدة وعدم الإيمان لهذا كان على "الكلمة " الذي به كان كل شيء أن يهتم بهذه العقول ويعيد إليها سلامتها. لذلك فإن: الكلمة صار جسداً وحل بيننا " يو14:1 "، لأن من اختصاصه الاستنارة إذ هو الحياة الذي يضئ للبشر. لكننا لم نكن مستعدين للتجاوب مع عمله إذ أسقطتنا نجاسة الخطية وأبعدتنا عنه لذلك صرنا في حاجة إلي التنقية من الشر والكبرياء تتم بدم ذاك البار وحده وبإتضاع الله نفسه "يو14، 1:1". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لنصير على مثاله... لقد صار الله إنساناً باراً يشفع عن الخطاة أمام الله (الأب)، وبالتصاقه بنا شابهنا من جهة الناسوت حتى ينزع عنا ما هو ليس على شبهه أي شرنا! وإذا شاركنا في موتنا وهبنا أن نصير شركاء معه وهكذا بموت البار الذي تم بمحض اختياره نزع موت الخطاة الذي حدث كحكم نستحقه... |
||||
19 - 03 - 2013, 11:51 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: موضوع متكامل عن اقوال القديس العظيم اغسطينوس
منقققققققققققققققققققققققققول للامانه
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|