29 - 11 - 2012, 05:31 AM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
جرجس العابد تُعيّد الكنيسة في السابع عشر من برمهات لتذكار القديسين جرجس العابد وبلاسيوس الشهيد والأنبا يوسف الأسقف. السنكسار، 17 برمهات |
||||
29 - 11 - 2012, 05:32 AM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد جرجس المزاحم نشأته قيام الدولة الفاطمية في مصر له أهميته الفريدة، فقد حوّل الفاطميون مصر من دولة تابعة إلى دولة مستقلة. وكان المعز مثالاً يُحتذى به في معاملته للمصريين بالعدل، إذ لم يفرق بين مسيحي ومسلم. وفي عهد الخليفة الفاطمي العزيز بالله سَرَت بين بعض الرعاع من المسلمين موجة من الحنق حين رأوا الأقباط يصلون إلى منصب الوزير ويحوزون رضى الخليفة وثقته. ومن أقوى هذه الحوادث ما جرى في منطقة طلخا في نهاية القرن العاشر الميلادي، وكان السبب في ذلك رجل اسمه المزاحم، ابن أرملة مسيحية اسمها مريم وأب اسمه جمعة العطوي تزوجها بالعنف دون إرادتها وإرادة والديها، من قرية تعرف باسم الدروتين مركز طلخا دقهلية. كان المزاحم هو الابن الثالث بين ستة أخوة بنين وأخت واحدة. وقد قضى الاثنتي عشرة سنة الأولى من عمره على دين أبيه، على أنه في هذه السن لاحظ أن أمه تذهب إلى الكنيسة في يوم الأحد، فشعر برغبة ملحة في أن يتبعها ويرى ماذا تفعل في الكنيسة. ثم ترجاها عند عودتها أن تعطيه جزء من القربانة التي معها، فلما ذاقها استلذ طعمها. وبعد ذلك استمر في تتبع أمه، واستقر رأيه فيما بينه وبين نفسه أن يصير مسيحيًا. ومن ثم اعتاد أن يتردد على الكنيسة، وفي عيد السيدة العذراء قصد إلى الأنبا زخاريوس أسقف دمياط وإذ خاف الكهنة أن يُعمّدوه طلب منهم ألا يصرفوا مياه المعمودية، وبعد خروج الشعب خلع ثيابه وغطس في مياه المعمودية ثلاث مرات باسم الثالوث القدوس، وشعر أنه قد صار مسيحيًا، وكان عمره لا يزيد عن 18 سنة. وبعد ذلك تزوج من فتاة تدعى سيولا ابنة القمص أبانوب راعي كنيسة بساط النصارى مركز طلخا. شهادته أمام الحاكم لما أراد الله أن يمتحن إيمان مزاحم، ويُعلن محبته له، سمح أن يوقفه أمام الحاكم حيث سأله: "هل أنت مزاحم العطوي؟ ولماذا تركت دين آبائك لتصير مسيحيًا؟!" أجاب القديس: "نعم أنا هو مزاحم، وقد تنصرت علانية، فأنا لست لصًا أو قاتلاً، ولكني أعبد سيدي يسوع، ومن أجل ذلك أسلموني إليك. فمهما أردت فاصنع بي، فأنا لا أهتم بتهديداتك". فلما سمع الوالي هذا الكلام امتلأ غضبًا، وأمر بأن يُطرح على الأرض ويجلدونه حتى سال دمه على الأرض. كما أمر بنهب بيته، وأخذ كل ما فيه. وأُسلم القديس إلى سبعين من غلمانه ليمضوا به إلى شرمساح (بجوار المنصورة) فيطرحونه في السجن دون طعام أو شراب حتى يموت ثم يلقونه في البحر. لكن الله الذي وعد بأن يجعل مع التجربة المنفذ لم يدعه يجرب فوق ما يحتمل، خلّص هذا القديس من أيديهم. فبينما هم يجرّونه في الطريق ولم يصلوا به بعد إلى جسر مدينة الدروتين إذ بصوت صرخ في آذانهم قائلاً: "أيها الغلمان ارجعوا بهذا الرجل إلى الأمير"، فرجعوا به إلى الوالي الذي سألهم عن سبب رجوعهم فأجابوه قائلين: "أنت يا مولانا أرسلت خلفنا تطلبه". فتعجب وقال: "لم أُرسل أحدًا قط!" وفي تلك الأثناء جاء ملاك الرب وتشبه بهيئة أحد أشراف المدينة وسأله العفو عن القديس وخلصه من بين أيديهم. تعذيب زوجة القديس تقدم رجل شرير من أهل نيكيوه اسمه حمدان إلى الوالي ليوقع بالقديس وقال له: "لماذا تركت سبيل هذا المتنصر الذي فضح ديننا، وأتبع غيره، فسلطني عليه وأنا أُعذبه، فإما أن يرجع وإلا قتلته". فراق القول للحاكم وأعطاه بعضًا من غلمانه الأقوياء، وأتوا حيث منزل القديس، فوجدوه جالسًا مع زوجته يفكران فيما يفعلانه. فما رآهم القديس قام وهرب منهم لأن الرب أراد أن يخلصه من أيديهم، فلم يمسكوه. غير أنهم أمسكوا زوجته سيولا وأخرجوها وضربوها بالجريد إلى أن سال دمها على الأرض، ونهبوا ما بقي في بيتها، ثم ربطوها في ذنب حصان وداروا بها في كل البلدة، ولم يقدر أحد أن يخلصها من أيدهم. القديس بين ربوع المحلة بعد أيام رجع القديس إلى مدينة دروة القبلية ونزل متخفيًا عند أحد أصدقائه، ثم أرسل في طلب زوجته حيث شجعها وطوّبها لأنها تعذبت بسببه كثيرًا، وعرض عليها إن أرادت أن يخليها عنه ليكون لها خير، فأجابته: "حيّ هو اسم الرب إني لن أفارقك كل حياتي حتى لو سُفك دمي بسببك، علمًا بأني أتألم من أجل اسم المسيح". فلما سمع منها هذا الكلام اطمأن قلبه وشكر الله من أجل قوة إيمانها وعدم تزعزها، وقال لها: "تقوّي يا أختي بالرب لكي يجزل لكي أجرة تعبك"، ثم تركها متوجهًا إلى النواحي القبلية إلى يوفقه الرب إلى مكان مناسب ليأخذها معه. تعذيب زوجته للمرة الثانية أثار عدو الخير شيخًا من أهل تلك البلدة فكان يمشي وهو يقول: "إن مزاحم وصل الليلة… لقد ذهبت زوجته إليه وشجعته على أن يتمسك بالدين المسيحي، ونصحته بأن يذهب إلى دير مقاره ليترهب هناك". فلما سمع أهل البلدة كلام هذا الرجل هاجوا على زوجة القديس، وأخذوها بعنف، وضربوها ضربًا شديدًا، ومضوا بها إلى دميره عند رداد لكي يقتلها، غير أن الرب أعطاها نعمة في عينيه ولم يفعل بها شرًا وساق إليها جماعة من المسيحيين خلصوها من القوم الأشرار. في صفط القدور لما سمع القديس بما جرى لامرأته أتي إليها خفية وأخذها إلى النواحي القبلية وأتى وسكن في ضيعة تسمى صفط القدور (تبع مركز المحلة) حيث أقام فيها مدة من الزمان، كان يشتغل في معصرة زيت. وكان القديس مواظبًا على العبادة ليلاً ونهارًا بغيرة قوية فحسده الشيطان. فأتى صبيًا من أهل نيكيوه وكان يعرف القديس معرفة جيدة وجاء يعمل في معصرة الزيت، فعرَّف عمال المكان بقصته، وهيَّج عليه أهل المدينة، فتجمهر جماعة كبيرة على منزله وبأيديهم سيوف وسلاح. أمسكوا القديس بدون رحمة، ثم ربطوا حبلاً في عنقه وطافوا به في شوارع المدينة وهم يقولون: "هذا الرجل أهان ديننا"، وأتى واحد منهم وضربه على رأسه فأصابها وسقط القديس على وجهه مغشيًا عليه. ولما بلغ خبره مدينة المحلة عرف أبو البشير صاحب المعصرة هناك بأن أحد عماله قُتل ركب دابته وأخذ معه جماعة من أصحابه وجاء إلى صفط القدور، فرأى القديس قد استفاق مما أصابه، فخلصه من أيديهم، وطلب إليه أن يمكث عنده. ثم قال لجموع الشعب إنني سوف أمهله إلى يوم الجمعة حيث أمضي معه إلى الجامع وإذا لم يُصلي مع الناس أحرقته حيًّا. ولما قال هذا صرفهم. هيأ الله في ذلك الوقت وجود رجل مسيحي من عمال هذا الرجل اسمه مقاره، لما علم ما جال بأفكارهم وما تحدثوا به بشأن القديس ذهب إليه مسرعًا وأخبره بذلك ونصحه أن يهرب من المكان لكي ينجو بنفسه. في مدينة طنطا أقام فيها مدة ثلاث سنين أصابه فيها مرض شديد وكانت زوجته تقوى إيمانه وتعزية قائلة: "كم مرة جرَّبك الشيطان وخلصك الرب يسوع بقوته من جميعها". وأما هو فلم يتضجر بل كان يسبح الله ليلاً ونهارًا. مسحه بالميرون المقدس كان للقديس صديق في محلة خلف من أعمال سمنود اسمه تادرس، ولما أعلمه القديس بأمره فرح به وقام لساعته ومضى إلى كاهن يُدعى أبامون، فلما علم بخبر القديس مسحه بزيت الميرون باسم الثالوث القدوس. ولما كانت ليلة عيد مارجرجس الروماني، فكروا في تسميته (جرجس المزاحم). في مدينة بساط النصارى ذهب جرجس مع زوجته إلى مدينة بساط حيث منزل أبيها، وكان يخدم الرب من كل القلب ويُكثر الأصوام والصلوات ويضرب في كل ليلة خمسمائة مطانية، فسُر الرب به وأراد أن يدعوه للشهادة. في ذات ليلة بينما كان يفكر في قلبه قائلاً: "ما حيلتي ها هنا والشيطان متسلط عليَّ بالتجارب، أقوم وأمضي إلى دير القديس أبو مقار، وأترهب هناك إلى يوم نياحتي". وكان متشبعًا بهذه الأفكار. وبينما هو كذلك غفل قليلاً فرأى رؤيا كأنه مرتفعًا إلى السماء حيث رأى مجد الرب وهناك أجلسوه عن يمين الرب، وسمع صوتًا يقول: "يا جرجس تقوّ في الشهادة، وطوبى لك لأنك استحققت أن تُعد مع الشهداء القديسين، وتنال الإكليل السماوي مع الأبرار، فلا تخف فالتعب يسير والنعيم كثير ودائم". بدء المتاعب هاجم بعض الرجال بيته فلم يجدوه فأخذوا زوجته المباركة وضربوها ضربًا عظيمًا لأنها أخبرتهم بأنها لا تعرف مكانه. وإذ فتشوا عليه وجدوه وطرحوه في السجن. اجتمع كثيرون وصاروا يضربونه بغير رحمة بالآلات المسنّنة، وبالعصي اليابسة وبالجريد الأخضر، وبعضهم كانوا يرجمونه بالحجارة حتى كسروا عظامه. وكان القديس صابرًا على هذا العذاب، ولا يفتر عن ذكر السيد المسيح وهو قائم بينهم مكتوفًا بيديه إلى الخلف. أرسل الوالي أعوانه فانتشلوه من وسط الجمع وأحضروه أمامه فقال له: "أيها الجاهل لماذا تركت عنك عبادة آبائك واتبعت النصارى المخالفين؟" وكان يجلس بجانب الوالي رجل مغربي شرير فقام وضرب القديس على فمه قائلاً: "وحياة سيدي الملك إذا أطعتني فسأعطيك قطاع الغربية بكمالها، وتكون من جلساء الخليفة ونديمًا له". أجابه القديس: "أيها المسكين المبتعد عن ملكوت الله لو أعطيتني كل ما لسيدك الملك ما جحدت اسم مخلصي الصالح لئلا أكون مثل يهوذا الإسخريوطي الخائن". تقدم الرجل المغربي وبدأ يعذب القديس فأخذ حبلاً من الليف وربط عنق القديس في ساري مركب، وكان وجه القديس ملتصقًا بالساري وهو موثق بالحبال من الرأس إلى القدمين، فطلب متولي الحرب أن يروه وجهه، فأمسك هذا المغربي بالقديس من عنقه وأدار رأسه إلى الخلف بعنفٍ شديدٍ. ثم عادوا به إلى دميرة القبلية، وأمر هناك أن يُحل من الساري ويسجن في حمام الموصلي، لأنه كان قريبًا على الشاطئ. حمل بعض الرجال القديس ووضعوه في مكان شرق دار الولاية وقيدوا رجليه في قطعة خشب ثقيلة، وعهدوا به إلى رجلٍ شريرٍ من أشر الغلمان، فما انتصف الليل ظهر رئيس الملائكة ميخائيل للقديس وباركه وعزّاه، وحلّ وثاقه ولمسه بجناحيه فأبرأه من كل جراحاته. ثم اختفى عنه، وقد شهد هذه الحادثة راهب مسيحي اسمه مينا من دير أبو مقار، كان مسجونًا آنذاك مع القديس (وهو كاتب هذه السيرة). زوجته تفتقده في ثالث يومٍ من سجنه إذ كان لم يأكل طعامًا دخلت زوجته سيولا لتفتقده، فوجدته قد عُوفي من جميع آلامه التي لحقت به، ففرحت ومجّدت الله. حاول والي المنطقة إقصاء الثائرين عنه وعرَّفهم بأنه كتب للسلطان يستفهم منه عما يجب عمله بمثل هذا الرجل، وبالفعل تركوه أسبوعًا في السجن بغير أن يتعرضوا له إطلاقًا. كان الحانقون عليه يعذبونه إلى أن يداخلهم الشك في أنه مات فيتركونه ملقى في السجن ويذهبون لحال سبيلهم، ويعودون إليه في اليوم التالي فيجدونه مازال على قيد الحياة فيعاودون تعذيبه. واستمروا على هذا الحال من الحادي عشر إلى الثامن عشر من بؤونة سنة 695ش (979م). ثم جاءهم رسول السلطان إلى الوالي يحمل خطابًا فيه الأمر بترك جرجس وشأنه، وقد قال الرسول السلطاني شفويًا أن اثنين من سكان القاهرة قد اعتنقا المسيحية، وأن السلطان تركهم وشأنهم. ولكن حدة الغضب التي كانت قد استولت على القلوب جعلتهم يتجاهلون أمر السلطان، ففي صبيحة يوم الخميس 19 بؤونة ذهبوا إلى السجن وقالوا لجرجس بأن عليه أن يختار بين الموت وبين إنكار المسيح. ولكن تهديدهم ضاع هباءً، إذ أعلن لهم استعداده لتقبُّل العذاب لا الموت فقط، وعندها أخرجوه خارج البلدة وساروا به إلى شاطئ البحر وهناك ضربوه على رأسه إلى أن تحطمت، ثم قطعوا جسده ورموا بالأجزاء في البحر. وحدث في اليوم عينه أن شماسًا كان ماشيًا عند الشاطئ، فسمع صوتًا يقول له: "يا أيها المؤمن المار على هذا الشاطئ، باسم المسيح انتظر إلى أن تقذف الأمواج إليك بجزء من جسد الشهيد جرجس المزاحم. فخذه وأعطه لزوجته المباركة سيولا". وانتظر الشماس حسب الأمر وأخذ الجزء الذي قذفت به الأمواج إلى بيته وأعطاه لأمه وأبلغها الرسالة التي سمعها، فأخذت أمه الرفات ولفته بقماش أبيض وأوصلته إلى السيدة البارة سيولا التي وضعته بدورها في بيت أبيها فترة من الزمن ثم في الكنيسة بعد ذلك، وقد جرت منه آيات وعجائب عديدة. القمص بيشوي عبد المسيح: الشهيد العظيم مارجرجس المزاحم، 1997 |
||||
29 - 11 - 2012, 05:32 AM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
جرمانوس الأسقف يُعتبر القديس جرمانوس (375-437 تقريبًا) أب كنيسة إنجلترا وايرلندا، إذ أعاد لها قوتها بعد انتهاء الاضطهاد الروماني. ولد القديس جرمانوس في أوسير Auxerre بفرنسا حوالي سنة 378م، ودرس في روما القانون ومارس هناك المحاماة. وتزوج بامرأة اسمها إستوكيا، ثم عاد إلى بلاده حيث اختاره الملك أونوريوس ابن الملك ثيؤدوسيوس الكبير وأقامه مدبرًا وقاضيًا في مدينة أوسير فأحسن التصرف وأحبه الجميع. سيامته أسقفًا كان الحاكم جرمانيوس محبًا للصيد، وكان كلما اصطاد وحشًا يعلق رأسه على شجرة قديمة في وسط المدينة بقصد الاعتزاز والافتخار بقدرته على الصيد. لكن بعض الوثنيين كانوا يفعلون ذلك بقصد ممارسة العبادة الوثنية. التقى به الأسقف أماتور وتحدث معه عن خطورة ما يفعله، لكن عشقه للصيد واعتزازه بهذه الهواية سدّ أذنيه عن الاستماع إلى الأسقف. إذ تطور الأمر جدًا رأى الأسقف أن يكون حازمًا، ففي أحد الأيام إذ كان الحاكم جرمانيوس خرج للصيد أمر الأسقف بقطع الشجرة. عاد الحاكم ووجد الشجرة مقطوعة، فغضب جدًا وهدد بقتل الأسقف. أما أماتور فإذ يعلم طيبة قلب الحاكم وحسن تصرفه فيما عدا ما يمس هوايته في الصيد وما يتبع ذلك من تعليق رؤوس الوحوش على الشجرة هرب إلى مدينة أوتون والتجأ إلى أسقفها، وهنك اختلى مع الله، فكان يصلي ليلاً ونهارًا طالبًا ليس خلاصه من يد الحاكم، بل خلاص نفس الحاكم. شاهد الأسقف أماتور رؤيا غريبة جاء فيها أن جرمانيوس يخلفه على كرسي الأسقفية، وإذ تأكد من الرؤيا فرح جدًا وعاد إلى بلده متهللاً من أجل غنى نعمة الله. التقى به رجال الإكليروس بإكرام جزيل وسرور وكان معهم الحاكم الذي كان قد هدأ غضبه، وربما حزن على ترك أماتور الأسقفية. وقف الأسقف أماتور يتحدث فقال للإكليروس، إني أقدم لكم نبأ سماويًا يفرح قلوبكم. لقد شاهدت رؤيا وعلمت أن قلب جرمانيوس كقلب الله، إنه سيكون خليفتي على كرسي الأسقفية. دهش الجميع لما قاله الأسقف… صلى الأسقف على رأس الحاكم وسامه كاهنًا، وكان الكل متحيرًا لما يحدث. أما جرمانيوس فكانت الدموع تتسلل من عينيه وقد صمت لسانه تمامًا. عاد الحاكم إلى بيته يروي لزوجته ما حدث، فشكرت الله وسبحته، وانفصلت عنه ليعيشا في حياة البتولية. بعد قليل تنيح الأسقف أماتور، وأختير الكاهن جرمانيوس أسقفًا، وكان ذلك في عام 418م. وأدى اختياره لهذه الكرامة إلى إحساسه العميق بالمسئولية، فترك كل تعلق بالماديات، وصار مضيفًا للغرباء وغاسلاً أرجل الفقراء ومطعمًا إياهم بينما يظل هو صائمًا. وبنى بالقرب من المدينة ديرًا على اسم القديسين قزمان ودميان، ورمم كنائس المدينة. نسكه بعد سيامته امتنع عن أكل خبز القمح، بل كان يطحن الشعير ويعجنه بنفسه، كما امتنع عن استخدام الزيت. اختار ثيابٍا رخيصة للغاية، وكان يقول: "ينبغي على الأسقف أن يحصل على اعتبار الناس لا بحسن ثيابه بل بسمو فضائله". كثيرًا ما كان يلبس المسوح، ويوزع ثيابه على الفقراء العُراة. في ذلك الوقت عانت الكنيسة في إنجلترا من بدعة ظهرت هناك، وهى بدعة بيلاجيوس Pelagius الذي أنكر الخطية الجدية وأهمية عمل النعمة لخلاص الإنسان. اختير القديس جرمانيوس مع القديس لوباس Lupus للذهاب إلى هناك سنة 429م لمقاومة هذه البدعة. وبعد معاناة في السفر وصلا إلى هناك، وذاع صيتهما ومعجزاتهما، وثبتا الإيمان، وأعادا الكثير من الهراطقة إلى الإيمان السليم، بعد أن عقدا مناظره معهم وأفحماهم بقوة رداهم إلى الإيمان الإنجيلي. وبعد انتهاء مهمتهما عادا كل واحد إلى مقر خدمته. ومن إشفاقه على شعبه انه طلب إلى الحاكم - الذي كان قد شفى زوجته - أن يعفيهم من الضرائب التي كانت تثقل كاهلهم، فأجابه إلى طلبه. في سنة 440م عادت البيلاجية للظهور مرة أخرى في بريطانيا، فطلبوا من القديس أن يرجع مرة أخرى إلى هناك، فقضى على الهرطقة بالتعليم السليم وعمل المعجزات حتى رد كل الهراطقة إلى الإيمان. وإذ علم أنه لا يمكن تثبيت الإيمان والقضاء على الجهل ما لم يتم تعليم رجال الدين أولاً، أسس معاهد دينية لتعليمهم الإيمان السليم. معجزاته من أجل محبته لله ولشعبه وهبه الله صنع الآيات والعجائب أينما حلّ. مما يُحكى عنه أنه في زيارته الأولى لبريطانيا تعرضت البلاد لغزو الأعداء، فدعاه أهل البلاد للحضور إلى معسكرهم للتبرك بوجوده وبصلواته. فأجابهم إلى طلبهم، وعمل في أثناء ذلك على دعوة غير المؤمنين إلى المسيحية حتى تعمد الكثير منهم، وبنوا كنيسة احتفل فيها الجيش كله بعيد القيامة. وبعد العيد إذ أراد تجنيبهم سفك الدماء، قاد الجيش إلى وادٍ بين جبلين عاليين وطلب إليهم عند إشارته أن يصرخوا بصوت عالِ "هلليلويا"، فظن الغزاة حين سمعوا صدى الصوت يرن بين الجبلين انهم محاطون بجيشٍ عظيم، فرموا أسلحتهم وفروا هاربين. يروي عنه أيضًا أن رسولاً جاء إليه من بريطانيا يطلب منه باسم الشعب أن يشفع فيهم لدى الإمبراطور، لأنهم ثاروا ضده فأرسل وكيله أيسيوس أحد قواده العنفاء مع جنده للانتقام. أسرع الأسقف بالسفر، والتقى بالقائد، وطلب منه أن يترفق بالشعب فرفض. أمسك الأسقف بعنان جواده وضبطه، فتعجب القائد من شجاعته، وتعهد ألا ينتقم من الشعب حتى يذهب الأسقف إلى الإمبراطور ويطلب العفو عن الشعب. بالفعل ذهب الأسقف إلى إيطاليا. نزل في بيت كاهنٍ صديق له، فقدم له ابنة خرساء دهنها بالزيت بعد أن صلى عليها فانفتح لسانها. وفي طريقه أيضًا التقى بشيخ يحمل حملاً ثقيلاً يريد عبور النهر. فحمل عنه ما لديه وعبر به ثم عاد وحمل الشيخ نفسه وعبر به، مع أن الأسقف كان قد طعن في السن وضعف جسده جدًا بسبب تقشفه. أخيرًا إذ وصل إلى رافينا التقى به أسقفها بطرس خريزلوغوس، كما استقبله الملك فالنتينيان الثالث والملكة أمه غالا بلاسيديا بإكرام جزيل. وُهب له أن يقيم ابن كاتب أسرار الملك الذي سقط في النار ومات. قبل الملك شفاعة الأسقف وعفا عن أهل بريطانيا. قيل أيضًا أنه مرّ بجوار السجن فصرخ الذين فيه يطلبون افتقادهم. خشي الحراس أن يطلب منهم أن يفتح أبواب السجن، فأغلقوا الأبواب وهربوا، أما هو فرفع الباب بيده فانفتح. جلس مع المسجونين وتحدث معهم ثم أخذهم معه إلى الملك، وشفع فيهم فعفا الملك عنه. حينئذ قال للأساقفة الذين معه أن وقت انحلاله قد حضر، وطلب من الملكة التي كانت تهتم بصحته أن تنقل جسده إلى مدينته. وبالفعل تنيح هذا القديس في 31 يوليو سنة 448م، وكان عمره سبعين سنة. |
||||
30 - 11 - 2012, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد جرمانيكوس |
||||
30 - 11 - 2012, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديس جريجوري أوإغريغوريوس إذ كان فلاكيوس Flaccus عنيفًا للغاية عينه الإمبراطور ماكسيميانوس واليًا على Umbria لكي يستأصل المسيحية تمامًا. جاء فلاكيوس إلى مدينة Spoleto ودعى كل الشعب ليجتمع معًا في المسرح العام. وهناك قال لتيركانوس Tircanus رئيس القضاة: "هل تركتْ كل هذه الجماهير عبادة الآلهة الخالدة؟" أجاب رئيس القضاة: "الكل يعبدون Jove ومينرفا واسكيلابيوس Aesculapuis. إنه يوجد في المدينة رجل واحد يُدعى جريجوري ألقى تماثيل الآلهة على الأرض". عندئذ أمر الوالي الجديد أربعين جنديًا أن يُحضروا جريجوري. وبالفعل أحضروه أمام الوالي ورئيس القضاة وطُلب منه أن يتعبد للآلهة الوثنية، أما هو فقال أنه متأكد أن هؤلاء ليسوا إلا شياطين. أمر الوالي بضربه حتى يكف عن التجديف. وإذ لم يتوقف ألقوه في إناء حديدي موضوع على نار. لكن حدثت زلزلة قلبت الإناء قبل أن يُشوى جرجوري. وانهارت ربع مباني المدينة، ودفن 450 تمثالاً وسط الخرائب. رٌبط جريجوري بسلاسل وأُودع في السجن. ضربوا ركبتيه بمسامير ضخمة من الحديد، وأخيرًا قطعوا رأسه في 24 ديسمبر سنة 303م. لا تزال بعض رفاته موجودة في كاتدرائية كولونية Cologne، والبعض في مدينة Spoleto. يُعيد له الغرب في 24 من ديسمبر |
||||
30 - 11 - 2012, 07:43 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد جلاذينوس ممثل مازح ينال العماد استشهد هذا القديس في أوائل حكم الإمبراطور قسطنطين الكبير. وكان من مدينة مارمين بالقرب من دمشق وعلى بعد ميل منها، وكان يعمل بالتمثيل مع جموع من الناس كرسوا أنفسهم لعبادة الأوثان وهم من سكان مدينة هليوبوليس في لبنان. عندما اجتمعوا ذات يوم في المسرح وجمعوا فيه الممثلين، قام هؤلاء بسكب ماءٍ باردٍ في حوض نحاسي كبير، وابتدأوا يتكلمون بتهكم عن الذين يذهبون إلى معمودية المسيحيين المقدسة. ثم غطّسوا أحد هؤلاء الممثلين واسمه جلاذينوس في الماء فعمدوه ثم أخرجوه وألبسوه ثوبًا أبيض على سبيل التمثيل. بعد ما خرج هذا الممثل من الماء امتنع عن الاستمرار في التمثيل وأعلن أنه يفضل الموت مسيحيًا على اسم السيد المسيح، وأضاف إلى ذلك قائلاً: "إنه عندما كنتم تهزءون أثناء تجديد ماء المعمودية المقدسة شاهدت معجزة عجيبة". فاستاء الحاضرون منه واستشاطوا غضبًا لأنهم كانوا وثنيين، وقبضوا على القديس ورجموه فنال إكليل الشهادة. بعد ذلك حضر أهله وكثير من المسيحيين وأخذوا جسده ودفنوه في المدينة وبنوا كنيسة على اسمه. تتشابه سيرته مع سيرة جينيسيوس المهرج الشهيد St. Genesius كما سنرى، وربما هو نفس الشخص. السنكسار، 12 برمهات. |
||||
30 - 11 - 2012, 07:44 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد جلاسيوس الأسقف هو ثالث أسقف لأرِّيتيوم Arretium (Arezzo) سنة 366م، وجلس على كرسي الأسقفية خلفًا لدوناتُس Donatus، وخَلَفه دوميتيانوس Domitianus. يقال أن جلاسيوس قد عمَّد كل بيت أندرياس Andreas أحد نبلاء مدينة أرِّيتيوم، الذين بلغ عددهم ثلاثة وخمسون شخصًا استشهدوا كلهم فيما بعد. ويقال أن جلاسيوس نفسه قد أنهى حياته شهيدًا. |
||||
30 - 11 - 2012, 07:44 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديس جلاسيوس ولد هذا القديس من أبوين مسيحيين وقد ربياه تربية مسيحية وعلماه علوم الكنيسة ثم قدّماه شماسًا، فأجهد نفسه في طاعة المسيح وحمل نيره، وذهب فترهب في برية شيهيت. وبعد زمن رُسم قسًا فأرشده ملاك الرب إلى مكان بعيد وهناك جمع حوله جماعة من الرهبان فكان لهم خير مثالٍ، وكان يحسب نفسه كواحدٍ منهم. تناهى في الصبر وطول الأناة وقد نسخ الكتاب المقدس ووضعه في الكنيسة ليقرأ فيه من يشاء من الرهبان. حدث أن زاره مرة رجل غريب وسرق هذا الكتاب وعرضه للبيع فاشتراه أحد الناس وأراد أن يعرف قيمته فذهب به إلى القديس جلاسيوس وأراه إياه فعرف أنه كتابه. فقال له: "بكم باعك صاحبه؟" فقال: "بستة عشر دينارًا". فقال له: "إنه رخيص فاشتره". فعاد به إلى منزله ولما جاء البائع لأخذ ثمنه قال له أنني أريته للأب جلاسيوس فقال إن الثمن كثير. فقال له" "أما قال لك شئ آخر؟" فقال: "لا". فقال: "إنني لا أريد بيعه". ثم أخذ الكتاب وتوجه به إلى الأب جلاسيوس وقدمه له باكيًا نادمًا على فعله فلم يقبله منه. وبعد إلحاحٍ شديدٍ ودموعٍ كثيرةٍ قَبِل أن يسترده. منحه الله نعمة عمل المعجزات، منها أنه أُهدي إلى الدير في أحد الأيام مقدارًا من السمك. فبعد قليه وضعه الطباخ في مكان ووكل بحراسته أحد الغلمان. وهذا أكل منه جزءًا كبيرًا. فلما عرف ذلك الطباخ غضب على غلامه لأنه أكل منه قبل وقت الأكل وقبل أن يباركه الشيوخ ضربه ضربة قضت عليه. ففزع الطباخ وذهب إلى القديس جلاسيوس وأعلمه بما جرى منه، فقال له خذه وضعه في الكنيسة أمام الهيكل واتركه. ثم جاء الشيخ والرهبان إلى الكنيسة وصلوا صلاة الغروب. وبعد ذلك خرج الشيخ من الكنيسة فقام الغلام وتبعه. ولم يعلم أحد من الرهبان بهذا إلا بعد نياحته بعد أن أكمل حياته بشيخوخة صالحة. السنكسار، 12 أمشير |
||||
30 - 11 - 2012, 07:45 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
جلاسيوس الأسقف أسقف قيصرية في فلسطين Caesarea in Palestine في السنوات 367 إلى 395م، وقد اشتهر بنقاوة عقيدته وإيمانه وقداسة سيرته وحياته. كان ابن أخت القديس كيرلس أسقف أورشليم، والذي اختاره أسقفًا لقيصرية سنة 367م. وأثناء حكم الإمبراطور فالنس Valens، فَرَض هذا الإمبراطور الأريوسي أسقفًا أريوسيًا دخيلاً اسمه يوزويوس Euzoius على قيصرية، هذا الأسقف مَنَع جلاسيوس من مزاولة نشاطه ومسئولياته كأسقف. وبعد وفاة فالنس وجلوس ثيئودوسيوس Theodosius سنة 379م، طُرِد يوزويوس واستعاد جلاسيوس كرسيه حتى وفاته سنة 395م. وقد حَضَر جلاسيوس مجمع القسطنطينية المسكوني سنة 381م، وكان قد زار هذه المدينة سنة 354م واشترك في تدشين كنيسة الرسولين بطرس وبولس التي شيدها روفينوس Rufinus. ومن أعمال جلاسيوس استكماله لتاريخ الكنيسة ليوسابيوس، والذي قام به بطلب من خاله كيرلس، وقد فُقِدت كتاباته ماعدا بعض الأجزاء القليلة. |
||||
30 - 11 - 2012, 07:45 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
جلاسيوس القيصري تنيح عام 395م، وكان أسقفًا على قيصرية فلسطين (367-395م). ابن أخت القديس كيرلس الأورشليمي. بسبب إيمانه المستقيم وتمسكه بمجمع نيقية اُستبعد من كرسيه في عهد الملك فالنس Valens، واقيم يوزوليوس Euzolus عوضًا عنه. عاد إلى كرسيه في عهد الملك ثيؤدوسيوس عام 379م. اشترك في مجمع القسطنطينية عام 381م. وضع الكتب التالي: كتب مقالاً ضد أتباع أونوميوس Eunomians ناكري لاهوت السيد المسيح. تكملة لكتاب "التاريخ الكنسي" ليوسابيوس القيصري. كتب تفسيرُا للرموز Expositio Symboli ، وهو عمل لم يبقَ منه سوى شذرات، ربما يرتبط بما كتبه خاله "محاضرات للموعوظين |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|