منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 04 - 2013, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 2891 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المعجزات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


المعجزات الإلهية من الأشياء المُهمة التي تشغل بالنا فكثيراً ما نسمع عن معجزات وعن عمل الله الخارق للطبيعة وكثيراً ما ننشغل في البحث وتتبع هذه الأحداث.

نستخدم مصطلح المعجزات بطرق مختلفة وبشكل مستمر في حياتنا. من أبسط أنواع المعجزات التي نشهدها في حياتنا هي معجزات الإعجاب بأعمال الله بدون وجود اي عمل خارق للطبيعة، كولادة طفل صغير او نجاحنا في دراستنا الخ. فهذا النوع من المعجزات هو تمجيد منا لخليقة الله أو لعمل الله وترتيبه لأمور حياتنا.

نستخدم أيضاً مصطلح المعجزة في وصف أعمال الله من خلال وسائل ثانوية في المكان والزمان المناسب لتحقيق غرض مُعين. فلو نظرنا لنجم بيت لحم عند ولادة المسيح لرأينا إنه عمل ليس خارق للطبيعة بل له تفسير علمي وفلكي، لكن عمل الله في توقيت ظهور النجم ومكانه فوق بيت لحم أعطى لولادة المسيح هذا الحس المُعجزي.

إضافة الى ذلك تعد المعجزات الخارقة للطبيعة بعمل مباشر من الله أكثر الأنواع الذي نستخدم فيه وصف المعجزة. فلو نظرنا الى معجزة المسيح في إقامة لعازر من الأموات سنرى خرق واضح لناموس الطبيعة الذي لا يمكن للميت ان يرجع فيه للحياة بدون مُعجزة وتدخل إلهي.

الكتاب المقدس يدون ويذكر العديد من المعجزات الذي يُشير لها بأنها آيات وعجائب وقوات. فقد إستخدم الله الآيات والمعجزات لكي يؤيد رسله ولكي يثبت سلطانه بحسب قصده ومشيئته الصالحين.

نشكر إلهنا القدير على معجزاته في حياتنا وحياة البشرية ككل. نشكره من أجل تدخله وتعامله في حياتنا، ونمجده لأجل قدرته وتحننه وتعطفاته الكثيرة. نشكره لأنه عمل ويعمل وسيعمل المعجزات بحسب تدبيره وبحسب تأييده.

الخلاصة
هناك انواع مختلفة من المعجزات التي نشهدها في حياتنا، منها الذي يمجد الله على خليقته ومنها الذي يمجد الله على إجتماع مختلف العوامل في المكان والزمان المناسب ومنها تمجيده لأعمال الله الخارقة للطبيعة.
الكتاب المقدس يذكر لنا عدد كبير من الآيات والمعجزات وعجائب. فالله عمل ويعمل وسيعمل المعجزات فقدرته ثابتة ودائماً قادر على عمل المعجزات من ابسطها الى أكثرها تعقيداً.

 
قديم 12 - 04 - 2013, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 2892 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عناية الله بالخليقة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن الخليقة هي عمل الله ولا يمكن للخليقة ان تكون نشأت من نفسها. وهذا يدفعنا للتمعن بعناية الله بخليقته فما يخلقه الله يعوله ويعتني به لإن الخليقة تعتمد على الله حتى في إستمرارية وجودها. الله يحكم ويُدير الكون بقوته.
العناية الإلهية بحسب تعريف علماء اللاهوت هي دعم الله وتنظيمه وحكمه للمخلوقات والأشياء والأعمال من أعظمها لأبسطها، بحسب علمه السابق بالأمور وقوته وصلاحه ورحمته.

فالله يدير الكون بسيادة وسلطان ولا شئ يخرج خارج نطاق سيادته وسلطانه. الله يعتني بالكون ويديره بطريقة لا تجعل منه مُسير لأمورنا، فهناك فرق كبير بين العناية الإلهية وبين الحرية الشخصية في إتخاذ القرارات وتفضيل الخيارات.
لا يوجد شئ لدى الله يسمى بالصدفة لانه يُدير ويعتني بكل شئ إضافة الى إنه يعلم كل شئ. صحيح إننا مخلوقات لنا مشيئتنا الخاصة وخياراتنا التي لا تتماشى دائماً مع مشيئة الله، لكن الله قادر ان يحقق مشيئته وعنايته من خلال أعمال البشر، خيراً كانت أم شراً. ولتبسيط الفكرة فلننظر لما فعله إخوة يوسف به وكيف عملت العناية الإلهية من خلال خطيئته لكي يكون هناك خيراً ليوسف إذا قال يوسف لأخوته: "أنتم قصدتم لي شراً. أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم. ليحي شعباً كثيراً".
ثق إن الله قادر أن يستغل الأعمال الشريرة لييظهر عنايته الإلهية للخليقة. ثق إن الله قادر ان يقلب شر الأشرار لخير لك ولمن حولك. ثق إن الله يعتني بك كما يعتني بكل الخليقة، فهو الخالق وهو السيد وهو صاحب السلطان. الله ليس شخصية غير مبالية خلقت ونست، بل العكس تماماً، الله خلق وإعتنى وما زال يعتني وسيبقى يعتني بكل خليقته.

الخلاصة
الله الخالق يعتني بخليقته فهو يدير ويعزز ويدعم خليقته بحكم كونه خالقها. لا يوجد شئ خارج عن سيطرة الله بالرغم من شر هذا الشئ، إذ أن الله قادر ان يقلبه لخير بحسب عنايته الإلهية وسيطرته وسيادته التامة على الخليقة.
لنا ثقة بقوة الله وقدرته وبعنايته، فهو يهتم بنا بصورة شخصية ويومية. قادر ان يقلب الشر لخير كما فعل مع يوسف، قادر ان يفعل معنا اليوم وغداً.


 
قديم 12 - 04 - 2013, 03:39 PM   رقم المشاركة : ( 2893 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخليقة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كل شئ في هذا الكون له بداية. الكواكب والأرض والخليقة التي عليها لها بداية. لكن لو رجعنا بالوقت سيكون هناك فترة لم يكن فيها وجود لا للخليقة ولا للأرض ولا للكواكب. فكرنا المحدود يدفعنا للتعلق بفكرة وجود بداية لكل شئ وسرعان ما نضطرب عند سماع الشئ الذي يكسر هذه القاعدة. هذا الشئ بطبيعة الحال هو أزلية الله.

أزلية الله بالرغم من صعوبة تقبلها الا انها ليست بالشئ الغير منطقي. إذا إتفقنا على إن لكل شئ بداية سنتفق على إن هناك فترة لم يكن فيها اي شئ، لا كون ولا مجرات ولا كواكب ولا اي خليقة. هذه الفترة التي لم يوجد بها اي شئ فترة قادرة الإستمرار بهذا الفراغ لحين وجود مُسبب وتدخل خارجي يبدأ خلق الأشياء. وهذا يثبت لنا شيئين، الأول هو أزلية الله فلو كان لله بداية وجوب وجود مُسبب آخر لخلق بدايته وهذا غير منطقي، والثاني هو إن الله خالق الخليقة فهو الذي بدأها، فبحسب العلم لا يأتي شئ من لا شئ وإن الأشياء لا تستحدث من العدم.

من غير الممكن أن تكون الخليقة بدأت نفسها لأن للخليقة بداية وكانت هناك فترة لم توجد فيها خليقة وبالتالي لا يمكن للغير الموجود ان يصنع وجوداً له.

هذا المفهوم يؤكد عليه الكتاب المقدس موضحاً إن الله هو الخالق وإن الخليقة بدأت بخلق الله لها في زمان مُعين، فالكتاب المقدس يبدأ سفر التكوين ب "في البدء خلق الله السموات والأرض".

وجود خالق يسيطر على الكون وعلى خليقته شئ يعتبره المسيحي المؤمن بالحل المثالي مقارنة بنظريات الصدفة او عدم وجود خالق. لنا في الله الخالق ثقة بأنه ذلك الذي خلق الكون وما فيه قادر ان يسيطر على الخليقة فكل شئ يخضع له، وبخضوعنا له يُضخع هو لنا الأشياء الخاضعة له.

الخلاصة
الخليقة لها بداية وهذه البداية هي أصلها بداية خلق الله لها. لا يمكن للخليقة ان تكون مخلوقة من نفسها لانه كانت هناك فترة زمنية لم يكن فيها اي شئ موجود بعد وبالتالي لايمكن ان يأتي شئ من لا شئ ولا يمكن للشئ الغير موجود بعد ان يصنع وجوده.
الله هو خالق الكون وما فيه، فهو الأزلي الوحيد الذي لا بداية له. الخليقة كلها تخضع لله الخالق والذي بدوره يسيطر على كل الخليقة.

 
قديم 12 - 04 - 2013, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 2894 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله عادل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



العدالة مصطلح مُهم في مجتمعاتنا المعاصرة فكلما زادت عدالة المجتمع وقوانينه كلما نال الشخص إستحقاقاته بشكل أكبر. العدالة هي كلمة مُهمة في حياة البشر، فقد شغلت الكثير من فكر الفلاسفة والمفكرين، فحاولوا كثيراً ان يجدوا تعريفاً ووصفاً لماهية العدالة. فقد وصف ارسطو ان العدالة هي "إعطاء الشخص إستحقاقاته" وهو تعريف جيد جداً.

إعطاء الشخص إستحقاقه يمكن عكسه في نظام القضاء، إذ ينال الشخص المجرم على حساب جريمته، لا أكثر، وينال البريئ برائته بدون إي تلبيس للجريمة.

الله عادل دائماً وأبداً. فهو لا يعاقب أحد بدون إستحقاق ولا يصرف نظره عن الظلم. فالله كامل في عدالته ودائماً يُعطي الإشخاص إستحقاقاتهم بكل عدالة تامة (كما قال إبراهيم: أديان الأرض لا يصنع عدلاً؟). لكن في نفس الوقت الذي يكون فيه الله عادل فهو رحيم. الرحمة والعدالة شيئان يصعب ان يلتقوا سوياً فالعدالة تقتضي معاقبة المجرم والرحمة تقتضي المسامحة او التخفيف من العدالة.

رحمة الله في عدله نجدها في الإمور المتعلقة بيننا وبين الله لا في الأمور التي بيننا وبين الناس. فالله يرحمنا في خطيئتنا التي تتعدى عليه لكن لا يغض النظر عن الظلم الذي يصدر من البعض تجاه البعض الآخر.

بالرغم من صعوبة التعامل بالعدالة والرحمة سوياً (بحسب الفكر البشري) إلى أن الرحمة لا تعني إنها إنتهاك للعدالة، فالله يُحقق عدالته لكن أحياناً بحسب رحمته التي تخفف، أي إن الرحمة ليس عمل ظلم.

نشكر الله على عدالته وعلى رحمته وعلى قدرته على الجمع بين هذين الصفتين فبرحمته الفائقة نلنا خلاصة للخطيئة التي تستحق العقاب بحسب عدالته. فالله يحافظ على عدالته حتى عندما يرحم ويُخلص.

الخلاصة
الله عادل بصورة كاملة وتامة فهو يعطي كل الإشخاص إستحقاقاتهم. الله بار ويعمل كل ماهو صحيح وعدالته هي إمتداد لبره. إلهنا إلله عادل لكن رحيم في نفس الوقت ورحمته لا تخالف عدالته.

 
قديم 12 - 04 - 2013, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 2895 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله صالح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



قد يكون عنوان الموضوع من البديهيات التي لدى الأغلبية, هذا شئ جيد، فالكتاب المقدس يُعلن إن الله صالح فكما يقول الرسول يعقوب "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ."

لكن دعنا نتمعن سوياً في أبعاد صلاح الله ولننظر بعمق أكبر لما يذكره لنا الرسول يعقوب.
بداية نرى إن الله ليس صالح فقط بل هو مصدر كل صلاح فكل عطية صالحة هي من عنده. نرى أيضاً إن الله ليس عنده تغيير، إي أن الله صالح بإستمرار فكان صالح ويبقى صالح ولا يمكن لله ان يكون غير كامل الصلاح.

صلاح الله يشير الى طبيعته وسلوكه فأعماله تبدأ وتتدفق من كيانه وهو يعمل طبقاً لما هو عليه. فكمثل الشجرة الرديئة التي لا يمكن ان تضع ثمراً كذلك إلهنا الصالح لا يمكن ان يعمل اي شئ يخالف صلاحه.

العناية الإلهية جزء من صلاح الله، فالله صالح وقادر على ان يجعل كل الأشياء التي نمر بها تعمل للخير من أجلنا لكي نكون في نهاية المطاف ننعم بخير الله.
يخبرنا الرسول بولس عن العناية الإلهية في رسالته لرومية: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.".
الله يعمل في حياتنا بصورة مستمرة فهو صالح وأعماله صالحة. قد نمر ببلايا وظلم وشرور لكن دائماً الله يعمل على أن تكون الأشياء في اخر المطاف هي للخير.

الخلاصة
الله صالح بصورة كاملة فهو مقياس الصلاح بل هو مصدر كل صلاح. الله ثابت ولا يتغير وصلاحه هو هو بدون تغيير. اعمال الله صالحه لانه هو صالح، وهذا هو مكسب للمؤمن الذي يعمل الله في حياته بأعمال صالحه تدفع الأمور لميناء الخير. العناية الإلهية هي جزء من صلاحه وهو شئ ثمين يتمتع به المؤمن.

 
قديم 12 - 04 - 2013, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 2896 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله قدوس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



قداسة الله من وجهة النظر المسيحية والكتابية شئ غير قابل للنقاش فهو واضح وضوح الشمس والكتاب من أول سفر لآخره يعلن عن قداسة الله بطبيعته وأعماله.

لكن كثيراً ما يفوت علينا التمعن في معنى قداسة الله وما معنى إن الله قدوس. هل القداسة تعني الصلاح فقط؟ كيف يكون الله قدوس؟ كيف نكون نحن كمؤمنين قديسين وما علاقة ذلك بقداسة الله؟

الكتاب المقدس يتناول مصطلح "قدوس" في محورين أساسيين. الأول هو إن الله مختلف والثاني هو إن الله طاهر وبار.

من جهة الإختلاف والقداسة فهذا يعني إن الله يختلف عن كافة مخلوقاته. هو مختلف بحسب عظمته الفائقة وسموه المهيب. بنفس الصيغة عندما يتكلم الكتاب المقدس عن القديسين فهو يشير لإشخاص تغيروا نتيجة لمسة الله لهم فأصبحوا مختلفين عن الأشخاص العاديين، فنرى الكهنة والرهبان يشيرون الى عزل الأشياء كنوع من الإختلاف، فبعدهم عن العالم وقُربهم من القدوس هو الذي يجعل من الشخص العادي شخص غير عادي، شخص مميز، شخص مُكرز، شخص قديس.

من جهة الطهارة والقداسة فهذا يشير الى بر الله في طبيعته وأعماله. فالله يعمل ما هو طاهر ولا يفعل ماهو غير ذلك لانه بطبيعته طاهر ومقدس. فطهارة الله وبره الداخلي يمكن نسبه لطبيعته المقدسة وطهارته وبره الخارجي ننسبه لأعماله الصالحة.

فالله القدوس بصورة عامة هو عظيم وصالح، فعظمته لانه مختلف عن الخليقة وصلاحه لانه قدوس وصلاحه لا يختلط به اي شر.
في العهد الجديد اصبح للمؤمنين إمتياز ان يُدعو قديسيين، اي مختلفيين ومعزولين عن حالة الإستمرار في الخطية التي لدى الأشخاص الغير مؤمنين. فهذه دعوة إلهية مميزة ان نعكس طبيعة الله الأدبية وعمله في حياتنا.

الخلاصة
الكتاب المقدس يُعلن لنا وبكل وضوح إن الله قدوس. قداسة الله تعني إختلافه عن خليقته وتعني بره وطهارته وصلاحه بحسب طبيعته وأعماله.
أعطانا الله إمتياز ان نكون قديسين، أي مختلفين عن البقية بطريقة توبتنا عن الخطية لنعكس بر الله وطهارته.
 
قديم 12 - 04 - 2013, 04:28 PM   رقم المشاركة : ( 2897 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله كلي العلم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تطرقنا في الدرسين الاخيرين الى صفتين مُهمتين في الطبيعة الإلهية: الله كلي القدرة وكلي التواجد (متواجد في كل مكان وزمان). الصفة التي سندرسها اليوم هي الصفة الثالثة في احد أهم محاور الطبيعة الإلهية: علم الله بكل شئ.

الله يعلم كل شئ، فهو كلي العلم والمعرفة وعلمه ومعرفته لا حدود لها لانه نفسه بطبيعته غير محدود. الله يعلم كل شئ في كل وقت، فهو لا يتعلم شئ جديد ولا يكتسب معلومة جديدة لان له العلم بالأمور قبل وقعها. فعلم الله يوم امس هو نفسه اليوم وهو نفسه يوم غد، معرفة كاملة شاملة بكل شئ. معرفة الله نابعة من كونه موجود في كل مكان، فمعرفته ليست معرفة إستنتاج او تفكير، لكن بالاحرى هو يعرف كل شئ لان كل شئ مكشوف أمامه.

بالرغم من أن معرفة الله تفوق معرفتنا بما لا يُحد، لكن تفكير الله لا يختلف من حيث النوعية عن تفكيرنا. فلا يفكر الله بمنطق مغاير عن منطقنا.
هذا يعني إن طريقة تفكير الله في الكتاب المقدس يمكننا فهمها بحسب منطقنا، فالله لا يفكر بطريقة تخالف منطقنا، بمعنى ان المتناقض لدينا ليس منطقي لدى الله. فالإختلاف بينا معرفتنا ومعرفة الله هو إختلاف في كمية المعرفة وليس في نوعية المنطق.

معرفة الله بكل شئ، كقدرته المطلقة وتواجده في كل مكان، شئ يخلق في قلوب المؤمنين نوع من الإطمئنان والراحة لأن الله عالم بالحاضر والمستقبل وقادر على تقديم العون والإرشاد لنا.

الخلاصة
الله كلي المعرفة، فمعرفته هي غير محدودة، كطبيعته بكونه غير محدود. معرفة الله نابعة من قدرته المطلقة وتواجده المطلق في كل مكان في نفس الوقت.
معرفة الله أسمى من معرفتنا لكنها من نفس المنطق، فليس المتناقض لدينا منطقي عند الله.
معرفة الله الكاملة مصدر راحة وأمان للمؤمن.

 
قديم 12 - 04 - 2013, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 2898 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله موجود في كل مكان وزمان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تطرقنا في الدرس التاسع الى أن الله كلي القدرة، وهذه هي أحدى أهم ثلاثة صفات إلهية من الناحية الفلسفية. اليوم سنتطرق الى كون الله كلي التواجد، أي متواجد في كل مكان وزمان في نفس الوقت (سنتطرق لصفة المعرفة الكلية في درسنا القادم).

كثيراً ما نفكر في وجود الله قربنا وأحياناً بسبب فكرنا المحدود نفسر وجود الله بإنه وجود يشغل حيز ما في قربنا وننسى تواجده في بقية العالم، بل في الكون وما فيه.

علينا ان ندرك حقيقة إنه لا يوجد مكان على الأرض او في الكون لا يوجد فيه الله. لكن في نفس الوقت علينا ان ندرك أيضاً إن الله لا يملأ حيز او مساحة محدودة، فالأشياء المخلوقة فقط هي التي تحمل حيز ومكان.
عندما نُريد الصلاة والتكلم مع الله لا يُشترط بنا ان نذهب لمكان مُعين وفي زمان مُعين لان الله موجود في كل مكان وزمان، بطريقة غير محدودة بحدود الخليقة، قادر ان يسمعنا ويتواصل معنا بالرغم من كونه بحسب إلوهيته متواجد في بعد آخر غير ابعادنا المحدودة.

من ناحية آخرى، تواجد الله في كل مكان هو تواجد كامل، اي تواجده في مصر كتواجده في العراق وكتواجده في بقية أنحاء العالم. تواجده هو تواجد كامل في كل مكان وزمان. الكل يتمتع بملء وجود الله الذي يملأنا خشوعاً وطاعة لكوننا في محضره. في وسط خشوعنا يملأنا أيضاً شعور بالإطمئنان كمؤمنين متيقينين من وجود الله وحمايته ورعايته لنا.


الخلاصة
الله متواجد بصورة كاملة وفي كل مكان وزمان. تواجده ليس تواجد محدود في حيز ومساحة بل تواجد ببعد آخر يختلف عن أبعادنا البشرية. الله لا يقيده زمان ومكان فوجوده هو فوق الزمان وفوق المكان.
وجود الله الكامل في كل مكان هو سبب ومصدر راحة وإطمئنان وخشوع وتعبد لنا.

 
قديم 12 - 04 - 2013, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 2899 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله كلي القدرة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في فترة خدمة المسيح كثيراً ما ظهرت قوة الله وقدرته الكلية على فعل كل شئ في خليقته. هذا الشئ وضحه المسيح للجموع التي تبعته عند خروجه من الجليل ودخوله لليهودية (متى 19 : 26): فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «هَذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».

كثيراً ما يُساء فهم قدرة الله وكثيراً ما يُطرح هذا السؤال المشكك في قدرة الله: هل يستطيع الله ان يخلق صخرة اكبر من ان يستطيع حملها؟

للوهلة الأولى يبدو إن السؤال من النوع التعجيزي فمهما كان الجواب سيكون ذلك طعن في قدرة الله. إن قلنا نعم ان الله يستطيع خلق صخرة اكبر من ان يحملها فهذا يعني ان الله محدود في قدرته ولا يستطيع حمل الصخرة. في نفس الوقت إن قلنا لا، فهذا يعني إن الله لا يستطيع ان يخلق الصخرة وبالتالي غير كلي القدرة.

قبل ان نرد على السؤال علينا ان نقارن المثال أعلاه بقوانين الفيزياء التي نعرفها. لنعتبر قدرة الله هي قوة تستطيع تحريك كل الأشياء ولنعتبر الصخرة كبيرة لدرجة لا يمكن تحريكها. هل يمكن للقوة الغير محدودة وللصخرة الكبيرة ان يكونوا متواجدين في نفس الوقت؟ هل يمكن ان توجد قوة تحرك الصخرة وصخرة لا تحرك في نفس الوقت؟ بطبيعة الحال لا، فلا يمكن للأثنين التواجد معاً.

لنرجع لله وقدرته ولنحاول فهم معنى القدرة الألهية قبل ان نضعها في امثلة ومعادلات. فما معنى ان الله كلي القدرة. هل يستطيع الله فعل كل شئ؟ ما هي الأشياء التي يستطيع الله فعلها؟

الله كُلي القدرة لا تعني ان الله يفعل كل شئ. فالله لا يكذب ولا يموت ولا يفعل اي شئ يتعارض مع طبيعته. معنى القدرة الإلهية هي إن الله له القدرة والسلطان الكامل على خليقته وعلى اي شئ يتماشى مع طبيعته.

لنرجع للسؤال التعجيزي من جديد وننظر فيه من جديد بعد تعرفنا على معنى "كلي القدرة" بالمعنى الأدق. والجواب سيكون لا، لا يمكن لله ان يخلق صخرة أكبر من ان يحملها لانها لا تتماشي مع طبيعته وتخرج عن سياق سلطانه على خليقته.
يمكننا ان ننظر اليها من زاوية اخرى ونقول ان خلق الله لشئ خارج عن قدرته هو كسر لقانون القدرة الإلهية وبالتالي لا يمكن لله ان يتنازل عن قدرته لخلق هذه الصخرة.

عندما نقول ان كل شئ ممكن عند الله وإنه بمقدوره ان يعمل كل ما يشاء لانه لا يوجد شئ يحد قوته وقدرته، لكن في نفس الوقت لا يمكن لله ان يفعل اي شئ ضد طبيعته.

معرفة قدرة الله بصورة صحيحة هي مصدر عزاء للمسيحي المؤمن، فنحن نؤمن ان الكون وما فيه بين يدي الله، فقد أظهر الله قوته من الخروج من مصر الى قيامته المجيدة، بل ما زال يعمل ويصنع العجائب بقدرته الغير محدودة. فيا له من شعور مريح ان نعرف إن الله مخلصنا هو إله كلي القدرة قادر على تقديم العون والمساعدة لنا في اي وقت يتناسب مع مشيئته وطبيعته.

الخلاصة
عندما نقول ان الله كلي القدرة علينا ان نفهم أبعاد قدرته، إذ هي قدرة غير محدودة تتماشى مع مشيئته وطبيعته فلا يمكن لله ان يعمل اي شئ ضد مشيئته او طبيعته.
عندما نقول إن الله كلي القدرة فهنا نشير الى سلطان الله وقدرته وسيطرته التامة على خليقته، لا يوجد اي شئ مخلوق خارج قدرة الله ولا يمكن لله ان يخلق شئ خارج قدرته.
قدرة الله هي مصدر راحة وتعزية للمسيحي المؤمن، فلنا ثقة في قدرة الله فهو هو الذي خلق الكون هو هو الذي حقق خلاصنا وهو هو الذي يعزينا ويعيننا في حياتنا ليوم مجيئه.
 
قديم 12 - 04 - 2013, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 2900 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله كائن في ذاته

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



تعرفنا سابقاً على إن الله خالق الكون وما فيه من خليقة، فالخليقة تحمل سمة الله الخالق وتشهد له كإعلان إلهي عام.

تفكيرنا بالخليقة يجعلنا ان نفكر بالله ووجوده، كيف وجد الله؟ هل كان لله بداية؟

الجواب يقدمه لنا الكتاب المقدس موضحاً ان الله أزلي وأبدي وبالتالي هو ليس مخلوق وليس له بداية، فلا يمكن ان يخلق الله نفسه ولا يمكن ان يكون الله بدأ من بداية ما، لأنه كان دائماً ويكون أبداً.

الفرق بين الله والخليقة إنه لا يحتاج الى مصادر خارجية لوجوده وإستمراره، على العكس من الخليقة التي تحتاج لوجود خالق كمصدر لها. وهذا ما تعنيه العقيدة المسيحية بإن الله كائن بذاته، اي لم تكن له بداية ولم يكن أحد طرفاً في كينونته، بل هو موجود وكائن بذاته. الله منبع ومصدر كل وجود فهو وحده الذي له في ذاته قوة ان يكون.

قد يعترض البعض ويتحجج بأن لكل نتيجة سبب، فالخليقة هي نتيجة سببها خلق الله. هذا صحيح من ناحية التعريف والتطبيق على الأشياء التي هي نتيجة شئ او فعل ما، لكن من المهم أن نتفهم ان الله ليس نتيجة فلم تكن له بداية ولا وجود لسبب وجوده، لانه كما ذكرنا له قوة الكينونة بنفسه وبذاته.

قد يصعب علينا فهم أزلية وأبدية الله بسبب كوننا مخلوقات لها بداية ونهاية وليست موجودة بذاتها بل أوجدها الخالق، لكن هذا لا يعني أن نُطبق قوانين الخليقة على الخالق ولا يعني ان نفسر وجود الله بحسب وجودنا.

الخلاصة
الله هو خالق الكون وما فيه، فالخليقة هي نتيجة خلق الله المسبب لكل وجود. وجود الخليقة لا يُفسر وجود الله، فالله كائن بذاته. قد يصعب علينا فهم وجود الله الذاتي والأبدي لانه عمق مهول في الطبيعة الإلهية لكن علينا تقبل إن الله لم يوجده شئ بل هو له قوة الوجود بذاته وهو مصدر كل وجود في الكون.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024