منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 05 - 2012, 01:10 AM   رقم المشاركة : ( 281 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«أيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ» (بطرس الأولى11:2).
(لقد استعمل بطرس كلمة نزلاء التي توازي سائحين)

يذكِّر بطرس قُرّاءه بأنهم غرباء ونُزلاء، وهو تذكير بأننا في حاجة إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى. النزلاء هم أناس يسافرون من بلد إلى آخر، والبلد الذي يمرون فيه ليس موطنهم وهُم فيه غرباء، فإن موطنهم هو البلد الذي هم متجهون إليه.
إن السِّمة المُميِّزة للنزيل هي الخيمة، وهكذا، عندما نقرأ أن إبراهيم سكن في خيام مع إسحق ويعقوب، علينا أن ندرك بأنه اعتبر أرض كنعان بلداً غريباً، (بالرغم من أن الله قد وعده بها)، فأقام في مساكن مؤقتّة «لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ» (عبرانيين10:11). إذاً فالنزيل ليس مستوطناً، إنه شخص في إرتحال. ولأن النزيل ذاهب في رحلة طويلة، فإنه لا يحمل كثيراً، فهو لا يُجيز لنفسه أن يُثقَّل بمُمتلكات كثيرة أو أن يكون مُثقَّلاً بأمتعة غير ضرورة، ولا بد له من التخلُّص من كل ما يعوِّق قدرته على الحركة.
ثمة ميزة أخرى للنَّزيل وهي أنه يختلف عن الناس الذين يحيطون به وهم في موطنهم. إنه لا يتفق مع أسلوب حياتهم أو عاداتهم أو حتى شكل عبادتهم، وفي حالة النزيل المسيحي فإنه يُصغي إلى تحذيرات بطرس كي يمتنع عن «الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ»، إنه لا يسمح لشخصيته أن تتشكّّل في بيئته، إنه في العالم لكنه ليس من العالم، إنه يمرُّ في بلد غريب دون أن يتبع عاداته وتقاليده وأحكام قِيَمِه.
إذا كان النزيل يمرُّ في بلدٍ مُعادٍ فإنه حريص على عدم التآخي مع العدو لأنه من شأن ذلك أن يشكِّل خيانة لقائده، وقد يكون خائناً للقضية.
إن النزيل المسيحي عابرٌ في أراضي العدوّ، وهذا العالم لم يقدِّم لقائدنا سوى الصليب والقبر، وعليه فإن إقامة علاقة صداقة مع هذا العالم هو خيانة الرَّب يسوع، فقد قطع صليب المسيح كل علاقة ربَطتنا بالعالم سابقاً، وإننا لا نطمع بمديح العالم أو نخشى إدانته.
إن ما يحافظ على النزيل في رحلته هو معرفته بأن مسيرته اليومية تقرّبه من وجهته شيئاً فشيئاً، وسرعان ما سوف ينسى صعاب وأخطار الطريق كافةً.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2012, 01:11 AM   رقم المشاركة : ( 282 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ» (أمثال24:18).

إن محبة يسوع موضوع يُثير إستجابة دافئة في قلوب شعبه في كل مكان، فعندما كان على الأرض، سخروا منه لأنه «مُحبٌ للعشّارين والخطاة» (متى19:11)، لكن المؤمنين أخذوا بدورهم هذا التهكُّم وحوَّلوه إلى عنوان شرف.
قبل أن يذهب إلى الصليب دعا ربُّنا تلاميذه «أَحبَّاء»، «أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي» (يوحنا14:15، 15).
إنَّ بعض أحَبّ ترانيمنا التي تتناول هذا الموضوع هي «يا تُرى أيُّ صَديقٍ مثلَ فادينا الحَبيب، يَحمِل الآثامَ عنّا وكذا الهمَّ المُذيب» و «وجدت حبيباً وأيُّ حبيب؟».
لماذا تُصيبُ محبة يسوع وتراً حسّاساً كهذا؟ أعتقِد أن السبب الرئيسي هو أن العديد من الناس متوحدين، وقد يكونوا محاطين بأُناس آخرين، ولكن ليسوا محاطين بالأحبَّاء، أو قد يكونوا مقطوعي الصّلة بالآخرين، وهذا هو الحال الذي يسود عادة كبار السن الذين يعيشون مدة أطول من معاصريهم.
إن الوِحدَةَ قاسية وهي مُضرّة بصحة الإنسان الجسدية والعقلية والعاطفية، إنها تقضي على معنوياته وتجعل أعصابه متوترة ويصبح مُسئَماً من الحياة، وغالباً ما تؤدّي بالناس إلى اليأس بحيث يصبحون مستعدين للتساهل مع الخطيئة أو الإنخراط بأعمال غير عقلانية. إن محبة يسوع لمثل لهؤلاء الناس تأتي بخصائص الشفاءِ كبَلسَم جلعاد.
ثمة سبب آخر لتقدير محبته، ألا وهو أن المحبة لا تُفشِلُ أحداً أبداً. إن إِصلاح الإنسان غالباً ما يُخَيِّب أملنا أو يندفع خارج حياتنا، لكن هذا المُحِبّ (يسوع) أثبتَ أنه حقيقي وثابت.
أصدقاؤنا الأرضيون قد يخيبوننا ويتركوننا،
في يوم يكونوا لطفاء وفي اليوم التالي يُحزِنوننا،
لكن هذا الصديق لن يخدعنا أبداً، آه كم يحبُّنا!
إن يسوع مُحبٌ ألزق من الأخ، هو المحِبُّ الذي يُحبُّنا في كل وقت (أمثال17:17).
إنَّ حقيقة كون الرّب يسوع ليس حاضراً معنا في الجسد لا تَحِدُّ من حقيقة محبته، فمن خلال كلمته يتكلّم إلينا وبالصلاة نحن نتكلّم إليه، وبهذه الطريقة يجعل لنا من نفسه مُحباًّ حقيقياً نحن نحتاج إليه، وبهذه الطريقة يستجيب للصلاة.
أيها الرَّب يسوع، إجعل لي نفسك حقيقة حيّة مُنيرة، أنت أكثر حضوراً، نراك بالإيمان، أنت أكثر حِرصاً من أي شيء أرضي، وأكثر مَعزَّة وأكثر قرباً من أي رباطِ قُرْبى أرضي.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2012, 01:12 AM   رقم المشاركة : ( 283 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (غلاطية28:3).

عند قراءة عدد كهذا من المهِّم جداً أن نعرف ما يعنيه وما لا يعنيه، وإلّا فإننا قد نجد أنفسنا نتبنِّى مواقف غريبة مُحرِّفة لباقي نصوص الكتاب ولحقائق الحياة.
إن مفتاح هذا العدد موجود في الكلمات «فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ»، وهذه الكلمات تصف مكانتَنا، أي ما نحن عليه في نظر الله، وهي لا تشير إلى ممارساتنا اليومية، أي ما نحن في أنفسنا أو في المجتمع الذي نعيش فيه. إذاً فإن ما يقوله العدد، هو أنه لا علاقة لمكانتنا أمام الله باليهودي أو اليوناني، فكلاهما، أي المؤمن اليهودي والمؤمن الأممي، هما في المسيح يسوع وبالتالي كلاهما يقف أمام الله في موقف نعمة مطلقة وليس لأي منهما أفضلية على الآخر، وهذا لا يعني أن الإختلافات الجسدية أو الطِباع المُميِّزة قد أُلغيَت.
في المسيح يسوع، ليس عبدٌ ولا حرٌّ، فالعبيد يَلْقون نفس القبول الذي يَلقاه الحُرّ من خلال شخص المسيح وعمله، ومع ذلك ففي الحياة اليومية تبقى الفوارق الإجتماعية قائمة. في المسيح يسوع ليس ذَكرٌ وأُنثى، فالمرأة المؤمنة كاملة بالمسيح ومقبولة بالحبيب، مُبَرَّرة مجّاناً تماماً مثل الرجل المؤمن، لديها نفس القدر من الحرية للدخول إلى حضرة الله.
على أنه يجب عدم التشديد على هذا العدد بالإشارة إلى الحياة اليومية، فالمُميِّزات الجنسية لا تزال قائمة، ذكر وأنثى، والأدوار الناتجة عن الإختلاف الجنسي لا تزال قائمة، أب وأم، ومراكز السُّلطة والخضوع لتلك السُّلطة لا تزال قائمة، فقد أُعطي الرجل مركز الرئاسة وأعُطيت المرأة مكانة الخضوع لسُلطة الرجل، والعهد الجديد يحدّد حتى الإختلاف في خدمة الرجل وخدمة المرأة في الكنيسة (تيموثاوس الأولى8:2، 12:2، كورنثوس الأولى34:14، 35)، وهؤلاء الذين يزعمون أنه ليس ذكرٌ وأنثى في الكنيسة يضطرون لتحريف الكتاب المقدس ويُنسِبون للرسول بولس دوافع ليست في محلها بل حتى يشكّكون في وحي كلماته في هذه الفقرة.
إن ما يتعيّن علينا فهمه هو أنه في حين يتم إلغاء الإختلافات العِرقية والإجتماعية والجنسية فيما يتعلق ومكانتنا أمام الله، إلا أنها لا تُلغَى في الحياة اليومية، وعلينا أن ندرك أيضاً أن هذه الإختلافات لا علاقة لها بالدونية. فالأُممي والعبد والمرأة ليسوا أقل شأناً من اليهودي أو الحُرّ أو الذَّكَر، بل قد يكونوا متفوقين في طرق شتَّى. وبدلاً من محاولة إعادة كتابة ترتيب الله في الخليقة وفي العناية، عليهم القبول بهذا الترتيب والفرح به.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2012, 01:13 AM   رقم المشاركة : ( 284 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«يُوجَدُ مَنْ يُفَرِّقُ فَيَزْدَادُ أيضاً وَمَنْ يُمْسِكُ أَكْثَرَ مِنَ اللاَّئِقِ وَإِنَّمَا إِلَى الْفَقْرِ» (أمثال 24:11).

يُطلِعُنا الروح القدس هنا على سِرٌ مُبهِج وهو بعكس كل ما نتوقّعه ولكنه حقٌ صحيحٌ دائماً، والسر هو ما يلي: كلما أعطيت أكثر، تزداد أكثر، وكل ما ادَّخرت أكثر، يَقلُّ ما عندك. الكَرَم يضاعف نفسه، البُخل يولِّد الفقر، «ما أعطيت هو من عندي، ما أنفقت كان عندي، وما خبّأت، فقَدْت». إن هذا لا يعني أنك تحصد نفس العُملة التي تزرعها، أو أن الوكيل الأمين يصبح غنياً مالياً، فقد يزرع دولارات ويحصد نفوساً، وقد يزرع لطفاً ويحصد صداقة، وقد يزرع حناناً ويحصد مَحَبّة.
يُفهم من هذا أن الشخص السَّخي يحصد مكافآت لا يمكن للآخرين أن يعرفوا عنها، يفتح بريده ليكتشف أنَّ التقدمة المالية التي أرسلها لأحدهم سدَّت حاجة ماسَّة في الوقت المناسب تماماً وبالمبلغ المطلوب، يعرف أن كتاباً قد اشتراه لأحد الشباب المؤمنين فاستخدم الله هذا الكتاب ليُغيّر إتجاه حياة الشاب تغييراً كاملاً، يسمع أن معاملته اللطيفة التي أبداها لشخص ما بإسم يسوع كانت حلقة في سلسلة خلاصه، إنه مبتهج جداً، ولا تعرف فرحته حدوداً ولن يستبدِل مكانه بآخرين يبدو أن لديهم أكثر مما لديه.
إن الجانب الآخر من الحقيقة، هو أن الإكتناز يؤدّي إلى الفقر، فنحن لا نحصل حقاًّ على المتعة من مال مودَع في المَصرف، وقد نُخدع بشعور زائف بالأمان، إلّا أنه لن يمتعنا بالفرح الحقيقي والدائم. فأية فائدة نجنيها من المال تكون هزيلة بالمقارنة بالبهجة في رؤية مال قد استُعمل لمجد المسيح وبركة إخوتنا. إن الشخص الذي يُمسك أكثر من اللّائق، قد يكون لديه رصيد كبير في المصرف ولكن رصيد فرحه قليلٌ في هذه الحياة ورصيد صغير في مصرف السماء.
إن المقصود من عدد اليوم ليس فقط أن يَطرح مبدأً إلهياً ولكن أن يُصدِر تحدياً إلهياً. يقول لنا الرّب «برْهِن هذا لنفسك، إجعل خبزك وسمكك متاحاً لي، فأنا أعلم أنك كنت تريده لوجبة غذائك، لكن إن وضعته بين يدي، فسوف يكون هناك الكثير لوجبة غذائك ولآلاف آخرين، لكن إن كنت تأكل وحدك فستشعر بالحرج، في حين أن أولئك الناس يجلسون فحسب ويشاهدونك تأكل. فكِّر بكم ستشعر بالراحة إذ تدرك أنني استعملت طعامك لإشباع الآلاف».
«نفقِد ما نُنفِقه على أنفسنا، لكن ما نقرضه لك يا ربّ، يكون عندنا كنزاً بلا نهاية، أنت مُعْطي الكلّ»
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2012, 01:14 AM   رقم المشاركة : ( 285 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجاً، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟» (يوحنا الأولى17:3).

لا يُعقل أن يتوفَّر في الأوساط الطبية علاج لمرض السرطان ولا تشارك به تلك الأوساط مرضى السرطان في جميع أرجاء العالم، إن منع العلاج قد يكون خيانة قاسية وغير إنسانية وانعداماً للشفقة.
يرسم الرسول يوحنا صورة موازية في المجال الروحي. ها هنا رجل يصرِّح بإيمانه، قد تراكمت لديه ثروة كبيرة، ويعيش في رفاهية وراحة ويُسر، بينما يحيط به عالَمٌ في حاجة روحية ومادية كبيرتين. هناك الملايين من البشر في أنحاء العالم لم يسمعوا الإنجيل أبداً، وهم يعيشون في ظلمة وفي خرافات وبؤس، ويعاني العديد منهم ويلات الجوع والحرب والكوارث الطبيعية، أمّا صاحب الثروة فهو غافل عن كل هذه الحاجة، وهو قادر على التغافل عن شكوى الإنسانية المتألمة والمُنتَحِبة، ويمكنه المساعدة لو أراد ذلك، لكنه يفضل الإحتفاظ بماله.
عند هذه النقطة يُلقي يوحنا قنبلته ثم يسأل «فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟» والسؤال طبعاً يوحي بأن محبة الله لا تثبُت فيه، وإذا كانت محبة الله لا تثبُت فيه فهذا يكون سبباً كافياً للشك فيما إذا كان مؤمناً حقيقياً أم لا.
إنَّ هذا لأمرٌ خطير جداً، فالكنيسة اليوم تمجِّد صاحب الثروة وتعيِّنه عضواً في مجلس شيوخ الكنيسة وتوصي به أمام الضيوف، والشعور السائد، «من الجميل أن نرى مؤمنين أثرياء»، لكن يوحنا يتساءل «إذا كان هذا الشخص مؤمناً حقيقياً، فكيف يمكنه الإحتفاظ لنفسه بكل الثروة الفائضة بينما يتضوّر الكثيرون جوعاً طلباً للخبز؟»
يخيَّل إلي أن هذا العدد يجبرنا على اتخاذ موقف واحد للعمل به من بين موقفين، فمن ناحية يمكننا أن نرفض المعنى العادي لكلمات يوحنا، نخنق صوت الضمير ونُدين الشخص الذي يجرؤ على الوعظ بهذه الرسالة، أو نستطيع أن نقبل الكلمة بكل وداعة ونستخدم ثروتنا لتلبية حاجة أخينا، وبذلك يكون لدينا ضمير خال من الإساءة نحو الله والإنسان. إن المؤمن الذي يرضى بمستوى معيشة متواضع لكي يعطي كل ما يزيد عن ذلك لعمل الرَّب، يستطيع أن يحيا بسلام مع الله ومع أخيه المُحتاج.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2012, 01:15 AM   رقم المشاركة : ( 286 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ» (رسالة يوحنا الثالثة 4).

إنَّ الرسول يوحنا لم يكن غافلاً بالتأكيد عن فرحة رابح النفوس الشخصي، إنه يأتي ببهجة روحية هائلة عند قيادة الخاطئ للرَّب يسوع، لكن بالنسبة ليوحنا، هي فرحة عظمى، بل في الواقع، فإن الفرح الأعظم هو بأن يرى أولاده بالإيمان يواصلون ثباتهم في الرَّب.
كتب الدكتور م.ر ديهان، «كان هناك وقت في خدمتي غالباً ما قلت فيه، «أعظم فرح للمؤمن هو أن يقود نفساً للمسيح» وبمرور السنين، غيرّت رأيي، لأن الكثيرين ممن فرِحنا بإقرارهم بالإيمان سقطوا على قارعة الطريق وتبدَّل فرحنا بحزن وأسى شديدين، ولكن بعد مرور سنوات نجد مؤمنين ينمون في النعمة ويسلكون في الحق، وهذا هو الفرح الأعظم».
عند السؤال عن الأشياء التي تأتي بأعظم الفرح من أي أمر آخر في الحياة، قال ليروي إيمز، «هي عندما ينمو الشخص الذي قدته للمسيح ويتقدّم في حياته كتلميذ مكرَّس ومثمر وناضج والذي يستمر في قيادة الآخرين إلى المسيح ويساعدهم بدوره أيضاً». فإنه ليس من المستغرب أن ذلك يجب أن يوفِّر أعظم الفرح، إذ أنَّ للروحيات ما يقابلها في الطبيعيات، يكون فرح عظيم عندما يولد طفل، لكن هنالك عادة السؤال المُلحّ، «كيف سيكون عندما يكبر؟»، كم يسعد الوالدان عندما ينضج ويَثبُت أنه رجل ذو طابع متميِّز وصاحب إنجازات! لذلك نقرأ في أمثال16،15:23: «يَا ابْنِي إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيماً يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أيضاً وَتَبْتَهِجُ كِلْيَتَايَ إِذَا تَكَلَّمَتْ شَفَتَاكَ بِالْمُسْتَقِيمَاتِ».
إن أحد الدروس العملية التي تنبثق من كل هذا هو أنه لا ينبغي لنا أن نكون راضين عن أساليب سطحية من التبشير والتلمذة. فإذا كنا نريد أولاداً روحيين يسلكون في الحقّ، فعلينا أن نكون مستعدّين لنَسكُبَ حياتنا في حياتهم، وهذه عمليّة مُكلفِة تنطوي على الصلاة والتعليم والتشجيع والنصح والتقويم.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2012, 01:41 PM   رقم المشاركة : ( 287 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ» (كورنثوس الأولى58:15).


ليس من الغرابة في شيء أن يصاب الشخص بالإحباط في خدمته لأجل الرَّب، فيترك هذه الخدمة. أعتقد أن معظمنا قد واجه مثل هذه التجربة في وقت من الأوقات، لذلك، وفي قراءة اليوم، أود أن أشارك بأربعة مقاطع كانت تشجيعاً هائلاً بالنسبة لي وحالت بيني وبين الإعتزال. الأول، من إشعياء4:49، «أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ عَبَثاً تَعِبْتُ. بَاطِلاً وَفَارِغاً أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لَكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي». هنالك لحظات وهي نادرة لحسن الحظ، وبعد مرور سنوات طويلة من الخدمة للرَّب، تبدو وكأنها تتبخّر إلى لا شيء، ويبدو كأن كل عملنا كان مجهوداً ضائعاً، وقد يبدو أنه حالة أخرى من «عمل المحبة الضائع»، لكن الأمر ليس كذلك، فعدد اليوم يؤكد لنا أن الله عادل وسيُؤَمِّن لنا مكافأة ملوكية، وأن أي عمل عُملَ لأجله لن يضيع عبثاً.
المقطع الثاني من إشعياء10:55و11 «لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعاً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلآكِلِ، هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ»، يعتبر نجاح العاملين على توزيع كلمة الله الحية نجاحاًّ مُؤكَّداً، والنتائج مضمونة، لأن كلمته لا تقاوَم تماماً كما أن جيوش الأرض كلها لا يمكنها أن تمنع المطر والثلج من السقوط، هكذا أيضاً لا تستطيع جميع جيوش الأبالسة والإنسان أن تمنع كلمة الله من التقدُّم وإحداث ثورة في حياة البشر. إننا في الجانب المنتصر.
ثم هنالك التشجيع العظيم في متى40:10، «مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»، هل تم تجاهلك بسبب شهادتك المسيحية أو نبذك أو سُخِرَ منك أو أُسيئت معاملتك؟ هل أوصَد أحدهم الباب في وجهك؟ حسناً، لا تعتبر المسألة شخصية للغاية، فإنه بِرفضِك، يكون الناس في الواقع قد رفضوا المخلّص، والطريقة التي يعاملك الناس بها هي الطريقة التي يعاملون بها الرَّب. فما أجمَل أن تكون مرتبطاً عن قُرب مع إبن الله!
ثم هناك بالطبع، كورنثوس الأولى58:15 (المذكورة أعلاه)، كان بولس يقدّم حقيقة القيامة، فلو كانت هذه الحياة هي كل شيء لكان تعبُنا باطلاً، لكن وراء القبر تكمن أمجاد أبدية، وكل ما يُعمل باِسم الرَّب سيُكافأُ هناك، ولن تكون أية خدمة مَحَبّة بلا ثمر أو جدوى.
إن الخدمة المسيحية هي الأمجد من بين جميع الدعوات، ولا يوجد أبداً أي سبب معقول لاعتزال الخدمة، ويكفينا تشجيع كلمة الله ليحفظنا من العودة إلى الوراء.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2012, 01:43 PM   رقم المشاركة : ( 288 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«وَلَكِنَّ أَسَاسَ اﷲِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هَذَا الْخَتْمُ. يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ. وَلْيَتَجَنَّبِ الإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي إسْمَ الْمَسِيحِ» (تيموثاوس الثانية19:2)

حتى في أيام الرُّسل كان هناك إرتباك في ديانات العالم. فمثلاً كان إثنان يعلّمان عقيدة غريبة وهي أن قيامة المؤمنين قد انتهت. مثل هذه الفكرة تبدو جنونية بالنسبة لنا لكنها كانت خطيرة بما فيه الكفاية لتطيح بإيمان بعض الناس. على أن السؤال يبرز بشكل طبيعي «هل كان هذان الشخصان مؤمنين حقيقيين؟»
كثيراً ما نواجه نفس السؤال اليوم. ها هنا رجل دين بارز ينكر الولادة العذراوية، مدرِّس في كلية اللاهوت يعلّم أن الكتاب المقدس يحتوي أخطاء، طالب في الجامعة يدّعي بأنه مخلَّص بالنعمة بالإيمان، لكنه يتمسّك بالمحافظة على يوم السبت كضرورة للخلاص، رجل أعمال يخبر عن اختبار تجديده لكنه يبقى عضواً في كنيسة تكرّم الرموز وتعلِّم أن الخلاص يكون بالأسرار المقدسة، ويدّعي قائدها أنه معصوم عن الخطأ في شؤون الدين والأخلاق، فهل هؤلاء الناس مؤمنون حقيقيون؟
لنكون صريحين جداً، إن هناك حالات لا يمكننا تحديدها بالضبط سواء كان الشخص مؤمناً حقيقياً أم مزيَّفاً. وبين كون هذه الحالات صحيحة أم خاطئة، سوداء أو بيضاء، هنالك منطقة رمادية لا يمكننا الجزم فيها. إن اﷲ وحده يَعْلَم.
إن الشيء المؤكد في عالم عدم اليقين هو أساس اﷲ، إن كل ما يبنيه ثابت وراسخ. وعلى أساسه يوجد ختمٌ، وعلى هذا الختم نقشان الواحد يمثِّل الجانب الإلهي والآخر الجانب الإنساني، الأول إعلان والآخر أمر.
يتمثل الجانب الإلهي في «يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ»، إنه يعلم مَن هُم الذين ينتمون إليه بصدق حتى ولو كانت أعمالهم ليست دائماً كما ينبغي أن تكون. من جهة أخرى يعرف عن كل تظاهر ورياء من طرف الذين يُظهرون وجههم الخارجي وليس حقيقتهم الخفية. ربما لا يمكننا التمييز ما بين الخراف والجِداء، لكن اﷲ يستطيع ويفعل. أمّا الناحية البشرية فهي أن كل من يدعو بإسم المسيح ينبغي أن يبتعد عن الإثم، وهكذا يستطيع الشخص أن يبرهن على حقيقة اعترافه. إن كلَّ من يستمرّ في الخطيئة يخسر مصداقيّته بقدر ما يختص بادعائه بالإيمان.
هذا إذاً هو مصدرنا عندما يصعبْ علينا أمر التمييز ما بين الحنطة والزوان. «يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ». كل الذين يدَّعون الإيمان يمكنهم أن يُظهِروا ذلك للآخرين بالإنفصال عن الخطيئة.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2012, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 289 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

«بِهَذَا أَوْلاَدُ اﷲِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اﷲِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ» (يوحنا الأولى10:3).

قبل سنوات كان كل منزل تقريباً يحتفظ بألبوم لصور العائلة في صالة الجلوس، وهو مغَّلف بغطاء جلديّ ومزيّن بنقوش من ذهب وله حزام من جلد مع مشبَك يُغلقه بإحكام، كانت صفحاته من الورق المقوّى اللامع والمزيّن بأشكالٍ نباتية وحواف مذهَّبة، وعلى كل جانب من الصفحات وُجِدت فتحات مقطوعة لإدخال الصور فيها. عندما كان الضيوف يتصفّحون الصور كانوا يطلقون عبارات مثل، «جوني يشبه جدَّه في هذه الصورة» أو «من المؤكد أن سارة تُشبه أفراد عائلتها».
إن رسالة يوحنا الأولى تذكّرني بألبوم العائلة القديم، لأنه يصوِّر هؤلاء الذين هم أفراد عائلة اﷲ والذين فيهم شَبَه العائلة، على أية حال المسألة هنا هي الشَّبه الروحي والأدبي وليس الجسدي.
هنالك ثمانية طرق على الأقل «يُشبِه» فيها المؤمنون بعضهم البعض روحياً. أولها، هي أن جميعهم يتحدثون نفس الحديث عن يسوع، فهم يعترفون بأنه هو المسيح، أي المَمسوح (يوحنا الأولى2:4؛ 1:5)، وبالنسبة لهم يسوع والمسيح هو واحدٌ ونفس الشخص. إنَّ جميع المؤمنين يحبّون ﷲ (2:5) على الرغم من أن هذه المحبة في كثير من الأحيان تكون ضعيفة ومتذبذبة، ولم يحدث في أي وقت أبداً أن مؤمناً لم يستطع النظر فوق إلى وجه اﷲ ويقول، «يا ربّ، أنت تعلم أني أحبك». ثم إنَّ جميع المؤمنين يحبّون الإخوة (10:2؛ 10:3؛ 14؛ 7:4؛ و12)، وهذه هي السِمة المميِّزة لجميع الذين انتقلوا من الموت إلى الحياة، ولأنهم يحبون اﷲ فهم يحبون هؤلاء المولودين من اﷲ.
وأيضاً، كل الذين يحبون اﷲ يتميَّزون بأنهم يحفظون وصاياه (24:3)، وطاعتهم مدفوعة ليس بدافع الخوف من العقاب بل بالمحبة للذي بذل كل شيء لأجلهم.
إنَّ المؤمنين لا يمارسون الخطيئة (6:3؛ 9؛ 18:5)، صحيح أنهم يقترفون أعمال الخطيئة لكن الخطيئة ليست القوة المُتسلطة في حياتهم وهم ليسوا بلا خطيئة ولكنهم يخطئون أقلّ. ثمَّ إن أعضاء عائلة ﷲ يمارسون البِرّ (29:2؛ 7:3)، ليس فقط أنهم لا يقترفون الخطيئة كعادة، مع أن هذه الحال قد تكون سلبية، لكنهم يمدّون يداً للآخرين بأعمال البرِّ أيضاً، وهذا شيء إيجابي وفعاّل. أما السِمة السابعة لأفراد عائلة ﷲ فهي أنهم لا يحبون العالم (15:2)، وهم يدركون أن العالم هو نظام أقامه الإنسان لمناهضة ﷲ، وأن مصادقة المؤمن للعالَم تجعل منه عدواً للّه.
أخيراً، يَغلِب المؤمنون العالَم بالإيمان (4:5)، وينظرون إلى ما هو أبعد من الأشياء المؤقّتة، أي إلى الأشياء الأبدية. إنهم يحيون لأجل أشياء لا تُرى وأبدية.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2012, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 290 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

.«وَلَكَ إِيمَانٌ وَضَمِيرٌ صَالِحٌ» (تيموثاوس الأولى19:1)

إن الضمير هو جهاز مراقبة أعطاه اﷲ للإنسان لكي يصادق على السلوك الجيّد ولكي يَحتجّ ضدّ ما هو خطأ. عندما أخطأ آدم وحواء أدانهما ضميراهما وعرفا أنهما عريانان.
لقد تأثَّر الضمير بدخول الخطيئة مثل باقي أعضاء الإنسان الطبيعية، بحيث لم يعد بالإمكان الإعتماد عليه إعتماداً تاماًّ دائماً. إن القول المأثور القديم «دع ضميرك يكون دليلك» لم يعد قاعدة ثابتة، ومع ذلك فإنه حتى في أشدّ إنحراف أخلاقي لا يزال الضمير يضيء إشارتيه الحمراء والخضراء، لكن عند التجديد يتطهّر ضمير الشخص من أعمال ميّتة بدم المسيح (عبرانيين14:9)، وهذا يعني أنه لم يعُد يَعتمِد على أعماله الخاصة لتعطيه مكانة حسنة أمام اﷲ، فقد رُشَّ قلبه من ضمير شرّير (عبرانيين22:10) لأنه يعرف بأن مسألة الخطيئة قد تمَّ تسويتها مرةً وإلى الأبد بعمل المسيح. لم يَعُد الضمير يدينه فيما بعد بما يتعلَّق بالذنب ودينونة الخطيئة.
من الآن فصاعداً يرغب المؤمن بأن يكون له ضميرٍ خالٍ من الإثم تجاه ﷲ والإنسان (أعمال16:24)، ويرغب بأن يكون له ضمير صالح (تيموثاوس الأولى5:1،19؛ عبرانيين18:13؛ بطرس الأولى16:3)، ويرغب كذلك بأن يكون له ضمير طاهر (تيموثاوس الأولى9:3).
إن ضمير المؤمن بحاجة لأن يتعلَّم بواسطة روح ﷲ من خلال كلمة ﷲ، وبهذه الطريقة يطوّر حساسية متزايدة نحو مجالات مشكوك بها في السلوك المسيحي.
إن المؤمنين الذين يبالغون في التدقيق بأمور غير صحيحة أو مغلوطة في حد ذاتها لديهم ضمائر ضعيفة، فإن عملوا شيئاً تدينه ضمائرهم فهم بذلك يخطئون (رومية23:14) وينجّسون ضمائرهم (كورنثوس الأولى7:8). إن الضمير يُشبِه رباطاً من المطّاط، كلّما شدَدته أكثر كلّما فقد مرونته، والضمير أيضاً يمكن خنقه. يستطيع الإنسان أن يبرّر سلوكه الخاطئ بحيث يجعل ضميره يقول أي شيء يريد أن يقوله.
أما غير المؤمنين فيمكن أن يكون لديهم ضمير موسوم (تيموثاوس الأولى2:4)، كما لو كان مكتوٍ بالحديد الساخن، ورفضهم المتواصل لصوت الضمير يوصِلهم في نهاية المطاف إلى مرحلة يفقدون فيها الحسّ، ولا تَعود الخطيئة تؤنِّبهم البتَّة (أفسس19:4). إن الله يُحمِّل الإنسان مسؤولية ما يفعله بضميره، فلا يمكن الإفلات من العقاب عند الإساءة لأية مقدرة إلهية فينا.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف التاء ت
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الباء ب
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الحاء ح
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الألف أ
مجموعة ايات من الكتاب المقدس


الساعة الآن 04:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024