منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 03 - 2013, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 2741 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تيجى نتخيل؟؟؟

(ان كنت من اصحاب عدم القدرة على التخيل فلا تدخل)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



انطلق معى بتفكيرك......... اطلق لخيالك العنان.....
وتخيل معى انك حاليا مُسمر على الصليب
وصليبك مرفوع عن الارض وانت مثل قطعة الغسيل المثبتة ببعض المشابك فقط
فلا مكان تضع عليه قدميك ولا شىء تمسك به يديك........ سيكون فكرك فى ماذا؟؟؟؟


+هل ستفكر فى شخص ياتى ويتحمل هذا الالم بدل منك وانت تعطية كل ما لك من مال؟؟؟فقط تريد النجاة....


+هل ستطلب الموت ان يُسرع لكى ما ترتاح من تلك الالام؟


+هل ستقول ليتنى ما اخطاءت تلك الخطية التى بسببه صلبت؟؟


+هل ستفكر فى طلب النجاة من الله؟


+هل ستفكر وتعهد ربنا انه لو اعطاك فرصة للحياة ستتوب وما تعود تخطىء؟؟؟
اشعر بك....
انت الان تقول انه احساس مؤلم
لست قادر ان اتخيل هذا الامر فانا حينما ارى فيلم الالام المسيح اغمض عينى احيانا كى لا ارى تلك الالام الموحشة فكيف لى ان اتخيل نفسى فى هذا الوضع؟؟؟
حقيقة لا بد ان نشعر به ونعيشه ان انا الى كان لازم اكون بدل المسيح فى تلك الالام........
حقيقة ان المسيح برىء وانا الخاطىء.....
ان قدرت ان تسرح معى بخيالك فارجوك تقول لى ماذا سيكون شعورك وانت على الصليب؟؟
(ليتنا نشعر به.......ليتنا نخرج اليه خارج المحلة..... ليتنا ما نعود نخطىء بعد لكى ما نصلبه مرة اخرى....)
واخيرا اسئل نفسك هل انا احبه؟؟؟هل انا احب المسيح

لو اجابتك بنعم فاخرج اليه خارج المحلة
لو اجابتك بلا.. لا تحبه...... فاذهب وافعل ما تشاء.....
++
+

 
قديم 28 - 03 - 2013, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 2742 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحبـــــك.. أحبـــــك.. أحبـــــك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ ربي وإلهي عند موطئ قدميك ها نفسي وحياتي. إن نار حبك يكويني ونداء روحك القدوس ينفجر فيَّ الآن، ودمك يسيل على جسدي ونفسي وروحي، ها أنا أؤمن يا سيد فشدد إيماني. أقبل دموعي، سوف لا أستهين بغنى لطفك وإمهالك وطول أناتك، فاقبل توبتي ربي وحبيبي يسوع… [ لأنه من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه. لا يحفظ إلى الأبد غضبه، فأنه يُسرّ بالرأفة ] (مي7: 18)

+ ابني لا تعود تحتقر محبتي، تعالى الآن… ولا تتأخر ولا تحتقر عملي أو تنساه، أنت لي الآن وأنا لك فلنتعانق… حبيبك الرب يسوع المسيح.
 
قديم 28 - 03 - 2013, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 2743 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحبـــــك.. أحبـــــك.. أحبـــــك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ ربي وإلهي عند موطئ قدميك ها نفسي وحياتي. إن نار حبك يكويني ونداء روحك القدوس ينفجر فيَّ الآن، ودمك يسيل على جسدي ونفسي وروحي، ها أنا أؤمن يا سيد فشدد إيماني. أقبل دموعي، سوف لا أستهين بغنى لطفك وإمهالك وطول أناتك، فاقبل توبتي ربي وحبيبي يسوع… [ لأنه من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه. لا يحفظ إلى الأبد غضبه، فأنه يُسرّ بالرأفة ] (مي7: 18)

+ ابني لا تعود تحتقر محبتي، تعالى الآن… ولا تتأخر ولا تحتقر عملي أو تنساه، أنت لي الآن وأنا لك فلنتعانق… حبيبك الرب يسوع المسيح.
 
قديم 28 - 03 - 2013, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 2744 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حينئذٍ تتفتح عيون العُمي

أشعياء 35: 5

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ هذه رسالة مهمة وقراءتها تحتاج منك لهدوء وتركيز بسيط مع اهتمام بحياتك الأبدية ليُشرق لك نور الله .

+ أنت تعرف مشهدان في الحياة الطبيعية : هما النور والظلمة .

النور في الكتاب المقدس يرمز للسلوك بالبرّ والحياة حسب الروح والوضوح وعدم التعثر في الطريق والرؤية الصافية وعشرة الله والحياة الأبدية .

والظلمة هي السلوك بالفساد والحياة حسب الجسد والغموض والجهل والعمى والتعثر الدائم في الطريق أي الخطية وعشرة الشيطان والموت ، وأنت دائماً تُريد النور كموضوع عطش وإلحاح شديد فيك ، ولكنك تعيش الظلمة وأنت ممسوك بها ، وسؤالك المُلح من وقتٍ لآخر : ماذا تُريد يا رب أن أفعل ؟ أنقذني . ولكن أنتظر الجواب الآن واهدأ ، وصلي وأنت تقرأ ونحن متأكدين أن الجواب حاضر الآن معك . لأننا نُخبرك الآن باختبارٍ عظيم .

+ يبدأ الكتاب المُقدس ليُعلن عن وجود ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه ، ولكن دائماً أرتبط الروح الإلهي بالنور ، لأن حقيقة الله نور [ هذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة ] (1يو1: 5) ، [ الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يُدنى منه ] (1تي6: 16) ، وهو [ أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران ] (يع1: 17) ، لذلك تكلم الله النور وقال : [ ليكن نور فكان نور ] (تك1: 3)

+ وخُلقنا نحن على صورة الله ومثاله أي حساسين لإشعاع نور الله ، وصار الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله يُمارس النور ويشع به على الخليقة كلها ، أي مرآة مصقولة بشدة تعكس قوة الله وأسراره على الخليقة التي تخضع له بسرّ عجيب من ذات قوة النور الموهوبة له من الله سيد الخليقة . هو عين تنظر بقوة لأنها سليمة يقع عليها الشعاع الإلهي فترى كل شيء إلهي ، لا وجود للظلمة ولا للفساد مكان . إلى أن حدث السقوط وانفصل الإنسان عن النور وانحجب وجه الله عنه [ سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عُريان فاختبأت ] (تك3: 10)

هُنا تَلَفت المرآة ، أعوجت أصولها ، فصارت لا تعكس النور ، بل لا تُدركه ، بل كل شُعاع يأتي إليها يضيع في طيات ظُلمتها ، فسدت ، كُسرت ، أُعمت العين ، فسد قاعها ، أصبحت ترى كل شيء فاسداً . أي دخل الإنسان في الظلمة والفساد ، فلابُدَّ أن يُطرد من وجه النور [ لأن الله فصل بين النور والظلمة ] (تك1: 4) ، [ فطُرِدَ الإنسان وأقام شرقي جنة عدن ] (تك3: 24) .

+ وحدث أكبر صراع بين الإنسان الظلمة والله النور . أي الإنسان المقبوض عليه بالظلمة وقانون الظالم (الشيطان) ، ومصدره الحقيقي والمشتاق إليه والذي يئن في داخله عليه وهو الله . وعندما يُريد أن يُذَكرّ الله الإنسان الخاطئ بهذه العُزلة المُرّة ، يضربه بالظلام كما حدث لفرعون [ ثم قال الرب لموسى : مد يدك نحو السماء ليكون ظلام على أرض مصر ثلاثة أيام . ولم يُبصر أحد أخاه . ولا قام أحد من مكانه ثلاثة أيام (تذكير بمرارة العمى) ولكن جميع بني إسرائيل كان لهم نور في مساكنهم (العينة التي كانت تُمثل في ذلك الوقت العيون التي تُبصر) ] (خر10: 21 – 23) ، [ ويمنع عن الأشرار نورهم وتنكسر الذراع المرتفعة ] (اي38: 15)

+ السؤال منك الآن يُطرح : وماذا أفعل طالما أنا مقبوض عليَّ بالظلمة ؟!! ؛ الجواب سيصرُخ الآن في قلبك ، أنا متأكد من ذلك في نهاية هذه الرسالة ، ولكن آسف إن كُنت أعلن لك خطر يقف أمامك عندما تُريد الجواب على السؤال السابق ؛ وهذا الخطر هو : أنه مع الصراع تتخيل أنك تسير في النور ، ما لم تتخيل أنك أنت النور نفسك ، فتكتفي إما بأخلاقيات أو سلوك أو آداب عامة أو حتى فضائل تُمارسها وأنت في الظلمة ومنفصل تماماً عن النور فتزداد حالك ظلمة وعبث [ ولا عجب لأن الشيطان نفسه يُغير شكله إلى شبه ملاك نور ، فليس عظيماً إن كان خُدامه أيضاً يُغيرون شكلهم كخُدام للبرّ ، الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم ] (2كو11: 14 – 15)

+ ولكن الجواب معنا ، وقد أُعطىَ كوعد بتدبير إلهي لإنسان الخطية والفساد والظلمة ، بالإنهاء على رئيس الظلمة نفسه ، الشيطان المُمَثل في الحية [ وأضع عداوة بينك وبين المرأة ، وبين نسلك ونسلها ، هو يسحق رأسك ، وأنتِ تسحقين عقبة ] (تك3: 15) ، والملحوظ في هذا الوعد ، أن نسل المرأة عبر عنه كشخص مفرد (هو يسحق) ، إذاً لابُدَّ أن يأتي من هو غير موضوع تحت حكم الحية ، ويغلب ظُلم الشيطان وقانون ظلمته ، فيسحق رأس الحية ، أي الداء نفسه الذي سبب هذا الصراع المرير .

+ إلى أن جاء المسيح ابن الله الذي هو (نور من نور) [ مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني ] (غل4: 4) . هُنا ظهر الله في الجسد ، النور في الطبيعة التي انقبض عليها بالظلام ، حاملاً هذه الطبيعة ، غالباً ظُلمتها بنوره المتدفق فيها بقوة ، أي جعل البشرية المُظلمة والمظلومة من العدو متحدة بالطبيعة الإلهية الغالبة النورانية (النور الذي لا يُدنى منه) . [ أنا الرب دعوتك بالبرّ ، فامسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهداً للشعب ونوراً للأمم لتفتح عيون العُمي ، لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن ، الجالسين في الظلمة ] (أش42: 6، 7)

ويدخل الرب يسوع عالم الظلمة ويُصارع رئيس هذا العالم الشيطان الظالم في البرية ويغلبه ، ثم يدخل معه أكبر معركة ، هي معركة الصليب ، وقبل أن يتقدم الرب للصليب يحزن ويكتئب ويتصبب عرقه كقطرات دم ، لأنه نور من نور وصعب عليه أن يجوز عالم الظُلمة والخطيئة والفساد ليُعاقب بدلاً عني وعنك يا من تسأل ماذا أفعل ؟

ولذلك قال لرؤساء الكهنة وقواد جُند الهيكل والشيوخ الذين قبضوا عليه [ ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظُلمة ] (لو22: 53) ، وعلى الصليب صارع الرب الظلمة في أقوى صراع لكي يُنهي عليها ويكسرها في أقوى حالتها [ وكان نحو الساعة السادسة فكانت ظُلمة على الأرض كُلها إلى الساعة التاسعة ] (لو23: 44) ، وغلب الرب يسوع الشيطان وقوة ظلمته حينما صرخ على الصليب [ قد أُكمل ] . وقام نوره العجيب من القبر فاضحاً الظلمة والهاوية والفساد الذي لم يستطع أن يُمسكه ، لأنه قوة النور الذي لا يغيب [ الشعب السالك (الجالس) في الظلمة أبصر نوراً عظيماً . الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور ] (أش9: 2)

+ هُنا يا أخي الحبيب الجواب ينطق ، لقد انفجرت قوة البرّ والحياة والنور في كيان طبيعتنا البشرية ، وعلى كل متعطش للنور أن يؤمن بالرب يسوع النور الحقيقي الغالب الظلمة والذي ترك القبر مصدر الظلام يُضيء بقوة فتسري في هذا المتعطش نور يشعر به فجأة ، أو يتغلغل فيه النور رويداً رويداً ، ولكنه يشعر بقوة تغيير تسري فيه يوماً بعد يوماً بالتوبة الدائمة والثقة في الرب النور [ أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة ] (يو8: 12) … سبحوا الله … هلليلويا
  • أفرحوا يا إخوة بنوره العجيب الذي حررنا من ظلمة الظالم .
  • قدسوا حياتكم يا شعب المسيح بالسلوك فيه وبوصاياه [ أن سلكنا في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يُطهرنا من كل خطية ] (1يو1: 7)
  • لا تسمحوا بعمى شيطاني يُفسد عليكم إضاءة الإنجيل (البشارة المُفرحة المُنيرة) [ الذين فيهم إله هذا الدهر أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تُضيء لهم إنارة إنجيل المسيح الذي هو صورة الله ] (2كو4: 4)
  • أرفعوا عيونكم إلى ناحية المشرق ، فأنتم أبناء نور لئلا تدرككم الدينونة [ وهذه هي الدينونة : أن النور جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة ] (يو3: 19)
  • أما أنتم أيها الإخوة فلستم في ظلمة حتى يُدرككم ذلك اليوم كلص ، جميعكم أبناء نور وأبناء نهار ، لسنا من ليل ولا ظلمة ] (أش5: 4، 5)
 
قديم 28 - 03 - 2013, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 2745 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رســــــــــائل للتوبـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ هذه الرسائل التي نبدأ بها معك ، إنما هي لخلاصك شخصياً ، ونطلب منك أن تقرأها ببساطة وهدوء وكشف لنفسك ولعلاقتك مع الله .

+ قد تكون أيها القارئ إنسان دنيوي لم تسمع أو سمعت عن العلاقة مع الله في شخص يسوع المسيح ، ولم تكتشف ما أنت فيه من حال ومكتفي بحياتك المُظلمة والخطية عادية جداً عندك ولازمة للحياة ، وتسعى وراء مستقبلك أو رزقك ويشغلك هذا عن كنز لم تكتشفه بعد ، وحياتك رتيبة ، ولكنك للأسف لم تعرف قيمة الحياة مع الله كاختبار ، ومكتفي بما أنت فيه . ولكن اسمع ما يقوله لك الروح :
  • [ قد صرنا كلنا كنجس و كثوب عدة كل أعمال برنا وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا ] (أش64: 6)
  • [ القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه ] (أر17: 9)
هذه الآيات لا لرعبك ، ولكن لتُحدد موقفك الآن وكفاك ما أنت فيه .

آه يا رب ، غيَّر واصنع في هذه القلوب عملك وأعلن ذاتك يا ابن الله ليعرفك العالم الدنيوي ويعرف كنزك المخفي ، فيستهين بكل شيء أمام تياراتك الدافعة القوية .

+ قد تكون إنساناً قد سمع عن الله وعرف أن حقيقة الحياة بدونه تَعِسَة !!! ، أي حددت موقفك وعرفت أن الحياة الدنيوية حسب الخطية والفساد والشرّ إنما تجلب العار على صورتك التي خُلِقَت على صورة الله ومثاله ، ومع تحديدك ومعرفتك الطريق مازلت تعيش كالجاهل ، تُعزبك الخطية وتصنعها سواء بعد رفض طويل أو تفعلها سريعاً مع أول نداءٍ لها . تفعلها كعادة تمرر نفسك أحياناً أو لا تُمررها فتَعبُر عليها وتُريح ضميرك بكلمات سريعة ، هكذا يعيش العالم كله الآن .

عزيزي : المسألة لم تَعُد هكذا ببساطة ، فأجرة الخطية موت حتى على ابن أمة الرب يسوع المسيح الذي حمل خطايانا وصُلِبَ واُهين ومات – اسمع صوت الروح يقول :
  • [ إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ] (عب4: 7)
  • [ مادام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور ] (يو13: 36)
إذن المسألة يا عزيزي مسألة موت أو حياة ، أختار ما تُريد …

+ فقد تكون إنساناً عرف هذه الحقيقة : إن المسألة مسألة موت أو حياة ، وأنت الآن جاد في طريقك مع الله ، أحياناً تجمع كل إرادتك لتسير في النور أو تارة أخرى تترك كل هذا الميراث خلفك وإرادتك تكون ضعيفة ، بل ميتة ، وطريق الله بالنسبة لك هو طريق المُعذبين على الأرض !!!

إخلاصك هذا يا عزيزي جميل جداً ، ولكنك تُريد أن تعيش بطريق ليس هو طريق المسيح ، أعرف أن الرب يسوع قد دفع عنك كل شيء ، وأنت منذ أن تتفجر في قلبك وضميرك وإحساسك ومشاعرك كلها هذه الحقيقة : أن المسيح مات وغلب الموت والخطية والضعف على الصليب ، وأنه قام ناقضاً أو جاع الموت ، لم يعد إنسانك محصوراً الآن في مسألة الموت أو الحياة ، ولكنك دخلت إلى الحياة .
  • [ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة ، هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كو4: 6)
  • [ أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا ، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد ] (يو11: 25 – 26)
  • [ أي أن الله كان في المسيح مُصالحاً العالم لنفسه ، غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المُصالحة ] (2كو5: 19) .
فأنت لم ولن تُخلِّص نفسك بأية طريقة ومهما كانت روحية : [ ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسمٌ آخر تحت السماء قد أُعطيَّ بين الناس بهِ ينبغي أن نَخْلُصَ ] (أع4: 12)

فتمسك بمسيحك المُنتصر على الموت بإيمان ثابت مهما كان ضعفك وخطيئتك وتعبك وفتورك وجفافك ، فهو حبيب المرضى وشافيهم إن تمسكوا به وثبتوا فيه [ أثبتوا فيَّ وأنا فيكم كما أن الغُصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبُت في الكرمة ، كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيَّ ] (يو15: 4) .

+ قد تكون إنسان اكتشف هذا وسَلَّمت بالفعل حياتك بحب للمسيح وقد عمل فيك فترة من الزمن ، ولكنك تحت ضغط العالم وهموم هذا الزمان الحاضر ، لن أقول تركت المسيح ، بل أقول بردت العلاقة بينك وبينه ، ولم تعد كما بدأت بغيرة ، وأنت مُهدد أن تفقد هذه العشرة التي ليست من الأرض ، وكل هذا بسبب الانشغال بهمومك وارتباطاتك وبمشاغلك التي يُهيئها لك الشيطان كأنها أمر عادي وهي مطالب الإنسان الطبيعي من أكل وشُرب ونوم ومستقبل وزواج وأُسرة وأولاد … الخ … ولكن اسمع الروح يقول لك :-
  • [ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة ] (مت26: 41)
  • [ ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى ، بل إلى التي لا تُرى ، لأن التي تُرى وقتية وأما التي لا تُرى فأبدية ] (2كو4: 18)
  • [ فأنتم أيها الأحباء إذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء فتسقطوا من ثباتكم . ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح ] (2بط3: 17، 18)
لا تسمح يا عزيزي أن تدخل تحت أي هم أو خلافه ، تشعر أنه سيشدك عن طريق المسيح الذي اكتويت بحبه واختبرت حلاوة العشرة معهُ وحُريتك كابن من أولاده .
 
قديم 28 - 03 - 2013, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 2746 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[ ارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ]

(مز24: 7)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ في الغالب – أيها القارئ الحبيب – سمعت صوت قلبك لكي تسير مع الله ؛ وسعيت كثيراً لهذا الطريق المجيد ؛ ووصلت في نهاية المطاف إلى طريق مُحكم الإغلاق وله أبواب ضخمة ، وتنهدت وقلت : إن الحياة مع الله ليست لي !!!

فأنت يا عزيزي صادق جداً لأنك وقفت أمام أبواب مُغلقة أمام البشرية كلها وليست أمامك وحدك … فالطريق الذي يؤدي بنا إلى الحياة مع الله ، كُلنا مطرودين منه ، وعليه حراسة مُشددة حيث طُرد آدم أبو البشرية كلها من جنة الله ، أي الحياة مع الله . [ فطُرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن . الكروبيم (الملائكة الحُراس) ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة ] (تك3: 24) .

نقول لك عزيزي القارئ : إنه ليس بار ولا واحد ، حتى يتقدم لهذه الأبواب مرة أُخرى ، ولا واحد .

+ فالدخول إلى هذه الأبواب الدهرية . الأبواب المُغلقة أمام كل الأجيال ، معناه تماماً معركة مريرة ، وكل من يدخل سينكشف قلبه أمام الحُراس الذين سيفحصونه بالسيف من الداخل والخارج . هل هو لا فَعَلَ ، ولا يفعل ، ولا سيفعل خطية ؟ أي خطية مهما كان نوعها !!!

وهذا قطعاً غير موجود بين البشر إطلاقاً . إذاً لم ولن يجرؤ أحد على الاقتراب من الحراس حاملي لهيب سيف متقلب … [ آه يا رب خلِّص ... آه يا رب أنقذ ... ] (مز118: 25) . هذا تنهُد الأجيال !!

+ عزيزي القارئ ، الله الآب الذي خلقنا لا يُمكن أن يتركنا هكذا ، فلابُدَّ أن يجعل لنا المخرج . هذا هو الفرح العجيب . فجاء ابن الله وهو قدوس جداً ، وأخذ جسدي وجسدك وجسد العالم كله وبجبروته دخل ميدان المعركة على الأبواب المُغلقة ، وبحبه كراعٍ صالح بذل نفسه عن كل العالم ، فهجم عليه الحراس بالسيف ليفحصوه [ استيقظ يا سيف على راعي (الرب يسوع المسيح) وعلى رجل رفقتي (المسيح الذي تجسد) ] (زك13: 7) .

ومن شدة الفحص مات الرب يسوع على الصليب كحامل خطية العالم كله !!! ولكن بجبروته وقوته كبارٍ والوحيد في الناس ، في برّه غلب الموت وقام منتصراً حتى اضطر الملاك ولعله من الحُراس أن يُدحرج له الحجر خاضعاً خاشعاً عابداً لجلاله وجماله [ فإذ قد تشارك الأولاد ( كل من يؤمن بالمسيح) في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سُلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين2: 14، 15) ، هلليلويا … هلليلويا … لم يمسكه الموت فغلب لنا وفتح أبواب القبر .

ليس هذا فقط بل صعد إلى السماء بجسدنا جميعاً بجداره وبقوة من غلب بسلطانه وحده ، فتحيرت قوات السماوات فيه وقالت له : [ من ذا الآتي ... بثيابٍ حُمر ... هذا البهي بملابسه ، المتعظم بكثرة قوته ] ، فرد بهيبته ليفسحوا لهُ الطريق قائلاً : [ أنا المتكلم بالبرّ العظيم للخلاص ] (أش63: 1) ، فانفتح الباب ولا يستطيع أحد الآن أن يغلقه إطلاقاً ، حيث صار الطريق لكل الشعوب المفدية بالرب يسوع [ أقامنا معهُ ، وأجلسنا معهُ في السمويات في المسيح يسوع ] (اف2: 6)

+ حبيبنا القارئ ، لقد فُتِحَ الباب الآن ، أسرع … أسرع ولا تُبطئ . أدخل وقدم قلبك للرب يسوع … فأنت لست صغيراً أو ضعيفاً ، بل الرب معك في ذات الوقت الذي تتقدم فيه للباب فتصير به قوياً جداً [ الصغير يصير ألفاً والحقير أُمة قويه . أنا الرب في وقته أسرع به ] (أش60: 22)
  • فلا تسترجع خبرات الطريق الماضي الميت الآن ، لأنه فُتحت سكة وطريق ، لا تخاف من عدم معرفتك لأي شيء بل افرح . افرح وتقدم [ وتكون هُناك سكة وطريق يُقال لها الطريق المُقدسة ... من سلك في الطريق حتى الجُهال لا يضل ] (أش35: 8)
  • إن طريقك لا يحتاج إلى استكشاف أو بحث ، فكل شيء مُنير الآن ، فلا ظلام فيه . فلا تدع العالم المُظلم يخدعك . القِ كل حياتك وحملك عليه ، فهو فاتحاً يديه لك ويُرحب بك في وضح النهار ، حيث المدينة التي أنت داخل إليها مُنيرة ببهائه [ وأبوابها لن تُغلق نهاراً لأن ليلاً لا يكون هُناك ] (رؤ21: 25)
  • هيا يا شعب المسيح أدخلوا جموعاً جموعاً من الأبواب ، احفظوا الأمانة وغنوا أغنية الفرح المجيد [ في ذلك اليوم يُغنى بهذه الأغنية ... لنا مدينة قوية ، يجعل الخلاص أسواراً ومترسة ، افتحوا الأبواب لتدخل الأمة البارة الحافظة الأمانة ] (أش26: 1، 2)
  • أهربوا من أرض الظلم والخراب وأوطان سوف تزول ، فأنتم لكم أسوار خلاص أدخلوا أبوابها مسبحين حيث [ لا يسمع بعد ظُلم في أرضك ولا خراب أو سحق في تخومك بل تُسمين أسوارك خلاصاً ، وأبوابك تسبيحاً ] (أش60: 18)
  • أدخلوا الصفوف واصطفوا صارخين مع جماعة المفديين قائلين : [ افتحوا لي أبواب البرّ . أدخل فيها وأحمد الرب ] (مز118: 19) فهاهم [ مفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون (الكنيسة) بترنم و فرح أبدي على رؤوسهم ... ] (اش35: 10)
إيه أيتها الكنيسة المباركة . وسعي أبوابك واحتضني أولادك ، ورنمي نشيدك : ( هلليلويا ، هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فلنفرح ولنبتهج فيه ، يا رب خلصنا . يا رب سهل سُبُلنا . مبارك الآتي باسم الرب . هلليلويا )

خريستوس آنستي … آليسوس آنستي

المسيح قـــــــــام … بالحقيقة قــــــام
 
قديم 28 - 03 - 2013, 08:03 PM   رقم المشاركة : ( 2747 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مجالات التأمل: التأمل في الكتاب المقدس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من
كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

إن كلمات الوحي الإلهي، عبارة عن روح متجسدة في ألفاظ. وليس الجسد (أي اللفظ) هو الذي ينفعك، بل الروح الذي فيه هو الذي يُحيي (2 كو 3: 6). لهذا قال السيد الرب: "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يو 6: 63).

الكلمات هي مجرد غلاف، يغلف معاني داخلها، كالصَّدَفَة التي تحوي داخلها اللؤلؤ. واللؤلؤ هو روح الكلمات. لا تكتفِ بالصَّدَف، بل اكشفه وخُذ ما يحويه من لآلئ. وهذا الأمر يحدث بتوسط الروح القدس، بالصلاة، إذ تقول مع المرتل: "اكشف يا رب عن عينيَّ، لأرى عجائب من ناموسك" (مز 199). أو كما صلّى إليشع النبي عن تلميذه جيحزي، لكي يفتح الرب عينيَّ الغلام ليرى (2 مل 6: 17).


التأمل إذن هو استنارة العقل بالروح القدس.

لكي نفهم معاني الكتب المقدسة، ونتعمَّق فيها، وننزع القشرة الخارجية للوصول إلى اللُّب. وهكذا يكون التأمل في الكتاب المقدس، هو محاولة اكتشاف الأسرار الإلهية الموجودة في الوحي الإلهي. أو كما قيل عن عمل السيد المسيح مع تلاميذه بعد القيامة "حينئذٍ فتح ذهنهم، ليفهموا الكتب" (لو 24: 45).


حقًا يا رب، بنورك نُعاين النور.

نريد إذن نورًا من روحك القدوس، يُنير عقولنا وقلوبنا وأفهامنا، لندرك ما يقوله الروح للكنائس (رؤ2).


أما المجهود الذي تقوم به أفكارنا وقلوبنا وأرواحنا. فأننا نحسبه كمجرد طلب نرجو به من النعمة أن تفتح عقولنا، لتستقبل ما يسكبه فيها الروح.. عملنا هو أن نقدم عقولنا إلى الله، ليملأها بالفهم الذي من عنده، وما أعمقه.. نفتح له الباب ليدخل ونتعشى معه (رؤ 3: 20)

نعم نتعشى بخبز الحياة النازل من السماء (يو 6: 33، 35)، ونحيا به، بكل كلمة تخرج من فم الله (مت 4: 4)


إذن الخطوة التي يقوم بها الذهن في التأمل، هى فتح الباب للروح.

ومن هنا فإن بعض الآباء يجعلون التأمل في عمقه خارجًا عن المجهود البشرى. باعتباره هبة من الروح القدس. وكما يقول المرتل في المزمور " فتحت فمي واقتبلت لي روحًا" (مز 119).

أو التأمل هو تلمذة على الروح القدس. هو تدرب كيف تأخذ من الروح ما يريد أن يعطيك.

وليس هو مجرد كد للذهن ليفهم، ولا هو مجرد اعتماد على ذكائنا وقدراتنا، فقد قال الكتاب " وعلى فهمك لا تعتمد" (أم 3: 5)


إن التفكير العقلي المحض، الخالي من عمل الروح، لا ينتج تأملًا.. إنه قد ينتج علمًا أو فلسفة، وليس تأملًا

وهنا نفرق بين العالم والعابد، بين الدارس والمتأمل، بين الباحث في الكتب والمستقبل من الروح إن التأمل ليس هو مجرد فكر، إنما هو خلط الفكر بالقلب، وترك العقل كمجرد أداة في يد الروح. ثم تبتهل الروح لتأخذ من روح الله. وما تأخذه، تعطيه للعقل عن طريق القلب.

وحينئذ ندرك قوة الكلمة، لأنها تأخذ من الروح قوة.. فلا تقف يا أخي عند مستوى العقل، بل اتخذ العقل وسيلة توصلك إلى الروح. والروح توصلك إلى الله، الذي عنده كل كنوز المعرفة فيعطيك..


القارئ السطحي قد يقرأ كثيرًا ولا يتأمل.

أما القارئ الروحي، فالقليل من قراءته يكون له نبع تأملات لا ينضب.

أنه لا يركز على كثرة القراءة، إنما على ما فيها من تأملات.. وقد تستوقفه كلمة أو عبارة، فيغوص في أعماقها، ويظل سابحًا في تلك الأعماق. وهو يقول مع المرتل " لكل كمال رأيت منتهى. أما وصاياك فواسعة جدًا" (مز 119).. قد يفتح الله قلبه، فيرى في الكلمة الواحدة كنزًا عظيمًا مهما اغترف منه لا ينتهى، كما قال داود النبي في صلواته " فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة"...


ليتكم كتدريب روحي، تأخذون كل يوم آية للتأمل.

آية من الكتاب، تكون قد تركت في نفسك تأثيرًا أثناء ولكن لا تقف عند حد التأثير، إنما احفظ هذه الآية، وخذها مجالًا لتفكيرك وتأملك، ومعطيًا فرصة لروح الله أن يمنحك من خلالها شيئًا.. أو اتخذ قصة معينة من الكتاب مجالًا لتأملك.


إن معاملات الله مع الناس مجال واسع جدًا للتأمل..

سواء معاملة الله لقديسيه الذين أحبهم أو أحبوه، وكانت بينه وبينهم دالة.. أو حتى معاملة الله للخطاة، الذين انتفعوا من طول أناة الله وغنى لطفه فتابوا، أو الذين عاندوا وتقسَّت قلوبهم..

شخصيات الكتاب أيضًا تصلح مجالًا للتأمل.. وما أكثر الكتب التي وضعت في هذا المجال..

يساعدك على التأمل أيضًا ما تكون قد حفطته من آيات كثيرة من الكتاب المقدس.

تجد نفسك كلما بدأت التأمل، تأتيك تلك الآيات مرتبه متناسقة، يكمل بعضها بعضًا. وكل آية تقدم لك معنى خاصًا. وكلها معًا تقدم لك باقة جميلة من التأملات ونتذكر في تناسقها معًا قول الرسول:

"قارنين الروحيات بالروحيات" (1كو 2: 13).

وبهذا تشغل نفسك أثناء النهار بفكر روحي..

ويظل هذا الفكر يتعمق فيك. والفكر يلد فكرًا من نوعه، ويلد أيضًا الكثير من المشاعر والعواطف والتأملات. ويصبح قلبك نقيًا تعم فيه كلمة الله، تنتشر فيه التأملات الروحية.. كما تصحبك أيضا هذه التأملات أثناء الصلاة. بل تطرأ على ذهنك كذلك أثناء حديثك مع الناس. ويلمح المستمعون إليك عمقًا لا يقف عند المستوى السطحي في أي شيء.


وهكذا ينفعك التأمل في تعميق حياتك الروحية.

ولا يقتصر على مجرد الفكر أو الإحساس الروحي، أو الشعب الداخلي بكل ذلك، أو اللذة بالمعرفة.. إنما يتطور ليكون له تأثيره على الحياة العملية..

لذلك إن قرأت، لا تقف عند حدود القراءة والتأمل فيما تقرؤه في الكتاب من الوصايا أو سير الأنبياء والآباء، ما تقرؤه، اخلطه بفكرك وروحك وقلبك.. وطبق تأملاتك على حياتك، واستخرج منها منهجًا تسير عليه، ويدخل في علاقتك مع الله والناس..


ولتكن قراءتك مصحوبة بالصلاة..

كما قال داود النبي في المزمور الكبير "اكشف عن عيني لأرى عجائب من ناموسك".. وهناك نرى أن التأمل يحتاج إلى كشف إلهي.. وكثيرًا ما يقف الإنسان في حالة انبهار أمام ما يكشفه الله له.. وقد يقرأ فصلًا من الكتاب يكون قد قرأه من قبل. ولكن تنكشف له معان عديدة لم تخطر على ذهنه مطلقًا في قراءته السابقة..

وقد يحدث له هذا أيضًا، أثناء قراءة أو صلاة المزامير. فتنكشف له معاني جديدة. ويتكرر الأمر إذ يصلى نفس المزمور بعد أيام، فيدرك منه معاني أخرى لم يدركها من قبل..

وهكذا يفتح له الله طاقات من نور تشرق على ذهنه.

لا يعزو ذلك إلى ذكائه أو معرفته، إنما هى موهبة من الله يسكبها عليه أثناء الصلاة أو القراءة أو التأمل، وتكون الصلاة مصدرًا للتأمل، أو مصحوبة بالتأمل. كما يكون التأمل مصحوبًا بالصلاة.. وتتسع أمامه معاني الآيات، حتى ما يجد لها حدودًا. إنما في كل حين يختبر لها أعماقًا..


إن لم تكن لك موهبة التأمل، اقرأ تأملات الآباء القديسين.

قديس عظيم مثل القديس يوحنا ذهبي الفم، له كتاب في تفسير إنجيل متى، وآخر في تفسير انجيل يوحنا وكتب أخرى في تفسير أعمال الرسل ورسائل بولس الأربع عشرة.. هذه الكتب مملوءة بالشرح وبالتأملات. وتتبعه في أسلوب شرحه وتأمله، وتعلم..

قديس عظيم آخر هو القديس آوغسطينوس، عميق جدًا في تأملاته، وفي رقة أسلوبه. له كتاب تأملات في الرسالة الأولى للقديس يوحنا الرسول، وله كتاب تأملات في المزامير، وعظات على فصول كثيرة من الأناجيل. وغالبية كتاباته حافلة بالتأملات. اقرأ له، وتعلم..

وهكذا مع باقي القديسين في كتاباتهم، وبخاصة الذين اشتهروا بالتأمل، وليس فقط بعمق التعليم.. مثل القديس مارافرام السريانى، والقديس يعقوب السروجى والقديس ديديموس الضرير وغيرهم. اقرأ لهم، وانتفع بتأملاتهم، واتخذهم مدرسة في التأمل..


بل تدرب أيضًا على الآباء الذين اشتهروا بالتفسير الرمزى للكتاب..

ستجد عمقًا كبيرًا في كتابات هؤلاء الآباء لأنهم لا يقتصرون على المعنى الحرفي لآيات الكتاب، إنما يدخلون إلى العمق، وإلى ما تحمله الآيات من إشارات بعيدة لأمور أخرى..

وبهذا أيضًا يمكن فهم أسفار النبوات، وسفرًا مثل نشيد الأناشيد.. ويمكننا أن نفهم ما ورد في الكتاب عن الذبائح والتقدمات والأعياد، والشرائع الخاصة بالنجاسات والتطهير، وشرائع أخرى قال عنها بولس الرسول إنها كانت " ظلًا للأمور العتيدة" (كو 2: 17).


ادخل في تدريب التأمل، لأنه يشغل ذهنك بشيء صالح، بدلًا من أن تترك الفكر يسرح في أمور خاطئة.

أو يسرح في أمور زائلة.. لا نفع فيها.. وتأكد أن ذهنك لن يكف عن التأمل. إنما يتوقف تأمله على نوع المادة المقدمة إليه، خيرًا كانت أم شرًا. سواء قدمتها أنت له من داخل قلبك وفكرك، أو قدمتها لك البيئة المحيطة بك.. والأفضل أن تقود تفكيرك في تأملاته..

واعرف أن موهبة التأمل هى للكل، وليست للقديسين فقط، بل حتى للخطاة..

أولئك قد تكون لهم قدرة عجيبة على التأمل، وإنما في مجال الخطية. فالخاطئ الذي يحب خطية معينة، ما أسهل أن يسرح فيها ويتأملها بعمق، وتملك على فكره وقلبه ومشاعره، ويؤلف فيها قصصًا وأفكارًا. كما كان يفعل بعض الأدباء والشعراء ومؤلفو الروايات. إنه لون من التأمل، ولكنهم استخدموه في الخطية.

أما القديسون فتأملاتهم تكون في موضوعات روحية. كذلك فإن الخطاة الذين يتمتعون بموهبة التأمل، إذا تابوا، وأداروا موهبة تأملهم في مسار روحي، حينئذ يظهر عمقهم وتأثيرهم الطيب

ونذكر كمثال لذلك القديس أوغسطينوس في حياة التوبة والنمو الروحي، وحتى في كتاب اعترافاته وما فيه من عمق..

والقراءة إحدى الوسائل التي توجد التأملات..

وقد حدثناك عن القراءة في الكتاب المقدس.. ونضيف إلى ذلك أيضًا قراءة الكتب الروحية وسير القديسين، التي تحتاج منا إلى شرح أوفر.


إنما تذكر باستمرار أن التأمل يعودك العمق.

ويبعدك عن السطحية، ويقدم لك غذاء روحيًا نافعًا لبنيانك الداخلي، ويمنحك حكمة، ويجعلك تتلامس مع عمل الله فيك..
 
قديم 28 - 03 - 2013, 08:04 PM   رقم المشاركة : ( 2748 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مجالات التأمل: التأمل في الكتاب المقدس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من
كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

إن كلمات الوحي الإلهي، عبارة عن روح متجسدة في ألفاظ. وليس الجسد (أي اللفظ) هو الذي ينفعك، بل الروح الذي فيه هو الذي يُحيي (2 كو 3: 6). لهذا قال السيد الرب: "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يو 6: 63).

الكلمات هي مجرد غلاف، يغلف معاني داخلها، كالصَّدَفَة التي تحوي داخلها اللؤلؤ. واللؤلؤ هو روح الكلمات. لا تكتفِ بالصَّدَف، بل اكشفه وخُذ ما يحويه من لآلئ. وهذا الأمر يحدث بتوسط الروح القدس، بالصلاة، إذ تقول مع المرتل: "اكشف يا رب عن عينيَّ، لأرى عجائب من ناموسك" (مز 199). أو كما صلّى إليشع النبي عن تلميذه جيحزي، لكي يفتح الرب عينيَّ الغلام ليرى (2 مل 6: 17).


التأمل إذن هو استنارة العقل بالروح القدس.

لكي نفهم معاني الكتب المقدسة، ونتعمَّق فيها، وننزع القشرة الخارجية للوصول إلى اللُّب. وهكذا يكون التأمل في الكتاب المقدس، هو محاولة اكتشاف الأسرار الإلهية الموجودة في الوحي الإلهي. أو كما قيل عن عمل السيد المسيح مع تلاميذه بعد القيامة "حينئذٍ فتح ذهنهم، ليفهموا الكتب" (لو 24: 45).


حقًا يا رب، بنورك نُعاين النور.

نريد إذن نورًا من روحك القدوس، يُنير عقولنا وقلوبنا وأفهامنا، لندرك ما يقوله الروح للكنائس (رؤ2).


أما المجهود الذي تقوم به أفكارنا وقلوبنا وأرواحنا. فأننا نحسبه كمجرد طلب نرجو به من النعمة أن تفتح عقولنا، لتستقبل ما يسكبه فيها الروح.. عملنا هو أن نقدم عقولنا إلى الله، ليملأها بالفهم الذي من عنده، وما أعمقه.. نفتح له الباب ليدخل ونتعشى معه (رؤ 3: 20)

نعم نتعشى بخبز الحياة النازل من السماء (يو 6: 33، 35)، ونحيا به، بكل كلمة تخرج من فم الله (مت 4: 4)


إذن الخطوة التي يقوم بها الذهن في التأمل، هى فتح الباب للروح.

ومن هنا فإن بعض الآباء يجعلون التأمل في عمقه خارجًا عن المجهود البشرى. باعتباره هبة من الروح القدس. وكما يقول المرتل في المزمور " فتحت فمي واقتبلت لي روحًا" (مز 119).

أو التأمل هو تلمذة على الروح القدس. هو تدرب كيف تأخذ من الروح ما يريد أن يعطيك.

وليس هو مجرد كد للذهن ليفهم، ولا هو مجرد اعتماد على ذكائنا وقدراتنا، فقد قال الكتاب " وعلى فهمك لا تعتمد" (أم 3: 5)


إن التفكير العقلي المحض، الخالي من عمل الروح، لا ينتج تأملًا.. إنه قد ينتج علمًا أو فلسفة، وليس تأملًا

وهنا نفرق بين العالم والعابد، بين الدارس والمتأمل، بين الباحث في الكتب والمستقبل من الروح إن التأمل ليس هو مجرد فكر، إنما هو خلط الفكر بالقلب، وترك العقل كمجرد أداة في يد الروح. ثم تبتهل الروح لتأخذ من روح الله. وما تأخذه، تعطيه للعقل عن طريق القلب.

وحينئذ ندرك قوة الكلمة، لأنها تأخذ من الروح قوة.. فلا تقف يا أخي عند مستوى العقل، بل اتخذ العقل وسيلة توصلك إلى الروح. والروح توصلك إلى الله، الذي عنده كل كنوز المعرفة فيعطيك..


القارئ السطحي قد يقرأ كثيرًا ولا يتأمل.

أما القارئ الروحي، فالقليل من قراءته يكون له نبع تأملات لا ينضب.

أنه لا يركز على كثرة القراءة، إنما على ما فيها من تأملات.. وقد تستوقفه كلمة أو عبارة، فيغوص في أعماقها، ويظل سابحًا في تلك الأعماق. وهو يقول مع المرتل " لكل كمال رأيت منتهى. أما وصاياك فواسعة جدًا" (مز 119).. قد يفتح الله قلبه، فيرى في الكلمة الواحدة كنزًا عظيمًا مهما اغترف منه لا ينتهى، كما قال داود النبي في صلواته " فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة"...


ليتكم كتدريب روحي، تأخذون كل يوم آية للتأمل.

آية من الكتاب، تكون قد تركت في نفسك تأثيرًا أثناء ولكن لا تقف عند حد التأثير، إنما احفظ هذه الآية، وخذها مجالًا لتفكيرك وتأملك، ومعطيًا فرصة لروح الله أن يمنحك من خلالها شيئًا.. أو اتخذ قصة معينة من الكتاب مجالًا لتأملك.


إن معاملات الله مع الناس مجال واسع جدًا للتأمل..

سواء معاملة الله لقديسيه الذين أحبهم أو أحبوه، وكانت بينه وبينهم دالة.. أو حتى معاملة الله للخطاة، الذين انتفعوا من طول أناة الله وغنى لطفه فتابوا، أو الذين عاندوا وتقسَّت قلوبهم..

شخصيات الكتاب أيضًا تصلح مجالًا للتأمل.. وما أكثر الكتب التي وضعت في هذا المجال..

يساعدك على التأمل أيضًا ما تكون قد حفطته من آيات كثيرة من الكتاب المقدس.

تجد نفسك كلما بدأت التأمل، تأتيك تلك الآيات مرتبه متناسقة، يكمل بعضها بعضًا. وكل آية تقدم لك معنى خاصًا. وكلها معًا تقدم لك باقة جميلة من التأملات ونتذكر في تناسقها معًا قول الرسول:

"قارنين الروحيات بالروحيات" (1كو 2: 13).

وبهذا تشغل نفسك أثناء النهار بفكر روحي..

ويظل هذا الفكر يتعمق فيك. والفكر يلد فكرًا من نوعه، ويلد أيضًا الكثير من المشاعر والعواطف والتأملات. ويصبح قلبك نقيًا تعم فيه كلمة الله، تنتشر فيه التأملات الروحية.. كما تصحبك أيضا هذه التأملات أثناء الصلاة. بل تطرأ على ذهنك كذلك أثناء حديثك مع الناس. ويلمح المستمعون إليك عمقًا لا يقف عند المستوى السطحي في أي شيء.


وهكذا ينفعك التأمل في تعميق حياتك الروحية.

ولا يقتصر على مجرد الفكر أو الإحساس الروحي، أو الشعب الداخلي بكل ذلك، أو اللذة بالمعرفة.. إنما يتطور ليكون له تأثيره على الحياة العملية..

لذلك إن قرأت، لا تقف عند حدود القراءة والتأمل فيما تقرؤه في الكتاب من الوصايا أو سير الأنبياء والآباء، ما تقرؤه، اخلطه بفكرك وروحك وقلبك.. وطبق تأملاتك على حياتك، واستخرج منها منهجًا تسير عليه، ويدخل في علاقتك مع الله والناس..


ولتكن قراءتك مصحوبة بالصلاة..

كما قال داود النبي في المزمور الكبير "اكشف عن عيني لأرى عجائب من ناموسك".. وهناك نرى أن التأمل يحتاج إلى كشف إلهي.. وكثيرًا ما يقف الإنسان في حالة انبهار أمام ما يكشفه الله له.. وقد يقرأ فصلًا من الكتاب يكون قد قرأه من قبل. ولكن تنكشف له معان عديدة لم تخطر على ذهنه مطلقًا في قراءته السابقة..

وقد يحدث له هذا أيضًا، أثناء قراءة أو صلاة المزامير. فتنكشف له معاني جديدة. ويتكرر الأمر إذ يصلى نفس المزمور بعد أيام، فيدرك منه معاني أخرى لم يدركها من قبل..

وهكذا يفتح له الله طاقات من نور تشرق على ذهنه.

لا يعزو ذلك إلى ذكائه أو معرفته، إنما هى موهبة من الله يسكبها عليه أثناء الصلاة أو القراءة أو التأمل، وتكون الصلاة مصدرًا للتأمل، أو مصحوبة بالتأمل. كما يكون التأمل مصحوبًا بالصلاة.. وتتسع أمامه معاني الآيات، حتى ما يجد لها حدودًا. إنما في كل حين يختبر لها أعماقًا..


إن لم تكن لك موهبة التأمل، اقرأ تأملات الآباء القديسين.

قديس عظيم مثل القديس يوحنا ذهبي الفم، له كتاب في تفسير إنجيل متى، وآخر في تفسير انجيل يوحنا وكتب أخرى في تفسير أعمال الرسل ورسائل بولس الأربع عشرة.. هذه الكتب مملوءة بالشرح وبالتأملات. وتتبعه في أسلوب شرحه وتأمله، وتعلم..

قديس عظيم آخر هو القديس آوغسطينوس، عميق جدًا في تأملاته، وفي رقة أسلوبه. له كتاب تأملات في الرسالة الأولى للقديس يوحنا الرسول، وله كتاب تأملات في المزامير، وعظات على فصول كثيرة من الأناجيل. وغالبية كتاباته حافلة بالتأملات. اقرأ له، وتعلم..

وهكذا مع باقي القديسين في كتاباتهم، وبخاصة الذين اشتهروا بالتأمل، وليس فقط بعمق التعليم.. مثل القديس مارافرام السريانى، والقديس يعقوب السروجى والقديس ديديموس الضرير وغيرهم. اقرأ لهم، وانتفع بتأملاتهم، واتخذهم مدرسة في التأمل..


بل تدرب أيضًا على الآباء الذين اشتهروا بالتفسير الرمزى للكتاب..

ستجد عمقًا كبيرًا في كتابات هؤلاء الآباء لأنهم لا يقتصرون على المعنى الحرفي لآيات الكتاب، إنما يدخلون إلى العمق، وإلى ما تحمله الآيات من إشارات بعيدة لأمور أخرى..

وبهذا أيضًا يمكن فهم أسفار النبوات، وسفرًا مثل نشيد الأناشيد.. ويمكننا أن نفهم ما ورد في الكتاب عن الذبائح والتقدمات والأعياد، والشرائع الخاصة بالنجاسات والتطهير، وشرائع أخرى قال عنها بولس الرسول إنها كانت " ظلًا للأمور العتيدة" (كو 2: 17).


ادخل في تدريب التأمل، لأنه يشغل ذهنك بشيء صالح، بدلًا من أن تترك الفكر يسرح في أمور خاطئة.

أو يسرح في أمور زائلة.. لا نفع فيها.. وتأكد أن ذهنك لن يكف عن التأمل. إنما يتوقف تأمله على نوع المادة المقدمة إليه، خيرًا كانت أم شرًا. سواء قدمتها أنت له من داخل قلبك وفكرك، أو قدمتها لك البيئة المحيطة بك.. والأفضل أن تقود تفكيرك في تأملاته..

واعرف أن موهبة التأمل هى للكل، وليست للقديسين فقط، بل حتى للخطاة..

أولئك قد تكون لهم قدرة عجيبة على التأمل، وإنما في مجال الخطية. فالخاطئ الذي يحب خطية معينة، ما أسهل أن يسرح فيها ويتأملها بعمق، وتملك على فكره وقلبه ومشاعره، ويؤلف فيها قصصًا وأفكارًا. كما كان يفعل بعض الأدباء والشعراء ومؤلفو الروايات. إنه لون من التأمل، ولكنهم استخدموه في الخطية.

أما القديسون فتأملاتهم تكون في موضوعات روحية. كذلك فإن الخطاة الذين يتمتعون بموهبة التأمل، إذا تابوا، وأداروا موهبة تأملهم في مسار روحي، حينئذ يظهر عمقهم وتأثيرهم الطيب

ونذكر كمثال لذلك القديس أوغسطينوس في حياة التوبة والنمو الروحي، وحتى في كتاب اعترافاته وما فيه من عمق..

والقراءة إحدى الوسائل التي توجد التأملات..

وقد حدثناك عن القراءة في الكتاب المقدس.. ونضيف إلى ذلك أيضًا قراءة الكتب الروحية وسير القديسين، التي تحتاج منا إلى شرح أوفر.


إنما تذكر باستمرار أن التأمل يعودك العمق.

ويبعدك عن السطحية، ويقدم لك غذاء روحيًا نافعًا لبنيانك الداخلي، ويمنحك حكمة، ويجعلك تتلامس مع عمل الله فيك..
 
قديم 28 - 03 - 2013, 08:31 PM   رقم المشاركة : ( 2749 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اخيرا هزم الشيطان بالصليب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فلما راى ابليس يسوع على الصليب بهذا الضعف العظيم تيقن انه انسان وحضر ليخيفة بمنظره الشنيع حتى ينشف دمه ويموت ويحضر روحة الى الجحيم فلما اقترب اليه نظر الشمس فى جميع الارض مظلمه وسمعه يقول الى اللص اليمين ( اليوم تكون معى فى الفردوس ) (او 23: 43 )
ونظر انه قد ابصره ولم يخف . فأراد ان يهرب منه . ولا يدنو اليه لانه عرفه . فللوقت اخفى الرب لاهوته عنه. وصرخ مثل من قد خاف قائلا : الهى الهى لماذا تركتنى (متى 27:46) ثم قال : انا عطشان ( يو 19:8 ). لان العاده جارية لكل من يموت ان يعطش لشدة الخوف . وعند قوله هذا جسر عليه ابليس واشنع منظره فى وجهة كما كان جنده يفعلون بذرية ادم كأدم . فلما دنا منه مفزعا له للوقت اسلم روحه اعنى روح ناسوته بأرادته من غير ينشف دمه فلم اراد ابليس ان يمسك روحة امسكها المسيح بقوة لاهوته ليقتله فدية قتله لان روح المسيح التى فارقة جسده المتحده بلاهوته
فبقوة اللاهوت المتحدة بها امسكت ابليس عندما اراد ان يمسكها . وللوقت تزلزلت الارض بفرح كالتى ترقص لهلاك العدو وتشققت الصخور وتفتحت القبور وقام كثير من اجساد القديسين الموتى . هذا قاله الانجيل المقدس ليحقق لنا ان فى تلك الساعة ربط العدو من شدة الخوف الذى وقع عليه وعلى جميع جنده واطلق نفوسا كثيرة من اعتقالهم- من انفس القديسين - فعادوا الى اجسادهم المقبورة وقاموا .

من مخطوطة القديس ساويرس الشهير بابن المقفع
من اباء القرن العاشر
 
قديم 29 - 03 - 2013, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 2750 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,356

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العودة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعتبر مثل “الابن الضال” من أهم القضايا الحياتية للإنسان المسيحي، وبها يتوضح للإنسان مدى حكمته في التعاطي بحل مشاكل حياته، بهذا المثل يقابل المشاكل أو صعوبات الحياة بمحبة وحكمة وتواضع التي هي ضرورية لخلاص الإنسان ورفعة أخلاقه عن أوحال هذه الدنيا ليكون إنسان مسيحي حق.
من الصحيح القول بأن المسيح لم يأتي من أجل أمر آخر، أي العودة، فسعى من خلال كل أقواله وأعماله وعجائبه أن يترك للإنسان صورة واحدة هي صورة مثل الابن الضال المتركزة على إمكانية عودة الإنسان الضال إلى الحضن الأبوي.
يؤكد هذا المثل أن الله هو ملء المحبة والرحمة.

يؤكد هذا المثل أن الإنسان ولو شعر أن العالم تركه وحيداً بين أوحاله فهو بعودته يشعل بداخله شعلة صغيرة سرعان ما تصبح لهيب نار كبير من الرجاء بأن الله سيقبله بالأحضان وينهضه من أوساخ هذا العالم.
يؤكد هذا المثل أن حالة الابن الضال هي حالة الكثيرين منا ومن جهة أخرى يرينا الحل للخروج من أوساخ ومشاكل هذا العالم، والحل ليس سوى الأحضان الأبوية.
يؤكد هذا المثل أننا مهما ضعنا في ظلام هذا العالم يمكننا دوماً العودة إلى النور الحقيقي.
حالة العودة هي حالة الابن الضال فلا نيأس من فعل ذلك الأمر يحتاج إلى قرار وجهد منا، عندها بنهاية طريق العودة أي في البيت الأبوي سنجد الآب فاتحاً لنا أحضانه الأبوية متقبلاً توبتنا ومعيداً إيانا لحالة البنوة التي أضعناها بالخطيئة وأعدناها بالعودة أي التوبة.
برأيكم هل يجب أن نغيّب فكرة العودة من ذهننا وحياتنا؟ وكيف يمكننا أن نشجع أنفسنا لذلك؟ وماذا يتطلب الأمر؟
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024