25 - 03 - 2013, 08:04 PM | رقم المشاركة : ( 2721 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلاقة بين معجزة السير على الماء في الخروج ومع المسيح
هل تعلم ان : اول من سار على الماء هو شعب اسرائيل بكامله ؟ "العلاقة بين معجزة السير على الماء في الخروج ومع المسيح" التوضيح : معجزة عظيمة وجليلة هي السير على الماء ، ولكنها تفتح لنا بابا من الاسئلة ، لماذا تلك المعجزة بالذات ؟ لماذا ظن التلاميذ من الوهلة الاولى عندما رأوا المسيح انه روح نجس يسير على الماء!؟ ،لماذا حاول بطرس ان يقلد المسيح وياتي له سيرا على الماء ؟ ، هل كان يسير على الموج ام كان يسير على الماء فيتخبط به الموج !؟ لنعرف اجابات تلك الاسئلة يجب ان نتعمق اكثر وننظر لتلك المعجزة ، لا بواسطة عيوننا ، وانما بواسطة عيون تلاميذ المسيح الذين بلا شك كانوا متشبعين بالفكر اليهودي التقليدي الذي تعلموه وشربوه من صغرهم . دعونا اولا نتحدث عن عبور اسرائيل للبحر الاحمر بعد الفصح ، يقول الكتاب "فَدَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ، وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ." (خروج 14: 22) ، جاء في النص الاصلي "יבשׁה" كلمة "يباشا" السالف ذكرها تعنى "جاف" والتي تم ترجمتها يابسة ، وهذة الترجمة تُفهمنا معنى الآية ولكن الادق هو "جاف" فتكون الترجمة الحرفية للآية هكذا " فدخل بنو اسرائيل في وسط البحر على الجفاف .." نعم ، لقد سار اسرائيل على ماء جاف في عبورهم للبحر الاحمر ، ماء متماسك يستطيع الانسان ان يسير عليه بسهوله ، لا تستعجب .. فمزمور 66 يخبرنا تلك الحقيقة اذ يقول "حول البحر الي يبس .." (آية6) ماء البحر قد تحول الى حالة جافة صلبة للسير عليها . يستخدم المزمور كلمة "הפך – هفك" والتي تعني التحول من حالة لحالة او شئ لشئ ، فما حدث اثناء العبور هو ليس ان الله رفع الماء فكشف عن اليابسة (الارض التحتية) ، وانما حول الماء لحالة صلبة يمكن السير عليها . دعونا نتعمق اكثر ، ارضية البحار لا تكون مستوية وانما تحوي الكثير من النُقر والشقوق ،التلال والصخور العالية . يقول المفسر اليهودي موسى بن عطار (اور هاحييم) ان الله لكي يجعل اسرائيل يتفادون السير على المنخفضات و المرتفعات التي على سطح ارض البحر ، فهو قد قسم الماء في البحر لطبقتين ، الطبقة الفوقانية قسمها بعد ذلك الى قسمين من اليمين واليسار وهما بمثلان الجدار المائي الذي سار اسرائيل بداخله ، اما طبقة الماء السفلية فقد حولها الله لحالة صلبة ليسير اليهود عليها ، وهذا نراه صراحة في الاغنية التي غناها الشعب بعد العبور "تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ." (خروج 15: 8) لفظ "קָפָא – قفا" العبري تم ترجمته "تجمد" وهو يحمل ايضا معنى ان يزداد سُمك الشئ ، تزداد كثافته . وهذا عين ما حدث مع اسرائيل.وهذا يفسر لنا بشكل اكثر واقعيه ما قاله الله لموسى "..وَمُدَّ يَدَكَ عَلَى الْبَحْرِ وَشُقَّهُ، فَيَدْخُلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ.." (خروج 14: 16) فبالفعل قد دخل اسرائيل في وسط البحر ، فالماء كانت على جانبيهم وايضا تحتهم ، بالمناسبة فلفظ شقّ جاء في الاصل العبري "בָּקַע – بقع" وهو لا يعني بالضرورة شق لقسمين وانما ايضا يعني فتح فتحة في الشئ ، فبعصا موسى قد انفتحت فجوة في قلب الماء فسار اسرائيل "حرفيا" في وسط البحر . هذة المعجزة كررها المسيح مع التلاميذ فسار هو ايضا على الماء ، لماذا؟ ، لان اليهود يعرفون ان المسيح سيأتي ويفعل افعال موسى ويكون اعظم منه مستندين على بعض الايات ولعل اهمهما (تثنية 18: 18) والتراث اليهودي ملئ بتلك الشهادات ، فالمسيح قد جاء وسار على الماء كما فعل موسى مع شعبه وذهب الى التلاميذ في وسط الماء ، فلما استوعب بطرس ذلك الامر استرجع قصة الخروج سريعا في ذهنه وتقدم ليسير هو الآخر على الماء كجدوده الاوائل ، وعندما شك سقط فرُفع بواسطة المسيح الذي هو بالحقيقة الرب الذي ظهر قديما وقت الخروج وانقذ جدوده من قبله . |
||||
25 - 03 - 2013, 08:10 PM | رقم المشاركة : ( 2722 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من أجمل ما قرأت في الروح القدس
..تلك الحمامة (حمامة نوح) كانت غير ناطقة، وكانت مائتة، وأما هذه الحمامة فهي ناطقة وخالدة، بل تهب نطقاً للناطقين، وحياة للأحياء - تطير طيراناً ... دون أن تغادر مقرها العلوي فوق بيعة الأبكار السماوية - تبلغ كل مكان ... دون أن تتحرك من مكانها - لا لون لها ... وبها تتصور الأشكال كافة - تسكن المشرق ... وهي في كل المغرب - غذاؤها من نار ... ومن ترفرف عليه تتقد في فيه ألسنة من نار - المشغوفون حباً ومرضى الهيام كافة يبيحون لها بأسرارهم ... وهي تروي لهم ظمأهم - كلامها يقرع كل أذن ... ولكن قليلون يستجيبون له - تدعو كل إنسان باسمه ... ولكن واحداً من ألف يلبي نداءها وروحك القدوس يا رب ... لا تنزعه مني ! |
||||
26 - 03 - 2013, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 2723 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نستطيع ننسى الماضي؟
كيف نستطيع ننسى الماضي؟ نُشر منذ زمن قريب كتاب استرعى انتباه الناس، عنوانه «المعالجة الغريبة للدماغ». ويتضمن الكتاب اكتشاف طبيب لموطن الذاكرة في الجمجمة، وإعلان من الطبيب أنه يمكنه بعملية سهلة، أن ينتزع من الرأس هذا المكان. فلا يعود الإنسان يتذكر شيئاً من ذكرياته السيئة ومآسيه الأليمة. فلو أن هذا الطبيب فتح عيادة في العواصم مثل القاهرة وبغداد وبيروت والرباط، فالناس لا بد سيتراكضون إليه زرافات ووحداناً، ليتحرروا من تذكر اختباراتهم السوداء، لأنهم لا يستطيعون نسيان الماضي الأليم، ويعيشون مضطربين بلا راحة. وأنت هل تود الالتجاء إلى مثل هذا الطبيب؟ كثير من الناس يتعذبون بلا هوادة من شبح ماضيهم، لأنهم ارتكبوا خطأ، وأرادوا محوه، فلم يستطيعوا. هل تأنيت وقلت: ليتني لم أفعل، ولم تأتني تلك الساعة، التي خربت حياتي ومستقبلي. أحبّ شاب فتاة حباً ملتهباً واتصل بها، ثم نسيها بعدئذ. واننتقل إلى ثانية، فثالثة الخ. لكنه فجأة سمع أن الفتاة الأولى قد انتحرت لتتخلص من العار، فابتدأ قلبه بالتبكيت ليلاً نهاراً. وشاب آخر تعاطى المسكرات، حتى تخدر وتضعضع فجاءه أصدقاؤه الخالون من الضمير، وقادوه إلى الخطية. فلو كان واعياً لما ارتكب الجرم. ولكنه الآن يبكي في السجن، وينوح على غبائه، ويقول: ليتني أقدر أن أنسى تلك الساعة الفظيعة من حياتي. وصرخت امرأة: ليتني لم أترك زوجي عند الصباح بدون تحية. لقد حدث بينهما خلاف بسيط ولما طلب منها المصالحة، رفضت مزمجرة. فمضى إلى عمله بقلبه الكئيب. وفي الطريق صدمته سيارة، فأعادوا جثته إلى بيته. وما أن رأته زوجته على هذه الحالة حتى نتفت شعرها ولطمت صدرها وصرخت مولولة: ليتني لم أتركه زعلاناً، وأرضيته بالتفاهم، يا ريت. ألا تظن أن هذه الذكرى ستفسد حياة هذه الإمرأة إلى آخر أجلها؟ كلنا حاملو أثقال ثقيلة فوق قلوبنا. وذكريات سيئة تلدعنا. إن قمنا تذكرناها، وإن ذهبنا للنوم تبعتنا. ونسمع صوت المشتكي مرة بعد الثانية. فنتمنى لو يقدر هذا الطبيب المشهور أن يحقق اختراعه فينا. لكن كتابه ذاك في الحقيقة وهم وكذب وخداع. إذ أن الذاكرة لا تستقر في الدماغ فقط، بل هي ساكنة في القلب والضمير أيضاً. فذاكرتك مرتطبة بنفسك. ولا يمكنك انتزاعها. إلا بنزع نفسك. لكن الحمد لله فلنا بشرى الخلاص، لأننا اختبرنا المعالجة الإلهية الفريدة. التي تمحو من ضمائرنا الذكريات السيئة. لقد عرفنا الطبيب الوحيد القادر على إزالة ذكرياتك المعذبة. وهو يقول: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى ١١: ٢٨). فإن أتيت إليه يريك طريق الله لغفران خطاياك، وتطهير ضميرك. رأى الملك النبي داود امرأة جميلة من بعيد، فأعجبته. فخطفها بالقوة وسقط في الخطية. وجرب محو أثر عمله فقتل رجلها بالحيلة والمكر. ولكن بعد هذا الجرم استيقظ ضميره حتى أدرك أنه زان وقاتل. ولم يقدر أن ينام، إلى أن وصل إلى حالة أنه قال: «أَعْتَرِفُ لَكَ (للرب) بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي» (مزمور ٣٢: ٥). فماذا عمل الرب به؟ هل أهلكه؟ لا، بل رأى القلب المنسحق والذهن النادم، وغفر له جرمه. فتهلل الملك التائب وابتهج مترنماً: «أَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي. طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. طُوبَى لِرَجُلٍ لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ» (مزمور ٣٢: ٥ و١ و٢). وقد تخلص داود من ذكرياته المؤنبة رغم أنه لم ينس خطيته. ولكن ذكراها لم تعذبه، لأنه اختبر أن الرب غفرها ومحاها نهائياً. وهكذا ندعوك لتأتي بخطاياك إلى الرب يسوع المسيح، وتعترف أمامه بكل صراحة بآثامك. فيغفر لك خطاياك، وتنال سلاماً في قلبك. ويصمت الضمير المبكت، وتجد ماضيك مطهراً، علماً أنك تبقى متذكراً الماضي، ولكن بلا تبكيت مؤلم. وهذه الذكريات تبقيك متواضعاً. فتهلل مع الملك داود: ثقل خطاياي حمله المسيح، لما مات كحمل الله على الصليب، واحتمل الدينونة عوضاً عني، فقلبي مبتهج ويسبح القدير إلى الأبد. والمسيح هو طبيب النفس الوحيد، لأن له السلطة الإلهية ليطهر ضميرك وفؤادك وذهنك وقلبك من كل الأعمال الميتة. ودمه يطهرك من كل إثم. وروحه يملأك بسرور وقوة. قد اختبرنا هذا الخلاص، ونعترف أن الإيمان بالمسيح يخلصنا من كل ذكريات مضطربة في ماضينا. فلا تجد راحة لنفسك، إلا في المصلوب. ومن يسلم ذاته له يتخلص ويتطهر ويتقدس إلى الأبد. أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبنا جميعاً لا ينسانا أبداً..أبداً وها أنا معكم طوال الأيام الى أنقضاء الدهر متى 20:28 |
||||
26 - 03 - 2013, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 2724 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف تبل قدمى المخلص بالدموع؟؟ عظيم هو قلب تلك المراة,تقف من الخلف لا من الامام,فى خجل روحى,لا تريد ان تنظر الى عينى الرب,لانه تشعر بمدى جثامة ما فعلته,لا تريد ان تنظر لعينيه خجلا من شناعه فعلته ,فاكتفت بالوقوف من الخلف,تبكى.......نادمة على ما فعلت,فلم تكتفى بالبكاء فقط بل اخذت تبل قدميه بدموعه!!!فما كميه تلك الدموع التى له القدرة ان تبل قدمى شخص؟؟؟الا اذا كانت ينابيع لا تخرج الا من قلب تائب او قول يريد التوبة, فلم تكتف المراة بالبكاء ولم تكتفى بتبليل الاقدام بل اخذت تمسح تلك الاقدام بشعر راسه!!!!وجميعنا يعلم ان شعر المراة هو تاج المراة فهى لم تقدم توبة وخشوع فقط بل قدمت كبريائه,وتاج مملكة القلب تحت الاقدام,قائله له معك لا اريد شىء,فقط اريدك انت.فباتضاع المراة نالت ما كانت تطمع فيه وهو قول المخلص"مغفورة لك خطاياكى" دخلت فى خجل.....خرجت فى فرح دخلت ناظرة للاقدام خرجت وعيناه للسماء دخلت مستهينة بكبريائها خرجت مكلله بمجد المغفرة دخلت متنازله عن تاجها خرجت وفى يده الحُله الملكية حقا صدق احد الاباء حينما قال:ـ لتكن خطاياك عظيمة.ولتكن رحمة المسيح اعظم... -قصة جبارة ليتنى اتعلم منه شىء -حقا استحقت تلك المراة ان تلمس قدمى المخلص الا انى لست مستحق ان احل سيور حذائه ,ليتك يا رب تجعل عدم استحقاقى مستحق -ليتنى اقبل اقدام المسيح بصدق مثل تلك المراة ولا اقبل خده بغش كيهوذا -ليتنى اتوب...ليتنى .....ليتنى ابكى لكى يتحول نوحى وحزنى الى فرح حينما اسمع صوته الحانى يقول لى:ـ مغفورة لك خطاياك....... ليتك يا رب تعلم انى لست قادر ان اتوب..ليتك يا رب ان تعطينى ينبوع دموع كثيرة.كما اعطيت منذ القديم للمراة الخاطئة ليتك يا رب تجعلنى مستحق ان ابل قدميك اللتين اعتقتانى من طريق الضلالة ليتك يا رب تجعلنى اقدم لك طيب فائقا ليتك يا رب تجعلنى اقتنى عمرا نقيا بالتوبة ليتك يا رب تسمعنى ذلك الصوت مغفورة لك خطاياك |
||||
26 - 03 - 2013, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 2725 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اُطْلُبُوا اٰلرَّبَّ فَتَحْيَوْا
اُطْلُبُوا اٰلرَّبَّ فَتَحْيَوْا (سفر عاموس ٥: ٦) في غمرة الاضطراب الذي اجتاح عالمنا، راج الناس يفتشون عن هدف ما، غير معروف لديهم. وفقد أكثرهم الإيمان بالله، الذي هو مصدر كل تعزية. وراحوا ينشدون التعزية إما بفيلم خليع، أو بجرعة مخدر تنسيهم الواقع، أو بانتفاضة ثورية تقلب الأوضاع والأنظمة. صحيح أن الإنسان تقدم في مجالات العلم، فبعد أن صنع الطائرة وطوَّرها حتى اخترقت سرعتها جدار الصوت، صنع الصواريخ الموجهة وغزا بها الفضاء، وحط رحاله على القمر. وفي استخدامه الطاقة الكهربائية لم يتوقف عند الاستضاءة بها، بل استعملها في أجهزته المتعددة كالراديو والتلفزيون، وغير ذلك. وفي الحقل الطبي توصل الإنسان إلى استبدال بعض أعضاء الجسم كالعين والكلية والقلب. ولكن مع كل تقدم الإنسان ومقدرته على تغيير أشياء كثيرة، لم يستطع تغيير نفسه، فبقي في الطبيعة ابن الغضب، فاسداً مبتدعاً شروراً. ولهذا يعيش أبناء هذا الدهر، بلا فرح وبلا سلام، في خوف مستمر من الحرب والجوع والمرض. ليت الناس يدركون معنى الآية الكريمة «رَأْسُ اٰلْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اٰلرَّبِّ». لم يصل أكثر علماء وزعماء هذا العصر إلى أولى درجات الحكمة. ولو درسوا ناموس الرب لعرفوا خطاياهم في ضوئه، واعترفوا بها بانكسار طالبين الغفران من الله. وعندئذ يعرفون كيف أن يسوع المصلوب جاء لفداء الأنفس، بحيث أن كل من يثق به يتبرر وينال الحياة الأبدية. ولكن لأن الأكثرية لا تطلب الله، بل تعيش في سكر شهواتها، وتركض في متاهات ضلالها، فلا بد أن يباغتها الهلاك. وأنت، ألا يحسن بك أن تتصرف بحكمة وتستعمل عقلك فتطلب الله، تجاوباً مع حاجة نفسك للحياة الأبدية؟ اطلب من المسيح غفران خطاياك، فيحل الروح القدس في قلبك الذي يشركك في حياة الله. اطلب منه أن ينير عيون ذهنك لترى جمال محبة الله، ورهبة غضبه على آثامك. اطلب منه القدرة لقبول رحمته وخلاصه، وللثبات فيه، لأنه عمل لأجلك أكثر مما تظن. اطلب من إلهك، كل البركات المعدَّة لك في برنامجه، فتبدأ حياة جديدة مقدسة. اعلم أن حياة الله، لا تصير في إنسان متكّبر يسكن في المنازل الضخمة ويقود السيارات الفخمة، ويرفل في الثياب الفضفاضة، ويظن أن هذا هو الهدف الوحيد. بل حياة الله هي امتياز البسطاء، السالكين بتواضع مع الله، في صبر ومحبة المسيح وفرح الروح القدس. هذا النوع من الحياة يلائم نفسك، ويشبع أشواق قلبك، الذي يجدر به أن يكون ينبوع عواطف روحية، لا مادية. ولن تستطيع التغلب على اضطرابات نفسك إلا إذا تبررت بالإيمان، وصار لك سلام مع الله بربنا يسوع المسيح. فليت إرادتك تستجيب لحاجة قلبك، فتلتفت اليوم إلى الله الحي المحب. إن فعلت، ستدرك مندهشاً أن الله، وقبل أن تفكر فيه بزمن طويل، بحث هو عنك. إن الله يشتاق إليك، ويحبك. وقد أرسل مسيحه إلى العالم، وبذله على الصليب، برهاناً لاهتمامه بك. انظر إلى المسيح المصلوب تدرك مقدار حب الله لك، واقرأ كلامه في الإنجيل تعلم أن الله يطلبك اليوم ويريد أن يخلصك ويباركك، ويملأك بحياته الأبدية. قم وقابل إلهك الحي، الذي كلَّمك بمسيحه. اقرأ يومياً كلمته المقدسة، وتعمق في رسالة محبته لك، فإنك تنال ملء الحياة، وتستريح نفسك.. لأنه هكذا يقول: «وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ» (إرميا ٢٩: ١٣). أيها الأخ الكريم نأمل أن تكون كلمات هذه النشرة قد استقرت في قلبك لتقودك إلى معرفة الرب يسوع المسيح مُصالحك مع الله. أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح ينبوع الحياة |
||||
27 - 03 - 2013, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 2726 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دَمُ الْمَسِيحِ
دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلّٰهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللّٰهَ الْحَيَّ (عبرانيين ٩: ١٤) أيها الأخ العزيز، هل تفكر بالله وتطلبه، وتريد أن تتقدم إليه، وتكون معه وتثبت فيه؟ أو أنت من الذين تحجرت قلوبهم، ولا يشتاقون إلى خالقهم، فإن كل أديان البشرية تشترك بشوق الإنسان نحو الله، وتدعو لعودتنا إليه. ولكنا نتألم بضيق واحد، إننا منفصلون عن القادر على كل شيء. ومن هذا الانفصال تأتي مشاكلنا وكوراثنا والحروب والخطايا والموت. وأكثر الأديان تعترف أن الله عادل وحق يدين كل ظلم. فسمّت بعض المذاهب خلاصة إيماننا بيوم الدين، لأن كل الأفكار والأعمال والاجتهادات متجهة نحو الدينونة، حيث يدين الله كل الظلمة. ونحن نعلم مع الأسف، أن الخطية هي سبب انفصالنا عن الله، لأنه قدوس، وبعيد عن كل الشر، ممتلئ النور والمجد. فكل إنسان يظهر أمامه ناقصاً ملاماً. وبالنسبة لقداسة الله كلنا فاسدون هالكون. فلا تغتر بنفسك وحالتك ظاناً أنك صالح، لأن ضميرك يوبخك عن كل كذب وعمل نجس وابتزاز أو أشياء معوجة أخرى. لا تستطيع الهرب من الصوت القارع صميمك. ولا مخرج لك من الدينونة. والله بالذات سيدينك. من يعش واعياً أمام الله يحزن وييأس لأجل الشر الموجود في أخلاقنا. فاعترف أمام ربك بحالة قلبك، لأنه رحيم. وهو لا يريد موت الخاطئ، بل رجوعه إليه وترك الأعمال السيئة، والعيشة بالتقوى أمامه. ولتسهيل هذا الرجوع عيّن الله في الماضي طقوس الذبائح الحيوانية. كل خطية تستحق موت الخاطئ حتماً. كل إنسان ينسحق في غضب الله. ولكن من تاب وندم على عناده وثورة نفسه، فإن العلي كان يمنحه ترخيصاً أن يأخذ تيساً ويذبحه بيده. وينتف وبره، ويقطع جسده، ليضع الكاهن اللحم على نار المذبح. فيقف الخاطئ أمام الذبيحة المحترقة، عالماً أنها تموت وتحترق عوضاً عنه. كل إنسان مستحق الموت رأساً. لكن محبة الله متأنية، ولا تريد إبادتنا. ولقد مات ملايين الحيوانات عوضاً عن الناس، وأنهر الدماء جرت من مذابح العالم. وكل مرة قبل الذبح كان يتوجب على الخاطئ أن يضع يده على رأس الحيوان، رمزاً لانتقال خطاياه من جسده إلى البديل، الذي يهلك عوضاً عنه في نار غضب الله. فيموت الضحية ويتبرر الخاطئ. وكثيرون من التائبين، كانوا يقفون برؤوس منحنية أمام المذابح المشتعلة، خجلين ونادمين على نجاساتهم وأكاذيبهم. ولكن كل الذبائح الحيوانية كانت ناقصة وغير كاملة فأوجد الله في حكمته طريقاً ليصالح كل الناس مرة واحدة مع نفسه. وأرسل كلمته إلى دنيانا. فولد المسيح الذي هو كلمة الله المتجسد. وهذا المولود من روح الرب لم يفعل خطية، ولم يستغفر الله ككل الناس. فالمسيح قدوس في جوهره، وثبت بريئاً في التجارب. وكان إنساناً حقاً وخادماً للناس. فلأجل محبته المقدسة استحق أن يصبح حمل الله المختار، ليرفع خطية العالم. والمسيح لم يخجل أن يعيش مع الناس النجسين بل أحبهم، وعرف عدم قدرتهم لإصلاح أنفسهم بأنفسهم. فلبس خطاياهم كثوب ملوث، ووافق أن قصاصات الله تنزل عليه، عوضاً عن جميع الناس في كل الأزمنة، فنتبرر ونتحرر من كل الدينوتة. ونيابة المسيح عن كل البشر في دينونة الله كانت هدف تجسده. فعاش ليموت عوضاً عنا. ومحبته لها القدرة العظمى بمقدار أنه جمع خطايا كل الناس في جسده، وثبت رغمها قدوساً. ولا نستطيع إدراك مقدار عذابه، لما عُلق على خشبة الصليب في عاصفة الأوجاع والآلام. قد حجب الله الرحيم وجهه عنه، وسكب على المصلوب كل غضبه، وتركه منعزلاً في ظلمات ومخاوف. ومات الحبيب في الدينونة رغم ثباته قدوساً. وكان الكهنة يأخذون من دم الحيوانات المذبوحة، ويرشون منها على التائبين رمزاً لتطهيرهم من الخطايا. أما نحن في العهد الجديد فلا نستعمل الدماء الحمراء ونرشها على الناس، بل نؤمن بقدرة دم المسيح المسفوك لأجلنا، ونتحد معاً روحياً، ونختبر في صميم ضمائرنا، أن هذا الدم له قدرة تطهيرية أكثر من كل عوامل الدنيا، وأكثر من كل دماء الذبائح الماضية. إن المسيح مولود من روح الله، وأصبح إنساناً ثابتاً في انسجام مع الروح القدس حتى آخر لحظة موته على الصليب. فهكذا يكون دمه قدوساً وإلهياً وقادراً وقوياً ليطهر ضمائرنا بالتمام. ولا يوجد أي طبيب نفساني يستطيع أن يحل عقد حياتك. ولا ساحر يقدر أن يحررك من سلطة إبليس. دم المسيح وحده يقدر أن يطهرك تطهيراً مطلقاً، ويخلصك من كل رباطات الشرير، ويبررك أمام الله، ويقدسك في مصادر نواياك حتى يتغير فؤادك ويتجدد ذهنك. هل تريد أن تصير إنساناً صالحاً، أو تفضل البقاء شريراً نجساً؟ أتريد تكريس نفسك لله أو للشيطان؟ فإن تريد أن تطلب ربّك، نقترح عليك أن تتأمل في قدرة دم المسيح، وتؤمن بالمصلوب. فيحل روح دمه فيك، ويؤكد لك أنك صالح بواسطة إيمانك بالمسيح. وإننا نجد سراً عظيماً في هذا الدم المسفوك. فمنذ سفكه تمت المصالحة بين الله والناس. ولا حاجة بعدئذ إلى ذبح الحيوانات البتة. إن ذبيحة المسيح مرة واحدة لهي كافية إلى الأبد. ولا يظهر الله أمامنا كقاضٍ غاضب، ولا نرتعب من إتيان يوم الدين، إنما نفرح لأجل التقائنا بالله، ونتمنى مجيئه، لأنه سيكون معنا لأجل ذبيحة المسيح. ومن هذه المصالحة تحل قوى إلهية في المؤمن، وروح المسيح يساعدك لتدرك حقوق وامتيازات هذا الدم. وهذا الروح المبارك الذي اشترك بإكمال ذبيحة المسيح، يشهد بصوته الحنون في ضميرك، إنه: «مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ» (لوقا ٥: ٢٠). والله لا يذكر معصيتك فأنت بار، لأجل إيمانك بحمل الله. ولا يقبلك الله لأنك صالح في ذاتك أو تضحي بتبرعاتك أو لأجل صلواتك وتقواك. كلا! إنما يقبلك لأجل نيابة المسيح عنك، ولأن إيمانك به وحدّك بحقوقه، وتبناك وأصبح لك أباً. ففي ذبيحة المسيح انتهى الانفصال بينك وبين الله شرعاً وجوهراً. فلست منفرداً في الدنيا والآخرة، وقد انتهى خوفك من يوم الدين. كيف تشكر الله لفداء المسيح؟ وهل تحب المصلوب لأجل ذبيحته عنا؟ وكيف تجاوب الروح القدس في قلبك. تعال إلى الله، وانفصل من الفساد، لأن دم المسيح طهرك واختارك، وعيّنك لخدمة الله. فكل مؤمن بالمسيح يصبح خادماً في سبيل المحبة وكاهناً أمام الله المحب، ويبارك كل الناس ويدعوهم إلى شركة القدوس. فانظر جيداً إن دم المسيح لم ينزل لأجلك فقط، بل لأجل كل الخطاة، بدون تمييز عنصري أو ديني أو ثقافي أو اجتماعي. فالله يحب كل الناس منذ أطفأ المسيح غضبه على الصليب. والابن الإلهي برر الجميع بموته وفتح لنا عصر النعمة. والروح القدس يدفعنا لنشهد بسلطان هذا الدم الفريد. وكل مسيحي حق، هو شاهد لحقيقة هذا التطهير في ضميره. وإذا تقدس قلبك وتطهر ذهنك وحفظ جسدك يشعر الناس حولك أن: «مَحَبَّةَ اللّٰهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا» (رومية ٥: ٥). فأيها الأخ المؤمن، يجب أن تتذكر كل يوم من جديد، كيف يطهرك دم المسيح من كل إثم ومن كل علة، ويقدس أفكارك وأحلامك وشعورك الباطني، ويحررك من كابوس الأرواح المضادة لله. سلّم نفسك لقدرة هذا الدم، فتختبر عجائب فيك وحولك. وكل العقد في نفسك، تنفك بقدرة هذه الذبيحة. ويزول الكذب من لسانك ويظهر في سلوكك التطهير العظيم، فتصبح إنساناً مقبولاً عند الله والناس. وقد انكسرت كبرياؤك وأنتهت أنانيتك، لأن نظرتك إلى ذبيحة المسيح خلقت فيك فكر التضحية. فلا تعيش لنفسك فيما بعد، بل تحب أعداءك، كما أحب المسيح قتلته، لما صرخ على الصليب قائلاً: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا ٢٣: ٣٤). وكما سامح ربك كل الخطاة، هكذا فأحب كل الناس باسم المسيح، لأنه قد سفك دمه لأجلهم. هل تحقد على إنسان ما ولا تريد رؤيته؟ فأحبه لأن لأجله سفك دم المسيح، الذي يريد أن يخلصه. هل تطلب الله؟ فضع نفسك تحت قوة دم المسيح المطهرة، فتختبر إمكانياته وتتتغير إلى أخلاقه. لأن دم المسيح يقرّبك من الله، ويثبتك في شركته. وإن أردت فصلّ معنا صلاة الشكر والإيمان: أيها الرب يسوع المسيح، نشكرك لأنك ولدت إنساناً، وثبت طاهراً، ورفعت خطايانا. وأحببتنا، حتى احتملت غضب الله عوضاً عنا. أنا عارف قلبي، فأعترف بذنوبي. لا ترفضني بل غسلني بدمك من خطاياي. أنا الخاطئ وأنت المخلّص. أنا أؤمن ان دمك يطهّرنا من كل إثم. وأشكرك لفعالية ذبيحتك، فأطهر وأتقدس لخدمة الله إلى الأبد آمين. يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو ينبوع الحياة وإلى الأبد |
||||
27 - 03 - 2013, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 2727 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قم لتحيا مع المسيح ...
”المسيح قام“ اعتاد الناس في عيد الفصح تهنئة بعضهم البعض قائلين: ”المسيح قام“ فيرد الآخرون: ”حقاً قام“ وإبان عصور الاستشهاد قبضوا على أسقف شيخ وقدّموه للموت. لكنه طلب أن يودّع شعبه.. فوقف وبسط يديه وقال: ”أيها الإخوة والأخوات، إن المسيح قام.. إنه حي فإننا سنحيا معه“. إن الاحتفال الحقيقي بالعيد هو جلسة في حضرة الحبيب، حيث ”يحلو حديثي معه سراً ولا رقيب“، فأسكب نفسي عند أقدام الصليب لتمتزج دموعي مع دم ذاك الذي مات لأجلي ليغسلني، ويطهرني، ويحررني؛ وهكذا أقوم مع المسيح الحي المُقام، له المجد! عندما انتقلت والدتي إلى المجد، تخيّلت شخصه الحلو واقفاً وفاتحاً ذراعيه مرحباً بها، ومنادياً إياها لتتحرر من قيود الجسد الفاني وآلامه. فصرخَتْ حين أبصرته: ها هوذا الحبيب واقف! ثم نمت بسلام. إن من يقف أمام رهبة الموت قد تأخذه رعدة وخوف من المصير البعيد. لكن، إن كانت هناك ثقة في مواعيد الرب لنا، وإن كان لنا إيمان في القيامة، فإن الموت هو جسر العبور إلى حضن من مات لأجلنا وقام. لقد أسلم يسوع - له المجد - الروح على الصليب.. لكن حين مات يسوع قام كثير من أجساد الراقدين. وهنا حقيقة جوهرية قد تغيب عن الذهن أحياناً: إن موت الرب هو حياة لنا، وقيامته تبرير لإيماننا. إن قيامة الرب في فجر الأحد منذ ألفي سنة هي قيامة لنا نحن أيضاً الذين آمنا به. فالموت شوكة كسرها شخص الحبيب الفادي بموته. القيامة هي عربون رجائنا. يقول الرسول في إحدى عظاته: ”فأنا على رجاء القيامة أُحاكم“. نستطيع أن نعيش القيامة في حياتنا عندما نصلب أجسادنا وشهواتنا فلا نحيا نحن بل المسيح يحيا بقوة قيامته فينا. وهذا يصير عندما نتلامس مع المسيح المُقام من الأموات في مخدع الصلاة، فنتحدّث إليه حديثاً كله حب وانسجام، ونرتوي من ينبوع كلمته - الكتاب المقدس - التي هي حيّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين. المؤمن الحقيقي هو إنسان قام مع المسيح، وعاش معه القيامة بكل معانيها. فهو يحيا مصلياً ومترنّماً ترنيمة جديدة مرتوياً دائماً بكلمةالله. مثل هذا نرى ضوء ونور القيامة يشع من حياته لأنه قد صار خليقة جديدة. أيها الأخ الحبيب، أيتها الأخت العزيزة... المسيح قام! فهل قمت معه...؟ ولنحيا معاً كلنا في المسيح هو النور للحياة هو الفرح في الممات هو ينبوع الحياة والى الأبد آمين |
||||
27 - 03 - 2013, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 2728 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرأة المحكوم عليها بالموت (المرأة الزانية) يوحنا 8, 2 - 12 كل إنسان متديّن يبحث عن مشيئة الله ويرغب في أن يتغلب على الشيطان والشرّ... ولكن هناك طرق مختلفة في المقاومة على الخطيئة. فكيف يتعامل الله مع الخطاة؟ في النص التالي نرى المواجهة بين يسوع من ناحية والكتبة والفريسيين من ناحية أخرى. الكتبة والفريسيون يسوع الكتبة والفريسيون : يعتبرون أنفسهم "أبرارا" لأنهم ملتزمين بشريعة موسى المرأة: هي "نجسة" (شريرة؟) لأنها لا تلتزم بشريعة موسى الكتبة والفريسيون: هم خطاة لأنهم لا يحبّون هذه المرأة ولا يسوع. المرأة: هي خاطئة لأنها لم تكن وفية للعهد مع الله. لإرضاء الله والقيام بمشيئته, يجب: الحفاظ على كل الوصايا - عدم التعامل مع الخطاة - الحفاظ على طهارة الشعب بإلغاء الفضيحة أو الخطيئة. فيجب نبذ الخاطئ من المجتمع حتى عن طريق إعدامه. - يجب إعدام المرأة برجمها كما هو مكتوب في الشريعة (اللاويين 20, 10 / التكوين 22, 22) - لا يمكن لأي شخص أن يتصل بالله ما دام يتعامل مع الخطاة. - التصرف بمحبة. فالمحبة(تستطيع أن) تُنير الإنسان في تصرفاته. يجب أن تخضع الوصايا للمحبة والسعادة الحقيقية. - التغلب على الخطيئة بالتعرف على محبة الله التي وحدها تعطي القدرة على الخروج من الخطيئة. - ما من شك في أن المرأة أخطأت ولكن لا تقتصر حياتها على هذه الخطيئة: لديها الاستعداد لعمل الخير فهي تستطيع أن تقوم من جديد وترجع إلى الوفاء بمشيئة الله. - - لا يمكن لأي شخص أن يحب الله إذا لم يحب الآخرين (حتى الخطاة). جاء النور إلى العالم..."مَن كان منكم بلا خطيئة, فَليَرمها بأول حجر" - تظل المرأة واقفة فتفكر في نفسها: "ليس هناك شخصا من ضمن الذين انصرفوا بلا خطيئة. ولكن هل يسوع الذي ما زال موجوداﹰ سيرمي بالحجر؟ لماذا لا يعمل كذلك؟" "الله أرسل ابنه إلى العالم لا ليدين العالم, بل ليُخلّصَ العالم" يوحنا 3, 17 - لم يقتل الكتبة والفريسيون المرأة. - ولكن تركوها في حالتها. - لم يفعلوا شيئا لأجلها. لم يخلصوها. - الإنسان الذي اكتشف محبة الله, هو الذي يستطيع أن يبشر بالخلاص. - "أنا لا أحكم عليك": يسوع وحده يستطيع أن يحكم على الخاطئ أو يُخلّصَه. - " اذهبِ": قومِ: تستطيعِ أن تعيشِ في الوفاء والمحبة. فيما يلي: الثلاث محاكمات الحُكم الحاكم (القاضي؟) المتهِم التهمة المتهَم (ة) الموقف الموت بالرجم شريعة موسى الكتبة والفريسيون الزنى المرأة المحاكمة الأولى (الظاهرة) الموت شريعة موسى الكتبة والفريسيون المساس بشريعة موسى يسوع المحاكمة الثانية (الحقيقية) دَينونة الله شريعة موسى هم أنفسهم خطاياهم الكتبة والفريسيون المحاكمة الثالثة (النهائية) يسوع هو النور الذي يكشف لنا: أن ملكوت الله للخطاة الذين يتصالحون مع الله! - كلنا خطاة - الله غفور (محبته أعظم من خطايانا) - الله يقدم لنا جميعا مصالحته: يمكن لنا قبولها أو رفضها. يسوع يكشف ما الذي يعرقل مجيء ملكوت الله: النظرة التي تقضي وتحكم على الآخرين (هنا على المرأة وعلى يسوع). الكتبة والفريسيون يلتزمون بالشريعة بالحرف الواحد وتنقصهم الرحمة. حتى إذا لم يقتلوا المرأة إلا أنهم احتقروها. يسوع يقدم نفسه كمخلص البشر طريقة معاملته اﻹنسان تبرز قيمته ﻜ "صورة الله". يرى دائما في كل إنسان اﻹجابيات واحتمالات التقدم والتغيير. القديس أغوسطينس يقول: "بعد انصراف الكتبة والفريسيين, يفضل اليأس (أو البؤس؟) والرحمة. ولكن حينما توجد (أو هناك؟) الرحمة فيزول اليأس.(أو اليأس؟)". أن يسوع هو فعلا ابن الله الذي يتكلم عنه اشعيا 43: " أنتَ ألزَمتَني بخطاياكَوأتعَبتَني كثيرًا بآثامِكَ.أنا الماحي معاصيَكَ،وخطاياكَ لا أذكُرُها لأجلي.ذكِّرْني بها فنَتَحاكمَ معًاوهاتِ بُرهانَكَ حتى تُبَرَّرَ." يسوع يبشر الخطاة بمحبة أبيه إذا قبلت المرأة هذه المحبة فهي ستصبح قادرة على أن تحبّ جوزها! عندما نرى في شريعة الله مجرد مجموعة من الأحكام والقواعد (|الحلال" و"الحرام"), فنقصر الرؤية على الخطيئة. لذلك يسعى يسوع في كل تصرفات حياته الإعلانية إلى إن "يكمّل" الشريعة بإظهار أساسها (محبة الله) وغرضها (سعادة الإنسان). "كونوا رحماء كما أنّ الله أباكم رحيم" (لوقا 6, 36) v يمكن أيضا أن نرى في هذا الحدث معنى لاهوتيا آخرا: فنزول يسوع إلى الأرض ثم قيامه مرتين في أثناء هذا الحدث القصير يعطي صورة مقدمة للحدث العظيم الذي يصالح الخطاة مع الله: سر القيامة (نزول يسوع إلى الموت ثم قيامه من بين الأموات). هذا الذي يشير إليه نص المرأة الزانية لأنها كادت أن تموت رجما ثم أُنقذت من الموت. v ثم أيضا تظهر المحبة في النص بكل مجانيتها: لم يطرح يسوع أي شرط للمرأة... بل يُعيد لها الثقة و يفتح لها باب المستقبل باحترام حريتها: لا نعرف مصير المرأة كما لا نعرف, في مثل الابن الضال, مصير الابن الكبير: هل سيشارك في الوليمة التي أقامها الأب أم لا؟ (لوقا 15, 25 – 32). v حتى الكتبة والفريسييون: لم يحكم يسوع عليهم: تأثروا من محبة الله لدرجة أنهم تنازلوا عن غيرتهم القاتلة نحو المرأة...ويسوع ذاته. فإن للمقابلة ثمارها! (أو: فإن المقابلة أثمرت إثمارا!) تلك هي المحبة: نحن ما أحببنا الله, بل هو الذي أحبّنا وأرسل ابنه كفّارة لخطايانا" (1 يوحنا 4, 10) فكل إنسان جدير بحبّ يسوع المسيح ويعرف كيف ينظر برجاء إلى الذي فقد الأمل, فهذه النظرة – نظرة حبّ - هي التي يجعل الذي سقط في الخطيئة يقوم من جديد. هذا اللقاء يدعو كل تلاميذ المسيح إلى حب كل الذين حُكم عليهم, الذين لا يحبّهم أحدا أو الذين لا يقدّرون (يعزّون – يحبون) أنفسهم. انظروا إلى كل شخص – وبصفة خاصة لتلاميذكم – كشخص جدير بالاهتمام والاحترام والحبّ. |
||||
27 - 03 - 2013, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 2729 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوكيل الذكي إنجيل القدّيس لوقا 13/1-16 : وقالَ أَيضاً لِتَلاميذِه: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ وكانَ لَه وَكيلٌ فشُكِيَ إِلَيه بِأَنَّه يُبَذِّرُ أَموالَه . فدَعاهُ وقالَ له: ما هذا الَّذي أَسمَعُ عَنكَ ؟ أَدِّ حِسابَ وَكالَتِكَ، فلا يُمكِنُكَ بَعدَ اليَومِ أَنْ تَكونَ لي وَكيلاً. فقالَ الوكيلُ في نَفْسِه: ماذا أَعمَل ؟ فَإِنَّ سيِّدي يَستَرِدُّ الوَكالَةَ مِنّي، وأَنا لا أَقوى على الفِلاحة، وأَخجَلُ بِالاستِعطاء. قد عرَفتُ ماذا أَعمَلُ حتَّى إِذا نُزِعتُ عنِ الوَكالَة، يَكونُ هُناكَ مَن يَقبَلونَني في بُيوتِهم. فدَعا مَديني سَيِّدِه واحِداً بَعدَ الآخَر وقالَ لِلأَوَّل: كم عَلَيكَ لِسَيِّدي ؟ قال: مِائةُ كَيْلٍ زَيتاً: فقالَ له: إِلَيكَ صَكَّكَ، فاجلِسْ واكتُبْ على عَجَلٍ: خَمسين. ثُمَّ قالَ لآخَر: وأَنتَ كم عَليكَ ؟ قال: مِائةُ كَيْلٍ قَمحاً. قالَ له: إِلَيكَ صَكَّكَ، فَاكتُبْ: ثَمانين. فأَثْنى السَّيِّدُ على الوَكيلِ الخائِن، لِأَنَّه كانَ فَطِناً في تَصَرُّفِه. وذلِك أَنَّ أَبناءَ هذهِ الدُّنيا أَكثرُ فِطنَةً مع أَشباهِهِم مِن أَبْناءِ النُّور. «وأَنا أَقولُ لَكم: اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام، حتَّى إِذا فُقِدَ قَبِلوكُم في المَساكِنِ الأَبَدِيَّة. مَن كانَ أَميناً على القَليل، كانَ أَميناً على الكثيرِ أَيضاً. ومَن كانَ خائِناً في القَليل كانَ خائِناً في الكَثيرِ أَيضاً. فَإِذا لم تَكونوا أُمَناء على المالِ الحَرام،فعَلى الخَيرِ الحَقِّ مَن يَأَتَمِنُكم ؟ وإِذا لم تكونوا أُمَناءَ على ما لَيسَ لَكم، فمَن يُعطيكُم ما لَكم؟ «ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لِأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهما ويَزدَرِيَ الآخَر. فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِله ولِلمال.نتأمّل في هذا النص مَثَل "الوكيل الخائن" الذي يُقال عنه بأنه "المثل الأكثر تعقيداً بين أمثال يسوع". لا شك بأنه مَثَل محرج ومشكّك ويثير عِدّة تساؤلات حول صيغته ومعانيه. ولكننا إذا تأملناه متجاوزين حدود النص الأدبي، فإننا سنجد فيه معاني إنجيلية قوية وغير متوقّعَة. فهذا أحد أمثال الخلاص الذي يروي قصة رب عمل يكتشف أن وكيل أعماله يسيء الإدارة ويخونه فيرسل في طلبه. وحين يقف الوكيل أمام سيّده ليؤدي حسابه، يسمع من سيّده كلمات صارمة: "ما هذا الذي أسمع عنك؟ أدِّ حساب وكالتك، فلا يُمكنك بعد اليوم أن تكون لي وكيلاً". لم يحاول الوكيلُ أن يدافع عن نفسه، فالغش واضح وطرده من وظيفته أمر محتّم. وعندما أدرك الوكيل جدّيّة الأمر وصعوبة الموقف، أظهر حكمة توافق هذا الوضع الدقيق والحرِج الذي وجد نفسه فيه. لم يسيطر على تفكيره سوى تأمين مستقبله، لأنه يعرف كم هو عاجز أمام الحالة الصعبة الجديدة التي ستُفرض عليه. فقال الوكيل في نفسه:" ماذا أعمل؟ فإنّ سيدي يسترد الوكالة مني، وأنا لا أقوى على الفلاحة، واستحيي من الاستعطاء". حـكّ رأسَه وجاء بفكرة مُبدِعة لحماية مستقبله. واكتشف أن الطريقة الوحيدة هي اكتساب الأصدقاء. فكّر جيداً وانطلق إلى العمل. فدعا مديني سيّده وخصم من ديونهم كمّياتٍ ملحوظةً تساوي آلاف الدنانير، وبذلك جعل مديني سيدِّه مدينينَ له. أي أنه أصلح الغش بغش آخر، وبدل أن يُعدّل الحسابات زادها تعقيداً. ولكن الأدهى من كل ذلك أن رب العمل، بدل أن يحكم على هذا الوكيل الذي جاوزت إمكانية الضرر به كل معقول، امتدح فعلته وأثنى عليه. كيف نفهم هذا الثناء وهذا الإعجاب ؟ تعالوا نفسّر ذلك ونفهم المقصود بهدوء… المثل هو فن خطابي يحاول أن يصدم السامع. فالراوي (يسوع) يضخّم الأمور حتى اللامعقول لكي يلفت أبناء الظلمة أشد حكمة من أبناء النور الانتباه. ولا يظنَّن أحد أن يسوع يمتدح خيانة الوكيل نفسها. فيسوع لا يمتدح عمل الشر بحد ذاته، بل يمتدح الشطارة أي الذكاء والفطنة في التملّص من المأزق: شطارة الوكيل في الاعتناء بنفسه من خلال خصم ديون الآخرين الذين سيعتنون به بدورهم عندما يكون بحاجة إليهم. وربما نتساءل لماذا استعمل يسوع هذه الطريقة "المعوجّة" لكي يعلّمنا فكرة مستقيمة؟ علينا أن نعلم أن الاعوجاج يعلّم الصّح. وأن يسوع غالبا ما صوّر الآب السماوي في أمثاله بصور ليست مثالية ليقول لنا ما يلي:" إذا كان هذا الإنسان السيئ يعمل هذا (الخير)، فما أحرى وأولى بأبيكم السماوي أن يفعله لكم". لنعد إلى الوكيل الخائن ولنكتشف بدقّة ما الذي أُعجب يسوع فيه. لم يتركنا يسوع كثيرا في حيرتنا. فليس لهذا المثل علاقة بخيانة الوكيل وإنما بؤرة المثل في ما توصّل إليه يسوع نفسه بقوله:" إنّ أبناء هذه الدنيا، أكثرُ فطنة مع أشباههم من أبناء النور". أي أن الأشرار أشطر في عمل الشر من الصالحين في عمل الخير وكأن يسوع يقول لنا : " كونوا أذكياء في عمل الخير كما أن الأشرار أذكياء في عمل الشر". أي كونوا أذكياء في البحث عن ملكوت الله وخدمته من أجل خلاصكم. لذلك فدعوة يسوع هنا هي أن نقلّد الوكيل في فطنته وليس في خيانته. درس هذا النص هو: المقدرة على الخروج من الوضع السيئ بذكاء. فيسوع يحب الأذكياء الذين يستعملون عقولهم ويستنبطون طُرقاً تنفع لنجاتهم. لقد وجد الوكيل الخائن هنا مخرجا ساعده في حل مشكلة المستقبل. هذا الحل كان اكتشافه للآخرين. فحتى تلك اللحظة، كان دائما يفكّر بنفسه وبمصالحه، ولكن عندما أصبح مستقبله على كف عفريت نسي نفسه وفكّر بالآخرين الذين سيكونون له خشبة النجاة. اكتشف أهمية وحقيقة الصداقة. فتحرّك بسرعة نحو الآخرين، لأنه اكتشف أن خلاصه يمر من خلال انفتاحه عليهم. في تلك الحقيقة درس لكل واحد منا. فلا أحد فينا حساباته مزبوطة! ولا يوجد إنسان على الأرض يستطيع أن يكون ضميره مرتاحا في مسألة المحاسبة أمام الله. وإذا ألقى الله نظرة على حساباتنا اليوم، أفلا ترتعد فرائصنا؟ لذلك فهذا المثل يعلّمنا كيف نجد مخرجا. كيف نغش في الحسابات بطريقة إيجابية ومقبولة من الله. فالله يحب "كل التجاوزات" التي نرتكبها في سبيل محبّة القريب ومصلحة خلاصنا. فليس المطلوب منا أن ننتظر إلى آخر لحظة - مثل ذلك الوكيل الخائن – لكي نُظهر ذكاءنا لترتيب حساباتنا أو مخاوفنا الأبدية. فالوقت لكي نكون أذكياء هو الآن. لقد استعمل الوكيل الخائن/الذكي ما ليس له وما لا يستطيع الاحتفاظ به، لكي يحصل على ما يحتاجه لاحقاً. لقد صنع صداقات واشترى شراكات مستقبلية بمال لا يخصّه. لذلك فلنستثمر الآن كُلَّ مصادرنا الروحية والدنيوية التي ليست لنا لأنها مؤقتة وزائلة على نفس النمط لكَي نكسب الشيءِ الوحيدِ والدائم الذي يَهـمُّ ويبقى في النهاية: ملكوت الله. تعال، امسك دفترك. كم لك على ذلك القريب المزعج المديون لك بالكثير؟ اجلس واخصم 50% من غضبك وعتبك عليه. تعالي أنتِ وافتحي دفتركِ. كم لك على تلك الجارة أو تلك الصديقة؟ وكم تتصوّرين أنها نمّامة وشريرة ؟ اجلسي واخصمي 30% من غضبك عليها ومن طعنك بها. هذا هو المقصود النهائي من هذا المثل: أن نغفر ونخصم للآخرين من الديون المترتبة لنا عليهم. أن نقلّل من هفواتهم في نظرنا وأن نقلّص من مساوئهم وأن نمحي زلاتهم من عقولنا وألا نفكّر بحقوقنا عليهم بقدر ما نفكّر بالمحبة المطلوبة منا نحوهم. بهذا فقط سنصلح الحسابات السيئة بيننا وبين الله الذي سيُثني علينا إذا " بعزقنا المحبة " على الجميع. يوماً ما سنسمع نحن أيضاً كلمات السيّد: " أدّ حساب وكالتك". فلنجتهد لكي نسمع منه أيضاً كلمات الثناء: " أحسنت أيها الوكيل الصالح، كنت أميناً في القليل، فسأُقيمك على الكثير. أدخل نعيم سيدك". |
||||
27 - 03 - 2013, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 2730 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوكيل الذكي إنجيل القدّيس لوقا 13/1-16 : وقالَ أَيضاً لِتَلاميذِه: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ وكانَ لَه وَكيلٌ فشُكِيَ إِلَيه بِأَنَّه يُبَذِّرُ أَموالَه . فدَعاهُ وقالَ له: ما هذا الَّذي أَسمَعُ عَنكَ ؟ أَدِّ حِسابَ وَكالَتِكَ، فلا يُمكِنُكَ بَعدَ اليَومِ أَنْ تَكونَ لي وَكيلاً. فقالَ الوكيلُ في نَفْسِه: ماذا أَعمَل ؟ فَإِنَّ سيِّدي يَستَرِدُّ الوَكالَةَ مِنّي، وأَنا لا أَقوى على الفِلاحة، وأَخجَلُ بِالاستِعطاء. قد عرَفتُ ماذا أَعمَلُ حتَّى إِذا نُزِعتُ عنِ الوَكالَة، يَكونُ هُناكَ مَن يَقبَلونَني في بُيوتِهم. فدَعا مَديني سَيِّدِه واحِداً بَعدَ الآخَر وقالَ لِلأَوَّل: كم عَلَيكَ لِسَيِّدي ؟ قال: مِائةُ كَيْلٍ زَيتاً: فقالَ له: إِلَيكَ صَكَّكَ، فاجلِسْ واكتُبْ على عَجَلٍ: خَمسين. ثُمَّ قالَ لآخَر: وأَنتَ كم عَليكَ ؟ قال: مِائةُ كَيْلٍ قَمحاً. قالَ له: إِلَيكَ صَكَّكَ، فَاكتُبْ: ثَمانين. فأَثْنى السَّيِّدُ على الوَكيلِ الخائِن، لِأَنَّه كانَ فَطِناً في تَصَرُّفِه. وذلِك أَنَّ أَبناءَ هذهِ الدُّنيا أَكثرُ فِطنَةً مع أَشباهِهِم مِن أَبْناءِ النُّور. «وأَنا أَقولُ لَكم: اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام، حتَّى إِذا فُقِدَ قَبِلوكُم في المَساكِنِ الأَبَدِيَّة. مَن كانَ أَميناً على القَليل، كانَ أَميناً على الكثيرِ أَيضاً. ومَن كانَ خائِناً في القَليل كانَ خائِناً في الكَثيرِ أَيضاً. فَإِذا لم تَكونوا أُمَناء على المالِ الحَرام،فعَلى الخَيرِ الحَقِّ مَن يَأَتَمِنُكم ؟ وإِذا لم تكونوا أُمَناءَ على ما لَيسَ لَكم، فمَن يُعطيكُم ما لَكم؟ «ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لِأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهما ويَزدَرِيَ الآخَر. فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِله ولِلمال.نتأمّل في هذا النص مَثَل "الوكيل الخائن" الذي يُقال عنه بأنه "المثل الأكثر تعقيداً بين أمثال يسوع". لا شك بأنه مَثَل محرج ومشكّك ويثير عِدّة تساؤلات حول صيغته ومعانيه. ولكننا إذا تأملناه متجاوزين حدود النص الأدبي، فإننا سنجد فيه معاني إنجيلية قوية وغير متوقّعَة. فهذا أحد أمثال الخلاص الذي يروي قصة رب عمل يكتشف أن وكيل أعماله يسيء الإدارة ويخونه فيرسل في طلبه. وحين يقف الوكيل أمام سيّده ليؤدي حسابه، يسمع من سيّده كلمات صارمة: "ما هذا الذي أسمع عنك؟ أدِّ حساب وكالتك، فلا يُمكنك بعد اليوم أن تكون لي وكيلاً". لم يحاول الوكيلُ أن يدافع عن نفسه، فالغش واضح وطرده من وظيفته أمر محتّم. وعندما أدرك الوكيل جدّيّة الأمر وصعوبة الموقف، أظهر حكمة توافق هذا الوضع الدقيق والحرِج الذي وجد نفسه فيه. لم يسيطر على تفكيره سوى تأمين مستقبله، لأنه يعرف كم هو عاجز أمام الحالة الصعبة الجديدة التي ستُفرض عليه. فقال الوكيل في نفسه:" ماذا أعمل؟ فإنّ سيدي يسترد الوكالة مني، وأنا لا أقوى على الفلاحة، واستحيي من الاستعطاء". حـكّ رأسَه وجاء بفكرة مُبدِعة لحماية مستقبله. واكتشف أن الطريقة الوحيدة هي اكتساب الأصدقاء. فكّر جيداً وانطلق إلى العمل. فدعا مديني سيّده وخصم من ديونهم كمّياتٍ ملحوظةً تساوي آلاف الدنانير، وبذلك جعل مديني سيدِّه مدينينَ له. أي أنه أصلح الغش بغش آخر، وبدل أن يُعدّل الحسابات زادها تعقيداً. ولكن الأدهى من كل ذلك أن رب العمل، بدل أن يحكم على هذا الوكيل الذي جاوزت إمكانية الضرر به كل معقول، امتدح فعلته وأثنى عليه. كيف نفهم هذا الثناء وهذا الإعجاب ؟ تعالوا نفسّر ذلك ونفهم المقصود بهدوء… المثل هو فن خطابي يحاول أن يصدم السامع. فالراوي (يسوع) يضخّم الأمور حتى اللامعقول لكي يلفت أبناء الظلمة أشد حكمة من أبناء النور الانتباه. ولا يظنَّن أحد أن يسوع يمتدح خيانة الوكيل نفسها. فيسوع لا يمتدح عمل الشر بحد ذاته، بل يمتدح الشطارة أي الذكاء والفطنة في التملّص من المأزق: شطارة الوكيل في الاعتناء بنفسه من خلال خصم ديون الآخرين الذين سيعتنون به بدورهم عندما يكون بحاجة إليهم. وربما نتساءل لماذا استعمل يسوع هذه الطريقة "المعوجّة" لكي يعلّمنا فكرة مستقيمة؟ علينا أن نعلم أن الاعوجاج يعلّم الصّح. وأن يسوع غالبا ما صوّر الآب السماوي في أمثاله بصور ليست مثالية ليقول لنا ما يلي:" إذا كان هذا الإنسان السيئ يعمل هذا (الخير)، فما أحرى وأولى بأبيكم السماوي أن يفعله لكم". لنعد إلى الوكيل الخائن ولنكتشف بدقّة ما الذي أُعجب يسوع فيه. لم يتركنا يسوع كثيرا في حيرتنا. فليس لهذا المثل علاقة بخيانة الوكيل وإنما بؤرة المثل في ما توصّل إليه يسوع نفسه بقوله:" إنّ أبناء هذه الدنيا، أكثرُ فطنة مع أشباههم من أبناء النور". أي أن الأشرار أشطر في عمل الشر من الصالحين في عمل الخير وكأن يسوع يقول لنا : " كونوا أذكياء في عمل الخير كما أن الأشرار أذكياء في عمل الشر". أي كونوا أذكياء في البحث عن ملكوت الله وخدمته من أجل خلاصكم. لذلك فدعوة يسوع هنا هي أن نقلّد الوكيل في فطنته وليس في خيانته. درس هذا النص هو: المقدرة على الخروج من الوضع السيئ بذكاء. فيسوع يحب الأذكياء الذين يستعملون عقولهم ويستنبطون طُرقاً تنفع لنجاتهم. لقد وجد الوكيل الخائن هنا مخرجا ساعده في حل مشكلة المستقبل. هذا الحل كان اكتشافه للآخرين. فحتى تلك اللحظة، كان دائما يفكّر بنفسه وبمصالحه، ولكن عندما أصبح مستقبله على كف عفريت نسي نفسه وفكّر بالآخرين الذين سيكونون له خشبة النجاة. اكتشف أهمية وحقيقة الصداقة. فتحرّك بسرعة نحو الآخرين، لأنه اكتشف أن خلاصه يمر من خلال انفتاحه عليهم. في تلك الحقيقة درس لكل واحد منا. فلا أحد فينا حساباته مزبوطة! ولا يوجد إنسان على الأرض يستطيع أن يكون ضميره مرتاحا في مسألة المحاسبة أمام الله. وإذا ألقى الله نظرة على حساباتنا اليوم، أفلا ترتعد فرائصنا؟ لذلك فهذا المثل يعلّمنا كيف نجد مخرجا. كيف نغش في الحسابات بطريقة إيجابية ومقبولة من الله. فالله يحب "كل التجاوزات" التي نرتكبها في سبيل محبّة القريب ومصلحة خلاصنا. فليس المطلوب منا أن ننتظر إلى آخر لحظة - مثل ذلك الوكيل الخائن – لكي نُظهر ذكاءنا لترتيب حساباتنا أو مخاوفنا الأبدية. فالوقت لكي نكون أذكياء هو الآن. لقد استعمل الوكيل الخائن/الذكي ما ليس له وما لا يستطيع الاحتفاظ به، لكي يحصل على ما يحتاجه لاحقاً. لقد صنع صداقات واشترى شراكات مستقبلية بمال لا يخصّه. لذلك فلنستثمر الآن كُلَّ مصادرنا الروحية والدنيوية التي ليست لنا لأنها مؤقتة وزائلة على نفس النمط لكَي نكسب الشيءِ الوحيدِ والدائم الذي يَهـمُّ ويبقى في النهاية: ملكوت الله. تعال، امسك دفترك. كم لك على ذلك القريب المزعج المديون لك بالكثير؟ اجلس واخصم 50% من غضبك وعتبك عليه. تعالي أنتِ وافتحي دفتركِ. كم لك على تلك الجارة أو تلك الصديقة؟ وكم تتصوّرين أنها نمّامة وشريرة ؟ اجلسي واخصمي 30% من غضبك عليها ومن طعنك بها. هذا هو المقصود النهائي من هذا المثل: أن نغفر ونخصم للآخرين من الديون المترتبة لنا عليهم. أن نقلّل من هفواتهم في نظرنا وأن نقلّص من مساوئهم وأن نمحي زلاتهم من عقولنا وألا نفكّر بحقوقنا عليهم بقدر ما نفكّر بالمحبة المطلوبة منا نحوهم. بهذا فقط سنصلح الحسابات السيئة بيننا وبين الله الذي سيُثني علينا إذا " بعزقنا المحبة " على الجميع. يوماً ما سنسمع نحن أيضاً كلمات السيّد: " أدّ حساب وكالتك". فلنجتهد لكي نسمع منه أيضاً كلمات الثناء: " أحسنت أيها الوكيل الصالح، كنت أميناً في القليل، فسأُقيمك على الكثير. أدخل نعيم سيدك". |
||||