منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 03 - 2013, 09:31 PM   رقم المشاركة : ( 2691 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحبك البارحة واليوم والى الأبد...ياسيدي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ
(عبرانيين ١٣: ٨)
يوجد في العالم شخصية واحدة تستحق التعظيم. ذلك هو المسيح لأنه غلب الموت بقيامته من بين الأموات وصعوده إلى الله. وهو الإنسان الوحيد في السماء. فمن الضروري أن ندرس حياته، ونفهم دوافعه وندرك جوهره.

لماذا يحب نصف البشر المسيح؟ لقد جاء وصنع خيراً، وشفى كل مريض في محيطه. وفتح أعين العميان، وطهّر البرص، وأقام الأموات من قبورهم وأكفانهم. ولم يستخدم سحراً ما، بل عمل عجائبه بقدرة كلمته الخالقة. وليس نهاية لمحبته. وهو لم يرفض أي إنسان التجأ إليه واستعانه، حتى أن الخطاة التائبين لم يرفضهم بتاتاً، بل خدمهم بلطف، لأنه محبة الله المتجسدة.
فلماذا أبغض اليهود المسيح ورفضوه إذاً؟
لقد بكتهم على خطاياهم، وقرعهم على ذنوبهم. وكشف رياءهم المتعصب. ولم ينكر بل صرّح بأنّ الله هو أبوه من الأزل. فجن شعب العهد القديم، لأنهم ظنوا أنهم صالحون ومستقيمون حسب الناموس. وتصوروا استحالة أن يكون لله ولد بهيئة إنسية، فسموا المسيح مجدفاً. وصلبوه وهم جاهلون. وما فهموا أن الله قادر على كل شيء. فمن يمنعه إن أراد أن يكون له ولد؟ ولم يقل المسيح البتة أن الله تزوج أمه مريم العذراء. حاشاه وكلا. إنما المسيح كلمة الله وروح منه، لأنه انبثق من الآب قبل كل الدهور، وثبت فيه دائماً.
فهل افتكرت مرة بأن المسيح هو كلمة الله؟ وهو لم ينطق بكلمات إلهية فقط، بل في شخصيته تلخصت كل كلمات الله جميعاً الخالقة والمشرعة والرحيمة. وكما أن الكلمة الصادرة من قلب الإنسان هي خلاصة إرادته وبطاقة شخصيته هكذا ترى في المسيح جوهر الله وقوته وصورته، مثلما قال المسيح بكل تواضع: «اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ» (يوحنا ١٤: ٩).
لقد خلق الله العالم بكلمة قدرته. وهذه القدرة نجدها في المسيح، الذي أشبع خسمة آلاف جائع بخمسة أرغفة وسمكتين. وأمر بسلطانه الإلهي العاصفة لتصمت فصمتت. أخرج الشياطين من الملبوسين بكلمته القوية. وغفر ذنوب النادمين. وحل العقد النفسية في المعترين. فعمل المسيح الخلاصي يرينا سلطانه وألوهيته.
ورغم كل ذلك، فقد تجرأ اليهود أن يصلبوا المسيح. ولكن الله استخدم هذا القتل فداء للعالم. والمسيح في محبته حمل ذنوب الناس، وأصبح حمل الله عوضاً عن الخطاة. فلقد عاش بلا إثم وكان بريئاً. فلم يقدر أحد على لومه لأجل ظلم ولا ذنب. ولطهارته استحق أن يكفّر عن شر البشر. ومحبته دفعته للموت لأجلنا، لأن الله يبغض الخطية، ولكنه يحب الخطاة بنفس الوقت، مريداً خلاصهم وتطهيرهم. وهكذا حمل المسيح خطية العالم وغضب الله وعقوبات دينونته، وكفّر عنا بسفك دمه الثمين، «لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا ٣: ١٦).
ونعلم أن الله العظيم قبل ذبيحة المسيح النيابية عنا، وصالح البشر بنفسه. ربما تسأل: من أين تعلمون أنّ المسيح أكمل الكفارة عن خطايا العالم على الصليب؟
فنجاوبك مبرهنين، أن الله أقام يسوع من القبر، ولم يتركه في الموت. وجسده لم يتفتت كما تتفتت أجساد الناس جميعاً، حتى الأنبياء. وقد صعد حياً إلى الله. فقيامة المسيح من بين الأموات هي البرهان أن الله قبل ذبيحته على الصليب، وغفر كل خطايانا. فالآتي من السماء رجع إلى مصدره.
وكل الذين يربطون أنفسهم بالمسيح بواسطة الإيمان به، يتبررون وينالون من حياته السرمدية، كما قال: ربما تفكر في نفسك أن هذه الآية جميلة وقوية، ولكني غير قادر لهذا الإيمان لأنه فضفاض. فنجاوبك: لقد صعد المسيح إلى أبيه، ليسكب روحه القدوس على كل المصابين الأتقياء. ومنذ انسكاب هذا الروح على أتباع المسيح أدركوا جوهر الله، إنه أب حنان محب طويل البال وممتلئ الرحمة. فارتفع الشكر والفرح من قلوبهم، نحو علياء السماء، إلى عرش الذي يجلس على تسبيحات محبيه. فالابتهاج والغبطة والسرور والحمد لا ينتهي منذ انسكاب الروح القدس في قلوب المؤمنين. ونعظم المسيح الذي أعدّ هذه الحلول الإلهية بواسطة موته على الصليب شرعياً وحققها بعد صعوده إلى السماء.
أين المسيح اليوم وماذا يعمل؟
لقد أخبرنا بنفسه قبل موته، أنه سيرتفع إلى أبيه وأبينا. فمن هذا القول نعلم، أن المسيح حي وكائن اليوم في وحدة مع الله. ونحن لا نؤمن بآلهة مختلفة أو متعددة، ولا نرتكب ذنب الإشراك. ولا نجدف على وحدانية الله القدوسة مطلقاً، كما يتهمنا بعض المغرضين، بل نؤمن بوحدة الثالوث الأقدس، المنسجمة في أقانيمها انسجاماً كاملاً في حقيقة المحبة. وقال المسيح بكل وضوح: «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ» (يوحنا ١٠: ٣٠). فليسا اثنين بل واحد. والذي يقول أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آلهة يغلط ويجهل الحقيقة الدامغة. المسيح هو المحبة، وأبوه هو المحبة، والروح القدس ليس إلا محبة. فهذا الجوهر يوحّد الآب والابن والروح القدس كاملاً. ومن لا يدرك هذه الوحدة الإلهية لم يحصل على محبة الله بعد. ولم يعرف الروح القدس، الذي ينيرنا ويثبتنا في هذا الإيمان.
المسيح يحب كل إنسان، ويريد خلاص الجميع. وهو يجلس اليوم على عرش مجده، غير ناس البشر الأغنياء العنيدين النجسين، إنما يريد أن ينجو الناس جميعاً ويتقدموا إلى معرفة الحق.
وحسب متطلبات القداسة يكون الله عدواً لكل الخطاة. وعدله يتطلب موت كل كافر، متجاوز للناموس. وبما أن كل خطية هي تعد على الله وشريعته، فنعرف أن كل إنسان محكوم عليه بالموت والهلاك المحتم. كلنا نحتاج إلى خلاص المسيح، لأن غضب الله معلن على كل فجور الناس وإثمهم. لا تستطيع الهرب من الدينونة العادلة على أكاذيبك وابتزازاتك ونجاستك. ولكن من يؤمن بالمسيح، يخلص من غضب الله. ولا يدخل إلى دينونة، لأن المصلوب حمل القصاص عنا، وحررنا من العدل الضاغط علينا.
والمسيح اليوم يحقق بفاعلية عظيمة التطهير لعباده، ويشفع فيهم. فيسوع هو وسيطنا عند الله. وليس معين آخر أمام محكمة الله إلا هو، لأن المسيح هو الإنسان الوحيد الذي يعيش قرب الله. وهو قدوس منذ الأزل. ولم يستغفر الله البتة. فيستحق الثبات فيه ليقدسنا.
وخدمة المسيح الكهنوتية في السماء هي الكفالة للعهد الجديد القائم بين الله والناس. ففي الأمس سفك ليسوع دمه، لكي يصبح من الخطاة أولاد الله. واليوم هو يحمينا ويحفظنا ويقوينا بواسطة ابتهالاته ويباركنا بحلول روحه، لتحل فينا قوة الله وصفاته السامية. كلنا عائشون من نتائج ذبيحة حمل الله، وننال مواهب الروح القدس، لأجل تكلم هذا الدم أمام الله. وكما أن الله الآب استمع لابنه على الأرض دائماً، هكذا يستجيب بلا تأخر للصراخ الصامت من دم ابنه.
والمسيح يشتاق إلى مؤمنيه، لأن قلبه مفعم المحبة، ويعرفهم فرداً فرداً بأسمائهم. ويكلمهم بكلمته، فيجاوبونه بصلواتهم، وهو يسكن فيهم بروحه. وهم يثبتون بإراداته كأنهم أعضاء جسده الروحي. ولكن المسيح لا يكتفي بارتباط روحي مع كنيسته، بل يريد أن يراهم، ويكون معهم عملياً، ليعشوا معاً إلى الأبد.
وفي الغد سيأتي المسيح إلينا، ليعضدنا ويقبلنا ويعانقناً، وليوحّد كل أحبائه في ملكوت قداسته. فإن المسيح هو هدف تاريخ البشر. أمساً، صالحنا مع الله. واليوم، يباركنا بحلول روحه فينا. وغداً، سيأتي بالمجد والسلطان ليشفي أرضنا الفاسدة، وينشئ مملكة سلامه. ولسنا متخيلين إذا قلنا أن المسيح سيأتي قريباً «لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا» (رومية ٥: ٥). فتأكدنا أنه آت وأنه يحقق كل إمكانيات الله في ملكوته. وكما شفا المساكين أثناء حياته في العالم، وباركهم وخلصهم وطهرهم، هكذا بدرجة عليا، سيرشد المطيعين ويفديهم، ويملأهم بمواهبه وصفاته الإلهية.
ولكن يا للعجب! ليس كل الناس يريدون تغيير قلوبهم، بل يتمسكون بخطاياهم الخبيثة. فلا يستعدون لاستقبال الآتي، إنما يلتصقون بأموالهم وشهرتهم الفانية. فلهذا يصبح روحهم ظالماً، وقلبهم قاسياً. ويزدادون بخلاً وحسداً وطمعاً وشهوة. أيها الأخ، إما أن تفتح نفسك لروح المسيح وتصبح إنسان المحبة والحق والطهارة، أو تدخل إلى صفوف الدجال الكذاب، وتصبح صارماً وبارداً ونجساً. إما أن تتغير وتصير عضواً في جسد المسيح، أو عدواً لله مبغضاً حاقداً.
وعلامات مجيء المسح معروفة. فالأرض والنجوم ترتجفان وتهتزان خوفاً من المجيد الآتي، الذي يشرق ألمع من الصاعقة ظاهراً من المشرق إلى المغرب. ولا يرجع المسيح إلى هذه الدنيا ضئيلاً فقيراً فانياً، بل سيأتي بجلاله وسلطته، التي كانت له من قبل تاسيس العالم. وكل ملائكته القوية البراقة سيراقبونه، ويسرعون لفصل العالم إلى مؤمنين وغير مؤمنين محبين وأنانيين.
عندئذ يعلو الهتاف من أفواه المفديين، الذين ينطلقون إليه بفرح. ويحبونه لأنه أحبهم أولاً، وغسلهم من ذنوبهم وأحياهم وقدسهم. ففكروا فيه ليلاً نهاراً وكلموه بصلواتهم، وخدموه بالمساكين، وضحوا في سبيل استقباله بكل ما عندهم.
وبنفس الوقت سيعم الفزع بين المهملين وأعداء المسيح الذين يفضلون حدوث زلزال عظيم يسقط عليهم الجبال كثفاً، وتفتح فيه الأراضي شقوقاً لتبتلعهم. وهم متمنون أن يحدث هذا من أن يروا وجه المسيح القدوس المنعم بالمحبة والجلال والإكرام. فسيدين كل الذين يرفضون خلاصه، ولا يؤمنون أن الله دفع إليه كل السلطان في السماء وعلى الأرض. فمن يرفض عمداً نعمة المسيح، ويقفل ذهنه لمحبته يطلب بهذا النكران أن يدينه الله حسب أعماله الناقصة. فعليك الاختيار إما أن تقبل المسيح وخلاصه مؤمناً، أو تسقط إلى الهلاك لأجل ذنوبك وعدم محبتك. لا اختيار آخر. فإن المسيح يريد خلاصك، لأنه غفر ذنوب كل الناس على الصليب. ومحبته سارية المفعول لك وللجميع. ولكنك إن رفضت غفرانه وأهملت محبته، فقد اخترت دينونتك. وعليك أن تحمل خطاياك على نفسك. عندئذ يبتدئ الخجل الكبير والحزن العميم في الذين جحدوا ربهم.
أيها الأخ والأخت والصديق إن لمست حنان وحب ومحبة المسيح معنا، أدركت أن رحمته لا تتغير أمس واليوم وإلى الأبد، فنقترح عليك أن تصلي معنا الكلمات التكريسية بقلب واثق:
أيها الرب يسوع المسيح، قد قمت من بين الأموات منتصراً. أشكرك لمحبتك و أمانتك. وألتمس منك أن تغفر لي كل ذنوبي، وتصالحني مع الله. خلصني من غضبه العادل، وثبتني في حياتك الأبدية. حضّر قلبي لأنال روحك القدوس، وأتقوى في الإيمان، وأسلك في القداسة والتواضع والعفة. تعال أيها الرب يسوع، لأن بدونك لا يكون معنى للحياة. أنت مستقبلنا. وبحضورك تصبح الآخرة مشرقة.
هناك رجاء هناك أمل
في المسيح
لأنه هو ينبوع الحياة
 
قديم 18 - 03 - 2013, 09:40 PM   رقم المشاركة : ( 2692 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نحوك اعيننا


تأملات في أحاديث المخلص ليله آلامه
" المحبة طريق الإتحاد مع الله "
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نستطيع، بنظرة مدققة ومتأنية، إلى حديث الرب يسوع مع تلاميذه ليلة آلامه. أن ندرك مقدار الاهتمام العظيم، والتركيز الشديد الذي أعطاه مخلصنا لموضوع الوحدة حيث إستطرد مرارًا وتكرارًا في التعبير والحديث عن هذا الأمر، والإعلان عنه في كلماته معهم، حتى إنه جعل من مثال وحدته (كابن) مع الآب السماوي نموذجًا حيًا ورجاءًا موضوعًا أمامنا لما يريده لنا من وحده، بعضنا مع بعض ـ بنفس المثال ـ ووحدة وثباتًا لنا فيه كمثال الأغصان في الكرمة: ” أيها الأب القدوس احفظهم في إسمك الذي أعطيتني ليكونوا واحدًا كما نحن” (يو11:17)، ” كما أحبني الآب. كذلك أحببتكم أنا. أثبتوا في محبتي” (يو9:15).

ولم يكتفِ المخلص فقط بمجرد إعلان هذا الإشتياق وهذه المشيئة الإلهية بأن نكون واحدًا معه على مثال وحدانية الإبن مع الآب، كما يظهر لنا بوضوح في الإصحاحات من الثالث عشر وحتى السابع عشر من إنجيل يوحنا، بل إنه رسم لنا بكل وضوح في حديثه الرائع والمؤثر مع تلاميذه، كل معالم الطريق لتحقيق هذه الوحدة الكاملة والثبات فيه، وذلك من خلال وصية المسيح العظمى، ألا وهي المحبة بكل أبعادها، وبكل صورها: داخليًا وخارجيًا، وبكل الوسائط، سواء من خلال الوصية أو السر أو الصلاة، واضعين القياس الكامل لهذه المحبة التي هي مثال محبة المسيح (محبة إلى المنتهى)، فالمحبة المعتبرة انها تكميل الناموس، هي نفسها جوهر الله نفسه، واضع وواهب الناموس.


وقد أدرك القديس يوحنا الإنجيلي قيمة وأهمية هذه الوصية ـ وصية المحبة ـ في حياتنا، بشكل منقطع النظير، وتيقن انها المفتاح الوحيد للشركة مع الآب والإبن، بل وأكثر من ذلك، فقد أعلن لنا بجلاء ان من ليست له المحبة ليست له شركة أو إتحاد مع الله: ” وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح” (1يو3:1). ” مَنْ لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة” (1يو8:4)، ” ولنا هذه الوصية منه ان من يحب الله يحب أخاه أيضًا” (1يو21:4).

والحقيقة أن الرب يسوع قد وضع لنا منهجًا يضيء أمامنا الطريق نحو تحقيق الهدف المنشود بالإتحاد مع الله، أو الشركة مع الآب والإبن، حسب تعبير الرب نفسه، وتلميذه يوحنا، وهذا الهدف هو ذاته اشتياق السيد المسيح والذي كرره في صلاته الشفاعية الأخيرة إلى الآب في (يو17): ” ليكون الجميع واحدًا كما انك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك. ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني” (يو21:17)، ” وعرَّفتهم إسمك وسأعرِّفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم” (يو26:17).

ويمكننا إجمال أهم معالم طريق المحبة الذي قدمه المسيح لنا لتحقيق منتهى إشتياق الرب من أجلنا، وهو الشركة مع الآب وإبنه يسوع، ومعاينة مجده[1] فيما يلي:

أولاً: من خلال الوصية:

أـ خصوصية وصية المحبة: ” كما أحببتكم أنا تحبون بعضكم بعضًا” (يو34:13) “… إذا كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى” (يو1:13). ويمكن القول أن عظمة وصية المحبة هذه، يكمن في ان الرب يسوع أعطى لها خصوصية رائعة حتى تضيء لنا طريق الحياة والشركة مع الله، فالمحبة التي يقصدها السيدالمسيح هنا والتي يطلبها الرب منا هي محبة (خاصة)، أي على مثال محبة المسيح نفسه؛ فهي محبة باذلة، محبة إلى المنتهى: “الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غل20:2). وإلا فستكون دائمًا محبة ناقصة وعلى مستوى محبات العالم الأخرى الطبيعية، فهنا الوصية تدخل في حيز عمل المسيح نفسه ومحبته التي نحن مطالبون أن نقدمها للعالم، ولبعضنا بعض حتى النفس الأخير لنؤهل للشركة والاتحاد بالمسيح.

ب ـ وصية جديدة:

“… وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضًا” (يو34:13)، وهذه الوصية التي أعطاها السيد المسيح لنا هي وصية عهد جديد تكرَّس بالقيامة من الأموات، فصار لنا طبيعة أبناء النور والحياة، وبدونها لا نكون قد قمنا مع المسيح بل نكون في الظلمة: ” نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة” (1يو14:3). فوصية المحبة الجديدة هي ثمرة الشركة في موت المسيح وقيامته وشاهد على مسيرتنا كأبناء القيامة والنور، هذا إضافة إلى كون أن تنفيذ هذه الوصية الجديدة إنما هو شهادة وإعلان تلمذتنا للمسيح: ” بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض” (يو35:13). إذن فوصية المحبة التي أعطاها المسيح لنا، إلى جانب كونها جديدة في مضمونها؛ إذ هي مختصة بكونها على مثال محبة المسيح نفسه (محبة خاصة)، فهي جديدة أيضًا بكونها شهادة عملية لكرازتنا باسم المسيح، كوننا بها نستعلن بها العالم أننا تلاميذ المسيح (يو35:13)، لذلك كان إلحاح الرب وإصرارة على تكرار هذه الوصية التي تعد مفتاح الشركة مع الله وتكن فيها جُلّ أسرار الطريق الموصل إلى وحدانية الروح التي نبعتها.

ثانيًا: من خلال الممارسة العملية: ” غسل الأرجل”

” يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق” (1يو18:3).

إن الأمر الذي صنعه يسوع ليلة آلامه مع تلاميذه، بغسل أرجلهم، لم يكن مجرد ممارسة طقس شكلي، وما نفعله الآن لا يجب أن يكون مجرد طقس لقانات أو ضرب ميطانيات، بلا عمق أو إدراك للهدف الأسمى، فالرب يسوع عندما غسل أرجل تلاميذه، فهو قد سكب أمامهم نفسه، وقَبِل أن يكون عبدًا وخادمًا، مع أنه الرب والسيد والمعلم، ليُكرِّس أمامهم صورة حية للمحبة المتضعة المنسكبة، حتى ينغرس فيهم هذا الحب بعضهم لبعض، فقد سعى بذاته ليضع لهم المثال القادر أن يجمع أبناء الله المتفرقين، ويكون لهم ولنا هذا الإحساس الدائم والحقيقي بأننا خدام الذين من أجلهم مات المسيح، فالدعوة هنا إلى أستعداد دائم ومستمر، بلا إنقطاع ولا دمدمة، أن نغسل بعضنا أرجل بعض، ونخدم ونفتدي بحياتنا كل إنسان مات المسيح من أجله: ” فإني كنت أرد لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل أنسبائي حسب الجسد” (رو3:9).

وبذلك نكرس وصية عهد المحبة الجديدة التي مارسها السيد المسيح معنا، لنتأهل للأتحاد به. ونؤكد على دعوة الرب لنا (لاسيما الخدام)، بأن نصنع مثلما صنع هو معنا، حتى نتمم مشيئته واشتياقه في وحدتنا، بوضع أنفسنا تحت أقدام إخوتنا لنغسلها بدموعنا ونئن معهم حتى يتصور المسيح فيهم، ونمسح بشعر رأسنا أنين نفوسهم وقلوبهم، محتملين ضعفهم حتى نربح الجميع، ونثِّبت المحبة في قلوبهم لنتحد بهم في المسيح يسوع، وهكذا نكمل مشيئة الآب في التصاقنا ووحدتنا بالثالوث.

ثالثًا: من خلال الصلاة (يو17):

أظهرت كلمات الصلاة الشفاعية التي نطقها الابن الكلمة إلى الآب ليلة آلامه، مدى أصرار الرب يسوع على تحقيق كامل مشيئته في تكميل وتمجيد خليقته التي جاء لفدائها، بإتحادها به بالمحبة الكاملة، بصورة ما على مثال إتحاد الآب والابن، حتى أنه كرر هذه الطلبة أربعة مرات في (يو17): ” أيها الآب القدوس إحفظهم في إسمك الذي أعطيتني ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا” (يو11:17).

” ليكون الجميع واحدًا كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك. ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا” (يو21:17)، ” ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد” (يو22:17)، ” أنا فيهم وأنت فيّ ليكونوا مكملين إلى واحد” (يو23:17).

فالصلاة الدائمة للآب من أجل تحقيق الوحدة معه ومع الابن بالحب، صارت هي موضوع الاهتمام الرئيسي للإنسان الجديد القائم من الموت مع المسيح، وهي منتهى رجاؤنا أن نتمجد معه ونوجد معه ونعاين هذا المجد عينه، بحسب طلب المسيح نفسه من الآب: ” أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون انا لينظروا مجدي الذي أعطيتني…” (يو24:17). وصارت الصلاة من أجل هذه الوحدة هي إهتمامنا الأول بعد قيامة المسيح: ” فإني كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله” (كو1:3).

رابعًا: من خلال السر:

لقد توَّج الرب يسوع اشتياقه لاتمام وحدته بخليقته المحبوبة باعطائها حياته ذاتها مرتين: أولهما بسكب حياته (جسده ودمه) سرًا لتلاميذه، ثم للبشرية كلها، حينما قدم لنا سر موته وقيامته في سر الافخارستيا، واستطاع بهذا الجسد والدم المسفوكين سرًا أن يجمع كل من يؤمن به في وحدانية غير موصوفة وبسر لا ينطق به، عبر الأزمنه، حتى نشترك معه في عرس عشاء الخروف في الدهر الآتي. والمرة الثانية قدمها من خلال ذبيحته على الصليب، كما سيرد فيما بعد. ولكن هنا وهب السيد للبشرية نعمة الثبات والإتحاد به بواسطة سر جسده ودمه الأقدسين حين قال: ” من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه” (يو56:6)، مشبهًا ذلك بثبات الأغصان في الكرمة: ” أنا الكرمة وأنتم الأغصان” (يو5:15)، ومن ثم ننال الحياة منه، حيث قال: ” إني حيّ فأنتم ستحيون” (يو19:14)، وبقوة عمل هذه الشركة الكائنة في سر الافخارستيا، فقد وهبنا من قبل إيماننا بهذا السر والشركة فيه الحياة الأبدية والإتحاد الدائم به ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الآخير” (يو54:6).

إذن فقد نلنا بالحق، في ليلة آلام مخلصنا، سر الحياة والخلود والوحدة الدائمة مع الله، وصرنا شركاء في الجسد الواحد، الذي رأسه المسيح نفسه، وصار هذا السر وهذه الشركة الممتدة عبر التناول من جسد الرب ودمه، عربونًا قدمه الرب يسوع لكل المفديين عبر كل الدهور بقوله الحي: ” إصنعوا هذا لذكري” (لو19:22).

خامسًا: من خلال ذبيحة الصليب:

كما ذكرنا سابقًا، فقد وهب الرب لنا حياته لنحيا بها مرتين، بالسر من خلال سر الجسد والدم، وفعليًا بتقديم ذاته كحمل بلا عيب ليموت على الصليب لأجلنا ويقام لأجل تبريرنا. وبذلك تم القصد الالهي واستعلن السر المكتوم من قبل الدهور لفداء الإنسان ورده، ثم جمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد، ليحقق ما اعلنه الوحي بلسان يوحنا الرسول بتعليقه على نبوة قيافا رئيس الكهنة عن موت المسيح: ” إنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها. ولم يقل هذا من نفسه بل إذ كانا رئيسًا للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة. وليس عن الأمة فقط بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد” (يو50:11ـ51).

فالصليب ثم القيامة كانا هما المظهر والاعلان النهائي لتحقيق مشيئة الآب بأن ينجمع الكل في المسيح يسوع، ففي سر الجسد والدم نلنا سرًا شركة الاتحاد بالمسيح، وفي الصليب وشركة آلامه التي نؤمن ونعترف بها، بل ونكملها في أجسادنا كل يوم، لنتأهل لشركة مجده أيضًا، فشركتنا في سر موت المسيح وقيامته تهبنا قوة الحياة والوحدة الكاملة، بعضنا مع بعض، من خلال شركة الجسد الواحد، وتكمل اتحادنا بالله مصدر حياتنا على مثال وحدة الآب والابن. لذلك صار من المهم لنا أن نطلب كل حين دائمًا، وبإلحاح، هذه الشركة ونصلي من أجلها لاسيما بعد أن نلنا عربون الحياة الأبدية بقيامة المسيح من الأموات.

 
قديم 18 - 03 - 2013, 09:46 PM   رقم المشاركة : ( 2693 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الهي سامحني واغفر لي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جراحاتك سيّدي انطبعت في ذهني...
الامك ربي توجع قلبي... شوك اكليلك غرز في جبيني....
مسامير صليبك خرقت يديّ....
عذاباتك واوجاعك ودماؤك كلها تدمي قلبي ....
دموع امك وحزنها هو حزني... ربي ..
سامحني .... اغفر لي خطاياي....
اقبل توبتي....
انا نادمة يا الهي...
صليبك علمّني التضحية
وافهمني معنى الفداء .... صليبك انار لي بصيرتي ....
اعاهدك ان لا اعود الى الخطيئة....
اعاهدك ان لا اصلبك مرة ثانية...
الهي سامحني واغفر لي ... امين
 
قديم 20 - 03 - 2013, 07:03 PM   رقم المشاركة : ( 2694 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل فكرت يوما ان تتحدى ابليس؟؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل فكرت تواجهه بشجاعة و تقول له :
انا اتحداك ؟
اتحداك ان تبعدني عن ربي يسوع
اتحداك ان تسلبني فرحي و سلام قلبي
فسلامي لا يقدر العالم ان ينزعه مني لانه معطى لي من ملك السلام ذاته
ان لم تكن قد قلتها من قبل فلنقلها سويا الان
و لنعلنها صراحة
نحن جاهزون للتحدي
واجهنا ايها الشيطان بكامل اسلحتك فنحن لا نهابك لان لنا سلاح اقوي من كل اسلحتك و هو :
اسم رب الجنود
 
قديم 20 - 03 - 2013, 07:04 PM   رقم المشاركة : ( 2695 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ"
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"اِذْهَبُوا! هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ" (لوقا 3:10).
كثيراً ما نقف أمام مكايد الأشرار موقف الحملان الوديعة من الذئاب المفترسة، إذ بحكم بنويّتنا لله، “نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ”، كحمل الله الوديع "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل".


آه، كم من المرات ننسى أننا حملان فنرتدي ثياب الذئاب، وإذا بنا نردّ على الشر بشرّ وعلى الشتيمة بشتيمة، وندبرّ لكل مكيدة مكيدة، وعندئذ نصير من حال سيّئ إلى حال أسوأ، لأننا أهملنا قول الكتاب: "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ
(رومية 19:12-21). والحقيقة أن السبيل الوحيد لنجاة الحمل من الذئاب الخاطفة هو اتباع الراعي الأمين. إذ أن التخلّف عنه خطوة واحدة يعرّض الحمل للافتراس. فالحمل في حماية الراعي طالما يتبعه خطوة بعد خطوة. ولا شك أننا باتباع راعينا الصالح، وتمسكنا بصورة التعليم الصحيح، نأمن مكايد الأشرار، فنرفع هتافات الانتصار قائلين: "وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ".
ولكي يتمكن الحمل من اتباع راعيه عليه أن يميّز ملامح وجهه ونبرات صوته. فعلينا إذاً أن نربض في المراعي الخضراء لنتفرّس في هيكل قدس الرب راعينا الحبيب الذي شهدت له حملان كثيرة بأنه "أبرع جمالاً من بني البشر"، و"حلقه حلاوة وكله مشتهيات". كما نقرأ من تعاليمه: "خرافي تسمع صوتي فتتبعني".
يا أحبائي، إن الذئب لا يتجرأ أن يختطف فريسته من الحملان التي تكون بالقرب من الراعي. فهل نتعلم من الحملان دروس الالتجاء إلى الراعي بالصلاة الدائمة والصراخ إلى الرب؟

فنصرخ إليه في الفرج كما في الضيق، في الفرح كما في الحزن، في الصحة كما في المرض!
لا تحاول أن تثأر لنفسك، فالحملان الوديعة لا تقوى على الدفاع عن نفسها أمام الذئاب المفترسة، لكنها بالتأكيد تقوى على الصراخ إلى الراعي، وهذا ما نحن مطالبون للعمل به؛ أن نصرخ إلى الرب الذي وعد بأن يحارب عنا ونحن صامتون.

أشكرك أحبك كثيراً
يسوع وينبوع الحياة
هو الخلاص
 
قديم 20 - 03 - 2013, 08:35 PM   رقم المشاركة : ( 2696 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البحر وسفر الرؤيا 2



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

" ورأيتُ سماءً جديدة وارضاً جديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى قد زالتا، وللبحر لم يبقَ وجود" (رؤيا 21 : 1).رأينا في المرة السابقة، ان هذه الاية تشير انه في السماء، في الحياة الابدية، بعد قيامة الاموات، لن يكون هناك البحر، علامة الشر والشيطان. علامة الموت وما يرتبط به. "فللموت لن يبقى وجود بعد الان، ولا للحزن ولا للصراخ، ولا للالم لن يبقى وجود بعد الان، لان العالم القديم قد زال" (رؤيا 21: 4).
كم هو رائع!! كم هو رائع سيكون هذا العالم الجديد. لكننا الان نحيا في هذا العالم القديم، حيث نسمع صراخ، ونقاسي الالم، نحزن، ونري الموت باعيننا ينمو ويتكاثر. فماذا نفعل الان؟ هل فقط ننتظر مجىء هذا العالم الجديد؟ في العالم الجديد الرب يحضره بلا الم، بلا صعاب، بلا موت. فماذا حضر لنا في هذا العالم؟ هل فداء المسيح يقتصر فقط على العالم الجديد الاتي؟
لا نستطيع الرد بأختصار على كل هذه الاسئلة، لكن نستطيع ان نسرد حدث قد تم لبطرس (مت 14: 22- 32)، وهناك اعتقد، اجابة لكثير من هذه الاسئلة.
احد المرات ترك المسيح تلاميذه بسفينة وذهب ليصلي. فأبتعدت السفينة عن البرّ، وبدأت تلطمها الامواج، بدء يعلو عليها البحر. نفس البحر السابق، بحر سفر الرؤيا، يعلو، ويعلو. واثناء الليل يأتي المسيح اليهم ساراً على المياه، وعندما يروه يخافوا، لانهم اعتقدوا انه شبح. فقال لهم المسيح لا تخافو انا هو. فيرد بطرس اذا كنت انت مُرني ان اتي اليك على المياه. فقال له تعال. وبالفعل يبدء بطرس ينظر اليه، للمسيح، ويمشي على المياه. بطرس يبدء يخاف فينظر اسفله فيبدء في الغرق فيرفعه المسيح.
هذا الحدث ليس فقط معجزة لنتأمل قدرة المسيح وايمان بطرس او ضعفه. هذا الحدث هو مثال لما هو من الممكن ان تكون عليه حياتنا في هذا الدهر، هذا العالم الحالي. عالم ملىء بالمياه، بالبحر، وبكل ما يعنيه. والمسيحي يستطيع ان يسير عليها، ان يتسلطها، ان لا تغمره، بل بالاحرى يسودها، بمقدار نظره للمسيح. فالمياه لا تفارقه لكن ليس لها سلطة بعد عليه، تؤلمه لكن لا تحطمه. تحاصره لكن لا تهزمه.
في هذا العالم يسوع المسيح لا يزيل البحر من الوجود (سيكون هكذا في السماء) بل يعطينا قدرة ان نسير عليه دون ان نغرق فيه. يكفي ان ننظر اليه،للمسيح، اي يكون هو هدف وصولنا، ومرسى سفينتنا.
المسيحي في العالم مدعو الى ان ينظر للمسيح كي يمشي على المياه. فالبحر لا يكف عن الوجود الان، بحر سفر الرؤيا في هذا العالم مازال موجود، لكننا نستطيع ان لا نغرق فيه بأن ننظر للمسيح. ان ينادينا هو وننظر اليه فنسير فوق المياه. ويبقى السؤال كيف يمكننا ان ننظر للمسيح؟
 
قديم 21 - 03 - 2013, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 2697 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصوم الأربعيني المقدس

صوم الغلبة والانتصار

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في هذه الأيام المجيدة نقف في حيرة من التواضع المُذهل الذي لربنا يسوع، الذي وهو ليس بحاجة إلى شيء ما قط، تنازل جداً وصام لأجلنا نحن الذين عضتنا الحية بسمها القاتل بعدما استمعنا إليها وخضعنا لتدبيرها لهلاك أنفسنا، لأننا كلنا انخدعنا ووقعنا في شراكها ودخلنا في مرض عضال عديم الشفاء، ولم نستطع قط أن نفلت من القيد الذي صار في عُنقنا لكي نصير عبيد تحت سلطان الموت الذي لم يفلت منه أحد قط إذ بسببه قد [ وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة ] (عبرانيين 9: 27)، إذ قد تميزت حياتنا بأعمال الجسد وميلنا الغير منضبط نحو الخير الغير موجود فأسرعنا – بخطى ثابتة – نحو الهلاك الأبدي بكل نشاط إذ نفعل دائماً إرادة ميل قلبنا الشرير…

وإذ كان هذا هو حالنا فقد ظهر في ملء الزمان كالتدبير، كلمة الله الذاتي المساوي والخالق الشريك مع الآب، ظهر في جسدنا نحن، أي اتخذ لنفسه طبعنا البالي القابل للموت، وشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها فقط، وصار على شكلنا، إنساناً مثلنا، وقد ولد من العذراء القديسة مريم الدائمة البتولية، ومع أنه أتخذ جسدنا، لكنه لم يفقد شيئاً أو ينتقص مما كان له، إذ ظل كما هو قبل التجسد هو هو الإله الكلمة في ملء مجد ألوهيته، ولكنه أضاف إليه ما لم يكن له أي طبعنا نحن البشرّ، ولم يُظهر بهاء مجده في تواضع مذهل وتخلي فائق إذ أنه بحريته وإراداته وحده [ أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس ] (فيلبي 2: 7)، وذلك لكي يتقبل في جسده عضه الحية المُميتة، وبقدرة لاهوته الفائق الوصف والمعرفة يقضي على سمها في جسده ليكون هو ذاته ترياق الخلود، لكي كل من يؤمن به ويدخل فيه ويلبسه ينال الشفاء التام ويكون له الحياة الأبدية إذ أنه يتطبع بطبعه الغير قابل للموت، فيدخل كل إنسان مؤمن إيمان حقيقي في سرّ الخلود والحياة الجديدة في شخصه القدوس.

لذلك نحن اليوم نشترك في نفس ذات الصوم عينه، لأنه ضمنا إلى نفسه حتى بنفس ذات طبعنا ينتصر لحسابنا الخاص، لكي حينما نشترك في صومه، نأخذ قوة نصرته على الشيطان لتصير كل تجاربه كلا شيء وكل عضة مُميته له في أنفسنا بلا قوة أو فاعلية، لأنها أُبطلت في المسيح يسوع إلهنا القدوس الحي، الذي سلمنا نصرته حينما اشتركنا كلنا في موته وقيامته، هذه التي نحياها كل يوم وكل ساعة لأننا نتقبل منه في كل وقت نقف بين يديه ونحيا بالإيمان بعمله، حياة النُصرة والغلبة، لأنه مكتوب عنه: [ خرج غالباً ولكي يغلب ] (رؤيا 6: 2)، [ والحي وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين أمين ولي مفاتيح الهاوية والموت ] (رؤيا 1: 18)

لذلك يا إخوتي لنشترك في صومه بتقوى بكل تواضع ووداعة قلب، متمسكين بالشهادة: [ وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه ] (1يوحنا 5: 11)، ابنه الذي [ صعد إلى العلاء، سبى سبياً وأعطى الناس عطايا ] (أفسس 4: 8)، [ الجبار يسلب وغنيمة العاتي تفلت ] (إشعياء 49: 25)، لأننا كنا نحن الغنيمة التي لعدو الخير الحية القديمة، فافلتنا من فخ الصياد وأعطانا حرية مجد أولاد الله: [ لأنه ينجيك من فخ الصياد ومن الوبأ الخطر ] (مزمور 91: 3)، لذلك به وحده [ انفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين، الفخ انكسر ونحن انفلتنا ] (مزمور 124: 7)، لذلك مكتوب لنا: [ إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت. لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه في ما كان ضعيفاً بالجسد، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد. لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ] (رومية 8: 1 – 4)

ولكي ندخل في سرّ الغلبة والنصرة في المسيح يسوع على المستوى العملي في حياتنا اليومية، فأن الرسول يقول: [ فإذاً أيها الإخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه أن عشتم حسب الجسد (طلباته وشهواته) فستموتون ولكن أن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ] (رومية 1: 12 – 13)، وأعمال الجسد التي ينبغي أن نُميتها باستمرار وبدوام: [ وأعمال الجسد ظاهرة التي هي: زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر، وأمثال هذه التي أسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضاً أن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله ] (غلاطية 5: 19 – 21)
وعلينا أن نُميت أعمال الجسد لا بقدرتنا أو قوتنا الخاصة بل بطلب قوة الله [ ولكن شكراً لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح ] (1كورنثوس 15: 57)، [ لأن كل من ولد من الله يغلب العالم، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا ] (1يوحنا 5: 4)

وينبغي يا إخوتي أن لا نحزن روح الله الذي به خُتمنا، وأن أحزناه علينا التوبة فوراً وبلا تأجيل، لأن به لنا الغلبة والنصرة الأكيدة لأنها مضمونه بسبب تجسد الكلمة الحي فينا: [ أن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات سيُحيي أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم ] (رومية 8: 11)، وعلينا أن نصغي لصوت الروح لكي يقودنا وحده، لأنه مكتوب: [ لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله. إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فأن كنا أولادا فإننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح أن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه ] (رومية 8: 14 – 17).

وهبنا الله سرّ هذا الصوم المجيد لنستلم منه قوة الغلبة والنصرة في حياتنا لنحيا له ونغلب بقوته فنفوز بمجده، كونوا معافين
 
قديم 21 - 03 - 2013, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 2698 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كنزى الحقيقي
__________


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون. . بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا.مت 6 : 20_ 21

ربي يسوع الحبيب .. فى بداية الصوم المقدس انت تضع لي طريق حبك واساسه ان القلب لابد ان يكون على الطريق ولا يمكن ان يكون القلب على شيئ أخر.
القلب الذى يمتلئ بكنوز الارض لا يستطيع ان يقترب من حب الله لان كنوز الارض تقف حائل او عائق يمنع عين القلب لترى حب الله

كنوز الارض تحجب القلب من ان يرى حلاوة وجمال محبة المسيح ويجعل هناك مساحة كبيرة جدا بل هوة بين الانسان ومحبة المسيح .لان كنوز الارض تبًرد محبة الله
ربى يسوع عندما تقابلت نفسى معك وسمعت صوتك يدعونى ان أكون لك وتحرك قلبي يطلبك ويشتاق ان يكون ملك لك .كان حالى قلبي يًرث له كله خراب وممتلئ بكل نجاسات العالم .

رفعت عينى نحوك فسمعت صوتك يقول لا تكنوز لكم كنوز على الارض حيث يفسد السوس والصدا لم بكن قلبي به كنوز من المال ولكن ممتلئ بكنوز نجاسات الارض فسجدت تحت قدمك

وصرخت من كل قلبي نحوك يا يسوع انقذنى من كنوز الدنس التى فى قلبي وماذا افعل اذا كانت هذه الكنوز مستقرة فى قلبي وفى كيانى وعندما ذابت عينى من دموعها امام ربي وبللت قدميه

شعرت بنور ربي يسوع المسيح يسطع فى قلبي ويفتح عينى على كنز حقيقي والمفاجأة اننى اكتشفت ان هذا الكنز هو لى وملكى فرح قلبي جدا وسبح اسم الله لاننى اكتشفت كنز قلبى الحقيقي

وطلبت من ربي يسوع ان يثبت قلبي على هذا الكنز الجميل وعندما طلب الله ان لا نكنز لنا كنز على الارض وهذا لاننا نملك كنز حقيقي اعظم من جميع كنوز الارض
والعجيب الكنز الارضى يتعب جدا الانسان فى جمعه ويفقد فى جمعه الشباب والعمر ولكن كنز القلب المسيحى لا يتعب فيه الانسان بل يستلمه الانسان مباشرا من يد الله وبدون اى مقابل من الانسان

الكنز الارضى يكون معرض للصدا والسوس وايضا للسرقة من اللصوص ولكن الكنز السماوى لا يقترب منه السارق او السوس
هذا الكنز العجيب الذى صار لي هو دم ربنا يسوع وجسده الذى قدمه لي ربنا يسوع على مذبح الحب الالهى قدمه لى لانه يعلم انى فقير من اى طهارة او قداسة ولذلك صار جسد ودم ربنا يسوع

هو طهارتى وقداستى . لان المسيح يعلم أنى متغير ومتقلب وكثيرا ما افقد كل شيئ بسبب جهلى فقدم لى ربى يسوع جسده ودمه ليكون دائما هو مصدر غنى نفسي وغطاء لنفسي من جميع عيوب حياتى :

صلاة :

ربي يسوع اشكرك جدا لانك كشفت لنفسى ما هو كنز قلبي الحقيقي الذى يكون عنده قلبي .منذ ان كشفت لي عن كنزى الحقيقي وهو جسدك المقدس ودمك الكريم
وقلبي قد تعلق به وفرح به فرح حقيقي ومجيد , امتلكت كنزك الالهى قلبي وصار هو مصدر فرحى الحقيقي وصغرت كل كنوز العالم امام عظمة ومجد عطيتك الثمينة .
ربي يسوع اتمسك بكنزى الحقيقي دمك المقدس الذى ثمنه يفوق تمن الكون كله بل كل الكون هباء ولا شيئ امام قيمة دمك يا ابن الله

وهذا الدم هو كنزى اشرب منه دائما لينتقل لنفسى ولروحى الحياة لكى تبتلع الحياة الموت الذى فى نفسي يسرى دمك الالهى فى كيانى الروحى لكى يقدسه دائما من اى اوساخ تتسرب الى داخلى قلبي

اشكرك ايها الحبيب الذى تهتمى بنفسى الى هذا الحد انك وهبتنى دمك الالهى لكى يًقدس دائما نفسى وكيانى الداخلي لك ومن اجلك
ربي الحبيب يسوع ما اعظم كنزك فى قلبي افرح جدا به اكتفى به لا اريد اى شيئ اخر معه هو الان كنز عمرى الذى اتمسك به حتى النفس الاخير هو الذى سوف ادخل به الى السماء لا املك شيئ غيره يارب اتقدم به امام كرسيك يوم الدينونة العظيم اقدمه لك لانه هو كل رجائي الذى اعتمد عليه وحده فى يوم الدينونة العظيم

اتضرع اليك يارب ان تجعل قلبي دائما على كنزى حتى النفس الاخير ولا تحرمني منه ابدا وارجوك ان تكشف لكل النفوس البسيطة التى تسعى نحوك وتًريد الدخول فى مجال حبك ان تكشف لهم الطريق لرؤية عظمة ومجد كنزهم وهو دمك الالهى وجسدك الكريم الذى هو افضل واعظم كنز فى الوجود

وانت فى احد الكنوز عندما ناديت فى الاية متى الاصحاح السادس لا تكنوز لكم كنوزا على الارض وذلك لاننا اصبح لنا كنز مجانى فائق لكل كنوز الارض فهبنا ان تنفتح عيون قلوبنا ليلا ونهارا على كنز قلبنا الحقيقي الذى نحمله الى الدهر الاتى بل بالاحرى هو الذى سوف يحملنا الى الدهر الاتى متبررين مجانا منه وبلا لوم فى المحبة
متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح رو 3: 24


 
قديم 22 - 03 - 2013, 12:14 PM   رقم المشاركة : ( 2699 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المحبة الإلهية و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة الإلهية
و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟

ليس المسيحي الحقيقي هو كل من يعتنق الديانة المسيحية، أو نال المعمودية المسيحية، ويذهب إلى الكنيسة، ويدفع "العشور". وإنما من هو المسيحي؟
أولاً: ابنٌ لله

هو من أولاد الله، نتيجة لولادة ثانية، ولادة روحية، ولادة من فوق نتيجة للإيمان القلبي الحقيقي بيسوع المسيح الذي "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ" (يوحنا 11:1-13). هذا ينطبق على جميع المؤمنين من أصغرهم إلى أكبرهم. لذلك حين كتب الرسول يوحنا إلى المؤمنين الصغار، أي الجُدد في الإيمان، قال لهم: "... أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [أي المولودين حديثاً]، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ" (1يوحنا 13:2). فالطفل الصغير هو ابنٌ لأبيه، تماماً مثل الابن البالغ في السن. وهذه الحقيقة تستحقّ التقدير، لذلك قال أيضاً في (1يوحنا 1:3-2) "اُنْظُرُوا [أي تأمّلوا جيداً] أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ".
هذه الولادة يُعَبَّر عنها في الكتاب المقدس بأنها خليقة جديدة، "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كورنثوس 17:5). وهي أيضاً قيامة من الموت، أي الموت الروحي، فنحن كلنا كنا أموات بالذنوب والخطايا (أفسس1:2). ولكن "اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ" (أفسس 4:2-5).

ثانياً: قد نال غفران الخطايا
إن أول ما يدركه المسيحي الحقيقي حين يعترف بخطاياه ويؤمن بيسوع المسيح، أي يقبله في قلبه، هو أنه قد تخلّص من حمل ثقيل، وهو غفران خطاياه. هذا الغفران الكامل هو من نصيب كل مؤمن حقيقي، لذلك قبل أن يوجِّه الرسول يوحنا كلامه للفئات الثلاث من المؤمنين - أي الآباء والأحداث والأطفال - قال للجميع: "أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [وهي تعني الأعزاء]، لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ"
(1يوحنا 12:2). هذه حقيقة يجب أن تملأ قلوبنا بالفرح!!! ويؤكدها الروح القدس في أماكن كثيرة من كلمة الله، فيقول: "مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كولوسي 13:2)، وأيضاً "الَّذِي فِيهِ [أي في المسيح] لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1).
ويقول الروح القدس عن المسيح: "لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا" (أعمال 43:10). ونجد في العهد القديم تشبيهات وعبارات مجازية عن كمال هذا الغفران فيقول داود في مزمور 12:103 "كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا". وقال الرب على فم إشعياء: "أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا" (إشعياء 25:43). وأيضاً "قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ" (إشعياء 22:44). وقال ميخا النبي: "وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ" (ميخا 19:7). كل هذه العبارات تملأ القلب فرحاً وسلاماً فيهتف المؤمن قائلاً: "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (رومية 1:8). هللويا!!!

ثالثاً: التبرير


المسيحي الحقيقي قد أصبح باراً في نظر الله. هذا مقامه الجديد. والتبرير يعني أكثر من مجرد الغفران، فقد يصفح إنسان عن شخص سرق منه مبلغاً من المال، لكن لا يمكن أن يعتبره أنه لم يذنب إليه. الرسالة إلى رومية تعلمنا الكثير عن التبرير الإلهي، لأن هذا موضوعها الأساسي. في رومية 3 نتعلم أولاً أنه "بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ" (عدد 20). ولكنه يخبرنا أيضاً عن "بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" (عدد 22)، ثم يضيف قائلاً لنا: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (عدد 24). وفي رومية 5:4 يقول: "وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا". ما أجمل عبارة "يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ" لمسمع كل مؤمن أدرك حقيقة أمره قبل الإيمان! وفي رومية 1:5 "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". هذا التبرير كان لازماً لنا لنتمتّع بسلام كامل مع الله. تصوّر ولداً كان سلوكه رديئاً ولكن شخصاً شريفاً جعله ابناً له. هل يمكن لهذا الابن أن يكون سعيداً إن كان أبوه ينظر إليه كشخص رديء مع أنه سامحه
؟

شكراً لله لأنه هو وحده الذي يستطيع أن يبرّر الفاجر.
رابعاً: المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس
المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس. وهذا ينطبق على مؤمني العهد الجديد. وهذا نتعلّمه بوضوح مما جاء في يوحنا 39:7 "قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ". ولذلك قبل ذهابه إلى الصليب وعد المسيح تلاميذه أنه سيطلب من الآب ليعطيهم معزياً آخر، هو الروح القدس. وقال: "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ"

(يوحنا 26:14).
قبول الروح القدس، أي سكناه في المسيحي الحقيقي هو الختم الإلهي لكل مؤمن حقيقي في عصر الكنيسة، كما جاء في أفسس 13:1 "إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ". وهو العربون، أي الضمان لميراثنا. حقاً ما أكثر الفوائد والامتيازات للمسيحي الحقيقي، الناتجة عن سكنى الروح القدس فيه، مثل ما جاء في غلاطية 16:5 "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ"، وهو الذي ينتج فينا ثمر الروح "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غلاطية 22:5-23). "وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا“ (رومية 26:8).
ليتنا جميعاً نمتلئ بالروح لكي نحيا الحياة التي يريدها الرب لنا.
خامساً: كل مسيحي حقيقي هو عضو في الكنيسة
الكنيسة "الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ [أي جسد المسيح]، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (أفسس 23:1). والكنيسة كما رأينا في الدراسات السابقة هي أيضاً بيت الله، وهيكل الروح القدس. كما أنها عروس المسيح، وهو أحبّها وأسلم نفسه لأجلها "لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ" (أفسس 26:5-27).

سادساً: المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي
المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي "فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ [أي وطننا، كما تقول الترجمة التفسيرية] هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (فيلبي 20:3-21). والمسيحي في نفس الوقت مواطن على هذه الأرض، وعليه أن يخضع "لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ" (رومية 1:13)، على أنه "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (أعمال 29:5). وعلى المسيحي أن يكون نوراً في هذا العالم وأن لا ينسى أن وطنه الأبدي هو في السماء في بيت الآب.
كل ما سبق ذكره في هذا المقال ينطبق على كل مسيحي حقيقي، كبيراً كان أم صغيراً، صاحب مواهب بارزة أم إنسان بسيط، فهو بكل تأكيد ابن لله، غُفرت خطاياه، تبرّر بالإيمان، يسكنه روح الله الذي به جميعنا اعتمدنا إلى جسد واحد، جسد المسيح. وطنه النهائي هو في السماء التي منها ينتظر مجيء ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد إلى أبد الآبدين، آمين.
والرب المجيد المعظم يحبنا جميعاً
وهو الذي يعيننا في طلبنا لأجل الخلاص
لنكن كاملين دائماً متحدين معه
لننال الحياة الأبدية
آمين
 
قديم 22 - 03 - 2013, 12:14 PM   رقم المشاركة : ( 2700 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المحبة الإلهية و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة الإلهية
و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟

ليس المسيحي الحقيقي هو كل من يعتنق الديانة المسيحية، أو نال المعمودية المسيحية، ويذهب إلى الكنيسة، ويدفع "العشور". وإنما من هو المسيحي؟
أولاً: ابنٌ لله

هو من أولاد الله، نتيجة لولادة ثانية، ولادة روحية، ولادة من فوق نتيجة للإيمان القلبي الحقيقي بيسوع المسيح الذي "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ" (يوحنا 11:1-13). هذا ينطبق على جميع المؤمنين من أصغرهم إلى أكبرهم. لذلك حين كتب الرسول يوحنا إلى المؤمنين الصغار، أي الجُدد في الإيمان، قال لهم: "... أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [أي المولودين حديثاً]، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ" (1يوحنا 13:2). فالطفل الصغير هو ابنٌ لأبيه، تماماً مثل الابن البالغ في السن. وهذه الحقيقة تستحقّ التقدير، لذلك قال أيضاً في (1يوحنا 1:3-2) "اُنْظُرُوا [أي تأمّلوا جيداً] أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ".
هذه الولادة يُعَبَّر عنها في الكتاب المقدس بأنها خليقة جديدة، "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كورنثوس 17:5). وهي أيضاً قيامة من الموت، أي الموت الروحي، فنحن كلنا كنا أموات بالذنوب والخطايا (أفسس1:2). ولكن "اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ" (أفسس 4:2-5).

ثانياً: قد نال غفران الخطايا
إن أول ما يدركه المسيحي الحقيقي حين يعترف بخطاياه ويؤمن بيسوع المسيح، أي يقبله في قلبه، هو أنه قد تخلّص من حمل ثقيل، وهو غفران خطاياه. هذا الغفران الكامل هو من نصيب كل مؤمن حقيقي، لذلك قبل أن يوجِّه الرسول يوحنا كلامه للفئات الثلاث من المؤمنين - أي الآباء والأحداث والأطفال - قال للجميع: "أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [وهي تعني الأعزاء]، لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ"
(1يوحنا 12:2). هذه حقيقة يجب أن تملأ قلوبنا بالفرح!!! ويؤكدها الروح القدس في أماكن كثيرة من كلمة الله، فيقول: "مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كولوسي 13:2)، وأيضاً "الَّذِي فِيهِ [أي في المسيح] لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1).
ويقول الروح القدس عن المسيح: "لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا" (أعمال 43:10). ونجد في العهد القديم تشبيهات وعبارات مجازية عن كمال هذا الغفران فيقول داود في مزمور 12:103 "كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا". وقال الرب على فم إشعياء: "أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا" (إشعياء 25:43). وأيضاً "قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ" (إشعياء 22:44). وقال ميخا النبي: "وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ" (ميخا 19:7). كل هذه العبارات تملأ القلب فرحاً وسلاماً فيهتف المؤمن قائلاً: "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (رومية 1:8). هللويا!!!

ثالثاً: التبرير


المسيحي الحقيقي قد أصبح باراً في نظر الله. هذا مقامه الجديد. والتبرير يعني أكثر من مجرد الغفران، فقد يصفح إنسان عن شخص سرق منه مبلغاً من المال، لكن لا يمكن أن يعتبره أنه لم يذنب إليه. الرسالة إلى رومية تعلمنا الكثير عن التبرير الإلهي، لأن هذا موضوعها الأساسي. في رومية 3 نتعلم أولاً أنه "بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ" (عدد 20). ولكنه يخبرنا أيضاً عن "بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" (عدد 22)، ثم يضيف قائلاً لنا: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (عدد 24). وفي رومية 5:4 يقول: "وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا". ما أجمل عبارة "يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ" لمسمع كل مؤمن أدرك حقيقة أمره قبل الإيمان! وفي رومية 1:5 "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". هذا التبرير كان لازماً لنا لنتمتّع بسلام كامل مع الله. تصوّر ولداً كان سلوكه رديئاً ولكن شخصاً شريفاً جعله ابناً له. هل يمكن لهذا الابن أن يكون سعيداً إن كان أبوه ينظر إليه كشخص رديء مع أنه سامحه
؟

شكراً لله لأنه هو وحده الذي يستطيع أن يبرّر الفاجر.
رابعاً: المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس
المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس. وهذا ينطبق على مؤمني العهد الجديد. وهذا نتعلّمه بوضوح مما جاء في يوحنا 39:7 "قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ". ولذلك قبل ذهابه إلى الصليب وعد المسيح تلاميذه أنه سيطلب من الآب ليعطيهم معزياً آخر، هو الروح القدس. وقال: "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ"

(يوحنا 26:14).
قبول الروح القدس، أي سكناه في المسيحي الحقيقي هو الختم الإلهي لكل مؤمن حقيقي في عصر الكنيسة، كما جاء في أفسس 13:1 "إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ". وهو العربون، أي الضمان لميراثنا. حقاً ما أكثر الفوائد والامتيازات للمسيحي الحقيقي، الناتجة عن سكنى الروح القدس فيه، مثل ما جاء في غلاطية 16:5 "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ"، وهو الذي ينتج فينا ثمر الروح "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غلاطية 22:5-23). "وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا“ (رومية 26:8).
ليتنا جميعاً نمتلئ بالروح لكي نحيا الحياة التي يريدها الرب لنا.
خامساً: كل مسيحي حقيقي هو عضو في الكنيسة
الكنيسة "الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ [أي جسد المسيح]، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (أفسس 23:1). والكنيسة كما رأينا في الدراسات السابقة هي أيضاً بيت الله، وهيكل الروح القدس. كما أنها عروس المسيح، وهو أحبّها وأسلم نفسه لأجلها "لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ" (أفسس 26:5-27).

سادساً: المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي
المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي "فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ [أي وطننا، كما تقول الترجمة التفسيرية] هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (فيلبي 20:3-21). والمسيحي في نفس الوقت مواطن على هذه الأرض، وعليه أن يخضع "لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ" (رومية 1:13)، على أنه "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (أعمال 29:5). وعلى المسيحي أن يكون نوراً في هذا العالم وأن لا ينسى أن وطنه الأبدي هو في السماء في بيت الآب.
كل ما سبق ذكره في هذا المقال ينطبق على كل مسيحي حقيقي، كبيراً كان أم صغيراً، صاحب مواهب بارزة أم إنسان بسيط، فهو بكل تأكيد ابن لله، غُفرت خطاياه، تبرّر بالإيمان، يسكنه روح الله الذي به جميعنا اعتمدنا إلى جسد واحد، جسد المسيح. وطنه النهائي هو في السماء التي منها ينتظر مجيء ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد إلى أبد الآبدين، آمين.
والرب المجيد المعظم يحبنا جميعاً
وهو الذي يعيننا في طلبنا لأجل الخلاص
لنكن كاملين دائماً متحدين معه
لننال الحياة الأبدية
آمين
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024