14 - 05 - 2012, 07:35 PM | رقم المشاركة : ( 251 ) | ||||
† Admin Woman †
|
425 - تجمع بنو الانبياء حول اليشع النبي ، زمرة ٌ من رجال الله الاتقياء ، مجموعة ٌ من الابرار عاشوا معا ً ومع النبي في مكان ٍ ضيق لم يعد يكفيهم ، وقالوا لاليشع : الموضع ضيق فلنذهب الى الاردن نقطع الاشجار ونبني لانفسنا ولك موضعا ً مناسبا ً لنقيم فيه . وافق النبي على قولهم ، ذهبوا واستعار احدهم فأسا ً حديديا ً من صديق ٍ ليقطع به الخشب ، وبينما الكل منهمك في القطع والبناء سقط الفأس الحديدي في الماء ، غاص حالا ً في الاعماق وصرخ الرجل للنبي يطلب العون فالفأس معارة ، وذهب رجل الله الى حيث سقط الفأس " فَقَطَعَ عُودًا وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ ، فَطَفَا الْحَدِيدُ. " ( 2 ملوك 6 : 6 ) . طفا الحديد وظهرت الفأس وتناولها الرجل وعاد يعمل في القطع والبناء ، وهل يطفو الحديد ؟ نعم بأمر الله وقدرته يطفو ، يطفو الحديد . ننظر الى المشكلة فنراها مستحيلة ، لا يمكن ليد ٍ بشرية ان تعالجها ، لا يطفو الحديد لكن اصبع الله تتدخل ويصبح المستحيل ممكنا ً . " غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ " ( لوقا 18 : 27 ) . عمل ٌ صعب تُكّلف به ، اصعب مما تستطيع القيام به ، مستحيل ، وهل يطفو الحديد . وحين تلجأ الى الله يصبح الصعب سهلا ً وتقوم بالعمل خير قيام ويطفو الحديد . تمر في أزمة ٍ مالية عنيفة ، الابواب مغلقة ، السبل مسدودة ، كيف السبيل ؟ وترفع وجهك لله وتمد يدك له وحده وتنفرج الأزمة وتُحل ، ويطفو الحديد . تستعبدك عادة ٌ سيئة ، تجثم فوقك خطية ثقيلة ، لا مفر لك ، لا خلاص . وتستنجد بالله القوي يحررك ويكسر قيودك وينجّيك منها ، ويطفو الحديد . يستبد بك ظالم يًشهر سلاحه ضدك ، يغرز مخالبه في جلدك ، يضطهدك ، وتصرخ لله ، تضع جروحك امامه ، تستصرخه ان يعينك ، ويتدخل ، ويطفو الحديد . ما الذي تواجهه الآن ويصعب عليك التعامل معه ؟ احضره امام الله . ما الذي تقاسيه وتعاني منه وتحزن له وتتألم ؟ قدّمه ، قدّمه لله . لا تنظر الى لحديد وهو يسقط في الماء وتتحسر وتيأس وتفشل . لا تتصور ان حياتك مستحيلة ٌ ومتاعبك ثقيلة اثقل ُ من الماء ، حتى لو كانت كذلك فالله يجعل المستحيل مستطاعا ً ، كل شيء ٍ عنده مستطاع وسوفَ يطفو الحديد ، سوف تُرفع الاثقال ، سوف تختفي الصعوبات . إن آمنت ترى مجد الله . الجسد الميت النتن خرج من القبر وقام .( يوحنا 11 ) على قدر ايمانك يكون لك ، حسب ايمانك ، بحجم ثقتك بالله . اصبع الله تتحرك ، يد الله تعمل ، تعمل الاشياء العادية والخارقة . ثق به ، اعتمد عليه ، أقبِل بثقلك اليه ، لا تشك في قدرته فهو الذي يجعل الجو الملبد يصفو وهو الذي يجعل الحديد يطفو .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:35 PM | رقم المشاركة : ( 252 ) | ||||
† Admin Woman †
|
426 - كان داود نبيا ً ، نبيا ً عظيما ً للرب ، كان قلبه حسب قلب الله ، يا له ُ من نبي . وكان ملكا ً ، ملكا ً عظيما ً لاسرائيل ، كان الشعب يحبه ُ ويخضع ُ له ، يا له من ملك . وكان غنيا ً ، كانت لديه ِ اموال ٌ كثيرة ، قصوره ُ مملوءة ٌ بالخير ، يا له من غني . وكان قويا ً ، في صباه قتل أسدا ً ودبا ً ، في فتوته قتل جُلْيَاتُ الجبار ، يا له من قوي . لكنه امسك قيثارته ُ وعزف عليها يقول : " حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ. فِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي. " ( مزمور 119 : 37 ) .وجد ان كل ما لديه باطل إن لم يسر في طريق الرب ، بعيدا ً عنه موت . النبوة إن لم تكن في طريق الله " نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ " ، الملك إن لم يكن حسب طريق الرب مظهر ٌ كاذب وعرش ٌ حقير . الغِنى إن لم يكن لمجد الرب وبِره تراب ٌ زائل ورماد ٌ باطل . القوة ُ إن لم تكن لخدمة الله جبارة ٌ غاشمة ، ظالمة ، سفاحة آثمة ، حَوِّلْ يا رب عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ. فِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي . الباطل ُ حولي ، يدور ُ حولي ، الباطل ُ خلفي وامامي ، الباطل ُ يحيط بي . طلبتي يا رب وصلاتي ، طلبتي ان تساعدني لاحول عيني عن النظر الى الباطل ، الباطل يشملني ويلفني أغرق ُ فيه ِ واغوص كالغريق وسط الماء ، اضرب ُ ذراعي ّ لابتعد َ عنه ُ ، أغوص ُ اكثر ، ارفسهُ ، ابعده ُ ، يقترب مني اكثر ، لا قدرة لي عليه ، لا فِكاك َ لي منه ُ ، استنشقه ُ مع الهواء ، اشربه ُ مع الماء . شهوات العالم حولي باطلة ، ملذاته واطاييبه ُ ومباهجه ُ باطلة ، اهتمامات العالم واهدافه ُ باطلة ، تطلعاته ُ وطموحاته ُ باطلة ، غرور العالم باطل ، مجد العالم باطل ، نجاح العالم باطل وغناه باطل " بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ ، الْكُلُّ بَاطِلٌ. ....... الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ. " حول يا رب عيني ّ عن الباطل ، كل ما في العالم قبض الريح لا يبقى في كفي ، لا آخذ ُ شيئا ً معي ، ماذا انتفع ؟ ماذا انتفع لو ربحت ُ العالم كله ؟ الكل باطل ، احيني يا رب في طريقك ، طريقك حياه ، لا حياة الا عندك . كما لم يجد داود حياة ً في مُلكه وغناه وقوته ِ ونبوته هكذا انا يا رب ميت ٌ بدونك . انت لي الطريق والحق والحياة ، مهما حصلت ُ في هذا العالم من اباطيل ، مهما امسكت ُ بها وتمسكت ستسقط من قبضتي حين ترتخي قبضتي وتنفتح حين ارحل ، وسأقف امام العرش بأيدٍ خاوية فالباطل ُ باطل ٌ لا يبقى معي ، الحياة ُ فقط في طريقك ، الباقي فقط خوفك ، الدائم فقط اتبّاعك . حين تقف امام صليب المسيح مقررا ً قبوله ربا ً وسيدا ً ، تحيا . حين تُعلن ايمانك َ به وخضوعك له ، يحيا المسيح فيك . هذا هو الطريق الوحيد للحياة الابدية وكل ما دونه ُ باطل .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:36 PM | رقم المشاركة : ( 253 ) | ||||
† Admin Woman †
|
427 - كان ايوب رجلا ً كاملا ً مستقيما ً يتقي الله ويحيد عن الشر ، كان رجلا ً بارا ً امام الله ، وجاء الشيطان ، جاء الشيطان ليحاربه ويجربه وقال : هل مجانا ً يتقي ايوب الله ؟ وكان تعليل الشيطان ان الله قد وهب ايوب بركات ٍ كثيرة ونعما ً عديدة فكيف لا يتقيه ؟ طوال ما تُغدق عليه البركات ، طوال ما تنهمر عليه الثروات والمكافآت فهو يعبد الله ، لكن بمجرد ان يقبض الله يده عنه ، بمجرد ان يكف عن هباته فسوف يحول وجهه عنه . وسمح الله بان يمر ايوب بسلسلة ٍ من التجارب ، مات ابنائه وضاعت ثروته وصحته . وصمد ايوب للتجربة وقال : " عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا " واستمر الرجل في محنته يتقي الله . هناك كثيرون يعبدون الله و يتقونه ، وقت الرخاء والراحة ، وسط النعم والبركات ، وما ان تبدأ المحن وتحل الخطوب ، ما ان تصعب الحياة وتحل الكروب حتى يبدأ التذمر ويتعالى العتاب وينكر محبة الله واهتمامه ومبالاته . يحبون الله وهو يبسط يده اليهم ويعطي ويديرون وجوههم له حين ينضب العطاء . يتّبعون المسيح وهو يفتح عيونهم ويشفي مرضاهم ويقيم موتاهم ويشبع بطونهم ويتراجعون حين يواجهون معه مقاومة الفريسيين ومضايقات الكهنة والكتبة . يسرون خلفه بين الزهور وسط الحقول ، يتزاحمون حوله وهو يخطو فوق الماء . يرتدون عنه وهو يعبر طريق الجلجثة ويتصايحون ضده وهو معلق ٌ على الخشبة . أي عبادة ٍ تلك ؟ أي اتباع ؟ أي محبة وأي اقتناع ؟ عبادة منفعة ومحبة الانتفاع ، عبادة اليوم الصحو والطريق المعبد ، الطريق الرحب والباب الواسع ، نعم . اما عبادة اليوم الملبد بالغيوم الطريق الوعر ، الطريق الكرب والباب الضيق ، لا ، " اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ . مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ " ( متى 7 : 13 ، 14 ) هؤلاء يسعون نحو العطية لا العاطي ، يترجون الهبة لا الواهب ، عيونهم مركزة على ما بيد الله لا على وجه الله وعلى قلب الله . يسوع يسير امامك فان اردت ان تتبعه فاحمل صليبك وسر خلفه . قد يسير امامك في طريق سهل وتجد الصليب خفيفا ً سهلا ً ، سر ورائه . وقد يسير امامك في طريق ٍ صعب وتجد الصليب ثقيلا ً مرهقا ً ، سر ورائه . علاقتك بالله ليست علاقة عبد ٍ أجير ، علاقة مصلحة ٍ زائلة ، علاقتك بالله علاقة ابن ٍ بأب ، علاقة ُ حب ، رابطة دم ٍ دائمة .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:36 PM | رقم المشاركة : ( 254 ) | ||||
† Admin Woman †
|
428 - دخل المسيح القرية ، ارادَ أن يستريح ، وكان يجد دائما ً في بيت لعازر ومرثا ومريم راحته . وهبّت الاختان مرثا ومريم تحتفلان به . جلست مريم تحت قدميه تحتفي به وهرعت مرثا الى داخل البيت تعمل وتشتغل وتعد الطعام . قامت مرثا وجلست مريم . كان على مرثا طهي الطعام وتوفير الشراب ، اشياء ٌ كثيرة ، كانت مرتبكة ً في خدمة ٍ كثيرة ، اما مريم فجلست ترحب بالضيف وتكون معه ، تستمع الى اقواله وتتعلم منه ، ولعل مرثا نادت اختها سرا ً أو اشارت اليها لتلحق َ بها تساعدها فلم تنتبه فدخلت الى حيث المسيح وقالت له عاتبة ً : " يَا رَبُّ ، أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي ؟ " قال لها " مَرْثَا ، مَرْثَا ، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ " . لم يكن عيب مرثا انها تخدم ، الخدمة هامة ٌ جدا ً ولازمة ، واجبنا ان نخدم ، ولك يكن عيب مرثا ان خدمتها كانت كثيرة فعلينا ان نكون مكثرين في عمل الرب . العمل ُ كثير ، الحصاد ُ كبير ، واجبنا ان نعمل ُ بجد ٍ وأن نشتغل َ بجهد . ولم يكن عيب ُ مرثا انها كانت مشغولة ً بالخدمة فكلنا يجب ان ننشغل بما للرب لكن العيب ، عيب مرثا انها كانت مرتبكة ً في خدمة ٍ كثيرة ، كانت مرتبكة . حين وجّه المسيح نظرها لم يُنكر عليها خدمتها ولا كثرة ِ خدمتها وانشغالها لكنه انكر عليها اضطرابها وارتباكها " أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ " والارتباك والاضطراب ابعدها عن الضيف ، عن الاحتفاء بالضيف ، والاحتفاء بالضيف لا يكون فقط بتقديم الاكل والشراب له بل بالتواجد معه ، بالجلوس تحت قدميه ، بالاستماع اليه ، بالتأمل في وجهه ، بالبقاء في صحبته ، هذا هو الواحد الذي نحتاج ُ اليه ، النصيب الصالح الذي لن ينزع ُ منا . عمل ُ مرثا هام وعمل ُ مريم هام وعلينا ان نقوم بعمل ِ مرثا وعمل مريم معا ً ، علينا ان نقدم خدمة ً كثيرة وعلينا ان نقدم شركة ً عميقة مع السيد . احيانا ً يكون من السهل ان نخدم كثيرا ً ومن الصعب ان نجلس مع الرب . كثيرون اكفاء في مجالات الخدمة المتنوعة ، قادرون على حمل اعباء الخدمة لكن حياتهم الروحية ضعيفة ، خلواتهم قصيرة ، صلواتهم محدودة ٌ مبتورة . حين كان الشعب يحارب عماليق كان يشوع يجول ويصول ويحارب في الوادي وموسى فوق الجبل امام الله يتشفع رافعا ً يديه ِ الى الله يترجى النصر . لم يحتاج يشوع في خدمته الى عون واحتاج موسى في عبادته الى مساعدين . الخدمات الارضية هينة مهما صَعُبَت والخدمات الروحية صعبة . لا تستهن بالجالسين تحت اقدام السيد يسمعون كلامه ويسمعونه صوتهم ، هذا هو النصيب الصالح عليك ان تهتم به كما تهتم ُ بالخدمة ، الاثنان ِ معا ً .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:36 PM | رقم المشاركة : ( 255 ) | ||||
† Admin Woman †
|
429 - كان يوحنا المعمدان واقفا ً ومعه اثنان من تلاميذه ونظر يسوع ماشيا ً ، قال : " هُوَذَا حَمَلُ اللهِ " وسمع التلميذان ذلك فتركا يوحنا وتبعا المسيح ، وكان اندراوس واحدا ً من التلميذين ، وجد اندراوس المسيح وتبعه ، ووجد اندراوس سمعان اخاه ، فقال له : " قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا " وجاء به الى المسيح . لم ينتظر اندراوس ، لم يتمهل ، لم ينم ، وجد اخاه ُ واحضره ُ الى المسيح ، واصبح سمعان من انشط التلاميذ واكثرهم غيرة ً وحماسا ً . وجده ُ اندراوس ، لو لم يجده اندراوس ويدعوه ليتّبع المسيح لفقدت المسيحية كارزا ً ورسولا ً عظيما ً . بدأ اندراوس خدمته للمسيح في بيته ، من بيته ، احضر سمعان ( بطرس ) للمسيح . هل دعاك المسيح ؟ هو يدعوك ، هل سمعت صوته ؟ هل تبعته ؟ هل تتبعه ؟ هل تتمتع بالحياة معه ؟ هل تحظى بفدائه وغفرانه ؟ هل تعيش في دفء محبته ؟ وبعد ، ماذا بعد ؟ هل ستكتفي بما حصلت َ عليه ِ من المسيح وتحتفظ ُ به ؟ لك الآن الضمان ، لك الآن الحياة الابدية ، اسمك مكتوب ٌ في سفر الحياه . طوباك ، ما أسعدك ، وبعد ، ماذا بعد ؟ هل اكتفيت واستكفيت ؟ ماذا ستفعل بوزنتك ؟ بالحياة الجديدة التي اعطاها الرب لك ؟ وزنتك ، تطمرها ؟ تطمرها يا ترى أم تتاجر بها ؟ تحفظها وتخفيها أم سوف تستثمرها ؟ لو لم تتاجر بها فانت لست مستحقا ً لها ، لو لم تستثمرها فسيأتي يوم الحساب ، سيأتي السيد ويسألك ماذا فعلت بوزنتك ؟ ماذا فعلت بها ؟ الاخبار السارة ليست لك انت وحدك ، المسيح ليس حكرا ً لك . يقول الرب لك : اذهب وحدث بكم " صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ " اذهب ، " اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا " للخليقة ِ كلها ، ومن أولى بذلك ؟ من اول من تذهب اليهم وتحدثهم وتدعوهم ؟ اخوك ، بطرسك ، أهل ُ بيتك . قبل ان تذهب بعيدا ً إذهب قريبا ً . ادخل الى بيتك . ادعو اهل بيتك ليجدوا المسيح كما وجدته ، كما فعل برص السامرة وجدوا الطعام في المحلة ، اكلوا وشربوا وشبعوا ، وقبل ان تهضم امعائهم الطعام قالوا : " لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَنًا. هذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ " ( 2 ملوك 7 : 9 ) . هرعوا الى ديارهم ، الى بيوتهم ، الى اهلهم وعشيرتهم ، الى زوجاتهم واولادهم واعطوهم مما حصلوا عليه ، اليومَُ يوم بشارة ، اذهب ، ابحث عن أخيك ، احضره ُ الى المسيح . كما احضرك َ أحد ٌ الى المسيح أحضر انت أخاك َ اليه ، اليوم ، الآن .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:37 PM | رقم المشاركة : ( 256 ) | ||||
† Admin Woman †
|
430 - كان الرسول بولس قبل الايمان رجلا ً ذا مكانة ٍ متميزة وموقع ٍ اجتماعيٍٍّ هام . كان طرسوسيا ً رومانيا ً ، عبرانيا ً ، اسرائيليا ً من نسل ِ ابراهيم ، وكان فريسيا ً وقائدا ً دينيا ً ممتازا ً له صولات وجولات في المحافل ، وكان مرهوبا ً من الجميع يخشاه الكبير والصغير ، كان مهابا ً محترما ً . كل ذلك لم يفتخر به بولس الرسول برغم ان له كل الحق ان يفتخر به . قال : " فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. " الصليب الذي لم يكن يفتخر به احد ٌ افتخر به بولس الرسول لانه اكتشف فضل معرفة المسيح . قال :" مَا كَانَ لِي رِبْحًا ، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً . بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي ، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ " . لم يفتخر انه من نسل ابراهيم ومن سبط بنيامين ، عبراني ٌ من العبرانيين ، لم يفتخر انه من جهة الناموس فريسي ومن جهة البر الذي في الناموس بلا لوم بل افتخر بالمسيح ، افتخر بصليب المسيح ، افتخر بمعرفة واتباع المسيح . ويقول ايضا : " لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ . لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. " . أُعطي شوكة ً في الجسد وحين تضرع ليرفعها الله قال له الله : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " . افتخر بولس الرسول بالصليب رمز العار ، وافتخر بولس الرسول بالضعفات ِ والضيقات ِ والاضطهادات ، وهو تحت وطأة العار والضعف والاضطهاد والعجز ، وهو وسط ذلك كله نراه يفتخر ويُسر ، يفتخر وذلك لانه لاجل المسيح ولان فيه المسيح . حين تمتد ايدينا ولا نجد ما نتعلق به ، حين نمسك الهواء والفراغ ، حينئذ ٍ تمتد لنا يد الله نُمسك بها ونتعلق . حين ينفض كل من حولنا هو يبقى . الشوكة ُ تُدمي ، تُؤلم ، تقتل ، تُقيّد ، توجع ، ويرسل الله النعمة ، ترفع ، تشفي ، تحرر ، تُسر . وكما سُر بولس بالضعفات افرح انت واشكر ، وكما افتخر بولس بالصليب افتخر انت واسعد وابتهج . في الضعف تظهر قوة الله ، قوة ترفعك الى قمة النصر . في الصليب يظهر مجد الله ، مجد ٌ يدفعك الى الرفعة ِ والفخر . هذا سر المسيحية ، اهانة تجلب الشكر ، وهذا سر الصليب عار ٌ يقود ُ للفخر . اشكر للضعف وافخر بالصليب .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:37 PM | رقم المشاركة : ( 257 ) | ||||
† Admin Woman †
|
431 - وصل الشعب الى برية سيناء ونزلوا امام الجبل وسط الصحراء الكبيرة المتسعة ، وقف الشعب امام الجبل ، رأوا رعودا ً وبروقا ً وسمعوا صوت البوق وكان الجبل يدخن ، كان الله قد حل بالجبل ليعطي شريعته للشعب ، وقف الشعب بعيدا ً وصعد موسى في الضباب ، واعطى الله شريعته للشعب ليتبعوها ويطيعوها بدقة والا ففي العصيان هلاك . وجاء المسيح وعاش بين الناس يعلّم ويتكلم ويرسم امامهم الطريق الى الايمان ، ونحن نؤمن بالمسيح ، نؤمن باقواله ، نؤمن بخلاصه ، نؤمن به كابن الله . واحيانا ً نتسائل : ايماننا هذا هل حررنا من الناموس ؟ هل لا نخضع اذا ً له ؟ ويجيبنا بولس الرسول بوضوح " أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ." ( رومية 3 : 31 ) . لم يأتي المسيح لينقض الناموس ، ليهدمه وينسخه ، لم يأتي ليبطله ، جاء يثبته . قال : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. " ( متى 5 : 17، 18 ) . جئت لاكمّل . حين تؤمن بالمسيح ، حين تنضم لعائلة المسيح بالايمان تنفصم علاقتك القديمة ، تتغير ، تُصبح لك مع الله علاقة جديدة ، لست بعد عبدا ً بل إبنا ً لله ، ولا يعني هذا انك لا تخضع لناموس ولا تحتاج ان تطيع شرائع ووصايا . ابن الملك يخضع لقانون الملك ، الواجب الاول للابن ان يطيع اباه الملك ، يطيع كابن ٍ لا كعبد . الطاعة ُ ليست عبودية ، الطاعة ُ محبة ٌ وحياة بنوة ، واذا ما عصيت لن تنال عقاب العبد العاصي بل تحيا في عار عصيان الآب ، الله الآب يريدنا ابناء كاملين " فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ." ( متى 5 : 48 ) . المسيحية لا تضع شريعة وقوانين وحدودا ً وترسم خطوطا ً لعلاقة العبد بسيده . المسيحية تنادي بطريق يقود الانسان الى الطاعة والكمال طريق المسيح يسوع . المسيح لم يضع وصية ً تفرض علينا محبة القريب وان لم نفعل فعلينا تحمل العقاب ، المسيح قال : " وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ " (يوحنا 13: 34 ، 35 ) . " إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ " ( يوحنا 14 : 15 ) . اتباع وصاياه وحفظها بدافع محبتنا له . نحن لا نطيع خوفا ً من عقاب ولا سعيا ً الى ثواب ، نحن نطيع حبا ً له ، وما اروع الطاعة المبنية على المحبة ، محبة الابن للاب ، طاعة َ حب ٍ وحب طاعة . انت لست عبدا ً ، انت ابن ٌ عزيز ، هو ابوك ، طاعته لذتك . انت ابنه ، اتباعه بهجتك .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:37 PM | رقم المشاركة : ( 258 ) | ||||
† Admin Woman †
|
432 - كلّم ملاك َ الرب ِ فيلبس قائلا ً : " قُمْ وَاذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ، عَلَى الطَّرِيقِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى غَزَّةَ الَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ " فقام فيلبس حالا ً وذهب ، اطاع الله وترك كل ما كان يفعله مع التلاميذ وذهب ، كان الطريق ُ خاليا ً ، ترك فيلبس جماهير كثيرة ً تسمع وتَخلُص وجاء الى البرية الخالية . من بعيد رأى ترابا ً كثيرا ً يقترب منه ، مركبة فاخرة تجرها خيول ٌ نادرة ٌ كثيرة ، فقال الروح لفيلبس : " تَقَدَّمْ وَرَافِقْ هذِهِ الْمَرْكَبَةَ " وتقدم وسار تجاه المركبة فتوقفت ، ورفع الراكب رأسه من الكتاب الذي كان يقرأه ُ باهتمام ، وجهٌ اسمر مبتسم لوزير حبشي . كان الدرج الذي يقرأه الرجل للنبي إشعياء ، سأله فيلبس : " أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأ ؟ " قال : لا ، " كَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ ؟ " وطلب من فيلبس ان يصعد الى المركبة ويشرح له اشعياء ، وصعد فيلبس وجلس بجوار الوزير الحبشي وابتدأ من اشعياء يبشره بالمسيح يسوع . بعد ان فهم شرح فيلبس طلب ان يتعمذ ، اعلن ايمانه بالمسيح وتعمذ بالماء ، رجل ٌ متدين راجع ٌ من السجود في اورشليم ، يقرأ كلام الله باهتمام واحترام ، لكنه لم يكن يفهم ما يقرأ . كثيرون يقرأون ويتعبدون ويرددون كلام الله لكنهم لا يفهمون ، كلمات الكتاب المقدس عسرة الفهم عليهم ويتوقفون متحيرين ، هل يستمرون في القراءة ؟ قراءة كلمة الله عادة ٌ جيدة . هل يستمرون بلا فهم أم يتوقفون عن القراءة ؟ يتوقفون عجزا ً عن الفهم . القراءة ُ بدون فهم ٍ بلا جدوى ، أو نسعى نطلب من يرشدنا ويقودنا لفهم كلام الله ، افضل ُ مرشد هو كاتب الكلمات نفسه ، الروح القدس ، لنذهب الى المؤلف ، الكاتب الذي اوحى للكاتب فكتب ، المؤلف نفسه يُرشدنا . لا تستمر في القراءة بلا فهم ولا تتوقف عن قراءة كلمة الله الحية ، اذهب الى الله ، اطلب في صلاة ايمان ٍ حارة أن يفتح الله ذهنك ويعطيَك َ الفهم َ لما تقرأ . دانيال واجه َ سرا ً خطيرا ً حين أصر الملك ان يخبروه بالحلم الذي رآه ُ وبتفسير ذلك الحلم ، وذهب دانيال لكاشف الاسرار ، لمحرّك الاحداث والاقدار ، للذي لديه الفهم فاستجاب له . في جزيرة ِ بطمس رأى يوحنا الرائي سفرا ً مكتوبا ً مختوما ً بسبعة ِ ختوم ٍ كبيرة ، ونادى الملاك : من يفتح السفر ؟ من يفك ختومه ؟ من يكشف ويعلن المكتوب ؟ وسجد يوحنا وبكى وجائته البشرى ، " الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا "، سيفتح ويفك ويعلن . لا تيأس حين تقرأ كلام الله ولا تفهم ، لا تتراجع امام اسرار الله الخفية . لا تبك ِ امام السفر المكتوب المختوم ، لا تبتأس وتحزن وتكتئب وتفشل . كاتب كلام الله وصاحب الوحي يستطيع ان يساعدك ، اطلب منه الفهم والارشاد .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:37 PM | رقم المشاركة : ( 259 ) | ||||
† Admin Woman †
|
433 - سمعت ملكة سبأ بخبر سليمان ، كانت ملكة ً عظيمة ً جدا ً ، اعظم ملكة عاشت على الارض . وسمعت عن غِنى ومجد وحكمة الملك سليمان ، كان سليمان ملكا ً عظيما ً ، أعظم ملوك الارض ، جائت اليه لتمتحنه ، لترى بنفسها ما سمعته عنه ، جائت الى بيته ودخلت قصره ، رأت بيتا ً رائعا ً لم ترى مثله من قبل ، رأت خدما ً وحشما ً وعبيد يلبسون أبهى الثياب وأغلاها ، رأت موائده ُ حافلة ً باشهى الطعام والذ الشراب ، رأت مجده العظيم وحكمته النادرة ، لكن ذلك كله لا يمثل ذرة ً في عظمة بيت الله ولا يشكل قطرة ً في محيط نعمة الله ومجده . لا يمكن ان نقارن بين قصر سليمان وبيت الله ولا بين طعامه وشرابه وطعام الله وشرابه . بيت الله كامل البهاء ، عظيم البناء ومائدة الله حافلةٌ بكل ما يلذ ويطيب وما يشبع ويروي . الملايين من شعب الله يجلسون على مائدة نعمة الله ، يتناولون مما تحمله من بركات ٍ ونِعَم ٍ روحية ، اليها يأتي الجياع والعطاش الى البر فيجدون ما يسد جوعهم ويروي عطشهم ، والكل يجد عليها ما يحتاج اليه ، يغترفون منها ويأخذون ويمتلئون ويشبعون ويكتفون . الله ملك السموات والارض ، مائدته ُ مليئة بكل احتياجات اولاده واحبائه من البشر ، وكل ما على مائدته لك ، كل شيء ٍ لك أعده الاب السماوي بسخاء ٍ وغنى ً واهتمام ٍ لك . " يَا رَبُّ ، فِي السَّمَاوَاتِ رَحْمَتُكَ. أَمَانَتُكَ إِلَى الْغَمَامِ ...... مَا أَكْرَمَ رَحْمَتَكَ يَا اَللهُ! فَبَنُو الْبَشَرِ فِي ظِلِّ جَنَاحَيْكَ يَحْتَمُونَ . يَرْوَوْنَ مِنْ دَسَمِ بَيْتِكَ ، وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ. " ( مزمور 36 : 5 ، 7 ، 8 ) . بيت الله مملوء ٌ بكل ما هو طيب ٌ ودسم ٌ للأكل ونهر ُ نعمته ِ ممتلئ ٌ بكل ما يسقي ويروي . هذا الطعام كله موضوع ٌ ومعروض ٌ لك وهذا الشراب كله معبأ ومتاح ٌ لك ، كل الخبز للبنين ، كل الخبز لك ، لا تبحث عن الفتات ، الفتات للكلاب لا البنين . لا تقبض يدك ، لا تتراجع بكفك ، لا تغلق راحتك ، مد يدك وخذ كل ما تشاء . لو عشت على الفتات لحرمت نفسك من دسم بيت الله ، الآب الذي يهبك كل شيء . لو اكتفيت بالفتات فانت تتنازل عن حقك كابن الله وتتزاحم مع الخنازير والكلاب . انت ابن ولك كل خبز البنين الذي على مائدة الآب الحافلة بكل ما لذ وطاب من طعام ٍ وشراب . نعمة الله كبيرة ، وافرة وهي كلها لك . بركات الله كثيرة عديدة اعدها لاولاده جميعا ً . نصيبك في مائدة الله كبير . ما يقدّم لك من الله اكثر جدا ً مما قدّمه سليمان
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:38 PM | رقم المشاركة : ( 260 ) | ||||
† Admin Woman †
|
434 - جاء الفتى راكضا ً نحو المسيح ، لديه شيء ٌ هام ٌ يريد ان يسأل المسيح فيه ، قال : " أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ ؟ " ( مرقس 10 : 17 ) ماذا اعمل ؟ كان متلهفا ً ان يذهب الى الحياة الابدية وكان يعرف ان المسيح يعرف الطريق . قال له المسيح : " أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا "، الوصايا عندك احفظها واعملها ترث الحياة الابدية . في سعادة ٍ وبهجة وبصوت ٍ ممتليء بالفخر قال : يا رب : " هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي " . نظر المسيح اليه في حب ٍ وقال : " يُعْوِزُكَ أَيْضًا شَيْءٌ : بعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ " وبعد ان تفعل ذلك وتتحرر من اموالك " َتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ. ". كان على الشاب ان بنزل عن كاهله امواله ويحمل بدلا ً منها الصليب ويتبع المسيح . لكل منا صليب ، صليب ٌ خاص ٌ شخصي ، ونحن لا نصنع صلباننا بانفسنا ، الله يعدّها لنا ، والرب يطلب منا ان ننفض كل شيء ٍ من على اكتافنا وبعد ان نتحرر ننحني ونرفع ُ صليبنا . الصليب الذي اعده لك الله وصنعه لاجلك يضعه امامك لكي تحمله وتتبعه . رأى الشاب الصغير ان هذه المبادلة مجحفة ٌ غير عادلة ، يترك المال ويحمل الصليب ؟ يترك الغِنى والثروة ، يترك النجاح والشهرة ، يترك الاب والام والزوجة والاخوة ؟ هل هذه ِ المبادلة عادلة ؟ كثيرا ً ما نراها غير عادلة ، كثيرا ً ما نرى الصليب كريها ً ، ثقيلا ً ، جافا ً ، عبئا ً قد نرفضه ُ ، نركله ُ ونُلقي به ، او نقبله ونحمله ُ بتذمر . الشاب المسكين في صدمته لم يسمع قول المسيح جيدا ً ، المسيح لم يقل له احمل صليبك وامضي ، المسيح قال له : اتبعني حاملا ً الصليب ، يقول : " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي " ( متى 16 : 24 ) .إن اردت ان تأتي وراء المسيح احمل صليبك واتبعه . نعم الصليب ثقيل لكنه ليس مصنوعا ً من الحديد او الرصاص ، مصنوع ٌ من الخشب ، نعم الصليب خشن لكنه ليس مغلفا ً بالاشواك ولا بريش النعام ، هو صليب ، اعده الله لك ، صنعه خصيصا ً ليناسبك ، لتحمله ُ وتتبعه ُ وتسير ورائه ، هل تقبله ُ منه ؟ هل تفضله ُ عن أي شيء آخر على كتفيك ؟ هل ترى كل شيء آخر لا قيمة له . " موسى أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ ،مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ،حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ " ( عبرانين 11 : 24 – 26 ) . الصليب منه هو اعظم من كل شيء . هو حمل صليبه لاجلك ، حمله ُ وسار طريق الالم كله بكل آلامه ومعاناته وجروحه وذله . هو لا يريدك ان تحمل صليبك وتذهب بعيدا ً ، هو يريدك ان تحمل صليبك وتسير ورائه وتتبعه .
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|