![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 25531 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حياه ورحلات بولس الرسول التبشيرية … ![]() حياة بولس الرسول المبكرة :- ولد بولس فى مدينة طرسوس فى كليكية الواقعة فى أسيا الصغري ( تركيا الان ) ، وفى فتره محتملة غير مؤكده ( ما بين السنة الخامسة والعاشرة للميلاد ) . كان اسمه عند الولادة ” شاول ” وترعرع فى كتف أسرة يهودية منتمية لسبط بنيامين (بحسب شهاده فى رسالته الى اهل رومية ) – كما انه ايضا كان مواطناً رومانياً – عمل كصانع للخيام ، وكان مهتماً بدراسة الشريعة اليهودية – حيث انتقل الى أورشليم لكى يتلمذ على يد الفريسى ( غمالائيل ) وهو احد اشهر المعلمين اليهود فى ذلك الزمان ويبدوا انه لم يلتقى فى هذه الفترة بيسوع الناصرى . التحول :- كان شاول ذا ميول متطرفه ، عمل على محاربة المسيحية الناشئة وأعتبرها فرقة يهودية ضالة تجدد الديانة اليهودية الرسمية ، وكان يراقب الشماس أستفانوس وهو يُرجم حتى الموت ، بينما كان هو يحرس ثياب الراجمين ، وهو راضى بما يقومون به . على طريق دمشق :- فى طريقه الى دمشق وبحسب رواية العهد الجديد ، قد حدثت رؤيا لشاول كانت سبباً فى تغير حياته .. حيث أعلن الله عن أبنه بحسب ما قاله بولس الرسول فى رسالته إلى أهل غلاطية – وبشكل اكثر تحديداً قال بولس ” أنه رأى الرب يسوع” وحدث ذلك وهو فى طريقه الى دمشق ، وبعدها أقتيد بولس ( شاول ) وهو بعد أعمى الى دمشق حيث أعتمد علي يد حنانيا ورد اليه بصره ، وعرف شاول بعد ذلك بأسم بولس … بعد أعتناق بولس المسيحية قضى فترة من الزمن فى الدول العربية ( ربما يكون بلدية الشام ) – ثم عاد الى دمشق ، وهناك تأمر عليه اليهود لكى يقتلوه وابلغوا عنه الحاكم ، فقام رفاقه بتسهيل هروبه من المدينة ، بأن دلوه فى سل من فوق السور وهو مكانه الأن ” كنسية ماربولس فى باب كيسان اليوم ” . عمله الرسولي ….: بعد ثلاث سنوات ، عاد بولس الى أورشليم ( 40 م) وهو راغب بلقاء رسل المسيح ، فمكث عند بطرس خمسه عشر يوماً قابل خلالها يعقوب البار . بعد ذلك بدأ رحلاته التبشيرية الشهيرة فى الغرب ولكنه قام أولاً بالتبشير فى سوريا وكليكية – وفى العشرين سنة اللاحقة قام بولس بتأسيس العديد من الكنائس فى أسيا الصغرى وثلاث كنائس على الاقل فى أوروبا .. الرحلات التبشـــيرية لبولــس الرســـول :- أولاً : الرحلة التبشـــيرية الاولـــى :- مكث بولس الرسول لفتره من الزمن فى مدينته طرسوس – ومن ثم أنضم الى برنابا وذهبا معاً الى انطاكية حيث وعظاً فيها سنة كاملة ومن هناك انحدروا الى منطقة اليهودية حاملين معهم مساعدات من كنيسة انطاكية ، وبعد ان أكملا مهمتهما غادرا أورشليم برفقتهما مرقس ، من أنطاكية بدأ بولس رحلته التبشيرية الاولى رافقه فيها برنابا ، وفى قسم منها أبن أخت برنابا ( مرقس ) – فعبروا البحر الى قبرص ، وبعد ذلك الى جنوب تركيا ( بيرجه بيسيديه ، أيقونيه ، لستره ، ودربه ) كان بولس ورفاقه يتبعون أسلوباً فى الدعوة ، فقد كانوا ينتقلون من مدينة الى أخرى ينادون باخلاص بيسوع المسيح فى مجامع اليهود وفى الأسواق والساحات العامة حيث اوجدوا جماعات مسيحية جديدة واقاموا لها رعاة وقساوسة ، أنقسم اليهود من مسامتعهم بين مؤيد ومعارض ، واما بولس فقد حول وجهه صوب الوثنيين لتلمذتهم هم ايضاً على ما يؤمن به . مجمع اورشليم :- حوالى سنة 48 م ، وقعت أزمة بين مسيحى أنطاكية حول مسألة الختان عندما وصل الى المدينة مسيحيين ذو خلفية يهودية يطالبون بضرورة تطبيق شريعة الختان على المسيحيين القادمين من الديانات الوثنية لكى ينالوا الخلاص . أما بولس وبرنابا فقد خالفا ذلك بشكل كبير ، ولما لم يتمكنا من حل المسألة – أرسلت كنيسة أنطاكية بهما مع أناس أخرون الى الرسل ومشايخ أورشليم للنظر فى الأمر – وتم عقد ( ما يعتبروه مؤرخو الكنيسة ) أول أجتماع او مجمع كنيسى وهو ” مجمع أورشليم ” . الذى وافقت فيه الكنيسة على مقترحات بولس وبرنابا وهو مؤاده ” لايلزم بالختان كل الأمميون المؤمنون بالمسيح ، – وأنما يكتفى بمنعهم عن ” نجاسات الأصنام ، والزنى ، والمختون ، والدم .” بحسب وصف سفر أعمال الرسـل . بعد هذا الأجتماع ( المجمع )– تم تحديد المهام التبشيرية فى الكنيسة حيث أصبح :- 1 – بطرس ويعقوب البار ويوحنا أبن زبدي رسولاً للختان ( أى لليهود ) . 2 – وأعتبار بولس وبرنابا رسولاً للأمم ( أى غير اليهود ) وفى هذا المجمع تحدد وجه المسيحية كديانة مستقلة وليس كفرع من فروع اليهودية … الرحله التبشيرية الثانية :- أراد برنابا أن يصطحب مرقس معهما .. لكن لم يوافق بولس على ذلك فوقع خلاف وشجار بينهما وأفترقا على إثره ، ومضى بولس فى طريقه مع سيلا وهو أحد الوعاظ المسيحيين – كان هدف بولس الرئيسى من تلك الرحله هو المرور على الجماعات المسيحية التى أقامها فى جنوب الاناضول خلال رحتله الاولى لتفقد أحوالها . فى لستره التقى تيموثاوس الذى أنضم اليه هو الأخر ، ثم تابع طريقه باتجاه الشمال حتى وصل الى (الدردينيل )- ومن هناك عبر الى اليومنان – وفى تلك البلاد أسس بولس كنائس جديدة فى فيلبى وتسالونيكى وبيريه وأثينا وكورنثوس . وخلال أقامة بولس الرسول الطويلة نوعاً ما فى كورنثوس أقام بولس بكتابة رسالتيه الأولى والثانية الى أهل تسالونيكى ( حوالى عام 52 م ) – ومن المحتمل أنه كتب فى تلك الفتره أيضا رسالته الى الغلاطيون – مع أن الباحثيين يرجحون أن تكون هذه الرسالة المكتوبة فى أنطاكيه – هى باكورة إعماله – بينما يذهب أخرون الى أنها كتبت فى فترة لاحقة فى مدينة أفسس – ثم أبحر بولس بعد ذلك إلى قيصرية فى فلسطين ، ومنها قام بزيارة لاورشليم ومن ثم عاد إلى انطاكيه . الحركة التبشيرية الثالثة : ( وهى ما بين سنة 54 – 58 ) . من غلاطية ثم إلى فريجيه ومنها إلى أفسس ( لمده عامين ونصف ) قضاها بولس الرسول فى أفسس وهى أكثر فترات حياته أثماراً حيث كتب فيها رسالتين الأولى والثانية إلى أهل كورنثوس ( حوالى عام 56 م ) بعدها ذهب إلى كورنثوس بنفسه حيث يعد أنه كتب فيها رسالته الى أهل روما – ثم عاد إلى أفسس ، وبعدها إلى اورشليم حيث اعتقل هناك وكانت تلك هى الزيارة الأخيرة للمدينة المقدسة ( بين عاملى 57 ، 58 م ) …. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25532 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنا قد كرّست ذاتي وكلّ ما لي لخدمتك ومحبتك
![]() أنت ربّي وسيدي وإلهي وأنا عبدك وخليقتك وجبلتك أرجوكَ إلهي أن تمنحني نعمَتَكَ، لأخدُمَكَ كما يحسُنُ بعينيكَ، وأبتغي من جودِكَ ومن محَبّتِكَ أن تُضرِمَ قلبي بنارِ حبِّكَ. وتَنزَع منه كلَّ فعلٍ وتَعَلّق لا يُرضيك. فأنا قد كرّستُ ذاتي وكلّ ما لي لخدمَتكَ ومحبّتِكَ، فاصنَع بي ما تشاء، أنتَ ربّي وسيدي وإلهي وأنا عبدُكَ وخليقَتُك وجبلَتُك، بل وأتجاسر أن أدعو ذاتي أحقرَ أبنائكَ، وأدعوكَ أبي الحنون والرؤوف، لكَ المجدُ والشكرُ إلى الأبد. آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25533 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلى خَدِّكَ الأَيْمَن، فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيضًا
![]() إنجيل القديس متّى 5 / 38 – 48 قالَ الربُّ يَسوع: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيْل: أَلْعَيْنُ بِالعَين، والسِّنُّ بِالسِّنّ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: لا تُقَاوِمُوا الشِّرِّير، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلى خَدِّكَ الأَيْمَن، فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيضًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَاكِمَكَ لِيَأْخُذَ قَمِيصَكَ، فَظ±تْرُكْ لَهُ رِدَاءَكَ أَيْضًا. ومَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً واحِدًا، فَظ±ذْهَبْ مَعَهُ مِيلَين. مَنْ يَسْأَلُكَ فَأَعْطِهِ، ومَنْ يُريدُ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلا تُحَوِّلْ وَجْهَكَ عَنْهُ. سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار. فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل. التأمل: ” بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلى خَدِّكَ الأَيْمَن، فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيضًا..!!!” أتت هذه القاعدة لتبطل قاعدة حمورابي “أَلْعَيْنُ بِالعَين، والسِّنُّ بِالسِّنّ” التي تمثل عدالة “الشر” فيتساوى الذنب بالذنب ويبتعد الغفران ويُقتل السلام. ماذا ينفع قلع عين من قلع عينك؟ وكسر سنّ من كسر سنّك؟ وقطع يد من سرقك؟ أو إعدام القاتل أو المجرم من قبل الدولة؟ هنا يتساوى الظالم بالمظلوم والمتهم بالبريء والصالح بالطالح والعاقل بالمجنون والمؤمن بالكافر!!! لم يستطع أي إنسان أن يكسر عدالة “الشر” إلا يسوع، لا بل كسر حلقة العنف، وأكثر من ذلك صنع السلام وحقق عدالة “الحب”. فمن المستحيل أن نفعل حسب قاعدة “أَلْعَيْنُ بِالعَين، والسِّنُّ بِالسِّنّ” ونصل إلى السلام، والمستحيل الأكبر أن نفعل حسب قاعدة يسوع ” بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلى خَدِّكَ الأَيْمَن، فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيضًا..!!” دون حب… من يظن أن تطبيق هذه القاعدة سهلٌ، هو خاطىء تماماً، ومن يظن أن من يطبق هذه القاعدة “جبان” أو أنه ليس من هذا العالم هو خاطئ أيضاً… فمن ضربك على الأيمن يتوقع أن تضربه فيتحكم بردة فعلك ويأسرك بالفعل وردة الفعل (Action – réaction) لا بل تصبح عبداً له يسيّرك كما يريد ويحوّل حياتك الى جحيم. لكن عندما تفاجئ من أذاك في طريقة مبتكرة ونافعة لك وله لردّ الاذية بغير أذية ومداواة الشر بالغفران والكراهية بالحب والحرب بالسلام والعداوة بالاخوّة، ساعتئذٍ تتحرر من غريزتك وترتقي الى مستوى الإنسان الحر والعاقل، وتدخل عالم الابطال القديسين، عمالقة الحب، المبدعون في صناعة السلام… أدرك جيداً القديس فرنسيس هذه الحقيقة وأنشد هذه الصلاة في أفعاله قبل لسانه ” يا رب إستَعمِلني لسلامِكَ، فأضَعَ الحُبَّ حيثُ البغض، والمَغفِرَةَ حيثُ الإساءة، والإتفاقَ حيثُ الخِلاف، والحقيقَةَ حيثُ الضلال، والإيمانَ حيثُ الشك، والرجاءَ حيثُ اليأس، والنورَ حيثُ الظلمة، والفَرحَ حيثُ الكآبة…” آمين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25534 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الـخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح
أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛ لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً. فحِينَ يَقُولُون: سَلامٌ وأَمْنٌ! حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمُ الـهَلاكُ دَهْمَ الْمَخَاضِ لِلحُبْلى، ولا يُفْلِتُون. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فَلَسْتُم في ظُلْمَةٍ لِيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَومُ كالسَّارِق. فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة. إِذًا فلا نَنَمْ كَسَائِر الـنَّاس، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ؛ لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَفي اللَّيلِ يَنَامُون، والَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَفي اللَّيلِ يَسْكَرُون. أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والـمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الـخَلاص. فإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الـخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي مَاتَ مِنْ أَجْلِنَا، لِنَحْيَا مَعَهُ سَاهِرِينَ كُنَّا أَمْ نِائِمِين. فَلِذلِكَ شَجِّعُوا بَعضُكُم بَعْضًا، وَلْيَبْنِ الوَاحِدُ الآخَر، كَمَا أَنْتُم فَاعِلُون. قراءات النّهار: 1 تسالونيقي 5: 1-1/ لوقا 16: 19-31 التأمّل: يمكننا أن نختصر مضمون هذه الرّسالة بفكرتين: – الأولى هي أنّ يوم الربّ لن يأتي فجأةً بالنسبة لأبناء الّنور أي المستعدّين جيّداً لقدومه من خلال الالتزام بأن يكونوا “لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والـمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الـخَلاص”! – الثانية هي أنّ “اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الـخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح” وهو ما يؤكّد أن الله لا يبحث عن الاقتصاص من اخطائنا بل يريد لنا الخلاص من كلّ ما يبعدنا عنه وعن درب الملكوت. رسالة هذا الأحد تحثّنا على الرّجاء الّذي يستند إليه الإنسان في مسيرته الاستعداديّة للحياة الأبديّة من خلال عيش المحبّة الّتي تترجم الإيمان وتغذّي الرّجاء طبعاً! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25535 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صلاة لإيجاد شريك المستقبل
![]() قد يكون من الصعب عيش حالة عدم الارتباط والشعور بالدعوة الى سر الزواج. قد نشعر أن اللّه يدعونا الى الزواج، لكننا لم نلتق بعد بشخص قد نُفكر حتى في مواعدته! مهما كانت الحال، من المناسب دوماً الصلاة والابتهال للّه وسط اضطرابنا وقلقنا فوحده قادر على رفع حملنا وإظهار الطريق الواجب علينا سيره. إليكم صلاة، يمكنكم من خلالها التضرع الى اللّه ليضع في طريقكم من يستطيع أن يسير معكم في وحدتكم. يا يسوع، حبيب الشباب وأعز أصدقائي، أفتح قلبي لك بكل ثقة لأطلب نورك ومساعدتك في مهمة التخطيط لمستقبلي المفصليّة. أعطني نور نعمتك لأقرر بحكمة فيما يتعلق بالشخص الذي سيكون شريكي في الحياة. يا يسوع الحبيب، أرسل لي، من تعتبره بحسب حكمتك مناسباً لأتحد معه في سر الزواج. عسا أن تكون شخصيته/ شخصيتها مرآة لبعض مزايا قلبك المقدس. وعساه/ عساها يتمتع بصفات الوفاء والنقاء والصدق والنبل لكي نرتقي، بجهد مشترك وحب نقي وغير أناني، نحو كمال نفوسنا وأجسادنا. بارك صداقتنا قبل الزواج فلا تدخلها الخطيئة. وليقربنا حبنا المشترك من بعضنا البعض فيكون بيتنا المستقبلي على صورة بيت الناصرة. يا أيتها العذراء النقيّة، أوكل الى عنايتك الخاصة القرار الذي سيكون عليّ اتخاذه بشأن زوجي/ زوجتي المستقبلي(ة). أنت نجمتي المرشدة. وجهيني نحو الشخص الذي أستطيع التعاون معه لتحقيق مشيئة اللّه والذي أستطيع أن أعيش معه بسلام ومحبة ووفاق في هذه الحياة لنصل الى السعادة الأبديّة. آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25536 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() “وَمَاتَ المِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ ظ±لمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم…”
![]() إنجيل القدّيس لوقا 16 / 19 – 31 قالَ الربُّ يَسوع: «كَانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالكَتَّانَ النَّاعِم، وَيَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَفْخَرِ الوَلائِم. وكانَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ ظ±سْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ، تَكْسُوهُ القُرُوح. وكانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الغَنِيّ، غَيْرَ أَنَّ الكِلابَ كَانَتْ تَأْتِي فَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. وَمَاتَ المِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ ظ±لمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم. ثُمَّ مَاتَ الغَنِيُّ وَدُفِن. وَرَفَعَ الغَنِيُّ عيْنَيْه، وَهُوَ في الجَحِيمِ يُقَاسِي العَذَاب، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيد، وَلَعَازَرَ في حِضْنِهِ. فَنَادَى وقَال: يا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، إِرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لَعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُتَوَجِّعٌ في هذَا اللَّهِيب. فَقالَ إِبْرَاهِيم: يا ظ±بْنِي، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْراتِكَ في حَيَاتِكَ، وَلَعَازَرُ نَالَ البَلايَا. والآنَ هُوَ يَتَعَزَّى هُنَا، وأَنْتَ تَتَوَجَّع. التأمل: “وَمَاتَ المِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ ظ±لمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم…” الموت هو نهاية كل شيء بالنسبة لنا نحن البشر، فكل شيء يصبح من الماضي وكأن شيئاً لم يكن موجوداً، هكذا في لحظة واحدة يتغيّر كل شيء، تصبح الحركة جماد والحضور غياب واللحظات سراب والحقيقة هلوسة أطفال أو هذيان في لحظة جنون. في تلك اللحظة الأخيرة ترى الوجوه خيالات أصنام نهشها الدود حتى العظام والمفاصل. ساعتئذ يتغيّر صوت الوجع الى أنين صامت يتأرجح بين الخوف والخزف وكأن الحياة أجاجين خزفية تنكسر مع الموت دون عودة إلى التعافي، لأن العجز يسيطر واليأس يستفرس والقبر يشتاق إلى ابتلاع من هم الان أسياداً أحياء يتربعون على موائد العفن متناسين الكفن وفقراء الارض. ها هو المرض السخيف يُطبق على أسياد الموائد، المتزينين بلباس الكتّان الناعم والحرير النادر، أصحاب القصور الملكية، مالكو الأسهم في الشركات العالمية والدول البترولية الإقليمية والدولية، فينهار كل شيء، كما تنهار الايام والسنين وتنهار الرئاسات وتدفن الأمجاد الباطلة في بلاياها. أما الفقير الذي شبع من بلاياه، يأمره الرب كما في آخر سفر دانيال على لسان الرئيس العظيم مخائيل” قائلا له: “أمّا أنتَ يا دانيآلُ فأخفِ الكَلامَ واختِمِ السِّفرَ.. واذهَبْ إلَى النِّهايَةِ فتستَريحَ..”(دانيال 12 / 4 و13). تلك النهاية السعيدة لفقراء الروح الذين ختموا السفر يتعزون برؤية وجه الرب وهم في حضن إبراهيم هي حلم الأبرار والصديقين. ويبدو أنها حلماً مستحيلاً لمن اغتنوا بأنفسهم وشبعوا من خيراتهم في هذه الدنيا وها هم يتوجعون. تلك الهوة بين الأغنياء بذاتهم وفقراء الروح كان عبورها متاحٌ في هذه الدنيا، يلزمه فقط انفتاحٌ بسيط على الاخر ومشاركته خيرات الارض الزائلة، لكن في الجانب الآخر يشتدُّ عوز هؤلاء الأغنياء إلى نقطة ماء بسيطة ويستحيل عبور حدود الأنانية فتصبح النفس سجينة الرغبات واللذات والكبرياء القاتلة. ألم يتوجه صاحب المزامير الى الرب صارخا متوسلاً إليه بالحاح “أصغِ يا رب إلَى صُراخي، لأنِّي قد تذَلَّلتُ جِدًّا…أخرِجْ مِنَ الحَبسِ نَفسي، لتمجيد اسمِكَ..”(مزمور 142 / 6 – 7). ” كـُن يا رب، غافرًا للموتى المؤمنين الذينَ خُلـِّصوا بِموتِ ابنِكَ الوَحيد. فإذا خَلـُصنا مِنَ الموت، ونَجونا مِنَ الجَحيم، ونَهَضنا مِنَ مطامير التـُراب، عظـُمَت علينا وَعلى أمواتِنا نِعمة ابنِكَ الوَحيد الذي نرجو بواسِطـَتِه نَوالَ المَراحمِ وغُفرانَ خَطايانا وخطاياهُم.”(صلاة من القداس الماروني) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25537 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كـُن يا رب ![]() غافرًا للموتى المؤمنين الذينَ خُلـِّصوا بِموتِ ابنِكَ الوَحيد. فإذا خَلـُصنا مِنَ الموت، ونَجونا مِنَ الجَحيم، ونَهَضنا مِنَ مطامير التـُراب، عظـُمَت علينا وَعلى أمواتِنا نِعمة ابنِكَ الوَحيد الذي نرجو بواسِطـَتِه نَوالَ المَراحمِ وغُفرانَ خَطايانا وخطاياهُم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25538 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مثل الغني ولعازر
لو 16/ 19-31 ![]() وَمَاتَ المِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ ظ±لمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم. ثُمَّ مَاتَ الغَنِيُّ وَدُفِن.وَرَفَعَ الغَنِيُّ عيْنَيْه، وَهُوَ في الجَحِيمِ يُقَاسِي العَذَاب، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيد، وَلَعَازَرَ في حِضْنِهِ. فَنَادَى وقَال: يا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، إِرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لَعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُتَوَجِّعٌ في هذَا اللَّهِيب. فَقالَ إِبْرَاهِيم: يا ظ±بْنِي، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْراتِكَ في حَيَاتِكَ، وَلَعَازَرُ نَالَ البَلايَا. والآنَ هُوَ يَتَعَزَّى هُنَا، وأَنْتَ تَتَوَجَّع. وَمَعَ هذَا كُلِّهِ، فَإِنَّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُم هُوَّةً عَظِيمَةً ثَابِتَة، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْتَازُوا مِنْ هُنا إِلَيْكُم لا يَسْتَطْيعُون، ولا مِنْ هُناكَ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَيْنا. فَقَالَ الغَنِيّ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَ لَعَازَرَ إِلَى بَيْتِ أَبي،فإنَّ لي خَمْسَةَ إِخْوة، لِيَشْهَدَ لَهُم، كَي لا يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلى مَكَانِ العَذَابِ هذَا. فقَالَ إِبْرَاهِيم: عِنْدَهُم مُوسَى وَالأَنْبِياء، فَلْيَسْمَعُوا لَهُم. فَقال: لا، يَا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، ولكِنْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِم وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُون. فقالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: إِنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا!». إن كانوا لا يستمعون إلى موسى والأنبياء، فهم لا يقتنعون ولو قام واحد من الأموات. يسوع انطلق من هذا المثل ليقدّم لسامعيه تعليما جديدًا. بُنِيَ هذا المثل على موضوع إنقلاب الوضع بين السماء والارض. فالمشهد على الأرض يجعلنا أمام شخصين. الأول غني جدًا. ويظهر غناه بلباسه الناعم وولائمه اليومية. والثاني فقير اسمه لعازر. هذا هو الشخص الوحيد الذي نعرف اسمه في أمثال يسوع. ويشدّد "الخبر" على شقائه ذاكرًا مرضه وفقره. من جهة الرفاه و"البعزقة". ومن جهة أخرى الفقر المطلق. لا اتصال ممكنًا بين هذين العالمين. ولا نجد إلاّ كلبًا مشفقًا على لعازر البائس. إن المثل لا يقدّم حكمًا أخلاقيًا. هو لا يقول إن الغني كان شريرًا أو أنانيًا. ولا يقول إن لعازر كان فقيرًا صالحًا فاستحق له صلاحه "السماء". أما ذكر "الوليمة" لدى الغني، فيدّل على أنه عرف أن يتنعّم مع أصدقائه. وهكذا عارض الراوي بين حالتين. وحافظ على هذا التعارض في موت الشخصين بعد أن قلب دور كل منهما. وجد الفقير نفسه "في حضن ابراهيم". أما الغني فكان "فريسة العذاب"، ولا كلب يخفف من آلامه. ويأتي كلام ابراهيم فيشدّد على انقلاب في الوضع: "نلت السعادة على الأرض ولعازر الشقاء. والآن وجد هو العزاء، وجاء دورك بأن تتألّم". لو توقّف الخبر هنا لكان لقدّم تعزية للفقراء ضد الأغنياء فقال لهم: أصبروا. ففي الآخرة تنقلب الأمور. ولكن ما هو البعد الذي أراده يسوع؟ الغني الذي لم يرَ لعازر تحت مائدته، قد فهم أنه ضلّ طريقه. وهو يتمنّى لإخوته الذين يعيشون في الرفاه عينه والعمى ذاته، أن تنفتح عيونهم قبل فوات الأوان. فيشدّد جواب ابراهيم على أن أعظم العجائب لا تفيد شيئًا. هناك وسيلة لا تخطىء تبقي عيوننا مفتوحة: "لهم موسى والأنبياء". لهم كلام الله فليستمعوا إليه وليعملوا بموجبه. وهذا يكفي. إن الشريعة تطلب من المؤمن أن يجمع في جوابه الله والانسان، وأن يبني حتى على الأرض جماعة إيمان ومقاسمة. والأنبياء، ندّدوا بالخطايا الخفية، ولا سيما تلك التي تستبعد الفقراء، وتسيء إليهم. فمن أساء إلى المسكين أساء إلى الله نفسه. فالعهد الذي تلخّصه الوصايا العشر يفرض على المؤمن أن يحب الله والقريب محبة واحدة. فالوصية الثانية (محبة القريب) تشبه الوصية الأولى (محبّة الله( "ويل للذين تمرّغوا في الرفاه واعتبروا أنهم في أمان". هكذا حمل عاموس النبي على الأغنياء، في عصره، وهم يعيشون في الأنانية. لقد سبق يسوع الذي قال: "طوبى للفقراء، ويل للأغنياء". كلمات قاسية، كلمات مخيفة! فكيف نتقبّلها؟ ومثل لعازر والغني صورة معبرّة عن هذا الواقع. ولكن هذا المثل يدفعنا إلى التفكير الجدي. وهو يتوسّع في خطّين: أولاً، الاهتمام بمقاسمة خيراتنا مع المحتاجين. ثانياً، الحياة بعد الموت. والخط الأول يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالخط الثاني. إن الإنجيل يهتم إهتمامًا خاصًا بالفقراء. ونحن ما هو إهتمامنا؟ هناك عاطلون عن العمل. هناك صور من التعاسة المنظورة والخفية. فعلى المسيحيين أن يشاركوا بسخاء في المنظمات الكنسية التي تهتم بالفقراء والمصابين. ونحن نشارك لا بأعمال الصدقة وببعض المال فحسب، بل نضحّي بوقتنا وجهدنا. نستمع إلى الفقراء، نتقبّلهم، نفتح لهم قلوبنا. لا شيء يحلّ محل الاهتمام الشخصي والحديث من القلب إلى القلب مع الذين يتألّمون صامتين، مع الذين يعيشون وحدهم وهم ينتظرون بعض الحب أكثر مما ينتظرون المال. ويعلن يسوع أيضًا في هذا المثل سرًّا عظيمًا: لن يكون للموت الكلمة الأخيرة. فالله يتقبّل في حياته التي هي كلها علاقة حب، كل الذين تركوا هذه الحياة الارضية. نحن أمام حبّ تفتّح منذ هذه الحياة بعطاء ذاتنا لإخوتنا. وموت يسوع وقيامته ختما هذا الوعد وألقيا الضوء على معناه. فحين بذل المسيح حياته في حبّ ذهب به إلى الغاية، دعانا لكي نعطي ذاتنا في بساطة حياتنا اليومية. غير أننا نستطيع أن نرفض هذا النداء، أن ننسى ما يطلبه الله منا. فهل نخاف عقاب الله العادل والمنتقم؟! بل يجب علينا بالأحرى أن نطرح على نفوسنا السؤال التالي: إذا رفضنا أن نحب اليوم، فكيف نستطيع أن نحب غدًا؟ سَنُدان على المحبة. سندين نفوسنا على ضوء المحبة. فعلينا أن نختار بين عالم الحب وعالم اللاحب. علينا أن نختار بين عالم الأغنياء وعالم الفقراء. أما الله فقد اختار. ونحن حين نختار الفقراء والمرذولين والمسحوقين، نختار أن نكون من حزب الله، مع الله. يبدو لوقا قاسيًا بالنسبة إلى الأغنياء. فالغنى يجعل الأغنياء تعساء. الأغنياء تعساء لأنهم عميان، ولأنهم لا يرون الفقير على بابهم. وحين يموت الغني، يفتح عينيه فيرى المسافة التي تفصله عن لعازر الذي تقبّله ابراهيم في حضنه. والأغنياء تعساء لأنهم يصمّون آذانهم عن سماع كلمة الله. فالغني وإخوته لم يستمعوا إلى كلمة موسى والانبياء، فكيف يتقبّلون تعليم لعازر الآتي من عالم الموت؟ حكم لا عودة عنه. وتعارض بين عالم السعادة ونار الألم. هل من مخرج؟ أجل، شرط أن يبدّل الغني نظرته إلى الأمور، ويكتشف أن الغنى ليس ملكًا خاصًا به، بل خيرًا يشرك فيه أخوته. أجل، شرط أن يفتح الغني أذنيه ليسمع صراخ المساكين الذين ظلمهم. فيا رب، أعطنا روح الفقر. وعلّمنا أن نرى في الانسان لا مالاً يملكه، بل صورتك التي تعدنا بأطيب المجازاة لكأس ماء بارد أعطيناها كأنها لك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25539 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لِئَلاَّ تَحْزَنُوا كَمَا يَحْزَنُ سَائِرُ الـنَّاسِ الَّذِينَ لا رَجَاءَ لَهُم
ولا نُريدُ، أَيُّهَا الإِخوَةُ، أَنْ تَجْهَلُوا مَصِيرَ الرَّاقِدِين، لِئَلاَّ تَحْزَنُوا كَمَا يَحْزَنُ سَائِرُ الـنَّاسِ الَّذِينَ لا رَجَاءَ لَهُم. فإِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَام، نُؤْمِنُ أَيْضًا أَنَّ الَّذِينَ رَقَدُوا بِيَسُوع، سَيُقِيمُهُمُ اللهُ مَعَ يَسُوع. ونَقُولُ لَكُم بِكَلِمَةٍ مِنَ الرَّبّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ البَاقِينَ إِلى مَجِيءِ الرَّبِّ لَنْ نَسْبِقَ الَّذِينَ رَقَدُوا، لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ، عِنْدَ إِصْدَارِ الأَمْرِ بِهُتَافِ رئِيسِ الـمَلائِكَةِ وبُوقِ الله، سَيَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء، فَيَقُومُ الأَمْواتُ في الـمَسِيحِ أَوَّلاً، ثُمَّ إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْياءَ البَاقِينَ نُخْطَفُ مَعَهُم في السُّحُب، لِمُلاقَاةِ الرَّبِّ في الـجَوّ، وهـكَذَا نَكُونُ معَ الرَّبِّ على الدَّوَام. فَشَجِّعُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِهـذَا الكَلام. قراءات النّهار: 1 تسالونيقي 4: 13-18 / لوقا 12: 1-7 التأمّل: يطغى أحياناً على عاداتنا في الحزن الطابع العاطفيّ الّذي يسبّب أحياناً إنفصاماً بين محتوى إيماننا المستند إلى قيامة الربّ يسوع والرّجاء بقيامة أمواتنا وبين سلوكنا في المناسبات الحزينة الّذي يتناقض مع ما ورد على لسان مار بولس في رسالة اليوم وهو: “لِئَلاَّ تَحْزَنُوا كَمَا يَحْزَنُ سَائِرُ الـنَّاسِ الَّذِينَ لا رَجَاءَ لَهُم”! يدعونا هذا إلى مراجعة نقديّة لطغيان عواطفنا على إيماننا دون أن يعني ذلك أن نتجرّد من إنسانيّتنا بل المقصود أن نشذّب المبالغات التي تحدث كي نبقى شهوداً للرّجاء واللقاء السّماويّ ولو في وسط الألم والإحساس بالفقدان الأرضيّ! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25540 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ترى مَن بلا خطيئة ولا يحتاج الى توبة
![]() أما زلنا نتذكّر نداء الرّبّ: “فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.” (2 أخ 7: 14) في المقالتين السابقتين تكلّمنا عن أهميّة التواضع والصلاة في حياة الانسان المسيحي المؤمن واللتين نجد فيهما انتصار على التّجارب، خدمة الآخرين ومحبتهم، راحة وتجديد روحي، وسيلة اتصال ومصالحة، قوّة لمحاربة التّجارب، وفيهما تحقيق المعجزات وعظمة وتسليم كلّي للعناية الإلهية. واليوم نتحدّث عن التوبة، عن اعتراف الانسان بأخطائه والرجوع عنها وأهميتها في حياة الانسان المؤمن. لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا ![]() هل هو كيفا أي بطرس، صخرة الايمان المسيحي الذي أنكر الرّبّ يسوع ثلاث مرّات؟ أم بولس الذي اضطهد المسيحيين وكان راضيًا برجم اسْتِفَانُوس رئيس الشمامسة وأوّل الشهداء؟ هل إنه أنطونيوس الذي كاد أن يقع في التكبُّر، إذ ناشد ربَّه قائلًا: مَن أعظم منّي، يصوم ويصلّي لكَ أيّها الرّبُّ القدّوس؟! أم هو أوغسطينوس الذي عاش في شبابه مستهترًا ميالاً للكسل واللهو وارتكاب الشّرور؟! فلا أحد يا اخوتي بلا خطيئة سوى ربنا والهنا يسوع المسيح. ولكن ما يميّز بطرس، وبولس وانطونيوس وأوغسطينوس وأي قدّيس آخر هو اعتراف كل واحد منهم، في مرحلة من حياته، أنه أخطأ وأعوزه مجد الله. فلا بد أن نعترف أننا جميعنا أخطأنا وأعوزنا مجد الله (روم 3: 23) اليوم وأكثر من أي وقت مضى، وفي ظل تعدد العلوم والايديولوجيات والمفاهيم الغريبة عن تعاليم كنيستنا، وأمام تعاليم ابليس المهلكة عن موت الله! أو حتى فكرة عدم وجوده!، علينا أن ندرك من جديد أننا أبناء الله وقد دعينا على اسمه وأننا محبوبون على الرّغم من أخطائنا! فالرّبّ لا يحبُّنا لأنّنا أحببناه أولاً. لقد أحبّنا حتى عندما كنّا نسيرُ مبتعدين عنه! “اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.” (رو 5: 8) ولكن لا يمكننا أن نستغلّ رحمة الله بأن نفعل ما “يحلو” لنا ونقول: “يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! يَاغَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا باللهِ” (لو 12: 16-21) . 1- في أن في التوبة رحمة الله ![]() “وَسَمِعَا (آدم وحواء) صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ.” (تك 3: 8-10) الله يعلم بكل شيء، لكنه يحترم حريّة الانسان ويشجّعه على الاعتراف والتوبة، لذلك نسمعه يسأل آدم: ” أَيْنَ أَنْتَ؟”، “مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟” ثم سأل حواء “مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟” (تك 3: 9 و11 و13). نلاحظ أن الخطيئة تعرّي الانسان من إنسانيته وتبعده عن خالقه وتُدخل في نفسه الخوف “سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ. ” ولكن بالمقابل نرى رحمة الله الواسعة تغمر من جديد آدم وحواء لما اعترفا بخطئهما “وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا” (تك 3: 21). 2- في أن في التوبة فرح وحياة ![]() “أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. “ (لو 15: 22-24). “أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.” (لو 15: 7). الرّبّ يفرح بالإنسان التائب والذي بتواضع يعترف بأخطائه. اذًا فلنتعلّم كيف نلتجئ اليه: “يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ.“ (لو 15: 18-19) 3- في أن في التوبة خلاص ![]() جاء يسوع للخطأة والمضلّين وليس للأصحّاء: “لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ” (لو 19: 10). كان يُعتبر زكا العشار أنه رجل خاطئ ولما ناداه يسوع “يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ” (لو 19: 5) يقول لنا الكتاب المقدّس أن الجميع تذمروا من تصرّف يسوع قائلين “إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ” (لو 19: 7). لكن ما قام به يسوع هو لكي يعلّمنا ألا ندين الخطأة بل أن نتحنّن عليهم وندعوهم الى التوبة لكي نجعل خلاصهم ممكنا. ولقراءتنا النص نُدرك أن قبول زكا دخول المسيح الى بيته هو دليل على اعترافه بأن يسوع هو المخلّص بحيث كان مشتاق لرؤيته ومستعدًّا لقبول وصاياه “فركض متقدمًا وصعد إلى جميزة لكي يراه” (لو 19: 4) ثم نسمعه يقول: “هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ” (لو 19: 8). وهذا دليل أيضًا على أن زكا أراد أن يقوم بأعمال محبة وصدقة ويكفّر عن ذنوبه – فندرك نحن أيضًا أن الصدقة “ما بعمرها فقّرت عاطيها” – فما كان من يسوع الا أن غفر له: “الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ…” (لو 19: 9) اذ، “لَيْسَتْ مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ “. (متى 18: 14) 4- في أن في التوبة شفاء ![]() “يَا سَيِّدُ، لاَ تَتْعَبْ. لأَنِّي لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي. لِذلِكَ لَمْ أَحْسِبْ نَفْسِي أَهْلًا أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ. لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيَبْرَأَ ولدي” (لو 7: 6-7). يعترف قائد المئة عن عدم استحقاقه أن يأت الرّبّ يسوع الى بيته ولا حتى أن يذهب هو اليه، ولكن يعلن عن إيمانه بأن يسوع قادر أن يغفر له خطاياه ويشفي ابنه. فيعلّمنا بذلك ألا نخاف أن نطلب من الله الشفاء ولو كنا نعيش تحت ثقل الخطيئة. المطلوب أن نعترف بأخطائنا ونصدّق أن الرّبّ يريد أن يسامحنا وقادر أن يشفينا. الرّبّ يسوع يقول لنا اليوم أيضًا: “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.” (مت 11: 28) كما ونلاحظ أيضًا في معافاة المخلّع أن التوبة ومغفرة الخطايا أساس للشفاء. فالشفاء الرّوحي أولاً ثم يأت الشفاء الجسدي. “يا بُنَيَّ، مَغفورَةٌ لكَ خطاياكَ. قُمْ واحمِلْ سريرَكَ واذهَبْ إلَى بَيتِكَ! (مر 2: 5 و11). 5- في أن في التوبة ربح الملكوت ![]() الرّبّ يسوع صُلِبَ ومات وقام من أجل خطايانا وفي كل مرّة أنظر الى يسوع المعلّق على الصليب، أتذكر الحديث الذي دار بين اللّصَّين وكيف أن أحدهما خطف في لحظة حياة أبدية مع الرّبّ! “َكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلًا: “إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!” (لو 23: 39) فَأجَابَ الآخَرُ وَانْتَهَرَهُ قَائِلًا: “أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ“.ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: “اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ“. (لو 23: 40-42) ديماس، اسم ذلك اللّص الذي اعترف بخطاياه من على الصليب “ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا ” – لكي يشجعنا نحن أيضًا على الاعتراف بخطايانا – وليس هذا فقط بل اعترف بيسوع أنّه المسيح الرّبّ الملك والمخلّص “اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ“. وجواب يسوع لديماس يبرهن لنا عن رحمة الله الواسعة التي تغمر كل خاطئ يتوب ويعترف بيسوع مخلّصًا له فينال النصيب الأفضل: “الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ” (لو 23: 43). نعم ان في التوبة ربح عظيم ![]() إذا كان في الخطيئة موت فبالتوبة قيامة. فلا تخف، أخي المؤمن، من خطيئتك انما أمقطها واعترف بها واطلب من الرّبّ أن يغفر لك. ما من خطيئة لا يستطيع الرّبّ أن يغفرها. تشجّع وردّد كل يوم كلمات المزمور 51: “ارحمني يا الله، كعظيم رحمتك، وكمثل رأفتك، أمح مآثمي. اغسلني كثيرا من اثمي، ومن خطيئتي طهرني، لأني أنا عارف بآثامي، لك وحدك خطئت والشر قدامك صنعت يا الله. ارحمني يا الله”. |
||||