![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 25431 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف أغريغنتية (+603م) 23 تشرين الثاني غربي (6 كانون الأول شرقي) ![]() نشأ القدّيس غريغوريوس في إحدى مدن صقلية الإيطالية. كان أبواه خاريطن وثيودوتي تقيين، وقد نذراه لله وهو في "مهد الأقمطة" وعهدا به إلى عرّابه بوطاميانوس الأسقف وهو في سن الثامنة. وما أن بلغ الثانية عشرة حتى صار قارئاً. كان يومذاك قد حفظ كتاب المزامير غيباً. وإذ كان الله قد منّ عليه بصوت عذب فإن قراءته للكتاب المقدس كانت بهجة لنفوس سامعيه. غير أن اهتمامه الأول كان لا في تلاوة الكتاب المقدس بل في التأمل فيه ليل نهار. لذلك استعان بالصوم والصلاة. ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره استبد به شعور جامح دفعه لزيارة الأماكن المقدسة فغادر إليها متوخياً فهماً أفضل لأسرار الكتاب المقدس. من صقلية إلى أورشليم وبتدبير من الله التقى غريغوريوس في تونس، في طريقه إلى أورشليم، ثلاثة رهبان كانوا متوجهين إلى هناك فأخذوه معهم. عبر المسافرون بطرابلس الغرب وبعض مدن مصر ولم يصلوا إلى القدس إلا بعد أربعة أشهر من انطلاقهم لأن الرحلة كانت على الأقدام. ويبدو أن غريغوريوس حافظ خلالها على نظام غذائي صارم فلم يكن يتناول الطعام سوى مرة واحدة كل يومين أو ثلاثة، كما استمر منشغلاً بتأملاته في الكتاب المقدس. أقام غريغوريوس في الأرض المقدسة ست سنوات قضى أربعاً منها راهباً في الصحراء برعاية شيخ روحاني مجرّب. وقد كان قبلة الأنظار. كثيرون مجّدوا الله عليه لصرامته في النسك وكماله المبكر في فضائل الطاعة والصبر واليقظة واستنارته في فهم غوامض الكتاب المقدس. وقد نما غريغوريوس في النعمة والقامة إلى حد جعل عارفيه يلقبونه بـ "الذهبي الفم" الثاني. وعرج على أنطاكية ومن القدس انتقل قديسنا إلى أنطاكية فالقسطنطينية حيث نزل في دير على اسم القديسين سرجيوس وباخوس. همّ غريغوريوس في هذا الدير كان الصلاة والتأمل في مؤلفات القديس يوحنا الذهبي الفم. ويبدو أنه اعتاد السلوك يومذاك كغريب عن جسده حتى لم يكن يتناول إلا قليلاً من الخضار، ويومي السبت والأحد فقط. اطلاع القديس غريغوريوس على كتابات الآباء كان واسعاً ومدهشاً. أحضره بطريرك القسطنطينية مرة لديه لامتحانه. وفيما بدأ البطريرك بتلاوة مقطع غامض للقديس غريغوريوس اللاهوتي ليشرحه له أكمله قديسنا غيباً وقدّم بشأنه تفسيراً جلياً. هذا وقد كان للقديس غريغوريوس، أثناء إقامته في القسطنطينية، دور مهم في دحض هرطقة المشيئة الواحدة ورد العديدين من الذين تبنوها إلى الإيمان القويم. بعد القسطنطينية توجّه قديسنا إلى رومية حيث أقام فترة من الزمن إلى أن جرى اختياره أسقفاً على مدينة أغريغنتية القريبة من بريتاريوم، موطن قديسنا الأول في صقلية. وقد منّ عليه الله منذ ذلك الحين بموهبة صنع العجائب. إشاعة كاذبة بشأنه كأسقف انصرف غريغوريوس بغيرة إلهية وهمة لا تعرف الكلل إلى تنظيم أبرشيته وسيامة الكهنة والشمامسة وافتقاد رعاياه والسهر على المساكين والاهتمام بالتعليم الديني للصغار، وغير ذلك من شؤون الرعاية، فأحبّه الناس وتعلقوا به. وقد جرت على يده حوادث شفاء كثيرة كتطهير البرص وإبراء الصم والبكم والمشلولين وطرد الأرواح الشريرة. وإذ لم ترق نجاحاته لعدو الخير حرّك بعض ضعفاء النفوس الحاسدة الذين منهم كاهن يدعى سابينوس وشماس يدعى كريشنسيوس فبدأوا يثيرون ضده إشاعات مفادها أن فيه شيطاناً لأنهم وجدوه لا يأكل ولا يشرب، وأن ما يأتيه من عجائب شفاء للمرضى إنما هو من عمل السحر والشعوذة. وقد تمادى الحاسدون في تآمرهم عليه إلى حدّ دفعوا معه بامرأة هوى إلى تمثيل دور قذر لتشويه صورته وسمعته. الرواية، في هذا الشأن، تقول أن المرأة تسللت إلى داره يوماً فيما كان يقيم الذبيحة الإلهية في الكنيسة. وما إن عاد برفقة بعض الناس الذين كان منهم سابينوس الكاهن وكريشنسيوس الشماس إلى دار المطرانية حتى خرجت المرأة من غرفة نومه في حال مثيرة للشبهات. وطبعاً صعق الحاضرون، وأخذ الكاهن والشماس المتآمران يعيّران الأسقف ويحركان الحاضرين ضده، فيما وقف غريغوريوس صامتاً هادئاً وكأنه مستعد أن يتحمل نتائج شائنة لم يرتكبها. كحمل بريء من العيب سيق إلى الذبح ولم يفتح فاه. ألقي غريغوريوس في السجن، وبات الناس كأنهم مقتنعون بأنه مذنب. ثم جرى نقله إلى رومية حيث بدا البابا هناك مقتنعاً هو أيضاً بثبات التهمة عليه. لذلك حبسه سنتين كاملتين من دون محاكمة. أخيراً تألفت هيئة خاصة للنظر في قضيته. وإذ حضرت المرأة الزانية للشهادة، استبد بها روح شرير فأخذت ترغي وتزبد. ولما حارت المحكمة في أمرها صلّى القديس غريغوريوس من أجلها فخرج منها الروح الخبيث. إذ ذاك اعترفت، بدموع، أنها اتهمت رجل الله زوراً وأنها فعلت ذلك بدافع الرشوة. ثم كشفت عمن كانوا وراء المؤامرة فبانت الحقيقة وأُعيد لغريغوريوس الاعتبار فيما كان نصيب المفترين الخزي. تقول الرواية في هذا الشأن أن أكثر من مئة شخص وجدت وجوههم سوداء كالفحم لذنبهم وجرى نفيهم. بعد ذلك عاد القديس غريغوريوس إلى أبرشيته وسط تهليل الشعب المؤمن وقد استمر في خدمتها إلى أن رقد بسلام في الرب في أواخر القرن السادس أو أوائل القرن السابع للميلاد. والكنيسة تمدحه وتستجير به بالترنيمة التالية: "لما كنت نذرت للرب منذ الطفولة كمثل صموئيل المجيد قديماً، سمعت المخلص يدعوك ثلاثاً نظيره أيضاً. ولما كنت قد طهّرت نفسك بنعمة الفضائل، أهلت لتلقي نعمة الكهنوت، فقدت قطيعك إلى مراعي معرفة الله وتلألأت بالأشفية. فيا أبانا غريغوريوس تشفع إلى المسيح الإله أن يمنح غفران الزلات للمؤمنين المقيمين، من كل القلب، تذكارك المقدس". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25432 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس بالاماس العجائبي رئيس أساقفة سالونيك (+1359م) 14 تشرين الثاني غربي (27 تشرين الثاني شرقي) ![]() مهاجرون مقرّبون من القصر ولد القديس غريغوريوس بالاماس في مدينة القسطنطينية في العام 1296 للميلاد. كان من عائلة من النبلاء. أبوه وأمه مهاجران من بلاد الأناضول تركاها إثر غزوة الأتراك لها. كان أبوه عضواً في مجلس الشيوخ مقرباً من الإمبراطور البيزنطي أندرونيكوس الثاني باليولوغوس. يروى عن أبيه أنه كان يتعاطى الصلاة القلبية ويغيب عما حوله حتى في محضر الإمبراطور. وقد كان يحدث أن يطرح عليه أندرونيكوس سؤالاً فلا يجيبه لأنه كان غارقاً في صلاته. ويبدو أنه صار راهباً واتخذ اسم قسطنديوس عندما أحس بدنو أجله. أما أمه فكانت هي الأخرى تقية، حادة الذكاء، تتمتع بمواهب جمة. وقد كان لها على ابنها أطيب الأثر. كما اقتبلت هي أيضاً الحياة الرهبانية. كان لغريغوريوس أربعة أخوة، أختين وأخوين. وإثر وفاة أبيه تعهّد العائلة الإمبراطور أندرونيكوس. وهكذا تيّسر لغريغوريوس أن يحصّل قدراً وافراً من العلم الدنيوي. كما أمضى سنواته حتى العشرين أو الثانية والعشرين في القصر الملكي. يروى عنه أنه كان صعباً عليه، أول أمره، أن يحفظ غيباً فكان يركع ثلاث مرات ويصلي لوالدة الإله صلاة حارة. وبمعونتها توصل إلى الحفظ عن ظهر قلب بسهولة. درس البيان والخطابة والطبيعيات والمنطق. وقد أبلى في الفكر الفلسفي بلاء حسناً، لاسيما في المنطق الأسطوري حتى كان يبدو لمعلميه وكأنهم يسمعون فيه أرسطو بعينه. لا للوظيفة، نعم للدير ولم تغر غريغوريوس نجاحاته ولا كانت له في دنيا الوظائف العامة طموحات. لذا حوّل طرفه ناحية أخرى تحرّك صوبها قلبه بكليته: الرهبنة. اعتاد قبل ذلك أن يلتقي رهباناً ينحدرون من الجبل المقدس (آثوس). وكان هؤلاء يرشدونه إلى الابتعاد عن العالم ويشجعونه على الذهاب إلى الجبل المقدس. كما كانوا يوصونه بالتروّض على أتعاب الفضيلة قبل ترك العالم. وهكذا بدأ بالسلوك بالفقر إلى حد أن بدأ من حوله يظنون أنه فقد عقله. وقد كان له في شخص ثيوليبتوس، أسقف فيلادلفيا العتيد، خير أب روحي ومعلم حثّه ونشّأه على يقظة القلب والصلاة النقية. العائلة إلى الرهبنة أخيراً عزم غريغوريوس على ترك العالم والانصراف إلى الحياة الرهبانية الملائكية. ولما كان بكر أخوته وصاحب الكلمة الأولى في العائلة محل أبيه، فقد رأى أن الحل الأوفق يتمثل في أن يترك هو وأمه وأخواه وأختاه والخدم العالم ويقتبلوا الحياة الديرية. وهكذا كان: توزعت الأم والأختان والخدام على أديرة في القسطنطينية وارتحل غريغوريوس وأخواه، مكاريوس، وثيودوثيوس، إلى الجبل المقدس (آثوس). كان ذلك في العام 1316 للميلاد. في عهدة أب هدوئي نزل غريغوريوس وأخواه في مكان قريب من دير فاتوباذي في الجبل المقدس، ووضعوا أنفسهم في عهدة أب هدوئي يدعى نيقوديموس. والهدوئية طريقة رهبانية نسكية تتمثل في حياة نصف مشتركة يتحلق فيها الرهبان حول شيخ روحاني فيسلكون في النسك والصلاة ويذهبون في السبوت والآحاد إلى الدير الذي يعتبر اسقيطهم من توابعه ليشتركوا في الخدم الليتورجية وسرّ الشكر. أمضى غريغوريوس في هذا الموضع ثلاث سنوات قضاها في الصلاة والصوم والسهر. كان ذكر والدة الإله لديه دائماً، يستعين بها على نفسه. ويذكر مترجم سيرته أنه فيما كان يصلي مرة ظهر له يوحنا اللاهوتي، شيخاً وقوراً، وقال له: "لقد أرسلتني إليك ملكة الكل والفائقة القداسة لأسألك لما تصرخ إلى الله في كل ساعة: أنر يا رب ظلمتي! أنر ظلمتي؟! فأجاب غريغوريوس: وماذا أطلب أنا الممتلئ أهواء وخطايا غير الرحمة والاستنارة لأدرك مشيئة الله القدّوسة وأعمل بها؟ فقال له الإنجيلي: إن سيّدة الكل تقول لك بواسطتي أنها جعلتني معها معيناً لك في كل شيء. فسأله غريغوريوس: وأين تريد أم ربي أن تساعدني أفي الحياة الحاضرة أم في الآتية؟ فأجاب يوحنا اللاهوتي: في الحياة الحاضرة والآتية معاً...". إلى اللافرا فإلى الصحراء توفي أخو غريغوريوس الأصغر، ثيودوسيوس، وكذا نيقوديموس الشيخ فانتقل غريغوريوس وأخوه الثاني، مكاريوس، إلى دير اللافرا الكبير الذي كان أول دير في الجبل المقدس (آثوس) والذي أسسه القديس أثناسيوس الآثوسي في القرن العاشر للميلاد. بقي غريغوريوس في اللافرا ثلاث سنوات ساد خلالها بنعمة الله والجهاد المرير والنسك الشديد لا على أهوائه وحسب بل حتى على ضرورات الطبيعة. فلقد حارب النعاس وتغلب عليه إلى حد أنه بقي ثلاثة اشهر بلا نوم إلا قليلاً من الراحة بعد الطعام حتى لا يفقد عقله صوابه. بعد ذلك خرج غريغوريوس إلى الصحراء طالباً المزيد من الخلوة والهدوء، فاستقر حيناً في اسقيط يدعى "غلوسيّا" حيث تتلمذ لناسك شهير في الهدوئية اسمه غريغوريوس البيزنطي فأخذ عنه الأسرار الفائقة للصلاة العقلية ولرؤية الله السامية. وقد اكتسب خلال إقامته في هذا الاسقيط تواضعاً عميقاً اقترن بمحبة لا توصف لله والقريب. كما ساعدته الخلوة والهدوء على تركيز العقل في القلب والدعوة باسم الرب يسوع بنخس، فأضحى كله صلاة وصارت الدموع العذبة تتدفق من عينيه كمن معين ماء لا ينضب. لم تطل إقامة غريغوريوس في هذا الاسقيط أكثر من سنتين أو ثلاث غادر بعدها إلى تسالونيكي بسبب غارات القراصنة الأتراك (1325م)، وكان بصحبته اثنا عشر راهباً من الأخوة. الهدوئية العامة في تسالونيكي، اشترك غريغوريوس لبعض الوقت في حلقة روحية كان يقودها ايسيدوروس، بطريرك القسطنطينية العتيد وأحد تلامذة القديس غريغوريوس السينائي. الفكرة من هذه الحلقة كانت أن الروحانية الهدوئية ليست للرهبان وحدهم بل لعامة المؤمنين أيضاً. وعليه سعى غريغوريوس وايسيدوروس إلى نشر ممارسة صلاة الرب يسوع بين الناس من حيث هي الأداة الأولى لتفعيل نعمة المعمودية. مثال في الفضيلة سيم غريغوريوس كاهناً وهو في سن الثلاثين (1362م). ثم انتقل إلى منطقة فاريا الواقعة على الحدود بين مقدونيا وتراقيا واستقر في إحدى مغاورها الجبلية نظير النساك القدامى. هناك، فيما يبدو، قسى على نفسه أشد القسوة، فكان لا يخرج من قلايته خمسة أيام كاملة في الأسبوع إلا السبت والأحد ليشترك في خدمة الأسرار الإلهية وينفع إخوته بكلام روحي. وقد تركت هذه المرحلة من حياته بصماتها على صحته البدنية فأصيب بمرض في الأمعاء. كان الرهبان والنسّاك في منطقة فاريا ينظرون إلى غريغوريوس كمثال لحياة الفضيلة لأن حياته الملائكية، على حد تعبير مترجمه، "كانت تدهش الجميع وتدخلهم في نشوة"، وكذا كلامه وحكمته الإلهية الفائقة. كما "كان يظهر في بعض الأحيان يقظاً متجهاً كله إلى الله مغتسلاً بدموعه العجيبة، وأحياناً أخرى كان وجهه يظهر بشكل فائق الطبيعة بهياً لامعاً ممجداً بنار الروح القدس، خاصة عندما كان يخرج من القداس الإلهي أو من هدوء صلاته في القلاية". إلى آثوس من جديد لم يطل المقام بغريغوريوس في فاريا أكثر من خمس سنوات إذ اضطر تحت غارات الصربيين إلى العودة إلى الجبل المقدس (آثوس) حيث نزل في منسك القديس سابا التابع لدير اللافرا الكبير والرابض فوق أكمة تعلو على الدير ويحتاج قاصدها إلى ساعة سيراً على الأقدام ليصل إليها. هناك انصرف غريغوريوس إلى تواصل أعمق وربه فبلغ معاينة الله في نور الروح القدس والتأله. هنا يروي مترجمه أنه فيما كان ذهنه مرة ملتصقاً بالله "أخذه نعاس خفيف فعاين الرؤيا التالية: ظهر وهو يمسك بيديه وعاء مملوءاً حليباً. وقد أخذ الحليب فجأة يفيض كنبع وينسكب خارج الوعاء. ومن ثم ظهر وكأنه استحال خمرة ممتازة ركية الرائحة... فجأة ظهر له إنسان نوراني بلباس عسكري وقال له: لما لا تعطي يا غريغوريوس للآخرين بعضاً من هذا الشراب العجيب المنسكب بغزارة بل تتركه يذهب هدراً؟ ألا تعلم أنه هبة من الله ولن ينضب أبداً؟ فأجاب غريغوريوس: لا طاقة لي على منح مثل هذا الشراب لأحد ولا يوجد من يطلب مثل هذا النوع من الشراب. أجابه الرجل: وإن لم يكن ثمة من يسعون في طلب في مثل هذه الخمرة، في الوقت الحاضر، فإن عليك أن تعمل وسعك ولا تتهاون في تقديمه للآخرين. أما الإثمار فمتروك لله". هكذا أيقن غريغوريوس أنه قد آن الأوان لمباشرة عمل كتابي يفيد منه من يحرّك الله قلوبهم. بعض مقولاته كتابات القديس غريغوريوس عظيمة الأهمية. لذا، وإكمالاً للفائدة، نورد بعض مقولاته. يقول أنه متى اعتزل الإنسان العالم واستغرق في النشوة الكاملة للروح فإن الله يكشف له ذاته. إذ ذاك تنشقّ الظلمة ولا يبقى غير نور الله يدعونا إليه مؤطراً بنار معتمة. هذا النور هو الله نفسه. فإن صلّى المرء بمنتهى البساطة في القلب وكرّر الكلمات "ربي يسوع المسيح، يا ابن الله، ارحمني" أيضاً وأيضاً، فإنه يؤدي، بذلك، العمل الفائق الذي من أجله خُلق، لأنه سيجد نفسه أخيراً في دائرة الضوء الذي أشرق على قمة ثابور يوم التجلي الإلهي. كان غريغوريوس يرى الكون مشحوناً بطاقة (energy) التجسّد الإلهي وكذا بجمال العذراء مريم. في عينه أن الأرض موضع إلهي جماله يكاد لا يحتمل. فإن نور التجلي لم يكف عن السطوع. وثمة قديسون يعاينون هذا النور، بعدما جاء المسيح في الجسد، بحراً لا حدّ له يفيض بصورة عجيبة من شمس وحيدة هي جسد المسيح. يقول: "في الاسم القدوس طاقة إلهية تخترق قلب الإنسان وتغيّره متى انبثت في جسده". وكان يؤمن أن ثمة نَفَساً إلهياً معطى للناس يتحرك في أجسادهم المادية، والجسد يقتني القداسة بهذا النَفَس الإلهي المنسكب فيه، وأن الجسد كالنَفْس مخلوق على صورة الله وهو ليس شراً بحال. وللقديس غريغوريوس قول مأثور عن أهمية الجسد "إن الإنسان بفضل كرامة الجسد المخلوق على شبه الله هو أسمى من الملائكة". كان يقول أنه من النفس تنسكب في الجسد طاقة إلهية بصورة متواصلة وأن الملائكة وإن كانوا أدنى إلى الله فلا أجساد لهم تنسكب فيها الطاقة الإلهية على هذا النحو. وعنده أن الإنسان يصبح إلهاً متى انكب على التأمل وعاين في موضع القلب نور التجلي المتوهج. هذا ومع القديس غريغوريوس انتهى الجدل الذي طالما كان قائماً بين قائل بإمكان إدراك الإنسان لله وقائل بخلاف ذلك. فيما أن نعمة الله قد صار بالإمكان معاينتها في النور غير المخلوق المتدفق في "موضع القلب"، وبما أن الرهبان، ولاسيما القديسين، يتمتعون بهذه النعمة، في أعمق تأملاتهم، لذا يخلص غريغوريوس إلى أن الله بات بالفعل قابلاً للمعاينة لأنه هو إياه هذا النور. ومع ذلك يبقى الله، إلى الأبد، غير منظور، يبقى في جوهره كذلك. بكلام آخر، الله معروف في ذاته، في شخصه كنور غير مخلوق، لا في جوهره. بكلمات القديس غريغوريوس نفسه: "ليس لنا أن نشترك في الطبيعة الإلهية، ومع ذلك، وبمعنى من المعاني، لنا أن نشترك، وبيسر، في طبيعة الله، لأننا ندخل في شركة معه، فيما يبقى الله تماماً وفي الوقت نفسه بمنأى عنا. لذا نؤكد معاً، وفي وقت واحد، أمرين متناقضين نسرّ بهما ونعتبرهما مقياساً للحقيقة". على هذا خلص القديس غريغوريوس إلى أن التجلّي الإلهي على قمة ثابور هو أعظم ما أتاه الرب يسوع من أعمال. التجلي الإلهي يفوق حتى سر الشكر. وقد كتب "أن نور ثابور هو ملكوت الله". لم يكن نوراً مفاجئاً لأنه لا بداية له ولا نهاية، لا يحد في زمان ولا مكان ولا يمكن إدراكه بالحواس العادية. ومع ذلك صار معروفاً والذين اشتركوا في طاقة الله عرفوه وتألهوا به. فالتلاميذ الذين وقفوا فوق قمة ثابور قد رأوا النور وأضحوا كائنات سماوية لأنهم لما حدقوا فيه تروحنت أجسادهم. هذا النور المعمّي عاينه القديس بولس في دمشق وإيليا النبي عندما أخذته عن الأنظار عربة النار وموسى عندما وقف بالعليقة المحترقة. وكيف يلتمس المرء هذا النور؟ قبل كل شيء، بالتوبة والدعوة باسم الرب يسوع واستدعاء رحمة الاسم القدوس. القديس غريغوريوس بالاماس هو لاهوتي الروحانية الأرثوذكسية الأول. إن كل آباء البرية والذين استغرقوا في خبرة صلاة الرب يسوع والتماس النور الإلهي قالوا واختبروا ويختبرون ما سكبه القديس غريغوريوس في قالب أجاد في حبكه. وقد كان التعبير عن هذا التراث الحي غاية في الأهمية في القرن الرابع عشر لأن الروحانية الأرثوذكسية تعرّضت، آنئذ، لهجمات من الداخل والخارج كان يمكن أن تحوّلها عن مسارها وتغيّر ملامحها وتلقيها في خضم التيارات الفكرية التي بدأت تعبث بالغرب، آنذاك، والتي تمثلت في بعث الفكر الفلسفي الإغريقي والوثنيات القديمة وتمخضت، فيما بعد، عن التيارات العقلانية والحركة البروتستانتية، كما خلقت المجتمعات الدهرية التي أخذت ترتكز على الفلسفة الإنسانية والأخلاقيات دون الإلهيات وأفرعت ما يعرف بفلسفة "الله مات". المواجهة التاريخية في هذا الإطار كانت المواجهة التاريخية الشهيرة بين القديس غريغوريوس بالاماس والراهب برلعام. كان برلعام من كالابريا، في جنوبي إيطاليا، يوناني اللسان. جاء إلى مدينة القسطنطينية خلال العام 1338 فذاع صيته في أوساط المفكرين فيها كعالم وفيلسوف مميز، كما خصّه الإمبراطور ورئيس وزرائه بإكرام وتقدير كبيرين. كان برلعام أرثوذكسياً في الظاهر وقد كتب ضد اللاتين. قال بعدم إمكان معرفة الله في ذاته، واستند في تعاطيه مع مؤلفات الآباء الشرقيين إلى تحليلاته الذهنية والفلسفية دون الخبرة الصلاتية، لذا اصطدم بما كان يدّعيه الهدوئيون من إمكان معرفة الله ومعاينة النور غير المخلوق عن طريق صلاة الذهن في القلب والتركيز والإيقاع الجسديين الموافقين لها. \فشنّ عليهم حملة شعواء وكفّرهم بحجة الخروج على عقائد أساسية مسلّم بها في الكنيسة. إذ ذاك انبرى القديس غريغوريوس بالاماس للدفاع عن تراث طالما عاش الرهبان في كنفه وخبروه حياً في ذواتهم على مدى الأجيال. وطبعاً كان لكل من الاثنين، غريغوريوس وبرلعام، مناصروه في كافة الأوساط: القصر والجيش والأساقفة والمفكرين والرهبان وحتى العامة. وهكذا قامت الدنيا ولم تقعد ردحاً من الزمان. في هذه الفترة بالذات كتب القديس غريغوريوس ثلاثيته في الدفاع عن القديسين الهدوئين. وقد التأم مجمعان، خلال شهري حزيران وآب من العام 1341، في أروقة آجيا صوفيا، وأدانا برلعام الذي تحوّل إلى الغرب وصار أسقفاً في إيطاليا. غير أن رحيل برلعام لم يكن كافياً لوضع حد للصراع، فقام أكندينوس بمتابعة الحملة ضد القديس غريغوريوس والرهبان وناصره في رأيه بطريرك القسطنطينية، يوحنا كاليكاس، لأسباب سياسية. ولكن، أقيل البطريرك في العام 1347م وأخذ مكانه ايسيدوروس الذي زكى غريغوريوس وجعله أسقفاً على سالونيك. وكان أهم المجامع المنعقدة في هذا الشأن ذاك الذي التأم في شهر تموز من العام 1351م والذي أدان آخر أعداء بالاماس، الفيلسوف نقفر غريغوراس، وأعلى شأن القديس غريغوريوس والكتابات التي وضعها من حيث تعبيرها الصادق والصافي عن إيمان الكنيسة الأرثوذكسية. وقوعه في الأسر ولعل آخر وأهم حدث في السنوات الأخيرة من حياة القديس غريغوريوس كان وقوعه في الأسر. فبينما كان ينتقل بطريق البحر من تسالونيكي إلى القسطنطينية وقع في أيدي القراصنة الأتراك الذين استاقوه إلى آسيا الصغرى حيث بقي أسيراً ما يقرب من سنة (1353 – 1354م). أمران أساسيان ميّزا هذه الفترة من حياة قديسنا، كما يتضح من الرسائل والوثائق العائدة إليها، أولهما التسامح الكبير الذي كان الأتراك يعاملون به المسيحيين، سواء الأسرى منهم أو سكان المناطق المحتلة، والثاني اهتمام القديس غريغوريوس بالدين الإسلامي. وقد تجلّى الأمر الأخير بصورة خاصة، في الحوار الصريح الذي كان للقديس غريغوريوس مع الابن الأكبر للأمير التركي أورخان. وبنتيجة هذا الحوار عبّر قديسنا عن الأمل في أن "يحل يوم"، على حدّ تعبيره، "يصبح فيه بإمكاننا أن نفهم بعضنا بعضاً...". ويبدو أن قديسنا عاش في هدوء خلال القسم الأكبر من هذه الفترة في دير من ديورة نيقيا إلى أن افتداه بالمال بعض الأتقياء الصرب. رقاده أما رقاد القديس غريغوريوس فكان في تسالونيكي في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني من العام 1359 للميلاد، بعد أشهر من المرض الشديد. ويذكر مترجمه أنه "بعد أن فارقت جسده روحه الطاهرة، أظهرت نعمة الروح القدس البهاء الداخلي الذي كان في نفسه وذلك بطريقة عجيبة، إذ أن نوراً ساطعاً ملأ تلك القلاية التي كانت فيها رفاته. فاستضاء وجهه وجسده لم يزل بعد جاثياً يابساً قبل الدفن... وقد لازمت نعمة الروح القدس رفاته الشريفة واستبان مسكناً للنور الإلهي ومنبعاً للعجائب والمواهب ومستشفى عاماً مجانياً. لذلك لقب بالعجائبي...". هذا وقد أعلنت قداسة القديس غريغوريوس في مجمع عقد في القسطنطينية بعد تسع سنوات من رقاده، في العام 1368م، برئاسة تلميذه وصديقه، فيلوثاوس، البطريرك المسكوني، وهو الذي كتب سيرته. وقد وصفه المجمع بأنه "الأعظم بين آباء الكنيسة". طروبارية للقديس غريغوريوس بالاماس باللحن الثاني يا كوكب الرأي المستقيم، وسند الكنيسة ومعلمها، يا جمال المتوحدين ونصيراً لا يحارب للمتكلمين باللاهوت، غريغوريوس العجائبي، فخر تسالونيكية وكاروز النعمة، ابتهل على الدوام في خلاص نفوسنا. قنداق غريغوريوس بالاماس ياللحن الثاني إننا نمدحك بأصوات متفقة يا غريغوريوس المتكلم بالإلهيات، يا بوقاً بهياً للتكلم باللاهوت، وآلة شريفة إلهية للحكمة، فبما أنك ماثلٌ لدى العقل الأول بمثابة عقلٍ، أرشد عقلنا إليه أيها الأب لكي نصرخ هاتفين: السلام عليك يا كاروز النعمة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25433 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديسين الشهداء غوريا وصامونا وحبيب 15 تشرين الثاني غربي (28 تشرين الثاني شرقي) ![]() كان غوريا وصامونا وحبيب من ناحية الرها. ولعلهم، كما ذكر البطريرك مكاريوس الزعيم في "قديسون من بلادنا"، من قرى تابعة لمدينة حلب: غوريا من قرية قطما غربي عزاز، وصامونا من قرية عندان وحبيب من قرية تل عدا. وقد قضوا شهداء للمسيح بين العامين 289و322 للميلاد. فأما غوريا وصامونا فكانا مواطنين ذا شأن، وقيل كاهنين، في زمن الإمبراطور ذوكليسيانوس (284-305م). فلما شنّت السلطات حملة على المسيحيين، كان لهذين المجاهدين دور فاعل في تشديد المؤمنين وتثبيتهم في الإيمان لئلا يخور أحد منهم تحت وطأة التهديد فيكفر بالمسيح. وقد أمّنا الاتصال بالموقوفين وعزيّاهم وحملا إليهم بعض ما يحتاجون إليه. وبقيا كذلك إلى أن انتهى خبرهما إلى الوالي أنطونينوس فألقى جنوده القبض عليهما وأوقفوهما أمامه. فلما مثلا لديه هدّدهما أو يكفرا بالمسيح. فقاوماه قائلين: "إذا رضخنا لمرسوم قيصر متنا ولو أبقيت علينا". "لا نخونن الإله الأوحد الذي في السماء ولا نستبدلنّه بصورة من صنع أيدي الناس. المسيح إلهنا وإياه نعبد لأنه، بصلاحه، أنقذنا من الضلالة، فهو ضياؤنا وطبيبنا وحياتنا". وإذا توعّدهما الوالي بأنه سيذيقهما أمرّ العذاب وسيسلمهما إلى الموت لو عاندا، أجاباه: "لن نموت، كما تظن، بل سنحيا. أجل، نحن نؤمن أننا إن عملنا مشيئة ذاك الذي خلقنا حيينا. لذلك تهديداتك لا تخيفنا. والتعذيبات تكون إلى حين ثم تعبر كأنها لم تكن ولا تؤثر فينا. لكننا نخشى العذاب الأبدي المدّخر للأشرار والساقطين. أما إلهنا فيهبنا أن نحتمل عذاباتكم التي لا تلبث أن تزول متى خرجت النفس من الجسد". استشاط الحاكم غيظاً، لكنه أمر بسجنهما ريثما يفكّر في لون التعذيب الموافق لهما. وانقضت بضعة أيام ثم أمر بتعليقهما، كلاً بيد واحدة في الهواء خمس ساعات متواصلة، فثبتا ولم يتزعزعا. فأمر بإلقائهما في حفرة مظلمة ثلاثة أشهر ونصف الشهر، ومنع عنهما الطعام والشراب إلا الأقلّ من القليل. ولما أعادهما إليه من جديد وجدهما راسخين ولو أوهنهما الضيق والعذاب. "لا نعودن عن إيماننا ولا عن كلامنا. افعل ما أمر به قيصر، فلئن كان لك سلطان على أبداننا فليس على أرواحنا". فأمر الوالي بإخراجهما من حضرته وتعليقهما في الهواء من الرجلين. أخيراً، عيل صبر الحاكم فقضى بإنزال عقوبة الإعدام بهما. كان ذلك في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني من العام 289م. فلما بلغ المجاهدين الحكم تهلّلا. "نحن أشقى الناس ولا نستأهل أن نحصى في عداد الأبرار ولا أن نقارن بهم. لكن عزاؤنا قول المعلم: "من أضاع حياته من أجلي يجدها" (متى 39:10). "فالمجد لمن أهلنا لاحتمال العذابات لأجل اسم الرب يسوع المسيح". وإذ سيق غوريا وصامونا إلى مكان الإعدام وارتفع السيف فوق عنقيهما صلّيا هكذا: "يا أبا ربنا يسوع المسيح، تقبّل روحينا واحفظ جسدينا ليوم القيامة". ثم قطعت هامتاهما. وذاع خبر شهادة الاثنين بين الناس فتراكضوا غير عابئين بخطر يداهمهم وجمعوا بقاياهما، حتى الدماء التي أرويا بها التراب، وواروهما الثرى بالبخور والمزامير والتسابيح لمجد الله. أما حبيب فقد استشهد في المدينة عينها، الرها، بعد ذلك بحوالي ثلاثة وثلاثين عاماً. وخبره أنه كان شماساً يقيم مع والدته في زمن ليسينيوس. فلما حمل الإمبراطور على المسيحيين في العام 309 للميلاد، أخذ حبيب يطوف بهمة في القرى المحيطة بالرها يجمع المؤمنين ويشدّدهم ويقرأ عليهم الكتب المقدّسة. فلما بلغ خبره حاكم الرها، المدعو ليسانيوس، اغتاظ وأعطى الأمر بالبحث عن الشمّاس الجسور الوقح هذا وإلقاء القبض عليه. وإذا لم يقع الجنود له على أثر أوقفوا والدته وبعض أهل قريته. وما أن علم حبيب بما جرى حتى أيقن أن أوان الاستشهاد قد حان فجاء وأسلم نفسه. سيق الشمّاس الغيور أمام الحاكم للاستجواب فأبدى شجاعة وثباتاً فائقين، فأمر ليسانيوس بجلده دون هوادة. ثم بعد أيام علقوه وفسخوه ومزّقوا لحمه بأمشاط من حديد. فلم يخر بل قال: "كما تثمر الشجرة متى رويت كذلك تقوّي هذه التعذيبات عزيمتي" فتعجب الوالي وسأله بلهجة الحانق العاجز: "أهذا ما يعلمك إياه دينك أن تكره جسدك وتسرّ بالآلام؟!". فأجاب حبيب بشق النفس: "نحن لا نكره أجسادنا، لكننا نفرح إذا ما تأملنا في الحقائق غير المنظورة، ولنا ثقة بالوعد أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن للذين أحبوا المسيح". احتار الحاكم ماذا يعمل بهذا المعاند. السيف قليل عليه. فأمر بإحراقه على نار خفيفة. ولما أخذه الجند لتنفيذ الحكم اجتمع بعض المؤمنين، وكانت أم الشمّاس من بينهم مجللة بالبياض وكأنها في عيد. وإذ ألقاه جلاّدوه في النار لفظ، للحال، أنفاسه الأخيرة وأسلم الروح. وقد تمكن المسيحيون من إخراجه من دائرة النار، ثم حملوه وواروه التراب في نفس الموضع الذي كانت في بقايا غوريا وصامونا. ومرّت أعوام قليلة وانتهى عهد الاضطهاد فبنى المسيحيون كنيسة في المكان ونقلوا رفات الشهداء الثلاثة إليها. ومنذ ذلك الوقت صارت تقام لهم ذكرى واحدة كل عام في مثل هذا اليوم. هذا ويذكر التاريخ أن الله أجرى برفات القديسين الثلاثة عجائب جمّة. وإحدى هذه العجائب أنه كانت لأرملة رهّاوية ابنة صغيرة السن شاءها أحد المجنّدين من الأصل الغوطي أو ربما الكردي زوجة. وإذ وجدت الأرملة نفسها مغلوبة على أمرها أعطت الرجل ابنتها بعد أن قسم لها عند قبر الشهداء الثلاثة، غوريا وصامونا وحبيب، أن يصونها ويتخذها لنفسه زوجة شرعية. وسافر الجندي إلى بلاده. لكنه لم يف بوعده بل عامل الفتاة كأمة وجعلها لخدمة زوجته الأصيل. فلما ماتت الزوجة، دفنت الفتاة الرهاوية معها، ربما كانت العادة في تلك المحلة. فأخذت الفتاة في القبر تنوح وتستنجد بالشهداء الثلاثة، فظهروا لها وحملوها في لحظة، في طرفة عين، وأعادوها إلى موطنها الأول، في الرها. وهكذا وجدت الفتاة في اليوم الثاني في كنيسة الشهداء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25434 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس العجائبي رئيس أساقفة قيصرية الجديدة (+270م) 17 تشرين الثاني غربي (30 تشرين الثاني شرقي) ![]() أبصر غريغوريوس - وكان اسمه في الأساس ثيودوروس - النور في مدينة قيصرية الجديدة في بلاد البنطس حوالي العام 213 للميلاد. كان والداه وثنيين وكان له أخ وأخت. وقد سمح له وضع عائلته بتلقي نصيب لا باس به من العلم، فدرس الآداب والفقه والخطابة. تمتع بمواهب جمة وامتاز بالحكمة والوداعة ومال إلى الهدوء والتأمل. كان في صباه غير ما كان عليه أترابه. وكثيراً ما حاولوا اجتذابه إليهم أو حتى إرباكه فلم ينجحوا في تحويله عن خط سيره. مرة دفعوا بواحدة من الغواني فدنت منه أمام الملأ وطالبته بما لها عليه لقاء متعة مزعومة قضتها معه، فلم يجبها ولا دافع عن نفسه بل أعطاها ما تريد و تركها تذهب. توفي والده وهو صغير السن وشاءت والدته لما رأته فيه من ذكاء حاد وميل إلى العلم أن ترسله إلى مدرسة بيروت التشريعية الشهيرة في ذلك الزمان. ولمّا كانت أخته على أهبة الزواج من وكيل حاكم فلسطين فقد رافقها هو وأخوه، اثينودوروس، على قيصرية على أمل الانتقال منها إلى بيروت بعد ذلك. ولكنه تعرّف في قيصرية إلى المعلم المشهور أوريجنوس فأخذ بعلمه ومنطقه وتقواه وآثر البقاء في قيصرية. لازم غريغوريوس وأخوه أوريجنوس خمس سنوات واعتمدا منه. وقيل أنهما لحقا به إلى الإسكندرية لبعض الوقت بعدما جدّ حاكم فلسطين في طلبه إثر موجة جديدة من الاضطهاد على المسيحيين. وأخيراً عاد غريغوريوس إلى موطنه فلقيه قومه بالترحاب وانهالت عليه عروض التوظيف. ولكن، كانت عين غريغوريوس في غير مكان فترك الحياة العامة واهتمامات الدنيا وانصرف إلى البرية ينشد النسك والصلاة والتأمل في الكتاب المقدّس. ويقال أنه لازم القفر بضع سنوات. وان هو سوى زمان حتى ذاع صيت فضائله وبلغ أذني فيديموس، أسقف أماسيا التي تقع قيصرية الجديدة في إطارها، فأراد أن يجعله أسقفاً على مسقط رأسه رغم انه كان بعد في الثلاثين. قيصرية الجديدة كانت يومها وثنية إلا سبعة عشر شخصاً اقتبلوا المسيحية. فلما علم غريغوريوس بعزم الأسقف ترك مكانه وتوغل في البريّة هرباً. إلا أن ذلك لم يثن فيديموس عن قصده ولا منعه من تنفيذ رغبته. فقد لجأ إلى طريقة قلّما ألفها تاريخ الكنيسة أو أقرّتها الأعراف، إذ عمد إلى سيامته غيابياً وأنفذ له علماً وخبراً بذلك. في هذه الأثناء جاء غريغوريوس صوت من السماء يقول له: "أذعن لإرادة رئيسك وأسقفك فيديموس. أنها هي اياها إرادة الله". فترك منسكه للحال وتوجه إلى أماسيا حيث وضع نفسه في تصرف أسقف المدينة. كأسقف على قيصرية الجديدة أبدى غريغوريوس غيرة وهمّة كبيرين. وقد منّ عليه الله بمواهب جمّة، فتمكّن بالمحبة والصلاة والكلمة وصنع العجائب من هداية أهل المدينة والجوار. ويقال أن عدد الوثنيين في المدينة كان مساوياً، عند وفاته، لعدد المسيحيين وقت دخوله إليها أسقفاً: سبعة عشر. هذا علماً بأن زمن ولايته كان زمن حرب وطاعون واضطهاد. أما عجائبه التي أورد قسماً كبيراً منها كل من القدّيسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النيصصي فكانت غزيرة، واسعة النطاق، مدهشة. قيل أنه كان له سلطان على الأرواح النجسة والجبال والمياه وكان يشفي المرضى وكانت له موهبة النبوة ويعرف مكنونات القلوب. كما كان، بنعمة الله، قادراً على الاختفاء عن أعين مضطهديه. يروى في هذا الشأن أنه بعدما أطلق داكيوس قيصر شرارة الاضطهاد على المسيحيين حوالي العام 250 للميلاد انصرف غريغوريوس وجمع غفير من أبناء رعيته إلى الجبال المتاخمة لقيصرية الجديدة. وحدث ذات مرة، أن جنوداً رصدوه، هو وشماسه على إحدى القمم فصعدوا إليه وكادوا أن يدركوه بعدما كانوا على بعد خطوات معدودة منه. ولكن ماذا جرى؟ تقدّم الجنود قليلاً إلى الأمام فعاينوا شجرتين باسقتين ولم يروا أثراً فعادوا خائبين. وبعدما همدت حملة الاضطهادات هذه، عمد غريغوريوس إلى جمع رفات الشهداء وجعل لهم أعياداً سنوية ثابتة. ولعل بعض مواطن الإبداع في ما فعله غريغوريوس كان تعيننه أعياد الشهداء في نفس الأيام التي اعتاد الوثنيون إقامة احتفالاتهم وسمح ببعض مظاهر الفرح والتعييد الوثنية. بكلام آخر عمّد غريغوريوس الأعياد الوثنية، تمثّلها، وبالتالي ساعد على إلغائها من وجدان الناس. من جهة أخرى يذكر القدّيس غرغوريوس النيصصي الذي كتب سيرة سميّه العجائبي أنه أول من شهد التاريخ القديم لمعاينته لوالدة الإله. ففي إحدى الليالي ظهرت له والدة الإله برفقة القدّيس يوحنا اللاهوتي وكشفت له سر وحدة الجوهر الإلهي والتمايز بين الاقانيم الثلاثة، الآب والابن والروح القدس. وقد شكل هذا الكشف ما عرف ردحاً من الزمن بدستور القدّيس غريغوريوس العجائبي الذي اعتادت تلاوته كنائس قيصرية الجديدة والجوار. وهذا الدستور عينه استعان به الآباء في المجمع المسكوني الثاني (381 م) لإخراج دستور الإيمان المعروف إلى يومنا إلى النور. هذا الكشف جعل الآباء ينظرون إلى غريغوريوس وكأنه موسى ثان يتلقى الإعلانات الإلهية مباشرة من لدن العلي. أما رقاد القدّيس غريغوريوس فكان بسلام في الرب بين العامين 270 و275 للميلاد. وقد قيل أنه أوصى بأن يدفن في قبر الغرباء لا في قبر خاص لأنه لم يختص نفسه بشبر أرض في حياته ولم يشأ أن يختص جسده بشبر واحد في مماته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25435 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبينا البار غريغوريوس البانياسي (+842م) 20 تشرين الثاني غربي (3 كانون الأول شرقي) ![]() تفيد مصادر قديمة انه من مدينة بانياس التي هي إحدى المدن العشر الواقعة إلى الشرق من بحيرة طبرّية، فيما تفيد مصادر أخرى أنه من إحدى المدن العشر الواقعة ضمن حدود مقاطعة ايصافريا، إلى الغرب من كيليكيا. أبصر غريغوريوس النور في النصف الثاني من القرن الثامن للميلاد من أبوين تقيين هما سرجيوس وماريا. الدور الأكبر في تنشئته للمسيح كان لأمه. أبدى ميلاً لدراسة الكتب المقدّسة والتردّد على الكنيسة وهو بعد في الثامنة من عمره. وما أن بلغ سن الرشد حتى رغب إليه ذووه في الزواج فأبى لأن رغبة قلبه كانت أن يصير راهباً. وإذ لم يجسر أن يصارح والديه بالأمر فرّ من البيت سراً ولجأ إلى أحد الديورة فإلى ثان فثالث حيث أقام مرتاح القلب أربعة عشر عاماً. ويبدو أنه فاق أقرانه في فضائل الحياة المشركة، لاسيما في الطاعة والتواضع. بعد ذلك سمح له رئيس الدير بالانصراف إلى الحياة النسكية فأقام في مغارة في الجوار. في هذه المغارة واجه غريغوريوس سيلاً من التجارب القاسية. فكانت الشياطين تظهر له في شكل آفاع وحيوانات سامة لتدخل الرعب إلى نفسه وتحمله على ترك الموضع. لكن رجاء غريغوريوس بالله كان عظيماً فلم تزعزعه مؤامرات العدو ولا عطّلت عليه صلاته. لم يترك إبليس حيلة إلا لجأ إليها ليقلع هذا المجاهد من مكانه. وإذ أشعل شهوة الجسد تضرّع غريغوريوس إلى الرب بدموع وانكسار عظيم فرفع عنه وسق تجربة الجسد. ومنذ ذلك الحين لم يعد لتوترات البدن تأثير عليه، وأخذ يخطو صوب اللاهوى بخطى حثيثة ثابتة. وفيما كان مرة جليس المغارة، مجتمع النفس، في هدأة وصلاة عميقين، إذا به يخطف ونور يسطع في السماء مصحوباً برائحة طيب ويملأ المغارة. وبقيت الحال على هذا المنوال بضعة أيام. وقيل انتقل في الروح إلى الفردوس وعرف ما سيعرفه المختارون في حلول القيامة العامة. أضحى كأنه خارج الزمن. ولما جاء تلميذه لخدمته، بعد ذلك بأربعة أيام، بدا له كأنه لم يمرّ عليه أكثر من ساعة واحدة في النور. وشاءه الرب بعد ذلك أن يخرج إلى العالم لتظهر للناس فضائله واستقامة رأيه. فانتقل إلى أفسس فإلى تراقيا فتسالونيكي فكورنثوس فكلابريا فروما. وفي روما اعتزل في قلاية ثلاثة أشهر دون أن يدري بأمره أحد. ولما خرج طرد بصلاته شيطاناً تلبّس بإنسان فتدفّق عليه الناس يوقّرونه كقدّيس، ففرّ إلى سيراكوزا حيث حبس نفسه في برج مهجور لينعم بالسكينة. هنا أيضاً شنّ عليه الشياطين هجمات عديدة فردّها بقوة الصلاة. وإذ علم بوجود زانيّة شقية في الجوار ذهب إليها وهداها وجعلها تقتبل الحياة الملائكية وتحوّل بيتها من بيت للفجور، إلى بيت للصلاة، إلى دير. وأيضاً جرت على يده عجائب أخرى وطرد شياطين كثيرة. ومن جديد بدأ الناس يشقّون طريقهم إليه ويتكاثرون. فهرب. عاد إلى تسالونيكي وأقام في كنيسة مهجورة على اسم القدّيس ميناس، كان لا يخرج منها إلا متى جاع. وقد جعل الله له جاراً يزوّده ببعض الطعام متى خرج. وفي غضون سنوات معدودة بدأ يستقبل تلاميذ ويجترح العجائب على نطاق واسع. وقبل أن يغادر إلى السماء مرض وصبر على مرضه رغم أنه كان قادراً على أن يطلب من الرب الإله رفعه عنه. شاء أن يكون في الضعف والألم ليكون رجاؤه في السماويات كاملاً. أخيراً تمكّن من دخول القسطنطينية بعدما كانت مقفلة في وجهه بسبب الحرب التي شنّها بعض الأباطرة على الأيقونات ومكرميها. في القسطنطينية عرف غريغوريوس بيوم رقاده سلفاً وفيها انتقل إلى جوار ربّه بسلام. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25436 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الشهيد في الكهنة غفرائيل (+1659) 3 كانون الأول غربي (16 كانون الأول شرقي) ![]() كان أسقفاً على بيثينيا. اجترأ فعمّد مسلماً. مثل أمام القاضي فخيّره هذا الأخير بين الموت وقبول الإسلام. فضّل الموت أمانة لمسيحه. فجرى شنقه في 3 كانون الأول 1659م. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25437 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس غريغوريوس الهدوئي (+1406م) 7 كانون الأول غربي (20 كانون الأول شرقي) ![]() صربي الأصل. طلب الحياة الرهبانية منذ فتوته. انضم إلى القديس غريغوريوس السينائي الكبير المعيّد له في 6 نيسان. فسلك في خطاه. أسس دير القديس نيقولاوس المعروف اليوم بدير غريغوريو (نسبة إليه) في جبل آثوس. نسك في موضع يبعد أربع ساعات عن هذا الدير. تكاثر عليه الرهبان والزوّار. اضطر أن يترك الجيل المقدّس بسبب غزوات الأتراك. ارتحل إلى صربيا واستقر في ناحية هادئة من نواحي "برانيتشيفو". اجتمع إليه تلامذة هناك فأسس لهم ديراً في غورنياك. ومن غورنياك انطلق تلاميذه إلى أنحاء مختلفة من صربيا فأسسوا عدة أديرة. وإليهم يعود الفضل في نشر صلاة القلب بين الشعب الصربي. قبل قليل من رقاد القديس غريغوريوس عاد إلى آثوس. وقد بقيت رفاته في دير غريغوريو إلى سنة 1761م حين شبّ حريق، فجرى نقلها إلى صربيا حيث استقرت في الدير الذي أنشأه فيها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25438 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس الشهيد في الكهنة غفرائيل الصربي (+1659م) 13 كانون الأول غربي (26 كانون الأول شرقي) ![]() رئيس أساقفة صربيا في زمانه. شعبه كان في ضيق عظيم بسبب الاستعمار التركي. اقتصاد البلد كان محطماً. حاول غفرائيل أن يستنهض الهمم. أحبه الشعب حباً جماً. اضطرته الحاجة إلى التماس العون من روسيا وفلاخيا. أذن له الأتراك بالسفر وفي نيتهم أن يضعوا يدهم على الكنيسة عبر أحد الإكليريكيين الوصوليين، مكسيموس. طالت غيبة غفرائيل. لما عاد وجد أن مكسيموس أعلن نفسه رئيس أساقفة بدلاً منه. لجأ إلى المحاكم ولجأ إلى الشعب لكن على غير طائل. اتهمه مكسيموس لدى الأتراك بإثارة الشعب ضدهم. اليهود قال أنه هدى بعضاً منهم إلى المسيحية وأنه سعى ليعمل الشيء نفسه ببعض الأتراك المسلمين. اتهم بالخيانة. أودعه الأتراك السجن. عرضوا إطلاق سبيله إن قبل الإسلام فلم يقبل. بقي أميناً لمسيحه وكنيسته. جرى شنقه في بروسّا في 13 كانون الأول من السنة 1659م وقيل من السنة 1681. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25439 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبينا الجليل في القدّيسين غريغنتيوس، أسقف أكسوم (القرن6م) 19 كانون الأول غربي (1 كانون الثاني شرقي) ![]() ولد في ميلانو مطلع القرن السادس الميلادي. نشأ على الفضيلة في كنف والدين تقيّين. لما بلغ السن القانونية سيم شماساً. أقبل على حياة النسك زماناً حتى منّ عليه الربّ الإله بموهبة صنع العجائب. تعهدّه ناسك عاش قريباً من المدينة. عرف أن الرب الإله يريده أن يكون أسقفاً في مكان بعيد. تكوّن لديه هذا اليقين بعدما تنبّأ له الناسك بذلك وظهر له الرسول بطرس في رؤيا. ارتحل إلى الإسكندرية. في تلك الأثناء فرغ كرسي أكسوم في أثيوبيا فبعث ملكها ألسبان (كالب) إلى بطريرك الإسكندرية يسأله إيفاد أسقف جديد يكون تقياً حكيماً ويتمتع بالغيرة الرسولية. بحث البطريرك عن شخص مناسب فلم يوفّق. لجأ إلى الصلاة. أثناء الصلاة ظهر له مرقص الرسول وأعلمه أن الرب الإله قد اختار رجلاً إيطالياً اسمه غريغنتيوس ليكون هو الأسقف العتيد. وأن الرجل مقيم عند فلان من سكان المدينة. امتلأ البطريرك فرحاً وأرسل في طلب الشاب. لما حضر أعلمه بقصد الله له. أقام غريغنتيوس عند البطريرك أياماً ثم جرت سيامته وأُرسل برفقة آخرين إلى أثيوبيا. انكبّ غريغنتيوس على خدمة شعبه الجديد فعلّم وثبّت الإيمان وركّز دعائم أبرشيته. قرابة العام 523م شنّ ملك سبأ الحميري، المدعو ذو النؤاس، وكان يهودياً، حملة على المسيحيين وفتك بالعديد منهم. على الأثر جرّد ألسبان (كالب)، ملك الحبشة، حملة على حِمْيَر وتمكّن منها وأقام عليها واحداً اسمه إبراهيم ملكاً. وكان على غريغنتيوس أن ينعش المسيحية في النواحي المفتتحة فسام العديد من الكهنة والشمامسة ووزّعهم على النواحي المضروبة للملمة المسيحيين. أما اليهود، وكانوا كثراً، فكان على غريغنتيوس أن يسعى إلى هدايتهم إلى الإيمان بالمسيح. ففي بلدة اسمها صافار كان أكثر السكان من اليهود. هؤلاء ذهبوا إلى الملك إبراهيم وعرضوا عليه أن يدخلوا في مباحثة إيمانية مع المسيحيين فإن تمكّن المسيحيون من إقناعهم صاروا على دينهم. دامت المناظرة بضعة أيام وحضرها آلاف من الناس. بدا غريغنتيوس أكثر علماً وأقوى حجة من سائر المعلمين اليهود. فلما رأى اليهود أنهم أفحموا. وأبوا مع ذلك أن يستسلموا، قال أحدهم: إذا كان يسوع الذي صلبه آباؤنا ابن الله بالفعل وهو حي كما تقولون فليُظهر ذاته لنا ونحن مستعدّون لأن نؤمن به. على الأثر انعزل القديس غريغنتيوس عن الجماعة قليلاً ورفع صلاة حارة إلى ربّه في هذا الشأن. فجأة زلزلت الأرض وصوّت الرعد وبدت السماء على وشك أن تتمزّق. وإذ بها تنفتح من جهة الشرق وتظهر غيمة مضيئة تشتعل بهاء وتنحدر ببطء صوب الأرض باتجاه الموضع الذي كان القوم مجتمعين فيه. في وسط الغيمة انتصب رجل ذو جمال لا يوصف، مشعّ الوجه وثيابه كالبرق. هذا مشى في الغيمة حتى وقف فوق الأسقف. كل الحاضرين رأوه في مجد وجلال لا يدانى، ومن الخوف سقطوا على وجوههم. إذ ذاك هتف غريغنتيوس: "قدوس واحد، رب واحد، يسوع المسيح، لمجد الله الآب، آمين!" فخرج صوت من لدن المجد الإلهي يخاطب اليهود ويقول لهم: "من أجل صلوات الأسقف، يشفيكم المصلوب من جحود آبائكم!" وارتدّت الغيمة ببطء إلى الوراء كما أقبلت إلى أن توارت. بعد ذلك اعتمد اليهود بأجمعهم وكانوا زهاء خمسة آلاف. تابع غريغنتيوس رعايته لشعبه إلى أن رقد في الرب مكمّلاً بالفضائل في 19 كانون الأول سنة 552م. ذكر أن الكنيسة في سبأ تابعت مسيرتها بسلام حتى ظهور الإسلام. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 25440 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() زوجة الرجل العصبي ![]() كان هناك زوجه طيبة جدا متزوجه من رجل عصبي المزاج في اغلب الاحيان.. كانت لطالما الزوجه تقوم بطهي الطعام و تعده اعدادا جيدا لزوجها العزيز على قلبها رغم طبعه العصبي... ولكن كلما كان يتذوق الزوج الطعام يبدأ بالصراخ و يقول ان الطعام سيء المذاق وانه يحتاج المزيد من الملح و المنكهات...وكانت الزوجه تحاول اقناعه بانه لذيذ و ليس به شيء... باتو على هذه الحاله وهي تحتمل عباراته القاسيه اتجاهها..فكان يصف طعام جميع النساء اللواتي يعرفهن بانه افضل من طعامها... مرت الايام و سئم الزوج تصرف الزوجه...فقرر ان يهددها بانه سوف يتزوج عليها اذا لم يتغير طبعها...ولكنها بقيت على حالها. .فاخبرها انه سوف يتزوج واحضر فستان الزفاف ووضعه في غرفة حتى تنطلي عليها الحيله كمحاوله اخيره معها . وفي يوم الزفاف الوهمي دخلت زوجته الى داخل غرفته ووضعت ورقه داخل الفستان.. عندما حل المساء دخل الزوج حتى يعيد الفستان لاصحابه..واذ يجد الورقة...قراها و صدم... كانت الرساله تقول : اختي..اردت اخبارك ان سبب هذا الزواج هو ان طعامي يخلو من الملح و المنكهات فقط!! زوجي الحبيب مريض .. لكنه يذعر و يخاف من فكرة المرض لذلك اخفيت عنه الموضوع و تحملّت زواجه الاخر...حتى لا يخف ولايشعر بالنقص لانه عصبي المزاج اخاف ان يضر نفسه...رجاءا لا تضعي الملح او المنكهات فهي تضر جدا به! احيانا من يحبوك يتصرفون تصرفات غير مفهومه بالنسبة لك...ربما يغيظوك و ربما تشعر انهم غير مبالين..لكن في الحقيقة هم اكثر الناس لطفا بك و ارحمهم بك |
||||