![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 24321 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أاترُكْها، يا سَيِّدي، هذِهِ السَّنةَ أيضًا ![]() ا”أترُكْها، يا سَيِّدي، هذِهِ السَّنةَ أيضًا” “وقالَ هذا المثَلَ كانَ لِرَجُل شَجرَةُ تِـين مَغروسَةٌ في كَرمِهِ، فجاءَ يَطلُبُ ثَمرًا علَيها، فما وجَدَ. فقالَ لِلكرَّامِ لي ثلاثُ سَنواتٍ وأنا أَجيءُ إلى هذِهِ التِّينَةِ أطلُبُ ثَمرًا، فلا أجِدُ، فاقطَعْها لماذا نَترُكُها تُعَطِّلُ الأرضَ . فأجابَهُ الكرَّامُ اترُكْها، يا سَيِّدي، هذِهِ السَّنةَ أيضًا، حتى أقلِبَ التُّربَةَ حَولَها وأُسمِّدَها. فإمَّا تُثمِرُ في السَّنةِ المُقبِلَةِ وإمَّا تَقطَعُها”. ” أاترُكْها، يا سَيِّدي، هذِهِ السَّنةَ أيضًا…” عندما عاد أديسون الصغير الى بيته, قال لأمه: “هذه الرسالة من ادارة المدرسة”. غمرت الدموع بيرق عينيها وهي تقرأ لابنها الصغير فحوى الرسالة، حيث قرأت له:”ابنك عبقري والمدرسة صغيرة عليه وعلى قدراته، عليك أن تعلميه بالبيت.” مرت السنوات وتوفيت والدة أديسون، الذي أصبح أكبر مخترع في التاريخ البشري. وفي أحد الايام بينما كان يفتش في خزانة أمه وجد رسالة قديمة هذا نصها: ” ابنك غبي جدا، فمن صباح الغد لن ندخله الى المدرسة.” بكى أديسون لساعات طويلة، من ثم كتب في في دفتر مذكراته :” أديسون كان طفلا غبيا، ولكن بفضل والدته الرائعة تحول الى عبقري.” هذه القصة هي من بين ملايين القصص التي تثبت أن الرحمة تغلب العدالة. لقد تشفع الكرام، الذي يمثل كل والد أو والدة أو مربي من بيننا، عند مالك الكرم كي يقلب الارض حول التينة ويسمدها، لان لديه ايمان قوي أنها ستثمر في السنة القادمة. هي الكلمة الجميلة والمشجعة التي تقلب كل المقاييس وتجعل من الغبي عبقريا، هي النظرة المتفائلة بمستقبل أطفالنا التي تجعل منهم عباقرة المستقبل. لا يوجد طفل من دون ذكاء، لكنه قد يتأخر ليعطي ثمرا. اذا لنتحرك اليوم ايجابيا نحو الطفل المتأخر أو المتعثر، لنقلب الواقع السلبي من حوله، ولنكرمه بسماد التفاؤل والعطف وبريق الامل وقوة النعمة الالهية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24322 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب”! قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل: “أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟ فَإِذَا وَجَدَهُ حَمَلَهُ عَلَى كَتِفَيْهِ فَرِحًا. وَيَعُودُ إِلى البَيْتِ فَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالجِيرَان، وَيَقُولُ لَهُم: إِفْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِيَ الضَّائِع! أَقُولُ لَكُم: هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة!”. التأمّل: تخيّل بأنّك تائه في وسط غابة أثناء الليل في ليلةٍ مظلمةٍ لا قمر فيها ولا نجوم! بالطبع، ستشعر بالخوف أو بالرعب إلى أن يكسر صوتٌ أليف وحشة الظلمة وما إن يتبيّن لك بأنّ هذا الصوت هو شخصٌ تعرفه، ستشعر من جديد بالأمان وستجد سلامك المفقود! هذا هو شعور الخروف المفقود حين يجده الرّاعي ويعيده إلى رفاقه وهو ما يجدر به أن يكون شعور الخاطئ حين يعود بالتوبة إلى قلب الكنيسة عبر بوّابة التوبة حيث الله يؤكّد عودة الخاطئ إلى حيث يفترض به أن يكون. هذا هو سرّ فرح الله والجماعة المسيحيّة بمحبّة الله للإنسان وبمفاعيل توبة كلّ من ضاع في ليل هذا العالم وهمومه! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24323 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مثل المديونين
![]() خطأً نظن أن معنى الغفران هو نسيان الإساءة، وهو الأمر الذي يجعل الغفران أمر شبه مستحيل.. مديونان! كان هناك عبدًا مديونًا للملك بعشرة آلاف وزنة، فذهب ذلك العبد ليطلب مهلة لسداد الدّين. ونظرًا لإستحالة سداد مثل هذا المقدار من الدّين، رحم الملك العبد و تنازل عن حقه في المال. وكان لهذا العبد رفيق مديونًا له بمئة دينار (الدينار عملة فضية، والمئة دينار تعادل خمسة جنيهات تقريبًا). وعندما طلب هذا الرفيق أن يتمهل عليه حتى يسدد الدّين، لم يتحنن هذا العبد وزجّ به في السجن حتى يسدد الدّين. الأمر الذي أغضب الملك وأمر أن يعذب ذلك العبد الشرير في السجن حتى يوفي دينه. سبع مرات! هذا هو المثل الذي شبّه به يسوع إحدى الصفات الأساسية التي يجب من مواطني الملكوت أن يتحلوا بها؛ وهي الغفران. فقد قيل هذا المثل بمناسبة سؤال بطرس عن الغفران. فقديمًا كان لدى الرابيين (المعلمين) اليهود تعليمًا يقول: اِغفر لأخيك فقط ثلاث مرات، ولكن إن أخطئ في المرة الرابعة لا تغفر له. ولكن بطرس أراد أن يُظهر سماحته ويزيد من تلك المرات، فراح يقول ليسوع: “هل إلى سبع مرات؟”. ومن خلال هذا المثل نستطيع أن نستخلص الآتي عن الغفران: أولاً: مدى الغفران فجاء رد يسوع على بطرس قبل أن يروي المثل قائلا: “بل إلى سبعين مرة سبع مرات”. وقطعًا لم يكن قصد يسوع رقم محدد من الإساءات التي تُغفر، وما زاد على ذلك لا يُغفر. لكنه كان يقصد أن يكون الغفران غير محدود. فتلك الصلاة التي علمنا إياها يسوع، والتي نرددها شبه يوميًا تقول “كما نغفر نحن أيضا” وزمن الفعل المذكور يفيد الإستمرار؛ فالغفران لا بد وأن يكون ينبوعًا لا ينضب أبدا. ثانيًا: غفران القلب لا الفكر خطأً نظن أن معنى الغفران هو نسيان الإساءة، وهو الأمر الذي يجعل الغفران أمر شبه مستحيل. ولكن يقول يسوع في هذا المثل “تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته” فالغفران هو أن نمحي التأثير السلبي الناتج عن زلات الآخرين من قلوبنا، وليس أن نمحيها من عقولنا.
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24324 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إرميا النبى ![]() وُلد إرميا في قرية تدعى عناثوث (إر 1: 1) التى تبعد ثلاثة أميال شمال شرق أورشليم. ومعنى اسمه “الله يرمى ويخرج إلى الشعوب”. واسم إرميا يدل على حياته، فقد أخرجه الله؛ ليتنبأ على كل المحيطين به ويدعوهم للرجوع إلى الله. وُلد إرميا عام 646 ق.م فى أواخر حكم منسى ملك يهوذا، الذي عبد الأوثان وسار في الشر، ولكنه فى نهاية حياته تاب وعاد إلى الله، وإن كان لم يستطع أن يعيد شعبه إلى الله، بل ظل يعبد الأوثان. وفى سن الرابعة من عمر إرميا مات منسى وملك ابنه آمون على يهوذا، وهذا سار فى الشر وعبد الأوثان أيضاً. ومعنى هذا أن الجو المحيط بإرميا كان فاسداً والشعب يميل لعبادة الأوثان والابتعاد عن الله. إن قرية عناثوث- التى وُلد فيها إرميا- هى قرية مخصصة لسكنى الكهنة (يش 21: 18)، فإرميا من نسل كهنوتى، إذ أن جده الأكبر أبياثار كان رئيساً للكهنة مع صادوق أيام داود النبى. وبعد موت داود عزل سليمان أبياثار عن الكهنوت؟ لاشتراكه فى تمليك أدونيا أخى سليمان، مخالفاً لأوامر الله ولداود الملك (1مل 2: 27). ولذا فكان نسل أبياثار الساكنين فى عناثوث المعزولين عن خدمة الهيكل قد سقطوا فى بدعة، وهى تقديم العبادة خارج أورشليم فى قريتهم عناثوث. كل هذا يوضح مدى الفساد والتخبط الذي ساد الجو المحيط بإرميا فى طفولته. مما سبق نفهم أن إرميا كان كاهناً ونبياً فى نفس الوقت ولكنه لم يمارس كهنوته، بل ركز على النبوة، أو هكذا الله أراده أن يكون نبياً، ولم يتضايق إرميا بسبب عزل جده أبياثار وكل نسله من الخدمة الكهنوتية. وجمع إرميا للكهنوت والنبوة فى شخصه يشبه آخرين، مثل حزقيال النبى وزكريا الكاهن والنبى أبى يوحنا المعمدان. ولما بلغ إرميا من العمر سبع سنوات، تملك يوشيا الملك الصالح على مملكة يهوذا، بعد موت آمون أبيه. وكان يوشيا طفلاً عمره ثماني سنوات حين ملك، ولم يبدأ يوشيا إصلاحاته الدينية إلا حين بلغ ستة وعشرين عاما . ً أي بعد ثمانية عشر سنة من تملكه، فبدأ فى ترميم الهيكل وإبادة عبادة الأوثان من مملكة يهوذا بكل شدة (2 مل 22: 1، 23: 23). فى الفترة التى كان فيها إرميا طفلاً، ثم فتى كان الفساد يعم مملكة يهوذا. ولكن يظهر عمل الله مع إرميا، فقد تأثر بالأنبياء الذين سبقوه. كما ذكر فى نبوته (إر 28: 8) ولعل من أشهر هؤلاء الأنبياء: إشعياء وصفنيا الذى سبق إرميا بثلاثة عشر عاماً وهوشع وعوبديا. وبهذا كان إرميا فى ضيق شديد من هذا الفساد وكان يعلم مدي غضب الله على شر شعبه، خاصة وأن إرميا كان رقيق المشاعر جداً، فأحب الله من كل قلبه وتضايق لضيق الله من الشر. نادى الله ارميا ليبدأ نبوته وكان عمره عشرين عاماً وقتذاك، وكان في السنة الثالثة عشر من ملك يوشيا؟ قبل أن يبدأ إصلاحاته الدينية (ار 1: 2)، فكان ارميا بهذا مشجعاً ليوشيا على إبادة عبادة الأوثان وترميم الهيكل ودعوة الشعب للتوبة والرجوع إلى الله. أمر الله إرميا أن يوبخ كل فئات الشعب لشرهم، الملك والرؤساء والمعلمين والكهنة وكل الشعب. فشعر إرميا بصعوبة الرسالة التى كلفه بها الله واعتذر أولاً لصغر سنه (ار 1: 5). لكن الله قال له، لا تقل إني ولد، وتنبأ بما أمرتك (إر 1: 7)، فقام مسرعاً لينفذ مشيئة الله ويتنبأ على كل من حوله. وخاصة وأن الله أعلمه أنه مختار من الله وهو بعد جنين في بطن أمه (ار 1: 5). أحب إرميا البتولية، ثم أمره الله بعدم الزواج، وكان هذا متمشياً مع محبة إرميا لله والتفرغ لخدمته. وقصد الله أيضاً ببتولية إرميا أن يكون مثالاً للشعب فى أن مملكة يهوذا غير مستقرة ومعرضة للخراب بيد بابل (إر 16: 2). استمر إرميا فى دعوة شعبه للتوبة وكان يوشيا وقتذاك مستمراً أيضاً في دعوة الشعب لعبادة الله، وإذ رأى الله اهتمام يوشيا وإرميا جعل حلقيا- رئيس الكهنة وقتذاك- يكتشف نسخة من شريعة الله فى الهيكل، أثناء ترميمه (2 مل 22: 8). وعندما قرأها يوشيا تأثر جداً ومزق ثيابه مقدماً توبة عن نفسه وكل شعبه بسبب مخالفتهم للشريعة. وأرسل إلى خلده النبيه الساكنة فى أورشليم (2 أى 34: 22)، فأعلمتهم أن الله سيجلب الشر على أورشليم. لأجل كثرة خطاياها، ولكن لتوبة يوشيا سيجعل هذا الخراب يتم بعد موته. وقد سمح الله أن يرسل يوشيا إلى خلده. لتقول نفس كلام ارميا وبهذا يساند الله إرميا فى نبواته ووعظه لشعبه ويؤكد للشعب صدق كلام ارميا. وهذا بالطبع ساند إرميا وشجعه. ليواصل رسالته. واهتم يوشيا بعمل عيد الفصح ودعا الشعب فى كل مملكته، واليهود الباقين فى مملكة إسرائيل التى تم سبيها، فكان عيدا عظيماً. وهذا اسعد قلب إرميا جداً، إذ رأى ثماراً روحية فى شعبه وصلى لعلها تدوم. لم يتجاوب الشعب مع إرميا (إر 7: 24 ، 26)، إذ أنه وبخهم وهددهم بخراب بلادهم وتدمير الهيكل وهى أخبار صعبة عليهم. وكان يملك وقتذاك على مملكة أشور، التى تحكم العالم، ملك يسمى أشور بأنيبال ولكنه مات مع بداية نبوة إرميا، وبدأت أشور تضعف من بعده. فشعر اليهود أنه لم يعد هناك خطراً على بلادهم وهيكلهم، فلم يطيعوا كلام ارميا ولم يتوبوا. من ناحية أخرى لم يتجاوب مع دعوة إرميا أهل قريته عناثوث (إر 11: 21)، إذ رأوا أنه يمكن تقديم عبادة لله فى قريتهم وليس فى هيكل أورشليم. وهذا عكس ما نادى به إرميا. كما أنهم تضايقوا من إرميا مثل باقى الشعب؛ لأنه هدد البلاد بالخراب ودعا شعبه للخضوع والذهاب إلى السبى، فاعتبره الكل خائنا للوطن، مع أن كلامه كان هو كلام الله، الذي ينذر شعبه بالتأديب فى السبى لعدم توبتهم. ولما بلغ إرميا السابعة والثلاثين من عمره قام نخو ملك مصر على رأس جيش للاستيلاء على الشام، مستغلاً ضعف مملكة أشور، فأندفع يوشيا الملك لمقاومة نخو ومنعه من الوصول إلى أشور، وهذا كان اندفاع من يوشيا الذي لم يطلب الله، فقتل في معركة مجدو عام 608 ق 3 (2 أي 35: 20- 24) وكانت بابل في هذا الوقت قد بدأت فى الظهور كدولة صغيرة. بعد موت يوشيا مللك ابنه يهوآحاز وكان شريراً، عكس أبيه يوشيا، فابتعد عن الله وبدأت في أيامه عبادة الأوثان من جديد. ولكنه لم يبق طويلاً على العرش، إذ أن نخو ملك مصر- بعد انتصاره على أشور فى معركة كركميش عند نهر الفرات- قبض على يهوآحاز وأرسله مسبياً إلى مصر وملك بدلاً منه أخيه يهوياقيم (2 أي 36: 1- 4). سار يهوياقيم فى الشر مثل يهوآحاز أخيه، فابتعد عن الله وعبد الأوثان وبالتالى قاوم إرميا، الذى كان يوبخ الكل لابتعادهم عن الله. والعجيب أن يهوياقيم لم يتعلم شيئاً من صلاح أبيه، بالرغم من تنبيه إرميا له أن يسير في طريق أبيه (إر 22: 15-19). كانت مشاعر إرميا كأب لشعبه تعتصر ألماً؛ لاندفاعهم في الشر، خاصة وأن الله أعلن له أن العقاب سيأتي، وهو تدمير أورشليم والهيكل وقتل الكثيرين من شعبه. فكان يبكي عليهم كثيراً، فهو رقيق المشاعر جداً. وهذا زاده إلحاحاً على الشعب أن يتوبوا، أما هم فاستمروا يستهزئون به ويقاومونه، وذلك من الملك والرؤساء الدينيين والمعلمين وكل الشعب. فاحتمل كثيراً جداً فى صمت ولم يكن له معزي إلا الله. وقف إرميا في باب بيت الرب أمام الجموع المحتشدة هناك، الآتية للعبادة وأعلن لهم نبواته، فدعاهم للتوبة؟ لأن غضب الله شديد عليهم بسبب كثرة خطاياهم، وأعلمهم أن الله سيخرب بلادهم عن طريق ملك بابل (إر 7-9)، وصلى إرميا من أجل شعبه وتشفع فيهم أمام الله، حتى يسامحهم ولكن الله رفض، لعدم توبتهم وهذا يبين حنان إرميا واهتمامه بشعبه (إر 18: 20). ولكن الأنبياء الكذبة قاوموا إرميا معلنين أن كلامه كله خطأ وعلى العكس سيكون سلام للشعب. وأشترك معهم الكهنة، فقام فشحور وضرب إرميا وربط يديه ورجليه بالسلاسل وسجنه (إر 2،1:20). تأثر إرميا بهذه الضغوط الشديدة وحاول أن يكف عن خدمته ولكنه شعر بتأنيب ضميره فصارت كلمة الله كالنار في داخله، إذ أن الله أشعره بخطأ صمته عن إعلان التعليم السليم. وفي نفس الوقت شجعه أنه معه. وفى النهاية أقتنع إرميا وقام ليواصل خدمته (إر20: 7-9). أستمر الكهنة في مقاومة إرميا، حتى أنهم منعوه من دخول الهيكل، فأمر الله إرميا أن يكتب نبواته فى درج (كتاب)، فأملى كلامه على تلميذه باروخ، فقد كان باروخ مسجلاً لكلام إرميا ومرافقاً له، ولكن كانت له أيضاً نبوة خاصة به موجودة فى الكتاب المقدس. وأمر إرميا باروخ أن يقرأ الدرج فى باب هيكل الرب – لأن ارميا كان ممنوعاً من دخول الهيكل- حيث يجتمع عد كبير من الشعب. وكان الدرج يحوي تحذيراً إلهيا بأن بابل ستهجم عليهم وتستولى على بلادهم، وقصد الله من هذا أن يتوبوا. استدعى رؤساء مملكة يهوذا باروخ، ليقرا الدرج لهم، فخافوا من كلام الله، وأوصوا باروخ أن يختفي هو وارميا عن وجه الملك؛ لأنه سيغضب ويحاول قتلهما. ولكن لما أعلموا الملك يهوياقيم، أخذ الدرج ومزقه بمبراة الكاتب (مثل السكين) وألقاه فى النار حتى احترق. ثم أمر بالقبض على ارميا وباروخ ولكن الله أخفاهما عن عينيه، فلم يستطع أن يصل إليهما (إر 36: 20-26). اختفى إرميا وباروخ، ولكن أعاد ارميا كتابة نسخة جديدة من نبواته بيد باروخ. واحتوت نبوات إرميا أيضاً أن يهوياقيم الملك سيقتل وتسحب جثته على الأرض مثل جثة حمار. وهذا ما حدث على يد نبوخذنصر ملك بابل (إر 22: 19). عضد أيضاًَ الله ارميا وعزاه بإرساله حبقوق النبي؟ الذى تنبأ بعد ارميا بحوالى خمسة عشر عاماً. ونادى الشعب للتوبة والرجوع إلى الله. وظهر أيضاً أيام أرميا نبيا يسمى أوريا. نادى بنفس كلام إرميا، أى دعا الشعب للتوبة؛ لأن الخراب مقبل عليهم. ولكن لم يسمع الشعب له، بل أمر يهوياقيم ملك يهوذا بقتله وكان قد هرب إلى مصر، فأحضروه من هناك وقتلوه أمام الملك (ار 26: 21-23). أما إرميا فتشفع من أجله أحد رؤساء المملكة- وهو أخيقام بن شافان- فلم يقتله الملك (إر 26: 24). وهذا يبين مدى الاضطهاد الذي واجهه إرميا أيام يهوياقيم، فكان مرضاً للموت مرات كثيرة، ولكنه لم يتوقف عن إعلان صوت الله لكل أمته حتى يتوبوا. بعد موت يهوياقيم تملك ابنه يهوياكين لمدة ثلاثة أشهر ولكن قبض عليه نبوخذنصر ملك بابل وأرسله ليسجن فى بابل وملك بدلاً منه عمه صدقيا (2 أي 36: 9، 10). كان صدقيا ضعيف الشخصية، متلوناً، فأحياناً يظهر اهتمامه بنبوات إرميا ويتودد إليه، وفى أحيان أخرى يأمر بسجنه ويضطهده (إر 32: 3). وكان إرميا قد بلغ من العمر- وقت ملك صدقيا- ثمانية وأربعين عاماً. وقد ظهر خضوع صدقيا لإرميا، أمر اليهود بإطلاق إخوتهم المستعبدين عندهم. فأطاعوه (إر34: 8-11). وأيضا أرسل صدقيا إلى اليهود المسبيين فى بابل، نبوات إرميا التى تطلب منهم أن يستقروا فى أماكنهم ويشتروا بيوتاً ويغرسوا كروماً، مؤكدة أن بابل ستسبى أورشليم وسيستقروا هناك سنوات طويلة. وطلب منهم أيضاً الصلاة من أجل ملك بابل، أي الخضوع للملك؛ لعل كل هذا يقودهم للتوبة، إذ يؤكد حرمانهم من أورشليم، التى ستخرب بسبب شرها (إر 29: 1- 17). ولكن بعد هذا تقلب صدقيا ولم يعد يسمع لكلام إرميا، إذ أنه فى السنة الرابعة لملكه أتى إليه وفود من الأمم المحيطة باليهودية يشجعونه على التمرد ضد بابل ولكن أعلن له ارميا خطورة ما يحاول عمله، إذ قدم نفسه مثالاً عملياً، فحمل نيراً خشبياً على كتفه وعنقه مؤكداً ضرورة الخضوع لبابل، ولكن لم يستجيب صدقيا له ولم يطعه (إر 27). وعلم نبوخذنصر، فاستدعى صدقيا ووبخه، فخاف جداً، خاصة وأنه ضعيف الشخصية. مما سبق نفهم أن بابل قامت بسبى مملكة يهوذا مرة أيام يهوياقيم، فأخذت أفضل الرجال ومنهم دانيال و الثلاثة فتية، ثم قامت بسبى ثان- بعد موت يهوياقيم- وأخذت فيه يهوياكين الملك وعدداً كبيراً من أشراف اليهود، وكان منهم عدد كبير من الأتقياء ومنهم حزقيال النبي. وبهذا لم يبق إلا عدد قليل من الأتقياء حول صدقيا الملك، أي أن مشيريه معظمهم كانوا أشراراً، فشجعوه على مقاومة بابل وعلى اضطهاد إرميا، حتى أن يرئياً وهو من الرؤساء ضرب ارميا وألقاه في سجن قاس فى بيت يوناثان، متهماً إياه بالخيانة لوطنه والتواطؤ مع بابل (ار 37: 13: 14). وظل فى السجن مدد طويلة حتى تعب جداً واقترب من الموت. استدعى الملك صدقيا إرميا سراً وهو فى السجن القاسى؛ ليطلب منه كلمة الله، فأعلن له إرميا بشجاعة أن بابل ستهجم على البلاد. ولم يخف من الملك وترجى الملك أن يخرجه من هذا السجن، فأخرجه ونقله إلى سجن آخر فى القصر الملكى، أقل قسوة من السجن السابق (ار 37 : 18- 21). لان صدقيا خاف أن يفرج عن إرميا، فيغضب عليه الرؤساء. ألقي إرميا مرة أخرى في سجن قاسى وهو جب مملوء بالطين (ار 38: 6) ولكن تشفع فى إرميا احد الرؤساء وهو عبد ملك. فأمر الملك بإخراجه (إر 38: 7- 12). فى نفس الوقت الذي تنبأ فيه ارميا النبى تنبأ أيضاً حزقيال النبى، الذي تنبآ في السبي في شمال مدينة بابل. فى السنة الثامنة لملك صدقيا، هجم نبوخذنصر على اليهودية وأستولى على بلاد كثيرة منها، فأرسل الله إرميا إلى صدقيا وقال له إن نبوخذنصر سيستولى على أورشليم ويحرقها وسيقبض عليك، ثم يرسلك مقيداً إلى بابل (ار 34: 2 ،3) كل هذا قاله إرميا لصدقيا لعله يتوب ولكنه لم يرجع إلى الله. بعد هذا ترك نبوخذنصر اليهودية، ثم عاد إليها فى السنة التاسعة لملك صدقيا وحاصر أورشليم (2 مل 25، إر 39، 52). ولكن عندما تقدم خفرع ملك مصر بجيش لنجدة أورشليم، ترك نبوخذنصر حصار أورشليم والتقى بجيش مصر وهزمه، ثم عاد فحاصر أورشليم مرة ثانية (ار 44: 30، 37: 8- 10). فى هذه الأثناء ظن اليهود أنهم تخلصوا من بابل، فقسوا قلوبهم ولم يطيعوا كلام الله على فم ارميا. ليتوبوا عن شرهم، فأتى عليهم الشر بأن حاصرهم نبوخذنصر مرة ثانية، وظل يحاصرهم حتى السنة الحادية عشرة لملك صدقيا. وأثناء هذا الحصار، مات الكثيرون من اليهود فى أورشليم بالجوع والوبا، إذ كانت الضيقة عظيمة جداً؛ لأن الحصار استمر حوالي سنة ونصف. وفى نهاية هذه المدة شعر صدقيا بأن أورشليم ستسقط حتماً فى يد بابل، حينئذ نقب صدقيا السور وهرب من أورشليم هو ورجله، فقبض عليهم رجال نبوخذنصر وأخذوه إلى نبوخذنصر، فقتل بنيه أمامه، ثم فقأ عينيه وقيده بسلاسل نحاس وأرسله إلى بابل (2 مل 25: 4-6). وفي نفس الوقت اقتحم نبوخذنصر أورشليم وأحرقها وهيكلها بالنار وسبى ما بقى فيها من أشراف وهكذا تمت نبوات إرميا (إر 34). بعد تدمير أورشليم- وكان عمر إرميا وقتذاك تسعة وخمسين عاماً- سمعت بابل إن إرميا كان يتنبأ بنبوات لصالحها، فعامل مندوب ملك بابل إرميا برفق وسمح له أن يذهب إلى بابل، أو يبقى في أورشليم- أيما يختار (إر 39: 11- 14)، فاختار إرميا أن يظل بين شعبه في أورشليم؛ ليدعوهم إلى التوبة. حاول اليهود الالتجاء إلى مصر ولكن إرميا أعلن لهم ضرورة الخضوع لبابل، فالخضوع لها هو خضوع لله وضرورة قبول التأديب البابلي؛ ليتوبوا. أما هم فأصروا على الهرب إلى مصر، بل وحملوا إرميا معهم بالقوة إلى مصر. في مصر ظل إرميا يدعو شعبه للرجوع إلى الله ولكنهم للأسف قدموا عبادة للآلهة الوثنية في مصر، فأعلن لهم إرميا إن إصرارهم على رفض الله سيؤدي بهم إلى الفناء؛ لأن نبوخذنصر سيهجم على مصر ويدمر آلهتها، بعد أن ينتصر عليها (إر 43: 13) أما هم فقسوا قلوبهم واستمروا فى عبادة الأوثان. بل حنقوا على إرميا وقاموا عليه ورجموه فى مصر، فمات شهيداً، بعد أن بلغ من العمر ستين عاماً، كما يذكر التقليد اليهودي. استشهد إرميا بعد أن تنبأ أربعين عاماً لشعبه واحتمل آلاماً كثيرة وتعرض للموت عدة مرات، فكان رمزا للمسيح، الذي رفضه شعبه، والذي جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله (يو 1: 1). ومات إرميا بيد شعبه- مثل المسيح- بعد أن تمم إرميا خدمته فى طاعة عجيبة. تميز إرميا برقة المشاعر، فقد سالت دموعه كثيراً من أجل شعبه ولكنه في نفس الوقت أعلن صوت الله وعدله وعقابه بلا تقصير. كان كأب يتألم من أجل أولاده الذين سيهلكون وفي نفس الوقت ينبههم دائماً للعودة إلى الله (إر 9: 1). وفى تأثره الشديد لهلاك شعبه كتب مرثاة طويلة سجلت فى الكتاب المقدس في خمسة إصحاحات وهى سفر مراثى إرميا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24325 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأرشيدياكون حبيب جرجس ![]() بمناسبة اعتراف المجمع المقدس بقداسته من هو الأرشيدياكون حبيب جرجس: إن كان بابا الإسكندرية الراحل, مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، والكثير من الأساقفة والكهنة والشمامسة الحاليين من خدام التربية الكنسية، فالكل يشعر بأن الفضل يعود إلى الأرشيدياكون حبيب جرجس الذي أسس مدارس الأحد في كل القطر. روى أحد الخدام انه كان تلميذًا في اجتماع للشباب يقوده المتنيح حبيب جرجس، وكان الشباب في وقتها ثائرين ضد رجال الكهنوت. أما هو فقال لهم إن الإصلاح الكنسي لا يقوم على الهجوم أو النقد اللاذع للقيادات الكنسية، وإنما بالعمل الجاد مع الأطفال والفتيان والشباب، إذ يصيرون أعضاء الكنيسة في المستقبل، ومنهم من يتسلم القيادات الكنسية. نشأته: ولد سنة 1876م وصار أشهر واعظ في جيله بعد القمص فيلوثيؤس إبراهيم، وكان في وعظه جهوري الصوت، قويًا، غزير المعلومات، يؤثر في سامعيه، وقد قام بإنشاء جمعيات خيرية جديدة، كما قام بتشجيع الجمعيات القائمة وأنشأ جمعيات أخرى للوعظ. المعلم الأول: مر وقت كان فيه حبيب جرجس هو المعلم الأول حتى أخرج للكنيسة جيلاً من المعلمين. وشمل عمله في التعليم الكلية الإكليريكية ومنابر الكنائس والجمعيات، كما علَّم بقلمه من خلال الكتب التي ألفها. وتعتبر مدارس التربية الكنسية من أهم ميادينه في التعليم. وقد أصدر حبيب جرجس مجلة الكرمة. كما أصدر أكثر من ثلاثين كتابًا في شتى العلوم الدينية: في الروحيات والعقيدة والتاريخ والإصلاح الكنسي. أصدر أيضًا كتبًا في الترانيم وفي الشعر. مؤسس مدارس الأحد: أنشأ مدارس الأحد سنة 1918 لتعويض النقص الذي يعانيه الطلبة الأقباط في دراسة مادة الدين في المدارس الأميرية وبعض المدارس الأهلية. فإنه وإن كان قد نجح مرقس بك مليكة في تقرير دراسة الدين المسيحي في المدارس الأميرية سنة 1908 لكن عدم وجود أساتذة متخصصين واعتبار مادة الدين إضافية أدى إلى إهمال تدريسه. حددت اللجنة العليا لمدارس الأحد هدفها الذي تركز في خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحي بروح وطني، مع الاهتمام بالرحلات الدينية والخلوات الروحية. تقدمت مدارس الأحد بسرعةٍ فائقةٍ، فصار لها في سنة 1935: 20 فرعًا بالقاهرة، 18 بالوجه البحري، 44 بالوجه القبلي، 30 بالسودان. في عهد المتنيح البابا كيرلس السادس سيم نيافة الأنبا شنودة أول أسقف على المعاهد الدينية والتربية الكنسية، وباختياره بابا للإسكندرية بقي أيضًا مسؤولاً عن هذه الأسقفية. المؤسس الحقيقي للإكليريكية: يعتبر حبيب جرجس المؤسس الحقيقي للإكليريكية في عصرها الحاضر، فهو الذي اشترى لها الأرض وأسس لها المباني في مهمشة، وأعد القسم الداخلي لمبيت الطلبة. أنشأ الإكليركية في 29 نوفمبر 1893 والتحق بها, وصار الواعظ الأول ومدرس اللاهوت بالكلية في الربع الأول من القرن العشرين. وتسلم نظارتها سنة 1918 إلى نياحته سنة 1951. وأنشأ كذلك القسم الليلي الجامعي سنة 1946م. وكان أول أستاذ لعلم اللاهوت في الكلية الإكليريكية، وتولى تدريس زملائه وهو طالب.اختير عضوًا للمجلس الملّي العام، ورُشِّح مطرانًا للجيزة سنة 1948م ولكن لم يقبل البابا يوساب رسامته لأنه لم يكن راهبًا. نياحته: وبعد أن خدم الأرشيدياكون حبيب جرجس الكنيسة 55 سنة خدمة باذلة ومضحية، مرض قليلًا وتنيح في 21 اغسطس سنة 1951م الموافق 15 مسرى 1667 للشهداء. اعتراف المجمع المقدس بقداسته: بعد مرور أكثر من ستين عامًا على نياحتة وافق المجمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني على الاعتراف رسميًا بقداسة الأرشيدياكون حبيب جرجس وذلك في جلسته بتاريخ 20 يونية 2013م. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24326 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديسة تكلا ![]() تقدمة: القديسة تكلا هي تلميذة القديس بولس الرسول، حُسبت كأول الشهيدات في المسيحية كما حُسب القديس إسطفانوس أول الشهداء، إذ احتملت ميتات كثيرة مع أنه لم يُسفك دمها. رآها كثير من الآباء نموذجًا مصغرًا للكنيسة البتول المزينة بكل فضيلة بعد القديسة مريم مباشرة، حتى أن كثير من الآباء حين يمتدحون قديسة عظيمة يدعونها “تكلا الجديدة”. إيمانها: نشأت في أيقونية وقد عُرفت بجمالها البارع بجانب خلقها الحميد وغناها مع علمها إذ اهتم والدها -أحد أشراف المدينة- بتثقيفها. تبحرت في الفلسفة، وأتقنت الشعر؛ وكانت فصيحة اللسان، مملوءة جراءة لكن في احتشام وأدب. تقدم لها كثير من الشبان، وقد استقر رأي والديها على أحد الشبان الأغنياء، ابن أحد الأشراف، وكان يدعي تاميريس. نحو عام 45م إذ مرّ القديسان بولس وبرنابا في مدينة أيقونية، في الرحلة التبشيرية الأولي (أع13: 51)، وإذ كانت تجلس عند حافة نافذة في أعلي المنزل ترى القديس بولس وتسمع كلماته، سحبها روح الله للتمتع بالإنجيل. التقت القديسة بالرسول بولس وسمعت له، وأعلنت إيمانها ثم اعتمدت. خلال جلساتها المستمرة شعرت بحنين شديد للحياة البتولية، فبدأت تطرح عنها الزينة الباطلة ولا تعبأ بالحلي واللآلئ، كما عزفت عن الحفلات والولائم، الأمر الذي أربك والدتها. بدأت الأم تلاطفها وتنصحها أن تعود إلى حياتها الأولى العادية فتتزوج ليكون لها أطفال، ولكي تسندها أيضًا في شيخوختها، لكن القديسة أعلنت بكل حزم رغبتها في البتولية من أجل الرب، فصارت الأم تهددها. التجأت الأم إلى تاميريس ليساعدها في إقناع ابنتها بالزواج، فصار يتملقها، حاسبًا أنه قادر أن يسحب قلبها للهو العالم، أما هي فكانت تصرّ على حياة البتولية. اهتمامها بالقديس بولس في السجن: شعرت الأم بأن عارًا يلحق بها برفض ابنتها للزواج، وشعر تاميريس أن تكلا قد كسرت تشامخه، فتحول حبه لها إلى كراهية شديدة، وإذ أراد التنكيل بها أثار الوالي ضد معلمها بولس الرسول، فزج به في السجن. أدركت القديسة كلمات بولس الرسول: “كلمة الله لا تُقيد” (2تي2: 9)، فتسللت إلى السجن لتقف بجوار معلمها، تسمع كلماته الإنجيلية، وتنفق عليه من مالها، إذ يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: “قدمت القديسة تكلا في بدء تنصرها ما عندها من الجواهر لإسعاف بولس الرسول، وأنتم القدماء في الديانة والمفتخرون بالاسم المسيحي لا تساعدون المسيح بشيء تتصدقون به على الفقراء”. ومما ترتب على فعلها أن جُلد الرسول بولس ثم طرد بينما أُلقي القبض على تلميذته. الآلام التي احتملتها: ثارت الأم على ابنتها وأيضًا ثار تاميريس عليها، وقد حاول القاضي إقناعها أن ترتد عن الإيمان بالمسيح وتخضع لقانون الطبيعة فتتزوج لكنها رفضت بإصرار. أشعل أمامها أتون النار فلم تبالِ بل صلت لله وتقدمت بشجاعة بنفسها وسط الأتون. حدث ريح عاصفة وبروق ورعد، وإذ هطلت الأمطار انطفأت النيران ولم يصبها أذى، بينما أصاب الأذى بعضًا ممن هم حولها، وإذ هرب الكل انطلقت هي إلى خارج المدينة ورافقت القديس بولس حتى استقرت في إنطاكية. وفي إنطاكية إذ افتتن بجمالها أحد كبار المدينة، يدعى إسكندر، وجدها يومًا في الطريق فحاول اغتصابها لكنها أفلتت من يديه، وصارت تنتهره وسط الجموع بل ومزقت ثوبه وألقت بعمامة رأسه في الوحل، فأراد الانتقام منها. وشى بها لدى الوالي الذي حكم عليها بإلقائها وسط الوحوش المفترسة. جاءت الحشود تنظر الفتاة الجميلة تنهشها الوحوش المفترسة. وإذ أعطى الوالي أمره بإطلاقها، أسرعت إليها لتجثوا عند قدميها وتلحسهما بألسنتها، فظن الوالي أن الوحوش غير جائعة، فأمر بإعادة الكرّة في اليوم التالي وإذ تكرر المنظر تعالت صرخات الجماهير تطلب العفو عنها، وإن كان قلة طلبوا قتلها بكونها ساحرة. أُلقيت تكلا في السجن، وفي اليوم الثالث ربطت في أقدام ثورين هائجين، وإذ تألمت جدًا صرخت أن يقبل الرب روحها، لكن فجأة انفكت عن الثورين الذين انطلقا ليطرحا الجلادين أرضًا ويهلكانهم. أُلقيت أيضًا في جب به ثعابين سامة فلم يصبها أذى، أخيرًا أمر الوالي بإطلاقها حرة، خاصة وأن كثير من الشريفات المسيحيات والوثنيات كن ثائرات على موقف إسكندر معها في الطريق، وقد احتضنتها شريفة تدعي تريفينا. تنقلاتها وخدمتها: انطلقت القديسة تكلا إلى القديس بولس في ميرا بليكيا وأخبرته بعمل الله معها فمجد الله وشجعها، فكانت تسنده في الكرازة بين الوثنيات. انطلقت إلى أيقونية فوجدت خطيبها قد مات، أما والدتها فأصرت على عنادها. كرزت بين بعض الوثنيات ثم انطلقت إلى سوريا تكرز وتبشر بين النساء وقد آمن على يديها كثيرات. اتخذت لنفسها مغارة في سلوقية وعاشت في حياة هادئة تأملية مدة 27 سنة، كانت الجماهير تأتي إليها وتستمع لكلماتها وتطلب صلواتها. نياحتها: قيل إن الأطباء ثاروا ضدها، لأن المرضى هجروهم وذهبوا إلى القديسة يطلبون صلواتها عنهم، وإذ أثاروا جماعة من الأشرار للفتك بها، جاءوا إليها فوجدوها تصلي. لم ترتبك بل رفعت عينيها إلى السماء، فانشقت الصخرة ودخلت فيها لتنطلق إلى عريسها السماوي. جاء في بعض المخطوطات أنها وجدت في الصخرة طريقًا منه انطلقت إلى روما لترقد وتُدفن بجوار معلمها بولس الرسول. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24327 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما هو الأساس السليم المحرك للتوبة ![]() هناك دوافع للتوبة مختلفة* فهناك من يتوب بدافع كرامته المجروحة والمهدورة قدام الناس ويُصاحبها دموع مُرة بسبب الكبرياء وفي النهاية ليس لها ثمر، ولا يُمكن أن تؤدي للحياة مع الله، لأن الكبرياء يُسقط الإنسان من الحضرة الإلهية وأن لم يتب عنه سريعاً جداً يتملك عليه ويهلكه أبدياً، لأنه قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح. * وهناك من يتوب بدافع الأخلاق وضبط النفس ليصير عضو شريف في المجتمع ويظهر قدام الناس؛ وآخر بسبب خوفه ورعبه من السماع عن الدينونة، وكلاهما قد يتراجع ويعود لخطيئته مرة ومرات، والسبب الحقيقي لهذا الارتداد أو الرجوع أنها لم تُكتمل بالمحبة. وهناك من يتوب بدافع المحبة فيثبت وينمو ويُثمر،فالمحبة وحدها هي القادرة على أن تُثبت الإنسان في طريق التقوى، لأن التوبة التي تنقصها المحبة لا تستمر طويلاً، وأن استمرت يصير الإنسان (في النهاية) كالفريسي يفتخر بأعماله التي عملها وهو بعيد عن حياة الشركة مع الله والقديسين في النور، لأنه لا توجد شركة بدون محبة، لأن الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24328 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() احذروا الشرّ التصقوا بنور الحياة المشرق في ملء الزمان كالتدير
![]() احذروا الشرّفهو قوة ظلمة لا تُضبط تعمل بالموت، أن تعامل معهُ أحد يستشري فيه كالوباء المُدمر حتى النخاع، إذ لهُ القدرة على التسلُّط واستعباد الإنسان حتى القبر، لأنه يعمي البصيرة أولاً عن الحق حتى يفقد الإنسان الحكمة والتدبير الحسن واتزانه العقلي والنفسي، ثم يقود النفوس تحت أهواء الجسد وشهواته الخبيثة، التي تبدأ بسيطة صغيرة بلا تكلف ثم تتفاقم وتتعقد وتتشابك، وتظل تحط من كرامة الإنسان وتهبط به للتراب وتتكاثف من حوله مانعه عنه أي شعاع أمل أو رجاء في خلاصه حتى يصير كارهاً لنفسه وللحياة لاعناً بوم ولادته. أيها الأحباء الشرّ والموتوجهان لعملة واحدة منجمعين معاً في كيان اسمه الظلمة، ولا يقوى عليه سوى النور الحقيقي وحده الذي أشرق في ملء الزمان كالتدبير، لأنه وحده (ووحده فقط وفي المطلق) يعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية (عبرانيين 2: 15) فلنحذر لأن كل من لم يسمع نداءه في يوم الافتقادلم ترحمه الظلمة بل قضت عليه، فتمسكوا بنداء الحياة لأنها القوة التي ستخلصكم من هذا الشرّ المالك على العالم الحاضر الموضوع في الشرير، لأن الظلمة ملكت عليه والشرّ انتشر فيه واستفحل وصار قوة ضخمة لا تضبط ولا يستطيع أن يواجهها أحد بمفرده بدون نور العالم (يوحنا 9: 5)؛ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ» (يوحنا 8: 12) أنا صدقوني مش باقول وعظة من فوق منبرملحوظة مهمة انا باتكلم عن حقيقة وعن خبرة تلامست معها واعتقد أن كلامي هذا لن يتذوقه أحد إلا من عرف الظلمة ويشعر في داخله كم يحتاج إلى النور الحقيقي، وهو وحده الذي سيعرف قيمة هذا الكلام ويُدرك كل أبعاده مصغياً لكلام مسيح الله: قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (مرقس 1: 15) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24329 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() غاية مجيء الرب هو أن يمنحنا روحه القدوس العظة 5:30-6 للقديس أنبا مقار ![]() كما أن حياة الجسد في العالم هي النفس، كذلك حياة النفس في العالم الأبدي السماوي هي روح الله... لذلك يجب على من يطلب الإيمان والاقتراب إلى الرب، أن يلتمس نوال الروح الإلهي منذ الآن، لأنه هو حياة النفس, ولهذه الغاية أكمل الرب مجيئه ليمنح النفس روحه القدوس منذ الآن، حياًة لها... فإن كان أحد لا يطلب منذ الآن وينال نور الروح الإلهي، حياًة لنفسه، فإنه عند خروجه من الجسد يُطرح على اليسار في مواضع الظلمة، ولا يدخل ملكوت السموات... وأما النفس التي تسلك في نار الروح القدس وفي النور الإلهي، فإنها لا تُصاب بضرر من الأرواح الشريرة؛ بل إذا ما اقترب أحدهم منها، فإنه يحترق من النار السماوية التي للروح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 24330 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() جئت لأُلقي نارًا على الأرض عظة 9:25-10 للقديس أنبا مقار ![]() «جئت لأُلقي نارًا على الأرض, وكنت أود أن تضطرم منذ الآن», أنها شعلة الروح القدس التي تضرم القلوب. إنها النار الإلهية غير المادية التي اعتادت أن تضيء النفوس، وتمحصها كالذهب عديم الغش في الأتون؛ وتحرق الشرور التي فيها، كما يحترق الشوك والقش، لأن «إلهنا نار آكلة» (عب 29:12).... هذه هي النار العاملة في الرسل حتى تكلَّموا بألسنة نارية، وهي النار التي أضاءت حول بولس عندما أتاه الصوت، فأنارت عقله بينما أظلمت بصره المادي.... هذه هي النار التي ظهرت لموسى في العليقة، وهي النار التي رفعت إيليا من الأرض بشبه مركبة نارية... هذه هي النار التي ألهبت قلب كليوبا ورفيقه، لما كان المخلِّص يتحدث معهما بعد قيامته. كما أن الملائكة والأرواح الخادمة يشتركون أيضًا في لهيب هذه النار بحسب المكتوب: «الصانع ملائكته أرواحًا، وخدامه لهيب نار» (عب 7:1) لذلك فهي نار كاسحة للشياطين ومستأصلة للخطية. إنها قوة للقيامة وقدرة لعدم الموت، واستنارة لنفوس القديسين. فلنصلِّ إذن، لكي تدركنا نحن أيضًا هذه النار. |
||||