منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 10 - 2019, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 24301 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة لسيّدة السلام لترافقكم في هذا الصباح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا سيدة السلام الروحي، صلّي لأجلنا

يا سيدة السلام الروحي، أمّ الراحة و السكينة،
و أمّ الرجاء، انظري إليّ في وقت ضعفي و اضطرابي هذا.
أعطني قلباً جديداً باحثاً ليعرف أنّ حبّ الله لي لا و لن يتغير،
وأنّ حبّ البشر يمكن أن يبدأ و ينمو فقط باختبار حبّ الله.
فليكن سلامكِ الذي لا يمكن لهذا العالم أن يعطيه لي معي دائماً،
وساعديني أن أُدخِل هذا السلام أيضاً إلى حياة الآخرين.
يا سيدة السلام الروحي، صلّي لأجلنا.



 
قديم 08 - 10 - 2019, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 24302 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نصيحة مهمّة للخائفين من كرسي الاعتراف

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاعتراف لا يعني العقاب، بل الشفاء والمصالحة، الفرح والحبّ

الاعتراف لا يعني العقاب، بل الشفاء والمصالحة، الفرح والحبّ. ويمكنُ العثور على العديد من الأمثلة في الكتاب المقدّس عن كيفية الاقتراب من هذا السرّ واتّخاذ الموقف المناسب من خلال الرغبة بلقاء المسيح والتكفير عن الخطايا واقتبال الغفران.
أوّل ما يجب فعله لدى التقدم من سرّ الاعتراف هو البحث عن لقاء يسوع، مثلما فعل زكّا العشّار الذي مرّ مسرعاً بين الجموع وتسلق شجرة ليرى المسيح.
تشرح لنا الخاطئة في إنجيل لوقا كيف نقترب من سرّ الاعتراف بتواضع وكيف ندرك بأنّنا خطأة. فالمرأة كانت متألمة بعمق من خطاياها، لأنّها فهمت بأنّها دمّرت علاقتها مع الله، ولكنّها بحثت بحبّ عن المصالحة.
الموقف الثالث للاقتراب من سرّ التوبة نتعلمه من القديس بطرس الذي عرف كيف يقبل غفران الربّ، بعد أن نكره ثلاث مرات. يناقض مثاله موقف يهوذا الذي ندم عن خطيئته ولكنه رفض البحث عن التوبة.
تستند الاجابة على محاضرة للمونسنيور بيرني شميتز، مسؤول شؤون الاكليروس في رئاسة أبرشية دنفر (الولايات المتحدة الامريكية)، 2 مارس في مؤتمر عيش الإيمان الكاثوليكي 2012 في دنفر.

 
قديم 08 - 10 - 2019, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 24303 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فتَفرَحُ قُلوبُكُم فرَحًا لا يَنتَزِعُهُ مِنكُم أحَدٌ


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



” فتَفرَحُ قُلوبُكُم فرَحًا لا يَنتَزِعُهُ مِنكُم أحَدٌ…”
انجيل يوحنا ظ،ظ¦ / ظ¢ظ* – ظ¢ظ¤
“الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم ستَبكونَ وتَندُبونَ، وأمَّا العالَمُ فسَيَفرَحُ. ستَحزَنونَ، ولكِنَّ حُزنَكُم يَصيرُ فرَحًا. فالمَرأةُ تَحزَنُ وهيَ تَلِدُ، لأنَّ ساعتَها جاءَت. فإذا وَلَدَت تَنسى أوجاعَها، لِفَرَحِها بِولادَةِ إنسان في العالَمِ. وكذلِكَ أنتُم تَحزَنونَ الآنَ، ولكنِّي سأعودُ فأراكُم، فتَفرَحُ قُلوبُكُم فرَحًا لا يَنتَزِعُهُ مِنكُم أحَدٌ. في ذلِكَ اليومِ لا تَطلُبونَ مِنِّي شَيئًا. الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم كُلُّ ما تَطلُبونَهُ مِنَ الآبِ با‏سمي تَنالونَهُ. وما طَلَبتُم شَيئًا با‏سمي حتى الآنَ. أُطلُبوا تَنالوا، فيكتَمِلَ فرَحُكُم. ”
التأمل: ” ستَحزَنونَ، ولكِنَّ حُزنَكُم يَصيرُ فرَحًا ”


حزن التلاميذ بسبب آلام يسوع وصلبه وموته، ربما هو الحزن الأشد في تاريخ البشرية، فموت يسوع ليس موتاً لشخص ما قريب أو بعيد، غني أو فقير (رغم أن الموت حق) لكن موت يسوع على الصليب فرِح به أعداء الإنسان لأنه موت الحب وقتل الفرح وإعدام الحياة.
تنبأ يسوع لتلاميذه عدة مرات بموته صلباً، ولكن في إنجيل اليوم يخبرهم بالحالة النفسية التي ستصيبهم في وقت الالم والشدة والموت.

ستكون آلامهم مصدر فرحٍ لأعداء الحياة، فيتألمون أكثر، حين يرون الإنسان يتجرّد من كرامته وتموت فيه الإنسانية، فيحسبون خسارة أعدائهم لنعمة المحبة ألماً شخصياً لهم.
“ستَحزَنونَ، ولكِنَّ حُزنَكُم يَصيرُ فرَحًا” كيف للحزن أن يصير فرحاً؟ هو حزن الصليب وفرح القيامة، فكما اجتاحهم الحزن في بستان الزيتون مروراً بدرب الجلجلة وصولاً إلى الصليب،
امتلأوا فرحًا بقيامته. فانقلب المشهد بسرعة البرق من حزن الى فرح كما يحصل أثناء الولادة، فكل آلام المخاض تزول لحظة الولادة. فهل تزول الاوجاع لحظة الولادة؟ من المؤكد أن الاوجاع تبقى لكن من شدة الفرح لا تذكرها الام حين ترى وجه رضيعها.
ستبقى الآلام والضيقات والأمراض في العالم، وهي نقصٌ في طبيعتنا البشرية، ومشروع يسوع لم يكن نزعها من العالم بل تقديم الفهم والعلاج الفعّال للألم وأيضاً للموت.
كل ألم مع يسوع (مع آلامك يا يسوع) يصبح كألم المخاض تليه الولادة الجديدة والقيامة الجديدة فيسيطر على النفس فرحٌ سماوي لا وصف له. مع يسوع لا تزول الاوجاع فقط بل لا تُذكر فيما بعد “فإذا وَلَدَت تَنسى أوجاعَها، لِفَرَحِها بِولادَةِ إنسان في العالَمِ”

“فتَفرَحُ قُلوبُكُم فرَحًا لا يَنتَزِعُهُ مِنكُم أحَدٌ” هذا الفرح ليس شعوراً عابراً نتيجة ظروف عابرة، هو فرح الملكوت الذي نعيشه منذ الان فنحيا في فرحٍ داخليٍ لا ينقطع (2 كو 6: 10) هو فرح المسيح الذي ليس لملكه نهاية، وهو الأول والاخر، البداية والنهاية.
الحزن عابر مهما اشتدّ والألم وقتي مهما كان والمخاض لا بدّ منه للولادة والفرح ثابت ودائم لأنه فرح المسيح، ولا أحد يستطيع انتزاعه من المؤمن. فإذا كان المسيح يجتاحنا بحبه ويصبح فينا ومعنا فمن يستطيع أن يفصلنا عنه أو يفصله عنا.ففرحنا هو يسوع بذاته. آمين

 
قديم 08 - 10 - 2019, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 24304 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في هذا المساء صلاة لسيدة الأحزان لتبلسم جروحاتكم الروحية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

انظري إليّ بعين الشفقة

و ايقظي في قلبي مؤاساة رقيقة لهذه العذابات

أيتها العذراء الفائقة القداسة،
يا أمّ سيدنا يسوع المسيح،
بحقّ الحزن العميق الذي اختبرته عندما شهدت عذاب، صلب،
و موت ابنك الإله، انظري إليّ بعين الشفقة
و ايقظي في قلبي مؤاساة رقيقة لهذه العذابات،
و مقتاً حقيقياً لخطاياي،
حتى إذا ما تحررت من التعلّق المفرط بالأفراح الزائلة على هذه الأرض،
أتوق إلى أورشليم الأبدية و تكون كلّ أفكاري و أعمالي
من الآن فصاعداً موجهة نحو الهدف المنشود

 
قديم 08 - 10 - 2019, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 24305 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

علامات من السماء

يرويها باتريك تيلييه المسؤول السابق عن مكتب التحريات الطبية في لورد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شفاءات مدهشة في لورد لا تفسير لها طبياً

ماذا تعني لكم تجارب الموت الوشيك التي تزخر اليوم شبكة الإنترنت بالشهادات الكثيرة عنها؟ لا يمكن لكل هذه الأوصاف لـ “العالم الآخر” الذي لمحه أشخاص لامسوا الموت، أن “تُصدَّق” من دون بحث نقدي، بما أن بعضها خيالي بشكل واضح. مع ذلك، أدى تماسك بعض الروايات الصادرة عن أشخاص من كافة الأعمار والأصول، إلى حث العلم والكنيسة على أخذها على محمل الجد أكثر فأكثر.

علامة من السماء
يكرس الدكتور باتريك تيلييه، المسؤول السابق عن مكتب التحريات الطبية في لورد، تحقيقاً مهماً في تجارب الموت الوشيك، بصفة مزدوجة كطبيب وكاثوليكي. وإذا كان يرى فيها “علامة من السماء تشرّع لنا الأبواب إلى الحياة غير المنظورة”، فإنه يفعل ذلك بعد تحليل دقيق يشمل العناصر العلمية وإنارة الإيمان من دون الخلط بينها أبداً. ونظراً إلى أنه معتاد في مهنته ووظيفته (ترأس الجمعية الطبية الدولية للورد التي تشمل أكثر من عشرة آلاف أخصائي في مجال الصحة في 75 بلداً) على فحص شهادات الشفاء بدقة كبيرة، فقد طبّق تمييزه المنهجي على سبع شهادات مدهشة جداً.


جمع بنفسه في لورد تفاصيل الشهادة الأولى، شهادة الفرنسي ميشال دوران الذي أُعلن أنه “مات سريرياً”. وخضعت الشهادات الأخرى كلها للدراسة: طفل أميركي “رأى السماء” ووصفها بشكل رائع؛ جرّاح أعصاب أميركي مشهور من أكثر المشككين في بقاء النفس يشهد اليوم: “الفردوس موجود”؛ ناتالي التي نجت من حادث سير مروع تكرس عودتها إلى الحياة لنشر سلام الحب الإلهي وفرحه؛ غلوريا، طبيبة الأسنان الكولومبية، “لامست الموت” بنفسها بعد أن تعرضت لصعقة مع ابن أخيها (الذي لم ينجُ)؛ الأباتي جان دوروبير، الشاهد على “خروجه من جسده” بعد أن أعدمه جندي في جبهة التحرير الوطني خلال الحرب الجزائرية؛ والأب خوسيه مانييانغات، الكاهن الهندي الذي روى رؤيته لجهنم والمطهر والسماء، في ختام الرحلة الطويلة التي عاد منها خلافاً لكل التوقعات بعد أن صُدم مباشرة فيما كان يتجول على دراجته النارية.


تعجّب وسلام وفرح
لا يسعنا إلا أن نتأثر بالتقاء هذه الشهادات المتنوعة. فالجامع بين معظم هؤلاء “العائدين” هو التعجب الذي غاصوا فيه خلال رحلتهم إلى العالم الآخر، والرغبة في مشاركة سلامهم وفرحهم اللذين غالباً ما تصحبهما أيضاً توبة عن حياتهم “السابقة”.
إذاً، ما هي تجارب الموت الوشيك؟ ما الذي يحدث فيها؟ ما رأي العلم فيها؟ وما رأي الكنيسة فيها؟ بعد تمييز تسع مراحل في هذه “الرحلات” (الخروج من الجسد، تغير حالة الجسد، المرور في نفق، الاحتكاك مع “أشخاص روحيين” آخرين، لقاء “كائن من نور”، عرض مفصل للحياة، شعور بالسلام والهدوء، العودة، والتداعيات على الوجود)، أوضح باتريك تيلييه هذه الأسئلة. وإن التطابق والتشابه اللذين اقترحهما من خلال مقاطع بيبلية وحياة قديسين من مختلف العصور يسهمان بشدة في جاذبية كتابه وفرادته. وقد رأى في ختام هذا البحث أنه لم يعد هناك من شك في أن تجارب الموت الوشيك هي “علامات حياة آتية من الآخرة” أو بالأحرى “فتحات على الحياة غير المنظورة” أعطيت لعالم غير منفتح على رجاء السعادة الأبدية.


 
قديم 08 - 10 - 2019, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 24306 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هنيئًا لذلِكَ الخادِمِ الَّذي يَجدُهُ سيِّدُهُ عِندَ عَودَتِهِ يقومُ بِعَمَلِهِ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



انجيل القديس متى ظ¢ظ¤ / ظ¤ظ¥ – ظ¥ظ،
” فَمَن هوَ الخادِمُ الأمينُ العاقِلُ الَّذي أوكَلَ إلَيهِ سيِّدُهُ أن يُعطِيَ خَدمَهُ طعامَهُم في حينِهِ . هنيئًا لذلِكَ الخادِمِ الَّذي يَجدُهُ سيِّدُهُ عِندَ عَودَتِهِ يقومُ بِعَمَلِهِ هذا. الحقَّ أقولُ لكُم إنَّه يُوكِلُ إلَيهِ جميعَ أموالِهِ. أمّا إذا كانَ هذا الخادِمُ شِرِّيرًا وقالَ في نَفسِهِ سيَــتأخَّرُ سيِّدي، وأخذَ يَضرِبُ رِفاقَهُ ويأكُلُ ويَشرَبُ معَ السِكِّيرينَ، فيَرجِـــعُ سيِّدُهُ في يومٍ لا يَنتَظِرُهُ وساعةٍ لا يَعرِفُها، فيُمزِّقُهُ تَمزيقًا ويَجعلُ مصيرَهُ معَ المُنافِقينَ. وهُناكَ البُكاءُ وصريفُ الأسنانِ.”
التأمل: “هنيئًا لذلِكَ الخادِمِ الَّذي يَجدُهُ سيِّدُهُ عِندَ عَودَتِهِ يقومُ بِعَمَلِهِ…”
يذكرنا انجيل اليوم بدور الاب الاستثنائي في العائلة.
فالأب هو الذي أقامه سيده على أهل بيته، ليتولى قيادة عائلته كما المسيح الذي يتولى قيادة الكنيسة، ليس بالتسلط انما بالحب، “أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يقدسها”(أفسس 5/25).

والأب هو خادم لعائلته قبل كل شيء، يقدم لهم مع الطعام واللباس وكل الحاجات الضرورية الأخرى الحب، فالعطاء لا يقاس بالكمية بل بالنوعية، والدليل على ذلك هو السعادة التي ينعم بها الأبناء والأحفاد في كنف عائلة يخدمها زوج معطاء عاقل وأمين ومحب.”لا تترك أحداً يأتي إليك ثم يذهب دون دون أن يصبح أكثر سعادة”( الام تريزيا)
والتعاسة التي تقود الأبناء الى اليأس والإحباط والعنف والمخدرات في كنف عائلة يقودها زوج مستبد ظالم وحقود رغم توفر الأموال.

يعطي الرب الانسان الحرية لقيادة الحب في منزله، ثم يتركه يتحمل المسؤولية لوحده. فمن يظنّ أن السيد سيتأخر يضرب ويأكل ويشرب مع السكيرين فتنهار الحرية وتنتصر العبودية.
في كل بيت يُضرب الأطفال هناك والد حاضر وربّ غائب في فكره وضميره وسلوكه. وفي كل بيت والد سكير يبدد أمواله على القمار أو الرذيلة يكون أولا فارغاً من حضور الله، فالاحمق يبحث عن ” السعادة في الأماكن البعيدة أما الحكيم فيزرعها تحت قدميه”(روبرت أبنهايمر)



الزوج الخادم الأمين العاقل يتحدى الظروف، لا يتحوّل ولايتبدل ولا يتغير مهما كانت ظروف الحياة قاسية عليه، يعيش الامانة الزوجية حتى الموت، يوفر لأبنائه جوّا سليماً وشعوراً بالأمان،يصبر على كل شيء، يرجو كل شيء، ويحتمل كل شيء (مار بولس).
الزوج الخادم الأمين العاقل يفهم أن كل شيء ” إذا قسّمناه ينقص إلا الحب فهو يصبح أكثر “وغاية الحب هي السعادة وقد أرادها الله لنا “فمن يطلبها يتمم مشيئة الله” (ليو تولستوي)
أعطنا يا رب آباءً خدّاماً أمناء عقلاء:

يعيشون الحب في العائلة مع زوجاتهم وأولادهم.
يتحملون مسؤولية قيادة الحب حتى بذل النفس.

يصبرون على الظلم والقهر والتعب وتقلب ظروف الحياة.
يحوّلون القيادة إلى خدمة والخدمة الى وسيلة تذوب فيها الأنانية.
أعطنا يا رب آباءً خدّاماً أمناء عقلاء رجال حب رجال إيمان رجال صلاة. آمين




 
قديم 09 - 10 - 2019, 11:36 AM   رقم المشاركة : ( 24307 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

" أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا.
أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ "
( المزامير ظ£ظ¢: ظ¨)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شكرا يا رب
احنا من غيرك ولا حاجه
اشكرك يا الهى
 
قديم 09 - 10 - 2019, 12:18 PM   رقم المشاركة : ( 24308 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«حرب المستحيل حرب الرعب»
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بقلم الأنبا إرميا
حين نتحدث عن أكتوبر، فإنما ننطلق إلى صفحة من أبرز صفحات التاريخ المِصرىّ: نخوض بفرح وفخار فى الحديث عن العزة والكرامة المِصرية التى شهِدتها ميادين القتال، عن القدرة والبراعة المِصرية فى الوصول إلى ما كان يظنه العالم ضربًا من ضروب المستحيل، عن قصة حب للوطن خلدها التاريخ فى بطولات كُتبت بدماء شهدائنا الأبرار. وتحضرنى كلمات قرأتها لأحد مراسلى إذاعة BBC يصف أحد أبطال الصاعقة المِصرية الذى ضحى بنفسه من أجل أن يفتح الطريق لزملائه إلى تحصينات العدُو. إنها بطولات تحدث عنها العالم بأسره، حتى العدُو أيضًا! فقد ذكر أحد قائدى الدبابات الإسرائيلية عن الأبطال المِصريِّين: خرجوا علينا من بين جنازير الدبابات المحترقة، يلقّمون مدافع RPG ويُطلقونها علينا من مسافة 20 مترًا فقط ـ تُعد أقل مسافة آمنة 200 مترًا!! ـ كانوا مجانين، وكأنهم قرروا أن يدفعوا حياتهم ليمنعونا من التقدم مترًا واحدًا.
حرب المستحيل
شاهدنا الحرب، شاهدناها تقترب، ولم يصدق كثيرون منا أنها تقع. وقد حذر آخرون منها، وتمنَّوا ألا تصدُق تحذيراتهم؛ شاهدناها تقع وتمنَّينا اللحظة التى تنتهى فيها. شاهدنا المقاتلين فى أكثر ساعاتهم صعوبةً، وفى أكبر لحظاتهم وأشدها إيلامًا.؛ كانت تلك كلمات عدد من الصحفيِّين الإسرائيليِّين عن حرب أكتوبر 1973م التى عدّها العالم ـ وبالأخص العدُو ـ ضربًا من المستحيل؛ إذ اعتقد الجميع أنه لا مجال لأن تشُن مِصر وسوريا فى المستقبل القريب حربًا على إسرائيل! وإن حدث ذظ°لك، فإن للجيش الإسرائيلىّ قدرة المواجهة والانتصار؛ فقد أعلن رئيس الأركان الإسرائيلىّ فى 19/4/1973م: لا يعقل أن يبدأ المِصريُّون بإطلاق النار؛ لأن مثل هظ°ذه الخُطوة تعرضهم لأخطار كبيرة؛ ومع ذظ°لك يجب أن نكون مستعدين حتى لأعمال غير معقولة من جانبهم وقد أثبتت حرب أكتوبر خطأ معتقداتهم؛ إذ لم يدركوا طبيعة المِصرىّ وقدرته وعزيمته ومحبته المتأصلة فى أعماقه لتراب بلاده. فكانت الحرب، وكان الانتصار.
حرب الرعب
كانت حرب أكتوبر تحقيقًا للحُلم الذى ظل المِصريُّون يحفظونه فى قلوبهم إلى أن صنعوا منه واقعًا يعيشونه، محققين النصر. ومع بَدء الحرب، وقعت ظلال الرعب فى قلوب جنود العدُو؛ فقد كتب أحد ضباط المدرعات فى هضْبة الجولان: اشتركت فى ثلاث حروب: حرب الأيام الستة، وحرب الاستنزاف، وهظ°ذه الحرب (حرب أكتوبر)؛ وعندما سمِعت من الإذاعة عن هظ°ذه الحرب، أخذت أرتعد؛ كنت واثقًا بأنه سيُقضى علىّ هظ°ذه المرة

وفى السادس من أكتوبر، وصلت التقارير الإسرائيلية: المِصريُّون يعبرون القناة، أعداد غفيرة من الجُنود، مئات القوارب المطاطية، والقوارب المصنوعة من الألياف الزجاجية، ومن مدارج العبور، فى الجانب الغربىّ من القناة وتعالت صرخات أحد ضباط الجبهة الجنوبية بأن الوضع فى الحرب ميؤوس منه، فى حين طالب قائد القوات المدرعة الإسرائيلية فى سيناء غطاءً جويًّا لوقف التقدم المِصرىّ: إذا لم تُرسلوا إلىّ الطيران، سقط (القطاعان) الجنوبىّ والأوسط. 200 دبابة على الأقل تتدفق فى الوسط والجنوب. يجب إرسال الطيران، وبدرجة ملحة؛ لعل الطائرات توقف العبور. ولم يتوقف العُبور، ونجح المِصريُّون فيه على امتداد القناة. وقد ذكر بعض الكتاب الإسرائليِّين: وفى أقل من 24 ساعة، تحولت إسرائيل من دولة عسكرية كبرى ـ حتى بالمفاهيم العالمية دولة أصبح جيشها رمزًا ونموذجًا لجيوش العالم- إلى دولة تقاتل بشراسة من أجل وجودها بالذات، فى الوقت الذى يخيم عليها شبح الدمار.

إن انتصارات أكتوبر المجيدة ليست ذكريات تُسرد على مدار الأعوام فحسب، بل هى قوة دافعة تؤكد دائمًا ذكاء المِصرى وعزيمته، وتضعنا أمام المسؤولية الجسيمة فى الحفاظ على الوطن، والعمل على بنائه فى أوقات الحرب والسلم؛ إنها مسؤولية ودور يجب علينا جميعًا أن ندركهما دائمًا. أهنئكم جميعًا ببطولات أكتوبر العظيم الخالد، متمنيًا لبلادنا العزيزة مِصر كل خير وسلام ورخاء وتقدم. و. والحديث فى مِصر الحلوة لا ينتهى!.
 
قديم 09 - 10 - 2019, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 24309 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا الأيقونة؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


اليوم، يا إخوة، تذكر الكنيسة المقدّسة آباء المجمع المسكونيّ السّابع، الّذي تولّى تثبيت إكرام الأيقونات، بعد فترة امتدّت طويلاً، اضطُهِد فيها مكرِّموها. وقد أُتلفَت أكثر الأيقونات القديمة، الّتي كانت معروفة قبل القرن الثّامن للميلاد.
ما أهمّيّة الأيقونات، في الكنيسة؟ نحن، يا إخوة، في الدّرجة الأولى، نكرم الأيقونات ولا نعبدها. لهذا السّبب، كلّ ما يمكن أن يُقال أنّنا، إذا استعملنا الأيقونات، في الكنيسة، نعبد أوثانًا، كلّ هذا غير صحيح. هناك فرق كبير بين الإكرام والعبادة. العبادة هي لله، ولله وحده.
ولكن، الإنسان يعبّر بالكلمة، وبالصّورة. للإنسان حواسّ، يعبّر بها. لهذا، نحن نبخّر. والبخور، عندنا، علامة لإكرام المؤمنين، وعبادة الله في المؤمنين. كذلك الأمر بالنّسبة إلى الكتاب المقدّس. فإنّ فيه كلمات، لكنّ هذه الكلمات هي، فقط، حمّالات لحضور الله في ما بيننا. لا نستطيع أن نعبّر بطريقة غير بشريّة. نحن بشر. لذا، نعبّر بالصّوت، بالكلمة المكتوبة، بالأيقونة، بالبخور… هذه كلّها لغات. لكن، علينا أن نعرف أنّ الكلمة الإلهيّة، الّتي تُتلى علينا، صحيح أنّ لها حلّة بشريّة؛ لكنّها لا تقتصر على الكلمات البشريّة، فهذه الكلمات تحمل حضورًا إلهيًّا. لذا، هذا الكتاب نسمّيه الكتاب المقدّس. الكتاب المقدّس، لأنّ له بعدًا بشريًّا، وآخر إلهيًّا. هو يختلف عن كلّ كتاب آخر، في العالم. كلّ الكتب، في العالم، هي كتب بشريّة. أمّا الكتاب المقدّس، فهو كتاب بشريّ – إلهيّ.
بكلام آخر، نؤمن بأنّ ابن الله تجسّد، أي إنّ الله صار إنسانًا. هوـ، في الوقت نفسه، إله وإنسان. الرّبّ يسوع المسيح إله وإنسان، معًا. لهذا السّبب، كلّ ما يصدر عن الله للإنسان هو إلهيّ وبشريّ، على صورة الرّبّ يسوع المسيح، الإله والإنسان. الكتاب المقدّس، إذًا، فيه كلام بشريّ. لكنّ هذا الكلام البشريّ يحمل الحضور الإلهيّ، كما حمل جسد الرّبّ يسوع المسيح، الّذي أخذه من مريم البتول، حضوره الإلهيّ. الله كان حاضرًا فيه واحدًا وإيّاه. على هذا، الكلمة الإلهيّة هي كلمة بشريّة، وكلمة إلهيّة، في وقت واحد.
الأمر نفسه يُقال بالنّسبة إلى الأيقونة. الأيقونة، في حدّ ذاتها، فيها ألوان، لا شكّ في ذلك. ولا شكّ في أنها رسوم وأشكال. لكن، هذا الّذي نرسمه، نضع اسمه على الرّسم. إذا كانت هناك صورة لأحد -كائنًا مَن يكون – لا اسم عليها، فلا نعتبرها أيقونة ولا نكرمها، على الإطلاق. إذًا، عندما نكرم الأيقونة، فإنّنا، عمليًّا، نعتبر الإكرام موجّهًا إلى صاحب الأيقونة. هنا، مثلاً، لدينا القدّيسة بربارة. نحن، عندما نسجد أمام القدّيسة بربارة، فإنّنا لا نسجد للحائط، بل قدّام القدّيسة الّتي هي في السّماء، والّتي هي حاضرة من خلال الأيقونة الّتي رسمناها على الحائط. بالطّريقة نفسها، نقبّل الكتاب المقدّس. بتقبيلنا الكتاب المقدّس، نقبّل الله، الّذي سُرّ أن يعطينا نفسه من خلال هذا الكلام البشريّ. إذًا، إكرامنا ليس للألوان، وليس للخشب، بل لمَن هو مرسوم على الخشب. إذًا، نكرم الله وقدّيسيه، بأشكال بشريّة، وبتعابير بشريّة. الكنيسة تمسّكت بإكرام الأيقونات، لأنّ إكرام الأيقونات قائم على أساس التّجسّد الإلهيّ. الأيقونة تدلّ على أنّ ابن الله – الأقنوم الثّاني من الثّالوث القدّوس – قد تجسّد فعلاً.
صار إنسانًا بكلّ معنى الكلمة. صار محسوسًا. الله صار محسوسًا في جسده. الله، في الجسد، أكل، وشرب، وتألّم. إذًا، هذا أمر يفوق مدارك الإنسان. الإنسان لا يمكنه أن يفهم أمرًا كهذا. لكنّه أُعطِيَ أن يقبل هذا الأمر بالإيمان، بهذه الثّقة أنّ الله قد تجسّد فعلاً، قد صار محسوسًا بالفعل. هو، غير المحسوس، يعطينا نفسه، بصورة محسوسة، في الأيقونة؛ ويعطينا نفسه، بصورة مسموعةـ بالكلمات البشريّة؛ ويعطينا نفسه، من خلال العبادة الّتي نقيمها: من خلال البخور، ومن خلال الحركات، ومن خلال الكلمات… الكاهن، مثلاً، لحم ودم كأيّ إنسان. وفي وقت من الأوقات، هذا الجسد سيصير ترابًا. لكنّ الرّبّ الإله ارتضى، برفع الكاهن يده، وبرسم إشارة الصّليب، بشكل معيّن، أن يشير إلى اسم الرّبّ يسوع. بهذا، هو، عمليًّا، يعطي بركة المسيح، غير المنظور، بطريقة منظورة. لهذا السّبب، النّاس ينحنون، ويأخذون البركة، ويسجدون، علمًا أنّ هذا الكاهن إنسان كغيره. لكنّ هذا الإنسان اختارته الكنيسة، ووضعت اليد عليه، وأنزلت عليه نعمة الله، لكي يصير خادمًا للرّبّ الإله. فالكاهن، حين يلبس ويخدم وفقًا للتّرتيب الّذي جعلته الكنيسة المقدّسة، ليس هو، عمليًّا، مَن يقيم الخدمة الإلهيّة، بل الرّبّ يسوع المسيح، غير المنظور، هو مَن يقيمها من خلاله، هو المنظور، لأجل حياة المؤمنين، وتقديس المؤمنين. بالطّريقة نفسها، نحضّر القربان. نحضر الخبز والخمر والمياه، وهذه نقدّسها. بكلام آخر، يرتضي الرّبّ الإله، وهو غير المنظور، أن يحلّ، بالرّوح القدس، في الخبز والخمر؛ فيصيران، بحلول روح الرّبّ القدّوس، جسدَ المسيح ودمَه.
وهذا ما نشترك فيه. عندما نشترك في القدسات، أي عندما نساهمها، فنحن نذوق خبزًا وخمرًا؛ لكنّ هذا الخبز يحمل المسيح كجسد له، أي إنّنا نأخذ الله الّذي سُرّ أن يعطينا نفسه تحت علامة الخبز. هذا ما فعله الرّبّ يسوع في العشاء الأخير. عندما كان هو وتلاميذه، أخذ رغيف الخبز، وأعطى التّلاميذ، قائلاً: “خذوا كلوا، هذا هو جسدي”، وأخذ الكأس- كأس الخمر، في ذلك الزمان – وقال لهم: “اشربوا منها كلّكم، هذا هو دمي”. إذًا، الرّبّ ارتضى أن يعطينا نفسه تحت علامة الخبز والخمر. ثمّ قال: “اصنعوا هذا لذكري”. لهذا السّبب، نحن نصنع ما صنعه الرّبّ يسوع المسيح، في العشاء الأخير؛ ومن ثمّ، بروح الرّبّ القدّوس، يصير هذا الخبز والخمر، كلّما اجتمعنا لنشترك في القدّاس الإلهيّ، جسدَ المسيح ودمَه. أنا لا أستطيع أن أفسّر، لكنّني أقبل؛ وأنتم لا تستطيعون أن تفسّروا، إنّما عليكم أن تقبلوا بالإيمان. هذه حقيقة تفوق عقل الإنسان، تفوق مدارك الإنسان، لكنّها حقيقة أكيدة بكلّ معنى الكلمة.
إذًا، هذه هي حياتنا في المسيح. لهذا السّبب، الأيقونة مهمّة جدًّا، ونحن نقبّلها، ونسجد أمامها. لكنّ هذه القبلة، الّتي نطبعها على الأيقونة، موجّهة إلى صاحب الأيقونة.
أي عندما نقبّل أيقونة السّيّد والسّيّدة، فنحن نقبّل السّيّد والسّيّدة، لا الخشب فقط، إنّما الخشب لا بدّ منه، لأنّ لدينا أجسادًا، لأنّنا من هذه الدّنيا، ولا يمكننا أن نعبّر إلاّ بطريقة محسوسة عمّا هو غير محسوس. الله غير محسوس، في ذاته، الله روح. ومع هذا، صار محسوسًا، لمّا تجسّد، كي يعطينا نفسه بطريقة تناسبنا. لهذا السّبب، هذه المحسوسات الّتي نستعملها، في الكنيسة، ليتقدّس بها المؤمنون، هي حاملة للحضرة الإلهيّة. من هنا أنّ علينا أن نوقّر هذه المحسوسات، الّتي تحمل حضور الله غير المحسوس، توقيرًا كاملاً؛ أي يجب أن نعتبر أنّ الرّبّ يسوع المسيح حاضر، هنا والآن، معنا. عندما أعطيكم البركة، فأنا لا أعطيكم إيّاها من عندي، بل الرّبّ يسوع المسيح هو الّذي يعطيكم إيّاها من خلالي. أنا أصبح نوعًا من آلة بشريّة، بمعنى. من خلالي تأخذون حضور الله الّذي يفوق الإدراك، ويتخطّى الأزمنة. بكلام آخر، الأمر نفسه، الّذي حدث منذ ألفي سنة، ما زال يحدث الآن. الفرق أنّ الرّبّ يسوع المسيح، في ذاك الحين، عاش بين التّلاميذ بالجسد، ثمّ صعد إلى السّماء، وأرسل إلينا روح الرّبّ القدّوس؛ حتّى نستمرّ نحن بعمل ما عمله هو، بقوّة روح الرّبّ القدّوس، باعتبار أنّ الله حاضر، البارحة واليوم وغدًا، وإلى الأبد، وهو فاعل في حياتنا بكلّ معنى الكلمة. لهذا، الأيقونة هي دستور الإيمان: “أؤمن بإله واحد، آب ضابط الكلّ…”. ثمّ نقول: “وبالرّبّ يسوع المسيح”، الّذي تجسّد من البتول. إذًا، هذه الأيقونة تشير إلى كون الله قد تجسّد، وإلى كون الإنسان قد أُعطِيَ أن يدخل في صلة مع الله من خلال الأيقونة، من خلال الكلمة، من خلال البخور، من خلال كلّ شيء محسوس بشريّ. بات الإنسان قادرًا أن يتحدّث مع الله بلغته البشريّة. عندما يقول المرء: “ارحمني، يا ألله، كعظيم رحمتك”، لا يقول كلامًا فقط، بل يوجّه الكلام إلى الرّبّ الإله. يقول له “ارحمني، يا ألله!”. الآن، وأنا أخاطبكم، هل أتكلّم كلامًا بلا هدف، أو أتكلّم لأدخل في صلة معكم؟ الكلام يصل بين النّاس. هو لغة تربط النّاس بعضهم ببعضهم الآخر. بالطّريقة عينها، حين أستعمل الكلام، أو الصّور، أو أيّ شيء محسوس، كأداة تحمل الله؛ فأنا، إذ ذاك، أدخل في صلة مع الله. أحكي مع الله، كما تتكلّمون أنتم مع الله.
كلّ واحد منّا مُعطى أن يتكلّم مع الله، أن يدخل في علاقة مع الله، في صلة مع الله، من خلال أشياء محسوسة مادّيّة. نحن بشر، ونحتاج إلى هذه الأشياء. هل أستطيع أن أخاطبكم، إن كنت لا أتكلّم معكم؟ إن كنت لا أرفع صوتي؟ إن لم أحوّل هذا الكلام، الّذي في عقلي، إلى كلمات وصوت، حتّى يصل إليكم، حتّى تصير هناك صلة بين عقلي وعقولكم، بين قلبي وقلوبكم، بين حضوري وحضوركم، ومن ثمّ حضور الله فيّ وفيكم؟! كلّ هذا يجعل الأيقونة أمرًا أساسيًّا جدًّا للتّعبير عن طبيعة الإيمان المسيحيّ. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كان المسيحيّون، في ذلك الزّمن، قد بذلوا العديد من الشّهداء، وناضلوا للحفاظ على الأيقونة. من دون أيقونة، بدوا كأنّهم يقولون إنّ الله لم يتجسّد. لكنّ الله تجسّد. الله صار إنسانًا. الله صار محسوسًا. أعطانا نفسه. ونحن، في كلّ قدّاس إلهيّ، نتحسّس حضور الله. نأخذه بشكل حيّ، بشكل محسوس، بشكل بشريّ. لكنّه، في الوقت عينه، هو الإله، وقد سُرَّ أن يعطينا نفسه بهذه الطّريقة. لهذا السّبب، نقبل، ونشكر، ونفرح، ونتمسّك بإيمان الكنيسة، وبما علّمنا إيّاه آباؤنا القدّيسون.
الرّسالة تقول أمرًا واضحًا جدًّا: “رجل البدعة – أي الّذي يعلّم تعليمًا مغايرًا لتعليم الكنيسة – بعد الإنذار مرّة وأخرى، أعرض عنه، عالمًا أنّ مَن هو كذلك قد اعتسف – أي ضلّ الطّريق- وهو في الخطيئة، يقضي بنفسه على نفسه”. إذًا، رجل البدعة نعرض عنه، إذا تمسّك ببدعته، إذا تمسّك بتعليم غريب عن تعليم الكنيسة. لهذا السّبب، نحن، المؤمنين، علينا أن نتمسّك بما تعلّمنا إيّاه الكنيسة. الموضوع ليس موضوع تغيير كلمات، بل هناك حضرة إلهيّة في هذه الكلمات. لذلك، نحافظ على كلّ ما استلمناه من آبائنا القدّيسين، وهذا ننقله إلى أبنائنا، ونستمرّ بنقله بأمانة كاملة.

الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان
 
قديم 09 - 10 - 2019, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 24310 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصّليب كمال الحرّيّة!.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لا فراغ في النّفس. يُفرغُ الإنسان نفسَه ولا يَفرغ من ذاته!. إحساسه بالفراغ من امتلائه من ذاته!. فلأنّه يأتي من العدم يشعر في نفسه بالفراغ!. لذا إمّا يمتلئ من نفسه أو يمتلئ من الله. وبين هذا وذاك سيرة عمر. السّقوط حركة تلقائيّة إلى طلب ما للنّفس من دون الله. الله، بعد السّقوط، لم نعد نعرفه إلّا بغصب النّفس!. إذا طلبتَ ما لنفسك تخلّيتَ عن الله، وإذا التمستَ اللهَ تخلّيتَ عمّا لنفسك. لا تقدر أن تحبّ نفسك والله. إمّا الواحد وإمّا الآخر. متى طلبتَ نفسك كنت، في عين نفسك، حرًّا من الله. ومتى طلبت الله، كنت، في عين الله، حرًّا من نفسك. إن التمست الحرّيّة، كما تراها في عين نفسك، أحببت نفسك.
عمليًّا، محبّة نفسك ليست محبّة، بالمعنى القويم للكلمة؛ لأنّ المحبّة تستلزم أن يكون هناك آخر تنعطف عليه، تمتدّ صوبه، تصبّ فيه. تترك مكانك، حيث أنت، في داخلك، عن إرادة، لتخرج إليه، حيث هو، دون أن تذوب فيه، تتحرّك في اتّجاهه. موقعك، مكانك الّذي تنطلق منه، داخل نفسك، هو كيانك، أي حيث أنت كائن. هذه هي ذاتك. هناك يقيم وعيك لنفسك. ماهيةُ ذاتي لا أعرفها. فقط أعرف نفسي لأنّي أعيها. فمتى تحرّكتُ، في الكيان، باتّجاه الآخر، حقّقتُ كياني، حقّقت ذاتي. بالانعطاف أتحقّق!. إذًا، بالمحبّة أصير إنسانًا، لأنّي بحركتي الكيانيّة صوب الآخر، أحقِّق ما خُلقتُ من أجله. أنا مخلوق محبّة. لذا قلت، بالمحبّة أصير إنسانًا، لأنّي بغير المحبّة أبقى مشروع إنسان. فإن لم أُحبب، واكتفيت بنفسي، فإنّ ما للإنسان فيّ يضيع. ماذا يبقى إذ ذاك؟ إنسان مِسخ!. إنسان مشوّه!. كيان أبرص!. لذا قلت، محبّة النّفس ليست محبّة، لأنّ المحبّة ليست قائمة في ذاتها بل في الآخر. في الحركة الدّائمة صوب الآخر تلقاها، وإلّا لا تكون!. هكذا، بحركة المحبّة الدّؤوب تلقى نفسك الحقّ، تحقّق نفسك الحقّ، تصير نفسَك الحقّ، في البهاء الّذي خلقك ربُّك عليه!.
عمليًّا، إذًا، لا محبّة للذّات ممكنة إلّا من منطلق محبّتك للآخر. على هذا، لا تعرف المحبّة إذا أحببت ذاتك في الآخر بل إذا أحببتَ الآخرَ في ذاتك!. بمحبّتك للآخر توجد محبًّا، في الحقّ، لنفسك!. هناك محبّة حقّ لنفسك وهناك محبّة باطلة. محبّتك الحقّ لذاتك، بمعنى حرصك الكامل على نفسك، من محبّتك للآخر تنبثق. أمّا المحبّة الباطلة للذّات فمِن إقامتك في ذاتك. إذ ذاك، توجَد مسمِّمًا نفسَك. المحبّة الحقّ للنّفس هي البرّ، والمحبّة الباطلة هي الخطيئة. فمَن يصنع البرّ لا تكون له، فقط، محبّة حقّ لنفسه، بل تكون له محبّة حقّ، بالأَولى، للآخر. ومَن يصنع الخطيئة لا تكون له، فقط، محبّة زيف لنفسه، بل تكون له بغضة، بالأَولى، للآخر!. الآخر، للبار، قِبلة عين؛ والآخر، للخاطئ، مِضغة، مادة استهلاك!.
ومَن الآخر؟.
هو الله أوّلًا!. مَن قال إنّه يحبّ الإنسان الآخر وهو لا يبالي بالله، فهو كاذب وليس الحقّ فيه، لأنّ مَن لا يحبّ الله لا يقدر أن يحبّ مَن “يعتبره” أخاه. يحبّ ذاته، في نهاية المطاف، في “أخيه”!. لذا ثمّة إنسانويّة (Humanism) سليمة وإنسانويّة فاسدة. الأولى تأتي من محبّتنا لله، والأخرى ممّا ندّعيه أنّه محبّتنا للإنسان!. لا يمكن الإنسانويّة الحقّ أن تكون قرينة الإلحاد!. وما الإلحاد؟. ثمّة نوعان من الإلحاد: الأوّل هو التّمسّك بعبادة الذّات بالكلّيّة والتّنكّر الكامل لله، كما لو كان فكرة، مفهومًا، ببرودة عقليّة تامّة. والثّاني التّمسّك بالرّأي الذّاتيّ الرّافض لله من منطلق رفض الرّسوم المعروضة عنه في المجتمع. الأوّل يتنكّر لله كفكرة، وهو ليس فكرة. والثّاني يتنكّر للشّهادة المعروضة عنه، وهي مغلوطة أو ناقصة. الأوّل غريق غروره، والثّاني غريق ردّة فعله. ليس أيّ منهما يعتقد، في عمقه، أنّ الله غير موجود، هذا وهم، ولو قال به، بل الأوّل يُحيله مفهومًا، ثمّ يدّعي أنّ “مفهوم” الله باطل، والثّاني يكتفي من الله بما بلغه عنه ولم يعجبه، ويعلن رفضه لله جملة وتفصيلاً ويعتبره كأنّه غير موجود!.
الإنسان حرٌّ في أن يختار، لحياته، خطّ السّير الّذي يرغب. فإن اختار أن يحبب نفسه من دون الله فإنّه يمسي أسير خياره، ولا يعود له من الحرّيّة شيء آخر!. هذه تكون خطيئته!. ما الفرق بين الخطأ والخطيئة؟. الخطأ هو خطأ في ما لا حياة فيه، والخطيئة خطأ في مَن هو حيّ، في الإرادة، في المحبّة والمحبوبيّة… لكن حرّيّة الخيار هي أقلّ الحرّيّة. هذه إن كانت للخطيئة ضاعت. فإنّ مَن يصنع الخطيئة يصير عبدًا للخطيئة!. الخيار السّيّء يسيء إلى إنسانيّة الإنسان!. أمّا مَن أحسن الخيار، فإنّ حرّيّته تزدهر وتدفعه في مراقي محبّة الله، ومن ثمّ في مراقي محبّة الإخوة. فإن تعاطى المرء حرّيّته، على هذا النّحو، فإنّه، لطبيعة المحبّة الّتي أُعطي له بالخِلقة أن يتعاطاها، يصير، بمعنى، لله صنوًا!. القول الكتابيّ أنّ الله خلق الإنسان على صورته ومثاله، كان لأمرَين: الأوّل أنّ الله زوّده بكلّ ما يحتاج إليه، حرًّا، لكي يختار أن يستجيب لمحبّته بمحبّة. هذه هي الصّورة. والثّاني أنّ الله، متى استبان الإنسان مريدًا بالكامل لأن يستجيب لدعوة ربّه: “أعطني قلبك يا بنيّ!”، كان مستعدًّا لأن يُسبغ عليه نعمته، أي روحه، أي حياته غير المخلوقة، أي أن يصير إلهًا – أنا قلت إنّكم آلهة!. هكذا رسم وهكذا ارتضى -!. هذا هو المثال!. إذًا الحرّيّة يَبلغ الإنسانُ ذروةَ قصدِ الله من زرعها فيه، متى حملته إلى الباري، حرًّا، ليستقرّ في حضنه، ليقيم في محبّته، ليسكن فيه – أنا فيكم وأنتم فيّ كما أنّي أنا في الآب والآب فيّ -. الحرّيّة للمحبّة لأنّه لا محبّة بلا حرّيّة. أمّا الوقوف عند حدود حرّيّة الخيار فلا معنى له ولا قيمة. ليس الأهمّ أن تختار بل ماذا تختار. خيار بلا قصد عبث. وأن يختار الإنسان ما لنفسه، ولا حياة له في ذاته، خيار غاشم يجعل وجوده بلا معنى!. هذه فلسفة العدم. حياة بلا معنى تؤول إلى موت بلا معنى؛ بين هذا وتلك عيشٌ تفه وسُكرُ أوهام!.
إذًا تصير حرًّا متى أحببتَ، ومتى أحببت تبذل نفسك لمَن تُحبب، لربّك. تموت عن نفسك لديه، تستعبد نفسك إليه. في هذا الفعل تكمن حياتك، ومنه تستمدد هوّيّتك. تصير إنسانًا على ملء قامة الإنسان. ما دام الإنسان في حال السّقوط، وما دام أسير الخطيئة، فالقيامة والحرّيّة الحقّ لا تكونا إلّا بالبذل الكبير، بالصّليب!. للرّاتع في خطاياه، الصّليب لعنة، ولمَن يشاء أن يقوم من موت خطاياه، الصّليب البركة!. بالجراحة، في جسد المريض، تُستأصل العلّةُ، بيتُ الدّاء، وبالصّليب، في عرش القلب، تُستأصَل الأهواء، أصلُ العلّة!. من الألم البهي، للمحبّة، تأتي العافية والرّاحة، العافية عفوًا، أي غفران خطايا، والرّاحة حياةً أبديّةً، أي روحًا قدّوسًا!.
بالصّليب تجلّت محبّة الله بالكامل. “قد تمّ”، قال السّيّد، مشبوحًا على الصّليب. وبالصّليب تتجلّى محبّة الإنسان لله بالكامل. ليكن لي بحسب قولك!. تعلّموا مني!. في يديك، أستودع روحي!. هو أسلم الرّوح، لكيما بروحه نُسلم الرّوح… بين يدَي الآب!. تبارَك الله!.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025