![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 23891 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() علاقة الله بالإنسان ![]() أقدم علاقة، وأكثر العلاقات دوامًا، هي علاقة الله بالإنسان.. إنها علاقة أزلية، حينما كنا في عقل الله فكرة، وفي قلبه مسرة.. وهى علاقة أبدية، لأنها لا تنتهي. أما العلاقات بالبشر، فهي علاقات ترتبط بوقت معين من الزمان، وبمكان معين من الأرض، وبغرض محدد. وتستمر علاقات الناس إلى الأبد، إذا اشتركوا معًا في عمل الخير، وفي إرضاء الله، وأتيح لهم بذلك أن يلتقوا معًا في حضن الله، في الأبدية.. إذن العلاقة الثابتة الدائمة هي العلاقة بالله.. وتكون العلاقة بالبشر ثابتة أيضًا ودائمة، إن كان الله طرفًا فيها إن ارتبطت هذه العلاقة بوصية من وصايا الله، وبإحدى القيم السامية التي وضعها الله كقاعدة للمعاملات بين الناس. أما غير هذا، فزائل.. إن كانت العلاقة بالله هكذا، فينبغي أن توضع في قمة اهتماماتنا، ونفضلها على كل شيء، وعلى كل أحد، ونفضلها أيضًا على الذات ومتطلباتها.. وإن اصطدمت محبة الله، بأية محبة أخرى، تجعل الله قبل الكل، كما قال بفمه الطاهر: (من أحب أبًا وأمًا أكثر منى فلا يستحقني).. وهكذا لا نحب أحدًا من الناس، ولا نجامل ونرضى أحدًا من الناس، على حساب محبتنا لله. وكما قال الرسول: (لو كنت بعد أرضى الناس، فلست عبدا للمسيح) (غل 1: 10). حتى ولا الذات فمن أجل الله يكون الإنسان مستعدًا أن ينكر نفسه، وأن يحمل صليبه.. والذين أحبوا الله من كل القلب والفكر حسب الوصية، هؤلاء تفرغوا له تمامًا كالآباء المتوحدين، الذين كان شعارهم هو (الانحلال من الكل للارتباط بالواحد). فليكن الله بالنسبة إلينا، ليس فقط الأول، إنما الكل. هو الذي سنعيش معه في الأبدية، وبمحبتنا له يتقرر مصيرنا، ويتحدد نوع حياتنا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23892 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قيامتنا وصعودنا مع المسيح كحزمة واحدة مُقدمة للآب جلافيرا في سفر العدد للقديس كيرلس الكبير ![]() «فيردد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم، في غد السبت يرددها الكاهن» (لا11:23) إن يسوع المسيح واحد هو, ولكنه كمثل الحزمة يعتبر جامعًا الكثيرين في ذاته، وهو كذلك لأنه يقتني في ذاته جميع المؤمنين في اتحاد روحي، ولهذا السبب يكتب بولس الطوباوي إننا: «أقمنا معه وأجلسنا معه في السماويات» (اف6:2) لأنه لما صار مثلنا، صرنا معه «شركاء فى الجسد» (اف6:3) واغتنينا بالاتحاد به بواسطة جسده، ولذلك نقول إننا كلنا فيه ... إنه يقول إنه يجب ترديد الحزمة في غد اليوم الأول (من الفطير)، أي في اليوم الثالث (بعد ذبح الخروف)، لأن المسيح قام من بين الأموات في اليوم الثالث، وفيه أيضًا انطلق إلى السموات.... فلما قام ربنا يسوع المسيح وأكمل ترديد نفسه كباكورة للبشرية أمام الله الآب، حينئذ بالذات تم تغيير أعماق كياننا إلى حياة جديدة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23893 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قام من بين الأموات حاملاً الجميع في نفسه ضد نسطور 1:5 للقديس كيرلس الكبير ![]() حيث إننا خرجنا من أصل مستهدف للفساد (آدم) فنحن أيضًا مستهدفون للفساد، ولذلك نبقى نحن الأشقياء ممسوكين في أشراك الموت, ولكن لما قصد الخالق مقاصده الصالحة من نحونا، وشاء أن يعيد طبيعة الإنسان إلى حالتها الأُولى، برفع الفساد منها، حينئذ هيأ لنا مثل أصل ثان (لجنسنا) غير قابل لأن يُمسك من الموت، أعني الرب الواحد يسوع المسيح، الذي هو من جوهره الخاص، الإله الكلمة، وقد صار إنسانًا مثلنا، (مولودًا) من امرأة .... فإن قيل إنه تألَّم فنحن نعلم أنه غير خاضع للآلام كإله، ولكنه تألَّم تدبيريا بجسده الخاص حتى الموت، لكي يدوس الموت، ثم يقوم بصفته هو الحياة ومعطي الحياة، فيحول إلى عدم الفساد ما كان واقعًا تحت سطوة الموت، أعني الجسد. وهكذا انتقلت إلينا نحن أيضًا قوة ما حقَّقه، وانتشرت إلى سائر جنسنا... لأنه قام من بين الأموات حاملا الجميع في نفسه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23894 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كما قمنا فيه من الأموات هكذا صرنا فيه محبوبين من الآب تفسير إنجيل يوحنا 23:17 للقديس كيرلس الكبير ![]() «وأنك أحببتهم كما أحببتني» (يو23:17), كما أنه لما استعاد الحياة بعد أن نقض سلطان الموت، لم يُكمل قيامته من أجل نفسه هو بصفته الكلمة والإله، بل لكي يمنحنا نحن القيامة من خلال نفسه وفي نفسه، لأن كل طبيعة الإنسان المقيدة برباطات الموت كانت في المسيح, هكذا أيضًا يجب أن نعتبر أنه اقتبل حب الآب ليس لنفسه، إذ أنه محبوب بصفة أزلية وفي كل حين, ولكن لكي يحول إلينا نحن محبة الآب، لذلك يقتبلها منه من جديد بعد أن صار إنسانًا, فكما أننا سنكون مشابهين لصورة قيامته ومجده، بل وقد صرنا كذلك منذ الآن في المسيح كباكورة جنسنا وبدءٍ لنا، هكذا أيضًا قد نلنا نوعًا من المشابهة معه في نوال حب الآب؛ غير أننا ننسب للابن الوحيد التفوق في كل شيء، ونندهش حقًّا من تحنن طبيعة الله الذي لا يُجارى من نحونا، إذ هو يُضفي على الذين خلقهم الأشياء التي له، ويشرك خلائقه فيما يختص به هو وحده! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23895 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قام حاملاً في ذاته طبيعتنا كلها شرح إنجيل يوحنا 39:7 للقديس كيرلس الكبير ![]() حيث إنه صار إنسانًا فقد كان حاملا في ذاته طبيعتنا كلها، لكي يقومها بالتمام ويعيد تشكيلها بحسب أصلها ... فإن جميع الخيرات تتدفَّق منه إلينا... ولذلك دُعي مخلِّصنا في الكتب الإلهية آدم الثاني، لأن في آدم الأول خرج الجنس البشري من العدم إلى الوجود، ثم بعد ذلك فسد لما خالف الناموس الإلهي؛ وأما في آدم الثاني، أي في المسيح، فقد ارتقى الجنس البشري إلى بداية ثانية وأعيد تشكيله إلى جدة الحياة وإلى سيرة لا يطالها الفساد، كما يقول القديس بولس: «إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة» (2كو17:5) وقد أُعطي لنا روح التجديد الذي هو الروح القدس، ينبوع الحياة الأبدية، بعد أن تمجد المسيح (يو39:7) أي بعد قيامته، لما مزق رباطات الموت وأظهر نفسه فائقًا للفساد، وقام من جديد حاملاً في ذاته طبيعتنا كلها، من حيث إنه صار إنسانًا وجعل نفسه واحدًا منا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23896 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() انتقل منه إلينا ما حققه في نفسه حوار المسيح واحد للقديس كيرلس الكبير ![]() لم يكن ممكنًا أن يزعزع سلطان الموت إلا بتجسد الوحيد, لذلك ظهر مثلنا، واقتنى لنفسه الجسد المستهدف للفساد بحسب طبعه الخاص، لكي يستطيع بكونه هو نفسه الحياة، إذ أنه مولود من الآب الذي هو الحياة, أن يزرع في هذا الجسد امتيازه الخاص الذي هو الحياة....وقد دُعى «آدم الأخير» (اكو45:15) لأنه مولود من آدم بحسب الجسد، ولكنه صار بداية ثانية للذين على الأرض، إذ قد تحولت فيه طبيعة الإنسان إلى حياة جديدة، حياة في القداسة وعدم الفساد بالقيامة من الأموات. وهكذا أُبيد الموت, إذ لم يحتمل من هو الحياة بطبعه أن يخضع جسده للفساد، لأن المسيح «لم يكن ممكنًا أن يُمسك من الموت» (أع 24:2) بحسب قول الحكيم بطرس. وهكذا انتقل منه إلينا الخير الذي حققه في نفسه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23897 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() جلس كابن لكي يجعلنا نحن أيضًا نُدعى أبناءً لله فيه تفسير إنجيل يوحنا 2:14-3 للقديس كيرلس الكبير ![]() لقد كرس لنا ربنا يسوع المسيح «طريقًا حديثًا حيًا» .... فليس لنفسه قد صعد المسيح ليظهر أمام وجه الله الآب؛ لأنه كان، وهو كائن، وسيكون دائمًا في الآب، وهو ماثل أمام عيني أبيه الذي يفرح به في كل حين. وأما الآن فاللوغوس الذي كان منذ القديم مترهًا عن البشرية قد صعد الآن كإنسان، ليظهر بطريقة غير مألوفة وعجيبة. وهذا كان لأجلنا ولصالحنا نحن، حتى إذا ما وُجد كإنسان، وهو نفسه الابن بقوة، وإذا ما سمع هذه الكلمات الموجهة له بكل كيانه، بما فيه الجسد: «اجلس عن يميني» (مز 1:109) ليُصل مجد التبني إلى عموم الجنس البشري.... لقد ظهر الآن كإنسان أمام الآب لأجلنا، نحن الذين كنا مطروحين من أمام وجهه بسبب المعصية الأولى، ليوقفنا من جديد أمام وجه الآب؛ وجلس كابن ليجعلنا نحن أيضًا نُدعى بسببه أبناءً وأولادًا لله. لذلك فالقديس بولس الذي يؤكد أن المسيح هو المتكلِّم فيه، يُعلِّمنا أن ما حدث للرب خاصًة صار ملكًا مشتركًا للطبيعة البشرية، فيقول إن الله «أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات» (أف6:2) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23898 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ![]() كل إنسان يمكن أن يتجاوب مع المحبة التي تعطى وتبذل، والتي تريح وتفرح كل من يقابله. ولكن هل كل إنسان يستطيع أن يحتمل غيره إذا أخطأ إليه، ولا يفقد محبته أمام الإساءة، وأمام ما يظنه أنه إساءة..؟ أن الرسول يقول: "المحبة تحتمل كل شيء.. المحبة لا تسقط أبدًا. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة.." (1كو 13). إن كل أخطاء الناس لم تستطع أن تغير محبة الله، الذي فيما نحن بعد خطاة مات لأجلنا.. نكران بطرس للمسيح، لم يستطع أن يغير محبة المسيح لبطرس، فبقيت كما هي.. كل أخطاء أبشالوم وخيانته وحربه لأبيه، كل ذلك لم يغير من محبه داود له، الذي ليس فقط أحتمله، إنما قال: "رفقًا بالفتي أبشالوم"، بل بكي عليه بطريقة مؤثرة للغاية. ومحبة داود كما احتملت أبشالوم، احتملت شاول الملك أيضًا وكل متاعبه. وكم كان مؤثرًا رثاء داود لشاول الذي أراد قتله مرارًا.. انظروا إلى محبة الأم لأبنها: إنها لا يمكن أن تسقط مهما أخطأ الابن، بل تحتمل كل شيء يصدر منه، وتبقى المحبة كما هي.. المحبة التي "لا تطلب ما لنفسها"، هي التي يمكنها أن تحتمل كل شيء أما الذي يتمركز حول ذاته، فهو لا يعرف أن يحب كما ينبغي. وإن أحب، لا تستطيع (محبته) أن تحتمل كما ينبغي. احتملوا إذن أخطاء غيركم، كما يحتمل الله أخطاءكم. احتملوا لا في ضيق، ولا في مرارة قلب، إنما في حب، شاعرين أن كل إنسان له ضعفاته، وربما له أعذاره أيضًا التي لا تعرفونها.. اختبروا محبتكم بهذا الاحتمال، لتعرفوا مدي سلامته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23899 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حينما قام المسيح، أعطى روح التبني عظة ظ£ظ¨ على إنجيل لوقا للقديس كيرلس الكبير ![]() إن يوحنا المعمدان المغبوط، هو وكل الذين وُجدوا قبله، كانوا مولودين من النساء، أما الذين قبلوا الإيمان فلم يعودوا مولودين من النساء، بل أنهم يدعون أبناء الله ... لأن المسيح حينما قام بعد أن سبى الجحيم، أعطى لمن يؤمن به روح التبني، وأول الكل لتلاميذه الأخصاء لأنه «نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس, من غفرتم خطاياه تُغَفر له» (يو 22:20), ومنذ ذاك صاروا تمامًا شركاء الطبيعة الإلهية. ولكي يوضح يوحنا الإنجيلي الجزيل الحكمة أن روح التبني لم يكن في البشر قبل صعود الرب، لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد فيقول: «لأن يسوع لم يكن قد مُجد بعد» بمجد القيامة من بين الأموات والصعود إلى السموات. ولكن لمَّا صعد إلى هناك الابن الوحيد، كلمة الله، أرسل كبديل له الباراقليط، الذي به يكون المسيح فينا ... لذلك فإننا حتى إذا كنا أقل من الذين لهم بر الناموس, أعني من جهة التدقيق في السلوك, لكننا بالمسيح أفضل من جميع المولودين من النساء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23900 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صعد لكي يقدمنا في ذاته إلى محضر الآب العبادة بالروح والحق للقديس كيرلس الكبير ![]() «وتقدمون حزمة باكورة حصادكم إلى الكاهن, فيردد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم» (لا 10:23-11), إن الحزمة كانت تُرفع أمام الرب، لأن عمانوئيل بعد أن قام من بين الأموات، وهو باكورة جديدة وغير فاسدة للبشرية، قد صعد إلى السماء، «لكي يظهر الآن أمام وجه الله الآب من أجلنا» (عب 24:9), ولم يكن ذلك في الواقع لكي يقدم نفسه هو أمام نظر الآب لأنه قائم فيه منذ الأزل ولم ينفصل قط عن الآب لكونه إلهًا، بل هذا كان بالحري لكي يقدمنا نحن في ذاته إلى حضرة الآب, نحن الذين كنا مطروحين بعيدًا عن وجهه، وواقعين تحت الغضب بسبب معصية آدم، وبسبب الخطية المتسلِّطة علينا. إذًا، فنحن في المسيح نربح الوجود أمام وجه الله، بل وصرنا منذ الآن مؤهّلين لهذه المعاينة بسبب أنه قدسنا. |
||||