منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 06 - 2019, 07:34 PM   رقم المشاركة : ( 23591 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,507

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

روح الرّبّ مشتهى الدّهور!.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المتعارف عليه، منذ القديم، أنّ عناصر الوجود أربعة: الماء، والهواء، والنّار، والنّور. هذه العناصر الأربعة تجتمع كواحدة، كَمِن مصدر واحد هو روح الله. الرّوح هو النَّفَس، هو الهواء. والرّوح هو الماء: “من آمن بي تجري من بطنه أنهار ماء حيّ”. والرّوح هو النّور: الله نور. والرّوح، أيضًا، هو النّار. إلهنا نار آكلة، لا بالمعنى المجازيّ، بل بمعنى أنّه لا يقاربه أحد ويعيش إلاّ إذا هو قرّبه بالنّعمة. إذا قلنا “عناصر أربعة”، فهذه العناصر هكذا تتمثّل، كأربعة، في حياتنا، نحن البشريّين. أمّا أصل هذه العناصر، إذًا، فروح الرّبّ، وهي واحدة فيه.
الهواء – النَّفَس هو الّذي فيه كانت الحياة. والرّبّ الإله نفخ في التّراب، كما تفل الرّبّ يسوع وصنع طينًا وطلى بالطّين عيني الأعمى، قلبًا جديدًا، فصار التّراب نفْسًا حيّة. إذًا، منطلق الحياة هو النَّفَس. النَّفّس والماء والعنصران الباقيان متعادلة. اليهود قالوا، فيما قالوا، شيئًا جميلاً في هذا السّياق. لأنّهم اعتبروا أنّهم يستمدّون حياتهم من مسيح الرّبّ، قالوا: “المسيح نَفَس أنوفنا”.
هم قصدوا المسيح إنسانًا على صورة داود الملك. لكنّ الّذي تكلّم فيهم كان يقصد ابن الله، مسيح الرّبّ، الّذي أتى من صلب داود بشرًا. إذًا، نحن لم نستمدّ حياتنا، ذات مرّةٍ، فقط، في البدء؛ بل نستمدّها في كلّ حين، في كلّ لحظة، من مسيح الرّبّ، الّذي فيه روح الحياة، الّذي فيه يقوم الكلّ. الكلام الكتابيّ يقول عن الكلمة، عن مسيح الرّبّ، إنّ: “فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور النّاس”. إذًا، الرّابط بين نفَس الحياة والنّور رابط صميميّ. الشّمس الّتي تبثّ نورها، تبثّ الحياة، في الحقيقة، في الخليقة كلّها. لذلك، ما يتمثّل لنا حياةً هو نور من عند الله: “أنا نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظّلام، بل يكون له نور الحياة”.
مسيح الرّبّ هو الحياة، وهو الّذي يبثّ الحياة. وما دام هو الحياة، فروح الحياة، بصورة تلقائيّة، قائم فيه. لكنّ الله روح. الآب روح، والابن روح، والرّوح القدس روح.
إذا كان الأمر كذلك، فما الّذي يميّز الله – الرّوح من حيث هو الآب – الرّوح، عمّن هو الابن – الرّوح، ومن ثمّ عمّن هو الرّوح القدس – الرّوح؟. ما الّذي يميّز الرّوح القدس عن الآب، وعن الابن؟.
ما نعرفه يجعل أنّ كلّ ما للآب هو للابن، وكلّ ما للابن هو للرّوح القدس. الرّبّ يسوع قال بوضوح: “الرّوح القدس يأخذ ممّا لي ويعطيكم”. وقال، أيضًا، عن أبيه السّماويّ: “الكلام الّذي أكلّمكم به لا أكلّمكم به من عندي، بل من عند الآب الّذي أرسلني”. إذًا، في الجوهر، في جوهر الله، اللهُ، آبـًا وابنًا وروحًا قدسًا، هو واحد وهو روح. ولكن، في الله الواحد – الرّوح، شهد الرّبّ يسوع المسيح للرّوح القدس المعزّي، الّذي كان مزمعًا أن يرسله الابن من لدن الآب.
إذا كان قد قال إنّه سيرسله من عند الآب، فهذا معناه أنّ الرّبّ يسوع، عندما كان على الأرض، لم يكن الرّوحُ القدس قد أُرسل، بعد، كما ورد في الإنجيل، لم يكن قد كُشف. هذا مع العلم أنّ الرّبّ يسوع، الله – الرّوح، الابن المتجسّد، كان في ما بين التّلاميذ. كان ابن الله قد نزل، وتجسّد من البتول بالرّوح القدس، وحلّ بيننا، وحلّ فينا، في وسطنا. ومع ذلك، قال الرّبّ يسوع إنّه مزمع أن يرسل إلينا المعزّي، الرّوح القدس، من عند الآب السّماويّ الّذي هو مصدر الكلّ.
هذا جعل الرّوح القدس مميَّزًا عن الابن، الّذي هو الله – الرّوح – الابن. فإذا كان الأمر كذلك، فهذا معناه أنّه، بالإضافة إلى الجوهر – الرّوح، الّذي هو عينه لله – الآب ولله – الابن، هناك الله – الرّوح القدس الّذي له الجوهر ذاته، ولكنّه مميَّز عن الآب، وعن الابن. هذا ابن الله هو من كشفه لنا. ما كان ممكنًا، على الإطلاق، أن يعرف الإنسان أنّ هناك روحًا قدسًا. فقط بالرّوح، نعرف الرّوح ونتكلّم على الله
– الرّوح من حيث هو جوهر الله، ثمّ، بالإضافة إلى ذلك، نتكلّم، بالرّوح عينه، على الله – الرّوح القدس باعتباره أقنومًا، باعتباره شخصًا، إذا جاز التّعبير، كما أنّ الآب هو أقنوم، والابن أقنوم. نحن لا نعرف، أبدًا، للرّوح القدس، غير الأقنوميّة، مزيّة تختلف فيه عمّا للآب والابن. كلّ ما للآب هو للابن، وللرّوح القدس.
لكنّ هذه الوحدة أكبر من أن نتمكّن نحن، بما لا يقاس، من استيعابها، في الكشف الإلهيّ. لا يراني أحد ويعيش. لذلك، يأتينا الله – الآب في الابن. الابن يحدّث عن الآب؛ وبعد ذلك، في ملء الزّمن، لمّا اكتمل تدبير الخلاص، أُرسل إلينا الرّوح القدس بالابن، ليكلّمنا على الابن، أو قل ليستمرّ الابنُ مكلِّمنا فيه، ولكن، بالرّوح، بعدما كان قد كلّمنا بالجسد أيضًا!.
إذًا، الرّوح القدس هو الّذي بات معلّمنا، هو بات حياتنا، هو بات نورنا، هو بات نارنا. فيه يعمل الثّالوث القدّوس فينا!. نارنا، بأيّ معنى؟. ميزة النّار أنّها تدفئ. طبعًا، يمكن أن تحرق، أيضًا. ولكن، فقط، من هو غريب عنها.
أمّا إلينا، فالنّار دفء. والدّفء، فيما بيننا، يتمثّل، بصورة أخصّ، في دفء القلب. بكلام آخر، يتمثّل في دفء الحبّ، في ملء الحبّ. الّذين يمتلئون من محبّة الله يكونون فيه، في النّار، ولا يحترقون. والنّار، أيضًا، الله عينُه، تكون فيهم ولا تحرقهم. لذلك، في العنصرة، استقرّ الرّوح القدس على التّلاميذ، بشكل ألسن ناريّة. الألسن لتتكلّم. الكلمة، الرّبّ يسوع المسيح، يعطينا نفسه، لنتكلّم فيه.
هو الكلمة فينا، هو اللّسان المعطى لنا في الرّوح القدس. وهذا اللّسان من نار؛ لأنّ الكلمة أحبّنا إلى المنتهى، حتّى بذل نفسه عنّا. لذلك، اللّسان النّاريّ، الكلمة – المحبّة، يستقرّ فينا؛ لنصير نحن، بالامتداد، كلمات منه، ألسنةً من نار، ألسنةً تحدّث عن محبّة الله، عن الله المحبّة، الّذي سُرّ أن يستقرّ في البشريّة، مرّة وإلى الأبد.
على هذا، البركة كلّها حلّت علينا في الرّوح القدس؛ البركة الّتي هي روحُ الحقّ، نفَسُ النَّفَس؛ والبركة الّتي هي ماء الماء الدّفّاقة، الحياةُ الجاريةُ فينا، وفي ما بيننا؛ والبرَكة الّتي هي القلب المستحيل نارَ جمْر، من دون أن يحترق، كمثل العلّيقة الّتي اشتعلت، ولم تترمّد، على الرّغم من كونها آتية من رماد؛ والبركة الّتي هي النّور، النّور الّذي هو الله، حياةً أبديّة تُبَثّ في أمخاخنا، في أمخاخ روحنا، وفي أمخاخ عظامنا، حتّى يصير كلّ واحد منّا ممتلئًا من حضور الله، امتدادًا لروح الله، تجسيدًا، بمعنى، للرّوح، أيقونةً تحدّث عن روح الله.
نحن شهود وروح الله للبركة الّتي استقرّت فينا وعلينا، بالرّوح القدس، في العنصرة المجيدة. لهذا، لا نكفّ عن الكلام على البركة، في كلّ آن: “مباركة هي مملكة الآب والابن والرّوح القدس…”، “تبارك الله إلهنا، كلّ حين…”، “بارك”، “باركوا”… نحن نستمدّ البركة، دائمًا، دفّاقةً من فوق؛ وفي آن، نقف في حضرة الله، لنردّ البركة إليه، لنعترف أنّها منه وله، وبها نباركه: أنت حياتنا، أنت بركتنا…
“الّتي لك ممّا لك نقدّمها لك، على كلّ شيء، ومن جهة كلّ شيء”… لذلك، نحن، كبشر، سُرّ الرّبّ الإله وارتضى أن يُشركنا في بركاته، في حياته الأبديّة اللاّمخلوقة. نحن نقف بإزاء الله، لنردّ إليه البركة، إقرارًا، لنعترف أنّها إيّاه، دستورَ إيمان حيّ، بالرّوح، مذيعين البركة في كلّ آن ومكان. لذلك، نحن يبارك أحدُنا الآخر. نأخذ ممّا أُعطينا، ونمدّه، نمدّ بركة الله على كلّ شيء.
نتعاطاها في ما بيننا. نجعلها فيما بيننا، على النّاس، على البهائم، على الطّيور، على الزّحّافات، على الأشجار، على الفراشات، كملوك وكلاء من ملك الملوك… نجعلها على كلّ شيء. الإنسان معطى، على الأرض، أن يكون كاهنًا موزّعًا للبركة، بكَسْرِ جسدِه، مكمِّلاً نقائص شدائد المسيح في جسمه، لأجل جسده الّذي هو الكنيسة (كولوسي 1)، على الخليقة الّتي أبدعها الرّبّ الإله .
لذلك، متى باركْنا اللهَ، قلنا إنّه هو البركة إيّاها، وإنّ كلّ ما فينا وما لنا وإيّانا هو منه، من جسده، ومن دمه. ثمّ متى بارك أحدنا الآخر، وباركْنا الخليقة، شهدنا بالصّليب أنّ المسيح معنا وفي ما بيننا، كان، وكائن، ويكون. هذا ليس كائنًا، إلاّ في روح الله؛ لأنّنا قد أُعطينا أن يتروحن فينا مسيح الرّبّ في الرّوح القدس، الّذي نفرح بالتّعييد له، اليوم، من حيث هو ملءُ الكلّ وملءُ المشتهى، حالًّا فينا وفيما بيننا، تمجّد اسمه إلى الأبد، آمين.

الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان
 
قديم 24 - 06 - 2019, 07:37 PM   رقم المشاركة : ( 23592 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,507

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الروح المحيي والمجدّد


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تُوصِلُنا الكنيسةُ اليوم إلى خاتمة مراحل الخلاص وليس إلى نهايته. لقد عيَّدْنا الأحدَ الماضي لحلول الروح القدس، عيد العنصرة، وبعده أحد جميع القديسين، لنبدأ بصومٍ يُدعى صومَ الرُّسل. ماذا يعني هذا كلُّه؟

بالعنصرة يبدأ عمل الكنيسة، وعملُها لا يستقيم إلاّ بالروح القدس، المرشد إلى الحقّ، والهادي إلى الصّراط المستقيم، ومصدر الفرح والسرور، ومُجَدِّدُ الخليقة… هذا بالنسبة إلى الله، أمّا البشر المتلَقُّون لهذا الروح فهم جماعة الكنيسة، ولا تكون هذه الجماعة كنيسةً إلّا إذا كانت مجالَ الروح ومنفتحةً إليه. لذلك صوم الرسل، ليكون أعضاءُ هذه الجماعة رُسُلًا، ويُمَيِّزوا ما بين الرسالة والمرسِل الذي عليه أن يتطهّر ليعرف الإرادة الإلهيّة وينقلها نقيّةً لا شائبة فيها.

العضويّة في الجماعة الكنسيّة لا تأتي بطلب انتساب إنّما بطلب حياة، لا بطلب قانون وفروض والتزامات مؤسّساتيّة خالية من الروح، إنّما بطلب الروح القدس المحيي. وكما يقول القدّيس سلوان: “هدف الحياة اقتناء الروح القدس”.
لذلك وُجِدَتْ أسرارُ الكنيسة، والتي يقول عنها الأب ألكسندروس شميمن إنّها حياة العالم. ففي المعموديّةِ أنتَ تموتُ عن هذا العالَم، عالَمِ الخطيئة، عالَمِ الأنانيّة والكبرياء والقساوة والكره والقتل والرياء والمجاملات والمصالح، أن تموت عن هذه لتبدأ قيامتك. العالم يجعلُكَ عُضوًا في الملكوت، ليكون غذاؤك المسيح بالقربان المقدّس. الروح هو الذي يجعلك ابناً لله، لأنّه يعلّمكَ ويُرشدُكَ وينمّيك، كما يقول القدّيس بولس الرسول.


العضويّة في الكنيسة مسؤوليّة، لأنّ العضوَ عضوٌ في الجماعة ويَنصهرُ بها، ليصبح فرحُها فرحَه وألَمُها ألَمَه. العضو هو ذاك الذي يلبس سيّدَه ويكون خادمَه بالآخَرين. هو ذاك الذي لا يستكبر ولا يجعل من ذاته ديّاناً للآخرين للملتزمين وغير الملتزمين، فُلان مُصَلٍّ وآخَرُ غيرُ مُصَلٍّ و… وكأنّ الكنيسة هذا دون ذاك، وأنّها للأصحّاء دون المرضى، ناسِين قَولَ الرّبّ: “جئتُ للمرضى لا للأصحّاء”.
كفانا فَرْزًا وَنُمُوّا في الفرّيسيّة. كفانا لَهْوًا بِما يُوحي لنا الشرّير. لنتنقَّ بالروح، ولنرَ وجه يسوع الجميل في كلّ إنسان، ولنترك تقويم الآخرين للرّبّ، ولنهتمّ بتقويم ذواتنا قائلين مع الرسول بولس: “إِنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى العالَمِ لِيُخَلِّصَ الخطأةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا” (ا تيمو 1: 15).

يا أحبّاء، الروح القدس يُجَدِّدُ حياتَنا وفِكرَنا وأعضاءَنا وعضويّتَنا. الروح القدس يُلهمنا في المحبّة التي إن فشلنا بها فشلنا بمسيحيّتنا. آمال الناس، رجاء الناس، عظيمةٌ هي. ولكن متى تشرق الشمس على غير ما أشرقت البارحة؟ ومتى ننهض في الصباح على غير ما تعوّدنا؟ نريد جديداً، جديدًا. الناس يفتّشون عن الجديد، وإنْ سمّوه حديثاً


بأسماء متعدّدة، فالقصد واحد. نريد جديداً. يريد الناس جديداً. يريدون عالم أولادهم مختلفاً عن عالمهم هم، ولهم الحقّ في ذلك. ويشتهون ألّا يحمل الغد ما حمله في الماضي من آلام ومتاعب وشقاء. فإنّ العالم أبعد ما يكون عمّا يسمّيه الناس السعادة.

أين هي الكنيسة من هذا؟ أين هم الأعضاء العاكسون الروح من هذا؟ أين هو الجديد إن لم نصنعه نحن؟

الأسقف غطاس (هزيم)
 
قديم 25 - 06 - 2019, 02:55 PM   رقم المشاركة : ( 23593 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,507

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمة منفعة

البابا شنودة الثالث


حدود
في الطريق الروحي يقف عسكري مرور، وبيده علمان أحدهما أخضر والآخر أحمر، ليعين ما يمر، وما لا يمر. ويضع حدودًا بين الحلال والحرام..
فهناك أسئلة كثيرة تدور بعقل الإنسان حول هذا:
1- فمثلًا ما هي الحدود الروحية بيت الصمت والكلام؟ متى ينبغي للإنسان أن يصمت، وأن يتكلم؟ متى يعتبر الصمت فضيلة، ومتى ندان على صمتنا؟
2- والمزاح مثلا: متى يحذر؟ ومتى لا يجوز؟ وما هو الحد الفاصل بين المزاح البريء وغير البريء؟

3- كذلك ما هي الحدود الفاصلة بين الراحة والكسل وبين الحزم والقسوة، وبين الحب والشهوة، وبين الحرفية والتدقيق، وبين التواضع وصغر النفس؟؟؟
4- أسئلة أخرى في موضوع الحدود: متى يجوز للإنسان أن يشكو، ومتى لا يشكو؟ متى يجوز له روحيًا أن يطالب بحقه؟ ومتى يتنازل عنه فلا يطالب؟
متى ننتهر الخطاة؟ ومتى يكون الانتهار مؤذيًا لهم؟
ليت عسكري المرور يرفع إحدى الرايتين ويشرح أين المسيرة؟ وأين حدود الخير والشر وسط ضباب الرؤية؟
5- هل هذا الذي مات منتحرًا، كان عاقلًا بما يفعله؟
فلا يجوز أن نصلى عليه كقاتل نفس. أم كان فاقد العقل تمامًا، لا تسرى المسئولية عليه؟
6- وبالمثل قد نسأل: هل هذا الطفل يدرى ما يفعله؟
وهل نحاسبه ونعامله كمن يدرى؟ أم نمرر الأمر ببساطة كأن لم يفعل شيئا؟
أين الخير؟ وأين الحق؟ وأين واجب المربى؟
7- وأحيانا يأتي المعترف إلى مرشده الروحي ويقول: لست أرى الطريق ماذا أفعل. وربما يقف المرشد حائرًا مثله!
حقًا بماذا يرشده؟ والخير ليس واضحًا تمامًا! فيقول له: (نصلى يا ابني حتى يكشف الرب لنا).
حقًا ما أصعب عمل القاضي، وعمل المرشد، وعمل المربى!
وما أصعب عمل عسكري المرور؟ متى يسمح بالسير دون حادث يحدث، وهو يضمن أن الطريق ستوصل؟!
 
قديم 25 - 06 - 2019, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 23594 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,507

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإفخارستيا سر الوحدة الكنسية وسر الاتحاد بالله
للقديس أثناسيوس الرسولي

ضد الأريوسيين 22:3 والرسالة إلى مكسيموس 2:61

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد» (يو 23:17), هنا يطلب الرب لنا شيًئا أعظم وأكمل, فمن الواضح أن الرب قد صار فينا لمَّا لِبس جسدنا.
وأما قوله «وأنت أيها الآب فىّ» فيعني به: «لأني أنا كلمتك، فحيث إنك أنت فيَّ لكوني كلمتك، وحيث إني أنا فيهم بسبب الجسد،...
فلهذا أسأل أن يصيروا هم أيضًا واحدًا بحسب الجسد الذي فيَّ وبحسب كماله؛ أن يصيروا هم أيضًا كاملين إذ يتحدون بهذا الجسد, بل يكونون واحدًا فيه،
وكأن الجميع صاروا محمولين فيَّ, فيكونون جميعاً جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا ويؤولون إلى إنسان كامل»
لأننا حينما نتناول نحن جميعًا منه هو بعينه نصير جميعنا جسدًا واحدًا, إذ يكون الرب الواحد فينا. ونحن نتألَّه ليس باشتراكنا في جسد إنسانٍ ما بل بتناولنا من جسد الكلمة نفسه.
 
قديم 25 - 06 - 2019, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 23595 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,507

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الجسد الذي تكلَّم عنه هو طعام سماوي
للقديس أثناسيوس الرسولي

الرسالة الرابعة إلى سيرابيون فى شرح الآية
«من قال كلمة على ابن الإنسان..»
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«أهذا يعثركم؟ فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدًا إلى حيث كان أولاً, الروح هو الذي يُحيي، أما الجسد فلا يُفيد شيئًا.
الكلام الذي أكلِّمكم به هو روح وحياة» (يو 61:6-63), يتكلَّم المسيح هنا عن نفسه بتعبيرين:
الجسد والروح، وقد ميز الروح عن الجسد، حتى يؤمنوا به ليس فقط بما هو ظاهر بل وأيضًا بما لا يُرى، وبهذا يتعلَّمون أن ما يتكلَّم عنه ليس أموراً جسدية بل روحية.
لأنه كم عدد الذين يكفي جسده مأكلا ماديًا لهم, حتى يصير طعامًا للعالم أجمع؟ لذلك فقد لفت انتباههم إلى صعود ابن الإنسان إلى السموات، لكي يبعدهم عن التفكير المادي،
ولكي يتعلَّموا أن الجسد الذي تكلَّم عنه هو طعام سماوي من فوق، ومأكل روحي مُعطى منه. لأنه يقول: «ما قد كلَّمتكم به هو روح وحياة»
 
قديم 25 - 06 - 2019, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 23596 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,507

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إننا نتناول من «كلمة الآب»
الرسالة الفصحية 3:4 لسنة 332
عظة إلى المعمدين الجدد للقديس أثناسيوس الرسولي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لنأت الآن إلى صلوات تكميل الأسرار,
فطالما أن الصلوات والتوسلات لم تبدأ فهذا الخبز وهذا الخمر هما ساذجان.
ولكن بعد أن تُرفع الصلوات الكبيرة والتوسلات المقدسة،
ينزل اللوغوس في الخبز والخمر، فيصيران جسده.
 
قديم 25 - 06 - 2019, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 23597 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,507

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرسالة الفصحية 5:5 لسنة 332
للقديس أثناسيوس الرسولي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أما هم (اليهود), فكانوا يحفظون العيد بأن يمتلئوا بلحم خروف أخرس،
وبأن يمسحوا قائمتي الباب بالدم، طالبين بذلك المعونة ضد اُلمهلك.
وأما نحن، فإننا نأكل من «كلمة الآب» وندهن قلوبنا بدم العهد الجديد،
وبذلك نعترف بنعمة مخلصنا علينا. لنطلب أن لا نأكل الفصح بدون استحقاق...
بل لنكن أنقياء بالكلية حتى يمكننا أن نتناول من اللوغوس.
 
قديم 25 - 06 - 2019, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 23598 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,507

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بسبب حلول الابن فينا يدعى أبوه أبًا لنا أيضًا
للقديس أثناسيوس الرسولي - المقالة الرابعة ضد الأريوسيين

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول المسيح في بعض المواضع إن أباه يُدعى أبًا لنا أيضًا،
وذلك بسبب اشتراكه في جسدنا.
فإنه لهذه الغاية قد صار الكلمة جسدًا,
حتى أنه لكون الكلمة هو الابن،
فبحلول الابن فينا دعى أبوه أبًا لنا أيضًا.
ولذلك يقول الكتاب: «أرسل الله روح ابنه إلى قلوبنا صارخًا يا أبَّا، الآب» (غل 6:4),
إذن، حينما يكون الابن فينا مناديًا أباه الخاص من داخلنا، فإنه يجعله يدعى أبًا لنا نحن أيضًا.
 
قديم 25 - 06 - 2019, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 23599 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,507

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله يدعو أبناءً له أولئك الذين يرى فيهم ابنه الخاص
للقديس أثناسيوس الرسولي

المقالة الأولى ضد الأريوسيين39، والمقالة الثانية 59
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يمكن أن يكون هناك تبنى بمعزل عن الابن الحقيقي،
الذى يقول «ليس أحد يعرف من هو الآب إلاَّ الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له» (لو22:10).
بل وكيف يمكن أن يكون هناك تألُّه بمعزل عن اللوغوس؟...
فإن كان كل الذين دُعوا أبناءً وآلهًة، سواء كان على الأرض أم في السماء،
نالوا البنوة وتألَّهوا بواسطة اللوغوس؛ وإن كان الابن هو نفسه اللوغوس،
فمن الواضح أن الجميع نالوا ذلك بواسطته....
ومن ذلك يظهر أننا لسنا نحن أبناءً بحسب الطبيعة،
ولكنه الابن الذي فينا، وكذلك الله ليس أبًا لنا بحسب الطبيعة،
ولكنه آب للكلمة الذي فينا، الذي فيه وبه نصرخ: «يا أبا الآب»؛
وهكذا الذين يرى الآب فيهم ابنه الخاص، فأولئك يدعوهم أبناءً له.
 
قديم 25 - 06 - 2019, 06:18 PM   رقم المشاركة : ( 23600 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,507

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا اعتُمدت الحمامة رمزاً للروح القدس؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كانت بيوت القربان الأولى تُصمم على شكل حمام وتوضع على المذبح

يُركز العهد الجديد على أن الروح القدس آتي على شكل حمامة وذلك بشكل خاص خلال معموديّة يسوع إذ كُتب: “ونزل الروح القدس عليه في صورة جسم كأنه حمامة، وأتى صوت من السماء يقول: ((أنت ابني الحبيب، عنك رضيت)).” (لوقا ظ£: ظ¢ظ¢)

لكن، لماذا حمامة؟

أولاً، يُشير علماء الكتاب المقدس الى أن العهد القديم يُشير الى روح اللّه الذي يطوف فوق المياه لحظة الخلق “وكانت الأرض خاوية خالية وعلى وجه الغمر ظلام وروح الله يرف على وجه المياه.” (سفر التكوين ظ،: ظ¢).


ثانياً، أرسل نوح حمامة بحثاً عن اليابسة بعد توقف مياه الفيضان. ويُخبر سفر التكوين كيف “فعادت إليه الحمامة وقت المساء وفي فمها ورقة زيتون خضراء. فعلم نوح أن المياه قلت عن الأرض.” (سفر التكوين ظ¨: ظ،ظ،). ويرتبط هذا الحدث ارتباطاً مباشراً بمعموديّة يسوع إذ يُعتبر الفيضان في المسيحيّة نوع من نذير بالمعموديّة.

ثالثاً، وفي السياق الوثني، كان العالم القديم يعتبر ان الحمام يرمز الى ما هو سماوي. فكان من الشائع جداً رؤية الآلهة محاطة بالحمام.

ونتيجةً لذلك، في زمن العهد الجديد، كان الحمام مرتبط أصلاً باللّه وبالروح بشكل خاص. وقَبِل المسيحيون الأوائل هذه الصورة وسرعان ما اعتمدوا الحمامة حصراً رمزاً للروح القدس.

ولم يعتمد الفن المسيحي الحمامة لمعموديّة يسوع حصراً لكن لعدد من المشاهد الإنجيليّة مثل البشارة عندما تلقت العذراء مريم خبر حملها بإبن اللّه. وكانت بيوت القربان الأولى تُصمم على شكل حمام وتوضع على المذبح.

تُذكر الحمامة بريشها الأبيض النقي بنقاوة اللّه ويُذكرنا طيرانها في السماء بحركة الروح القدس في نفوسنا. إنها صورة جميلة، صورة صمدت عبر العصور.

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025