![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 23201 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس موسى الهنغاري الكييفي (+1043م) 26 تموز غربي (8 آب شرقي) ![]() أصله هنغاري، خدم هو وأخوه جاورجيوس في قصر الأمير الشهيد بوريس، هذا كان يكنّ له محبّة كبيرة. بعد استشهاد بوريس، نجا موسى ولجأ إلى كييف، إلى بيت شقيقة الأمير ياروسلاف. هناك كان يقضي وقته في الصلاة. وحدث أن دحر ياروسلاف سيفاتوبولك ففرّ هذا الأخير إلى بولونيا ليعود، بعد حين، بتعززات ويطرد ياروسلاف ويحتلّ كييف. بنتيجة ذلك استيق موسى أسيرًا إلى بولونيا، حيث لاحظت قوّته إحدى الأرامل الأغنياء فاشترته وحاولت جذبه إلى حياة الفسق بشتى الطرق، لكن القدّيس قاوم كلّ ذلك وزاد على أصوامه وتقشّفه. لم يرق للمرأة فحبسته وفي نيّتها أن تميته جوعًا، لكن الربّ الإله أوحى إلى أحد الخدّام فكان يأتيه بالطعام سرًّا. حاول أصدقاءه أن يقنعوه بقبول عرض الزواج من الأرملة فرفض الأمر بالكلية. أخرجته المرأة من حبسه وفي ظنّها أنّ القسوة لا بد أن تكون قد ليّنت نفسه وجعلته يغيّر رأيه، فما كان منه سوى أن اقتبل الإسكيم الرهبانيّ من يد راهب أثوسيّ عابر. ولمّا دخل على الأرملة انفجرت غيظًا وسلّمته للتعذيب حتّى صبغ الأرض بدمه. كان يقول للجلاّدين: "مستحيل عليّ أن أتخلى عن التزاماتي الرهبانيّة". عندئذ عرّضته للتعذيب من جديد. ولكن بعد اندلاع ثورة أطاحت بالملك وقضت الأرملة جرى إطلاق سراح موسى بعد ست سنوات. عاد إلى كييف وانضّم إلى لافرا الكهوف في عهدة القدّيس انطونيوس. خلد إلى الصمت والصلاة عشر سنوات بلغ في نهايتها قامة روحيّة مرموقة وأشّع بنعمة الله. رقد بسلام في الربّ سنة 1043م. بقاياه محفوظة غير منحلّة في مغارة القدّيس أنطونيوس. و قد صانت صلواته عبر العصور عددا كبير من المؤمنين المجربين بروح الزنى و تجارب الجسد . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23202 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديسان الشهيدان ماما و باسيليسكوس الشيخ 29 تموز غربي (11 آب شرقي) ![]() قضى الأول للمسيح غرقا و الثاني بجد السيف . أودعت رفاتها حي داريون في المدينة المتملكة . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23203 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس موسى الكييفي (القرن 14 م ) 28 تموز غربي (10 آب شرقي) ![]() ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23204 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الشهداء الفتية المكّابيّون السبعة مع أمّهم صولوموني ومعلّمهم أليعازر (القرن 2ف.م. ) 1 آب غربي (14 آب شرقي) ![]() عاش هؤلاء القديسون زمن الملك السلوقي على سورية، أنطيوخوس أبيفانيوس (175 - 164ق .م ). هذا بعدما أخضع أمة إسرائيل، رغب في إرغام بنيها على نكران العادات والمؤسسات المنحدرة من الآباء ابتغاء حملهم على الوثنية. لذا القديسون الشهداء الفتية المكابيون السبعة وأمّهم صولوموني ومعلمهم أليعازر (القرن 2ق.م). عاش هؤلاء القديسون زمن الملك السلوقي على سورية، أنطيوخوس أبيفانيوس (175- 164ق .م ). هذا بعدما أخضع أمة إسرائيل، رغب في إرغام بنيها عنى نكران العادات والمؤسسات المنحدرة من الآباء ابتغاء حملهم على الوثنية. لذا رسم عليهم لن يأكلوا لحم الخنزير، وهو ما حرمته الشريعة الموسوية (راجع لا 11: 7-8). أول المسعى كان محاولة إكراه الكاتب، أو ربما الكاهن، أليعازر على أكل لحم الخنزير بفتح الفم بالقوة وإقحام اللحم فيه. رد فعله كان أن لفظ خارجاً ما جعلوه في فمه عنوة بازدراء. نصحوه أن يذعن، ولو صورياً لينجي نفسه فكان جوابه: "لا يليق بسنّنا أن نرائي لئلا يظن كثير من الشبان أن أليعازر، وهو ابن تسعين سنة، قد انحاز إلى مذهب الغرباء ويضلوا، هم أيضا، سببي وبسبب ريائي من أجل حياة أصبحت قصيرة جداً، فأجلب على شيخوختي النجاسة والفضيحة. فإني ولو نجوت الآن من عقاب البشر، لا أفّر من يدي القدير، حياً كنت أو ميتاً. ولكن إن فارقت الحياة ببسالة فقد وفيت، بحق، شيخوختي وأبقيت للشبان قدوة بطولة بميتة حسنة طوعية سخية في سبيل الشرائع الجليلة المقدسة". إثر ذلك أُسلم إلى عذاب الدولية. فلما أشرف على الموت من أثر الضرب تنهد وقال: "يعلم الرب، ذو العلم المقدس، أني، وأنا قادر على التخلص من الموت، أكابد في جسدي عذاب الضرب الأليم، وأما في نفسي تحتمل فأحتمل مسروراً لأني أخاف الله". وكما عُرّض أليعازر للامتحان عُرّض الفتية السبعة وكذا أمهم. جعل أحدهم نفسه لسان حالهم فقال: "إننا مستعدون لأن نموت ولا نخالف شرائع آبائنا". قطعوا لسانه وسلخوا جلد رأسه وجدعوا أطرافه على عيون إخوته وأمه. أما هؤلاء فكان يحث بعضهم بعضاً أن يقدموا على الموت بشجاعة قائلين: "إن الرب الإله ناظر وهو يرأف بنا ...". أما الثاني، بعد مفارقة الأول، فنزعوا جلد رأسه وعذبوه كأخيه. فلما بلغ آخر رمق قال: "أيها المجرم، إنك تسلبنا الحياة الدنيا، لكن ملك العالم ، إذا متنا في سبيل شرائعه، يقيمنا لحياة أبدية". ثم عذبوا الثالث. كلمته كانت: "إني من السماء أُوتيت هذه الأعضاء، وفي سبيل شرائعها أستهين بها ومنها أرجو أن أستردها". ولما جاء دور الرابع ونكلوا به قال: "خير أن يموت الإنسان بأيدي الناس ويرجو أن يقيمه الله...". وإثر تعذيب الخامس حدق في الملك، وقال: "إنك بما لك من السلطان على البشر، مع أنك قابل للفساد، تفعل ما تشاء. ولكن لا تظن أن الله خذل ذريتنا. اصبر قليلاً تر قدرته العظيمة". ولما أشرف السادس على الموت قال للملك: "لا تغتر بالباطل، فإننا نحن جلبنا على أنفسنا هذا العذاب لأننا خطئنا إلى إلهنا... وأما أنت فلا تحسب أنك تبقى بلا عقاب بعد أن أقدمت على محاربة الله". قضى الستة في يوم واحد. كانت أمهم تحرضهم ممتلئة من المشاعر الشريفة ببسالة رجلية. وإثر قضائهم لاحظت: "لست أعلم كيف نشأتم في أحشائي، ولا أنا وهبتكم الروح والحياة، ولا أنا نظمت عناصر كل منكم. ولذلك فإن خالق العالم الذي جبل الجنس البشري والذي هو أصل كل شيء، سيُعيد إليكم برحمته الروح والحياة لأنكم تستهينون الآن بأنفسكم في سبيل شرائعه". أما السابع فحاول أنطيوخوس استمالته بالوعود فلم يصغ إليه. حاول الطاغية الاستعانة بأم الفتى فانحنت عليه وقالت له: "يا بني ارحمني... لا تخف من هذا الجلاد بل كن جديراً بإخوتك واقبل الموت لألقاك مع إخوتك بالرحمة". فتحول الفتى نحو الملك وأسمعه كلاماً قاسياً وتوعده بغضب الله عليه، وختم بالقول: "أنا كإخوتي أبذل جسدي ونفسي في سبيل شرائع آبائنا وأبتهل إلى الله ... أن يحملك، بالمحن والضربات، على الاعتراف بأنه هو الإله وحده، عسى أن يحل علي وعلى إخوتي غضب القدير الذي ثار على أمتنا بالعدل!". هذا أغاظ الملك بالأكثر فزاد الفتى تعذيبآاً على إخوته حتى فارق الحياة غير مدنس وماتت أمه بعده . مع أن شهادة هذه الكوكبة الطيبة تمت قبل تجسد ابن الله، لكنهم لم يكونوا دون الذين لحقوا به. وعلى قولة القديس غريغوريوس اللاهوتي هو الإيمان بالمسيح أقام فيهم برجاء القيامة معتقاً إياهم من الأرضيات. يذكر أن أسماء السبعة وردت في التراث على النحو التالي: أفيموس وأنطونيوس وغورياس وأليعازر وأوسيبونوس وعليموس ومركلّوس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23205 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القدّيس البار مولوا الإيرلندي (القرن 7 م ) 4 آب غربي (17 آب شرقي) ![]() رقد في الرب سنة 622 م . راهب أسس 100 دير في إيرلندا . نظامه الرهباني كان صارما و استمر حفظه سنين طويلة . أكد الصمت و منع النساء من الدنو من كنيسة الرهبان . كان على رأفة عظيمة . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23206 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديسان الشهيدان مارينوس وأستاريوس (+560م) 7 آب غربي (20 آب شرقي) ![]() كان مارينوس عسكرياً وأستاريوس عضواً في المشيخة. في زمن الإمبراطور غاليانوس خدم مارينوس في قيصرية فلسطين. جرى قطع رأسه لايمانه بالمسيح . لاحظه أستاريوس و كان هو نفسه مسيحيا . افه في ردائه و حمله على كتفيه ليواريه الثرى بإكرام . ألقى عليه الوثنيون الأيدي و قطعوا رأسه . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23207 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبينا الجليل في القديسين ميرون العجائبي أسقف كريت (حوالي العام 350 م ) 8 آب غربي (21 آب شرقي) ![]() وُلد القدّيس ميرون في أوراكيا، القريبة من كْنوسوس، في كريت، لعائلة تقية. تزوّج حَدَثاً وعاش يعمل الأرض. بدافع محبّته، اعتاد أن يوزّع، حسناتٍ، قسماً كبيراً من محاصيله. وقد عوّضه الله حسناً حتى بات كلّما أعطى كلما كان حصاده أوفر. رأفته بالفقراء ورحمته لهم فاقت، في الحقيقة، كل تصوّر. من ذلك ما يُحكى عنه أنّه، ذات يوم، فاجأ، في أهرائه، اثني عشر رجلاً، وقيل رجلين، يسرقون محاصيله. وقد بلغ جشعهم حداً جعلهم يملأون أكياسهم حتى الطفْح ولمّا يعد بإمكانهم أن يرفعوها. فلما فاجأهم لم يزجرهم ولا تعرّض لهم بسوء بل ساعد كلأً منهم على حمل كيسه على كتفيه، وأوصاهم ألاّ يكشفوا الأمر لأحد ووعدهم بتزويدهم بالمزيد، إذا ما احتاجوا، لوعادوا إليه في وضح النهار. أهلتّه فضائله للكهنوت. صار أسقفاً لغورتينا ورئيس أساقفة لكريت إثر الاضطهاد الكبير لذيوكليسيانوس قيصر. أبدى، في خدمته، حكمة رعائية أخّاذة وأعان خرافة الناطقة بعجائب جمّة أجراها الله بصلاته. على هذا أوقف جري نهر هدّد بالطفْح. فلما عاد إلى مقرّه أوفد بعض الرجال ليجعلوا عصاه الرعائية في الماء الذي استعاد جريه العادي. أمضى سنوات طويلة على رأس كنيسته يُفيض الرحمة والنعمة من حوله، على صورة الله الذي يفيض عطاياه. رقد، بسلام في الرب، عن عمر قارب المئة، حوالي العام 350 م. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23208 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أختار المسيح تلاميذ جهال ليخزي بهم الحكماء والأقوياء ![]() قال الرب لتلاميذه ( لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا.) " لو15:21". نبدأ أولاً بالعهد القديم فنجد بأن الله هو الذي أختار لخ خداماً كأبراهيم من أور الكلدانيين ، فترك هذا كل شىء وتبع صوت الله لأنه آمن بصاحب الصوت ، أي ( بالإيمان أبراهيم لما دُعيَ أطاع ... فخرج وهو لا يعلم إلى أين ) " عب 8:11 ". كذلك أختار يعقوب بدلاً من أخيه الأكبر ، وأختار يوسف من بين الأسباط الأثني عشر ، وأبنه الصغير عن منسى الكبير ، وكذلك أختار داود أصغر أخوته , لماذا ؟ لأن الله لا يشبه البشر في الأختيار . الأنسان ينظر بالعينين لكي يختار ، أما الله فينظر إلى القلب ( طالع 1 صم 7:16" وقد أعترف داود بذلك بتفصيل رائع في " مز 139" . وهكذا في العهد الجديد أختار الرب يسوع رسله وتلاميذه السبعين على غرار أختياره لأثني عشر سبطاً وسبعين شيخاً . ولماذا أختار الرب أثني عشر فقط ، وماذا يرمز هذا العدد ؟ العدد 12 هو حاصل ضرب 3 في 4 والعددان يرمزان إلى الثالوث الأقدس ، وإلى جهات العالم الأربعة التي أشار إليها يسوع في وصيته الأخيرة للرسل ، قال ( أذهبوا إلى العالم أجمع ، وأكرزوا بالأنجيل للخليقة كلها ... ) " مر15:16). أختار المسيح أثني عشر تلميذاً من كل تلاميذه وسماهم رسلاً ، أسمائهم ( طالع لو 6: 13-16) . أما مؤهلاتهم ، فكانوا جميعاً من المستويات العامة البسيطة والفقيرة ، معظمهم كانوا يمتهنون مهنة الصيد التي كان كل فقير يعمل بها لكسب قوته اليومي . لم يذكر الكتاب شيئاً عن مواهبهم العلمية ، لأنهم كانوا من عامة الشعب . ما هي حكمة يسوع في تحدي الحكماء والمتعلمين بجهال غير متعلمين ! ألم يحتقر الله الجاهل في آيات كثيرة من الكتاب المقدس ، فيقول(وَالْجَاهِلُ يَنْشُرُ حُمْقاً) " أم 13: 16". كذلك قال عن الجهلاء بأنهم يحتقرون الحكمة والأدب " أم 7:1" . بل وصف شفتي الجاهل بالمهلكة ، بقوله (فَمُ الْجَاهِلِ مَهْلَكَةٌ لَهُ وَشَفَتَاهُ شَرَكٌ لِنَفْسِهِ) " أم 18: 7 ". هل غاية الله هي ألغاء العلم والمعرفة لكي تحل محلها البساطة ، أي تحدي للحكمة هذا الهالم بحكمة جديدة من الفوق ، بأعتبار أي حكمة أرضية هي شيطانية مرفوضة فعلى الله أن ينتقم منها ويزولها ، لذلك قال أشعياء في " 14:29" (سأنتقم من هؤلاءالمنافقين ، فأبيد حكمة الحكماء وارفض فهم الفهماء ) وهكذا في العهد الجديد يصف الرسول بولس حكمة هذا العالم بالجهالة ، فيقول ( لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله لأنه مكتوب " إنه يمسك الحكماء بمكرهم " )"1قور 19:3" . والرسول يعقوب يصف حكمة هذا العالم بالشيطانية ، بقوله ( ليست هذه الحكمة نازلة من عند الله ، بل هي أرضية بشرية شيطانية ) " يع15:3 " . لهذا فضل الله الجهلاء المؤمنين به على الحكماء والفلاسفة والأقوياء ، لهذا قال الكتاب (لان جهالة الله احكم من الناس وضعف الله اقوى من الناس ) " 1 قور 25:1" لهذه الأسباب أختار الرب يسوع تلاميذاً جهال ، وبهم قاوم حكمة المتعلمين وأخزاهم ، لهذا قال الرسول (اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ) "1 قور1: 27" . بهؤلاء البسطاء أستطاع يسوع أن يتحدى العالم بعلمه وعلمائه وحكامه الأقوياء ، هؤلاء يجب أن يغزو العالم بسياسة جديدة وسلاح جديد ، لهذا لم يحملوا سيوفاً لأن سيدهم زجر الأكبر فيهم عندما ضرب بالسيف ، فقال له ( رد سيفك إلى غمده ! فإن الذين يلجأون إلى السيف ، بالسيف يهلكون ) " مت 52:26 " . كانت هذه الخطوة الأولى في التعليم الجديد لكي يخضع الأقوياء لهم بقوة المحبة . هؤلاء الفقراء تبعوا المسيح عندما دعاهم وقبل أن يختبروا دعوته . كانت دعوة يسوع لهم بسلطان فيه قوة لجذبهم أليه وترك أعمالهم وأهلهم . تبعوه بمللء إرادتهم وحريتهم لمجرد قوله لكل منهم ( أتبعني ) . لما تبعوه علمهم نكران الذات أولاً ، فقال ( مجاناً أخذتم مجاناً إعطوا ، لا تقتنوا ذهباً ، ولا فضة ، ولا نحاساً في مناطقكم ، ولا مذوداً للطريق ، ولا ثوبين ، ولا أحذية ، ولا عصا ، لأن الفاعل مستحق طعامه ) " مت 10:8-10" . وأكثر من هذا أخبرهم بأنهم سيتحملون في المستقبل الظلم والأضطهاد بسببه ، ولا يكون لهم أي مكافئة في هذا العالم ، بل في السماء الموعود ، هناك سيضعهم على يمينه . تبعوه وتعلموا هؤلاء الجهال في مدرسته الجديدة ولمدة ثلاث سنوات علماً جديداً وآمنوا به وأعترفوا المعلم ، والراعي الصالح ، والمخلص. أختبروا آياته وقدراته ، وسمعوا أقواله ووصاياه وتعليمه ، فآمنوا به وأعترفوا بأنه المسيح إبن الله . تلقوا منه التعليم الكامل ، وألتقوا به بعد القيامة ، ونفخ فيهم نفخة الكهنوت ، وأعطاهم سلطاناً للحل والربط ، وألتقوا به يوم الصعود ، فأوصاهم بأن يبقوا في أورشليم لكي يلبسوا القوة من الأعالي ( قوة الروح القدس ) وبعدها ينطلقون في مسيرة التحدي ، ويغلبون العلماء والحكماء وفلاسفة هذا العالم ويغلبوهم . بعد العنصرة أنطلقوا وبشروا بأسمه القدوس فكانت لهم قوة جبارة متحدثين بألسنة جديدة لم يسبق لهم تعلمها ، فأذهلوا العالم ، وكان الرب يؤيدهم بقوات ومواهب ، فعملوا المعجزات كأقامة الموتى ، وشفاء المرضى ، وأخراج الشياطين ، وغيرها ( طالع 1 قور 12 و. مر 16 ) . يسوع لم يتركهم بعد الصعود ، بل وعدهم بأنه سيرافقهم إلى نهاية الدهر . هؤلاء الضعفاء أصبحوا أقوياء ولم ينكروا سيدهم الذي عاشوا معه ولمسوه بأيديهم وشاهدوه بأعينهم ، وسمعوه بآذانهم ، ورأوا معجزاته ، لهذا كانوا لا يهابون الموت ، بل كانوا يستخفون من تهديد خصومهم ، مؤمنين بقول الرب لهم ( ثقوا أنا قد غلبت العالم ) . ليتمجد إسمه القدوس . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23209 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الجزء السابع والأخير من شرح خميس العهد تعليقات وتوضيح
إذ يجب أن يكون خروف الفصح آخر شيء يؤكل، والرب يسوع كسر هذه القاعدة، إذ فاجأهم بالخبز المختمر في عشاء لا يوضع فيه سوى الفطير فقط (والفطير باليونانية ل¼€خ¶دچخ¼د‰خ½ ونطقها azymإچn وبالعبري ×ض·×¦ض¸ض¼×” ماتْساه unleavened) إذ بارك على الخبز المختمر وكسر وأعطاهم قائلاً [هذا هو جسدي]، فالرب أسس سرّ الإفخارستيا أثناء هذا العشاء وقبل الكأس الثالثة مباشرة: [وأخذ خبزاً (وليس فطيراً (ل¼€خ¶دچخ¼د‰خ½) بل خبزاً مختمراًل¼„دپد„خ؟خ½ – خبز – رغيف – مِنْ دَقِيق يُنْضَج بِالْفُرْن) وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً: هذا هو جسدي الذي يُبذل عنكم. أصنعوا هذا لذكري] (لوقا 22: 19)؛ [ان الرب يسوع في الليلة التي أُسلِمَ فيها (للموت) أخذ خبزاً (ل¼„دپد„خ؟خ½) وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم أصنعوا هذا لذكري] (1كورنثوس11: 23 – 24)، وطبعاً المسيح الرب لم يكسر قاعدة إلهيه موضوعه كما يقول البعض بسبب إحضار الخبز، بل وضح أنه هو بنفسه وشخصه سرّ الفصح الحقيقي الذي أبطل الفصح القديم تذكاراً لخلاصاً تم في الماضي كظل لخلاص أخير وأبدي سيقع حالاً بتقدمة ذاته كحمل الله الحقيقي رافع خطية العالم معطياً خلاصاً أبدياً وراحة حقيقية، والمسيح الرب هو بذاته [يهوه] شخصياً، إذ قد أعلن نفسه سابقاً للجميع قائلاً كاستعلان عن ذاته [أنا هو الباب]، [أنا هو نور العالم]، [أنا هو الطريق والحق والحياة]، [قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (يهوه)] (يوحنا 10: 9؛ 8: 1 ؛ 14: 6؛ 8: 58) ويلزمنا أن نعرف – كما قلنا سابقاً – أن الخميرة رمزاً للخطية، وكما أن الخميرة لا يتوقف مفعولها في الخبز إلا بنار الفرن لكي تموت ثم يخرج رغيفاً جديداً صالحاً للأكل، هكذا الخطية نفسها لا تبطل إلا بالآلام والصلب والموت ومن ثم القيامة بطبيعة جديدة: لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ [فَإِنَّ مَا عَجَزَتِ الشَّرِيعَةُ عَنْهُ، لِكَوْنِ الْجَسَدِ قَدْ جَعَلَهَا قَاصِرَةً عَنْ تَحْقِيقِهِ، أَتَمَّهُ اللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ، مُتَّخِذاً شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَمُكَفِّراً عَنِ الْخَطِيئَةِ فَدَانَ الْخَطِيئَةَ فِي الْجَسَدِ]؛ عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ؛ لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ؛ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً عَنِ الْخَطِيَّةِ وَلَكِنْ أَحْيَاءً لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا؛ إِذاً لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ؛ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ؛ وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيداً لِلْبِرِّ؛ لأَنَّكُمْ لَمَّا كُنْتُمْ عَبِيدَ الْخَطِيَّةِ كُنْتُمْ أَحْرَاراً مِنَ الْبِرِّ؛ وَأَمَّا الآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ وَصِرْتُمْ عَبِيداً لِلَّهِ فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ لِلْقَدَاسَةِ وَالنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ؛ لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا (رومية 8: 3؛ 6: 6، 7، 11، 12، 14، 18، 20، 22، 23)
والكأس الثالثة حسب المشناه ב×ש×*×” اليهودي، هي التي تحمل في داخلها كل معاني ورموز [دم خروف الفصح] ولذا فهي تُعتبر الأكثر أهمية. ومن هنا جاء اختيار السيد الرب يسوع (يهوه) للكأس الثالثة لتكون هي [دم العهد الجديد] وقد أطلق المشناه ב×ש×*×” اليهودي على الكأس الثالثة اسمان:
فالمسيح الرب عندما أخذ الكأس الثالثة بعد العشاء باركها وقال أن هذا هو دمه: [كذلك الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم]؛ وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا؛ كذلك الكأس أيضاً بعد ما تعشوا قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. أصنعوا هذا د„خ؟ل؟¦د„خ؟ د€خ؟خ¹خµل؟–د„خµ كلما شربتم لذكري ل¼€خ½خ¬خ¼خ½خ·دƒخ¹خ½ = לض°×–ض´×›ض¸ض¼×¨ض”וض¹×ں – zikkaron] (لوقا 22: 20؛ متى 26: 27؛ 1كورنثوس 11: 25)
يتم تلاوة الجزء الثاني من ال [هلليل] كما تم وسبق الشرح، ثم تُصب الكأس الرابعة وتُشرب، ثم يأتي اللحن الختامي وهذا ما نراه مكتوب في إنجيل متى: [ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون] (متى 26: 30) ومن هنا نرى ما قد أعطانا ربنا يسوع من خلاص وحياة أبدية لا تزول بإعطاء ذاته لنا للاتحاد به كشخص حي، يهوه الذي يشفي النفس بترياق الخلود الذي هو جسده الحقيقي الذي يُبذل عن حياة العالم، ودمه الذي يُراق من أجل شفاء العالم كله وتطهير من الخطية لكل من يؤمن به ويتناول منه، لأنه حقاً يُعطى لنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه.
قبل أن نضع بعض الملامح العامة للخميس الكبير، نوضح أولاً بعض النقاط التي لم نوضحها في الجزء السابق، وهو ذكر أنواع الأعشاب المُرة التي توضع على المائدة والخليط الحلو والفطير، لأننا لم نذكرهم بالتفصيل لكيلا يتشتت قارئ الموضوع، لذلك تم وضعها منفصلة:
كانت توضع ثلاثة أنواع من الأعشاب، اثنان يُمكن تمييز مرارتهما وهما: جذر الفجل الحار ويُسمى بالعبرية [Chazereth]، أوراق فجل عذب وتُسمى بالعبرية [Maror]. أما النوع الثالث من الأعشاب المُرة، هو حزمة من الجرجير والمقدونس. وكل هذه الأنواع مع بعضها تُصنف بالعبرية تحت اسم [Karpas]. ويقول بعض الرابيين القدماء: [عند تذوق الجرجير يبدو في البداية حلواً ثم بعد ذلك تكون فيه المرارة. هكذا تعامل المصريون مع أجدانا في مصر: في البداية اسكنوهم في أحسن موقع في مصر وأكرموهم، لكن بعد ذلك مرروا حياتهم] Talmud Yerushalmi Pesahim 29C
وهو مكون من: تفاح مهروس مع البندق والقرفة والزبيب والخمر وهذا الخليط يُسمى بالعبرية [Charoseth] وهذا الخليط، يرمز إلى الطين الأحمر لأرض مصر أو اللبن الذي استخدمه العبرانيون لبناء بيوت ومدن لفرعون مصر، وسأل أحد اليهود مُعلمه قائلاً: لون خذا الخليط يرمز إلى مرارة السُخرة في أرض مصر، لماذا طعمه حلو؟ فأجاب مُعلمه: لو أننا نعلم أن خلاصنا سيُقدم في هذه الليلة، فوقتئذ حتى مرارة السُخرة تكون حُلوة.
هذا الخبز كان عبارة عن شرائح رقيقة مُسطحة [تُشبه خبز الذرة في صعيد مصر] وتكون مستديرة أو مستطيله [لا يقل الضلع الصغير عن سبع بوصات]، وهذه الشرائح عليها صفوف من الثقوب الصغيرة جداً، وهذا الخبز الخالي من الخميرة يُشير إلى طبيعة المسيح الخالي من الخطية، والثقوب الموجودة على شريحة الفطير تُشير إلى إشعياء النبي 53: 5 [وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا .. وبحبره (جراحاته) شُفينا]
· وليمة الفصح · غسل الأرجل · العشاء الأخير أو العشاء السري · الخطاب الوداعي الأخير وصلاة الرب يسوع للآب · الخروج لبستان جثسيماني · القبض على يسوع · طبعاً لا ننسى أن في أثناء هذه الأحداث أشار الرب لمُسلمه والذي دخله الشيطان وخرج من وسطهم لكي يرشد اليهود لمكانه فيرسلون حراس الهيكل وجند الرومان معه ويسلمه إليهم بالقبلة المشهورة، وأيضاً لا ننسى إنباء يسوع لبطرس أنه سينكر مُعلَّمه ثلاث مرات قبل أن يصيح الديك وينتبه لصياحه وذلك رداً على بطرس الذي قال [إن شك فيك الجميع فانا لا أشُك] بالطبع بسبب ضيق الوقت لا أقدر أن أفي هذا اليوم العظيم حقه من شرح وتعليق لأنه يوم حافل بالكنوز الروحية العظيمة جداً والتي سنظل أيام عمرنا كله ولكل جيل يأتي نأخذ منه ونشبع ونرتوي ولا نتوقف إلى القبر، لأن فيه كنوز أبدية لا تُقاس مهما ما تحدثنا عنها وتذوقنا منها، لأنها طعام قوي للجميع وفيه شفاء وخلاص لكل من يأتي لهذا اليوم بهيبة واستعداد ليأخذ ويشبع ويعطي للآخرين من الخبرات والكنوز الذي حملها منه.
(1) القاموس الموسوعي للعهد القديم (عبارة عن 7 مجلدات) + العهد الجديد (مجلد واحد) (2) الكتاب المقدس ترجمة اليسوعيين (3) الكتاب المقدس ترجمة بين السطور (عهد جديد يوناني عربي؛ العهد القديم عبري عربي) (4) الكتاب المقدس الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس + تفسير الكتاب المقدس جون ماك آرثر (5) قاموس عبري عربي ق قوجمان (6) لسان المتعلمين قاموس تحليلي للثروة الكلامية في كتابات العهد القديم (أمير محسن) (7) قصة الحضارة تأليف و.ل. ديورانت – الجزء الثالث من المجلد الرابع (عصر الإيمان) ترجمة محمد بدران (8) اليهودية في القرون الأولى من التاريخ المسيحي ج.ف. مورطبعة جامعة كمبردج بولاية مشوستس عام 1932 المجلد الأول (9) مشنى لتوراهمقدمة الرابي موسى بن ميمون (10) التلمود تأليف د.روهلنج – شارل لوران ترجمة د. يوسف حنا نصر الله دراسة وتقديم د. أحمد حجازي السقا – مكتبة النافذة – الطبعة الأولى 2003 (11) التلمود كتاب اليهود المقدس – تاريخه وتعاليمه ومقتطفات من نصوصه - أحمد إيبش دكتوراة في التاريخ قدم له أ. د. سهيل زكار (12) الحياة اليهودية بحسب التلمود إعداد القمص روفائيل البرموسي – مراجعة نيافة الأنبا ايسوذوروس – الطبعة الثانية 2004 (13) المسيح في الأعياد اليهودية إعداد القمص روفائيل البرموسي – مراجعة نيافة الأنبا ايسوذوروس – الطبعة الأولى 2004 (14) السلسلة الرابعة طقوس أصوام وأعياد الكنيسة للراهب القس أثناسيوس المقاري – البصخة المقدسة (الجزء الثاني) – الطبعة الأولى يناير 2010 (15) The NIV Exhaustive Concordance (16) The RSV Interlinear Greek-English New Testament (17) http://www.mechon-mamre.org/b/h/h0.htm (18) http://biblehub.com/interlinear/ (19) http://mb-soft.com/believe/taw/seder.htm |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 23210 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الجزء السابع والأخير من شرح خميس العهد تعليقات وتوضيح
إذ يجب أن يكون خروف الفصح آخر شيء يؤكل، والرب يسوع كسر هذه القاعدة، إذ فاجأهم بالخبز المختمر في عشاء لا يوضع فيه سوى الفطير فقط (والفطير باليونانية ἀζύμων ونطقها azymōn وبالعبري מַצָּה ماتْساه unleavened) إذ بارك على الخبز المختمر وكسر وأعطاهم قائلاً [هذا هو جسدي]، فالرب أسس سرّ الإفخارستيا أثناء هذا العشاء وقبل الكأس الثالثة مباشرة: [وأخذ خبزاً (وليس فطيراً (ἀζύμων) بل خبزاً مختمراًἄρτον – خبز – رغيف – مِنْ دَقِيق يُنْضَج بِالْفُرْن) وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً: هذا هو جسدي الذي يُبذل عنكم. أصنعوا هذا لذكري] (لوقا 22: 19)؛ [ان الرب يسوع في الليلة التي أُسلِمَ فيها (للموت) أخذ خبزاً (ἄρτον) وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم أصنعوا هذا لذكري] (1كورنثوس11: 23 – 24)، وطبعاً المسيح الرب لم يكسر قاعدة إلهيه موضوعه كما يقول البعض بسبب إحضار الخبز، بل وضح أنه هو بنفسه وشخصه سرّ الفصح الحقيقي الذي أبطل الفصح القديم تذكاراً لخلاصاً تم في الماضي كظل لخلاص أخير وأبدي سيقع حالاً بتقدمة ذاته كحمل الله الحقيقي رافع خطية العالم معطياً خلاصاً أبدياً وراحة حقيقية، والمسيح الرب هو بذاته [يهوه] شخصياً، إذ قد أعلن نفسه سابقاً للجميع قائلاً كاستعلان عن ذاته [أنا هو الباب]، [أنا هو نور العالم]، [أنا هو الطريق والحق والحياة]، [قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (يهوه)] (يوحنا 10: 9؛ 8: 1 ؛ 14: 6؛ 8: 58) ويلزمنا أن نعرف – كما قلنا سابقاً – أن الخميرة رمزاً للخطية، وكما أن الخميرة لا يتوقف مفعولها في الخبز إلا بنار الفرن لكي تموت ثم يخرج رغيفاً جديداً صالحاً للأكل، هكذا الخطية نفسها لا تبطل إلا بالآلام والصلب والموت ومن ثم القيامة بطبيعة جديدة: لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ [فَإِنَّ مَا عَجَزَتِ الشَّرِيعَةُ عَنْهُ، لِكَوْنِ الْجَسَدِ قَدْ جَعَلَهَا قَاصِرَةً عَنْ تَحْقِيقِهِ، أَتَمَّهُ اللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ، مُتَّخِذاً شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَمُكَفِّراً عَنِ الْخَطِيئَةِ فَدَانَ الْخَطِيئَةَ فِي الْجَسَدِ]؛ عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ؛ لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ؛ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً عَنِ الْخَطِيَّةِ وَلَكِنْ أَحْيَاءً لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا؛ إِذاً لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ؛ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ؛ وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيداً لِلْبِرِّ؛ لأَنَّكُمْ لَمَّا كُنْتُمْ عَبِيدَ الْخَطِيَّةِ كُنْتُمْ أَحْرَاراً مِنَ الْبِرِّ؛ وَأَمَّا الآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ وَصِرْتُمْ عَبِيداً لِلَّهِ فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ لِلْقَدَاسَةِ وَالنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ؛ لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا (رومية 8: 3؛ 6: 6، 7، 11، 12، 14، 18، 20، 22، 23)
والكأس الثالثة حسب المشناه במשנה اليهودي، هي التي تحمل في داخلها كل معاني ورموز [دم خروف الفصح] ولذا فهي تُعتبر الأكثر أهمية. ومن هنا جاء اختيار السيد الرب يسوع (يهوه) للكأس الثالثة لتكون هي [دم العهد الجديد] وقد أطلق المشناه במשנה اليهودي على الكأس الثالثة اسمان:
فالمسيح الرب عندما أخذ الكأس الثالثة بعد العشاء باركها وقال أن هذا هو دمه: [كذلك الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم]؛ وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا؛ كذلك الكأس أيضاً بعد ما تعشوا قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. أصنعوا هذا τοῦτο ποιεῖτε كلما شربتم لذكري ἀνάμνησιν = לְזִכָּר֔וֹן – zikkaron] (لوقا 22: 20؛ متى 26: 27؛ 1كورنثوس 11: 25)
يتم تلاوة الجزء الثاني من ال [هلليل] كما تم وسبق الشرح، ثم تُصب الكأس الرابعة وتُشرب، ثم يأتي اللحن الختامي وهذا ما نراه مكتوب في إنجيل متى: [ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون] (متى 26: 30) ومن هنا نرى ما قد أعطانا ربنا يسوع من خلاص وحياة أبدية لا تزول بإعطاء ذاته لنا للاتحاد به كشخص حي، يهوه الذي يشفي النفس بترياق الخلود الذي هو جسده الحقيقي الذي يُبذل عن حياة العالم، ودمه الذي يُراق من أجل شفاء العالم كله وتطهير من الخطية لكل من يؤمن به ويتناول منه، لأنه حقاً يُعطى لنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه.
قبل أن نضع بعض الملامح العامة للخميس الكبير، نوضح أولاً بعض النقاط التي لم نوضحها في الجزء السابق، وهو ذكر أنواع الأعشاب المُرة التي توضع على المائدة والخليط الحلو والفطير، لأننا لم نذكرهم بالتفصيل لكيلا يتشتت قارئ الموضوع، لذلك تم وضعها منفصلة:
كانت توضع ثلاثة أنواع من الأعشاب، اثنان يُمكن تمييز مرارتهما وهما: جذر الفجل الحار ويُسمى بالعبرية [Chazereth]، أوراق فجل عذب وتُسمى بالعبرية [Maror]. أما النوع الثالث من الأعشاب المُرة، هو حزمة من الجرجير والمقدونس. وكل هذه الأنواع مع بعضها تُصنف بالعبرية تحت اسم [Karpas]. ويقول بعض الرابيين القدماء: [عند تذوق الجرجير يبدو في البداية حلواً ثم بعد ذلك تكون فيه المرارة. هكذا تعامل المصريون مع أجدانا في مصر: في البداية اسكنوهم في أحسن موقع في مصر وأكرموهم، لكن بعد ذلك مرروا حياتهم] Talmud Yerushalmi Pesahim 29C
وهو مكون من: تفاح مهروس مع البندق والقرفة والزبيب والخمر وهذا الخليط يُسمى بالعبرية [Charoseth] وهذا الخليط، يرمز إلى الطين الأحمر لأرض مصر أو اللبن الذي استخدمه العبرانيون لبناء بيوت ومدن لفرعون مصر، وسأل أحد اليهود مُعلمه قائلاً: لون خذا الخليط يرمز إلى مرارة السُخرة في أرض مصر، لماذا طعمه حلو؟ فأجاب مُعلمه: لو أننا نعلم أن خلاصنا سيُقدم في هذه الليلة، فوقتئذ حتى مرارة السُخرة تكون حُلوة.
هذا الخبز كان عبارة عن شرائح رقيقة مُسطحة [تُشبه خبز الذرة في صعيد مصر] وتكون مستديرة أو مستطيله [لا يقل الضلع الصغير عن سبع بوصات]، وهذه الشرائح عليها صفوف من الثقوب الصغيرة جداً، وهذا الخبز الخالي من الخميرة يُشير إلى طبيعة المسيح الخالي من الخطية، والثقوب الموجودة على شريحة الفطير تُشير إلى إشعياء النبي 53: 5 [وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا .. وبحبره (جراحاته) شُفينا]
· وليمة الفصح · غسل الأرجل · العشاء الأخير أو العشاء السري · الخطاب الوداعي الأخير وصلاة الرب يسوع للآب · الخروج لبستان جثسيماني · القبض على يسوع · طبعاً لا ننسى أن في أثناء هذه الأحداث أشار الرب لمُسلمه والذي دخله الشيطان وخرج من وسطهم لكي يرشد اليهود لمكانه فيرسلون حراس الهيكل وجند الرومان معه ويسلمه إليهم بالقبلة المشهورة، وأيضاً لا ننسى إنباء يسوع لبطرس أنه سينكر مُعلَّمه ثلاث مرات قبل أن يصيح الديك وينتبه لصياحه وذلك رداً على بطرس الذي قال [إن شك فيك الجميع فانا لا أشُك] بالطبع بسبب ضيق الوقت لا أقدر أن أفي هذا اليوم العظيم حقه من شرح وتعليق لأنه يوم حافل بالكنوز الروحية العظيمة جداً والتي سنظل أيام عمرنا كله ولكل جيل يأتي نأخذ منه ونشبع ونرتوي ولا نتوقف إلى القبر، لأن فيه كنوز أبدية لا تُقاس مهما ما تحدثنا عنها وتذوقنا منها، لأنها طعام قوي للجميع وفيه شفاء وخلاص لكل من يأتي لهذا اليوم بهيبة واستعداد ليأخذ ويشبع ويعطي للآخرين من الخبرات والكنوز الذي حملها منه.
(1) القاموس الموسوعي للعهد القديم (عبارة عن 7 مجلدات) + العهد الجديد (مجلد واحد) (2) الكتاب المقدس ترجمة اليسوعيين (3) الكتاب المقدس ترجمة بين السطور (عهد جديد يوناني عربي؛ العهد القديم عبري عربي) (4) الكتاب المقدس الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس + تفسير الكتاب المقدس جون ماك آرثر (5) قاموس عبري عربي ق قوجمان (6) لسان المتعلمين قاموس تحليلي للثروة الكلامية في كتابات العهد القديم (أمير محسن) (7) قصة الحضارة تأليف و.ل. ديورانت – الجزء الثالث من المجلد الرابع (عصر الإيمان) ترجمة محمد بدران (8) اليهودية في القرون الأولى من التاريخ المسيحي ج.ف. مورطبعة جامعة كمبردج بولاية مشوستس عام 1932 المجلد الأول (9) مشنى لتوراهمقدمة الرابي موسى بن ميمون (10) التلمود تأليف د.روهلنج – شارل لوران ترجمة د. يوسف حنا نصر الله دراسة وتقديم د. أحمد حجازي السقا – مكتبة النافذة – الطبعة الأولى 2003 (11) التلمود كتاب اليهود المقدس – تاريخه وتعاليمه ومقتطفات من نصوصه - أحمد إيبش دكتوراة في التاريخ قدم له أ. د. سهيل زكار (12) الحياة اليهودية بحسب التلمود إعداد القمص روفائيل البرموسي – مراجعة نيافة الأنبا ايسوذوروس – الطبعة الثانية 2004 (13) المسيح في الأعياد اليهودية إعداد القمص روفائيل البرموسي – مراجعة نيافة الأنبا ايسوذوروس – الطبعة الأولى 2004 (14) السلسلة الرابعة طقوس أصوام وأعياد الكنيسة للراهب القس أثناسيوس المقاري – البصخة المقدسة (الجزء الثاني) – الطبعة الأولى يناير 2010 (15) The NIV Exhaustive Concordance (16) The RSV Interlinear Greek-English New Testament (17) http://www.mechon-mamre.org/b/h/h0.htm (18) http://biblehub.com/interlinear/ (19) http://mb-soft.com/believe/taw/seder.htm |
||||