منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 03 - 2019, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 22681 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

علمني يا رب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن الكلام لا ” يُطعم خبزاً” بل العمل بكدٍ وجد..
العمل على الأساس
ومن الأساس وحسب الأساس..
العمل بمشيئتك
أي استعمال المخلوقات من أجل الغاية النهائية،
من أجل الحصاد،
من أجل الارتقاء عالياً
حتى الوصول الى مشاهدة وجهك القدوس..
 
قديم 09 - 03 - 2019, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 22682 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق. فهل تجمع معه؟!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كلمة قداسة البابا في اجتماع الأربعاء بكنيسة مار مينا ببني سويف الجديدة
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن والأبد آمين.
نقرأ جزء من إنجيل (لو 11 : 26 – 14):
“وَكَانَ يُخْرِجُ شَيْطَانًا، وَكَانَ ذلِكَ أَخْرَسَ. فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ. وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا:”بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ”. وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ. فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ:”كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ، وَبَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ.
فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنِّي بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ! وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ بِأَصْبعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. حِينَمَا يَحْفَظُ الْقَوِيُّ دَارَهُ مُتَسَلِّحًا،تَكُونُ أَمْوَالُهُ فِي أَمَانٍ. وَلكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ، وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ الْكَامِلَ الَّذِي اتَّكَلَ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ.
مَتَى خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ، يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً، وَإِذْ لاَ يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا. ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!”.
سعيد بوجودي معكم في هذه الكنيسة، وبزيارة بني سويف. وسعيد إني باشوفكم ومبروك عليكم هذه الكاتدرائية. وبنحتفل بعيد البابا كيرلس السادس ومناسبتين أخريين وهما عيد المرأة اليوم وغدا عيد الشهيد يوحنا المعمدان.
* أحب أتأمل في هذا الإنجيل وهو إنجيل قداس يوم الجمعة من الأسبوع الثالث من الصوم.
كل فقرة تطرح سؤالًا وفقرة أخرى تجيب على السؤال. والسؤال الذي تطرحه الفقرة هو كلمه الله للإنسان لكي يقيس نفسه خلال فترة الصوم. والشاطر من يستفيد ويتبع هذه الأسئلة لكي يرى نفسه يسير صح أم خطأ.
وسؤال اليوم “من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق.
فهل تجمع معه؟!.
* كان السيد المسيح يسير وأحضروا له شخص أخرس وهذا في مفهومهم في العهد القديم أن به شيطان ويجب أن تعلم أن الخطية تحرم الإنسان من القدرة علي مخاطبة الله. وعندما حدثت المعجزة كان يوجد مواقف مختلفة من الناس.
وأقول لك علي 5 أسباب تجعل الإنسان لا يستطيع أن يجمع ..
1- الإنسان الملتوي وصاحب الأغراض الخبيثة:
وهو لا يستطيع أن يجمع لذا نصلي: “قلبًا نقيًا أخلق فيَّ وروحًا مستقيمًا جدد في أحشائي”.
2- من يحب الشائعات والأكاذيب:
هو لا يجمع وغاوي كلام غلط ..!!
3- الإنسان صاحب النظرة السوداوية:
وهو من لا يستطيع أن ترى عيناه شيئًا جيدًا وهو لا يستطيع أن يجمع مع المسيح.
4- الشخص المعاند:
يوجد من يعاند نفسه وبيته ومجتمعه ولا يقدر أن يجمع.
5- من ليس له معية وفارغ ليست له حياة مع المسيح.
ضع دائما أمامك: ” من لا يجمع مع فهو يفرق.” يجب أن تكون ايجابيًا وليس سلبيًا واسأل نفسك هل أنت تجمع ولا تفرق ؟
* يوجد 5 أشياء تساعدك في التجميع
1-التوبة:
الخطية أحد أفعالها إنها تشتت خيال الإنسان ولو زاد التشتيت يصل إلى صراع نفسي. لهذا فالتوبة هي العلاج، دون أعذار وتبريرات ولو عشت في مشاعر التوبة ستجمع ذاتك. ولكن التوبة تحتاج إلى الهدوء.
2- المصالحة:
أي تصنع سلام بين الناس فهل تستطيع صنع السلام بين الناس وتقرب وجهات النظر؟ يوجد إنسان بكلمة يفرق ويخلق نزاعًا وآخر بكلمة يصنع مصالحة.
3- القراءة:
القراءة تساعد في تجميع العقل ووسيلة جيدة ويوجد في القداس جزء تعليمي وهي القراءات ولهذا لا تهمل قراءة الإنجيل والكتب الروحية فبدون القراءة عقلك يكون مشتّتًا.
4- الخدمة:
وهي في مفهومها الواسع هي جمع النفوس و الإتيان بها عند الصليب.
5- الأنشطة:
والأنشطة الجماعية تنجح الإنسان جدًا لأنها تجمع وتجعلنا في فكر المجموعة.
الخلاصة:
الابن الضال في يوم قسم البيت وتركه حزين “الخطية تقسم”.
والأب ظل ينتظر وعندما عاد أعطى له هدايا وجمع البيت. ولكن يأتي الابن الكبير ويعلم بعودة أخيه ويرفض الدخول ويقسم البيت مرة أخرى ولكن ينصحه أبوه وتنتهي القصة ولا نعلم إذا كان قد تاب أم لا.
فهل تجمع أفكارك والأسرة و العائلة وفي الخدمة وهل تستطيع أن تجمع في عملك ومجتمعك؟.
يوجد قادة جمعوا شعبهم .. لهذا صنع السلام وتجميع البشر هي مسؤلية وفي أيام الصوم اسأل نفسك هل تجمع معي ؟!.
ولإلهنا المجد الدائم آمين.
 
قديم 09 - 03 - 2019, 02:34 PM   رقم المشاركة : ( 22683 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الانبا يوليوس يتكلم عن سر حياة الفرح للبابا كيرلس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



 
قديم 09 - 03 - 2019, 02:37 PM   رقم المشاركة : ( 22684 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيد نياحة البابا كيرلس
معجزة رهيبة للبابا كيرلس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




 
قديم 09 - 03 - 2019, 02:42 PM   رقم المشاركة : ( 22685 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تعرف على سيرة حياة البابا كيرلس السادس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، السبت، بعيد تذكار رحيل البابا الراحل كيرلس السادس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ " 116"، والملقب برجل الصلاة والمعجزات.

ولد البابا كيرلس السادس في ببلدة طوخ النصارى بدمنهور في مصر في الجمعة 2 أغسطس سنة 1902، باسم الطفل عازر، ووالده هو يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها المتفاني في خدمة أمه الأرثوذكسية حريصًا على حِفظ تراثها.

وابتدأ عازر منذ الطفولة المبكرة حبه للكهنوت ورجال الكهنوت فكان ينام على حجر الرهبان فكان من نصيبهم ولا سيما وأن بلدة طوخ هذه كانت وقفٌ على دير البراموس في ذلك الوقت ولذلك اعتاد الرهبان زيارة منزل والده لِما عُرِفَ عنه من حُب وتضلع في طقوس الكنيسة.

بدأ حياة فضلى تشتاق نفوسنا لها متشبهًا بجيش شهدائنا الأقباط وآباء كنيستنا حماة الإيمان الذين ارسوا مبادئ الإيمان المسيحي للعالم أجمع المبنية على دراستهم العميقة في الكتاب المقدس فكان عازر مُفْلِحًا في جميع طرقه والرب معه؛ لأنه بِقَدر ما كان ينجح روحيًا كان ينجح علميًا. إذ بعد أن حصل على البكالوريا، عمل في إحدى شركات الملاحة بالإسكندرية واسمها "كوك شيبينج" Cook Shipping سنة 1921 فكان مثال للأمانة والإخلاص ولم يعطله عمله عن دراسة الكتب المقدسة والطقسية والتفاسير والقوانين الكنسيّة تحت إرشاد بعض الكهنة الغيورين.

ظل هكذا خمس سنوات يعمل ويجاهد في حياة نسكية كاملة، فعاش راهبً زاهدًا في بيته وفي عمله دون أن يشعر به احد، فكان ينام على الأرض بجوار فراشه ويترك طعامه مكتفيًا بكسرة صغيرة وقليلًا من الملح.
انطلاق للبرية

اشتاقت نفسه التواقة للعشرة الإلهية الدائمة؛ للانطلاق إلى الصحراء والتواجد فيها، وبالرغم من مقاومة أخيه الأكبر فقد ساعده الأنبا يوأنس البطريرك الـ 113، وطلب قبوله في سلك الرهبنة في دير البرموس بوادي النطرون، بعد أن قَدَّم استقالته من العمل في يوليو سنة 1927 (تلك التي صدمت صاحب الشركة الذي حاول استبقاءه برفع مرتبه إغراءً منه، ولكن عازر كان قد وضع يده على المحراث ولم يحاول أن ينظر إلى الوراء). فأوفد البابا معه راهبًا فاضلًا؛ وهو القس بشارة البرموسي (لاحقًا: الأنبا مرقس مطران أبو تيج) فأصطحبه إلى الدير وعند وصولهم فوجئوا بإضاءة الأنوار ودق الأجراس وفتح قصر الضيافة وخروج الرهبان وعلى رأسهم القمص شنوده البرموسي، أمين الدير لاستقباله، ظنًا منهم أنه زائر كبير! وعندما تحققوا الأمر قبلوه على أول درجة في سلك الرهبنة فورًا مستبشرين بمقدمه، إذ لم يسبق أن قوبِل راهب في تاريخ الدير بمثل هذه الحفاوة واعْتُبِرَت هذه الحادثة نبوة لتقدمه في سلك الرهبنة وتبوئه مركزًا ساميًا في الكنيسة.

تتلمذ للأبوين الروحيين القمص عبد المسيح صليب والقمص يعقوب الصامت، أولئك الذين كان الدير عامرًا بهم في ذلك الوقت، وعكف على حياة الصلاة والنسك. ولم تمض سنة واحدة على مدة الاختبار حتى تمت رسامته راهبًا في كنيسة السيدة العذراء في الدير، فكان ساجدًا أمام الهيكل وعن يمينه جسد الأنبا موسى الأسود وعن يساره جسد القديس إيسيذوروس. ودعى بالراهب مينا وذلك في السبت 17 أمشير سنة 1644 الموافق 25 فبراير سنة 1928 م. وسمع هذا الدعاء من فم معلمه القمص يعقوب الصامت قائلًا "سِر على بركة الله بهذه الروح الوديع الهادئ وهذا التواضع والانسحاق، وسيقيمك الله أمينًا على أسراره المقدسة، وروحه القدوس يرشدك ويعلمك".

فازداد شوقًا في دراسة كتب الآباء وسير الشهداء، وأكثر ما كان يحب أن يقرأ هو كتابات مار إسحق فاتخذ كثيرًا من كتاباته شعارات لنفسه مثل "ازهد في الدنيا يحبك الله"، و"من عدا وراء الكرامة هربت منه، ومن هرب منها تبعته وأرشدت عليه". مما جعله يزداد بالأكثر نموًا في حياة الفضيلة ترسمًا على خطوات آباءه القديسين وتمثلًا بهم. والتحق بالمدرسة اللاهوتية كباقي إخوته الرهبان، فرسمه الأنبا يؤانس قسًا في يوليو سنة 1931 م.، وهكذا أهَّلَهُ الله أن يقف أمامه على مذبحه المقدس لأول مرة في كنيسة أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس بالدير، كل ذلك قبل أن يتم ثلاث سنوات في الدير. فكان قلبه الملتهب حبًا لخالقه يزداد التهابًا يومًا بعد يوم، لا سيما بعد رسامته وحمله الأسرار الإلهية بين يديه.

تَوَحُّده

اشتاقت نفسه إلى الإنفراد في البرية والتوحد فيها، فقصد مغارة القمص صرابامون المتوحد الذي عاصره مدة وجيزة متتلمذًا على يديه، فكان نعم الخادم الأمين. ثم توجه إلى الأنبا يؤنس البطريرك وطلب منه السماح له بالتوحد في الدير الأبيض وتعميره إن أمكن، وفعلا مضى إلى هناك وقضى فيه فترة قصيرة، ثم أقام فترة من الوقت في مغارة القمص عبد المسيح الحبشي، فكان يحمل على كتفه صفيحة الماء وكوز العدس أسبوعيًا من دير البرموس إلى مغارته العميقة في الصحراء حتى تركت علامة في كتفه إلى يوم نياحته.

زاره البطريرك الأنبا يؤنس عام 1934 وأعجب بعلمه وروحانيته وغيرته، وشهد بتقواه مؤملًا خيرًا كبيرًا للكنيسة على يديه.

شهادته للحق

حدث أن غضب رئيس الدير على سبعة من الرهبان وأمر بطردهم فلما بلغ الراهب المتوحد هذا الأمر أسرع إليه مستنكرًا ما حدث منه، ثم خرج مع المطرودين وتطوع لخدمتهم وتخفيف ألمهم النفسي، ثم توجه معهم إلى المقر البابوي وعندما استطلع البابا يوأنس البطريرك الأمر أمر بعودتهم إلى ديرهم وأثنى على القديس المتوحد.
إلا أن قديسنا استأذن غبطته في أمر إعادة تعمير دير مارمينا القديم بصحراء مريوط، ولكن إذ لم يحصل على الموافقة توجه إلى الجبل المقطم في مصر القديمة -الذي نقل بقوة الصوم والصلاة- واستأجر هناك طاحونة من الحكومة مقابل ستة قروش سنويًا وأقام فيها مستمتعًا بعشرة إلهية قوية وذلك في الثلاثاء 23 يونيو عام 1936. حقًا لقد أحب القديس سكنى الجبال كما أحبها آباؤه القديسين من قبل الذين وصفهم الكتاب المقدس بأن "العالم لم يكن مستحقا لهم لأنهم عاشوا تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عب 38:11). "لعظم محبتهم في الملك المسيح" (القداس الإلهي).

وهناك انصهرت حياته من كثرة الصوم والصلاة والسهر حتى تحولت إلى منار ثم إلى مزار بعد أن فاحت رائحة المسيح الزكية منه وتم القول الإلهي لا يمكن أن تخفى مدينة كائنة على جبل.

إيمانه بشفاعة القديسين

حدث أن داهمه اللصوص مرة في قلايته التي بناها بنفسه في الكنيسة الصغيرة داخل الطاحونة ظنًا منهم أنه يختزن ثروة كبيرة واعتدوا عليه بأن ضربوه ضربة قاسية على رأسه، ثم فروا هاربين بعدما تحققوا أنه لا يملك شيئًا سوى قطعة الخيش الخشنة التي ينام عليها وبعض الكتب. أما القديس فأخذ يزحف على الأرض لأن رأسه أخذت تنزف نزفًا شديدًا حتى وصل إلى أيقونة شفيعه مارمينا العجائبي وصلى أسفلها وهو في شبه غيبوبة وفي الحال توقف النزيف وقام معافى. على أن علامة الضرب هذه في جبهته لم تزل موجودة إلى يوم إنطلاقه إلى الأمجاد السماوية إلا أنه لم يبق في هذا المكان الذي تقدس بالصلوات المرفوعة والذبيحة الإلهية المقدمة يوميًا طويلًا إذ أثناء الحرب العالمية الثانية. وفي الثلاثاء 28 أكتوبر عام 1941 ظنه الإنجليز المحتلون أنه جاسوسًا وطلبوا إليه مغادرة المكان فخرج متوجهًا إلى بابلون الدرج وأقام في فرن بكنيسة السيدة العذراء.

ولذياع صيته وتقواه كان الكثيرون على مختلف طوائفهم ومللهم يسعون إليه للتبرك منه وطلب صلواته0

فقام بطبع كارت خاص به عليه (بسم الله القوي) باللغتين القبطية والعربية، ثم إحدى الآيات التي كان يعيشها القديس ويحياها مثل (ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه)، أو (ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه) أو غيرها من الآيات المُحببة إليه وكان يوزعها على زائريه كما أصدر مجلة بسيطة شهرية أطلق عليها اسم "ميناء الخلاص".

وفي عام 1944 أُسْنِدَت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون kalamwn بمغاغة. وسرعان ما التف الشباب المتحمس الذين استهوتهم الحياة الرهبانية حوله، الذين زهدوا في مجد العالم وزيفه وقصدوا، إليه فاحتضنهم بأبوة صادقة وفتح لهم قلبه، فوجدوا في رحابه ورعايته ما أشبع نفوسهم الجوعى وروى ظمأ قلوبهم، وتتلمذ العديد على يديه فترعرع الدير وازدهر، وسرعان أيضا ما أقام لهم المباني وبنى أسواره المتهدمة بفضل تشجيع الغيورين الذين الذين تسابقوا على رصد أموالهم وقفا للدير وفي وقت قصير تمكن من تدشين كنيسة الدير ببلدة الزورة (التابعة الآن لمركز مغاغة محافظة المنيا.

وعلى أثر ذلك منحه المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف في ذلك الوقت رتبة الأيغومانوس (القمصية) الذي قال يومها "اشكر إلهي الذي خلق من الضعف قوة كملت به نعمته في الابن المبارك القمص مينا وأتم هذا العمل العظيم".

ولكن كما هو معروف عن قديسنا الحبيب أنه كثير التعلق بشفيعه مارمينا وقد رأينا كم حاول أن ينفرد في بريته بصحراء مريوط ولم يتسنى له فصمم على بناء ولو كنيسة صغيرة باسم شفيعه العجايبي يعيش فيها إلى أن يكمل غربته بسلام، وبالفعل قد أعانه الرب وهناك في مصر القديمة من المنح والهبات والهدايا المتواضعة التي كان يتلقاها من أفراد الشعب الذين عرفوا طريقه والذين كانوا يقصدونه طالبين الصلاة للشفاء من العلل وغيرها، استطاع ببركة ربنا يسوع أن يبني له قلاية وكنيسة باسم حبيبه مارمينا وذلك سنة 1949. ثم توسع في البناء فأقام دارًا للضيافة كان يستقبل فيها الشباب الجامعي المغترب ليقيم فيها مقابل قروش زهيدة. فكانت لهذه النواة بركة كبيرة.

وقبل أن يطرق الفجر أبوابه اعتاد أن يغادر صومعته ويتجه نحو فرن الكنيسة ومن دقيق النذور يبدأ عمل القربان ويشمر عن ساعديه ويعجن العجين، ثم يقطعه أحجاما متساوية ويختمه ويضعه في فرن هادئ ويظل يعمل ويتلوا المزامير حتى يفرغ منه وعرقه يتصبب ثم يتوجه إلى الكنيسة ليتلوا صلوات التسبحة ثم يقدس الأسرار الإلهية ويعود إلي مكتبته وقلايته

اختياره للباباوية

إن اختيار قداسة البابا لم يكن بعمل إنسان ولكن المختار من الله لكنيتنا القبطية وقصة تبوأه كرسيه الرسولي تدعو إلى العجب وإلى تمجيد اسم الرب يسوع الذي ينزل الأعزاء عن الكراسي ويرفع المتضعين.

كان ترتيبه بين المرشحين السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة السبت 2 نوفمبر 1957 أن تقدم الخمسة رهبان المرشحين الأوائل للشعب. وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة الأوائل، أجمع الرأي على تنحي الخامس، وتقدم السادس ليصبح الخامس. ثم أجريت عملية الاختيار للشعب لثلاثة منهم فكان آخرهم ترتيبا في أصوات المنتخبين وبقى إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا "يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين" وكانت هذه هي نتيجة القرعة.

ودقت أجراس الكنائس معلنة فرحة السماء وأتوا بالقمص مينا البرموسي المتوحد ليكون البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية المائة والسادس عشر من خلفاء مارمرقس الرسول. وعند ذاك أيقن الشعب أن عناية الله تدخلت في الانتخاب ومن الطريف أن يكون عيد جلوسه يلحق عيد صاحب الكرسي مارمرقس الكاروز.
 
قديم 09 - 03 - 2019, 02:44 PM   رقم المشاركة : ( 22686 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأنبا إرميا جسد القديس البابا كيرلس السادس كامل ولم يتحلل






جسد القديس البابا كيرلس السادس كامل ولم يتحلل جانب من كلمة الأنبا إرميا "أسرار رجل الله"، بمناسبة الإحتفال بالعيد 46 لنياحة القديس البابا كيرلس السادس والعيد الرابع للإعتراف به قديساً
 
قديم 10 - 03 - 2019, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 22687 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المـوت الجسديّ والموت الروحيّ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإنسانُ الحديثُ يَعْتَبِرُ الموتَ مجرّد قضيَّة بيولوجيَّة، لا يصدِّقُ قولَ الرَّسول بولس: “أنَّ الموتَ قد ابتُلِعَ إلى غلبَة” بقيامة ربِّنا يسوعَ المسيح. حجّةُ ذلك الإنسان إدِّعاؤه أنَّ موتَ المسيح على الصَّعيد البيولوجيِّ لم يغيِّر شيئاً بالنسبة للموت.
لذا، يتساءل الكثيرون: لقد أتى المسيح لكي يقضي على الموت (بموته وقيامته)، ومع ذلك بقي الإنسان يموت كالسابِق؟!
نعم، إنَّ المسيحَ، بموتِه وقيامتِه، لم يُلْغِ الموتَ الجسدي. بقيَ انحلالُ الجسدِ البشريِّ الحقيقةَ الواقعيَّة الكُبرى في هذه الحياة. لا يستطيع أحدٌ، مهما عَظُمَ شأنُه، أن يتجنَّبَها. الإنجيلُ المسيحي لا ينطبِقُ على الموت كما يفهمُه الإنسانُ المعاصر. لذا، يَدَعُ هذا الأخير الكتابَ المقدَّس جانِباً ويعيشُ بدون الله: هذه هي الحضارة الحديثة الدَّهريَّة العلمانيَّة.
* * *
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الموتُ البيولوجيُّ أو الجسديُّ ليس هو الموتَ كلَّه ولا هو جوهرُه. بموجَبِ الرؤيا المسيحيَّة، الموتُ هو قبل كلّ شيء حقيقة روحيَّة يمكن أنْ تُعاشَ ونحن أحياء، ويمكن أن نتحرَّرَ منها ونحن في القبر. بحسبِ هذا المفهوم، الموتُ الروحيُّ هو الانفصال عن الحياة، عن الله الذي هو وحده معطي الحياة. اذاً، مرّة أُخرى نقول:
الموتُ الحقيقيُّ ليس هو الموتَ البيولوجيَّ لكنَّه الحقيقةُ الروحيّةُ الَّتي شوكتُها هي الخطيئة (1 كور 15: 56).
الانقطاعُ عن الله يحوِّل حياةَ الإنسانِ إلى وَحْدَةٍ قتَّالَة، إلى عذابٍ وخوف. الاستعبادُ لشهواتِنا يوقِعُنا في الفراغ.
لقد أتى المسيحُ لكي ينقذَنا من هذا الموتِ الروحيِّ ويعيدَ لنا الحياةَ الأزليَّةَ ولو رَقَدَ الجسدُ وتفكَّك.
شوكةُ الموتِ الروحيِّ تكمُنُ في أنَّ الإنسانَ قد أحبَّ نفسَه أكثرَ من محبَّتِه لله. من هنا يأتي العلاج في الحياة في المسيح. لا موتَ لنا إذا كنَّا ممتلئين من محبّةِ اللهِ ومطيعينَ لأوامرِه. نأتي هكذا إلى الشعارِ الرهبانيِّ المعروف:
“إنْ كنتَ تموتُ (عن أنانيَّتِك) قبل أن تموت فلن تموت عندما تموت”.
موتُ المسيحِ على الصَّليبِ ليس فيه موت، إذ كان تعبيراً فائِقاً لمحبَّته، المحبَّة الفائِقَة، التي هي الحياة (اللاموت هو الحبّ).
* * *
في الخُلاصَة نقول إنَّ المسيحَ لم يأتِ ليُلغي الموتَ الجسديَّ، لقد أتى لينزع شوكةَ الخطيئة ويعطينا محبَّتَه، يعطينا حياتَه.
لقد جَعَلَ المسيحُ من الموت البيولوجيَّ مَعْبَراً (فِصْحاً) نحو حياةٍ أفضل ملؤها الشّركة والمحبّة.
يقول الرسول بولس: ” الحياةُ، لي، هي المسيح والموتُ هو ربحٌ” (فيلبي 1: 21).
بالنسبة لنا نحن المسيحيين المؤمنين العائشين في هذا العالم المائت، لم يعد هناك من موت: “لقد ابتُلِعَ الموتُ إلى غلبة” (1 كور 15: 54)، وكلُّ ضريحٍ لا يحوي الموتَ بل الحياة.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 10 - 03 - 2019, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 22688 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وتسلحوا بسلاح الله الكامل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يبدأ صوم الفصح بحسب الآباء، بحسب حياة الرهبان، ثلاثة أيام لا يتناولون فيها لا طعام، ولا ماء، يفعلون هذا فقط ليعلنوا لله بأنهم بالفعل قد تركوا كل شيء وتبعوه، وماتوا عن أهوائهم، عن ملذاتهم، عن أطايب الحياة التي يركض ورائها الذين هم أبناء هذا الدهر. ومطبقين كلام الرسول بولس: “لنسلكن سلوكاً لائقاً كما في النهار”، وبه يحرضنا الرسول بولس أن نلبس أسلحة النور. لماذا يريدنا أن نلبس أسلحة النور؟ كلكم تعرفون أنه في المعمودية، نقول متضرعين الى الله: “إجعله جندياً جديداً في مملكة ربنا يسوع المسيح، إجعله خروفاً ناطقاً في رعيتك المقدسة”. وبالتالي الإنسان المؤمن يصبح جندياً في مملكة يسوع المسيح.
نحن نعيّد في هذه الكنيسة للقديس الشهيد ثاوذورس. نعيّد في هذا الشهر، للقديسين الواحد والاربعون من عمورية، وهي مدينة كبيرة والتي فتحها المعتصم، الذي وقتها قال أبو تمام الشاعر: “السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبِاءً مِنَ الكُتُبِ في حَدِّهِ الحَدُّ بَيْنِ الْجدِّ وَاللَّعِبِ”، معروفة الحادثة، هناك واحد واربعون شهيداً طُلب منهم أن يغيّروا إيمانهم بيسوع المسيح، لم يقبلوا. كما كان الجنود يبذلون دماءهم لحماية المدينة المحاصرة، ويقاتلون بكل شجاعة، ومستعدين أن يبذلوا الغالي والرخيص لأجل ثبات الأمن والسلام بحسب معطيات السلطة الزمنية التي كانوا يخدمون. وعندما جاء دورهم أن يخدموا، وأن يجاهدوا، وأن يضحّوا، وأن يقدموا لربنا يسوع المسيح، قدموا، وبكل شجاعة، مع أنهم أسروا، وأتوا بهم الى بغداد، وأبقوهم شهوراً بين الوعيد والترهيب، ما بين الإحسان والعذاب.

لا الإحسان أثر فيهم حتى يغيّروا رأيهم، ولا العذاب أثر فيهم. الإحسان والعذاب في خدمة ربنا يسوع المسيح، لا يمكن أن يَفْرُقان عن بعضهما البعض. لأننا لا نخاف ممن يقتل الجسد، بل ممن له أن يلقي الجسد والروح في نار جهنم، يعني الإنسان كله، أي أن نخاف الله.
نعيّد في هذا الشهر للقديسين الأربعين الذين إستشهدوا في سبسطيا، هكذا هم المؤمنون، الإنسان الصائم هو إنسان مضحّي، هو إنسان رجال، هو إنسان لا يخضع للأهواء ، ولعادات إجتماعية، ولما يراه من هنا وهناك، وما يسمعه.

الإنسان المؤمن هو إنسان صوّام، إنسان لا يقتدي بالآخرين، لا يقلّد الآخرين، بل يسعى في النهاية أن يكون هو القدوة، وهو المؤثر، وهو صانع الحاضر والمستقبل. والذي يستطيع أن يصحح أيضاً الماضي بأن يحض الناس بحياته وسلوكه على التوبة. الإمتناع عن الطعام والشراب بالنسبة الى الإنسان المؤمن هو أدنى درجات سلم الفضيلة، وهو أول ما يتكلم عنه القديس يوحنا السلّمي، يتكلم عن الإنسان الساعي الى القداسة الذي يبدأ بالتخلص من أشياء هذا العالم وممتلكاته، يضعه بالدرجة الأولى، أو الساعي أن يصعد الى الدرجة الأولى. إذا صام الواحد منا عن السيجارة، يقول أنا أصوم!، إذا كان يعمل عمل سيئاً وفي الصوم لا يعمله، يقول أنا صائم! إنه لم يدخل بالأشياء الطبيعية، إنه لم يدخل على المرحلة الأولى ما بين الدرجة الأولى والأرض، إنه لم يرفع رجله ليصعد، لكن كيف الإنسان الصوّام الذي يعرف أن الصوم هو ليس صوم الطعام، بل هو إشارة إليه، لأن الصوم هو صوم القلب، ليس فقط صوم اللسان. انا لا أتكلم على أحد، انا لا أسرق، لا أختلس.
هذا كلام أولاد صغار ، الأولاد الصغار هم الذين يقولون أنا لا أعمل هذه.. يدافعون عن أنفسهم. الإنسان الكبير يتكلم عن نجاحات، يتكلم شهادات، ويكون قد حقق شيئاً في حياته. يتكلم عن أشياء يفتخر بأن يقدمها للناس كفتح جديد. وفي الحياة الروحية لكل شخص هناك فتوحات هامّة يمكنه أن يفتخر بها أمام الله وملائكته.
أن يفتخر أمام البشر جميعاً، أن يتكلم، وينصت إليه الناس، ينصت إليه البشر يقولون ويمجدون الله بسبب أعماله. هذا يعني أن الإنسان يتجند ليسوع المسيح. ماذا يعني يتجند؟ أنه جندي جديد ليسوع المسيح ربنا. ماذا يعني جندي جديد؟ الجندي العادي يتعلم فنون القتال ليذهب الى الحرب. إما ان يكون على المدفعية، او على الدبابات، أو بالطيران، او بالصواريخ، إما مشاة او مجوقل الى ما هنالك من أشياء بحسب الجيش الذي في هذا العالم. عليه أن يتدرب عليها جيداً ليستخدمها في المعركة وعند الحاجة لها.
وأيضاً المؤمنون في تجنُدهم ليسوع المسيح، يتسلحون بأسلحة البِر. ماذا يهمني إن كان أحد ما عنده مال الدنيا كلها، ولا يعرف كيف يحافظ على هذه النعمة، ويستخدمها لأجل خلاصه، وخلاص الذين من حوله. يأتي مئة لص ولص، وعندهم مئة طريقة وطريقة لسرقتها فتذهب مهب الريح. أريد أن أسأل كم شخص فقد ماله بسبب القمار، عادة واحدة أفقرت الناس. نفس الشيء في الحياة الروحية، الإنسان الذي يأخذ كل النعم الإلهية بالمعمودية، إذا لم يكن عنده السلاح، وطرق الدفاع الصالحة، القادر على استعمالها على الهجوم على ما يمكن أن ينزع منه هذه النعم التي يعطيه إياها الله له بالمعمودية، التي يعطيها الله له بالمناولة، وقراءة الكتب المقدسة، والكلمة. يأتي اللص عدو البشر، الشرير الشيطان، إبليس، ويخرق له أكياسه، ويبدأ بتفريغها شيئاً فشيئاً بطريقة ذكية، وبدون إنتباه من صاحبها.
طريقتنا نحن، لماذا نريد أن نصوم؟ نحن نمتنع عن الأشياء التي نحبها كثيراً. من قال لك إذا أنت إعلى الطعام والشراب، لأن الرسول بولس يقول لنا: “الجوف للأطعمة، والأطعمة للجوف، والله يبيد هذه وتلك”. وبالتالي، الصوم عن الطعام، هو عبارة عن تمرين الحواس لطاعة الكلمة الإلهية. يمرّن الإنسان ذاته أن يكون قوياً، ليس له سيّد إلا يسوع المسيح. لا الطعام، ولا المال، ولا العادات الإجتماعيّة. سيّده وحده يسوع المسيح. تخيلوا أن هناك مجتمعاً لا يرى في الدنيا له سيّداً، ولا متسلطاً عليه إلا يسوع المسيحمتنعت عن الأكل، تزيد أو تنقص. من قال لك إذا لم تمتنع عن الأكل، تزيد أو تنقص. الله لا يحاسب .

هذا المجتمع يكوِّن مجتمعاً ملكوتياً، كما في السماء، كذلك على الأرض. لأن هل هناك شيء ضد شريعة يسوع المسيح. بولس الرسول يقول: “هذه ليس من ناموس ضدها”، يعني ليس من شريعة ضدها. فأنت عندما تبدأ بالتمرن على الحياة الروحية بالصوم، عليك أن لا تعتبر أنك قد وصلت الى شيء، بل أن تسمع قول ربنا يسوع المسيح يقول لك: “مهما فعلتم فقولوا نحن عبيد بطّالون”.
يجب على الإنسان أن يبقى موأَخذاً نفسه، وعاتباً، إذا لم يستطع الوصول الى محبة يسوع المسيح، يعني أن يحب يسوع المسيح، بقدر محبة يسوع المسيح له، على قدر محبة الله له. عند ذلك يستطيع أن يقول أنه يعيش حياة روحية، ويتأكد ذلك له في كشوفات، وإعلانات، ورؤى، وحضور قدسي من عالم السموات كما يحدث مع القديسين. عندئذ يستطيع الإنسان أن يقول: بالحقيقة قد قطعت أشواطاً في هذه الحياة، ولكن ما زلت من العبيد البطّالين. لأنه أين هو من لا نهائية الله في كل خير، لأنه مخلوق على صورته ومثاله.
فالصوم، هو صوم كياني، ليس فقط صوم عن الطعام، بل هو صوم كياني، كما يقول الرسول بولس: “لست أنا أحيا، المسيح يحيا فيّا”. وإذا وصلنا أن ندرك هذا أننا بكلامنا، وبتعاملنا مع الناس، ومع طعامنا، ومع عاداتنا، وفي وظائفنا وفي كل مكان، نفكّر ماذا يريد يسوع المسيح الآن. ممتلكاً هذا الفكر، الشعور علينا، يعني بالحقيقة نستطيع أن نقول مع الرسول بولس: “لست أنا أحيا، المسيح يحيا فيّا” يكون المسيح قد حصنني، فيكون المسيح هو الذي أظهره أمام عالم شرير يريد أن يأخذنا الى الهاوية، والى حياة الشر.
جهاد الصوم ككل جهاد روحي يحتاج الى أسلحة البِر، سيف الإيمان، خوذة الروح، درع الصدق والثبات…

أسأل الله أن يعطينا جميعاً أن ندخل في هذا الجهاد ونحن بالفعل موطدين العزم، وقد لبسنا هذه الأسلحة التي أعطانا إياها الله لكي نستخدمها في الإنتصارات والفتوحات الروحية، لكي نبقى رعية واحدة لراع واحد الذي هو مباركنا، وهو مقدسنا يسوع المسيح آمين.

باسيليوس، مطران عكار وتوابعها
 
قديم 11 - 03 - 2019, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 22689 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي…!».
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إنجيل القدّيس مرقس ظ، / ظ£ظ¥ – ظ¤ظ¥
قَامَ يَسُوعُ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك. ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ، ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: «أَلْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ».
فقَالَ لَهُم: «لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى المُجَاوِرَة، لأُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهذَا خَرَجْتُ».
وسَارَ في كُلِّ الجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين.
وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: «إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!».
فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: «قَدْ شِئْتُ، فَظ±طْهُرْ!».

وفي الحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ.
فَظ±نْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً،وقالَ لَهُ: «أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ ظ±ذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم».


أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان.

التأمل: «إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي…!».
البرص هو مرض يصيب الجلد، وهو معدٍ، لذلك كان يُعزل المصاب به عن حياة الجماعة، ويوضع في رقبته جرس لينذر المارة أن يبتعدوا عن طريقه..
شبّه آباء الكنيسة البرص بالخطيئة، لأن لديها ذات المفاعيل..

نستطيع الشفاء من الخطيئة اذا اتبعنا الخطوات نفسها التي اتبعها الأبرص:
شعر الأبرص بوجعٍ قوي لا يُحتمل، لذلك أتى الى يسوع.. الخطيئة تسبب وجعاً مؤلمًا لمن لديه ضمير، لكن اذا مات الضمير لا يشعر الخاطىء بأي ذنب، وبالتالي لا يرى ضرورة ان يطلب المغفرة من يسوع!!!
أتى الأبرص الى يسوع متوسلاً، راكعاً ومن ثم طلب ما يريد.. ونحن هل نصلي قبل الطلب أم أننا نطلب عند الضرورة فقط؟ إذاً كيف لنا أن نستغرب عدم استجابة الله لصلواتنا؟؟
صلاة الأبرص كانت متصلة بمشيئة الرب:” ان شئت فأنت قادر ان تطهرني”.. هل نطلب مشيئة الرب في صلاتنا؟ أم أننا نطلب مشيئتنا؟ وإذا لم تتحقق “نزعل” من الرب ، لانه لم يعمل على “ذوقنا”؟؟
استطاع الأبرص في صلاته المتواضعة أن يفتح قلب الرب له، ويستمطر رحمته.. «قَدْ شِئْتُ، فَظ±طْهُرْ!». استطاع بتواضعه وانسحاقه ان يفتح باب السماء..
كم نحن بحاجة الى “يد يسوع” لنمد الجسور بين الناس، بين الاحباء الذين قد يتحولون الى أعداء، بين الاقارب الذين قد يتحولون الى “عقارب”، بين الأهل وأبنائهم الذين قد يتحولون الى غرباء يسكنون تحت سقف واحد، غرباء يقتسمون لقمة الخبز، غرباء على الطاولة، غرباء كلٌ في غرفته، في وحدته، في همه..
كم نحن بحاجة الى “يد يسوع” لإعادة التواصل بين الجيران الذين يختلفون مع بعضهم البعض حتى على “تكنيس درج البناية”، بين أهل البلدة الواحدة الذين يتباعدون كلما تطورت وسائل الاتصال والتواصل.. وكلما “شرّف”، أو “شرَّق” أو “غرَّب” أحدهم…
يا ربّ، يا من شفيت بلمسة يدك جسم الأبرص ونفسه، ألمس قلوبنا وعقولنا بحنانك لنشفى من الخطيئة المالكة على كياننا فنستعيد بهاء صورتنا الأولى ونعود مستحقّين أن ندعى أبناءً لله.

 
قديم 11 - 03 - 2019, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 22690 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,567

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا ربّ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا من شفيت بلمسة يدك جسم الأبرص ونفسه،
ألمس قلوبنا وعقولنا بحنانك
لنشفى من الخطيئة المالكة على كياننا
فنستعيد بهاء صورتنا الأولى
ونعود مستحقّين أن ندعى أبناءً لله.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025