22 - 08 - 2016, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 211 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
تصف العروس العريس بأن ظله على الفراش: “سريرنا أخضر” [ع16]. أي أن الطبيعة البشرية تدرك أو سوف تدرك أنك تظللها برعايتك. “لقد أتيت” قالت العروس، “أنت الجميل الذي يظلل فراشنا”. لأنه إن لم “يخيم ظلك علينا على هيئة خادم” (فيقول 2: 7)، عندما تكشف لنا عن أشعة بهائك الإلهي، فمن يستطيع أن يتطلع إلى عظمتك البهية؟ “وقال لا تقدر أن ترى وجهي. لأن الإنسان لا يراني ويعيش” (خر 33: 20). لقد أتيت إلينا الآن كشخص رائع ويمكننا استقباله. أتيت إلينا متجسد كإنسان لتخفي عن عيوننا أشعة ألوهيتك. كيف اِمتزجت الطبيعة التي تدوم إلى الأبد بالطبيعة التي تموت؟ إن ظل جسده عمل كوسيط يمنحنا النور نحن الذين كنا نعيش في الظلمة: تستعمل العروس كلمة فراش (سرير) لكي تُفسر بحاسة تصويرية اِتحاد الطبيعة البشرية مع الله. بنفس الطريقة يضمنا الرسول بولس العظيم كأبكار مع المسيح ويعمل هو كمرافق للعروس. ويقول إن اندماج شخصين في وحدة كجسد واحد هو سر عظيم كاِتحاد المسيح مع الكنيسة. حيث يقول: “يصير الإثنان جسدًا واحدًا” ثم يضيف: “هذا السر عظيم ولكنني أنا أقول هذا من نحو المسيح والكنيسة ” (أف 5: 31-32). تسمى العروس البكر هذا الاِتحاد مع الله “فراش” لأنه سرّ. ولم يكن من الممكن أن يحدث هذا، لولا أن الله ظهر لنا مختفيًا في جسد إنسان. وهو لم يكن فقط العريس، ولكنه أيضًا البيت ومادة البناء. إنه يضع يقفا لهذا البيت ويزيِّن هذا العمل بمواد ثابتة لا تفسد مثل خشب الأرز والسرو الذي يقاوم عمليات التحلل. ولا يضعف بمرور الزمن ولا يهاجمه الحشرات ولا ينال منه الفساد. وتُستخدم لأعمدة الأرز الطويلة للسقف بينما يستخدم السرو في أعمال التغليف الذي يُزيِّن الجزء الداخلي من البيت. ويقول النشيد: “جوائز بيتنا أرز وروافدنا سرو” [ع17]. إن المعاني الخفية وراء هذه الأخشاب تتضح لمن يتبعون ما جاء في النص. يدعو الله حدوث التجارب المختلفة في الإنجيل بكلمة “مطر” ويقول عن الرجل بنى بيته على صخر: “نزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعن على ذلك البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسسًا على الصخر” (مت 7: 5). |
||||
22 - 08 - 2016, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 212 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
يجب أن تكون لدينا دعامة من أعمدة الأرز حتى نقاوم الشر الذي ينزل كالمطر. فهي تمثل الفضائل التي لا تسمح بأن تشملنا الإغراءات، فهي قوية وثابتة ولا تلين للإغراءات الشيطانية. ويمكننا الاستفادة من الدرس هنا إذا ما قارناه بما يقابله في سفر الجامعة. حيث يقول المتكلم في الجامعة: “بالكسل الكثير يهبط السقف ويتدلى اليدين يكف البيت” (جا 10: 18). فإذا كانت الأخشاب التي تدعم السقف رفيعة وضعيفة، وكان صاحب المنزل مهمِلاً ولا يرعى المبنى، فإن السقف سوف لا يمنع المطر من التسرب إلى داخل المنزل. ويؤدي إلى اِنحناء أخشاب السقف التي لا تتحمل وزن مياه المطر الساقطة عليه، ثم ينكسر أعمدة الخشب الضعيفة التي لا تتحمل الوزن الإضافي وتنفذ المياه المتجمعة على السقف المنحني إلى داخل المنزل. وهكذا فإن المطر، يُخرج الرجل من منزله عندما يزداد تدفقه، كما جاء في سفر الأمثال (أم 27: 15). لذلك تشجعنا الرموز الموجودة في المثل (جا 10: 18) أن نكون حازمين ضد هجمات الانفعالات حتى لا ننحني تحت ثقلها، فتدخل المياه إلى قلوبنا وتفسد كل الكنوز المخزونة هناك. يرمز أرز لبنان الذي زرعه الله، حيث تبني فيه العصافير أعشاشها ويكون مأوى للطيور الكبيرة، إلى الفضائل. إن الأرز دعامة لمنزل العرس ولحجرة العروس حيث تعيش فيها النفوس التي تشبه العصافير، التي تنجوا من شراك الصيادين وتبني أعشاشها، وتجد فيها الطيور الكبيرة ملجأ لها، كما يقول الكتاب (مز 123: 7). يقول المهتمين بدراسة عادات الطيور أن طائر أبو قردان عنده كراهية للاجتماع الجنسي ولا يمارسه إلا عند الحاجة ويكون مصحوبًا بعلامات حزن وصرخات. ويظهر لى أن النص يشير إلى النقاوة خلال هذا المثال. تنظر العروس في نشيد الأناشيد إلى أعمدة الأرز في حجرة العرس الطاهرة وترى خشب السدو المزيَّن الذي يزيد المنظر جمالاً وأناقة. ويذكر النص أن تغليف السقف كان من خشب السدو. وتعني كلمة التغليف، تثبيت قطع الخشب بإحكام في شكل هندسي لتجميل سقف الحجرة. ماذا نتعلمه من هذا؟ لخشب السدو رائحة جميلة وله مناعة ضد التحليل وهو مفيد في إنتاج الكثير من أعمال الخشب الفنية لأنه خفيف وسهل التشكيل ويصلح لأعمال “الأويمة”. نتعلم من هذا الدرس أنه يجب أن نغرس الفضيلة في نفوسنا من الداخل على أن لا نهمل أن يكون منظرنا الخارجي حسنًا فيلزم أن نعتني بما هو شريف أمام الله والناس (2 كو 5: 11). |
||||
22 - 08 - 2016, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 213 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
حتى يروا الناس أعمالكم الصالحة ويمجدوا الله. وهكذا نشجع الناس ونكسب سمعة طيبة من اللّين في الخارج (1 تي 2: 7). لكي ننير بالأعمال الطيبة أمام الناس ونسلك سلوكًا طيبًا أمام من في الخارج، هذا هو “التغليف” الذي ينتج من رائحة المسيح الذكية والذي يرمز إليه خشب السرو. الذي شُكل بمهارة بواسطة حياة صادقة ومضبوطة. عرف المهندس الماهر بولس كيف يعبر عن الأمور في انسجام بديع “وليكن كل شيء بلياقة وحسب ترتيب” (1 كو 14: 40). ينمو الجمال بداخلنا إذا طبقنا ما شرحناه الآن بدقة، وسينتج من طول وعرض طبيعتنا شجرة مزهرة نقية ذات عبير ذكي. وتسمى زهور هذه الشجرة النرجس الذي يشير جماله إلى ضياء النقاء والطهر. وتشرح العروس هذا عندما تقول لوصيفاتها: “بعد مجيء العريس إلى فراشنا” – خلال تجسده – الذي شيَّدني كبيت لنفسه وعمل لي سقفًا من أرز الفضائل وزيّن السقف بالرائحة الذكية للسرو. لقد أصبحت زهرة وسط الطبيعة تختلف لونًا ورائحة عن بقية الزهور. لأنني نشأت نرجسة في الوديان. وكما جاء في النص “أنا نرجس شارون سوسنة الأودية” [ع1] |
||||
22 - 08 - 2016, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 214 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
رأينا فيما سبق أن النفس زُرعت في عرض الطبيعة البشرية. (عندما نسمع كلمة “حقل” نفهم أنه عرض الطبيعة البشرية لأن لها القدرة على استيعاب مجموعة كبيرة جدًا من الأفكار والكلمات والتعاليم). لذلك فالنفس التي يزرعها راعي طبيعتنا تزدهر كرائحة طيبة، وتشرق كزهرة نقية في حقل طبيعتنا. وهذا الحقل حتى لو سميناه وادي بالمقارنة بالحياة في السماء، هو في الحقيقة حقل، والنفس التي تنمو فيه لا يمنعها أحد من أن تكون زهرة. ويرتفع النبات الأخضر إلى أعلى في هذا الوادي الواسع إلى مثل اِرتفاع نبات النرجس. وتعلو أغصان النبات النرجس الخضراء إلى مثل ارتفاع نبات الغاب ثم تبرز الزهرة على القمة. فتوجد مسافة ليست قصيرة بين الزهور والأرض. والسبب في ذلك حسب رأيي، أن جمالها يظل نقيًا طالما هي مرتفعة إلى أعلى وليست ملوثة بملامسة الأرض. لذلك تنظر عين العريس العادلة على العروس التي أصبحت نرجسة أو ترغب في أن تكون نرجسة. (كلا التفسيرين صحيح: إما أن العروس تفتخر بأنها أصبحت فعلاً كما ترغب، أو تسأل الزارع أن تكون زهرة تنمو من خلال حكمته في وديان وجود البشر إلى جمال النرجس). وترى عين العريس الصادقة العروس في حالتيّ وصولها أو عدم وصولها إلى ما ترغبه. ويوافق على أن يجعلها نرجسة لا تختنق بأشواك الحياة التي يسميها “البنات”. إني أعتقد أن هذا ينطبق على قوى الشر المضادة للحياة البشرية، ويُعرف أبوهم بأنه مخترع الشر. |
||||
22 - 08 - 2016, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 215 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
“كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات” [ع2]. إننا نرى تقدمًا عظيمًا في ارتفاع النفس، كانت الخطوة الأولى في الارتفاع هي مقارنة العروس بالخيل التي حطمت قوى المصريين. وكانت الخطوة الثانية عندما أصبحت العروس رفيقًا للعريس ومقارنة عيونها بالحمامة. وتتكون الخطوة الثالثة في تسمية العروس ليس كرفيق ولكن “بأخت” الرب. “كل من يعمل مشيئة أبي الذي في السموات، هو أخي وأختي وأمي” (مت 12: 50). فعندما تصبح النفس زهرة لا تجرحها التجارب الشائكة خلال تطورها إلى نرجسة، وتنسى الناس وبيت أبيها وتنظر إلى أبيها الحقيقي. لذلك تسمى أخت الابن لأنها حصلت على هذه العلاقة بواسطة روح التبني وابتعدت عن ملازمة بنات الآب الكاذب. وهكذا تصبح أكثر سموًا وتنظر إلى السر من خلال عيون الحمامة. وأعني بذلك أنها تعمل ذلك بواسطة روح النبوة. إنها ترى الآتي: “كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين” [ع3]. فإذا رأت العروس؟ يطلق الكتاب المقدس كلمة “غابة” على الناحية المادية من الحياة البشرية الممتلئة بكثير من الانفعالات. وهنا تعيش الحيوانات المخربة في داخل شقوقها. أنهم عاجزون في وضح النهار وتكمن قوتهم في الظلمة. وتخرج الحيوانات من مخابئها بعد غروب الشمس ومجيء الليل كما يقول النبي (مز 104: 20). لذلك فالحيوان الوحيد الذي يتغذى في الغابة الكثيفة قد دمر جمال الطبيعة البشرية. وكما يقول النبي: “يفسدها الخنزير من الوعر ويرعاها وحش البرية” (مز 79: 13). من أجل هذا نمت شجرة التفاح وسط الأشجار الكثيفة، ولأنها مصنوعة من الخشب فإن لها مادة تشبه الطبيعة البشرية وجربت بكل وسيلة حين كانت بلا خطية. (عب 4: 15). وتختلف شجرة التفاح عن غيرها من الأشجار لأنها تحمل فاكهة تعطي عذوبة للنفس وهذا يجعلها تختلف عن غيرها من الأشجار كاِختلاف النرجس عن الأشواك. |
||||
22 - 08 - 2016, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 216 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
يبهج النرجس حاستيّ النظر والشم، وعلى جانب الآخر تُفرِّح شجرة التفاح ثلاث حواس وهي: جميلة يُنظر إليها، ولها رائحة ذكية، وفاكهتها ذات طعم حلو. ترى العروس فرقًا بينها وبين سيدها لأنه بكونه نور، فهو مسرَّة لعيوننا، ورائحة ذكية لأنوفنا، وحياة لمن يأكله. يقول الكتاب: “هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما أكل آباؤكم المنّ وماتوا. من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد” (يو 6: 58)، تصير الطبيعة البشرية كاملة وتتحول إلى زهرة من خلال الفضيلة، إنها لا تزوِّد الراعي بالغذاء لكنها توفر زينة لنفسها. فهو ليس بحاجة إلى صلاحنا، ولكننا نحتاج إلى صلاحه. كما يقول النبي: “قلت للرب أنت سيدي. خيري لا شيء غيْرك” (مز 15: 2). لذلك تنظر النفس النقية إلى عريسها وهو على هيئة شجرة التفاح بين أشجار الغابة. وهي تبحث لكي تُطعم على نفسها؟ جميع أغصان الأشجار البرية بالغابة، وتُعدهم لكي يزهر والإنتاج ثمارًا مماثلة. لقد فهمنا أن البنات (الأشواك) هم أطفال الأب الكاذب، وأنهم نموا مع الزهرة واِرتقوا إلى جمال النرجس. هكذا عندما نسمع أننا نقارن الأشخاص بأشجار الغابة، فإننا نفهم أنهم لا يرمزون إلى أصدقاء العريس بل إلى أعدائه. جميعكم أبناء ظلمة وأبناء غضب ( 1تس 5:5). ولكن الله يغيِّرهم إلى أبناء النور والنهار من خلال الشركة مع الثمرة، لذلك تقول النفس التي تدربت حواسها: “وثمرته حلوة لحلقي” [ع3]. إن الثمر ما هو إلا تعاليم الله، كما يقول النبي: “كلماته حلوة لحلقي أكثر من الشهد لفمي” (مز 118: 103). “كالتفاح بين شجر الوعر…” [ع3]. تزداد حواس النفس حلاوة حسب كلمة العريس عندما تظللنا شجرة التفاح وتحمينا من لهيب الإغراء، وتمنع تأثير أشعة الشمس الحارقة على رءوسنا العارية. ولكن لا يمكن للنفس أن تنتعش في ظل شجرة الحياة إلاّ إذا كان عندها اشتياق ورغبة كبيرة، لذلك توجد الرغبة بداخلك لكي تخلق شعور جارف نحو شجرة التفاح، التي يتعاظم الاِستمتاع بها لمن يقتربون منها. فتنتعش العين برؤية جمال التفاح، وتستنشق الأنف رائحتها الذكية، ويتغذى منها الجسم، ويتمتع الفم بمذاقها الحلو، وتبتعد عنا حرارة الجو ويصبح ظلها مثل مقعد مريح لتجلس عليه النفس، بعد أن ترفض كرسي المرض الخطير (الخطية). |
||||
22 - 08 - 2016, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 217 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
ثم تقول العروس “ادخلي إلى بيت الخمر وعَلَمُه فوقي محبة. اِسند بأقراص الزبيب. انعشوني بالتفاح فإني مريضة حبا” [ع4]. آه كيف تشبَّه النفس بالحصان الذي يجري على الطريق المقدس. كيف تقفز وتجري في قفزات متجهة إلى ما يقع أمامها ولا ترجع إلى الخلف. وبالرغم من ذلك فهي لا زالت عطشانة. لقد أصبح عطشها شديدًا لدرجة أنها لم ترتوِ بكأس الحكمة. فلم يكف الكأس كله ليطفئ ظمأها. إنها تبحث لكي تذهب إلى بيت الخمر نفسه لتضع فمها على البرامي التي تخرج منها فقاقيع الخمر والكرمة التي غذَّت العناقيد، وأخيرًا لترى راعي الكرمة الحقيقية الذي اِهتم بالعناقيد وجعلها حلوة. ولا يلزم هنا أن نشرح بالتفصيل جميع هذه العناصر فالمعنى الرمزي لكل منها واضح. ترغب العروس أن تعرف السر الخاص بملابس العريس التي صار لونها أحمر نتيجة للمشي في معصرة العنب. ويقول النبي عن هذا السر: “ما بال لباسك مُحمَرّ وثيابك كدائس المعصرة” (إش 63: 2)؟ من أجل هذا وأسرار أخرى شبيهة به ترغب العروس أن تكون داخل البيت الذي يحوي سر الخمر. وبعدما دخلته، ابتدأت في القفز إلى أعلى لكي تصل إلى ما هو أعظم لأنها. كانت تبحث لكي تقع في الحب. وتبعا للقديس يوحنا، الله محبة (1 يو 4: 8). إن خضوع النفس لله هو الخلاص، كما يشير داود (مز 61: 2). “أدخلني إلى بيت الخمر وعَلَمُه فوقي محبة” [ع4]. تقول العروس ضع حبه فوقي إني خاضعة لحبه فكلا الجملتين لهما نفس المعنى. |
||||
22 - 08 - 2016, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 218 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
نتعلم هنا من العروس نظرية معرفة وهي حبنا الذي نقدمه لله ومعاملتنا للناس. يجب أن نعمل كل شيء بنظام خصوصًا ما يتعلق بالحب. فلو اِتبع قايين الترتيب الصحيح، أي لو أبقى ما احتاجه لنفسه ثم وهب الباقي لله (تك 4: 7). كان يجب على قايين أن يقدم المولود الأول من قطيعه، ولكنه أبقى لنفسه الأحسن وقدم الباقي لله. إنه من المهم أن نعرف ما هو ترتيب الحب، والوصايا هي التي تقودنا، لذلك كيف يحب الشخص الله ثم الجار والزوجة والعدو لئلا يضيع الترتيب في ممارسة الحب ويتغير اتجاهه إلى عكس ما أريد له. يلزم أن تحب الله من كل القلب والروح والقوة والشعور والجار كنفسك (تث 6: 5). وإذا كان لنا نفوسًا نقية فيجب أن نُحب زوجاتنا كما أحب المسيح الكنيسة. وعلى جانب الآخر، إذا كنا خاضعين للانفعال، فيجب أن نحب زوجاتنا كما نحب أجسادنا كما يحثنا الرسول بولس المرجع في هذه الأمور (أف 5: 25). يجب أن لا نجازي أعداءنا شرًا بشر ولكن نجازي الظلم بالعمل الطيب. والآن نلاحظ أن الكثير من الناس تختلط عليهم الأمور ويمارسون الحب بلا ترتيب، فحبهم غير متزن وينقصه الاتجاه الصحيح. فيحبون المال والشهرة والنساء – بعض الأحيان بانفعال – بكل أرواحهم وقوتهم. ويظهرون أنهم قد يضحون بحياتهم مسرورين من أجلها. ولكنهم يحبون الله فقط على سبيل التظاهر. وقليلاً ما يظهرون حبًا لجارهم الذي كان يجب أن يظهروه للأعداء، أو لمن يكرهونهم، واِتجاههم هو أن يردوا شرًا أعظم مما وجه إليهم. لذلك تقول العروس: “أعطي أمرا للحب بداخلي، حتى أقدم لله ما يحق له، وحتى لا أفقد المقياس الصحيح لكل شيء آخر”. ويمكن أن نفهم النص أيضًا كالآتي: بالرغم من أني قد قُدم لي الحب أولاً، فإني جابهت عدوى نتيجة لعصياني، ولكني الآن تصالحت مع العريس وارتبطت معه بالحب. اثبتوا في داخلية هذه النعمة المرتبة، والتى لا تتغير يا رفاق العريس، خلال رعايتكم واِهتمامكم احفظوا بحزم ميولي نحو الأفضل. |
||||
22 - 08 - 2016, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 219 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
وبعدما قالت العروس هذه الكلمات اِنتقلت إلى أمور أكثر سموًا، وهي أنها تبحث في أن تدعمها الروائح الذكية حتى تحفظ بما عندها من صفات جيدة. “اسندوني بالروائح الذكية” [ع5]. يا لهذا السند الفائق! كيف تكون الروائح الطيبة أعمدة لدعم المنزل؟ كيف يُرفع السقف المكوّن من مواد ذات أوزان ثقيلة على الروائح الذكية؟ غرسَ الله الفضائل فينا بأنواعها المختلفة، ولكن ليس واضحا أن كلا منها سُمي حسب عملها. لأن عمل الفضيلة ليس فقط معرفة الخير والمساهمة في فعله، ولكن أيضًا التمسك به وعدم الحياد عنه. لذلك فالشخص الذي يرغب أن تدعمه الروائح الذكية يهدف إلى مثابرة في الفضيلة. الروائح الذكية هي الفضيلة لأنها منفصلة عن كل روائح الخطية الكريهة. إن الجزء التالي في النص أيضًا لهو فائق، وهو بالتحديد الدعم الذي ترغبه العروس لبيتها. إنها لا تطلب شجيرات تحمل أشواكًا أو قشًا أو دريسًا، أو كما يقول الرسول ليس خشبًا أو دريسًا أو قشًا (1 كو 3: 12)، وهي المواد التي تبنى بها المنازل. إنها طلبت بدلاً من ذلك تفاحًا لكي يكون دعامة قوية لسقف هذا البيت. وهي تقول: “أنعشوني بالتفاح” [ع5]، وذلك لكي تكون هذه الفاكهة الكل في الكل لها (أنظر 1 كو 3: 12). الجمال، الرائحة الذكية، والمذاق السكري، الشبع، والتمتع بظلها، كرسي للراحة، عامود صلب وسقف للوقايه. |
||||
22 - 08 - 2016, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 220 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
إن الجمال بُفلارح (كلمة غير مفهومة بالنص العربي) الناظرين والرائحة الذكية متعة لحاسة الشم والتغذية لازمة للجسم وتشبع حاسة التذوق، والظل يُنعش بعد حرارة الشمس، والكرسي يُريح من التعب، وسقف المنزل حماية للسكان، والعامود يعطي دعامة وثباتًا، وشجرة التفاح الجميلة تزيِّن السقف. إنه لمنظر بديع حقًا عندما تُعرض ثمار التفاح بعد نضجها فألوانها الحمراء والبيضاء تعطي العين منظرًا جميلاً متعدد الألوان تتدرج فيه من الأحمر الداكن إلى الفاِتح ثم الوردي والأبيض. ويصبح هذا المنظر رائعًا لو رفعنا هذا العرض إلى أعلى. إنه ليس مستحيلاً أن ننجز ذلك في عمل الخير الروحي، لأن مثل هذا النوع من الثمار ليس ثقيل الوزن فلا ينجذب ناحية الأرض، لأن مثل هذا العمل يميل طبيعيًا إلى أعلى. فالفضيلة تنمو إلى أعلى وتنظر لما هو فوق. لذلك، ترغب العروس أن يُزيّن سقف منزلها بجمال ثمرات التفاح. ماذا يتضح لنا من النص هنا؟ طبعًا ليس فقط المنظر الجميل للتفاح على السقف. ما هو الطريق إلى الفضيلة الذي يوجد في هذه الكلمات إن لم نقتبسه من التفسير المناسب لها؟ |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مهاجمة سفر نشيد الأنشاد |
سفر نشيد الأنشاد |
سفر نشيد الأنشاد |
المسيح في سفر نشيد الأنشاد |
نشيد الأنشاد |