14 - 05 - 2012, 07:17 PM | رقم المشاركة : ( 211 ) | ||||
† Admin Woman †
|
385 - سار شعب الله في البرية اربعين عاما ً كاملة تحت قيادة موسى وكان الله يحركهم نهارا ً بعمود سحاب ، يسير امامهم فيتبعونه وبعمود نار يضيء لهم الطريق ليلا ً حتى لا يتوهوا في الصحراء وكان الله ان ارادهم ان يسيروا سار بسحابة ٍ ونوره امامهم وإن ارادهم ان يتوقفوا اوقف عمود السحاب وعمود النار وكان على كل الشعب رجالا ً ونساءً ، كبارا ً وصغارا ً أن يتبعوه وكان ذلك دليلا ً على وجود الله مع شعبه وسيره امامهم . وقت الجوع كانوا يتبعونه ، يجدوا المن والسلوى فيأكلون ويشبعون ، وقت العطش كانوا يتبعونه ليخرج الله من الصخر ِ ينابيع ماء ، إن شاء ان يعملوا تحرك امامهم ليتحركوا ويعملوا وإن شاء ان يستريحوا توقف امامهم ليتوقفوا ويستريحوا . بدون وجود السحاب نهارا ً وعمود النار ليلا ً يضلون ويضيعون ، ويقول المسيح : " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ . مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ " ( يوحنا 8 : 12 ) . كما كان عمود النار نورا ً للشعب في القديم هكذا المسيح هو نور الحياة للناس وكل من يتبعه يمشي في النور ، ويسير المسيح بنوره امامنا فنتبعه ولا تعثر اقدامنا في الظلام يسير بنوره امامنا فينير حياتنا ونشع نورا ً ايضا ً من نوره . كما كان هو نور الحياة ونور العالم جعلنا نحن ايضا ً نور العالم واصبح واجبنا ان ننير للناس ونرشدهم الطريق الى الحياة الابدية ، وكما كان عمود النار ينير ويقود الشعب هكذا ينير لنا المسيح ويقودنا إن سار نسير خلفه وإن توقف نتوقف ايضا ً معه ، يقودنا للعمل ويقودنا للراحة ، يقودنا للجبل ويقودنا للوادي ، نركز عيوننا عليه ونسير خلفه فهو يعرف الطريق ويعرفنا وهو يجعل الظلمة نورا ً والحزن َ فرحا ً والفشل نصرا ً وغلبة ، وكما يقول الوحي المقدس في سفر اشعياء : " وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ . أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا ، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ " ( اشعياء 42 : 16 ) . الله لا يتركنا ولا يهملنا ، دااائما ً معنا . وسط حرارة البرية يرسل لك الله عمود سحاب ٍ يظللك ، وسط ظلمة الطريق وبرودته يرسل اليك عمود نار ٍ يقودك ويدفئك ، ركز نظرك عليه واتبعه تجد لك مرعى ً وراحة ً وسلام ، هو راعيك ، هو قائدك ، هو يقود وينير الطريق أمامك .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:17 PM | رقم المشاركة : ( 212 ) | ||||
† Admin Woman †
|
386 - في الليل والحياة هادئة والسكون يغطي المكان جاء نيقوديموس ، جاء الى المسيح ليلا ً ، جلس اليه وشعاع القمر يضيء جلستهم ، قال له : " يَا مُعَلِّمُ " ( يوحنا 3 : 2 ) .معلم اسرائيل جاء ليتعلم من المعلم الخالد ، عرف انه اتى من الله وتعاليمه واقواله وتعاليمه وكلامه هو كلام الله . لم يكن معلما ً ارضيا ً ، ومع انه استخدم الامثال الارضية لكنه قدّم تعاليم السماء . كان يقرّب بامثاله التعاليم الى مستمعيه ويرفعهم من الارض الى السماء ، تحدث وعلّم الحق ولا يأتي الحق الا من الحق ، وكان هو الحق والحياة . كان يعلّم بسلطان ، كان يتكلم بسلطان ٍ سماوي وليس كباقي الكتبة . كلمات ٌ قوية ، احكام ٌ الهية ، بسلطة ٌ وقدرة : " سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ .... أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ " كلمات قوانين وشرائع ، تعاليم تعليمات وتكميل لاحكام الناموس . كانوا يسمعونه ويندهشون ويتعجبون ويؤخذون بكلمات النعمة الخارجة من فمه . وهو صبي في الهيكل جلس يحاجج الكتبة والمعلمين ويناقشهم ويسلب البابهم ، وهو رجل ٌ بين اهله وفي بلده الناصرة ادهشهم وهو يشرح لهم الكتب ، كلمهم بامثال ٍ من واقع حياتهم من الحقل والزرع والخروف والدرهم ، رسم له الصور ليفهموا ويدركوا ويتعلموا ، كلم الفقير كما كلم الغني ، فتح امام عيونهم ابواب المعرفة وقاد افكارهم الى ملكوت الله وحتى اليوم لم يأتي معلم ٌ في قدرته ولم تأتي كلمات ٌ مثل كلماته . وعن كلماته وتعاليمه خرجت الوف الدراسات والكتب وما تزال تخرج ، وغاص المفكرون في تفسير اقواله وما يزال العالم يحيا في دهشة ٍ من تعاليمه . البعض يستطيع ان يفهم والبعض لا يستطيع لكن الكل يسعى للفهم " مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ ، فَلْيَسْمَعْ " هكذا كان يدعو الناس ليسمعوه وبرغم كل ما علّمه فقد رفضوه ، لم يفهموه ، أخذوه ثم صلبوه ، ونحن لا ننظر اليه كمعلّم ٍ فقط بل كمخلّص ٍ ورب ٍ وسيد ، هكذا نراه ، وعندما تراه هكذا تفهم اقواله وتُدرك تعاليمه وتحتوي فكره . افتح قلبك اولا ً له ، سلمه قلبك وحياتك اولا ً ثم استوعب تعاليمه . جاءه نيقوديموس ليفهم فزادت حيرته فارشده المسيح الى طريق الفهم ، قال له : " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ : إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ " لا بد ان تولد من فوق لتفهم اقوال المسيح ، إن لم تولد من الماء والروح لن تفهم . هذه كانت مجمل اقوال المسيح وتعاليمه ، اقبله تكون لك الحياة الابدية .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:17 PM | رقم المشاركة : ( 213 ) | ||||
† Admin Woman †
|
387 - تمر بنا حالات اكتئآب وحزن ونتعجب كيف يكتئب المسيحي ، المفروض ان المؤمن يحيا حياة فرح ٍ دائم ، كيف يهاجمه الاكتئآب ؟ يقول داود النبي : " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي ؟ ( مزمور 42 : 5 ) ويصرخ الى الله في مزاميره قائلا ً " يَا إِلهِي ، نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ " ( مزمور 42 : 6 ) وايليا النبي ايضا ًقال : " يَا رَبُّ. خُذْ نَفْسِي " ( 1 ملوك 19 : 4 ) ويونان يصلي : " يَا رَبُّ ، خُذْ نَفْسِي مِنِّي ، لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي " ( يونان 4 : 3 ) . الانسان عرضة ٌ للاكتئآب والمسيحي انسان معرض ٌ ايضا ً له ، ويزيد من حدة الاكتئآب شعورنا بالذنب لاننا مكتئبون ويتراكض الاكتئآب ويزداد الحزن وتُذرف الدموع وتنكسر القلوب ، فماذا يفعل المسيحي ليواجه تلك الحالة ويعالج ذلك الاكتئاب . يكتب لنا بولس الرسول ويقول : " وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا . مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ . مُتَحَيِّرِينَ ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ . مُضْطَهَدِينَ ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ . مَطْرُوحِينَ ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ " ( 2 كورنثوس 4 : 7 – 9 ) " لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى ، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا " . انت عرضة ٌ للاكتئاب . كل انسان ٍ عاش على الارض عرضة ً له ، حتى المسيح نفسه حين كان في الجسد وهو يواجه اقسى المعاناة في جثسيماني ، قال وهو يصلي : " نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ " ( متى 26 : 38 ) . كانت نفسه حزينة ً ومكتئبة . كل الخليقة تئن ، كل الخليقة حتى " نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ " ( رومية 8 : 23 ) لكن وهذا هو الرجاء الذي امامنا ، الروح ، روح الله يعين ضعفاتنا " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ " هذا هو الرجاء الموضوع امامنا . كل الآلام ، كل المتاعب ، كل المشقات التي تقودنا للاكتئاب " لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا " حين نقارن بين الآن وفيما بعد ، حين نوازن بين آلام الحاضر ومجد المستقبل نتمالك انفسنا ونفرح . الاكتئاب يبقى إن ركزنا انظارنا عليه وحده ، إن امسكناه بايدينا . كلما زاد حزننا لما نشعر به من اكتئاب تضاعف وازداد وتضخم لكننا إن حولنا نظرنا عنه ورفعنا عيوننا الى مصدر العون ، إن فتحنا قلوبنا لتمتلئ بروح الله ، الروح الذي يعين ضعفاتنا تغلبنا على الاكتئاب وغلبناه وتخلصنا منه وطردناه بعيدا ً عنا . إن هاجمك الاكتئاب لا تُطل رفقتك معه ، انفضه عنك تحت قدمي الرب ، القه ِ بعيدا ً وارتشف من روح الله عونا ً وقوة ً عليه .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:17 PM | رقم المشاركة : ( 214 ) | ||||
† Admin Woman †
|
388 - في اول تسبيحة ٍ لداود النبي في مزاميره رسم الطريق الى الحياة السعيدة ، قال : " طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ . لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً . " مزمور 1 : 1 ، 2 ) . وجاء المسيح وفتح ثمانية ابواب لتلك الحياة في تطويباته " طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . طُوبَى لِلْحَزَانَى ، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ . طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ . طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ . طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ . طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ . طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ .
طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ " ( متى 5 : 3 – 10 ) . ابوابٌ ثمانية تنقل الانسان وتدخله الى ملكوت المسيح ، ملكوت السماوات . ويستطيع اي انسان ٍ ان يدخل تلك المدينة من أي باب ٍ من تلك الابواب وهناك يتجول فيها ويعيش في رفقة ملكها وربها يسوع المسيح . التطويبات حالة قلب لا تتحقق ُ نتيجة ظروف خارجية تحيط بنا . التطويبات تنبع ُ من الداخل وتنتشر في النفس وتشع الى الخارج وهي في متناول يد الجميع ، الصغير مثل الكبير ، الغني ايضا ً والفقير ، هي للمساكين بالروح وللحزانى والودعاء والعطاش والرحماء وانقياء القلب . هي لصانعي السلام والمطرودين من اجل البر ، هي لكل من يعترف بسيادة المسيح . ليس عليك ان تجاهد وتعرق وتكافح وتصارع وتحارب لتحصل عليها . لا تعتمد على نفسك وقوة ذراعيك واعمالك الصالحة وفضائلك َ وتقواك ، هي نعمة ٌ من الله ، النعمة تحصل عليها بالايمان ، تنالها فضلا ً منه . الله لم يضع شروطا ً ولم يرسم نموذجا ً . الله لا ينظر الى خارجك ، الله يرى داخلك ، يرى قلبك ونفسك . ماذا تستطيع ان تفعل لتكون وديعا ً رحيما ً نقي القلب ، ماذا تفعل ؟ هذه حالة قلب وحالة القلب ليست نتاج عمل خارجي بل نبع ٌ داخلي والنبع الداخلي ينتج ويتفجر من قوة ِ وطاقة ِ الروح القدس . حين يحل المسيح فيك ، حين يسكن الروح القدس قلبك يتفجر ينبوع . وكل التطويبات هي ثمار الروح القدس كما ذكرها بولس الرسول : " وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. " ( غلاطية 5 : 22 ، 23 ) . هذه جميعها تُدخلك الى ملكوت السماوات ، ملكوت الله . افتح قلبك للمسيح يدخل اليك . افتح قلبك للروح القدس يسكن فيك . |
||||
14 - 05 - 2012, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 215 ) | ||||
† Admin Woman †
|
389 - بعد ان سمعت حواء فحيح كلمات الحية عن الشجرة المحرمة ، التفتت اليها وكأنه تراها لاول مرة ، رأت الشجرة جيدة ً للأكل وانها بهجة ً للعيون وان الشجرة شهية ً للنظر . كانت تراها كل يوم ولا تلفت نظرها هكذا . كانت تمر عليها في ذهابها وعودتها ولم تخطف نظرها كما خطفت نظرها الآن . الاشجار المحملة بالثمار الشهية تملأ الجنة . اشجار ٌ اجمل وثمار ٌ اشهى ، لكنها في تلك اللحظة زاغ نظرها وانخدع قلبها ورأت الشجرة َ جيدة ً ، بهجة ، شهية ، ومدت يدها واخذت من ثمرها واكلت واعطت آدم ايضا ً معها فأكل ، وما ان دخلت الثمرة جوفيهما حتى لوثتهما ولوثت كل ذريتهما حتى اليوم وتلا ذلك عقاب الله لهما ، حل ّ بهما وبكل انسان ٍ بعدهما عقاب الله . سقط آدم وحواء وسقط الانسان معهما وتوالى سقوط الانسان ، انتقل الموت من جيل الى جيل ، طارد الموت الانسان على مدى الايام . وحل ّ ملء الزمان وارسل الله ابنه ليفدي العالم ويخلّص البشرية . جاء المسيح وحمل الخطية على كتفيه على الصليب ودُفن الموت في القبر وقام من الموت وبنى بموته وقيامته جسرا ً من المصالحة ِ بين الارض والسماء " لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً ، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا " ( رومية 5 : 19 ) . يتصور البعض ان العالم يعيش ازمات ٍ اقتصادية واجتماعية وخلقية ويوعزون الشر في العالم الى اسباب ٍ متعددة وامراض ٍ تصيب المجتمع . العالم بعد سقوط آدم أصابته اللعنة وحل به العقاب ونزل ساحته االموت ، والازمات الخلقية التي تتوالى عليه نتيجة السقوط وليست امراضا ً في المجتمع ، ولم ينصلح حال الانسان والعالم بالاصلاحات والمسكنات البشرية . كما سقط الانسان مع آدم عليه ان يقوم ويعود الى ما كان عليه قبل السقوط ، ولن يستطيع احد ان يقيم الانسان ويعيده الى ما كان عليه الا بالمسيح ، فاذا ما رجع الى نفسه وعاد الى وعيه واطاع َ وندم وتاب َ، تغير ، وتغيير الانسان تغيير ٌ للعالم وعودة ٌ بارض الشقاء لتُصبح جنة عدن . القتل والسرقة والزنا والحروب والصراعات ليست امراضا ً تُشفى ، هي خطايا ونحن لا نُشفى من الخطية ، نحن نندم عنها ونتوب " قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ " ( مرقس 1 : 15 ) . " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ " من آمن به ولو مات فسيحيا ، كما بآدم صرت خاطئا ً بالمسيح تكون بارا ً .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 216 ) | ||||
† Admin Woman †
|
390 - حين نقترب من حضرة الله نقترب منه ببهجة ٍ وفرحة ٍ وسعادة ، نلتقي به بوجه ٍ صبوح وبملامح مستريحة وابتسامة ٍ كبيرة متسعة . الله فرحنا والاقتراب منه بهجتنا والتعبد له يكون بفرح ٍ وبهجة . يقول داود النبي : " اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ . اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ " ( مزمور 100 : 1 ، 2 ) . كيف نجلس امام الله عابسين ، كيف ندخل بيته مكتئبين ؟ الحزن والعبوس والاكتئاب لا مكان لها حين نلتقي بالهنا . إن كان الله يوصينا ً بأن نكون دائما فرحين فبالأَولى في رفقته ِ ، حين ندخل ُ اليه يغمر ُ الفرح قلوبنا ويملأ داخلنا فتشع قلوبنا بهجة ونخدمه بفرح حين نخدمه بقلوب ٍ فرحانة وأيادي ٍ نشطة نحصد الابتهاج ، تمتلأ افواهنا ضحكا ً والسنتنا ترنما ً . " عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا، وَصِرْنَا فَرِحِينَ " ( مزمور 126 : 3 ) . حتى لو كان العمل مرهقا ً ، حتى ولو كانت الضغوط حولنا كثيرة مؤلمة ف " الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ " . "الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ ...... مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ " الفرحة ليست من الحصاد فقط بل من صاحب الحصاد . اذا كنت تخدم الرب كأن تؤدي واجبا ً ثقيلا ً فأنت لست ابنا ً له بل عبد . الابن يسعد بالعمل والخدمة في كرم الاب ، العبد يعمل واجبه بضيق ٍ وتذمر ، والله لا يطلبُ عبيدا ً أو أُجراء للعمل معه ، الله يدعو ابنائه ُ للعمل . الملائكة تخدم ُ الله بالتسابيح والترنم ونحن ُ كذلك نخدمه ُ بفرح . زفرة ُ ملل ، كلمة ُ شكوى ، ركلة ُ ضيق تعبّر عن قلب ٍ متذمّر ٍ ثائر . الله ينظر ُ الى القلب ، العمل للرب ليس للناس القلب الفرحان يعمل حسنا ً . الطاعة ُ بسبب خوف ٍ من عقاب أو رغبة ٍ في ثواب لا تحسبُ طاعة . الطاعة الحسنة هي الطاعة من قلب ٍ محب ٍ راض ٍ يعمل ُ في فرح . البهجة ُ تقّوي الجسد وتزيد ُ العزيمة وتصل ُ بنا الى قمة النجاح . مهما جُرحت أيدينا في عمل الرب ، مهما سال عرقنا وامتزج بدمائنا فنحن ُ نعمل ُ لمن نحبه ، نعمل ُ لله ، نعمل لمن احبنا ومات لأجلنا " اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ . هُوَ صَنَعَنَا ، وَلَهُ نَحْنُ شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ . ادْخُلُوا أَبْوَابَهُ بِحَمْدٍ ، دِيَارَهُ بِالتَّسْبِيحِ. احْمَدُوهُ ، بَارِكُوا اسْمَهُ . لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ ، إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ ، وَإِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُهُ. " ( مزمور 100 : 3 – 5 ) . الوجود في حضرة الله وانت تعبده امتياز ٌ يدعو الى الفرح والبهجة . العمل مع الله ولله يكون بالتسبيح والترنم والسعادة والابتهاج . الفرح يغذي النفس ، السعادة ُ تحرك القلب ، قدّم لله عبادة ً فرِحة ، قدّم لله أذرعا ً مبتهجة .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 217 ) | ||||
† Admin Woman †
|
391 - تواجهنا في الحياة مواقف نحتاج فيها الى يد الله تتحرك وتصنع لنا معجزة ، نقف امام المشكلة عاجزين ، صخرة ٌ قوية عاتية لا تستطيع قوانا أن تحركها ، نلف حولنا ونبحث عن نقطة ضعف ٍ لنزحزحها أو نرفعها ونعجز ونفشل وننظر الى الله ونطلب منه العون وينظر الينا ونحن نستنجد به ، الا نزال نمسك بالصخرة ونحاول ام كففنا عن المحاولة بعد ان لجئنا اليه ، هل في استنجادنا به نحن جادون وهل نثق ونؤمن ونعرف انه قادر ٌ على نجدتنا . كثيرا ً ما نطلب الله ليعيننا على موقف ٍ لكن يشوب طلبنا شك ٌ وضعف ايمان ، هذا ما حدث حين نزل المسيح من الجبل بعد ان ظهر له ايليا وموسى عند التجلي ، رأى جمعا ً من الناس يلتفون حول غلام ٍ ملقى ً على الارض يتلوى ويتمرغ ويزبد والتلاميذ في مقدمة الجمع يحاولون مساعدة الغلام في ارتباك ٍ وحيرة وفشل محرجين وتقدم والد الفتى يقول : ان ابنه به روح ٌ نجس كثيرا ً ما يطرحه ويمزقه ويجرحه ، ثم اشتكى بان التلاميذ لم يستطيعوا ان يخرجوا الروح النجس منه حين حاولوا ذلك وطلب الرجل من المسيح ان يتحنن عليه ويعينه إن كان يستطيع ان يفعل شيئا ً ، والمسيح يستطيع ، اخرج قبل ذلك ارواحا ً نجسة كثيرا ً وشفى واعان واقام مرضى كثيرين ، لكن الرجل وهو يطلب العون يبادله شك ٌ قال : " إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ " ( مرقس 9 : 22 ) ونظر اليه المسيح في اشفاق ، لم يعاتبه او يلمه ُ سأله " إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ . كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " . عرف المسيح سبب المشكلة ، عدم ايمان والد الصبي ، وادرك الرجل قصد المسيح فبكى وصرخ واعترف " أُومِنُ يَا سَيِّدُ ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي " . وبعد ان رأى المسيح الرجل يُلقي بثقته وايمانه ِ أمامه شفى الغلام واقامه . الله يقدر ان يرفع من امامك أثقل الصخور وأن يرفع عنك أعتى المشاكل . كم من صخور ٍ رفع وكم من عقبات ٍ أبعد وكم من مشاكل تعامل معها وحلها ، انما يعوق تقدمه ليرفع احمالك هو عدم ايمانك أو ضعف ُ ذلك الايمان ، إن كنت تستطيع ؟ طبعا ً يستطيع وانت تعرف انه يستطيع ، يستطيع ُ تماما ً إنما تركيزك على المشكلة التي تواجهك ، محاولاتك الفاشلة لحلها وحملها وحدك ، ذلك يعوق ُ تحقيق المعجزة ، الله صانع ُ معجزات ، صنع ويصنع وسوف يصنع ، سوف يصنع لك ما تحتاج من معجزات فقط آمن ، آمن به ، اعتمد عليه ، آمن به ، إن آمنت ترى مجد الله وهو يحقق طلبتك . آمن به ، إن آمنت ترى الله يشدد ايمانك ويقويه .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:19 PM | رقم المشاركة : ( 218 ) | ||||
† Admin Woman †
|
392 - منذ اقدم العصور والانسان يفكر في الحياة والموت وما بعد الموت ، واستطاع العقل البشري أن يصل الى فكرة خلود الروح وعدم فنائها . تأمل فيما حوله من خلائق وكيف تبقى الحياة لا تنتهي ، كيف ينتهي ذلك كله . الحياة تبقى وتستمر ، الزرع يبقى وتدور الدائرة من البذرة الى الثمرة الى البذرة ثانية ً . ماءُ المحيطات يتبخر ، يرتفع ، يُصبح ُ سُحُبا ً ، يثقل على الهواء ويسقط ُ مطرا ً وتدور الدائرة ، فكيف لا يبقى الانسان ؟ كيف لا يستمر ؟ بعض الفلاسفة وصلوا الى خلود الروح ، الحياة التي في الروح لا تموت ، الروح لا بد ان يبقى خالدا ً لكن في أي شكل ٍ يكون ؟ هل يطير في الهواء ويجوب الافلاك ؟ هل يذهب ُ الى مكان ما ويستمر في شكل ٍ ما ؟ قدماء المصريين تصوروه يعود الى نفس الجسد ويحل فيه إن لم يفنى ويحيى الانسان ثانية ً . الاديان تؤمن بالقيامة ِ من الموت والخلود ، المسيحية تؤمن بالقيامة . أي قيامة ومتى ؟ مات لعازر ودُفن وبقي في القبر اربعة ايام ، وجاء المسيح وهرعت اليه مرثا تبكي وتقول : " يَا سَيِّدُ ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي ......... قَالَ لَهَا يَسُوعُ : سَيَقُومُ أَخُوكِ " قالت " أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ " . كانت تؤمن بالقيامة ، سيقوم لعازر وسيقوم جميع الاموات في القيامة في اليوم الاخير . لكن المسيح بادرها بالقول : " أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ . مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ " . لن يموت الى الابد ، فالقيامة كما قال المسيح ليست في اليوم الاخير ، القيامة تبدأ الآن ، الآن ، في هذه اللحظة ، في لحظة الايمان بالمسيح . الذي يؤمن بالمسيح لن يموت ، هو قائم . المسيح الحي ٌ ابدي يحيا في المؤمن ، يتحد به فيصبح ُ حيا ً أبديا ً لا يموت . القيامة ليست امرا ً مستقبليا ً ، القيامة حاضر ، القيامة الآن بالمسيح . نحن ننظر الى الله كأزلي في الماضي وابدي في المستقبل وننسى الحاضر دائما ً . الله له حاضر ، هو الحاضر ايضا ً كما هو الماضي والمستقبل . قال الله : " أَنَا هُوَ " . انا هو في الماضي منذ الازل وانا هو في المستقبل الى الابد وانا هو الآن في الحاضر . حين تقف ُ على شاطئ البحر أو المحيط وتنظر ُ بعيدا ً ماذا ترى ؟ ترى السماء والارض ، ترى السماءَ عالية َ فوقك وترى الارض تحت قدميك َ لكنك تراهما عند الافق ِ يلتقيان . السماء تلتقي بالارض عند الافق ، انظر خلفك تجدهما يلتقيان وامامك ايضا ً يلتقيان . إن آمنت َ سوف تحيا الآن ، لن تموت ، إن آمنت به فلن تموت الى الأبد . القيامة ُ تبدأ من الآن بالإيمان .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:19 PM | رقم المشاركة : ( 219 ) | ||||
† Admin Woman †
|
393 - أراد ناموسي ٌ أن يجرب المسيح ويحرجه فسأله سؤالا ً تصعب الاجابة عليه ، قال : " يا معلّم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية ؟ " وبدا سؤاله منطقيا ً ، وكانت اجابة المسيح منطقية ايضا ً ، قال له : " ارجع الى الناموس ماذا يقول ؟ " وردد الرجل كلمات الناموس : " تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك " واعجبت اجابته المسيح ، لكنه بادره بسؤال ٍ آخر أكثر صعوبة في الرد فقال : " ومن هو قريبي ؟ " نعم من هو قريبي ؟ من هو قريبه ؟ من هو قريبك ؟ ومن هو القريب ؟ سؤال ٌ ما يزال يتردد ُ حتى اليوم . الانسان بطبيعته اناني ، ذاتي فردي يرى نفسه في المركز ، مكانه ُ تحت الاضواء ، هو مركز الدائرة . لو ركز الانسان على نفسه وانطوى على ذاته ِ وكان العالم ُ كله له لَجُن ّ عقله . لو وضعنا طفلا ً في جزيرة ٍ واغلقنا عليه كل الاتصالات يفقد عقله . كما ان الانسان ذاتي فهو ايضا ً اجتماعي لا يستطيع العيش وحده طويلا ً . الانسان الذي لا يحتاج الى احد والذي لا يحتاج اليه احد ليس انسانا ً . مركز الدائرة ليس مكانا ً لكل واحد ، مكاننا على محيط الدائرة مع الآخرين أما المركز فهو لصاحبه ، لمن هو حق ٌ به لله مصدر الكون كله . كلنا على محيط دائرة الحياة لنا مجال ٌ للعمل والتحرك ِ معا ً كل ٌ حسب موقعه ِ ، فمن هو قريبي ؟ هكذا سأل الرجل المسيح وقص عليه المسيح قصة السامري : رجل مسافر وقع بين لصوص سرقوه وجرحوه وتركوه بين حيّ وميت مر به كاهن ٌ اسرع بالابتعاد ولاوي ٌ هرب خوفا ً أيضا ً ، وجاء السامري ، سامري غريب الجنس عالجه وحمله على دابته ووضعه في فندق ٍ ليُعتنى به . وسأله المسيح فمن هو قريب الرجل ؟ " فقال الذي صنع معه الرحمة ". كلنا اقرباء برغم الجنس والدين واللون ، كلنا في نظر الله اقارب وكل قريب ٍ قريبٌ من قريبه . كل قريب ٍ مسؤول ٌ بالكامل عن قريب . قد لا يكون القريب جارك وقد لا يكون احد افراد اسرتك ، قد لا يكون زميل عملك او دراستك وقد لا يكون مواطنا ً لك ، لكن المسيح يعلّمنا أن نحب القريب ، هذا القريب كالنفس . تُحب الرب الهك من كل قلبك ونفسك وقدرتك وفكرك وتحب قريبك َ كنفسك . هكذا قال المسيح واوصى وعلّم . وعدوك ايضا ً يرى المسيح ان محبتك له تحوله قريبا ً لك . قال : " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ . بَارِكُوالاَعِنِيكُمْ . أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ " فالله " يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ " ويُمطر عليك وعلى عدوك وعلى الجميع .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:19 PM | رقم المشاركة : ( 220 ) | ||||
† Admin Woman †
|
394 - كثيرا ً ما نندفع في احكامنا على الآخرين وندينهم بشدة ٍ وعنف . نُصدر ُ احكامنا بسرعة مدفوعين بافعال ٍ لهم أو اقوال ٍ صدرت عنهم وقد يكون الفعل او القول صوابا ً أو خطأ فوجوه الحق متعددة وما تراه فعلا ً مشينا ً قد لا يكون كذلك وما تعتبره قولا ً خاطئا ً قد يكون صحيحا ً . الحكيم من لا يتسرع في دينونة الآخرين . تمهل ، أجّل الحكم ، اصبر . الحكم السريع والدينونة المتعجلة قد تجر خلفها ندما ً حين لا ينفع ندم . قال المسيح : " لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا ، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ ." بنفس الدينونة وبنفس الكيل ، نحن نُقاس بنفس المقياس الذي به نقيس الآخرين ، بالمقياس نفسه ونحن نُكال بنفس الكيل الذي به نكيل الآخرين ، نفس المكيال . حين تشرّع سهم نقدك وحكمك و دينونتك للآخر ، احذر وتمهل فهذا السهم قد يدور في الفضاء ويعود اليك . ليس دائما ً لكن غالبا ً وانما الله هو الذي يدين بالحق وينذرك . لا تدن لئلا تُدان " لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا ؟ " كيف تعرض عليه ان تُخرج القذى من عينه وفي عينك انت خشبة كبيرة تعوق الرؤيا وتجعلك لا تُبصر جيدا ً " أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ " لترى جيدا ً وتستطيع ان تخرج القذى من عين أخيك . إذا احسنت على غيرك احسن الغير الحكم عليك . اذا اسأت الحكم على غيرك اساء الغير الحكم عليك . إن اردت ان تكون منصفا ً في احكامك لا تتعدى ، تمهل وادرس وفكر . لا يمكن ان تعرف الحق من فعلة ٍ واحدة او مقولة ٍ عابرة . انتظر قد تحتاج الى ايام أو الى شهور لترى الحق خصوصا ً اذا كان مثل القذى ، صغيرا ً دقيقا ً غير ظاهر الملامح وخصوصا ً اذا كانت تعوق رؤيتك خشبة . وقد لايعبّر المظهر عن الجوهر . المظاهر دائما ًَ تخدع وتُخفي الحقيقة . لتعرف الآخرين جيدا ً انتظر حتى ترى ثِمَارِهِمْ والإثمار يحتاج الى وقت " مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ " . لتعرف الشخص جيدا ً انتظر حتى ترى ثماره . انظر في مرآة نور الله وافحص نفسك ثم انظر الى اخيك قبل ان تدينه . انظر اليه خلال محبة المسيح التي في قلبك يصدق حكمك وتنجو من دينونة الغير .
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|