منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06 - 09 - 2018, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 21441 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

النبي زكريّا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يقع في السّادس من شهر أيلول تذكار النبي زكريّا بحسب الطقس اللاتيني. ومع الصور التالية تجدون نبذة صغيرة عن سيرة حياته.

إنّ النبي زكريّا هو أحد أكثر الأنبياء الذين يُستشهد بأقوالهم في العهد الجديد، بعد أشعيا، وهو أحد أنبياء العهد القديم. وقد دعاه الربّ ليصبح نبيًّا عام 520 قبل المسيح. وقد دامت رسالته ربّما حتّى نهاية بناء هيكل أورشليم. دعا الشعب إلى التوبة والاهتداء من خلال الرؤى والأمثال التي كان يشاهدها. وشملت نبؤاته الكلام عن المسيح. إنّ زكريّا سلّط الضوء على الطابع الروحي لإسرائيل الناشئة من جديد، التي تقوم ببناء الهيكل.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كان النبي زكريّا من قبيلة لاوي. وقد صنع العديد من العجائب، مرافقًا ذلك بنبؤات مختلفة تضمّ الكلام عن دينونة العالم. توفّي النبي زكريّا وهو طاعنٌ في السنّ ودُفِنَ في إسرائيل.





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





<IMG>وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 06 - 09 - 2018, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 21442 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

انت تعلم يا رب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كم نتسرع في أحكامنا،
وكم نظلم من حولنا،
وكم نختزن من مآخذ على أحبائنا حتى عليك أنت،
انت تعلم ضعفنا وقلة صبرنا وسرعة عطبنا
وحسراتنا التي تضيع علينا أجمل الفرص..
اشفنا من كل ذلك..
كما شفيت بطرس،
اشفنا نحن من مآخذنا وخيباتنا،
أعطنا أن نرى بوضوح النعمة التي وهبتنا.
آمين.

 
قديم 06 - 09 - 2018, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 21443 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إنجيل القدّيس لوقا ظ،ظ¨ / ظ¢ظ¤ – ظ£ظ*
â€ھ
قال َ الرَبُّ يَسُوعُ : «ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ظ±لله.فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ظ±لله».فقَالَ السَّامِعُون: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟».
قَالَ يَسُوع: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله».
فقَالَ بُطْرُس: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ مَا لَنَا وَتَبِعْنَاك!».فقالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا، أَوِ ظ±مْرَأَةً، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ وَالِدَيْن، أَوْ بَنِين، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ الله،إِلاَّ وَيَأْخُذُ في هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وفي الدَّهْرِ الآتي حَياةً أَبَدِيَّة».

التأمل: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله».
عبر بطرس بصراحة عن وجعه، دون لف أو دوران ، عبر عن خيبة أمله، عن فشل مشاريعه، عن يأسه وإحباطه. كانت لديه الجرأة أن يسأل يسوع في وجهه ما يفكر به ضمنا، لا بل ما يفكر به جميع التلاميذ، لا بل جميعنا.. لان الجميع لديهم مآخذ وانتظارات..
الزوجة تنتظر من زوجها، حبا أكثر، بيتا أجمل، تنتظر منه تأمين كل شيء ليس فقط الضروريات انما العيش الرغيد، من مأكل وملبس وسيارات ، اضافة الى السهر والسفر والراحة والتسلية…
والزوج ينتظر من زوجته ان تبقى جميلة، هادئة، متفائلة، صبورة،قنوعة، ” ما بتنق”، لا تعرف النكد..
كذلك الأولاد لديهم انتظارات من أهلهم، والاهل لديهم انتظارات من أولادهم .. كل منا لديه انتظارات ومآخذ على الاخرين.. كل منا يتهم الاخرين بالتقصير…

” شو طالعلي منو” ؟ تلك الحسرة تمزق العلاقات، تكون كالقنابل الموقوتة بين الاحباء، سرعان ما تولد الخيبات لانها تفجر القلوب والبيوت من الداخل..

اما علاج الحسرات فهو الانتظار على رجاء الفرج، اذ لا بد من الصليب والمرور في الالم للوصول الى الانتصار..لانه لا يوجد ضمانات في أي مغامرة سوى “الانتظار على رجاء.”
أليس الحب مغامرة؟ والزواج مغامرة؟ والالتزام مغامرة؟ والنضال مغامرة؟ والتكرس مغامرة؟

المشكلة اننا نريد كل شيء لكن الآن، لأننا تربينا على ” الغنج والدلع ” من ناحية ، وعقلية “الربح السريع ” من ناحية ثانية.
هذه العقلية “التجارية ” لا تصلح في بناء عائلات ،واستثمار وزنات، ولا في نجاح دعوات وانتصار رسالات..
انت تعلم يا رب كم نتسرع في أحكامنا، وكم نظلم من حولنا، وكم نختزن من مآخذ على أحبائنا حتى عليك أنت، انت تعلم ضعفنا وقلة صبرنا وسرعة عطبنا وحسراتنا التي تضيع علينا أجمل الفرص.. اشفنا من كل ذلك.. كما شفيت بطرس، اشفنا نحن من مآخذنا وخيباتنا، أعطنا أن نرى بوضوح النعمة التي وهبتنا. آمين.
 
قديم 06 - 09 - 2018, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 21444 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إنجيل القدّيس لوقا ١٨ / ٢٤ – ٣٠

قال َ الرَبُّ يَسُوعُ : «ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلله.فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱلله».فقَالَ السَّامِعُون: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟».
قَالَ يَسُوع: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله».
فقَالَ بُطْرُس: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ مَا لَنَا وَتَبِعْنَاك!».فقالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا، أَوِ ٱمْرَأَةً، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ وَالِدَيْن، أَوْ بَنِين، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ الله،إِلاَّ وَيَأْخُذُ في هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وفي الدَّهْرِ الآتي حَياةً أَبَدِيَّة».

التأمل: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله».
عبر بطرس بصراحة عن وجعه، دون لف أو دوران ، عبر عن خيبة أمله، عن فشل مشاريعه، عن يأسه وإحباطه. كانت لديه الجرأة أن يسأل يسوع في وجهه ما يفكر به ضمنا، لا بل ما يفكر به جميع التلاميذ، لا بل جميعنا.. لان الجميع لديهم مآخذ وانتظارات..
الزوجة تنتظر من زوجها، حبا أكثر، بيتا أجمل، تنتظر منه تأمين كل شيء ليس فقط الضروريات انما العيش الرغيد، من مأكل وملبس وسيارات ، اضافة الى السهر والسفر والراحة والتسلية…
والزوج ينتظر من زوجته ان تبقى جميلة، هادئة، متفائلة، صبورة،قنوعة، ” ما بتنق”، لا تعرف النكد..
كذلك الأولاد لديهم انتظارات من أهلهم، والاهل لديهم انتظارات من أولادهم .. كل منا لديه انتظارات ومآخذ على الاخرين.. كل منا يتهم الاخرين بالتقصير…

” شو طالعلي منو” ؟ تلك الحسرة تمزق العلاقات، تكون كالقنابل الموقوتة بين الاحباء، سرعان ما تولد الخيبات لانها تفجر القلوب والبيوت من الداخل..

اما علاج الحسرات فهو الانتظار على رجاء الفرج، اذ لا بد من الصليب والمرور في الالم للوصول الى الانتصار..لانه لا يوجد ضمانات في أي مغامرة سوى “الانتظار على رجاء.”
أليس الحب مغامرة؟ والزواج مغامرة؟ والالتزام مغامرة؟ والنضال مغامرة؟ والتكرس مغامرة؟

المشكلة اننا نريد كل شيء لكن الآن، لأننا تربينا على ” الغنج والدلع ” من ناحية ، وعقلية “الربح السريع ” من ناحية ثانية.
هذه العقلية “التجارية ” لا تصلح في بناء عائلات ،واستثمار وزنات، ولا في نجاح دعوات وانتصار رسالات..
انت تعلم يا رب كم نتسرع في أحكامنا، وكم نظلم من حولنا، وكم نختزن من مآخذ على أحبائنا حتى عليك أنت، انت تعلم ضعفنا وقلة صبرنا وسرعة عطبنا وحسراتنا التي تضيع علينا أجمل الفرص.. اشفنا من كل ذلك.. كما شفيت بطرس، اشفنا نحن من مآخذنا وخيباتنا، أعطنا أن نرى بوضوح النعمة التي وهبتنا. آمين.
 
قديم 06 - 09 - 2018, 06:15 PM   رقم المشاركة : ( 21445 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا ابى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا من تستخلص كل الشعوب املها منك،
استخدم روحك لتيقظ في داخلي
العاطفة لمشاركة نعمتك مع الاخرين .
ادفعني وادعوني بنعمتك لكي استطيع
ان اساعد الاخرين ليعرفوك.
باسم يسوع المخلص اصلي .
آمين.
 
قديم 06 - 09 - 2018, 06:15 PM   رقم المشاركة : ( 21446 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكلمات الاخيرة !
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فتقدم يسوع وكلمهم قائلا:
دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض.
فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.
وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين.
متى 18:28-20

الكلمات الاخيرة ! الكلمات الاخيرة لوالد إلى ابنه قبل ان يرحل إلى الجامعة... الكلمات الاخيرة لشخص عزيز بجانب شخص يحتضر... الكلمات الاخيرة لصديق قبل ان ينتقل لمكان بعيد... هذه الكلمات الاخيرة تُنتقى بعناية لأنها تترك تأثير دائم. كلمات يسوع الاخيرة هي اوامر مسيرتنا. "اذهبوا واتخذوا تلاميذ من كل الشعوب ! ولفعل هذا،" شدد "عليكم ان تذهبوا حيث هم موجودين ، وتعمدوهم ، ومن ثم تعلموهم ان يفعلوا ما علمتكم ان تفعلوه." هذه الكلمات ليست صعبة الفهم، فماذا تفعل بخصوص طاعة هذه الوصايا الاخيرة ؟
يا ابى يا من تستخلص كل الشعوب املها منك، استخدم روحك لتيقظ في داخلي العاطفة لمشاركة نعمتك مع الاخرين . ادفعني وادعوني بنعمتك لكي استطيع ان اساعد الاخرين ليعرفوك. باسم يسوع المخلص اصلي . آمين.
 
قديم 07 - 09 - 2018, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 21447 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ تعريف الغضب ما بين الإنسان والله +
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يُعرَّف الغضب (بالنسبة للإنسان)
على أنّه عدم القدرة على السيطرة على الانفعالات النفسية بسبب الضغط العصبي كنتيجة للغيظ والحنق، وذلك نتيجة للتعرض لمشكلة ما أو موقفٍ ما ضَغط على نفسية الشخص فأثار أعصابه، وبخاصة لو هناك تعدي على الكرامة بإهانة مقصودة، وتختلف درجة ثورة الغضب من شخص لآخر ومن حالة لأُخرى، وذلك حسب الموقف نفسه والدرجة الانفعالية في طبيعة الإنسان.
أما تعريف الغضب الإلهي حسب إعلان الكتاب المقدس
فهو مختلف تماماً عن التعريف السابق بل ولا يَمُّت له بصله، لأنه محصور في طبيعة قداسته وبره الخاص، وهذا ظاهر في دور الغضب الإلهي في العهد القديم، لأن كثيراً ما يتم وصف الله على أساس أنه إله غيور، ويُمكن أن يوصف غضبه بعبارات صارمة مثل:
+ حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه؛ لذلك أُزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه؛ هوذا اسم الرب يأتي من بعيد، غضبه مشتعل، والحريق عظيم، شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنارٍ آكلة. ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة، لغربلة الأمم بغربال السوء، وعلى فكوك الشعوب رسن مُضل. (مزمور 2: 5؛ أشعياء 13: 13؛ 30: 17 – 28)
وذلك لأن غضب الرب يُعبِّر دائماً عن قداسته وبره المُطلق، وهو يُشير إلى طبيعته الشخصية من جهة روح الأبوة المتسعة للغاية والتي لا نقدر أن نصل لمنتهاها، فطرقه بعيدة عن الاستقصاء، لذلك لن نعي اتساع محبته الحقيقية والتي تجعله يُظهر إعلان غضب أبوته من قوة المحبة الفائقة التي لهُ من نحونا، لأن طبيعته محبة خالصة، وبناء على ذلك ينبغي أن نعلم أن الله ليس بثائر أو غضوب على الناس لأنه لا يُريد أن يُهلك أحداً، وهو بطيء الغضب جداً [الرب، الرب، إله رحيم ورؤوف، بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء؛ مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم، بطيء الغضب، وكثير الرأفة، ويندم على الشرّ (لا يُسَرُّ بالعقاب) (خروج 34: 6؛ يوئيل 2: 13)] ولا يُعلن غضبة بسهولة، إلا بعد أن يفيض كأس عصيان الإنسان، فالله ليس له جهاز عصبي مثلنا لكي ينفعل مثل انفعالاتنا الطفولية، لأن الله روح وليس مثل الإنسان، لكن بسبب طبيعة نقاوته فأنه يُظهر غضبة على الأعمال التي تُصيب الإنسان بالضرر البالغ في قتل ضميره وتشويه طبعه وخروجه عن طبيعته الإنسانية المخلوقة على صورة الله ومثاله، وميل قلبه الخفي لعبودية الخطية بعدم طاعة الله والحياة بوصاياه في عدم ثقة في شخصه القدوس، والتي بدورها تؤدي بالتالي لعدم الخضوع له، فينساق للموت بسهولة ويفقد كل كنز قلبه المذخر فيه وجمال بهاء المجد الإلهي وينطفأ نور ذهنه.
v هكذا فعل آباؤكم حين أرسلتهم من قادش برنيع لينظروا الأرض. صعدوا إلى وادي أشكول ونظروا الأرض وصدوا قلوب بني إسرائيل عن دخول الأرض التي أعطاهم الرب. فحمي غضب الرب في ذلك اليوم وأقسم قائلاً: لن يرى الناس الذين صعدوا من مصر من ابن عشرين سنة فصاعداً الأرض التي أقسمت لإبراهيم واسحق ويعقوب لأنهم لم يتبعوني تماماً. (عدد 32: 8 – 11)
v لذلك كما يقول الروح القدس اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الاسخاط يوم التجربة في القفر. حيث جربني آباؤكم، اختبروني وأبصروا أعمالي أربعين سنة. لذلك مقت ذلك الجيل وقلتُ انهم دائماً يضلون في قلوبهم ولكنهم لم يعرفوا سبلي. حتى أقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي؛ ولمن أقسم لن يدخلوا راحته إلا للذين لميُطيعوا. (عبرانيين 3: 7 – 11، 18)
v ويقول جميع الأمم لماذا فعل الرب هكذا بهذه الأرض، لماذا حمو هذا الغضب العظيم! فيقولون: لأنهم تركوا عهد الرب إله آبائهم الذي قطعه معهم حين أخرجهم من أرض مصر. وذهبوا وعبدوا آلهة أُخرى وسجدوا لها، آلهة لم يعرفوها ولا قسمت لهم. فاشتعل غضب الرب على تلك الأرض حتى جلب عليها كل اللعنات المكتوبة في هذا السفر. واستأصلهم الرب من أرضهم بغضب وسخط وغيظ عظيم، وألقاهم إلى أرض أُخرى (السبي) كما في هذا اليوم. (خطاب موسى الثالث تثنية 29: 24 – 28)
v وأقام الرب قضاة فخلصوهم من يد ناهبيهم. ولقضاتهم أيضاً لم يسمعوا، بل زنوا وراء آلهة أُخرى وسجدوا لها، حادوا سريعاً عن الطريق التي سار بها آباؤهم لسمع وصايا الرب، لم يفعلوا هكذا. وحينما أقام الرب لهم قضاة كان الرب مع القاضي وخلَّصهم من يد أعدائهم كل أيام القاضي، لأن الرب ندم (الأصح في الترجمة = يُشْفِقُ pity ×*×—×‌ وليس ندم وهي تأتي في أصل معناها يُشفق لراحة، بمعنى أنه يرتاح في الإشفاق) من أجل أنينهم بسبب مضايقيهم وزاحميهم.
وعند موت القاضي كانوا يرجعون ويفسدون أكثر من آبائهم، بالذهاب وراء آلهة أُخرى ليعبدوها ويسجدوا لها، لم يكفوا عن أفعالهم وطريقهم القاسية. فحمي غضب الرب على إسرائيل وقال: من أجل أن هذا الشعب قد تعدوا عهدي الذي أوصيت به آباءهم، ولم يسمعوا لصوتي. فأنا أيضاً لا أعود أطرد إنساناً من أمامهم من الأمم الذين تركهم يشوع عند موته. لكي امتحن بهم إسرائيل أيحفظون طريق الرب ليسلكوا بها كما حفظها آباؤهم أم لا. فترك الرب أولئك الأمم ولم يطردهم سريعاً ولم يدفعهم بيد يشوع. (قضاة 2: 16 – 23)
v لذلك سمع الرب فغضب واشتعلت نار في يعقوب وسخط أيضاً، صعد على إسرائيل. لأنهم لم يؤمنوا بالله ولم يتكلوا على خلاصه. (مزمور 78: 21 – 22)
فغضب الله (المعلن على جميع فجور الناس وإثمهم) يُعتبر رد فعل مُناسب لطريقة حياة الناس وسلوكهم في حياتهم الشخصية الحاضرة لأنها تأثر في مستقبلهم والأجيال القادمة، بل وتمتد – أيضاً – للحياة الآتية فيمكثوا في الهلاك الأبدي تحت الدينونة في المكان المعد لإبليس ملائكته.
v ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدة لإبليس وملائكته (أعوانه). (متى 25: 41)
وطبعاً لا بُدَّ من أن يُظهر الله ما هي نتيجة الخطية وفعلها المُدمر للنفس،
لأن الاستمرار فيها يُقسي القلب ويُدمر ملكات النفس الروحية إذ تُربكها وتُصيبها بشلل روحي عظيم وتُهلكها أبدياً، لأن لا بُدَّ من أن يرى شعبه الخاص عقوبتها الظاهرة أمام أعينهم، لأن أن لم يرى الإنسان نتيجة مرض الخطية المؤدي للموت فعلياً فأنه لن يكف عنها وسيعتبر أن أمرها بسيط للغاية، لذلك نرى نتيجة أفعال الخطية التي ظهرت في العقاب الظاهر بالنسبة لسدوم وعمورة وغيرها من العقوبات التي نراها في العهد القديم كلها، وأيضاً في موضوع حنانيا وسفيرة في أعمال الرسل.. الخ.
v فانهم بامتحانك لهم، وان كان تأديب رحمة، فهموا كيف كان عذاب المنافقين المقضي عليهم بالغضب؛ ولما لم يتعظوا بتأديب السخرية ذاقوا العقاب اللائق بالله؛ ان احكامك عظيمة لا يُعبَّر عنها، ولذلك ضلَّت النفوس التي لا تأديب لها. (الحكمة 11: 10؛ 12: 26؛ 17: 1)
v قد نسيك كل محبيك، اياك لم يطلبوا، لأني ضربتك ضربة عدو، تأديب قاسٍ، لأن إثمك قد كثر وخطاياك تعاظمت؛ هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: اذهب وقل لرجال يهوذا وسكان أورشليم أما تقبلون تأديباًلتسمعوا كلامي يقول الرب (إرميا 30: 14؛ 35: 13)
v فتكونين عاراً ولعنة، وتأديباً ودهشاً للأمم التي حواليك إذا أُجريت فيكِ أحكاماً بغضب وبسخط وبتوبيخات حامية، أنا الرب تكلمت؛ وأُجري عليهم نقمات عظيمة بتأديب سخط، فيعلمون إني أنا الرب، إذ أجعل نقمتي عليهم. (حزقيال 5: 15؛25: 17)
وطبعاً يلزمنا أن نعي أن غضب الله غير موجه لأعمال شرّ شعب إسرائيل وحده فقط، بل لباقي الشعوب أيضاً بلا استثناء أو تمييز، لأن ليس عند الله مُحباه، وهو مؤدب الشعوب بالاستقامة:
v هكذا قال السيد الرب إني أُبيد ثروة مصر بيد نبوخذراصر ملك بابل. هو وشعبه معه، عُتاة الأمم يؤتى بهم لخراب الأرض فيجردون سيوفهم على مصر ويملئون الأرض من القتلى. واجعل الأنهار يابسة وأبيع الأرض ليد الأشرار وأُخرِّب الأرض.. أنا الرب تكلمت.
هكذا قال السيد الرب وأُبيد الأصنام وأُبطل الأوثان من نوف، ولا يكون بعد رئيس من أرض مصر، وأُلقي الرعب في أرض مصر. وأُخرِّب فتروس وأُضرم ناراً في صوعن وأُجري أحكاماً في نو. واسكب غضبي على سين حصن مصر، واستأصل جمهور نو. وأضرم ناراً في مصر سين، تتوجع توجعاً، ونو تكون للتمزيق، ولنوف ضيقات كل يوم. (حزقيال 30: 10 – 17)
وطبعاً الله مستحيل يُظهر أو يُعلن غضبه بإدانة صريحة واضحة، وبصورة شكل عقاب ظاهر مُباشر، بدون تنبيه سابق أو إنذار واضح لا ريب فيه أو شك، لذلك يُظهر الكتاب المقدس التحذيرات الإلهية مثلما يُحذر الأب ابنه لكي يتعقل وتنضبط حياته حسب إرادة ابيه الصالحة:
v لا تُسئ إلى أرملة ما ولا يتيم. أن أسأت إليه فاني أن صرخ إليَّ اسمع صراخه. فيحمى غضبي وأقتلكم بالسيف فتصير نساؤكم أرامل وأولادكم يتامى. (خروج 22: 22 – 24)
v فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك. ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك. فاحترز لئلا تنسى الرب الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. الرب إلهك تتقي وإياه تعبد وباسمه تحلف. لا تسيروا وراء آلهة أُخرى من آلهة الأمم التي حولكم. لأن الرب إلهكم إله غيور في وسطكم، لئلا يحمى غضب الرب إلهكم عليكم فيبيدكم عن وجه الأرض. (تثنية 6: 5 و6؛ 12 – 15)
v وبغضب وغيظ انتقم من الأمم الذين لم يسمعوا. (ميخا 5: 15)
فدينونة الله العادلة وتأديبه الخاص تمتد لجميع الشعوب بلا استثناء، حتى شعب إسرائيل المختار نفسه والذي عنده العهود والوعود وميراث المجد من الله، لأن ليس عند الله تحزب ولا تحيز لإنسان مهما من كان هوَّ، وهو لا يقبل الرشوة ولا ينظر للعطايا والتقدمات مهما ما كانت حتى لو تبرع الإنسان بكل أمواله وبنى هياكل باسم الله، ولا حتى يهتم بالاعتكاف وإعطاء النذور حتى لو الإنسان كرس حياته لله وعاش في وحدة كاملة أو عاش راهب وبشكل قديس عظيم وسط الناس، فهو لا ينظر لشكل العبادة ومظهرها الخارجي مهما ما كانت عظمتها ودقتها، إنما ينظر للقلب وحده فقط.
v اصغ يا شعبي إلى شريعتي، أميلوا آذانكم إلى كلام فمي. افتح بمثل فمي، أُذيع ألغازاً منذ القدم. التي سمعناها وعرفناها وآباؤنا أخبرونا. لا نخفي عن بنيهم إلى الجيل الآخر مُخبرين بتسابيح الرب وقوته وعجائبه التي صنع. أقام شهادة في يعقوب ووضع شريعة في إسرائيل التي أوصى آباءنا أن يُعرِّفوا بها أبناءهم. لكي يُعلِّم الجيل الآخر بنون يولدون فيقومون ويخبرون أبناءهم. فيجعلون على الله اعتمادهم، ولا ينسون أعمال الله بل يحفظون وصاياه. ولا يكونون مثل آبائهم جيلاً زائغاً ومارداً، جيلاً لم يثبت قلبه ولم تكن روحه أمينة لله. (مزمور 78: 1 – 8)
إذاً الموضوع ليس مسألة شكل خارجي ولا مظهري ولا مجرد أعمال شكليه ذات طابع تقوي قدام الناس، بل أمانة، أي ثبات قلب ظاهر في حفظ الوصية، لأنه مكتوب: فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك (تثنية 6: 5)، وقد وضحها الرب يسوع من الناحية العملية التطبيقية حينما قال: الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي وأنا أُحبه وأُظهر له ذاتي؛ الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي، والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني (يوحنا 14: 21؛ 24)، ولذلك مكتوب أيضاً: حقق ما نطقت به وكن أميناً معه فتنال في كل حين بغيتك؛ لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به، هوذا إبليس مُزمع أن يُلقي بعضاً منكم في السجن لكي تُجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام، كن أميناً إلى الموت فسأُعطيك إكليل الحياة (سيراخ 29: 3؛ رؤيا 2: 10)
 
قديم 07 - 09 - 2018, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 21448 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الغضب الإلهي والرجاء الحي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولنلاحظ أن موضوع غضب الله – في الكتاب المقدس – يُلازمه دائماً بشارة رجاء حي صالح، إذ يُظهر اتساع محبة الله الأبوية لإفلاح النفس وإنقاذها من حالة الظلام المُسيطر على كل ملكاتها، لأن الغضب الإلهي لم يكن غضب إهلاك وفناء وسحق من أجل الانتقام من إنسان، لأن حتى الكلام في الكتاب المقدس يتجه للانتقام من الشرّ وحجب وجه الله عن فاعلي الشرّ [لأن عيني الرب على الأبرار وأُذنيه إلى طلبتهم، ولكن وجه الرب ضد (أو يقف ضد) فاعلي الشر؛ ويلٌ للأمة الخاطئة، الشعب الثقيل الإثم، نسل فاعلي الشرّ، أولاد مُفسدين، تركوا الرب، استهانوا بقدوس إسرائيل، ارتدوا إلى وراء (وهنا يقصد الارتداد عن الإيمان = وشعبي جانحون إلى الارتداد عني؛ انظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي – هوشع 11: 7؛ عبرانيين 3: 12) – 1بطرس 3: 12؛ إشعياء 1: 4]،
لأن الله ليس مثل الإنسان يغضب ويثور وينتقم لذاته لكي يتشفى في الآخرين،
لأنه ليس إله سادي، لذلك – كما رأينا سابقاً – حينما يؤدب الإنسان فأنه يتركه لشر أعماله وهي وحدها كفيلة أن تنتقم منه وتدخله في دوامات نفسية وأحياناً مشاكل اجتماعية قاتلة تجعله في النهاية يصرخ لله ويُناديه لكي ينقذه، لأن التورط في الشرّ ذاته لهُ عقابه الخاص النابع تلقائياً منه كنتيجته الطبيعية، أي ثماره، مثل البذرة الفاسدة التي في النهاية تثمر ثمر معطوب غير نافع، لأن الشر – حسب طبيعته – مصدر كل تعب ومشقة وعدم راحة ولا سلام، فحتى لو تنبأ بعض الذين يدَّعون النبوة أو المسئولين عن التعليم بسلام للأشرار، لكن – من جهة الأمر الواقع عملياً – سيظل لا سلام، لأن طالما الإنسان مبتعد عن ملك السلام ومصدر راحته فأن نفسه ستظل مرة لا تعرف طريق السلام.
v لا سلام قال الرب للأشرار؛ ويشفون كسر بنت شعبي على عثم قائلين سلام، سلام، ولا سلام؛ أي أنبياء إسرائيل الذين يتنبأون لأورشليم ويرون لها رؤى سلام، ولا سلام يقول السيد الرب. (إشعياء 48: 22؛ إرميا 6: 14؛ حزقيال 13: 16)
فاحذروا ممن يقولون سلامٌ، سلام، ويخدعون النفوس بقناعة العقل وإيحاء السلام والفرح،
لأن لو الإنسان اقنع نفسه عقلياً أنه مقبول عند الله وأنه في سلام سيعيش مخدوعاً من الفكر المغيب في واقع افتراضي لا يمت بصلة للحياة الواقعية، ويظن أن عنده بركة، وهي بركة وعظ منابر وهمية، لأنه مكتوب: البركة إذا سمعتم لوصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها اليوم (تثنية 11: 27)، فلا تخدعوا أنفسكم بعلوم العالم النفسية وأفكار الناس الوهمية، ولا تصغوا لفكرة إنجيل الرخاء الغريب عن مسيح القيامة والحياة، لأن دليل الحياة باستقامة هو الحياة بالوصية، والسلام الذي مصدره البرّ الذي لا يأتي إلا للإنسان الذي يحيا بالإيمان العامل بالمحبة، والإيمان = طاعة.
عموماً ينبغي أن نُدرك ونعي أن غضب الله للإصلاح والتقويم
وتعديل المسيرة التي اعوجت وسارت في اتجاه مُعاكس لحياة النفس ومجدها، لأن الغضب الإلهي مرتبط بجوهر طبيعته أي المحبة، ومحبته محبة أبوية مملوءة من كل رحمة وشفقه، وأبوته مصدر أمانة دائمة مُمتدة لا تتوقف، لأن أمانة الله مُطلقة ووعده ثابت لا يهتز أو يتزعزع أو يتغير، فمستحيل أن يكون غضب الله غضب مجرد لأجل الغضب في ذاته، أو لأجل الانتقام والتشفي لحساب الذات، لكن له هدف صريح مُعلن واضح، لأنه تكمن فيه قوة المحبة الفائقة الإدراك، وذلك بعكس الإنسان الغاضب، لأنه يندفع من منطلق أعصابه ليُبيد دون شفقة المحبة الحانية لأجل الإبراء والشفاء، لأن ثورة غضب الإنسان الطبيعي لا تصنع برّ ولا صلاح، إنما تُنشئ كل بُطل وتعمل للقتل والسحق، وليس فيها شيء يُرتجى، لأن غضب الإنسان عادةً يكون للانتقام والتشفي، وهذا يختلف كُلياً عن طبيعة الله وإعلان غضبه في الكتاب المقدس.
v حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جداً (اغتاظ وغضب وثار لكرامته)، فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون، بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس. (متى 2: 16)
v غضب الإنسان لا يصنع برّ الله – لأَنَّ الإِنْسَانَ، إِذَا غَضِبَ، لاَ يَعْمَلُ الصَّلاَحَ (عدل، برّ، إنصاف، استقامة، نزاهة، صواب) الَّذِي يُرِيدُهُ اللهُ (المرضي عنده)؛ [أو أن غضب الإنسان لا يأتي بالنتيجة المرضية الكاملة التامة عند الله بحسب صلاحه] (يعقوب 1: 20)
v رنموا للرب يا اتقياءه واحمدوا ذكر قدسه. لأن للحظة غضبه، حياة في رضاه، عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم (يَا أَتْقِيَاءَ الرَّبِّ رَنِّمُوا لَهُ، وَارْفَعُوا الشُّكْرَ لاِسْمِهِ القدوس. فَإِنَّ غَضَبَهُ يَدُومُ لِلَحْظَةٍ، أَمَّا رِضَاهُ فَمَدَى الْحَيَاةِ، يَبْقَى الْبُكَاءُ لِلَيْلَةٍ، أَمَّا فِي الصَّبَاحِ فَيَعُمُّ الابْتِهَاجُ). (مزمور 30: 5)
v هلم يا شعبي ادخل مخادعك واغلق أبوابك خلفك، اختبئ نحو لحيظة حتى يعبر الغضب؛ لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة وبإحسان أبدى أرحمك قال وليك الرب. لأنه كمياه نوح هذه لي كما حلفت ألا تعبر بعد مياه نوح على الأرض هكذا حلفت (أقسمت) ألا اغضب عليك ولا أزجرك، فأن الجبال تزول والآكام تتزعزع أما إحساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع، قال راحمك الرب. (أشعياء 26: 20؛ 54: 7 – 8)
v اِنْهَضِي، انْهَضِي! قُومِي يَا أُورُشَلِيمُ الَّتِي شَرِبْتِ مِنْ يَدِ الرَّبِّ كَأْسَ غَضَبِهِ. ثُفْلَ كَأْسِ التَّرَنُّحِ شَرِبْتِ. مَصَصْتِ. لَيْسَ لَهَا مَنْ يَقُودُهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ وَلَيْسَ مَنْ يُمْسِكُ بِيَدِهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ رَبَّتْهُمْ. اِثْنَانِ هُمَا مُلاَقِيَاكِ. مَنْ يَرْثِي لَكِ؟ الْخَرَابُ وَالاِنْسِحَاقُ وَالْجُوعُ وَالسَّيْفُ. بِمَنْ أُعَزِّيكِ؟ بَنُوكِ قَدْ أَعْيُوا. اضْطَجَعُوا فِي رَأْسِ كُلِّ زُقَاقٍ كَالْوَعْلِ فِي شَبَكَةٍ. الْمَلآنُونَ مِنْ غَضَبِ الرَّبِّ مِنْ زَجْرَةِ إِلَهِكِ. لِذَلِكَ اسْمَعِي هَذَا أَيَّتُهَا الْبَائِسَةُ وَالسَّكْرَى وَلَيْسَ بِالْخَمْرِ. هَكَذَا قَالَ سَيِّدُكِ الرَّبُّ وَإِلَهُكِ الَّذِي يُحَاكِمُ لِشَعْبِهِ: هانذا قَدْ أَخَذْتُ مِنْ يَدِكِ كَأْسَ التَّرَنُّحِ ثُفْلَ كَأْسِ غَضَبِي. لاَ تَعُودِينَ تَشْرَبِينَهَا فِي مَا بَعْدُ. (أشعياء 51: 17 – 22)
v انا اشفي (أُبْرِيءُ) ارتدادهم، أحبهم فضلاً، لأن غضبي قد ارتد (تَحَوَّلَ) عنهم. (هوشع 14: 4)
v أما قلوبهم فلم تثبت معه، ولم يكونوا أُمناء في عهده. أما هو فرؤوف: يغفر الإثم ولا يُهلك، وكثيراً ما رد غضبه ولم يشعل كل سخطه؛ الرب مُجري العدل والقضاء لجميع المظلومين. عرَّف موسى طُرقه وبني إسرائيل أفعاله. الرب رحيم ورؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة. لا يُحاكِم (يوبخ ويعنف) إلى الأبد ولا يحقد (لا يلوم ولا يحرس أي لا يحفظ الغضب) إلى الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يُجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السماوات فوق الأرض قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا. كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا، يذكر اننا تراب نحن. (مزمور 78: 37، 38؛ 103: 6 - 14)
وبناء على ذلك فأن بمقدور الناس أن تتمسك بالرجاء الحي في خلاص الله المُعلن في غضبه تجاه خطاياهم، بالتذلل والتوسل إليه والاتكال على محبته الأبوية المتسعة للغاية:
v + فجاء شمعيا النبي إلى رحبعام ورؤساء يهوذا الذين اجتمعوا في أورشليم من وجه شيشق وقال لهم: هكذا قال الرب أنتم تركتموني وأنا أيضاً تركتكم ليد شيشق. فتذلل رؤساء إسرائيل والملك وقالوا بار هو الرب. فلما رأى الرب انهم تذللوا، كان كلام الرب إلى شمعيا قائلاً: قد تذللوا فلا أهلكهم، بل أُعطيهم قليلاً من النجاة، ولا ينصب غضبي على أورشليم بيد شيشق. (2أخبار 12: 5 – 7)
v في تلك الأيام مرض حزقيا إلى حد الموت وصلى إلى الرب فكلمه وأعطاه علامة. ولكن لم يرد (لم يتجاوب) حزقيا حسبما أنعم عليه لأن قلبه ارتفع (بالكبرياء) فكان غضب عليه وعلى يهوذا وأُورشليم. ثم تواضع حزقيا بسبب ارتفاع قلبه هو وسكان أورشليم فلم يأتِ عليهم غضب الرب في أيام حزقيا. (2أخبار 32: 24 – 26)
ونلاحظ دائماً أن الله حينما يُعلن ويُظهر غضبه على إسرائيل،
فأن في حالة رجوعهم إلى الله معترفين بخطاياهم تائبين متضرعين بقلب منكسر متواضع، وعادوا لتأكيد العهد من خلال الطاعة والخضوع بكل ثقة الإيمان في شخصه العظيم القدوس، هنا يتوقف غضب الله تماماً، لأنه انجز المهمة وحقق الغرض المرجو من إعلان ظهوره، لأن الغرض هو العودة والرجوع بإخلاص التوبة وثقة الإيمان الحي العامل بالمحبة.
v اختتنوا للرب وانزعوا غرل قلوبكم يا رجال يهوذا وسكان أورشليم لئلا يخرج كنار غيظي فيحرق وليس من يُطفئ بسبب "شرّ أعمالكم". (إرميا 4: 4)
v يا رب لا توبخني بغضبك ولا تؤدبني بغيظك. ارحمني يا رب لأني ضعيف، اشفني يا رب لأن عظامي قد رجفت. ونفسي قد ارتاعت جداً، وأنت يا رب فحتى متى. عُد يا رب نجِ نفسي، خلصني من أجل رحمتك. لأنه ليس في الموت ذكرك، في الهاوية من يحمدك. تعبت في تنهدي، أعوم في كل ليلة سريري، بدموعي أذوب فراشي. ساخت من الغم عيني، شاخت من كل مضايقي. ابعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم، لأن الرب قد سمع صوت بكائي. سمع الرب تضرعي، الرب يقبل صلاتي. (مزمور 6)
v فسهر الرب على الشرّ وجلبه علينا (فَأَضْمَرْتَ لَنَا الْعِقَابَ وَأَوْقَعْتَهُ بِنَا)، لأن الرب إلهنا بار في كل أعماله التي عملها، (السبب لإتيان الشرّ) إذ (ونحن) لم نسمع صوته (لم نستمع إليك). والآن أيها السيد إلهنا الذي أخرجت شعبك من أرض مصر بيد قوية وجعلت (وأقمت) لنفسك اسماً كما هو هذا اليوم، قد أخطأنا، عملنا (ارتكبنا) شراً (وَأَشْهَرْتَ اسْمَكَ كَمَا هُوَ حَادِثٌ الْيَوْمَ، قَدْ أَخْطَأْنَا وَارْتَكَبْنَا الشَّر) يا سيد حسب كل رحمتك (برك كله) اصرف سخطك وغضبك عن مدينتك أورشليم جبل قدسك، إذ لخطايانا ولآثام آبائنا صارت أورشليم وشعبك عاراً عند جميع الذين حولنا. فاسمع الآن يا إلهنا صلاة عبدك وتضرعاته وأُضئ بوجهك على مقدسك الخرب من أجل السيد (وذلِكَ لأِجلِكَ أيُّها السَّيِّد). أمل أُذنك يا إلهي واسمع، افتح عينيك وانظر خَرَبنا (دمرنا) المدينة التي دُعي اسمك عليها، لأنه لا لأجل برنا نطرح تضرعاتنا أمام وجهك بل لأجل مراحمك العظيمة (الوفيرة). يا سيد اسمع، يا سيد اغفر، يا سيد اصغِ واصنع، لا تؤخر من أجل نفسك يا إلهي، لأن اسمك دُعي على مدينتك وعلى شعبك. (دانيال 9: 14 – 19)
v يا رب قد سمعت خبرك فجزعت، يا رب عملك في وسط السنين احيه في وسط السنين عرف في الغضب اذكر الرحمة؛ [أو يا ربُّ، سَمِعْتُ بِما عَمِلْتَ فَخفْتُ، أعِدْهُ في أيّامِنا وعَرِّفْ بهِ، وفي غضَبِكَ اَذْكُرْ رَحمَتَكَ]. (حبقوق 3: 2)
v فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادى وقال: "بعد أربعين يوما تنقلب (يتم تدمير) نينوى". فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحاً من كبيرهم إلى صغيرهم. وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي وقيل في نينوى (مرسوماً ملكياً) عن أمر الملك وعُظمائه (نبلاء الملك) قائلاً: "لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً، لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغطى بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم. لعل الله يعود ويندم (وصحتها يُشفق) ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك (يَرْجِعُ فَيَعْدِلُ عَنِ احْتِدَامِ سَخَطِ)". فلما رأى الله أعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله على الشرّ (وصحتها عفا – امتنع – تَرَاءَفَ ورحم – أشفق) الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه (فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ وَتَوْبَتَهُمْ عَنْ طُرُقِهِمِ الآثِمَةِ عَدَلَ عَنِ الْعِقَابِ الَّذِي كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُوْقِعَهُ بِهِمْ وَعَفَا عَنْهُمْ). (يونان 3: 4 – 10)
 
قديم 07 - 09 - 2018, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 21449 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ الغضب الإلهي والنمو الروحي السليم +
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أولاً غنى النعمة وقيمتها وسر فتور المحبة
يلزمنا أن نعي أن نعمة الله غالية جداً ولا تُقدَّر بثمن، بل ولا يستطيع أحد أن يُثمنها أو يُقيمها، فهي ليست رخيصة من جهة القيمة، لأن الإنسان أحياناً كثيرة لا يُقدر قيمة عطية الله ويستهين بغنى مراحم الله وإحسانه ولطف محبته الفائقة، غير مُدرك قيمة الخلاص الثمين وغنى فيض النعمة الإلهية الفائقة في المسيح يسوع ربنا:
+ الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته؛ مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين؛ ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. (أفسس 1: 7، 18؛ 2: 7)
+ لأننا كنا نحن أيضاً قبلاً أغبياء، غير طائعين، ضالين، مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة، عائشين في الخبث والحسد، ممقوتين، مبغضين بعضنا بعضاً. ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه. لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس. الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا، حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية. (تيطس 3: 3 – 7)
فالكثير منا لا يعي ولا يُدرك أو يحس ويشعر بالتنازل المُذهل
الذي لمسيح القيامة والحياة، الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مُعادلاً لله. لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً فيشبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (فيلبي2: 6 – 8)، ومع هذا التنازل العجيب في تواضع فائق الإدراك نجد أن الإنسان (الذي يقول أنه آمن بشخص المسيح الرب) غافل عن واقعية هذا البذل الإلهي، ويحيا باستهانة واستهتار متساهلاً مع نفسه، متكاسلاً عن حياته الروحية، وذلك تحت حجة الحقيقة المعلنة وهي أن الله محبة، غير مدركاً لغضب التقوى على الخطية والشرّ والفساد نفسه، فتأتيه الخطية – التي لا تتفق مع طبيعة الله والذي لا يقبلها تحت أي بند أو حجة – ويتعامل مع شهوات قلبه القديمة بتساهل وتفويت واضح بدون أن يغضب على إنسانيته العتيقة ويرفض كل أعمالها القبيحة ويلجأ للطبيب الصالح متمسكاً به طبيباً لنفسه بصلوات إيمان كلها توسل لكي يحقق فيه خلاصه الثمين، فيتمم شفاءه ويخلصه من إنسانيته العتيقة – يوماً بعد يوم – ويبطل كل أعمالها فيه، ويثبت الإنسان الجديد الذي يتغير ويتجدد حسب صورة خالقه.
لذلك في تلك الحالة – المتساهلة الذي فيها استهانة واضحة
(ولا أتكلم هنا عن الضعف أو السقوط الغير مقصود) – هناك خطر شديد على تلك النفس، لأن بعد فترة يُصاب الإنسان بحالة من البلادة وبرودة القلب التي ان استمرت تصل به – بالضرورة – إلى حالة لا مبالاة قد تصل في النهاية إلى قساوة القلب، لأنه بعد فترة سيعتاد على حالة الخطية ثم يصل للادعاء بأنه يوجد مؤمن جسدي واقع تحت سلطان الخطية، ويطلق تسميات غريبة عن روح الإنجيل: (مؤمن سارق – مؤمن غضوب – مؤمن زاني.. الخ) وكلنا بشر خطائين، ومن يستطيع أن يغلب الخطية أو العالم الذي وضع في الشرير، وبذلك يكون خرج تماماً عن طبيعة الإيمان الحقيقي وطاله الفساد من الداخل (كلياً) الذي يشوش عمل الله ويُبطل قوة النعمة المُخلِّصة في باطنه، فيحجب الله وجهه عنه بالتمام ويحيا في الغضب محفوظ ليوم دينونة الله العادلة.
+ لماذا يا رب ترفض نفسي، لماذا تحجب وجهك عني!؛ إلى متى يا رب تنساني كل النسيان، إلى متى تحجب وجهك عني؛ تحجب وجهك فترتاع، تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود؛ أسرع أجبني يا رب، فنيت روحي، لا تحجب وجهك عني فأشبه الهابطين في الجب. (مزمور 88: 14؛ 13: 1؛ 104: 29؛ 143: 7)
+ طوبى للكاملين طريقاً، السالكين في شريعة الرب؛ يذخر معونة للمستقيمين هو مجن للسالكين بالكمال. (مزمور 119: 1؛ أمثال 2: 7)
+ إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد (وليس مؤمن جسدي) بل حسب الروح؛ لأن كل من ولد من الله يغلب العالم، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا؛ لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر والبطر والمنادمات (حَفَلاَتِ السُّكْرِ وَالْعَرْبَدَةِ) وعبادة الأوثان المحرمة. (رومية 8: 1؛ 1يوحنا 5: 4؛ 1بطرس 4: 3)
فعلينا أن نحذر جداً لأن الإعلان الرسولي حسب الحق،
حذرنا من الأيام الأخيرة، التي يظهر فيها معلمون منحرفون عن طريق التقوى، يُقدمون تعليم مغشوش حسب الهوى الذي يتفق مع راحة الناس وتسكين ضميرهم وإصابتهم بالعطب، وإفساد الحياة المستقيمة حسب مشيئة الله التي أُعلنت لنا في الإنجيل، لأن كثيرين عن غش يقدمون تعليم ملتوي يتناسب مع أهواء الإنسان ويدعمون خطاياه بحجة علم النفس والمشورة والتنمية البشرية، أو يلغون خطايا واضحة بحجة أن العلوم الاجتماعية والنفسية لغتها من السلوك الغير سوي واعتبرتها شيء طبيعي.
+ لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهممُعلمين مستحكة مسامعهم. (2تيموثاوس 4: 3)
+ عالمين هذا أولاً أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم؛ ولكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مُضلة وتعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم. مانعين عن الزواج وآمرين أن يُمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق. لأن كل خليقة الله جيدة ولا يُرفض شيء إذا أُخِذَ مع الشكر. لأنه يُقدَّس بكلمة الله والصلاة. (2بطرس 3: 3؛ 1تيموثاوس 4: 1 – 5)
+ وأما أنتم أيها الأحباء فاذكروا الأقوال التي قالها سابقاً رُسل ربنا يسوع المسيح. فأنهم قالوا لكم أنه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم. هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم نفسانيون لا روح لهم. وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مُصلين في الروح القدس. واحفظوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية. (يهوذا 17 – 21)
فسرّ برودة المحبة التي يُصاب بها القلب
ويفقد الإنسان اتزانه الروحي وتعقله، ويفقد كل غيرة التقوى الحسنة التي تضبط الحياة المسيحية الحقيقية وتبعده عن الطريق السماوي، هي كثرة العبث والتعامل مع الإثم، لأن الرب بنفسه قال: ولكثرة (التضاعف والزيادة بشكل مكثف) الإثم ل¼€خ½خ؟خ¼خ¯خ±خ½ (القصد العصيان والتمرد، وحياة الفوضى والجموح والخروج عن الخط المستقيم بشكل شاذ) تبرد محبة الكثيرين. (متى 24: 12)
 
قديم 07 - 09 - 2018, 03:52 PM   رقم المشاركة : ( 21450 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

توبتنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






طبيعياً ونحن متورطين في عمق الخطية المُدمرة وحب اللذة لا نقدر ولا نستطيع أن نسمع الصوت الإلهي الذي يُنادينا بالرحمة والمحبة، لأننا في تلك الحالة نكون كالمغيبين من كثرة شرب الخمر، منغمسين في حياة الجسد، تائهين عن البرّ وليس لدينا تقوى، وآذاننا منغلقة تماماً عن الصوت الحسي الذي لله الحي، منفتحة على رغبات شهوات النفس بشكل عظيم مثل الجائع الذي يتلوى من الجوع ولا يهدأ أو يرتاح إلا عندما يأكل ويشبع.
لذلك عادةً لا نحس بكل ما هو روحي،
لأن الإنسان الطبيعي المنغمس في اللذة الحسية وله أحلام ورغبات تتعلق بكل ما هو تُرابي زائل، عنده جهالة بكونه ميتاً عن الحياة، لا يستطيع أن يستوعب غنى النعمة المُخلِّصة، بل ولا يهتم بالله كشخص حي وحضور مُحيي، لأن الخطية والاعتياد عليها يجعل الإنسان في حالة لا مبالاة أو اهتمام بالأبدية، لأنه مصاب بعمى شديد يجعله يرى كل شيء عكس حاله، بمعنى انه يرى كل شيء صالح كأنه غريب عنه فيراه ساذجاً بلا قيمة، فيُضحكه ويسخر منه، وكل ما هو شرّ وفساد وحرام يراه صالحاً ونافعاً بل ومحبباً لقلبه بكونه صار كنزه وموضوع مسرته، لأن حيثما يكون الكنز هناك يكون القلب (متى 6: 21).
ولذلك ونحن على هذا الحال لا نستطيع أن نفكر يوماً في حياة البرّ والتقوى والرجوع لله الحي،
أو حتى الإصغاء والاستماع لأي شيء ينبهنا ويوقظنا من غفلتنا، لذلك يفتقدنا الله بنفسه ويتعامل معنا أولاً من بعيد ثم من قريب، أحياناً في حلم وأحياناً في مواقف وشدائد معينة يُظهر يده المعتزة بالقوة، وبالطبع ما أكثر الطرق التي يستخدمها الله معنا ولا نستطيع ان نحصرها ولكنها ليست موضوعنا الآن، ولكن – عموماً – أكثر وقت نحس به ونستشعر حضوره واقترابه منا جداً، حينما نقع في حالة حزن مُدمر للنفس بسبب فقدان عزيز لدينا أو بسبب مشاكل الخطية التي تورطنا فيها بشكل مؤلم للغاية، لأن باطنها مملوء موت، أي لعنة وغضب، شدة وضيق ظلام الموت الأبدي، لأنها تحمل كل غضب إلهي لأنه معلن فيها، وذلك بكونها تحمل سم الحية القديمة المُميت للإنسان.
لذلك في الوقت الذي نشعر ببرودة الموت تسري في داخلنا وتُقيدنا
وتقبض علينا بسلاسل اليأس والإحباط القاتل للنفس، ومن شدة الضغطة والدينونة التي تشل كل حركة صالحة فينا، نصرخ بصرخة وجع القلب الداخلي – المشتاق لحضن أبوي يحتضنه ويُريحه ويغسله من هذا الهم والغم والنكد المتعب والمؤلم جداً – قائلين: ويحي أنا الإنسان الشقي من يُنقذني من جسد هذا الموت!!
حينئذٍ – بكوننا صادقين – نجد المُخلِّص الأمين يُظهر ذاته لنا في تلك الساعة،
مثل المُنقذ الذي يركض نحو الغريق – بلهفة شديدة – لينتشله ويُنجيه، وبالتالي نرتمي عليه (بثقة الإيمان) بكل ثقل حمولتنا الصعبة فنرتاح بين يديه جداً، ويدخل الفرح الحقيقي لأول مرة في قلبنا، لأننا حصلنا منه على لمسة شافية فيها قيامة من بعد لما كنا أموات بالخطايا والذنوب، ومن هنا يُخرج شكر عميق على إحسان الله الفائق ومحبته التي غمرتنا بشدة وطردت منا الظلمة وروت نفوسنا العطِشة وأراحت قلبنا المُتعب وأعطت قوة شفاء لنفوسنا المريضة، التي لا يُمكن أن تُشفى من أحد غيره وحده: وليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلُّص (أعمال 4: 12)
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025