19 - 05 - 2012, 08:55 PM | رقم المشاركة : ( 201 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«…لاَ يَرْضَى بِسَاقَيِ الرَّجُلِ» (مزمور10:147). كم هي فكرة مثيرة للإهتمام أن الإله العظيم المتعالي لا يرضى بساقيِ الرَّجُل! يمكن أن نفكر في هذا الصدد بعالَمْ الرياضة، ببطل السباق الرشيق والسريع عندما يقطع خط النهاية رافعاً ذراعيه إلى الأعلى منتصراً، وبلاعب كرة السلة رامياً الكرة في سلّة مسجلاً هدف الغلبة، وببطل كرة القدم المفتول العضلات يتقدّم دون تردّد عبر خطوط الملعب. الحشدُ ملتهب حماساً، إنه يقفز ويصيح ويهتف (وأحياناً أخرى يطلق صيحات الإستهجان) متعصّب ويشارك عاطفياً في اللعب، ويمكنك أن تقول أنه يرضى بساقَي الرَّجُل، أي في مقدرته على خوض المباراة. لم يكن المقصود بآية اليوم منع الإهتمام بالرياضة، ففي مواضع أخرى يمتَدح الكتاب المقدس التدريبات الجسدية، لكن عدم رضى الله بساقَي الرَّجُل ينبغي أن يذكّرنا بأن نحافظ على توازنٍ في أولويّاتنا. إنه لمن السهل على الشاب المؤمن أن يصبح منهمكاً جداً في رياضة ما حتى تصبح شغف حياته، حيث ينصَّبُ أفضل مجهوده في تحقيق التفوُّق، يضبط وقته وطعامه ونومه. إنه يتدرّب بلا إنقطاع ليُتقن مهاراته في كل مباراة يتصوّرها ويداوم على نهج أسلوب تدريب كي يحافظ على لياقته البدنية، إنه يفكّر ويتحدّث عن هذه الرياضة كما لو كانت حياته. لعل الأمر كذلك في الواقع. أحياناً يشعر شاب مؤمن مثل هذا بالتقصير عندما يدرك أن الله لا يرضى بساقَي الرَّجُل. فإذا كان يريد أن يسير في شركة الله فلا بد له من إعتماد منظور الله. ما الذي يرضي الله إذاً؟ يخبرنا العدد الحادي عشر من المزمور147 «يَرْضَى الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ»، وبعبارة أخرى، إن الله أكثر إهتماماً بالروحيات مما في الجسديات وهذا ما يعكسه الرسول بولس عندما يقول، «لأَنَّ الرِّيَاضَةَ الْجَسَدِيَّةَ نَافِعَةٌ لِقَلِيلٍ، وَلَكِنَّ التَّقْوَى نَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ لَهَا مَوْعِدُ الْحَيَاةِ الْحَاضِرَةِ وَالْعَتِيدَةِ» (تيموثاوس الأولى8:4). بعد مائة عام من اليوم، عندما تصمت الهتافات وعندما يفرغ المدرَّج، وتُنسى الأهداف، فإن الشيء الذي سيكون له قيمة حقاًّ هو حياة طُلبِ فيها أوّلاً ملكوت الله وبرِّه. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:55 PM | رقم المشاركة : ( 202 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ» (مزمور7:11). الرَّب نفسه عادل ويحب أن يرى شعبه يتصرَّف بطريقة عادلة، وهو يرضى عندما يتخذ المؤمنون وبصورة غريزية خيارات تتوافق مع القانون الإلهي أو الأخلاقي. لكن ليس من السهل دائماً في عالم كعالمنا، فنحن نميل دائماً لتقديم تنازلات في مجالات الآداب والأخلاق. إن بعض التجارب تكون صارخة، وأخرى مُغوِية، والأمر يتطلّب مقدرة على التمييز والثبات من أجل السلوك باستقامة. لن يكون من الممكن وضع قائمة بكل المجالات التي تتخللها المشاكل، ولكن لائحة ببعض النواحي ستزودنا بقاعدة لقرارات تُتّخذ في المستقبل. الرشوة والعمولة هما شكلان من إنعدام العدل، وكذلك الهدايا التي تقدّم لوكيل مشتريات من أجل الحصول على حُكم مُسبق لحُكمه. من الخطأ كتابة صَكّ (شيك) عندما لا يكون رصيد في البنك على أمل إيداع بعض المال قبل صرف الصَّك، وإنه أمر غير قانوني إرفاق رسالة في طرد بريدي دون دفع تكاليف الرسالة. إنه نوع من الخداع أيضاً أن تقول لزميل لك أن مدير العمل غير موجود بينما هو جالس في المكتب المجاور، ناهيك عن إساءة إستعمال وقت العمل، أو حساب مصاريف تضاف إليها مصاريف شخصية لا علاقة لها بالعمل، وهناك بطبيعة الحال الممارسة واسعة الإنتشار لتزوير إستحقاقات ضريبية إما بالتصريح بدخلٍ أقل أو بإضافة تبرعات ومصاريف أخرى. ثم هناك تقارير حول مطالبات من التأمين قد تصل إلى نِسب عالية، وأيضاً التباطؤ في العمل أو العمل دون المستوى، ولَعَلَّ إحدى الإنتهاكات الأكثر شيوعاً هي الإستخدام غير المسموح به من وقت صاحب العمل للقيام بأعمال شخصية، ثم إنه ليس من الحق الدفاع عن أقارب أو أصدقاء عندما يكونون على خطأ بشكل واضح، هذه محبةٌ مُضلِّلة وولاء كاذب. إننا نخدم العدالة عندما نقف بجانب الحَقّ ضد الخطيئة بِغضّ النظر عن من هو المذنب. وبالمثل، فإنه من الخطأ الوقوف إلى جانب شخص محروم من الشركة على أساس الفكرة بأن أحداً ما يجب أن يصادق الجاني. إن هذا ينجح فقط في خلق إنقسام في الكنيسة وإمعان الجاني في شّره. أخيراً، ليس من الصحيح أبداً أن شخصاً يتحمَّل اللوم على شيء لم يفعله، فهنالك بعض النفوس المحبَّة للسلام تكون على إستعداد لتَحمُّل اللوم عندما يَرفُض المذنب الإعتراف بذنبه. لا يمكن أن نفوز بالسلام بتضحيتنا بالحقّ. تشجّع أيها الأخ، لا تتعثّر مع أن طريقك مظلم كالليل، هناك نجم يرشد المتّضع «إتّكل على الرَّب واعمل الصواب». (نورمان ماكلود) |
||||
19 - 05 - 2012, 08:58 PM | رقم المشاركة : ( 203 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ» (يعقوب20:1). إن الصورة ليست غير مألوفة. إن إجتماع عملٍ في الكنيسة يتخذ مجراه ويجب اتّخاذ قرار، والموضوع لا يتعلَّق ببعض عقائد الإيمان العظيمة، بل ربما عن إنشاءات إضافية للكنيسة أو دهان المطبخ أو توزيع بعض التبرعات. يتطور خلاف ويغلي الغضب وتهيج المشاعر ويثور الصراخ، وأخيراً يتغلَّب بعض من ذوي الإرادة القوية، ثم يغادرون متوهّمين أنهم قد عملوا على تقدُّم عمل الله. وعليه فمهما كان ما عملوا على تقدمه فإنه لم يكن عمل الله ولم يتمموا إرادته، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّه. هنالك قصة رُوِيت أنه عندما اندفع إيمرسون خارجاً من إحدى إجتماعات إحدى اللِّجان حيث دار الكثير من الجدل والصراع النفسي، وبينما كان لا يزال يغلي غضباً، سمع ما يبدو أن النجوم تقول له: «لِمَ أنت ملتهبٌ إلى هذا الحدّ أيها الإنسان الصغير؟» فعلّق لزلي وذيرهيد قائلاً: كم رائعة هي تلك النجوم الصامتة في جلالها وجمالها البعيد تُهدِّئ أرواحنا وكأنها تقول حقاًّ: «إن الله عظيم بما فيه الكفاية لكي يهتم، ولا شيء مما يزعجك مهمٌ كما يبدو». نحن بالطبع نعلم بأن هناك وقتاً للغضب البارّ، وذلك عندما تكون كرامة الله في خطر، لكن عندما تكلَّم يعقوب عن غضب الإنسان لم يكن يفكّر في هذا، بل كان يفكِّر بالإنسان الذي يصرَّ على رأيه الخاص والذي عندما يُعترَض، يَنفجِر غاضباً. إنه يُفكّر بالإنسان المتكبر الذي يَعتبِر حُكمَه على الأمور معصوماً، وبالتالي غير متسامح مع معارضيه. إن الإنسان في هذا العالم يَعتبر المزاج السريع الإنفعال علامة قوة، فهو بالنسبة إليه شارة القيادة ووسيلة لفرض الإحترام، ويعتقد أن الوداعة ضعف. لكن المؤمن يعرف على نحو أفضل أنه عندما يفقد أعصابه فإنه يفقد إحترامه، وكل موجة غضب هي بمثابة فشل، إنه عمل الجسد وليس ثمر الروح، وقد أرشده المسيح إلى طريقٍ أفضل، إنه السبيل لضبط النفس بأن يعطى مكاناً لغضب الله وأن يُظهِر الوداعة لكل الناس، إنه سبيل تحمل الخطأ بصبر، وتحويل الخدّ الآخر. إن المؤمن يعرف بأنه يعرقل عمل الله من خلال مظاهر الغضب، وأنه يحجب أي فرق بينه وبين غير المتجدد، ويكُّمُ شفتيه عن الشهادة. |
||||
19 - 05 - 2012, 09:01 PM | رقم المشاركة : ( 204 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَمَا إِلَيْكُمْ يَا جَمِيعَ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟ تَطَلَّعُوا وَانْظُرُوا إِنْ كَانَ حُزْنٌ مِثْلُ حُزْنِي الَّذِي صُنِعَ بِي الَّذِي أَذَلَّنِي بِهِ الرَّبُّ يَوْمَ حُمُوِّ غَضَبِهِ» (مراثي إرميا12:1). أحياناً وبينما أجلس حول مائدة عشاء الرَّب، يتعيَّن علي أن أسأل نفسي «ما الذي يحصل لي؟ كيف يمكنني أن أجلس هنا وأتأمّل آلام المخلّص ولا أذوب بدموعي؟» واجَه شاعرٌ غير معروف الأسئلة نفسها فكتب يقول: «أأنا حجرٌ وليس إنساناً؛ لأقف أيها المسيح تحت صليبك؛ وأحصي نقطةً نقطة؛ دمك النازف ببطء؛ ومع هذا لا أبكي؟ لم يكن كذلك مع الشمس والقمر؛ خبَّأا وجهيهما في سماء منتصف النهار؛ بينما اهتزّت الأرض وتأوّهت، لكن أنا فقط أنظر غير متأثر؛ إلهي القدير، يجب ألا أوجد، أو أنني أعرف الغضب الذي تحمَّلتَه؛ أه يا ربُّ، أصلّي إليك، إلتفِت وانظر ثانية؛ واضرِب هذه الصخرة، قلبي». وكتب آخر بروح مماثلة، «يا عجب لنفسي وأنا؛ أيها الحمل المحب، النازف حتى الموت؛ أستطيع أن أفحص السر وأبقى لا أتأثر كيما أحبك أكثر». إنني مُعجبٌ بتلك النفوس الحساسة التي تتأثر جداً بآلام الفادي المائت لدرجة أنها تنهار وتبكي. أفكر بحلاّقي المؤمن، رالف روكو، الذي كثيراً ما كان يقف فوقي ويتحدث عن الآلام التي عاناها المخلّص، ثم مع دموعه الساقطة على غطاء القماش كان يقول: «أنا لا أعرف لِماذاِ كان مستعدًّا أن يموت من أجلي، فما أنا إلاّ بائس، ومع هذا حَمَل عقاب خطاياي في جسده على الصليب». أُفكِّرُ بالمرأة الخاطئة التي غسلت رِجليَ المخلّص بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها وقبَّلت قدميه ودهنتهما بالعُطر (لوقا8:7)، وعلى الرغم من أنها عملت هذا قبل الصلب، كانت منسجمة عاطفيّاً أكثر مني، مع كل معرفتي الفائقة وإمتيازاتي. لماذا أكون ككتلة من الجليد؟ هل لأني ترعرعت في ثقافة حيث يُعتبر البكاء جُبناً؟ إذا كان الأمر كذلك لكنت أتمنى لو لم أعرف تلك الثقافة، إنه ليس عارٌ أن تبكي في ظِل الجلجثة، إن العار لا يكمن في البكاء. وإذ أقتبس كلمات إرميا، علي أن أصلي من الآن فصاعداً «يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ فَأَبْكِيَ نَهَاراً وَلَيْلاً قَتْلَى بِنْتِ شَعْبي» (إرميا1:9)، أي أنني أبكي بسبب الآلام والموت الذي جَلبته خطاياي على المخلّص البارُّ، وأقبل على نفسي كلمات إسحاق واتس الخالدة: حسناً سأُخبئ وجهي الخجول؛ عند ظهور صليبه العزيز؛ يذوب قلبي شاكراً، وتذوب عيني بالدموع. يا ربّ، نجّني من لعنة المسيحية جافّة العينين. |
||||
19 - 05 - 2012, 09:03 PM | رقم المشاركة : ( 205 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«…لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضاً عَنِ الرَّمَادِ وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضاً عَنِ النَّوْحِ وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضاً عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ» (إشعياء3:61). في هذه المقطع المجيد، يصف المسيّا بعض التبادلات الرائعة التي يُحضرها لأولئك الذين يقبلونه، فإنه يعطي جمالاً عِوضاً عن الرماد، وفرحاً عِوضاً عن النوح وتسبيحاً عِوضاً عن اليأس. نأتيه برماد حياة إحترقت بالمسرّات، برماد جسد دُمِّر بالكحول والمخدّرات، نأتيه برماد سنين ضاعت في البرية، أو رماد آمال محبطة وأحلام محطَّمة، فماذا نحصل مقابل ذلك؟ يعطينا جمالاً، جمال تاج العرس الباهر. يا لها من مبادلة! «المسكين المهموم والمُنهَك من الخطيئة ينال كرامة عندما يصبح رفيق الإله القدّوس» (ج.ه ترويت). إن مريم المجدلية التي كانت ملبوسة بسبعة شياطين، لم تخلص فحسب، بل أصبحت إبنة للملك. يأتي إليه الكورنثيّون بكل إنحطاطهم، فيتغيّرون ويتقدّسون ويتبرّرون. نأتيه بدموع الحزن، دموع سَبَّبتها الخطيئة والهزيمة والفشل، دموع سبَبُها المأساة والخسارة، دموع على زواج محطَّم وأولاد عاصين، فهل يمكنه عمل شيء بهذه الدموع المالحة الغالية؟ نعم، يمكنه أن يمسحها ويعطينا مكانها زيت الفرح. يعطينا فرح الغفران، فرح القبول، فرح عائلته، وفرح إكتشاف سبب وجودنا. بإختصار، إنه يعطينا «فرح وليمة العرس عوضاً عن الويل الثقيل الوطأة». أخيراً، يأخذ منّا ثِقَل الروح، فجميعنا يعرف ما تشبه هذه الروح، إنها عبء الشعور بالذنب والندم والعار والخزي، إنها روح الوحدة والرفض والخيانة، روح الخوف والقلق، يأخذها كلها بعيداً ويعطينا رداء التسبيح، ويضع ترنيمة جديدة في فَمنا تسبيحة للرَّب إلهنا (مزمور3:40). يمتلئ المتذمّر بالشكر والمجدّف بالعبادة. شيء جميل، شيء صالح، بفهم كل ما فيَّ من إرتباك، كل ما عندي لأقدِّم له هو الإنكسار لأنه عَمِلَ شيئاً جميلاً في حياتي. |
||||
19 - 05 - 2012, 09:03 PM | رقم المشاركة : ( 206 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً» (لوقا35:6). تشير هذه الوصايا المتأتية من ربّنا إلى سلوكنا تجاه جميع الناس، المؤمنين وغير المؤمنين، لكننا يجب أن نفكر فيها وخاصة فيما يتعلق بالمعاملات المالية الفردية بين المسيحيين. صحيح أنه مما يدعو للأسف أن بعض أخطر الصراعات تنشأ بين المؤمنين على الأمور المالية، على أنه لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، ولكن للأسف لا يزال القول المأثور القديم صحيحاً: عندما يأتي المال من الباب يخرج الحب من النافذة. قد يكون هناك حلٌ بسيطٌ وهو حظر جميع المعاملات المالية بين القديسين، لكننا لا نستطيع القيام بذلك لأن الكتاب المقدس يقول لنا، «وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ… وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئًا» (لوقا30:6و35). لذا يجب أن نعتمِد المبادئ التوجيهية المختلفة التي تتيح لنا أن نطيع الكلمة ونتجنَّب النزاع والشركة المقطوعة. يجب أن نعطي لأية حالة تستلزم إحتياجاً حقيقياً بحيث تكون العطية غير مشروطة، على ألّا تُلزِم العطية الشخص الآخر بأي شكل من الأشكال، كالتصويت إلى جانبنا في اجتماع الكنيسة أو في الدفاع عنّا عندما نكون مخطئين. يجب أن لا نحاول «شراء» الناس بمعاملتنا الحسنة. غير أن هنالك بعض الإستثناءات للوصية التي تقول بأن نعطي كل شخص يسألنا. ينبغي ألّا نعطي لأحد كي يموِّل لعب القمار أو الشرب أو التدخّين كما ويجب أن لا نَتعهَّد بتمويل مشروع سخيف يشجع الناس على الطمع. عندما نعطي لقضية ما تستحقه من العطاء، ينبغي أن نفعل ذلك ونتخذ موقفاً بعدم الإهتمام إن لم نسترجع المال، فإن عدم الدفع لا يؤثّر على صداقتنا، ويجب ألاّ نَجبي فائدة على القرض، فإن كان هذا يُطلَب من يهودي يعيش تحت الناموس (لاويين35:25-37)، فكم بالحريّ المؤمنين الذين يعيشون تحت النعمة، إنه يجب عليهم ألّا يجبوا فائدة من مؤمن آخر. فإذا ما وُجدت حالة لا تكون متأكّداً تماماً إزاءها ما إذا كان فيها حاجة حقيقية، فمن الأفضل أن تسعى بشكل عام لتلبيتها، فإن كنت مخطئاً، فمن الأفضل أن تفعل ذلك بدافع النعمة. عند العطاء للآخرين، علينا أن نواجه حقيقة أن مستلم الصدقة غالباً ما يشعر بالإستياء تجاه المعطي، وهذا هو الثمن الذي يجب أن نكون على إستعداد لدفعه. عندما قيل لديزرائيلي أن هنالك شخصاً ما يكرهه قال، «لا أعلم لماذا، لم أعمل له شيئاً مؤّخراً». |
||||
19 - 05 - 2012, 09:04 PM | رقم المشاركة : ( 207 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ» (لوقا28:5). تخيّل لاوياًّ يجلس إلى مائدة على الطريق العام يجمع الضرائب من المارّة، فلو كان جابي ضرائب نموذجياًّ لاختلس مبلغاً كبيراً من المال بدلاً من تحويله إلى الحكومة الرومانية المحتقرة. في هذا اليوم بالذات مرَّ يسوع من هناك وقال له: «إتْبَعْني»، فحدثت صحوة روحية عظيمة في حياة اللّاوي، رأى خطاياه مكشوفة وأدرك خواء حياته، وسمع وعداً بما هو أفضل، فكان تجاوبه فورياًّ «فَتَرَكَ كُلَّ شَيْء وَقَامَ وَتَبِعَهُ»، وبذلك كان يتوقَّع مسبقاً كلمات آمي كارمايكل المفعمة، «سمعتُ نداءه؛ تعال واتبَعني!؛ كان هذا كل شيء: ذَهَبي في الأرضِّ صار قاتماً؛ روحي تبعته؛ فقُمتُ أنا بذاتي وتَبِعته؛ كان هذا كل شيء؛ من لا يتبعه؛ إذا سمع صوته ينادي؟» لكن لاوِي، أو متّى كما هو معروف، لم يعرف في ذلك اليوم عندما استجاب لدعوة المسيح، عن الأشياء العظيمة التي ستنبُع من إطاعته. بادئ ذي بدء، إختبرَ بَركة الخلاص التي لا تُقدَّر بثمَن، ومنذ ذلك الحين فصاعداً، إهترأ حذاؤه من المشي وهو يُخبر عن يسوع بدل جلوسه المتواصل في إشغال وظيفة الجباية. ومنذ ذلك الحين، أصبح لديه فرح أعظم حتى عندما كان حزيناً بما كان فيه سابقاً عندما كان سعيداً، ثم من ذلك الحين إستطاع أن يقول كلمات جورج ويد روبنسون، «شيءٌ يتخذ مظهر كل لون، عيون بدون المسيح لم تره أبداً». وبالتالي أصبح متّى كذلك واحداً من الإثني عشر رسولاً. لقد عاش مع الرَّب يسوع وسمع تعاليمه التي لا تُضاهى وأصبح شاهداً على قيامته، ومضى يُبشِّر بالرسالة المجيدة، وأخيراً وَضَع حياته لأجل المخلّص. لقد مُنِحَ متَّى الإمتياز الذي لا يُعبَّر عنه في كتابة الإنجيل الأوّل. كنا قد ذكرنا أنه تخلّى عن كل شيء، ولكن الرَّب سمح له بأن يحتفظ بقلمه، ذلك القلم الذي استُخدم ليصوّر الرَّب يسوع، الملك الحقيقي، لليهود. أجل، لقد ترك متّى كل شيء، لكن بعمله هذا، حصل على كل شيء وأدرك الغاية الحقيقية من وجوده. هناك معنى لدعوة المسيح التي بها يدعو كل رجل وامرأة وكل فتى وفتاة، ونحن نستطيع إمّا الإستجابة وإمّا الرَّفض، فإذا استجبنا، فسيباركنا بأكثر من أفضل ما نحلم به، وإذا رفضنا، فسيجد غيرَنا يتبعه. لكننا سوف لا نجد مسيحاً آخر أفضل كي نتبعه. |
||||
19 - 05 - 2012, 09:05 PM | رقم المشاركة : ( 208 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَالْجَمْعُ قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ»» (يوحنا29:12). كان الله قد تكلّم لتوِّه من السماء بصوت واضح جَليّ. فقال البعض أنه رعدٌ، فأعطوا تعليلاً طبيعياً لما هو إلهيٌّ وعجيب. هذا أحد المواقف الذي يمكننا إتّخاذها اليوم فيما يختص بالعجائب، وقد نحاول تعليلها بما لا يتعدى حدثٌ طبيعي، أو يمكننا أن نقول بشكل قاطع أن عصر المعجزات قد ولّى، ويمكننا أيضاً أن نريح أنفسنا بنفيها وتجاهلها. ثمة موقف ثالث وهو الإتجاه نحو التطرُّف بأن يقوم شخص بالإدعاء بأنه إختبر العجائب التي ما هي في الواقع إلا شيء من نتاج مخيلة قوية. إن النهج الصحيح هو أن نعترف بأن الله قادر ويستطيع بالفعل أن يصنع المعجزات في أيامنا. إنه كرَبّ ذو سيادة، يستطيع أن يعمل كما يرضيه، على أنه ليس ثمة سبب كتابي يلزمه التخلي عن المعجزات كوسيلة للإعلان عن ذاته. تحدث عجيبة في كل مرة يولد شخصٌ ولادة جديدة، وهذا برهان قوي على القدرة الإلهية في تخليص ذلك الشخص من ملكوت الظلمة ونقله إلى ملكوت محبة إبن الله. ثمة معجزات شفاء تحدث في وقت عندما تعجز العلوم الطبية ويتلاشى كل أمل الإنسان، عندئذ واستجابة لصلاة الإيمان، يختار الله أحياناً أن يلمس جسد الشخص ويعيد إليه صحته. ثم هنالك معجزات التدبير، حين تفرغ حافظة النقود، ومعجزات الإرشاد عندما نقف على مفرق الطرق ولا نعلم أي إتجاه نتّخذ. هنالك أيضاً معجزات الحماية، عندما يخرج أحدهم، على سبيل المثال، من كومة فولاذ كانت قبلاً سيارة، دون أن يُخدَش البتة. نعم، لا يزال الله يعمل المعجزات، لكن ليس بالضرورة المعجزات نفسها، فلم يسبق له أن اختار تكرار الضربات العشرة التي ضرب بها مصر، وعلى الرغم من أن يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد، فهذا لا يعني أن أساليبه هي نفسها، وحقيقة إقامته للموتى بينما كان على الأرض لا تعني أنه يقيم الموتى اليوم. كلمة أخيرة! ليست كل المعجزات إلهية، إن الشيطان وأعوانه يستطيعون صنع المعجزات. ففي اليوم الآتي، سيخدَع الوحش الثاني المذكور عنه في رؤيا 13 سكان الأرض بالمعجزات التي سيجترحها. أما اليوم فلا بد لنا من إختبار جميع المعجزات المزعومة بواسطة كلمة الله وبالإتجاه الذي تُقود الناس نحوه. |
||||
19 - 05 - 2012, 09:06 PM | رقم المشاركة : ( 209 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّنَا إِنْ صِرْنَا مُخْتَلِّينَ فَلِلَّهِ» (كورنثوس الثانية13:5). عند الِلّه جنود غير نظاميّين في جيشه، وغالباً ما يكسب هؤلاء أعظم الإنتصارات. ففي حماسهم للرَّب يبدون غريبي الأطوار، يستخدمون أساليب مبتكرة بدل التشبّث بالأساليب التقليدية، يقولون ويفعلون دائماً ما هو غير متوقّع، يمكنهم قتل اللغة وخَرق كل قاعدة معروفة للكرازة والتعليم ومع هذا نرى من خلالهم مكاسب عظيمة لملكوت الله، وغالباً ما يكونون مثيرين إلى درجة يصعقون بها الناس وإصابتهم بالصَدمة، لكنهم لا ينسونهم أبداً. هؤلاء غير النظاميين يكونون بإستمرار مصدر إحراج للرزينين والتقليديّين ولهؤلاء الذين يقشعِرّون من فكرة إنتهاك المعايير الثقافية العادية، فيحاول مؤمنون آخرون تغييرهم ليجعلونهم عادييّن أكثر، وليخمدوا النار فيهم، لكن ولحسن حظ الكنيسة أن جهودهم عادة ما تبوء بالفشل. من الصعب علينا أن نصدِّق أن ربّنا بدا غريباً لمعاصريه، فلقد «كان متحمّساً لعمله إلى حد أنه غالباً ما لم يكن يجد الوقت حتى لتناول الطعام، وأراد إخوته وأمه أن يعيدوه إلى البيت لأنهم اعتقدوا أنه شخص غريب الأطوار. قالوا، لقد أصبح متطرفاً، لكن يسوع وحده الذي كان شخصاً عاقلاً وليس إخوته» (ماكنتوش ماكاي). من الواضح أن الناس إتهموا بولس الرسول بأنه شخص غريب الأطوار، فكان جوابه على هذه التهمة «لأَنَّنَا إِنْ صِرْنَا مُخْتَلِّينَ فَلِلَّهِ» (كورنثوس الثانية13:5). لقد سمع معظمنا بأحد جنود الله غير النظاميّين الذي لبس على جسمه لوحين من الخشب فكتب على اللوح الأمامي «أنا مختلّ لأجل المسيح»، وعلى اللوح الخلفي «وأنت مختلٌّ لأجل من؟».إن المشكلة التي تواجه معظمنا أننا كثيراً ما نكون عاديّين تماماً بحيث قلَّما نستطيع خلق تحَرُّك في المجتمع لأجل الِلّه. وكما قال أحدهم «نترك الناس العاديين حيث هم، ونكون مثل بطرس واقفين خارج قاعة المحكمة حيث كان يسوع يُحاكَم، لندفِّئ أنفسنا فقط». كان رولاند هيل، أحد الوعّاظ اللندنيّين المشهورين غريب الأطوار، وكذلك س.ت. ستاد، وأيضاً بيلي بري، وكذا الواعظ الإيرلندي و.ب. نيكلسون. فهل نريدهم مختلفين عمّا كانوا؟ كلاّ، عندما نفكِّر كيف استخدمهم الله، نتمنّى فقط لو كنا مثلهم «من الأفضل ألف مرّة أن نكون غريبين ومؤثّرين مِن أن نكون عادييّن وغير مؤثرّين، فالحب الأول يمكن أن يكون غريباً، لكن نشكر الله لأنه مؤثِّر، وبعض منا قد أضاعه» (فريد ميتشل). |
||||
19 - 05 - 2012, 09:07 PM | رقم المشاركة : ( 210 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«اَلرَّجُلُ الْمُبْتَدِعُ بَعْدَ الإِنْذَار مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ أَعْرِضْ عَنْهُ. عَالِماً أَنَّ مِثْلَ هَذَا قَدِ انْحَرَفَ، وَهُوَ يُخْطِئُ مَحْكُوماً عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ» (تيطس11،10:3) عندما نفكّر بهُرطوقي، عادة ما نعتقد أنه الشخص الذي يحمل وينشر أفكاراً مناهضة لحقائق الإيمان العظيمة، نفكر بأناس مثل آريوس ومونتانوس وماركيون وبيلاغيوس الذين عاشوا في القرن الثاني والثالث الميلادي. أنا لا أقترح رفض تعريف الهُرطوقي، بل توسيع نطاقه. إن معنى الهُرطوقي في مفهوم العهد الجديد يشمل أيضاً كل من يروّج بإصرار لتعليم معيّن، حتّى ولو كان ثانويّاً في أهميّته مما يسبّب إنقساماً في الكنيسة. فقد يكون الشخص صحيحاً في التعاليم الأساسية ومع ذلك يروّج لتعليم آخر يسبّب نزاعاً، لأنه يختلف عن العقيدة المقبولة في الشركة التي هو فيها. إن معظم الترجمات العصرية تقرأه «رجل شِقاقات» بدل «هُرطوقي». إن صانع الشقاقات مصمّمٌ على أن يركب رأسه حتّى ولو أدّى ذلك إلى إنقسام في الكنيسة. فحديثه يعود حتماً لموضوعه المحبّب، ولا يهم أين يقلّب في صفحات الكتاب المقدّس فهو يظن أنه يجد دعماً لنظريته، ولا يمكنه أن يخدم الكلمة علناً دون أن يقدِّم للموضوع. إنه يملك قيثارة ذات وتر واحد، ويعزف لحناً واحداً على هذا الوتر. إن سلوك هذا الإنسان منحرف كليّاً ويتجاهل تماماً آلاف التعاليم الواردة في الكتاب المقدس التي تَبني القدّيسين في إيمانهم، ويركِّز على واحدة أو إثنتين من العقائد المنحرفة التي تخدم الشقاق فقط، فيمكنه أن يعزف نغماً معيّناً من النّبوءات أو يشدّد على إحدى مواهب الروح القدس أو أن تستحوذ على عقله النقاط الكالفنيّة الخمسة. عندما يحذّره قادة الكنيسة من متابعة حملاته المدبَّرة، لا يتوقَّف، بل يدَّعي بأنه سوف لا يكون أميناً للرَّب إذا هو توقف عن تعليم هذه التعاليم، إنه لن يسكت، إن لديه رداًّ «روحياً سامياً» لكل نقاش ضده، وحقيقة أنه يتسبّب بإنقسام في الكنيسة أمر لا يردعه في أبسط حال. إنه يبدو غير متأثر بالحُكم الإلهي «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدهُ اللهُ» (كورنثوس الأولى17:3). يقول الكتاب المقدس إن هذا الشخص مُفسد وخاطئ وقد أدان نفسه. إنه مفسد كونه يملُك «خُلُقاً ملتوياًٍ» و «ذهناً مشوّشاً» و «مشوّهاً»، إنه يخطئ لأن الكتاب المقدس يدين سلوكاً كهذا، ويقول أنه يعرف ذلك على الرغم من احتجاجاته الورعة. بعد إنذارين ينبغي على الكنيسة أن تنبذه، آملة من هذا النبذ الإجتماعي أن يتخلّى عن تحزّباته. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|