منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05 - 08 - 2016, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 201 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

دعونا الآن نفحص ما يقوله النشيد عن عينى العريس: “عيناه كالحمام على مجارى المياه، مغسولتان باللبن” لايُفهم المعنى الكامل لهذه الكلمات (لأن ما نفهمه منها، في رأيىلايفيه حقه)، ولكني أقدم التفسير بعد الفحص الدقيق. يقول القديس بولس: “لاتقدر العين أن تقول لليد لا حاجة لي إليك” 1 كو 21:12. يعلمنا بهذا لأنه يلزم لجسد الكنيسة أن يستعمل كلا من العيون والأيادي حتى يعمل بكفاءة. فالتفكير العميق وحدة لا يبلغ النفس إلى الكمال إلا إذا كان مصحوبًا بالأعمال التي تقود إلى حياة طيبة من الناحية الأخلاقية. كذلك لا تكفي الحياة النشيطة إلا إذا كانت تحت قيادة متفانية في الواجبات الدينية الروحية. لذلك لأبد أن تعمل العيون مع الأيدي. قد يشير النشيد إلى معنى العيون ولذلك نعرف لماذا يمدحها وسنناقش أهمية يدي العريس في فقرة مقبلة.
 
قديم 05 - 08 - 2016, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 202 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

عيناه كالحمام على مجارى المياه
الرؤية هي الوظيفة الطبيعية للعين، ولهذا السبب فموضعها يقع أعلى جميع الحواس. ولذلك فهي مؤهلة بالطبيعة لقيادة كل جسد. نسمع عن بعض الأشخاص يذكرهم الكتاب المقدس، ويقودنا إلى الحق مثل “الرائي” 1صموئيل11:9، و”الناظر” و”الرقيب” حزقيال17:3، يُسمى الآنبياء هؤلاء الأشخاص “عيونًا” ويمثلون هؤلاء الذين يُكلفون بالمراقبة والملاحظة والانتباه. ونعرف صفاتهم بمقارنة جمالهم بشيء أحسن. تقول العروس “عيناه كالحمام”، تمدح العروس عيون العريس لأنها تعمل حسب ارشاد الروح القدس وفهي بريئة ونقية.
يُعبر النص عن الحياة الروحية النقية بالحمام، الذي شاهد شبيهها يوحنا عندما حلَّ الروح القدس على المياه (يو 32:1)، لذلك فإن الذي يُعيّن بواسطة الله كعيون لجسد الكنيسة يجب عليه أن يغسل أي شيء يعوق بصره، لكي يقوم بوظيفة المراقبة والرؤية كما يجب. يقول الله أنه لا يوجد نوع واحد من المياه لغسل عيوننا، بل توجد أنواع كثيرة. فتوجد فضائل عديدة تمثل عدة ينابيع لتنقية المياه التي نغسل بها عيوننا لكي تُصبح نقية. والأمثلة على هذه الينابيع لتنقية المياه هي: المثابرة والعمل الدءوب، والتواضع، والصدق، والبر، والحزم والشجاعة، والرغبة في عمل الخير، والبعد عن الشر. تفيض أنواع هذه المياه وغيرها من نبع واحد وهو يضم مجاريها في مجرى واحد وبواسطتها تتنقي العيون من أي إفرازات للانفعالات.
 
قديم 05 - 08 - 2016, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 203 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

وتُقارن العيون بالحمام “عندما تمتلئ بالمياه” وذلك لبساطة وبراءة هذه الطيور. ويقول كلمة الله: “مغسولتان باللبن”. لا يعكس اللبن أي صورة. بينما كل السوائل الأخرى تشبه المرآة، لها سطح ناعم يعكس صورة من يحملق فيها، إلاّ أن اللبن ليست له هذه الخاصية. هذه، إذن أحسن صفة لتمجيد عيون الكنيسة: أنها لا تعكس الصوِّر الغاشة المعتمة للأشياء غير الموجودة والخاطئة، الباطلة أو المضادة للطبيعة الصادقة للحق. إنهم ينظرون فقط إلى الواقع نفسه ولا يعكسون الرؤى الكاذبة وأوهام الحياة. لذلك تغسل النفس الكاملة عيونها في اللبن لكي تحفظ نقاءها.
يقدم النشيد الآن شيئًا يجعلهم يبذلون مجهودًا كبيرًا، العيون “الجالسة بجوار المياه الوفيرة”. يطلب منا كلمة الله أن نطبق تعاليم الله بدقة وباِستمرار وبانتباه، حتى تُمتدح عيوننا بالنقاء. وتُعلمنا أننا يمكن أن نتمتع بجمال العريس نفسه بالجلوس باِستمرار بالقرب من ” المياه الوفيرة”. وفي الحقيقة أن كثير من الذين أُشير إليهم كعيون أعلنوا توقفهم عن المثابرة في عمل الخير وبدلاً من ذلك جلسوا بالقرب من أنهار بابل وأدانهم الله نفسه: “تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينفروا لأنفسهم آبارًا مشققة لا تضبط ماء” إرميا13:2. لذلك لا بد للعين أن تصبح جميلة وتناسب رأس العريس المذهبة، أي أنها ستكون نقية مثل الحمام، وصادقة ليس بها غش مثل اللبن، ولا تخدع أبدًا بالأوهام الخيالية. فيلزم أن نجلس متحلين بالصبر بالقرب من المياه المقدسة الوفيرة مثل شجرة ثابتة نامية بالقرب من المياه الجارية. وهكذا تثمر في الوقت المناسب وتبقى الفروع خضراء مزدانة بألوان أوراقها الجميلة (مز 3:1).
 
قديم 05 - 08 - 2016, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 204 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

يجعل الكثير من الأشخاص عيونهم الروحية تُهمل هذه المياه ولا يُعيرون كلمة الله ألا انتباها ضئيلاً. بل يحفرون لأنفسهم بئرًا للطمع لكي تخدم مجدهم الباطل، ويعملون آبارًا للكبرياء ويحفرون آبارًا للخداع التي لا تبقى فيها المياه التي يريدونها على الدوام. لذلك فهم يمجدون القوة والعظمة التي يحاولون تجميعها ولكنها تتسرب فجأة إلى الخارج ولا يبقى أي أثر لمجهودهم الباطل للأشخاص الذين غرروا بهم. يرغب كلمة الله من هؤلاء الأوصياء والذين يقومون بوظيفة الحراسة أن يقيموا حائطا للحماية (جفون عيونهم) بتأكيد تعاليم الله. ويلزم أن يخفوا نقاء وبهاء حياتهم بضبط النفس ويخبئونها بجفون عيونهم حسب القول حتى لا يسقط شعاع الغرور على عيونهم. وسنفحص أعضاء العريس الأخرى إذا وهبنا الله الوقت بنعمة ربنا يسوع المسيح له المجد إلى الأبد آمين.
يتبع…..
القديس غريغوريوسالنيصي
 
قديم 22 - 08 - 2016, 05:54 PM   رقم المشاركة : ( 205 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

الإنسان المتواضع قد قطع نفسه عن الكبرياء، ومن يمدح نفسه باطلاً قد نبذ نفسه عن التواضع سفر نشيد الأنشاد


سفر نشيد الأنشاد
  • ها أنتِ جميلة يا حبيبتي (صاحبتي)، ها أنت جميلة؛ عيناكِ حمامتان.
  • ها أنت جميل يا حبيبي وحلو (جميل)، وسريرنا أخضر (مظلل).
  • جوائز (عوارض) بيتنا أرز، وروافدنا سرو.
1:2 أنا زهرة الحقل، سوسنة الأودية.
  • كالسوسنة بين الشوك، كذلك حبيبتي بين البنات.
  • كالتفاح بين شجر الوعر، كذلك حبيبي بين البنين. تحت ظله اشتهيت أن أجلس، وثمرته حلوة لحلقي.
  • ادخلني إلى بيت الخمر، ووضع المحبة أمامي.
  • اسندونى بالروائح، انعشونى بالتفاح، فإني مجروحة حبًا.
  • شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني.
  • أحلفكن يا بنات أورشليم بقوات وقوى الحقل ألا تُيَقِظن وتنبهن الحبيب حتى يشاء.
 
قديم 22 - 08 - 2016, 05:54 PM   رقم المشاركة : ( 206 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

إذا ما مُزِج أي عنصر غريب مع الذهب فيجعله زائفًا، يقدم الخبراء من الصيَّاغ علاجًا للموقف بتنقية الذهب في النار.
إنهم يكررون هذا مرارًا وتكرارًا وفي كل إعادة يلاحظون كيف يتحسن لون الذهب.
هذه العملية أي تنقية الذهب تجعله يصبح غير زائف في منظره.
إن سبب ذكر هذا الأمر هنا سوف يتضح لك إذا ما فكرنا في النص. في البدء كانت الطبيعة البشرية مثل الذهب اللامع وذلك لتَشابُهه بالصلاح الذي بلا دنس.
لكن لونه قد تغير وصار أسودًا عندما امتزج بالرذيلة كما سمعنا العروس تقول ذلك في بداية السفر: إن إهمالها في حراسة كرمها قد جعلها سوداء (1: 5). الله الذي يصنع كل الأشياء بحكمته يهتم بما حل بالعروس من قباحٍ منظر غير لائق.
إنه ينسب لها جمالاً جديدًا لم يكن قبلاً لها، لكنه يقودها ثانيًا لحالة النعمة الأولى بإزالة السواد الذي حل بها خلال الخطية مغيرًا لونها إلى آخر بلا دنس.
بعد صب الذهب الأول يلاحظ الخبراء من الصيّاغ كم يزداد الذهب جمالاً بعد عملية تنقيته.
وعند سبك الذهب للمرة الثانية، إذ لم يتنقَّ بما فيه الكفاية بالمقارنة بالصبة الأولى فإنه يلاحظ أن الذهب يزداد جمالاً، غالبًا ما تتكرر العملية ذاتها مع ملاحظة التحسن الذي يحدث في كل مرَّة بدقة.
لذلك فإن المرافق للذهب المشوب أي العروس يُضفي على الروح بريقًا إذ ينقيه خلال عمليات تنقية خاصة.
في العظة السابقة (الثالثة) يشهد بأن جمال عروسه يشبه الفرس.
 
قديم 22 - 08 - 2016, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 207 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

لكنه الآن يقول إنها صارت تشبه العذراء في جمالها: “ها أنت جميلة يا حبيبتي، ها أنت جميلة، عيناك حمامتان” [ع15]. إن النشيد يعلمنا خلال هذه الكلمات كيف أن العروس قد استعادت جمالها باقترابها من الجمال الحقيقي الذي كانت قد انفصلت عنه قبلاً.
لأن العريس يقول: “ها أنت جميلة يا حبيبتي”، أي أنه يود أن يقول لها: إنك قبلاً لم تكوني جميلة. إذ قد ضللت عن الجمال الأول باِتحادك بالرذيلة مما جعلك قبيحة المنظر.
هذا يعني أن الإرادة الحرة إذا ما أخذت اتجاهًا ما فإنها إنما تميل إليه.
فإذا ما استحوذ الغضب على الإرادة الحرة يصير الإنسان سريع الغضب، وإذا ما غُلب بالشهوة تأسره اللذة.
وإذا ما مال الإنسان إلى الجبن، الخوف، أو أي وجع آخر فإن الطبيعة البشرية تأخذ شكل كل منها على الجانب الآخر.
فإذا ما استبدلت الطبيعة البشرية الغضب وفقدان العزاء والجسارة وعدم المخافة وما شابه ذلك واكتسبت بدلاً منها الصبر والطهارة والسلام والحرية ففي هذه الحالة تبرز طبيعة كل من هذه الفضائل في صميم الروح وتصير ساكنة ومتحررة من الشهوات.
لذلك فإن الفضيلة والرذيلة إنما هما مضادتان ولا يمكن أن يجتمعا معًا في الإنسان ذاته في آن واحد.
لأن الذي قد رفض ضبط النفس يتحول إلى الفسق في سلوكه.
إن من يعتبر حياة النجاسة كشيء بغيض فإن لهذا السبب ذاته قد يتحول عن الشر، ويحيا فيما بعد حياة صالحة وعفيفة.
هكذا الحال مع كل الفضائل الأخرى.
 
قديم 22 - 08 - 2016, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 208 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

إن الإنسان المتواضع قد قطع نفسه عن الكبرياء، ومن يمدح نفسه باطلاً قد نبذ نفسه عن التواضع.
وهل نحتاج أن نشير إلى أن غياب أحد الضالين يدل ضمنًا على أن الآخر قد ثَبتّ وجوده؟ بما أننا خلال إرادتنا الحرة نستطيع أن نصير كما يحلو لنا.
وهكذا يحق للكلمة أن يقول للعروس التي قد صارت جميلة: “ها قد نبذتِ الشركة مع الشر ودنوتِ مني.
وخلال دنوكِ من الجمال الأصلي قد صرتِ أنت ذاتك جميلة.
قد صرتِ جميلة المنظر كشبه الجمال الأول كما في مرآة.” حقًا أن الطبيعة البشرية كمثل مرآه تنطبع عليها صور مختلفة بحسب الشكل الذي تتخذه النفس خلال إرادتها الحرة.
إذا ما عُرض الذهب أمام المرآة فإن المرآة يظهر عليها شكل الذهب وتعكس لمعان مادة الذهب.
وإذا ما عرض أي شيء كريه فسوف تظهر صورته الكريهة على المرآة كمثال ضفدع، سلحفاة، أم أربعة وأربعين، أو أي شيء كريه للنظر.
 
قديم 22 - 08 - 2016, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 209 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

إذن فإن المرآة تعكس ما يعرض أمامهما.
وهكذا الروح أيضًا، عندما تتنقى من الرذيلة خلال الكلمة حينئذ يستقبل داخليًا مدار الشمس ويسطع بأشعتها المنعكسة.
لذلك فإن الكلمة يقول للعروس: قد صرِت جميلة باقترابك من نوري، بدنوِّك مني، إذ قد اِتحدْتِ بجمالي، “ها أنت جميلة يا حبيبتي” (1: 15).
ثم يصمت العريس، وإذ يرى جمال عروسه قد ازداد، يكرر كلماته: “ها أنت جميلة”. وقد أسماها “يا حبيبتي”، والآن وقد لاحظ جمال عينيها يقول: “عيناكِ حمامتان” عندما قورنت العروس بالفرس حينئذ مُدحِ خدَّاها وعنقها (1: 10).
أما الآن وقد ظهر جمالها الذاتي امتدح جمال عينيها.
يقول العريس إن عينيها حمامتان وهذا يحمل المعنى الآتي: عندما تكون العينان صافيتين حينئذ تعكس صورة من ينظر إليها بوضوح.
يقول خبراء الظواهر الطبيعية إن العين ترى من خلال استقبال انعكاس الصور المنبثقة من الأشياء المرئية.
لذلك فإن جمال العروس يُمتدَح لأن صورة الحمامة منطبعة في عينيها.
عندما يتطلع إنسان ما إلى أي شيءٍ، يستقبل في ذاته صورة هذا الشيء.
 
قديم 22 - 08 - 2016, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 210 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

إن الإنسان الذي قد تخلى عن الحياة الملموسة، أي اللحم والدم يتطلع إلى الحياة الروحية. كما يقول، فيسلك في الروح، وبالروح يميت أعمال الجسد. هذا الإنسان قد صار كليًا في الروح، فلم يعد الإنسان إلى الطبيعة الجسدانية. لهذا توصف النفس التي تخلصت من أهواء الجسد أن صورة الحمامة تظهر في عينيها، وهذا يعني أن خاتم الحياة الروحية يشع نورًا من داخلها. تصبح العين النقية. النفس التي حصلت على صورة الحمامة قادرة على رؤية الجاذبية الروحية للعريس. تنظر العروس إلى عريسها، عندما تكون صورة الحمامة في عينيها، فترى جماله الروحي. كذلك لا يستطيع أحد أن يقول: يسوع رب إلا بالروح القدس. وتقول العروس: “ها أنتَ جميل يا حبيبي” [ع16]، وبما أنه لا يظهر لي شيء جميل الآن لأني قد اِبتعدت عن كل شيء كنت أظن سابقًا أنه صالح، أما الآن فإن حكمي على الخير والجمال صار حكمًا بعيدًا عن الخطأ. وإنني لا أرى الجمال وأي شيء آخر إلا فيك، فلا التصفيق أو العظمة أو القوّة في هذه الدنيا تعادل ما أراه فيك من جمال. لأن الذين يكتفون بالحواس، قد يروا الدنيويات جميلة ولكنها ليست كذلك في حقيقتها. كيف أي شيء جميل إذا كانت تنقصه المادة؟
تظهر الأشياء في هذه الدنيا كأن لها قيمة في عقول من يفكرون في ذلك فقط. ولكنك جميلة حقًا بل أنت أصل الجمال ومادته، فأنت ثابتة على الدوام، فتزهرين باستمرار وليس في موسم واحد ثم تسقط أزهارك. ففي خلال حياتك الأبدية يظل جمالك ثابتًا. اسمك هو “الحب لجميع البشر”. أنت هو نبع يهوذا، ويصبح الشعب إخوة لمن يأتون إليك من الأمم. لذلك فأنت مستحق أن تُعرف باسم المحبوب من كل الذين يرغبون أن يكونوا لك إخوة لله الذي حل في الجسد.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مهاجمة سفر نشيد الأنشاد
سفر نشيد الأنشاد
سفر نشيد الأنشاد
المسيح في سفر نشيد الأنشاد
نشيد الأنشاد


الساعة الآن 05:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024