14 - 05 - 2012, 07:12 PM | رقم المشاركة : ( 201 ) | ||||
† Admin Woman †
|
375 - في طريقنا نحن المؤمنين نجد امورا ً كثيرة تعوقنا وتعثرنا ، اشياء لم تكن في اليال ولا الخاطر تعيق سيرنا في حياتنا الروحية ، قد تبدو صغيرة كحبات الحصى لكنها على صفحة الطريق تجعل ارجلنا تنزلق وتسقط ، خطية ٌ صغيرة هكذا نسميها ولا توجد خطايا صغيرة كل الخطايا كبيرة . العائق الصغير يوقف التيار ، الذباب الميت ينتن ويخمر طيب العطار . برغم رائحة عطر العطار النفاذة ذبابة ٌ صغيرة ميتة تجعل رائحته نتنة " إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ " ( مزمور 66 : 18 ) . الهفوة ُ الصغيرة تقيد يد الله . اليأس والقنوط والشك مهما بدا صغيرا ً يقيد عمل الله . في وسط الخيمة المقدسة ، خيمة موسى تكلم هارون ومريم على موسى ، تكلما عن المرأة الكوشية التي اتخذها ، انتقدا وكان لديهما موضوع يستحق النقد ، قالا : الله كلمنا نحن ايضا ً ، ما الذي يميز موسى عنا ؟ كلام لوم ٍ للرب ، وسمع الرب واخرج الرب الاخوة الثلاثة ونزل في عمود سحاب عليهم ، " فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى " ولما ارتفعت السحابة ُ تركت مريم برصاء وصرخ موسى للرب ان يرحمها ويرفع غضبه عنها وسمع الرب ورحم ، لكن الشعب ، كل الشعب تأخر في مسيرته سبعة ايام ٍ حتى ترجع مريم . لا تستهن بأية خطية ، كل ُ خطية ٍ ثقيلة ، كل خطية ٍ مكروهة ٌ من الرب . " لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل ، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا " ( عبرانيين 12 : 1 ) . تذمر شعب الله على الله وولّد ذلك التذمر ثورة انتجت دمارا ًوهلاكا ً . لنثق بالله ومواعيده ، لا نفسح مجالا ً للشك يتسرب الى قلوبنا وافكارنا . الشك يُضعف الايمان ويخمد عمل الروح في قلوبنا ويرخي ايدينا من يد الله . إن طالت بنا تجربة ٌ لنتمسك بقوة ٍ بيده ونرفع قلوبنا بالايمان به ، لنتشدد ونتشجع ولنفرح وسط الشدائد ونبتهج وسط الضيقات . الله لن يتخلى عنا ، الله لن يتركنا . الشك سلاح ابليس الفتاك ، لا تسمح له ان ينخر في عظام علاقتنا بالله وثقتنا به واعتمادنا عليه . الشك يدمر حياتنا ، لا تستهن به . الشك يقطع عُرى ثقتنا بالله . وسط التجربة افرح . فرحك في التجربة طعنة ٌ لابليس في مقتل . لا يستطيع ان يقترب منك ما دام قلبك نقيا ً صافيا ً بالروح القدس . الفرح وسط التجربة يرفعك على جناحي العناية بعيدا ً عن الهموم والاحزان . الغم والحزن يكسران الجناحين ويعوقان مسيرتك في رفقة الرب . وانت تسير بالطريق انظر امامك واركل الاحجار المعثرة ، اطرد الشك ، ابعد الحزن ، تخلّص من الهم ، طهّر الطريق ، تسر في امان وطمأنينة طول حياتك الروحية .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:13 PM | رقم المشاركة : ( 202 ) | ||||
† Admin Woman †
|
376 - في رحلتهما التبشيرية ذهب بولس وسيلا الى لسترة وعملا معجزات كثيرة ، التف حولهما الكثير من اليهود واليونانيون وبعد ان آمن كثيرون هاج اليهود وهيجوا الجموع واقنعوهم فجرّوا بولس خارجا ً ورجموه وتركوه حاسبين انه قد مات لكنه بعد انصرافهم قام ودخل المدينة ثم رجع مع برنابا الى لسترة وايقونية وانطاكية يشددان التلاميذ وفي محاولتهما لحثهم على الايمان قالا " أَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ " . بضيقات كثيرة ندخل ملكوت الله . طريق الملكوت طريق صعب ليس مفروشا ً بالورود ، ليس رحبا ً ومتسعا ً ، ليس معبدا ً سهلا ً . طريق المجد هو طريق الجلجثة ، طريق المعاناة والاحزان ، طريق الآلام . كان لا بد ان يسير المسيح طريق الجلجثة ويدخل القبر ليخرج منه ً ممجدا ً منتصرا ً. اجمل الساعات هي الساعات التي تعقب الضيقات والعذاب والمشقات والالم . لكي نحصل على الدقيق الابيض الناعم لا بد ان يُطحن القمح بين احجار الرحى ويُسحق . لكي نشم رائحة البخور الزكية ونتمتع بشذاه الطيب لا بد ان يُحرق بالنار . لكي تخصب الارض وتُزرع لا بد ان يطعن قلبها سكين المحراث ويقلبها . لكي ترفع النبتة الخضراء رأسها وتتفتح لا بد ان تُدفن وتموت " الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اَللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ " ( مزمور 51 : 17 ) . الله لا يحتقر القلب المنكسر المنسحق بالعكس الله يسمح لقلوبنا ان تنكسر تحت الضربات وتنسحق تحت الملمات ثم يرفعنا من سقطتنا يحملنا على ذراعيه ، يمشينا على مرتفعاته . احيانا ً نتصور ان خدمة الله تكون وسط لفائف الحرير الناعمة الطرية ، احيانا ً نتصور ان الخدمة في عصرنا هذا المتحضر الحديث سهلة ٌ هينة . حولنا اعداء ٌ يحصون حركاتنا وسكناتنا يتحفزون للانقضاض علينا . حولنا ابليس يجول بكل جيوشه واسلحته يريد ان يبتلعنا ويسحقنا ، والاقارب اهل بيوتنا قد يسيئون الينا ، قد يصعبون الطريق امامنا ، يعيقون حركتنا ويثقلون همومنا ويرمون بالاحجار والصخور تحت اقدامنا " «اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ ، مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ " ( متى 7 : 13 ، 14 ) . بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله . إن اردت ان تعزي المحزونين وتُبهج البائسين ، ان اردت ان تفرّج عن المكروبين فاعبر اولا ً طريق الجلجثة متبعا ً خطوات سيدك متقبلا ً العذاب والآلام لتستطيع ان ترثي للآخرين .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:13 PM | رقم المشاركة : ( 203 ) | ||||
† Admin Woman †
|
377 - بعد ان اختار اتبّاع المسيح عاش بولس الرسول حياة مشقة ٍ وتعب وهموم ، رفضه التلاميذ ، خافوا من ماضيه ، لم يطمئنوا له وهو مضطهد الكنيسة ، هاجمه مستمعوه ، لم يقدروا على مواجهة حججه فقاوموه وحاربوه واضطهدوه . اشتكوا عليه وتآمروا ضده ، امسكوه ورجموه ، حاكموه وادعوا عليه وسجنوه ، اختلف معه زملاءه وتابعوه ، انفضوا عنه ولم يقبلوا فكره ، تخلوا عنه وتركوه . أُعطي شوكة ً في الجسد حتى لا يرتفع ، عاش تحت وخزها كل عمره . هذا الانسان الغارق في الهموم ، اول المهمومين يقول لا تهتموا بشيء " لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ " ( فيلبي 4 : 6 ) . كل من يعيش على ارض الشقاء والالم هذه له تجربة ٌ خاصة مع القلق ، خلف كل منحنى في الحياة شيءٌ يخيف خطر ٌ ، مجهول ، مرض ٌ ، فشل ٌ ، عجز ٌ ، موت . نسير حياتنا في قلق ، قلق ٍ مما قد يحدث بعد ساعة أو يوم أو عام ، قلق ٍ من المستقبل . القلق اعنف من الخوف ، القلق خوف مستمر يسري في قلوبنا ويعكر صفو حياتنا ، اضطراب ٌ في القلب ، يخفق القلب ويتوتر وتتصارع دقاته وتعلو وتضطرب ، اضطراب في الفكر ، يرتبك العقل وتتضارب اتجاهاته وتخطئ قراراته ولا تصيب ، اضطراب ٌ في المشاعر تتردى بين الانفعالات ، ارتفاع ٌ وانخفاض ٌ تضيع السيطرة وتفلت . في خضم ذلك كله يفزع الانسان من اقل صوت ٍ ويرى في كل شيء ٍ خطرا ً قاتلا ً . تعم الكراهيةُ وتغلف القلب بغلالة ٌ سوداء بغيضة من الحقد والعدوانية . ويأتي بولس الرسول ويقول : لا تهتموا حينئذ ٍ بشيء ، لا تهتموا بشيء ، صبوا كل اهتمامكم على الصلاة ، الصلاة والدعاء مع الشكر ، هذا اهتموا به . ابعدوا أعينكم عن الهموم ، ابعدوا الهموم عنكم ، انفضوها بين يدي الله ، تعالوا الى محضره والقوا بها تحت قدميه ، تقدموا اليه مصلين صلاة ً صحيحة . الصلاة الصحيحة ليس بشكل ٍ معين ولا بنموذج معين ولا بطول ٍ وقصر ٍ معين ، الصلاة الصحيحة ليست بكلمات مكررة ولا حركات مكررة ولا طقوس ٌ محددة . الصلاة ُ اتصال ٌ بالله ، خضوع ٌ له ، سجود ٌ وتعبد ٌ امامه وتأمل .حين تصلي لله أسكب نفسك بين يديه ، تأمل في شخص الله ، اظهر ولائك له ، الصلاة ليست فرضا ً ، الصلاة رغبة وشوق للتواجد مع الله والدعاء مع الشكر ، الشكر لوجود الله .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:13 PM | رقم المشاركة : ( 204 ) | ||||
† Admin Woman †
|
378 - اخطر سلاح ٍ في عصرنا الحاضر هو الاعلام الذي يهاجم الفكر والعقل . قديما ً كانت الحرب بالسلاح ، بالسيف والرمح ثم بالمدفع والدبابة والقنبلة وكان كلما تفتق الذهن القتّال عن سلاح فتاك اخترعوا سلاحا ً مضادا ً ، وتوالت الحروب وتوالت الانتصارات والهزائم ومن ينتصر اليوم يُهزم غدا ، اما اليوم فالسلاح يوجه لمحاربة العقل والاستيلاء عليه والسيطرة ايضا ً عليه ، واسر العقل اخطر وسائل الاسر والسيطرة عليه اسوأ وسائل الاستعمار ، وينبهنا الكتاب المقدس الى ذلك ويوصينا بأن يكون لنا فكر الله ، ويقول بولس الرسول : " أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا " ( فيلبي 4 : 8 ) . في هذه افتكروا . الفكر الصالح يقود ُ الى الصلاح ، الفكر ُ الشرير يقود ُ الى الشر ، الفكر المنقسم المهتز يقود ُ الى حياة ٍ منقسمة ٍمشوشة مهتزة ، اما الفكر الممكن فيحفظه الله سالما ً " ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا " ( اشعياء 26 : 3 ) . العقل مصدر الطاقة والحركة في الانسان ، هو الذي يشكل الخيوط كلها ، الشيطان يهاجم فكر الانسان ويضلله . جائت الحية الى حواء في الجنة وجدتها تحيا وترتع في سعادة الشركة مع الله ، جنة ٌ خارجية وجنة ٌ داخلية ، سلام ُ قلب ٍوعقل ٍ راحة ٌ واطمئنان وهدوء شرّعت فهمها واطلقته الى فكرها ، قالت لها تهاجم قناعتها : " أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ ؟ " أحقا ً قال الله ؟ شككتها في قول الله ، أتظنين ان ما قاله حق ؟ وارتبك تفكير حواء ، اهتز سكون عقلها ، تزلزل يقينها في الله ، وفي تعجب وتردد اجابت المرأة الحية في بطء ٍ يشوبه شك : " مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا " وبطلقة ٍ مباشرة ٍ موجهة ٍ الى فكر حواء قالت الحية : " لَنْ تَمُوتَا " وبررت ذلك بان الله يعلم انه حين يأكلان ينفتح ذهنهما ويصبحان كالله ، واصاب السهم مقتلا ً " كالله يعرفان الخير والشر ؟ تحرك العقل فتحركت اليد واخذت واكلت وتلوثت حياتها وحياة آدم وحياة البشرية جميعها حتى اليوم . العقل الانساني والحكمة الانسانية تدعو الى الذاتية ، الى الانقسام أما الفكر الالهي فيقود الى الحق ، يقول المسيح : " قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ " المسيح يحفظ قلبك ويحفظ فكرك ايضا ً .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:13 PM | رقم المشاركة : ( 205 ) | ||||
† Admin Woman †
|
379 - جاء المسيح الى العالم ليقترب من الانسان الذي جاء ليخلّصه ، جاء وعاش بين الناس ليروه ويعرفوه ويسمعوا تعليمه ، وجال ليبشر ويتكلم ويضع اساس ملكوت الله على الارض ، لم يدخر وقتا ً أو جهدا ً الا وتكلم فيه وعلّم وبشّر . كان يتكلم جهارا ً ليسمع الناس وكان يعيش ظاهرا ً ليراه الناس . لم يعلّم من فوق َ منبر ٍ ولا تحت الاضواء ، علّم َ وهو وسط الناس . لم يكن بعيدا ً عنهم بل كان يحيا حياتهم ويعيش بينهم بالقرب منهم . تكلم وعلّم وعمل بما علّم . كان يعمل ما يقول ويفعل ُ ما يبشر به . يبدأ سفر اعمال الرسل بالكلمات : " اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ ، عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ " . يفعله ويعلّم به ، قبل عيد الفصح وهو عالم ٌ ان ساعته قد جائت " قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل ، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا " غسل ارجل التلاميذ جميعا ً ومسحها بالمنشفة ، وتعجب التلاميذ مما يفعل واعترض بطرس على ما فعل لكنه بعدما فعل علّم َ ، قال : " أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا ..... فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " سهل ٌ ان نعلّم ونعظ ونوصي وننصح ونتكلم ونبشر ، صعب ٌ ان نصنع ما نعلّمه . المسيح كان مثالا ً، تكلم وعلّم وفعل وعمل وصنع ، عمل قبل ان يعلّم ولما رأوا ما صنع صنعوه هم ايضا ً بعضهم لبعض ، رأوا وفعلوا ، ويقول بولس الرسول : " وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ ، وَسَمِعْتُمُوهُ ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ ، فَهذَا افْعَلُوا ، وَإِلهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ " ( فيلبي 4 : 9 ) . بولس لم يعلّم فقط بل عمل بما علّم . لا يكفي فقط ان نسمع الكلمة بل أن نعمل بها ، عاملين بها لا سامعين فقط ، هذه هي الحياة المسيحية أن تعمل بما سمعت وتعمل بما تعلّم ، هنا فقط يكون اله السلام معك ، يكون سلام الله معك ، سلام الله ذاته معك ، سلام الله الذي لا سلام مثيل له يكون معك ، فيك ، داخلك ، وحين يسكن سلام الله فيك يشع بعد ذلك منك فما يخرج سلام النعمة فقط من فمك بل تشع النعمة منك . سلام الله يحفظك . اله السلام يكون معك .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 206 ) | ||||
† Admin Woman †
|
380 - نعيش عصر العلم والتكنولوجيا ، عصر التفكير والفلسفة والمعرفة ، ويتسابق الناس ويعرفوا ويدركوا ويكشفوا اسرار العالم ومغلقاته ، وكلما وصل عالم الى كشف ٍ جديد شمخ بانفه وتعالى وتكبر على الآخرين ، هاجم من سبقوه واتهمهم بالعجز والجهل . العلم متكبر والعلماء مغرورون ، يعرفون بعض المعرفة ويفهمون بعض الفهم ويدركون بعض الادراك لهذا يشمخون ويتكبرون ويتصورون انهم كشفوا الاسرار ووجدوا الطريق . عرّف احدهم الفلسفة بانها : كأعمى يبحث في غرفة ٍ مظلمة عن قطة ٍ سوداء لا وجود لها . ويقول بولس الرسول : " أَيْنَ الْحَكِيمُ ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ ؟ لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ ، اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ " ( 1 كورنثوس 1 20 ، 21 ) " كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ " " لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ " . الى اين وصل الانسان بعلمه ؟ الى اي طريق ٍ قاد الانسان نفسه بفلسفته ؟ أعمى وسط غرفة ٍ مظلمة سوداء يبحث عن قطة ٍ حالكة السواد لا وجود لها . ويتطاول بعض هؤلاء مدعي العلم على الله وكلمة الله وعبيد الله ويتهمونهم بالجهل ، " مَكْتُوبٌ: سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ " ماذا يفعل مجهر العالم اذا اراد ان يكتشف مدى عمق حكمة الله ؟ هل يستطيع مبضع الجراح ان يدرك ويحلل ويشرح نعمة الله ؟ كيف يصل عقل الفيلسوف الى فداء الله وغفرانه لخطايا الانسان . كل مظاهر الطبيعة وكل اسرارها وخباياها في متناول ايدي العلماء . الخليقة ُ بكل خوارقها ، الفلك بكل ابعاده ، كل ذلك يستطيع العقل البشري ادراكه الا الله ، الله لا يدركه عقل ُ بشري ، لن تعرف الله الا بالمسيح يسوع . إن اردت ان تعرف الله انظر اليه في نور المسيح ، تعرفه في المسيح . إن اردت ان تتمتع بمحبة الله تعال اليه بالايمان بصليب المسيح . إن شئت ان تختبر نعمة الله اغترف منها بالمواعيد الالهية في المسيح . إن ثَقُلت عليك خطاياك واردت التحرر من عبوديتها تعال بها الى المسيح . المسيح وحده النور ، النور النازل من السماء ، هو الخبز الحي النازل من السماء ، هو الطريق ، هو الحق ، هو الحياة ، لا يأتي أحد الى الآب الا به ، هو كلمة الله ، الكلمة الذي كان عند الآب من البدء ، هو كان في البدء عند الله " فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ " به ترى وتعرف الله ، به تحيا وتعيش لله .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 207 ) | ||||
† Admin Woman †
|
381 - وانت تستعد للخروج من البيت والذهاب الى عملك خلعت ملابس البيت ولبست ملابس العمل . لا تصلح ملابس البيت للعمل ولا تصلح ملابس العمل للبيت . نشعر بالحرج حين نلبس ملابس غير مناسبة للمكان الذي نذهب اليه ونعمل ما استطعنا لتكون ارديتنا وملابسنا لائقة ً بنا وبمن حولنا . ونحن نعيش في الخطية كانت تصرفاتنا واقوالنا وافعالنا تتفق وحياة الخطية ، وحين تحولنا الى حياة البر فان تصرفاتنا واقوالنا وافعالنا هي كلها للبر ، لا نستطيع ان نعود فنلبس ملابس الخطية ونحن نعيش حياة البر ، لقد خلعناها والقينا بها بعيدا ً حين اتبعنا المسيح واصبحنا اولاد الله ، خلعنا الانسان القديم ، خلعنا القديم ولبسنا الجديد ، تجددنا . يقول بولس الرسول : " أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ .... وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ " ( افسس 4 : 22 – 24 ) . إن نظرت الى نفسك في المرآة ووجدت على بدنك جزءا ً من الملابس القديمة ، اخلعها ، اخلعها حالا ً ، القديم لا يستوي مع الجديد والفاسد لا يتفق مع المقدس . قد تكون قد نسيت ان تخلع عنك عادة ً قديمة كانت تتفق وحياتك القديمة . قد تكون تظن ان بعض الملابس القديمة لن تضر في بقائها عليك مع الجديد . افضل جزء ٍ من الملابس القديمة يشوه الرداء الجديد ويجعل الشكل قبيحا ً . لن يكلفك وقتا ً أو جهدا ً ان مددت يدك بقوة الله وخلعت القديم الباقي . الشحاذ يُلقي بكل ملابسه القديمة حين تقدم له حلة ً جديدة أنيقة ، يخجل من القديم ، يرفضه ، ينفضه ، يلقي به ابعد ما يمكن ان يلقي به ، وحين يلبس الجديد لا يستسيغ القديم ، حين نلبس المسيح لا بد ان نخلع ابليس . يقول بولس الرسول : " الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ " ( رومية 13 : 14 ) . لا يتفق تدبير الجسد مع تدبير المسيح . لا يمكن ان يبقى القديم مع الجديد . انظر الى نفسك كل يوم ٍ في مرآة نور الله ، تأمل نفسك جيدا ً ، هل ترى ملابس قديمة ً ما تزال عليك ؟ هل ترى كذبا ، غضبا ً ، حسدا ً ؟ هل تلمس في سلوكك خصاما ً ؟ هل تجد على كتفيك رداء ً قديما ً ؟ القي به بعيدا ً على طول يدك وسوي الرداء الجديد على جسدك ، اجعله يغطي كل عقلك وكل قلبك وكل فكرك وكل ارادتك . البس المسيح ، البس الروح القدس ، امتلأ بالروح القدس اليوم ، امتلأ بالروح القدس كل يوم ، كل اليوم ، لا تحزنه بالملابس القديمة سوف يشير اليك عليها ، سوف يجعلك تكرهها وترفضها . اخلع القديم والبس الجديد .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 208 ) | ||||
† Admin Woman †
|
382 - الانسان بطبيعته ينظر الى نفسه ، يركز في ذاته وينشغل بها ، يرى نفسه افضل من كثيرين مهما كانت درجة تواضعه لكن نفسه تأتي أولا ً ، اقرب الناس له مكانهم بعده ، احب الناس اليه درجتهم اقل وبسبب ذلك يسعى ليرفع من قدره ويعمل على تحقيق الخير لنفسه . ويوصينا بولس الرسول ويقول : " لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا " ( فيلبي 2 : 4 ) . الله لم يخلق العالم لك وحدك ، الله خلق العالم لآخرين أيضا ً . الشمس لا تشرق لك وحدك ، الشمس تُشرق للآخرين أيضا ً . الخير الذي حولك ليس لك وحدك ، الخير للجميع ايضا ً . العالم ليس لك ، انت للعالم ، الجميع ليسوا لك ، انت للجميع . إن ركزت في ذاتك فقط وعشت لذاتك فقط فقدت روعة الحياة . لو وجهت كل نظرك لنفسك حرمت نفسك من جمال الآخرين حولك . لو وضعت كل جهدك لمصالحك فقط فقدت جهود الآخرين لك . كل العظماء عاشوا للغير ، كل الانبياء جاءوا للعالم . ويقول الرسول بولس ايضا ً : " فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ " ( فيلبي 2 : 5 ، 6) . المسيح بكل جلاله ، بكل مجده ، بكل عظمته ، بكل بهائه وجماله " أَخْلَى نَفْسَهُ ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ " . تخلى عن جلاله ومجده وعظمته وبهائه وجماله وتشبه بالناس " وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ " لم يتشبه بالانسان فقط بل حمل كل عار الانسان ، حمل الصليب ، لم يبقى انسانا ً متميزا ، لم يعش انسانا ً مكرما ً ، لم يسعى لرفعة . وُلد َ ولم يكن له مكان ٌ كريم ٌ يولد فيه ، عاش ولم يكن له أين يسند رأسه " إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ " رفضته واخيرا ً صلبته " لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا ، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ " اسما ً لا يدانيه اسم " لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ " المسيح ، الرب . هل لك هذا الفكر ، الفكر الذي في المسيح يسوع ؟ هل تحيا لنفسك فقط ؟ هل تعيش للغير ؟ هل لا ترفع نفسك بل ترفع الآخرين ؟ هل تضع نفسك هل تُخلي نفسك ؟ اذا ً فانت لك فكر المسيح .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 209 ) | ||||
† Admin Woman †
|
383 - جاء المسيح الى العالم ملكا ً وربا ً وسيدا ً مخلّصا ً ، هو الله ظهر في الجسد ، وحين عاش في العالم لم يفقد طبيعته الالهية ، هو الله حل بالعالم ونحن عبيد الله ، الله سيدنا ونحن عبيده ، سيد ُ في السماء وسيد ٌ على الارض ، لكنه قال لتلاميذه الذين التفوا حوله يستمعون الى تعاليمه واقواله ، قال : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي .... لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا ...... لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ " . كلام ٌ عجيب ٌ خطير ، نحن العبيد أحباء ؟ نحن احباء له واصدقاء ؟ هو قال ذلك ، انتم احبائي ، هكذا قال لنا ، انتم احبائي واصدقائي " لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ ....... لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي " يا لها من مكانة ، انا وانت ، نحن جميعا ً احباء المسيح واصدقاءه وللصديق حقوق ٌ عند الصديق ، انت حبيب المسيح وانت صديقه فلك الحق كل الحق ان تعرفه ، العبد يرى السيد من بعيد ، بين العبد والسيد مسافة كبيرة يراه في جلاله وعظمته وبهائه وروعته ، كلامه اليه اوامر وتعليمات كلمات تنزل اليه من اعلى من السيد اما الصديق فقريب ٌ من صديقه ، الحبيب يقيم بجوار من حبيبه ويجلس معه بالقرب جدا ً منه ويتحدثان معا ً في ود ٍ .ومصالح الصديق تتفق مع مصالح صديقه شريكان في كل شيء ، شريكان في النجاح وشريكان في الفشل ، شريكان في الفرح وشريكان في الحزن ، قلب الصديق ينبض مع قلب صديقه ، الشريكان والصديقان والحبيبان يسيران معا ً نفس الاتجاه والطريق ، خطواتهما معا في نفس الاتساع والتناسق والتناغم ، الصديقان يسعيان نحو هدف ٍ واحد وقصد ٍ واحد ، إن ابتعد احدهما عن الآخر مد يده وجذبه اليه الى رفقته وصحبته . ما اعظم واروع ان تكون حبيبا ً للمسيح وصديقا ً له ، هو جاء لذلك ويدعوك الى ذلك " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ " هل تفعل مشيئه ؟ هل تحيا ارادته ؟ هل تعيش في اتفاق معه ومع قصده ؟ إن فعلت ذلك فانت صديقه وحبيبه وصداقته ومحبته لك دائما ً . صداقته ومحبته لك لن تتغير لانه " هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ " . هل انت صديق ٌ للمسيح ؟ إن لم تكن كذلك اسمع طرقاته على بابك ، اسمع وافتح وادعوه ليدخل اليك ، يدخل ويتعشى معك وانت معه .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:16 PM | رقم المشاركة : ( 210 ) | ||||
† Admin Woman †
|
384 - لا تتقدم الشعوب ولا تسير الجيوش الا وراء قائد ٍ تتبعه . مهما كانت ثقة الانسان بنفسه يحتاج الى رائد ٍ يسير امامه ، يخطو خلفه . ومهما كانت الصفات اللازمة للقائد فأول الصفات ان يكون يعرف الطريق وان يكون قادرا ً ان يُقنع الآخرين باتباعه فيسير والكل يسير ورائه . المسيح قائدنا يسير امامنا ونحن نسير خلفه . المسيح يقود ُ مسيرتنا . قال عن نفسه : " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ " هو الطريق الذي نسلكه ، وهو القائد على الطريق الذي لا بد ان نتبعه في حياتنا وبعد الحياة . جاء الى العالم ليضع لنا مثالا ً في الحياة نحتذي به ونتبع اسلوب حياته ومات على الصليب ونحن ايضا ً علينا ان نتحد معه ونصلب انساننا العتيق . ان قام من الموت وان خرج من القبر وان متنا معه فنحن سنحيا ايضا ً معه . خطا المسيح على الارض ، عبر الطريق بموطئ قدميه لنخطو نحن خلفه ، نضع اقدامنا على آثار اقدامه ونتبعه لنحيا حياتنا كما عاش حياته ، ثم نعتلي الصليب مثله ونصلب ذواتنا على نفس الخشبة ِ مكان جسده ِ ونُدفن معه ، ندخل القبر ورائه ونعبر الموت كما عبر ونقوم كما قام ، ثم ننضم الى موكب نصرته ونصعد خلفه الى المجد مع جماعة المؤمنين . كما صعد الى السماء واخفته سحابة عن اعين التلاميذ ودخل مجده ، هكذا يجيء ، يجيء ثانية ً ونجتمع حوله ونتغير ونتبعه في بهاء ٍ ونلتف معا ً ونطير خلفه ، يتقدمنا في الموكب ونحن خلفه ونصعد في صحبة القديسين الاوائل القدامى ، نصعد ونرى بجوارنا ابراهيم اب المؤمنين هادئ الملامح مستريح الوجه وموسى ووجهه يشع نورا ً عظيما ً يطغى على ملامحه قداسة ٌ وطهارة ٌ وبر وداود ويوسف وبطرس ويعقوب ويوحنا وبولس وكل القديسين ، نسير او نطير جميعا ً خلف المسيح ، هو قائدنا هو الذي يفتح الطريق امامنا " لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ . لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ " ( عبرانيين 2 : 10 ، 11 ) هكذا نتبعه هكذا نسير خلفه يقودنا جميعا ً كاخوة الى المجد الابدي ، لكننا لن ننضم الى ذلك الموكب خلفه ان لم نكن قد صعدنا الصليب معه ، لن نصعد الى المجد قبل ان ندخل معه الى القبر ، نموت معه ثم نحيا ايضا ً معه . هل تطمع ان تتبعه في موكبه ؟ اتبعه اولا ً في آلامه وموته وصلبه ، اتبع آلامه ُ تشبه بموته ، احمل صليبه ُ ، اصطبغ بصبغته . طريق صليبه هو طريق المجد ، الطريق الى العرش يمر بالصليب ، هو رئيس الخلاص .
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|