منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 03 - 2018, 02:05 PM   رقم المشاركة : ( 20291 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما حلّ بصليب الرب يسوع الحقيقي!!!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تفتت الصليب وتوّزع حول العالم ولذلك يصعب إعادة رسم الطريق التي اجتازها صليب يسوع الحقيقي – أو الصليب المقدس- مذ وجدته القديسة هيلاينة خلال رحلة حج قامت بها الى الأراضي المقدسة. كانت الكنيسة، في العام ٣٢٦ أي تاريخ تلك الرحلة، في حال توّسع كبير وبات باستطاعة المسيحيين، بعد فترة طويلة من الاضطهادات، ممارسة شعائرهم الدينيّة بحريّة واقتفاء آثار ذخائرهم. اتحدت، هيلانة، بإلهام إلهي بمؤمني المسيح، الى جانب ابنها، الامبراطور الروماني قسطنطين الأول. وافتتحت، وهي في الثمانين من العمر، رحلة البحث عن الذخيرة الأثمن وهي صليب يسوع.

الاختفاء الأوّل
أخفى اليهود، بعد موت يسوع، جميع الأدوات التي استُخدمت لصلبه فطمروا الصليب في الجلجلة الى جانب صليبَي اللصَين. وجدت الإمبراطورة، في زيارة لها للأراضي المقدسة بعد ٣٠٠ عام على حادثة الصلب الصلبان الثلاثة لكن أي صليب هو صليب الرب؟ خطر لأسقف أورشليم فكرة: طلب من امرأة مصابة بمرض فتاك لمس الأخشاب الثلاثة فشُفيت ما ان لمست أحداها. طلبت هيلانة عندها بناء كنيسة قي مكان الاكتشاف واطلقت عليها اسم كنيسة القيامة قبل ان تعود الى روما. وبقيت الذخيرة هناك حتى العام ٦١٤ وزارها عدد كبير من المسيحيين.

الاختفاء الثاني
سرق الفرس الصليب خلال عمليات النهب ليُستخدم كعملة تبادل خلال المفاوضات مع بيزنطيا. لكن، وفي العام ٦٣٠، انتصر الإمبراطور البيزنطي، هيراكليوس على الفرس وحمّل جزء كبير من الصليب الى مدينته في حين بقي الجزء الثاني في القسطنطينية. وتحتفل الكنيسة بهذا الحدث في ١٤ أيلول، يوم عيد الصليب الظافر أو ارتفاع الصليب.

الاختفاء الثالث
بدء غزو العرب بعد بضع سنوات وأصبحت أورشليم في أيدي المسلمين. استمرت عبادة الصليب حتى القرن العاشر لكنها تكثفت في الأراضي المسيحيّة وخاصةً في القسطنطينيّة. بعدها، بدأت المشاكل وتعرض المسيحيون للاضطهاد. خُبئ الصليب ليظهر بعد ٩٠ عاماً (١٠٩٩) مع الحروب الصليبيّة التي أطلقتها الكنيسة من أجل تحرير الأراضي المقدسة وأعيدت الى كنيسة القيامة لتصبح رمز أورشليم المسيحيّة.

الاختفاء الرابع
لم يدم ذلك إلا لفترة إذ اختفى الصليب مجدداً في العام ١١٨٧. اخذه الصليبيون لضمان انتصارهم في وجه السلطان صلاح الدين حول بحيرة طبريا في الجليل. لكنهم خسروا المعركة ووقعت أورشليم في يد السلطان. اختفى الصليب ولم يجد له أي أحد أثر. يُقال ان البابا أوربان الثالث مات على الفور عند تلقيه الخبر.

التفتت
شهد الجزء المحفوظ في القسطنطينيّة في العام ١٢٠٣ على ما يمكن وصفه بالحرب الصليبيّة الرابعة التي انطلقت من البندقيّة في محاولة لاستعادة أورشليم لكن وُجهت نحو القسطنطنيّة من أجل اسقاط الإمبراطورية البيزنطية وارساء امبراطوريّة لاتينيّة مشرقيّة. تقاسمت الذخائر بين أبناء البندقيّة والإمبراطوريّة الجديدة. اضطرت الأخيرة الى بيع كنوزها لأنها كانت مهددة بالإفلاس في كلّ لحظة. اشترى القديس لويس في العام ١٢٣٨ قطعتَين من الصليب وفي العام ١٢٤٢ ذخائر أخرى متعلقة بآلام المسيح (تاج الشوك، الرمح المقدس، الإسفنجة المقدسة…) حافظ عليها في كنيسة بُنيت لهذه الغاية في باريس. لكن أجزاء الصليب اختفت خلال الثورة (١٧٩٤) ولم يعد في سكريستيا كنيسة نوتردام (السيدة) في باريس سوى بعض الأجزاء الصغيرة جداً ومسمار.
وتُخفظ قطع الخشب التي سُحبت ووُزعت أو بيعت كذخائر من حول العالم على مر العقود (خاصةً القرون الوسطى) في عدد من الكنائس ولا تشكل الأجزاء “الحقيقيّة” سوى عِشر حجم الصليب في حين ان مصدر ما تبقى مشكوك بأمره. ويُحفظ الجزء الأكبر في اليونان في دير جبل آثوس.

 
قديم 07 - 03 - 2018, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 20292 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السيد المسيح يُحب غير المسيحيين أيضا ً

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قال السيد المسيح :
أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.
وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا.
وَالأَجِيرُ يَهْرُبُ لأَنَّهُ أَجِيرٌ، وَلاَ يُبَالِي بِالْخِرَافِ.
أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي،
كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ.
وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ.
( يوحنا 10 : 11 - 16 )

السيد المسيح ليس مِلك المسيحيين فقط، ولا أتى من اجل فئة معينة من الناس، بل من أجل الانسان بصورة عامة. ان دخولنا في العديد من الجدالات الدينية يجعلنا ننسى اننا جميعًا بشر مصنوعين من نفس العجينة! نعم، هذه حقيقة، كلنا متشابهين في اننا نشعر ونفكر ولنا اهتمامات وخبرات، وكلنا ايضًا متساوين في اننا وُلدنا ونحن مثل ذاكرة الكومبيوتر الفارغة، لا نعرف ولا نملك اي شيء - وكل ما نملكه الآن اخذناه في نمونا. فحتى ان فرّقنا بعضنا بعضًا في الدين، او القومية، او البشرة، او اللهجة، او الحالة الاجتماعية، الخ ففي الحقيقة كلنا نفس الشيء - نحن إنسان - لذلك لم يقل السيد المسيح انه جاء من أجل المسيحيين، بل للإنسان، إذ انه الراعي الصالح لخرافه، وخرافه تعني كل انسان يختار ان يكون السيد المسيح راعيه - إذ انه دعى الكثيرين، لكن القليلين اختاروه ولبّوا الدعوة. فاختيارك للدين هو اختيارك لراعيك، والسيد المسيح يقول انه الراعي الصالح والأفضل لك - بل وأن "حظيرته" الحالية هي ليست كل الحظيرة، بل هناك خراف آخرين من خارج لم ينتموا بعد إليه، غير مسيحيين كثيرين، سيجذبهم بالحق الموجود في كلامه والرحمة في اعماله فيجمعهم لتكون الحظيرة واحدة كاملة ولها راعي واحد.
لا يمكن ان يُحب الانسان الحق ولا ينجذب لكلام المسيح. ولا يمكن ان يُحب الانسان الرحمة ولا ينجذب لأعمال المسيح. لقد وُلدنا ونحن مُقَسَّمون مُسبقًا الى دول ومناطق ولغات واديان مختلفة، وهذه كلها هي حدود افتراضية تُقسّم الحظيرة الواحدة الكبيرة، وللسيد المسيح خراف في كل قسم من هذه الاقسام، لا بُد ان تسمع صوته وتتبعه. ففي الحقيقة هناك فقط نوعين من الناس، لا اكثر: ناس تريد ان تتبع الحق، وناس تريد ان تتبع نفسها.
فهل تعتقد انك من هذه حظيرة السيد المسيح؟...


 
قديم 07 - 03 - 2018, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 20293 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يارب، أنت إلهي أعظمك
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب، أنت إلهي أعظمك.
أحمد اسمك لأنك صنعت عجبا.
مقاصدك منذ القديم أمانة وصدق.
إشعياء 1:25


تصرفات الله ليست ردود فعل للاوضاع الحالية، ولكن جزء من خططه طويلة الامد للفداء. بالفعل ، لقد فعل اشياء رائعه: لقد اخذ النية الشريرة للحشد الذي صرخ
" اصلبوه " وحولها لفرصة لتحقيق النبوءة ويفدينا. انه مخلص عظيم وصنع العجائب.


الله القدوس ، انت تفاجئني بعجائب جديدة واشياء جديدة يومياً. لكن في قلبي اعلم ان هذه الاشياء ليست جديدة بالنسبة لك. اشكرك لأنك لم تجعل الحياة مملة او متوقعة لكي استطيع ان الجأ لك، انت الجديد دائما والمثير والرائعي. باسم مخلصي يسوع اصلي. آمين.
 
قديم 07 - 03 - 2018, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 20294 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله القدوس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انت تفاجئني بعجائب جديدة واشياء جديدة يومياً.
لكن في قلبي اعلم ان هذه الاشياء ليست جديدة بالنسبة لك. اشكرك لأنك لم تجعل الحياة مملة
او متوقعة لكي استطيع ان الجأ لك،
انت الجديد دائما والمثير والرائعي.
باسم مخلصي يسوع اصلي.
آمين.
 
قديم 07 - 03 - 2018, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 20295 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لأنه كان ميتاً فعاش وضالاً فوجد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في ثالث آحاد الصوم الكبير، تدعونا الليتورجية القبطية للتأمل في مثل الابن الضال. فيما يلي قراءة لهذا المثل قدمتها لبعض الإخوة الأقباط العاملين في أحد فروع أوراسكوم في الجزائر.
( لوقا 15: 11-32) .
هنالك عبارة ما ننفك نسمعها وهي أن الله محبة، إنه لا شيء سوى المحبة. ولكن لهذه المحبة شكل مميز هو الرحمة. ورحمة الله هي محبته للخطأة، لمن هم بعيدون عنه سواء من خلال الرفض أو اللامبالاة. ولكي نفهم عرض، طول، ارتفاع وعمق هذا السر العظيم، سر محبة الآب ورحمته، فقد روى لنا يسوع هذا المثل الجميل، والذي لربما ينبغي تغيير اسمه من مثل “الابن الضال” إلى مثل “الأب الرحيم”.
نعم، الأب الرحيم الذي لا يحبنا فقط بالرغم من خطايانا، وإنما يحبنا بسبب خطايانا التي تستثير شفقته علينا، هذا ما يقوله لنا القديس بولس في رسالته إلى أهل أفسس “ولكِنَّ اللهَ الواسِعَ الرَّحمَة، لِحُبِّه الشَّديدِ الَّذي أَحَبَنَّا بِه، مع أَنَّنا كُنَّا أَمواتًا بِزَلاَّتِنا، أحْيانا مع المَسيح” (أف 2: 4-5). وهو ما يقوله المسيح ذاته في إنجيل يوحنا: ” فإن الله أحبّ العالم حتى إنه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو 3: 16).
لمن يروي يسوع هذا المثل؟ يخبرنا القديس لوقا في أولى آيات الفصل الخامس عشر “وكان الجباة والخاطئون يدنون منه جميعا ليستمعوا إليه”. كما يبدو أنه يرويه أيضاً لمجموعة من الفريسيين والكتبة، الذين وبالرغم من الصورة السلبية التي نكونها عنهم من خلال صفحات الإنجيل، فإنه لا يمكننا أن ننكر أنهم كانوا يهوداً تقاة ومستقيمين، يطبقون الشريعة بحذافيرها لا بل ويتفننون في وضع التعليمات الصارمة المتعلقة بمختلف مجالات الحياة حتى أنه يقال بأن هذه التعليمات بلغت السبع آلاف! لقد كان هؤلاء الفرّيسيون والكتبة يتمتمون فيما بينهم متذمرين من يسوع لأنه يستقبل الخاطئين ويأكل معهم! (لو 15: 2). لقد ارتاعوا من قرب يسوع من هؤلاء الأشخاص المرفوضين، الخاطئين من كل نوع: زناة، عشّارين، متعاونين مع الاحتلال الروماني… وما الذي يفعله يسوع في هذه الحالة؟ إنه يروي هذا المثل ليكشف لنا من خلاله عن نظرة الله تجاه الخطاة. عن موقف الله من هؤلاء الأشخاص.
هكذا إذاً يضعنا لوقا في بداية الفصل الخامس عشر أمام هذا الصراع، قرب يسوع من الخطاة ونفور الفريسيين والكتبة. نفور الطبقة المتدينة اليهودية من تصرفه هذا. ألا يتكرر ذلك في عالمنا اليوم؟ ألا نجد أنفسنا بعض الأحيان في مواقف شبيهة؟
بدوره يسوع، ولكي يساعد هاتين المجموعتين من الناس، فإنه يروي ثلاثة أمثلة في هذا الفصل من إنجيل لوقا، هي في الواقع تشكل مثلاً واحداً للكيفية التي يضيع بها الناس في الخطيئة:
  • يروي أولاً مثل الخروف الضائع الذي يمثّل الأشخاص الضائعين بسبب إهمالهم الشخصي.
  • ثم يروي لنا مثل الدرهم المفقود، الذي يمثل الأشخاص الضائعين بسبب إهمال الآخرين.
  • ثم مثل الابن الضال الذي يمثّل الأشخاص الضائعين بسبب تمردهم الصريح وقلّة طاعتهم.
  • وأخيراً، ينهي يسوع بالأخ الأكبر، الضائع بسبب موقفه الأناني.
عندما يجد الراعي خروفه الضائع فإنه يفرح به ويحتفل مع الأصدقاء والجيران ويختتم يسوع المثل قائلاً: ” أقول لكم: هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب” (لو 15: 7).
وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة التي تمتلك عشر دراهم من الفضة، فإنها ما أن تفقد أحدها، حتى تترك كل شيء وتبحث عن درهمها المفقود وعندما تجده تفرح علناً. وهنا أيضاً يختم يسوع بذات العبارة ” أقول لكم: هكذا يفرح ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب” (لو 15: 10).هكذا إذاً، يسعى الله دوماً إلى رد الخاطئين إليه. وهكذا يفرح عندما يعود هذا الخاطئ.
هكذا كان الحال دوماً، فمنذ أن وقع آدم في الخطيئة والله يبحث عن وسيلة يرده بها إليه: “فنادى الرب الإله الإنسان وقال له: أين أنت؟” (تك 3: 8). الله حزين بسبب خطيئة آدم، ليس يبحث عنه ليعاقبه، وإنما ليخلصه. إنه يعد إبراهيم فيما بعد “ويتبارك بك جميع عشائر الأرض” (تك 12: 3). حتى إنه أرسل يونان لينذر أهل نينوى. “فإن الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم” (يو3: 17). والإنجيل مليء بالقصص عن سعي يسوع إلى إعادة الخطأة: الرّجل المسكون بالشياطين والذي يسكن المقابر، المرأة النازفة التي لمسته، ، زكّا العشّار، اللّص على الصّليب…
بهذا الشكل إذاً، يمهد يسوع لمثله الثالث، عن أب له ابنان…
لا يمكننا إلا أن نتخيل دهشة وصدمة الفريسيين أثناء سماعهم لهذا المثل. ففي ذلك المجتمع وذلك الزمان، لا بل حتى الآن في مجتمعاتنا الشرقية، فالأمر يشكل فضيحة: أن يطالب أحد الأولاد أباه بحصته من الميراث. إنه كمن يقول لوالده: آن لك أن تموت، إذ لم أعد بحاجة إليك. إنها لفضيحة كبيرة وتصرف شائن بكل المقاييس.
الابن الأصغر يطالب بحصته من الميراث ليقوم بتبذيرها في حياة الفجور. لعلها حالتنا نحن أيضاً: تلقينا هبة الحياة ونبددها بطريقة أو بأخرى. لقد تلقينا في المعمودية ميراثاُ عظيماً: عطية الروح القدس الذي يجعلنا من خلال يسوع أبناء الله “والدليل على كونكم أبناء، أن الله أرسل ابنه إلى قلوبنا، الروح الذي ينادي أبّا يا أبت” (غل 4: 6). وعندما نشك بوجود الله في حياتنا، بحبه، عندما نرفض أن نضع ثقتنا فيه… عندما نفعل هذه الأشياء فإننا نشبه الابن الضال: نبدد الميراث الذي حصلنا عليه.
لا بد أن الابن “الضال” قد دهش للسهولة التي تمكن فيها من مغادرة أبيه والبيت. لعله فوجئ بأن والده لم يحاول أن يزجره أو يعاقبه حتى، يمكنني أن أتخيل أنه طالبه بكل صدق ولوعة أن يبقى في البيت، ولكنه في النهاية لم يملك سوى الاستجابة إلى رغبة ابنه ومنحه ما أراد. ولا بد أيضاً من أنه دهش للسرعة التي فقد بها كل ما لديه وكل ما كان عليه. لقد كان بعيداً عن وطنه وبعيداً عن قيود الحب الأبوي كما كان ليسميها. تصرّف بحرية إلى أن فقد كل شيء: فقد صداقة أبيه، احترامه لنفسه إذ يتمنى أن يأكل مما تأكل الخنازير، وفقد ميراثه.
لقد وصل إلى الحضيض، خسر كل شيء وتخلى عنه الجميع ويكاد يموت من الجوع. تماماً كحالتنا عندما نبتعد عن الله لبعض الوقت. عندها فقط أدرك شناعة فعلته، ووجد نفسه أمام خيارين: إما أن يتابع تمرده وابتعاده عن أبيه ويظل في بؤسه المدقع الذي سيقوده إلى الموت، أو أن يتواضع ويعود إلى رشده.
لحسن حظه أن اختار الحل الثاني، اختار التوبة! لقد أدرك مدى سوء حالة الخطيئة التي يعيشها بالمقارنة مع ما كان يعيشه في بيت أبيه في حالة النعمة. فقرّر أن يتغير ويتواضع. اعترف بأنه غير مستحقٍ لرحمة أبيه ومغفرته وتخلّى عن كبريائه. فهل سيستقبله أبوه؟ صحيح أنه لم يكن متيقناً من موقف أبيه، لكنه قرر أن يسلم نفسه لرحمته ويطلب بكل تواضع أن يقبله كخادم لديه.
هذه هي علامات التوبة الحقيقية: أن أعترف أولاً بخطيئتي، ثم أتواضع وأقرر أن أتغير ثانياً، عالماً بأني غير مستحق لحب الله الآب لي، وأن أستسلم كلياً له.
عندما أكتشف خطيئتي وأعترف بها يمكنني أن أفرح ألم يقل لنا “فإني ما جئت لأدعو الأبرار، بل الخاطئين” (مت 9: 13). نعم يجب أن أفرح لأني سأكتشف أن لي مكاناً عند الآب وهو ينتظر عودتي إليه بفارغ الصبر. هذا ما يحاول يسوع أن يقوله لنا عندما يخبرنا عن الأب الجالس على باب المنزل بانتظار عودة صغيره الضال. ” وكان لم يزل بعيدا إذ رآه أبوه، فتحركت أحشاؤه وأسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبله طويلا”. لقد كان أبوه ينتظره منذ رحيله، وما أن رآه قادماً من بعيد، حتى تناسى الألم الذي تسبب له به وتعاطف مع ابنه المجروح بفعل خطيئته. وعوض أن ينتظر سماع أعذار ابنه، قاطعه ولم يسمح له بإكمال “اعترافه” فعانقه وقبله، فرغبة الآب هي دوماً إعطاء الحب. لم يقبل أن يعود ابنه كعبد أو خادم بل كابن وارث من جديد. فالله يريدنا كأبناء له، لا أقل من ذلك. وليؤكد على هذه الحقيقة فإنه يلبس ابنه “أفخر حلة”.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لكي نستحق الثوب الجديد يجب أن ننزع عنا القديم المتسخ بخطايانا. هذا هو جوهر سر المصالحة والاعتراف: إنه يتيح لنا أن نرتدي أفخر حلة، حلة أبناء الله، من خلال الانفصال عن الخطيئة. إذ أن هنالك من حمل ويحمل عنا هذه الخطيئة.
وهكذا يفرح الآب بعودة ابنه الخاطئ، إنه يقيم احتفالاً كبيراً لأن ابنه “كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوجد.” رحمة الآب تعيدنا إلى الحياة. إنها تقيمنا.
ولكن المشهد الجميل لا يكتمل للأسف، فالخطيئة رابضة على الباب. وهي تتجسد هذه المرة بالابن الأكبر الذي يرفض الدخول إلى المنزل والمشاركة في حفل أخيه الضال، لأنه لا يعرف الرحمة. إنه لا يعيش إلا وفق عدالة القانون، لا يعيش إلا بحسب الشريعة.
هنا أيضاً يمكن للكثيرين منا أن يجدوا أنفسهم في هذا الموقف بالتحديد. إنهم، دون أن يدروا، يتقمصون دور الابن الأكبر، دور فريسيي هذا الزمان، الذين يريدون أن يكونوا مستحقين لعطايا الآب من خلال أعمالهم الحسنة! من خلال قواهم الذاتية. مثل العديد من المؤمنين الذين يسعون للحصول على الملكوت من خلال أعمالهم التقوية فقط، دون أن يمتلكوا الرحمة والمحبة. لم يفهموا بأنه مهما بذلنا من جهد –وهذا ما يجب فعله بالطبع- فإننا لا نكون أبداً مستحقين لأن نكون أبناء الله. هذه هي نقطة الخلاف الأساسية مع الفريسيين ألم يقل لهم “لا أريد ذبيحة بل رحمة”.
من خلال رفضه للغفران والاعتراف بأنه بدوره خاطئ، فإن الابن الأكبر يبعد نفسه عن الحفل وعن الحياة. يجب علينا إذا أن نختار: إما أن نعترف بخطيئتنا ونستقبل الحياة بأن ندع الآب يظهر لنا حبه، أو أن نعتقد بأننا بارون ونرفض كل أنواع الرحمة، فنبقى في هذه الحالة جاهلين لفرح أن نكون محبوبين من قبل الآب.
 
قديم 07 - 03 - 2018, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 20296 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فأخَذَ بِـيَدِ الأعمى وَقادَهُ..”
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



انجيل القديس مرقس ٨ / ٢٢ – ٢٦

“ووَصَلوا إلى بَيتَ صَيدا، فجاؤُوا إليهِ بِأعمى وتَوسَّلوا إلَيهِ أنْ يَلمِسَهُ. فأخَذَ بِـيَدِ الأعمى وَقادَهُ إلى خارِجِ القَريةِ، وهُناكَ تَفَلَ في عَينَيهِ، ووَضَعَ يَدَيهِ علَيهِ وسألَهُ أتُبْصِرُ شيئًا , فتَطلَّعَ وقالَ أُبصِرُ النـاسَ وأراهُم يَمشُونَ كأنَّهُم أشجارٌ. فوَضَعَ يَسوعُ يدَيهِ مرَّةً أُخرى على عَينَي الرَّجُلِ، فأبصَرَ جيِّدًا وعادَ صَحيحًا يرى كُلَّ شيءٍ واضِحًا. فأرسَلهُ إلى بـيتِهِ وقالَ لَه لا تَدخُلِ القَريةَ”.
التأمل: “فأخَذَ بِـيَدِ الأعمى وَقادَهُ..”


كم نحن بحاجة الى يدك يا رب لتمسك بيدنا, كم نحن بحاجة الى قيادتك لنتخطى حواجزنا العقلية وعقدنا النفسية كي نصل اليك ونلتقي بك..
أليس أعمى الذي يحزن أمه؟
أليس أعمى الذي يحتقر والده؟
أليس أعمى الذي يجلب لأهله المصائب؟
أليس أعمى الذي يبذر إرث والده؟ مستغلا طيبته ورقة قلبه..
خذ بيدنا يا رب لنعالج الشر الذي يصيب أبناءنا في الوقت المناسب وبالطرق الحكيمة، كي لا تكون لهم التعاسة في المستقبل..
خذ بيدنا يا رب كي نعبر عن امتناننا وشكرنا العميق لشريكنا في الحياة، ان كان زوجا أو زوجة, تولى أنت القيادة في زمن المحن هذا, امنحنا أن نكون آباء وأمهات غير تقليدينن في محبتنا وتربيتنا لأبنائنا..
خذ بيدنا يا رب كي نكون عادلين في اختياراتنا، لطفاء في كلامنا، حازمين في مواجهة الشر..
خذ بيدنا كي لا نغيظ أبنائنا..
خذ بيدنا كي لا نبالغ في حمايتهم..
خذ بيدنا كي لا نميز بينهم..
خذ بيدنا كي لا نشوش على صفاء مواهبهم..
خذ بيدنا كي نقبل أن يكونوا هم أنفسهم صورة عنك وليس عنا..
خذ بيدنا يا رب كي لا نهملهم بل نعطيهم الوقت الكافي للاصغاء الى خبراتهم مهما بلغت..
خذ بيدنا يارب كي لا نسيء لهم بالكلام أو بالتصرف أو بالموقف كي لا نحبط عزيمتهم ونقتل ارادتهم..
خذ بيدنا يا رب كي نشجعهم ونقف معهم في أوقات فشلهم، ونفرح لنجاحهم كما هم يحلمون.. خذ بيدنا يا رب كي نباركهم قبل خلودهم الى النوم مساء وقبل خروجهم من المنزل صباحا..آمين.
 
قديم 07 - 03 - 2018, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 20297 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مع القدّيس فرنسيس الأسّيزي في هذا الصوم المبارك تعليم اليوم: الأربعاء 7 آذار 2018

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقدّم لكم خلال الصوم الكبير محطّةً يوميّةً مع القدّيس فرنسيس الأسّيزي تحضّرها رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في لبنان تحت عنوان “صوم 2018 – مع أبينا القدّيس فرنسيس” وسنقوم بتعليقٍ صغيرٍ على الصورة اليوميّة لهذه المسيرة.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محطّة اليوم: الأربعاء من الأسبوع الرابع
بين كتابات القدّيس فرنسيس العديدة نجد تحيّة الفضائل. يتكلّم فرنسيس الأسّيزي في هذه التحيّة عن العديد من الفضائل منها الحكمة، البساطة، الفقر، المحبّة وغيرها. وفي معرض كلامه عن المحبّة، يعتبر فقير أسّيزي أنّ: «المحبّة المقدّسة تُخزي كلّ التجارب الشيطانيّة والجسديّة وكلّ المخاوف الجسديّة» (التحيّة للفضائل، 13). ويعتبر فرنسيس الأسّيزي أنّ الطاعة المقدّسة هي أخت المحبّة المقدّسة وذلك لأنّ الطاعة تأتي حبًّا بمن نطيعه وليس خضوعًا تدميريًّا لمن يقوم بالطاعة.

من هنا فلنتعلّم نحن أيضًا على مثال القدّيس فرنسيس، خلال هذا الصوم المبارك أنّ نعرف قيمة المحبّة المقدّسة في حياتنا ونعيشها يومًا بعد يوم.

 
قديم 07 - 03 - 2018, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 20298 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا رب لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنجيل القديس لوقا ٧ / ١ – ١٠
بَعْدَ أَنْ أَكْمَلَ يَسوعُ كَلامَهُ كُلَّهُ عَلى مَسَامِعِ الشَّعْب، دَخَلَ كَفَرنَاحُوم.
وكَانَ لِقائِدِ مِئَةٍ خَادِمٌ بِهِ سُوء، وقَدْ أَشْرَفَ عَلى المَوت، وكَانَ عَزيزًا عَلَيه.
وَسَمِعَ بِيَسوعَ فَأَرْسَلَ إِلَيهِ بَعْضَ شَيُوخِ اليَهُود، يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ ويُنقِذَ خَادِمَهُ.
فَأَقْبَلُوا إِلى يَسُوع، وأَلَحُّوا يَتَوسَّلُونَ إِلَيهِ قَائِلين: «إنَّهُ مُسْتَحِقٌّ أَنْ تَصْنَعَ لَهُ هذَا،
لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتنَا، وَقَد بَنَى لَنَا المَجْمَع».
فَمَضَى يَسُوعُ مَعَهُم. ومَا إنْ صَارَ غَيرَ بَعِيدٍ عَنِ البَيْت، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيهِ قَائِدُ المِئَةِ بَعْضَ أَصْدقَائِهِ، يَقولُ لَهُ: «يا رَبّ، لا تُزعِجْ نَفْسَكَ، لأَنِّي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي.
لِذلِكَ لَمْ أَحسَبْ نَفْسي مُسْتَحِقًّا أَنْ آتِيَ إِلَيْك، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي.
فَإنِّي أَنا أَيْضًا رَجُلٌ خَاضِعٌ لِسُلْطان، وَلِي جُنُودٌ تَحْتَ إِمْرَتي، فَأَقولُ لِهذَا: ٱذْهَب! فَيَذْهَبْ، وَلآخَرَ: ٱئْتِ! فَيَأْتي، وَلِخَادِمِي: ٱفْعَلْ هذَا! فَيَفْعَل».
وَلَمَّا سَمِعَ يَسوعُ أُعْجِبَ بِه، وٱلتَفَتَ إِلى الجَمْعِ الَّذي يَتْبَعُهُ فَقاَل: «أَقولُ لَكُم: لَمْ أَجِدْ مِثْلَ هذَا الإِيْمَانِ حَتَّى في إِسْرائِيل».
وَعَاد المُرْسَلُونَ إِلى البَيْت، فَوَجَدُوا الخَادِمَ مُعَافَى.

التأمل: ” يا رب لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي.
لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي…”

إن ابن الله الوحيد، الذي أراد مشاركتنا بأُلوهيّته، اتّخذ طبيعتنا بغية تأليه البشر، هو من تجسّد متّخذًا لنفسه جسدًا بشريًّا. ومن ناحية ثانية، ما أخذه منا، أعطانا إيّاه كاملاً لنَخْلص. وبالفعل، لقد قدّم جسده على مذبح الصّليب ذبيحةً لأبيه الآب بغية مصالحتنا معه؛ وسفك دمه ليكون في الوقت نفسه فديتنا وعمادنا: سنُطَهَّر من كل خطايانا كوننا افتُدينا من عبودية مؤسفة. ولكيّ نُبقي معروفًا بهذا الحجم في ذاكرتنا دومًا، ترك لأتباعه جسده مأكلًا ودمه مشربًا، تحت شكلي الخبز والخمر.
يا لها من وليمة ثمينة ومدهشة، تأتي بالخلاص وهي مفعمة بالعذوبة. هل من وليمة أثمن من تلك التي لا يُقدَّم لنا فيها مأكل لحم العجول والماعز، على غرار الشّريعة القديمة، ولكن يُقدَّم لنا فيها الرّب يسوع المسيح الذي هو حقًا الله؟ هل من شيء أروع من هذا السرّ؟… ما من سرّ يُنتِج مفاعيل أكثر خلاصيّة من هذا: إنّه يمحي الآثام، ويُكثر الفضائل ويفيض على النّفس بالمواهب الرّوحية كافةً. إنّه يُقدَّم في الكنيسة للأحياء والأموات منفعةً للكل، بما أنّه تأسِّس لخلاص الكل.
ما من أحد يستطيع أن يعبّر عن بهجة هذا السّر، بما أننا نستطيب العذوبة الرّوحية من منبعها؛ ونحتفل بذكرى هذا الحب الذي لا يضاهى والذي أظهره الرّب يسوع المسيح في آلامه. أراد أن يحفر في قلب أتباعه عظمة هذا الحب بشكل أعمق. لذا، خلال العشاء السرّي وبعد الاحتفال بالفصح مع تلاميذه، عندما كان سينتقل من هذا العالم إلى أبيه (يو 13: 1)، أسس سرّ الإفخارستيا كذكرى خالدة لآلامه، وكإتمام للنبوءات القديمة، وكأعجوبة تضاهي سائر أعاجيبه. ولأولئك الذين كان غيابه سيملؤهم حزنًا، ترك لهم هذا العزاء الذي لا مثيل له.
(القديس توما الأكويني)

 
قديم 07 - 03 - 2018, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 20299 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إليكم لائحة بأبرز الأعياد المريميّة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد الحبل بلا دنس (٨ ديسمبر) . تجدر الإشارة الى ان البابا بيوس التاسع هو من أعلن عقيدة الحبل بلا دنس في ٨ ديسمبر ١٨٥٤.

– عيد مريم، أم اللّه (١ يناير) هو عيد اعلان مريم “أم للّه” أي التي ولدت كلمة اللّه في العالم بشخص المسيح وبفعل عقيدة اتحاد الطبيعتَين السماويّة والبشريّة.

– عيد انتقال العذراء (١٥ أغسطس) نحتفل من خلاله بموت وقيامة العذراء ودخولها السماوات وتتويجها. يُعتبر ذلك استكمالاً لمشاركتها في حياة يسوع.

– عيد البشارة (٢٥ مارس) يحتفل برسالة الملاك جبرائيل الآتي ليبشر مريم ان اللّه اختارها لتكون والدة ابنه يسوع. وافقت مريم على مشروع الإله واثقةً ثقة تامة باللّه.

– عيد مريم سيدة النعم (٣١ مايو) يستذكر مقطع من انجيل لوقا وتحديداً زيارة مريم الحامل بيسوع الى نسيبتها أليصابات الحامل هي أيضاً بيوحنا المعمدان لتشاركها فرحتها. فكان اللقاء المقدس بين الجنينَين والتسبيح الذي قدمته مريم للرب.

– عيد مولد العذراء (٨ سبتمبر) هو الفرصة لتمجيد من تحلت بالشجاعة لتقول نعم دون أي شرط للّه. يفتتح هذا العيد الكبير السنة الليتورجيّةالبيزنطيّة وتجسد كلمة اللّه في تاريخ البشر.
 
قديم 07 - 03 - 2018, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 20300 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلّوها على نية تماسك عائلاتكم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعدّ القديس يوسف أحد القديسين الأكثر شعبية لذلك خصص له المؤمنون عددًا كبيرًا من الصلوات. من بين هذه الصّلوات المميّزة مسبحة القديس يوسف. لصلاة هذه المسبحة نستخدم المسبحة نفسها المخصصة لوردية العذراء مريم.
وفيما يلي دليل مفصل حول كيفية صلاة هذه المسبحة.

على الصليب
يا رب تكريمًا للقدیس یوسف أخذت جسده وروحه إلى السماء لتكلّله بالمجد وليرى العالم كله أنك جعلته الأب الراعي والوكيل الأمين على كل ما هو لك.

البداية مع الحبات الكبيرة حيث يتم تلاوة الصّلاة التالية:
نضرع إليك يا رب بأن نجد العون في مزايا زوج أمك القدوس. فلنحصل على كل ما نحتاجه بشفاعة القديس يوسف الذي يعيش مع الله الآب في وحدة الروح القدس إله واحد إلى أبد الآبدين. آمين.

على الحبات الصغيرة يقال:
السلام عليك يا يوسف إبن داوود. يا رجلاً صدّيقاً و عروس مريم التي وُلد منها يسوع. يا قديس يوسف الأب المربي لسيدنا يسوع المسيح صلي لإجلنا الآن وفي ساعة موتنا. آمين

أسرار المسبحة:
السر الأول : لنتأمل القديس يوسف قرب سيدتنا مريم العذراء أثناء ولادة سيدنا يسوع المسيح.
ثمرة السر: نقاوة الضمير
السر الثاني : لنتأمل القديس يوسف يقدم الطفل الإلهي الى الهيكل.
ثمرة السر: الإتحاد بالله
السر الثالث : لنتأمل القديس يوسف هارباً الى مصر مع الطفل الإلهي.
ثمرة السر: الثقة بالعناية الإلهية
السر الرابع : لنتامل القديس يوسف الأب المربي ليسوع في الناصرة والعامل معه.
ثمرة السر: تقديس العمل
السر الخامس : لنتامل القديس يوسف مائتاً بين يديّ يسوع و مريم.
ثمرة السر: الميتة الصالحة

من الممكن اعتماد أسرار أخرى كبديل عن هذه الأسرار على أن تعكس مراحل حياة يسوع من بينها بشارة القدّيس يوسف وحياته في النّاصرة.
على غرار الوردية يختم كل سر بالمجد للآب والإبن والروح القدس كما كان في البدء والان وعلى الدوام والى أبد الآبدين… آمين

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025