منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 - 03 - 2018, 03:01 PM   رقم المشاركة : ( 20221 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مع القدّيس فرنسيس الأسّيزي في هذا الصوم المبارك اليوم: الأربعاء 28 شباط 2018

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقدّم لكم خلال الصوم الكبير محطّةً يوميّةً مع القدّيس فرنسيس الأسّيزي تحضّرها رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في لبنان تحت عنوان “صوم 2018 – مع أبينا القدّيس فرنسيس” وسنقوم بتعليقٍ صغيرٍ على الصورة اليوميّة لهذه المسيرة.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة محطّة اليوم: الأربعاء من الأسبوع الثالث
بعد أن بدأت مسيرة اهتداء القدّيس فرنسيس راح يخدم البرص بكلّ ما يملك من طاقاتٍ ونشاط. ورأى أنّ ما من أمرٍ أهمّ من خدمة البُرص للسير وراء المسيح. ومع نهاية حياة فرنسيس ترك وصيّته التي يُخبر فيها عن أبرز مراحل مسيرته الإيمانيّة فيقول: «لما كنت في الخطايا، كانت تبدو لي رؤية البرص مرّة جدًّا. وقد قادني الربّ نفسه بينهم، ورئفت بهم وتحوّل ما كان يبدو لي مرًّا إلى عذوبة الروح والجسد» (وصيّة مار فرنسيس، 1-3)

ونحن أيضًا أيّها الإخوة والأخوات إن تركنا الربّ يقودنا في حياتنا، فإنّ الأمور المؤدّية إلى خلاصنا والتي تبدو لنا مرّةً تصبح حقًّا عذوبةً للروح والجسد. فلندع الربّ إذًا يغسل قلوبنا برحمته!
 
قديم 01 - 03 - 2018, 03:06 PM   رقم المشاركة : ( 20222 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صوم المسيح خلال أربعين يومًا في البرية قبل بدء حياته العلنيّة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فكرة جعل الصوم إلزامي تعود
إلى القرن الثالث ميلاديّ وهذه الفترة الطوية كانت قصيرة في البداية ثم أصبحت 10 أسابيع بالنسبة للكنيسة اللاتينيّة و 7 أسابيع بالنسبة للكنيسة اليونانيّة. في البداية كان الصوم يكمن في اتخاذ وجبة طعام واحدة في اليوم، وكانت تؤخذ في المساء بعد غروب الشمس. في القرن السادس أُضيفت وجبة ثانية خفيفة.

في كلا الأحوال منذ البداية كانت فكرة الصوم موجّهة باتجاه الفصح والقيامة، جوهر وأساس الحياة المسيحيّة. فالمسيحيّون كانوا يعيّدون ويعيشون ذكرى معموديّتهم بمشاركتهم في صلوات وقداس ليلة الفصح حيث كانت تجري العمادات. فصلواتهم لأجل من سيعمّدون ومساندتهم لهم في مراحل التجارب كانت تُذكّرهم بالمراحل التي خاضوها قبل العماد والمتطلّبات الناتجة عنها.

الكتاب المقدّس بشكل عام

الكتاب المقدّس يقدّم لنا الصوم على أنّه أفضل وسيلة للاعتراف بسموّ الله، كما أنّه يجعل من الصوم والصلاة مع الصدقة إحدى الوسائل التي تُبيّن أمام الله تواضع ورجاء وحبّ الإنسان. ففي العهد القديم، الصوم المصحوب دائمًا بالصلاة، يعبّر عن تواضع الإنسان أمام الله. فالصوم هو نوع من إزلال النفس (أح 16).
بالصوم نعود إلى الله في موقف التبعية والخضوع وذلك قبل القدوم على عمل صعب، أو لطلب الغفران عن خطيئة ما ارتكبتها، أو لطلب شفاء ما، أو بعد مصيبة كبيرة، أو لطلب الانفتاح على النور الإلهيّ، أو لطلب النعمة الكفيلة بإتمام مهمّة ما (أع 12)، أو التحضير لملاقاة الله (خر 34، 28).

الأسباب متعدّدة والدوافع أيضًا، لكن في كلا الأحوال الهدف هو واحد: أن أكون متواضعًا أمام الله وبموقف إيمانيّ وذلك لاستقبال عمل الله ولكي أضع نفسي في حضوره. هذه الفكرة أو النيّة، تلمّح وتعبّر عن معنى الأربعين يومًا التي قضاها موسى بدون طعام (خر 34)، وإيليا أيضًا (3 مل 19، 8).
أمّا فيما يخصّ الأربعين يوم التي قضاها يسوع في البريّة، لم يكن هدفها الانفتاح على الروح، بما أنّه مملوء منه: قاده الروح إلى البريّة ودفعه للصوم حتى يدشّن حياته العلنيّة، المسيحانيّة بعمل استسلام وثقة بالله أبيه، وبالتالي يُثبّت على أنّه ابن الله فعلًا (متى 4، 1 – 4).
في العهد القديم عُرف الصوم الكبير على أنّه يوم المغفرة، وكانت ممارسته شرطًا للانتساب إلى شعب الله. وكان هناك بعض الملتزمين يصومون خارج هذا الصوم الكبير. مثلًا، كان تلاميذ يوحنا المعمدان يصومون مرّتين في الأسبوع وذلك لتحقيق أحد عناصر العدالة المُحدّدة لدى الأنبياء (لو 18، 12).
فإذا كان المسيح لم يعطِ قوانين محدّدة لممارسة الصوم، فذلك لأنّه أتى ليكمّل الصوم، وقد دعا إلى تجاوز هذه العدالة: «لا تظنّوا أني جئت لأحلّ الناموس والأنبياء، لم آتي لأحلّ لكن لأتمّم. إنّي أقول لكم، إن لم يزد برّكم على برّ الكتبة والفريسيّين فلن تدخلوا ملكوت السماوات» (متى 5). فالمسيح يركّز أكثر على عدم التعلّق بالأرضيّات والغنى (متى 19)، وخاصة على التخلي عن الذات لحمل الصليب (متى 10).
يدعو المسيح إلى ممارسة الصوم بكثير من «الحشمة»، معروف من قبل الله، هذا الصوم يصبح التعبير الأفضل عن الرجاء بالله، صوم متواضع يفتح القلب على العدالة الداخليّة، على عمل الله الذي يرى ويعمل في الخفية (متى 6). أعمال الرسل يسرد لنا بعض الممارسات الدينيّة الطقسيّة والتي تتضمّن الصوم والصلاة معًا (أع 13، 14).
بولس الرسول كان يصوم بمناسبات عدّة (2 قور 6، 11). والكنيسة، إذا حافظت على هذا التقليد، رغبة منها بالحفاظ على أبنائها في موقف انفتاح كامل على نعمة الله بانتظار عودة المسيح الثانية، فالصوم الحقيقيّ هو إذن صوم الإيمان، الحرمان من رؤية الحبيب، والبحث عنه باستمرار. بانتظار عودة العريس إلينا، الصوم من أجل التوبة له مكانته وأهميّته في الكنيسة «هل يستطيع بنو العرس أن يصوموا ما دام العريس معهم؟ فما دان العريس معهم لا يستطيعوا أن يصوموا، ولكن تأتي أيّام يُرفع العريس من بينهم حينئذ يصومون» (مر 2).

 
قديم 01 - 03 - 2018, 03:06 PM   رقم المشاركة : ( 20223 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح والصوم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقد ربط المسيح كلّ من الصلاة والصدقة بالصوم، واعتبرهم من الأمور الهامّة بالنسبة للحياة الروحيّة (متى 6). لكنّه طلب ممارستها بكثير من «الحشمة» والتحفّظ وخاصة بدون انتظار مقابل وبدون حسبان. فقبل أن نفهم بشكلٍ عميق العلاقة بين الصوم والصلاة والصدقة، يجب علينا أن نفهم معنى وأبعاد الصوم. سأقوم بذلك على ضوء تجربة المسيح في البرية.
الروح القدس الذي نزل على يسوع ساعة عماده وأعلنه ابن الله: «هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت»، هذا الروح هو الذي قاد يسوع إلى البريّة ليجرّبه إبليس. هذا يعني أن محتوى التجربة هو إثبات يسوع بأنّه بالفعل هو ابن الله.
كلّ تجربة يبدأها المجرّب بعبارة «إن كنت ابن الله». وبالتالي يمكننا القول بأنّنا نواجه التجارب الثلاث التي عاشها يسوع. فالتجربة والخطيئة تتواجدان في كلّ مرّة نحاول فيها الاقتراب من الله والاتحاد معه، والعيش كأبناء له. لذلك نرى أنّ أعمال الشيطان وحضور الروح القدس يتواجدان في البريّة مع يسوع إذ أنّ الروح يريد أن يُثبّت بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله، والمجرّب يريد الاستفادة من هذه الفرصة لكي يستغلّها لحسابه ومصلحته. (الصوم والقيامة).
هناك توازي مهمّ جدًا بين تجربة يسوع في البريّة وما عاشه شعب العهد القديم في الصحراء وصلاة الأبانا (نحن). هذا التوازي يسمح لنا بأن نفهم بأنّ هدف الصوم في النهاية هو أن نعيش كأبناء لله. عاش يسوع التجارب الثلاث التي تعرّض لها شعب العهد القديم، إنّما الفارق هو أنّ يسوع لم يقع في التجربة، لم يستسلم لها وانتصر على المجرّب، على التجربة وعلى الخطيئة. في العهد القديم عندما جاع الشعب في الصحراء، أعطاه الله المنّ طالبًا إليه عدم الاحتفاظ به، وأنّه سيعطيه هذا المنّ كلّ يوم بيومه لأنّ الله لا يتخلّى عن شعبه.
لكنّ الشعب وقع في التجربة وراح يخزّن المنّ خوفًا وضمانًا، بينما في البريّة يجيب يسوع المجرّب الذي يسأله: «إن كنت ابن الله فحوّل هذه الحجارة إلى خبز» قائلًا: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله». هذا يعني أنّ يسوع الابن، وهذا ما يميّز موقف الابن «طوبى للفقراء بالروح فإن لهم ملكوت السماوات»، يعيش الله الآب على أنّه مصدر حياته هو لكونه الابن. هذا يعني أيضًا أنّ الله الآب وحده قادر على اشباع الإنسان، وأنّ الجزع الماديّ هو مجرّد صورة عن الجوع الحقيقيّ والجوهريّ، الجوع إلى كلمة الله وحضوره في حياة الإنسان « تأتي أيام يُرفع العريس من بينهم حينئذ يصومون». والوقوع في هذه التجربة يعود للقول بأنّ يسوع فضّل وتمسّك بالصورة هو الذي يملك الواقع والأهمّ: الإنسان خُلق ليصبح على صورة الله، والمسيح يرفض أن يصنع من الله صورة الإنسان، ونحن بدورنا مدعوّين إلى تحقيق ذلك وبالتالي عندما نصلّي نقول: أعطنا خبزنا كفاف يومنا، خبزنا الجوهريّ كفاف يومنا.
أثناء مسيرته في الصحراء شكّ الشعب بأمانة الله فجرّبه: «لماذا أصعدتنا من مصر؟ ألِتقتلني أنا وبنيّ ومواشيّ بالعطش؟». وكان جواب موسى: لماذا تجرّبون الربّ؟ والمسيح بدوره يجيب المجرّب: لا تجربنّ الربّ إلهك. خصوصًا أنّ المجرب استعمل المزمور 91: «يوصي ملائكته بك فيحملونك على أيديهم لكي لا تصطدم رجلك بحجر». جواب يسوع للمجرّب يعني أنّ يسوع هو حقًا ابن الله وليس هو بصدد أن يلعب دور الابن كما يريده المجرّب. وفي صلاة الأبانا نقول لا تدخلنا في التجربة، أي لا تسمح بأن نقع، نستسلم للتجربة.
في تجربته الثالثة صنع شعب العهد القديم عجلًا من ذهب وعبده وقدموا له الذبائح. والمجرّب يعرض على يسوع أن يعطيه جميع ممالك الأرض ومجدها شرط أن يسجد له. ويسوع يجيب: «للربّ وحده تسجد وإياه وحده تعبد». وفي صلاة الأبانا نقول: «ليتقدّس اسمك، ليأت ملكوتك». يسوع يبقى إذن أمينًا للآب ولرسالته، رسالة الابن. لم يتخلّى عن الواقع من أجل الصورة، ولا عن ملكوت السماوات من أجل ملكوت أرضي. فعمله الخلاصيّ يمرّ في الواقع من خلال الواقع الإنسانيّ: آلام وموت بدل المجد والعظمة. فابن الله هو حقًا إنسان ويسوع لا يريد الهروب من هذا الواقع. لا يريد الهروب من الحقيقة. لذلك لدى خروجه منتصرًا على التجربة، آنذاك فقط أتت الملائكة لتخدمه.
 
قديم 01 - 03 - 2018, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 20224 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نحن والصوم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يبقى السؤال: ما علاقة الصوم بذلك كله؟ أو كيف نفهم الصوم على ضوء خبرة وتجربة يسوع في البريّة؟ لكي نفهم جيدًا ما حدث في البريّة بين يسوع والمجرّب حيث عرض هذا الأخير على يسوع أن يحوّل الحجارة إلى أرغفة، وأن يلقي بنفسه من أعلى الهيكل، وأن يصبح ملك ذو سلطة على العالم أجمع. لكي نفهم ما حدث علينا أن لا ننسى أنّه على الصليب تتمّ السخرية من يسوع «أنقذ نفسك… انزل من على الصليب». لكن نهاية المطاف هي القيامة حيث يعلن الملاك بأنّ المسيح سبق تلاميذه إلى الجليل. ففي فترة الصوم، كزمن تحضير للقيامة نعيش كل هذه التجارب مع الصلب من خلال الأناجيل التي نقرأها في هذه الفترة.

فالمعركة التي خاضها يسوع ويدعونا على خطاه تكمن في:
* رفض علاقاتنا المزيّفة، والمشوّهة مع الله: ارم بنفسك من أعلى الهيكل.
* رفض علاقاتنا المزيّفة والمشوّهة مع الآخرين، التسلّط على العالم.
* رفض علاقاتنا المزيّفة والمشوّهة مع ذاتنا: أن نتغذى من حجارة تحوّلت إلى خبز.

إذن نحن مدعوّين لنعيش فعليًّا كأبناء لله، كأحبّاء الله. ولنخوض هذه المعركة، لدينا ثلاثة أسلحة، إن صحّ التعبير، ثلاثة وسائل تسمح لنا بالخروج منها منتصرين: الصوم والصلاة والصدقة.
يسوع الذي عاش وحقّق ذاته كأبن لله وذلك من البريّة حتى ساعة التخلّي الكبرى ساعة الصليب، إذ أنّه: استقبل ذاته من أبيه، ولذلك يصوم. يلتفت إلى أبيه فيصلّي، يلتفت إلى أبيه وإلى الآخرين فيعطي (الصدقة).
فالصلاة ليست مجرّد ترداد بعض الصلوات، والصوم ليس فقط الامتناع عن الأكل، والصدقة ليست مجرّد عطاء ماديّ للآخر. بل هذا كله يعود للقول بأن أعيش علاقة حقيقيّة مع الله ومع الآخر ومع ذاتي.
فالصوم إذن لا يكمن فقط في الامتناع عن الأكل أو عن بعض الرغبات. هذه الأمور تبقى تعبير رمزيّ لما هو أعمق وأكثر جوهريّة، إنّها تدعنا نقول بأنّ الله هو الوحيد الذي يستطيع أن يعطينا الخبز الحقيقيّ، الجوهريّ، أو بمعنى آخر هي تعبير على أنّني أُسلّم ذاتي لله واستقبلها منه، أنني ابن الله وليس لي إله غيره. وهذا الأمر يُعبّر عنه بطريقة إيجابيّة: أن أفتح عينيّ وأذنيّ حتى أنظر فعلًا لما يحدث من حولي حتى أستطيع أن أرى وأسمع المحتاج: «الحقّ، الحقّ أقول لكم، كلّما فعلتم بأحد أخوتي هؤلاء الصغار فلي أنا فعلتموه». فالخطيئة لا تكمن فقط في العمل السيّء والمؤذي، بل هي جوهريًا عندما لا أسعى للقيام بالخير، بمدّ يديّ لمن هو بحاجة إليّ، أن أكتفي بذاتي «الحيط، الحيط ويا ربّي السترة»، كما نقول باللغة العاميّة. مساعدة الآخر، هي صدقة، وليس فقط العطاء الماديّ، الصدقة هي أن أصغي للآخر، أن أكون حاضرًا له بالفعل، أن أعيش علاقات حقيقيّة، على مثال المسيح الذي ذهب إلى عطاء ذاته حبًّا بنا. فالصوم هو أولًا أن أقوم بأمور إيجابية، أن أعيد علاقاتي بشكل حقيقي، وبهذه الطريقة أعيش كابن لله.
الصوم هو أخيرًا أن أفرّغ ذاتي من كلّ ما يحجبني عن الله والآخر وذاتي، لكي أستطيع انتظار العريس الآتي والقائم من بين الأموات، ولذلك ارتبط الصوم بالقيامة في الكنيسة. فالصوم أخيرًا هو مسيرة تحرّر وموت عن الذات، لكي أستطيع عيش القيامة.
إذا كان يسوع قد عاش كلّ ذلك في صميم حياته اليوميّة، فكم بالأحرى نحن، علينا أن نعيشها واقعيًا. ولكن هذا غير ممكن بدون الصلاة. فبالصلاة أستقبل ذاتي من الله ولكن بالأخصّ أستمدّ منه العون والقوّة. بالصلاة أكتشف ذاتي وضعفي ممّا يسمح لي بالانطلاق بشكلٍ صحيح وحقيقيّ باتجاه ذاتي والآخرين.
الصوم والصلاة والصدقة يشكّلون معًا التوبة الحقيقيّة التي تكمن في الاعتراف بابتعادي عن الله والعودة إلى «حظيرة خرافه». فالصوم بدون التوبة لا معنى له ولا فائدة. بالصوم والصلاة والصدقة أموت عن ذاتي (أعيش معموديتي) لأقوم مع القائم من بين الأموات.
لذلك مرحلة الصوم هي مرحلة فرح، فرح قدوم العريس، فرح الاكتشاف بأنّنا أبناء الله. بالمعموديّة أصبحنا أبناء الله، وروحه يسكن فينا لكي يساعدنا للعودة إليه وإلى أخوتنا البشر. فإذا كنّا ننادي الله أبانا، فهذا يعني أنّنا أخوة. ولكي نستطيع القول بأنّنا اخترنا المسيح وأنّنا حقًا أبناء الله، علينا أن نتحقّق من ذلك في واقعنا اليوميّ.
علينا أن نتحقّق فعليًا بأنّنا أحرار وحقيقيّين. فالصوم إذن هو فترة فرح حيث نكتشف بنوّتنا لله، وهذا يقودنا بالضرورة إلى المحنة والتجربة، يقودنا إلى البريّة. لذلك لا بدّ من التخلّي عن الحزن لأنّه لا يأتي من الله، لا بل هو دلالة غيابه من حياتنا. في هذه الفترة نكتشف إلى أي حدّ نعمل ونتصرّف انطلاقًا من أحكام مسبقة، وأنّنا نضع الله في أفكار جامدة، وأنّنا نقف أمامه في موقف العبد بدلًا من الابن. فلنقف بشجاعة، شجاعة الأبناء ونعيش بالفعل كأخوة وكأبناء.
 
قديم 01 - 03 - 2018, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 20225 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معلومات عديدة عن الصوم على كل مسيحي قراءتها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مقدمة تاريخية: الصوم الكبير هو زمن توبة بالنسبة لنا المسيحيّين. مدّته 48 يوم ابتداءً من أثنين الرماد وحتى يوم الفصح. فكرة إقامة الصوم الكبير أُوحي بها للكنيسة انطلاقًا من فكرتين أساسيّتين:
* ممارسة التوبة.
* تقليد صوم المسيح خلال أربعين يومًا في البرية قبل بدء حياته العلنيّة.



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فكرة جعل الصوم إلزامي تعود
إلى القرن الثالث ميلاديّ وهذه الفترة الطوية كانت قصيرة في البداية ثم أصبحت 10 أسابيع بالنسبة للكنيسة اللاتينيّة و 7 أسابيع بالنسبة للكنيسة اليونانيّة. في البداية كان الصوم يكمن في اتخاذ وجبة طعام واحدة في اليوم، وكانت تؤخذ في المساء بعد غروب الشمس. في القرن السادس أُضيفت وجبة ثانية خفيفة.

في كلا الأحوال منذ البداية كانت فكرة الصوم موجّهة باتجاه الفصح والقيامة، جوهر وأساس الحياة المسيحيّة. فالمسيحيّون كانوا يعيّدون ويعيشون ذكرى معموديّتهم بمشاركتهم في صلوات وقداس ليلة الفصح حيث كانت تجري العمادات. فصلواتهم لأجل من سيعمّدون ومساندتهم لهم في مراحل التجارب كانت تُذكّرهم بالمراحل التي خاضوها قبل العماد والمتطلّبات الناتجة عنها.

الكتاب المقدّس بشكل عام

الكتاب المقدّس يقدّم لنا الصوم على أنّه أفضل وسيلة للاعتراف بسموّ الله، كما أنّه يجعل من الصوم والصلاة مع الصدقة إحدى الوسائل التي تُبيّن أمام الله تواضع ورجاء وحبّ الإنسان. ففي العهد القديم، الصوم المصحوب دائمًا بالصلاة، يعبّر عن تواضع الإنسان أمام الله. فالصوم هو نوع من إزلال النفس (أح 16).
بالصوم نعود إلى الله في موقف التبعية والخضوع وذلك قبل القدوم على عمل صعب، أو لطلب الغفران عن خطيئة ما ارتكبتها، أو لطلب شفاء ما، أو بعد مصيبة كبيرة، أو لطلب الانفتاح على النور الإلهيّ، أو لطلب النعمة الكفيلة بإتمام مهمّة ما (أع 12)، أو التحضير لملاقاة الله (خر 34، 28).

الأسباب متعدّدة والدوافع أيضًا، لكن في كلا الأحوال الهدف هو واحد: أن أكون متواضعًا أمام الله وبموقف إيمانيّ وذلك لاستقبال عمل الله ولكي أضع نفسي في حضوره. هذه الفكرة أو النيّة، تلمّح وتعبّر عن معنى الأربعين يومًا التي قضاها موسى بدون طعام (خر 34)، وإيليا أيضًا (3 مل 19، 8).
أمّا فيما يخصّ الأربعين يوم التي قضاها يسوع في البريّة، لم يكن هدفها الانفتاح على الروح، بما أنّه مملوء منه: قاده الروح إلى البريّة ودفعه للصوم حتى يدشّن حياته العلنيّة، المسيحانيّة بعمل استسلام وثقة بالله أبيه، وبالتالي يُثبّت على أنّه ابن الله فعلًا (متى 4، 1 – 4).
في العهد القديم عُرف الصوم الكبير على أنّه يوم المغفرة، وكانت ممارسته شرطًا للانتساب إلى شعب الله. وكان هناك بعض الملتزمين يصومون خارج هذا الصوم الكبير. مثلًا، كان تلاميذ يوحنا المعمدان يصومون مرّتين في الأسبوع وذلك لتحقيق أحد عناصر العدالة المُحدّدة لدى الأنبياء (لو 18، 12).
فإذا كان المسيح لم يعطِ قوانين محدّدة لممارسة الصوم، فذلك لأنّه أتى ليكمّل الصوم، وقد دعا إلى تجاوز هذه العدالة: «لا تظنّوا أني جئت لأحلّ الناموس والأنبياء، لم آتي لأحلّ لكن لأتمّم. إنّي أقول لكم، إن لم يزد برّكم على برّ الكتبة والفريسيّين فلن تدخلوا ملكوت السماوات» (متى 5). فالمسيح يركّز أكثر على عدم التعلّق بالأرضيّات والغنى (متى 19)، وخاصة على التخلي عن الذات لحمل الصليب (متى 10).
يدعو المسيح إلى ممارسة الصوم بكثير من «الحشمة»، معروف من قبل الله، هذا الصوم يصبح التعبير الأفضل عن الرجاء بالله، صوم متواضع يفتح القلب على العدالة الداخليّة، على عمل الله الذي يرى ويعمل في الخفية (متى 6). أعمال الرسل يسرد لنا بعض الممارسات الدينيّة الطقسيّة والتي تتضمّن الصوم والصلاة معًا (أع 13، 14).
بولس الرسول كان يصوم بمناسبات عدّة (2 قور 6، 11). والكنيسة، إذا حافظت على هذا التقليد، رغبة منها بالحفاظ على أبنائها في موقف انفتاح كامل على نعمة الله بانتظار عودة المسيح الثانية، فالصوم الحقيقيّ هو إذن صوم الإيمان، الحرمان من رؤية الحبيب، والبحث عنه باستمرار. بانتظار عودة العريس إلينا، الصوم من أجل التوبة له مكانته وأهميّته في الكنيسة «هل يستطيع بنو العرس أن يصوموا ما دام العريس معهم؟ فما دان العريس معهم لا يستطيعوا أن يصوموا، ولكن تأتي أيّام يُرفع العريس من بينهم حينئذ يصومون» (مر 2).

المسيح والصوم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقد ربط المسيح كلّ من الصلاة والصدقة بالصوم، واعتبرهم من الأمور الهامّة بالنسبة للحياة الروحيّة (متى 6). لكنّه طلب ممارستها بكثير من «الحشمة» والتحفّظ وخاصة بدون انتظار مقابل وبدون حسبان. فقبل أن نفهم بشكلٍ عميق العلاقة بين الصوم والصلاة والصدقة، يجب علينا أن نفهم معنى وأبعاد الصوم. سأقوم بذلك على ضوء تجربة المسيح في البرية.
الروح القدس الذي نزل على يسوع ساعة عماده وأعلنه ابن الله: «هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت»، هذا الروح هو الذي قاد يسوع إلى البريّة ليجرّبه إبليس. هذا يعني أن محتوى التجربة هو إثبات يسوع بأنّه بالفعل هو ابن الله.
كلّ تجربة يبدأها المجرّب بعبارة «إن كنت ابن الله». وبالتالي يمكننا القول بأنّنا نواجه التجارب الثلاث التي عاشها يسوع. فالتجربة والخطيئة تتواجدان في كلّ مرّة نحاول فيها الاقتراب من الله والاتحاد معه، والعيش كأبناء له. لذلك نرى أنّ أعمال الشيطان وحضور الروح القدس يتواجدان في البريّة مع يسوع إذ أنّ الروح يريد أن يُثبّت بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله، والمجرّب يريد الاستفادة من هذه الفرصة لكي يستغلّها لحسابه ومصلحته. (الصوم والقيامة).
هناك توازي مهمّ جدًا بين تجربة يسوع في البريّة وما عاشه شعب العهد القديم في الصحراء وصلاة الأبانا (نحن). هذا التوازي يسمح لنا بأن نفهم بأنّ هدف الصوم في النهاية هو أن نعيش كأبناء لله. عاش يسوع التجارب الثلاث التي تعرّض لها شعب العهد القديم، إنّما الفارق هو أنّ يسوع لم يقع في التجربة، لم يستسلم لها وانتصر على المجرّب، على التجربة وعلى الخطيئة. في العهد القديم عندما جاع الشعب في الصحراء، أعطاه الله المنّ طالبًا إليه عدم الاحتفاظ به، وأنّه سيعطيه هذا المنّ كلّ يوم بيومه لأنّ الله لا يتخلّى عن شعبه.
لكنّ الشعب وقع في التجربة وراح يخزّن المنّ خوفًا وضمانًا، بينما في البريّة يجيب يسوع المجرّب الذي يسأله: «إن كنت ابن الله فحوّل هذه الحجارة إلى خبز» قائلًا: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله». هذا يعني أنّ يسوع الابن، وهذا ما يميّز موقف الابن «طوبى للفقراء بالروح فإن لهم ملكوت السماوات»، يعيش الله الآب على أنّه مصدر حياته هو لكونه الابن. هذا يعني أيضًا أنّ الله الآب وحده قادر على اشباع الإنسان، وأنّ الجزع الماديّ هو مجرّد صورة عن الجوع الحقيقيّ والجوهريّ، الجوع إلى كلمة الله وحضوره في حياة الإنسان « تأتي أيام يُرفع العريس من بينهم حينئذ يصومون». والوقوع في هذه التجربة يعود للقول بأنّ يسوع فضّل وتمسّك بالصورة هو الذي يملك الواقع والأهمّ: الإنسان خُلق ليصبح على صورة الله، والمسيح يرفض أن يصنع من الله صورة الإنسان، ونحن بدورنا مدعوّين إلى تحقيق ذلك وبالتالي عندما نصلّي نقول: أعطنا خبزنا كفاف يومنا، خبزنا الجوهريّ كفاف يومنا.
أثناء مسيرته في الصحراء شكّ الشعب بأمانة الله فجرّبه: «لماذا أصعدتنا من مصر؟ ألِتقتلني أنا وبنيّ ومواشيّ بالعطش؟». وكان جواب موسى: لماذا تجرّبون الربّ؟ والمسيح بدوره يجيب المجرّب: لا تجربنّ الربّ إلهك. خصوصًا أنّ المجرب استعمل المزمور 91: «يوصي ملائكته بك فيحملونك على أيديهم لكي لا تصطدم رجلك بحجر». جواب يسوع للمجرّب يعني أنّ يسوع هو حقًا ابن الله وليس هو بصدد أن يلعب دور الابن كما يريده المجرّب. وفي صلاة الأبانا نقول لا تدخلنا في التجربة، أي لا تسمح بأن نقع، نستسلم للتجربة.
في تجربته الثالثة صنع شعب العهد القديم عجلًا من ذهب وعبده وقدموا له الذبائح. والمجرّب يعرض على يسوع أن يعطيه جميع ممالك الأرض ومجدها شرط أن يسجد له. ويسوع يجيب: «للربّ وحده تسجد وإياه وحده تعبد». وفي صلاة الأبانا نقول: «ليتقدّس اسمك، ليأت ملكوتك». يسوع يبقى إذن أمينًا للآب ولرسالته، رسالة الابن. لم يتخلّى عن الواقع من أجل الصورة، ولا عن ملكوت السماوات من أجل ملكوت أرضي. فعمله الخلاصيّ يمرّ في الواقع من خلال الواقع الإنسانيّ: آلام وموت بدل المجد والعظمة. فابن الله هو حقًا إنسان ويسوع لا يريد الهروب من هذا الواقع. لا يريد الهروب من الحقيقة. لذلك لدى خروجه منتصرًا على التجربة، آنذاك فقط أتت الملائكة لتخدمه.

نحن والصوم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يبقى السؤال: ما علاقة الصوم بذلك كله؟ أو كيف نفهم الصوم على ضوء خبرة وتجربة يسوع في البريّة؟ لكي نفهم جيدًا ما حدث في البريّة بين يسوع والمجرّب حيث عرض هذا الأخير على يسوع أن يحوّل الحجارة إلى أرغفة، وأن يلقي بنفسه من أعلى الهيكل، وأن يصبح ملك ذو سلطة على العالم أجمع. لكي نفهم ما حدث علينا أن لا ننسى أنّه على الصليب تتمّ السخرية من يسوع «أنقذ نفسك… انزل من على الصليب». لكن نهاية المطاف هي القيامة حيث يعلن الملاك بأنّ المسيح سبق تلاميذه إلى الجليل. ففي فترة الصوم، كزمن تحضير للقيامة نعيش كل هذه التجارب مع الصلب من خلال الأناجيل التي نقرأها في هذه الفترة.

فالمعركة التي خاضها يسوع ويدعونا على خطاه تكمن في:
* رفض علاقاتنا المزيّفة، والمشوّهة مع الله: ارم بنفسك من أعلى الهيكل.
* رفض علاقاتنا المزيّفة والمشوّهة مع الآخرين، التسلّط على العالم.
* رفض علاقاتنا المزيّفة والمشوّهة مع ذاتنا: أن نتغذى من حجارة تحوّلت إلى خبز.

إذن نحن مدعوّين لنعيش فعليًّا كأبناء لله، كأحبّاء الله. ولنخوض هذه المعركة، لدينا ثلاثة أسلحة، إن صحّ التعبير، ثلاثة وسائل تسمح لنا بالخروج منها منتصرين: الصوم والصلاة والصدقة.
يسوع الذي عاش وحقّق ذاته كأبن لله وذلك من البريّة حتى ساعة التخلّي الكبرى ساعة الصليب، إذ أنّه: استقبل ذاته من أبيه، ولذلك يصوم. يلتفت إلى أبيه فيصلّي، يلتفت إلى أبيه وإلى الآخرين فيعطي (الصدقة).
فالصلاة ليست مجرّد ترداد بعض الصلوات، والصوم ليس فقط الامتناع عن الأكل، والصدقة ليست مجرّد عطاء ماديّ للآخر. بل هذا كله يعود للقول بأن أعيش علاقة حقيقيّة مع الله ومع الآخر ومع ذاتي.
فالصوم إذن لا يكمن فقط في الامتناع عن الأكل أو عن بعض الرغبات. هذه الأمور تبقى تعبير رمزيّ لما هو أعمق وأكثر جوهريّة، إنّها تدعنا نقول بأنّ الله هو الوحيد الذي يستطيع أن يعطينا الخبز الحقيقيّ، الجوهريّ، أو بمعنى آخر هي تعبير على أنّني أُسلّم ذاتي لله واستقبلها منه، أنني ابن الله وليس لي إله غيره. وهذا الأمر يُعبّر عنه بطريقة إيجابيّة: أن أفتح عينيّ وأذنيّ حتى أنظر فعلًا لما يحدث من حولي حتى أستطيع أن أرى وأسمع المحتاج: «الحقّ، الحقّ أقول لكم، كلّما فعلتم بأحد أخوتي هؤلاء الصغار فلي أنا فعلتموه». فالخطيئة لا تكمن فقط في العمل السيّء والمؤذي، بل هي جوهريًا عندما لا أسعى للقيام بالخير، بمدّ يديّ لمن هو بحاجة إليّ، أن أكتفي بذاتي «الحيط، الحيط ويا ربّي السترة»، كما نقول باللغة العاميّة. مساعدة الآخر، هي صدقة، وليس فقط العطاء الماديّ، الصدقة هي أن أصغي للآخر، أن أكون حاضرًا له بالفعل، أن أعيش علاقات حقيقيّة، على مثال المسيح الذي ذهب إلى عطاء ذاته حبًّا بنا. فالصوم هو أولًا أن أقوم بأمور إيجابية، أن أعيد علاقاتي بشكل حقيقي، وبهذه الطريقة أعيش كابن لله.
الصوم هو أخيرًا أن أفرّغ ذاتي من كلّ ما يحجبني عن الله والآخر وذاتي، لكي أستطيع انتظار العريس الآتي والقائم من بين الأموات، ولذلك ارتبط الصوم بالقيامة في الكنيسة. فالصوم أخيرًا هو مسيرة تحرّر وموت عن الذات، لكي أستطيع عيش القيامة.
إذا كان يسوع قد عاش كلّ ذلك في صميم حياته اليوميّة، فكم بالأحرى نحن، علينا أن نعيشها واقعيًا. ولكن هذا غير ممكن بدون الصلاة. فبالصلاة أستقبل ذاتي من الله ولكن بالأخصّ أستمدّ منه العون والقوّة. بالصلاة أكتشف ذاتي وضعفي ممّا يسمح لي بالانطلاق بشكلٍ صحيح وحقيقيّ باتجاه ذاتي والآخرين.
الصوم والصلاة والصدقة يشكّلون معًا التوبة الحقيقيّة التي تكمن في الاعتراف بابتعادي عن الله والعودة إلى «حظيرة خرافه». فالصوم بدون التوبة لا معنى له ولا فائدة. بالصوم والصلاة والصدقة أموت عن ذاتي (أعيش معموديتي) لأقوم مع القائم من بين الأموات.
لذلك مرحلة الصوم هي مرحلة فرح، فرح قدوم العريس، فرح الاكتشاف بأنّنا أبناء الله. بالمعموديّة أصبحنا أبناء الله، وروحه يسكن فينا لكي يساعدنا للعودة إليه وإلى أخوتنا البشر. فإذا كنّا ننادي الله أبانا، فهذا يعني أنّنا أخوة. ولكي نستطيع القول بأنّنا اخترنا المسيح وأنّنا حقًا أبناء الله، علينا أن نتحقّق من ذلك في واقعنا اليوميّ.
علينا أن نتحقّق فعليًا بأنّنا أحرار وحقيقيّين. فالصوم إذن هو فترة فرح حيث نكتشف بنوّتنا لله، وهذا يقودنا بالضرورة إلى المحنة والتجربة، يقودنا إلى البريّة. لذلك لا بدّ من التخلّي عن الحزن لأنّه لا يأتي من الله، لا بل هو دلالة غيابه من حياتنا. في هذه الفترة نكتشف إلى أي حدّ نعمل ونتصرّف انطلاقًا من أحكام مسبقة، وأنّنا نضع الله في أفكار جامدة، وأنّنا نقف أمامه في موقف العبد بدلًا من الابن. فلنقف بشجاعة، شجاعة الأبناء ونعيش بالفعل كأخوة وكأبناء.

بقلم الأب رامي الياس اليسوعيّ
 
قديم 01 - 03 - 2018, 03:08 PM   رقم المشاركة : ( 20226 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة للشفاء من الحزن

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يريدنا سعداء، وهو مصدر الفرح الحقيقي
قلب الإنسان يرغب في الفرح. وكلنا نرغب في الفرح… العائلات والشعوب تتوق إلى السعادة. وقد جاء يسوع ليحمل الفرح إلى الجميع وإلى الأبد.
لكننا نختبر الحزن في مراحل من حياتنا، ولا نعرف كيف نواجهه. الفرح يهرب منا ولا أحد ينجح في تشجيعنا، فنهتف مع المرنم قائلين: “لماذا تكتئبين يا نفسي وتقلقين فيّ؟ ارتجي الله فإني سأعود أعترف له وهو خلاص وجهي” (المزامير 42، 3).
نريد أن نكون سعداء ونسبح الرب. وبما أننا نعلم أن الله يريد لنا السعادة وأن الحزن هو أداة الشيطان التي يستعملها ليقودنا إلى الخطيئة، يجب أن نسعى إلى مكافحة الحزن دائماً. وبحسب الكتاب المقدس، فإن الصلاة هي السبيل الأفضل لمحاربة الحزن. “هل فيكم مكروب، فليصلِّ” (يعقوب 5، 13).
إلى الله، منبع الفرح الحقيقي، يجب أن نلتجئ في الصلاة طالبين منه أن يساعدنا في نزع القلق من قلوبنا والشفاء من حزننا.
صلاة
“أيها الرب يسوع، أنت تعرف حزني الذي يُغرق قلبي وتعرف مصدره. اليوم، أحضر أمامك وأطلب منك يا رب أن تساعدني لأنني عاجز عن الاستمرار على هذا النحو.
إنني أعلم أنك تدعوني للعيش في سلام وطمأنينة وفرح، حتى وسط المصاعب اليومية. لذلك، أطلب منك أن تضع يديك المباركتين على قروح نفسي التي تجعلني أتأثر كثيراً بالمشاكل، فتحررني من الميل إلى الحزن الذي يعشعش فيّ.
أطلب منك اليوم أن تعيد نعمتك إلى حياتي فلا أعيش عبداً لذكرى الأحداث الأليمة والمريرة التي حصلت في الماضي. وبما أنها من الماضي ولم تعد موجودة، أسلّمكَ ما حصل وما سيحصل؛ ما أعيشه وأعاني بسببه.
أريد أن تسامحني وأن أسامِح لكي يتدفق فرحك فيّ.
أسلّمك الأحزان المتحدة بمخاوف الغد. هذا الغد لم يصل بعد، لذلك هو موجود فقط في مخيلتي. يجب أن أعيش اليوم فقط، ويجب أن أسير فقط في فرحك. زِد ثقتي بك لكي يزيد الفرح في نفسي. أنت الله ورب التاريخ والحياة، وحياتنا. لذلك، اعتنِ بحياتي وحياة أحبائي مع كافة انكساراتنا، مع كافة احتياجاتنا، ولتنمُ فينا فضيلة الفرح بمعونة محبتك القديرة. آمين”.

 
قديم 01 - 03 - 2018, 03:12 PM   رقم المشاركة : ( 20227 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هذه الكلمات موجهّة لكل واحد أعماله لا تشبه اقواله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كم أشبه هؤلاء الكتبة والفريسيون، الذين جلسوا على كرسي موسى ونطقوا بالحكمة، لكن أعمالهم لا تشبه أقوالهم؟؟!!
كم من الثمار المرة جنت يداي؟ وكم من الأفكار الدنسة زرعتها في حقلي وفِي حقل غيري؟؟!!
كم من مرةٍ أفسد كبريائي نقاء كلمات ناديت بها على السطوح وعملت نقيضها في الخفاء؟؟!!
كيف لي أن أتكلم بالصالحات والشر يمتلكني؟
كيف لي أن أكنز الصالحات وداخلي ملؤه خطفٌ وضغينة؟
كيف لي أن ألبس ثوب الحملان وسمُّ الأفاعي تحت لساني؟
كل شجرةٍ تُعرف من ثمارها فهل يُجنى من الشوك عنباً ومن الحسك تيناً؟
كم مرةٍ غلبني الجهل إذ بحثتُ مراراً عن العنب والتين في شجرتي وأنا عارفٌ أنّ جذوري حسكٌ وأشواك!!
ما أسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال!! (يوحنا الذهبي الفم)
نعم إني أُحمِّل الناس ما لا أستطيع احتماله، أحاسبهم على القشة في عيونهم وفِي عينيّ خشبةٌ غليظة الحجم والفهم!!
نعم إني أحاول نزع النير عن كتفي وأحمّل غيري أثقالي، ليصبح النير صعباً والحمل ثقيلاً (طبعاً على كتف غيري)!!!
أعترف لك أني مرائي أحبّ الظهور، وأهتمّ بالمظاهر وأنتظر المديح، لأخفي ما في داخلي من عفنٍ وجوع إلى إشباع الأنا الفارغة!!!
أهتم بالجمال الخارجي لأخفي قباحة داخلي!!!
أحب الجلوس على “مَقَاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، وصُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع” لأخفي عجزي وإفلاسي!!!
والآن أطلب منك أن تشفيني من الروح الفرّيسية التي تمتلكني، حررني منها يا رب، لأكون لك وحدك دون سواك.. فأنت ربي ومعلمي وقائدي وسيّد حياتي لك المجد إلى الأبد. آمين.

صوم مبارك
 
قديم 01 - 03 - 2018, 03:13 PM   رقم المشاركة : ( 20228 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ابدأوا نهاركم بصلاة تكريس لبنان والشرق لقلب مريم الطاهر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة فعل تكريس لبنان والشرق لقلب مريم الطاهر من قبل البطريرك اللماروني مار بشارة بطرس الراعي.

يا مريم العذراء، يا أمّ الإله وأمّنا، أنتِ الّتي اختاركِ الله الآب لتكوني، بفعل الروح القدس، أمًّا لابنه المتجسّد، فأطعتِه طاعة الإيمان، واتّحدتِ، بفضل أمومتكِ، بابنكِ يسوع، اتّحادًا فريدًا، فأصغيتِ إلى كلماته، وتأمّلتِها في قلبِكِ، ورافقتِهِ في حياتِه الخفيّة في الناصرة، حيثُ كان ينمو بالقامة والحكمة والنعمة أمام الله والناس، ووجّهتِ إليه مَن التجأ إليكِ كما في عرس قانا، وتألّمتِ معه بقلبِكِ الأموميّ على الصليب، فشاركتِه بالفداء الّذي أتَمّه، هو مخلّص العالم الوحيد، من أجل البشر جميعهم في كلّ مكان وزمان. فشملتْ أمومتكِ الروحيّة كلّ البشر والشعوب، على تنوّع انتماءاتهم وثقافاتهم. واليوم، وبعد أن رُفعتِ إلى مجد ابنكِ القائم من الموت، تتابعين رعايتكِ لهم، بتشفّعكِ من أجلِهم، ليقبلوا نِعَمَ الربّ الّتي تقودُهم إلى الملكوت السمويّ.

يا سيّدة لبنان، نسألُكِ أن تشملي بعطفكِ وطنَنا الحبيب لبنان وكلَّ الشرق، هذه المنطقة الّتي على أرضها تحقّقَتْ أحداثُ التدبير الخلاصيّ، وانطلقَتِ الكنيسة بدافع الروح القدس، حاملةً البُشرى السارّة إلى كلّ الشعوب، وشاهدةً للسيّد المسيح حتّى الاستشهاد، ومحافظةً على وديعة الإيمان، تنقلها من جيلٍ إلى جيلٍ، إلى أن وصلتْ إلينا.

يا أم الكنيسة، ساعدينا بشفاعتكِ، نحن أبناءها وبناتها، الّتي أنتِ منها ومثالها وأمّها ومعلّمتها، لكي نعيش شركة المحبّة فيما بيننا، ونشهد للقِيم الإنسانيّة والمسيحيّة في حياتِنا العائليّة والاجتماعيّة والوطنيّة ونعمل على تعزيزها في لبنان والشرق، ونجعل منها حاضرةً ترتقي بالإنسان إلى الإصغاء بطواعيّة فُضلى إلى الله، الّذي يخاطبه باستمرار.

يا أمّ البشر والشعوب، نلتمس منكِ، أنتِ الّتي تعرفين آلام الناس وأفراحهم، مخاوفَهم وآمالهم، أن تقيَ بشفاعتك هذه المنطقة، من كلِّ ما يتهدّدها من عنف، وتطرّف، واضطرابات، وانتهاكاتٍ لكرامة الشخص البشريّ، وحقوقه، وحرّيّته، وسلامته، وأن توجّهي جميع أبناء هذا الشرق، على تنوّعهم، إلى الاستنارة بنور الخالق الواحد الّذي يريدنا عائلة بشريّة واحدة، يترابط أفرادها برباط الأخوّة، فيعمل الجميع على بناء مستقبل مُشرق، على أسس التلاقي، والمشاركة، والمحبّة، والعدالة.

نبتهل إليكِ، يا أمّنا، أن تقبلي منّا تكريس لبنان والشرق إلى قلبك الطاهر وإلى عنايتكِ، وحمايتكِ، فنكرّس ذواتنا لله، بفعل الروح القدس، على مثال الابن الوحيد، الّذي كرّس ذاته لأبيه السمويّ، بالأمانة له في كلّ ما عمل وعلّم، من أجل خلاص البشر. صلّي لأجلِنا، لكي نعيش مقتضيات هذا التكريس، فنتوب عن خطايانا، ونصغي إلى كلمة الله مانحة الحياة، ونجدّد محبّتنا لله بالالتزام بمشيئته، ومحبّتنا للقريب بالمصالحة، والعيش معًا بروح الأخوّة.

إنّنا نسأل شفاعتك يا قدّيسة مريم:

من أجل أن يكون الإنسان منفتحًا على الله ومطواعًا لإرادته، فيعمل لخير البشريّة كلّها، ويساهم في إحلال السلام، تضرّعي لأجلنا؛

من أجل أن نكون أمناء للمسيح يسوع في حياتنا، وشهودًا له بالقول والعمل، وبالمحبّة والمصالحة، وبالخدمة والتضحية، تضرّعي لأجلنا؛

من أجل أن نحمل صليب الألم في النفس والجسد، على مثال المسيح يسوع، ونواجه الصعوبات والمحن بصبر ورجاء، تضرّعي لأجلنا؛

من أجل الأساقفة والكهنة والرهبان والعلمانيّين، ليعضدهم الله في رسالتهم، تضرّعي لأجلنا؛

من أجل المحافظة على قدسيّة الرباط الزوجيّ، ومن أجلِ أن تبقى عائلاتنا كنائس منزليّة، تنقل الإيمان، وتعلّم الصلاة، وتشارك في حياة الكنيسة ورسالتها، تضرّعي لأجلنا؛

من أجل احترام الحياة البشريّة منذ نشأتها حتّى مماتها، تضرّعي لأجلنا؛

من أجل السلام في القلوب، والعائلات والمجتمعات، ومن أجل ترقّي الإنسان، تضرّعي لأجلنا؛

من أجل احترام كرامة كلّ إنسان، وحقوقه، وحرّيّته المدنيّة والدينيّة، وسلامته، تضرّعي لأجلنا؛

من أجل أن تعمل السلطات السياسيّة على تأمين الصالح العامّ، الّذي منه خير الإنسان والأوطان، تضرّعي لأجلنا؛

من أجل أن نتحرّر من الخطيئة الّتي تسبّب الانقسامات والعدّيات، والعنف، تضرّعي لأجلنا؛

من أجل أن نعطي الله الأولويّة في حياتنا، بوجه الروح الاستهلاكيّة والمادّيّة، والانشغالات الدنيويّة المفرطة ومغريات الحياة، تضرّعي لأجلنا؛

يا والدة الإله وسيّدة لبنان، يا كلّيّة القداسة، تشفّعي من أجلنا، لنقبل في وطننا وشرقنا نِعَم الله الّتي أفاضها على العالم، بقدرة الفداء الخلاصيّة اللامتناهية، والحبّ الرحوم الّذي يهدي الضمائر ويقدّس الإنسان، فنرفع معكِ وبواسطتكِ نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدّوس الّذي اختارك، الآب والابن والروح القدس، إلى الأبد.

 
قديم 01 - 03 - 2018, 03:15 PM   رقم المشاركة : ( 20229 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة تسليم الذات لوالدة الله مريم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيتها البتول مريم المثلثة الطوبى والكليّة الحلاوة والممتلئة من المراحم،
إنّي أسلّم ذاتي إلى رأفتِكِ مستودعاً نفسي وجسدي وأفكاري واعمالي وحياتي وموتي.

فأعينيني، يا سيدتـي، وقوّيني ضدّ وثبات الشياطين وتجاربهم.
وإستمدّي ليَ الحبَّ الحقيقيّ الكامل الذي به احب من كلّ قلبي إبنَكِ الحبيب يسوع المسيح سيّدي،

وبعــدَ حبّـي لـهُ أحبّ كِ انتِ يا سلطانتي فوقَ الأشياءِ كلّهـا.
فإجعليني يا أمّي بشفاعتِكِ الكليّة الإقتدار ان اثبُتَ في هذه المحبّة

حتى، إذ يفصلُني الموت من هذه الحياة،
تقودي انتِ نفسي إلى الفردوس السماوي.
آميـن.

كتبها القديس توما اللاهوتي
 
قديم 01 - 03 - 2018, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 20230 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اليوم الرابع (الخميس) من الاسبوع الثاني من الصوم الكبير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الانجيل

16 و اذا واحد تقدم و قال له ايها المعلم الصالح اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية
17 فقال له لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله و لكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا
18 قال له اية الوصايا فقال يسوع لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد بالزور
19 اكرم اباك و امك و احب قريبك كنفسك
20 قال له الشاب هذه كلها حفظتها منذ حداثتي فماذا يعوزني بعد
21 قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب و بع املاكك و اعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني
22 فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة
23 فقال يسوع لتلاميذه الحق اقول لكم انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السماوات
24 و اقول لكم ايضا ان مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله
25 فلما سمع تلاميذه بهتوا جدا قائلين اذا من يستطيع ان يخلص
26 فنظر اليهم يسوع و قال لهم هذا عند الناس غير مستطاع و لكن عند الله كل شيء مستطاع
27 فاجاب بطرس حينئذ و قال له ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك فماذا يكون لنا
28 فقال لهم يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر
29 و كل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا من اجل اسمي ياخذ مئة ضعف و يرث الحياة الابدية
30 و لكن كثيرون اولون يكونون اخرين و اخرون اولين
+ + +
الملكوت والغِنى

يروي الإنجيلي عن لقاء بين السيِّد المسيح وشاب غني:

"وإذا واحد تقدّم وقال له:

أيها المعلّم الصالح،

أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبديّة؟" [16].

جاء هذا الشاب وكأنه يمثّل الأغنياء، وجاءت إجابة السيِّد تكشف عن إمكانيّة دخول الأغنياء الملكوت خلال الباب الضيق. ولكن قبل أن يجيبه على سؤاله قال له: "لماذا تدعوني صالحًا؟! ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله" [17]. إنه لم يقل "لا تدعوني صالحًا"، إنّما رفض أن يدعوه هكذا كمجرد لقب، ما لم يؤمن بحق أنه الصالح وحده. فقد اِعتاد اليهود على دعوة رجال الدين بألقابٍ لا تليق إلا بالله وحده، وقد أراد السيِّد تحذيرهم بطريقة غير مباشرة. وكأنه السيِّد يقول له: إن آمنت بي أنا الله فلتقبلني هكذا وإلا فلا. هذا وقد أكّد السيِّد نفسه أنه صالح، فيقول: "أنا هو الراعي الصالح" (يو 10: 11)، كما يقول: "من منكم يبكِّتني على خطيّة؟" (يو 8: 46)

لقد عُرف الأغنياء بالمظاهر الخارجيّة وحب الكرامات، وكأن السيِّد المسيح بإجابته هذه أراد أن يوجِّه الأغنياء إلى تنقية قلوبهم من محبّة الغنى بطريق غير مباشر، مع رفض محبّة الكرامات والألقاب المبالغ فيها.

لقد أظهر هذا الشاب شوقه للحياة، لذلك قدّم له السيِّد إجابة عن اشتياقه، وكما يقول القدّيس كيرلّس الكبير: [الذين ينحنون أمامه بعنق عقولهم للطاعة يهبهم وصايا ويعطيهم نواميس. ويوزِّع عليهم الميراث السماوي، ويقدّم لهم البركات الروحيّة، فيكون بالنسبة لهم مخزنًا لعطايا لا تسقط.]

لقد أجابه السيِّد: "إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا" [17]. وكما يقول القدّيس أغسطينوس: [إن كنت لا تريد أن تحفظ الوصايا، فلماذا تبحث عن الحياة؟ إن كنت تتباطأ في العمل، فلماذا تُسرع نحو الجزاء؟]

دخل السيِّد مع الشاب في حوار حول حفظ الوصايا، حتى يكشف له نقطة ضعفه، ألا وهي محبّة المال. وجاءت النصيحة: "إن أردت أن تكون كاملاً، فاذهب وبع أملاكك، وأِعطِ الفقراء، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" [21].

يقول القدّيس جيروم: [هذه هي ذروة الفضيلة الكاملة الرسوليّة أن يبيع الإنسان كل ما يملك ويوزِّعه على الفقراء (لو 18: 22)، متحرّرًا من كل عائق ليعبر إلى الممالك السماويّة مع المسيحٍٍٍ.] [خادم المسيح الكامل ليس له شيء بجانب المسيح.] [ترْجِم كلماته إلى عمل، فإنك إذ تتعرى تتبع الصليب حيث العرس، وتصعد سلّم يعقوب الذي يسهل صعوده لمن لا يحمل شيئًا.] كما يقول: [يَََعد الشيطان بمملكة وغنى ليُحطم الحياة، أمّا الرب فيَعدْ بالفقر ليحفظ الحياة.]

يقول القدّيس كبريانوس: [إن كان الكنز في السماء، فيكون القلب والعقل والمشاعر في السماء، ولا يستطيع العالم أن يغلب الإنسان الذي ليس فيه شيء يمكن أن يُغلب. إنك تستطيع أن تتبع الرب حرًا بلا قيود كما فعل الرسول - وكثيرون في أيامهم، الذين تركوا مالهم وأقرباءهم والتصقوا بالمسيح برباطات لا تنفك.]

يقول القدّيس أغسطينوس: [إن كانت لديهم الإرادة أن يرفعوا قلوبهم إلى فوق، فليدّخروا ما يحبّونه هناك. فإنهم وإن كانوا على الأرض بالجسد فليسكنوا بقلبهم مع المسيح. لقد ذهب رأس الكنيسة أمامهم، ليت قلب المسيحي أيضًا يسبقه إلى هناك... فإن كل مسيحي يذهب في القيامة إلى حيث ذهب قلبه الآن. لنذهب إلى هناك بذاك العضو (القلب) الذي يمكنه الآن أن يذهب. فإن إنساننا بكلّيته سيتبع قلبه ويذهب إلى حيث ذهب القلب... لنرسل أمتعتنا مقدّمًا إلى حيث نستعد للرحيل.]

كثيرون نَفَّذوا هذه الوصيّة بطريقة حرفيّة، فمن أجل الدخول إلى الكمال باعوا كل شيء وأعطوا الفقراء، ليكون السيِّد المسيح نفسه كنزهم. لكن فيما هم يبيعون بطريقة حرفيّة باعوا ما في القلب فلم يعد للعالم مكان فيه. فالبيع الخارجي يلزم أن يرافقه بيع داخلي وشراء، أي بيع من القلب مع اقتناء للسيّد المسيح ليملأ القلب، الذي سبق فأسره حب الغنى واهتمامات بالحياة.

هذا ما أكّده الآب موسى، قائلاً: [إننا نرى بعضًا ممن زهدوا أمور هذا العالم، ليس فقط الذهب والفضة، بل والممتلكات الضخمة يتضايقون ويضطربون من أجل سكِّينة أو قلم أو دبُّوس أو ريشة، بينما لو وجَّهوا أنظارهم نحو نقاوة القلب بلا شك ما كانوا يضطربون من أجل الأمور التافهة، فكما لا يبالون بالغنى العظيم، يتركون أيضًا كل شيء.]

ويقدّم لنا الكتاب المقدّس أبانا إبراهيم مثالاً حيًا للغني الذي باع من قلبه من أجل الرب، مع أنه لم يعش كفقير. ففي الظهيرة كان يترقَّب مجيء غريب يشاركه الطعام، ويطلب من زوجته أن تهيئ الطعام بيديها ولا تتركه لجاريتها وخَدَمها. إنه يعيش كمن لا يملك شيئًا، فقد باع كل شيء، ليس في القلب موضع للغنى أو الهمّ. يظهر ذلك بوضوح في أكثر من موقف، فعندما حدثت مخاصمة بين رعاة مواشيه ورعاة مواشي لوط في محبّة سأل ابن أخيه أن يختار الأرض التي تروق له دون أن يضع قلبه على موضع معيّن، قائلاً له: "لا تكن مخاصَمة بيني وبينك، وبين رعاتي ورعاتك، لأننا نحن أخَوان. أليست كل الأرض أمامك، اعتزل عنّي، إن ذهبت شمالاً فأنا يمينًا وإن يمينًا فأنا شمالاً" (تك 13: 8-9). وعندما أُنقذ لوط والملوك الخمسة والنساء وكل ممتلكاتهم في كسرة كدرلعومر، إذ أراد أن يترك ملك سدوم لإبراهيم الممتلكات مكتفيًا بأخذ النفوس، أصرّ إبراهيم ألاّ يأخذ خيطًا ولا شِراك نعْل، ولا من كل ما هو له (تك14: 23).

إذ نعود إلى الشاب نراه غير قادرٍ على تنفيذ الوصيّة وقد مضى حزينًا لأنه كان ذا أموال كثيرة. هنا وجّه السيِّد حديثه لتلاميذه: "الحق أقول لكم أنه يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السماوات. وأقول لكم أيضًا أن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله" [24]. لم يقل السيِّد "أنه يستحيل"، وإنما "يعسُر"، ومع هذا فإنه إذ بُهت التلاميذ جدًا قائلين: "إذًا من يستطيع أن يخلُص؟" نظر إليهم يسوع ربّما نظرة عتاب مملوءة ترفُّقًا، وقال لهم: "هذا عند الناس غير مستطاع، ولكن عند الله كل شيء مستطاع" [26]. إنه يعاتب تلاميذه الذين لم يُدركوا بعد أنه ليس شيء غير مستطاع لدي الله. حقًا إن الله قادر أن يعبُر بالجمل من ثقب إبرة، بتفريغ قلب الغَني من حب الغِنى وإلهاب قلبه بحب الكنز السماوي.

وللقدّيس جيروم تعليق جميل على ذلك، إذ يقول: [لكن ما هو مستحيل لدى البشر ممكن لدى الله" (مر 10: 27). هذا ما نتعلّمه من المشورة التي قدّمها الرسول لتيموثاوس: "أوْصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينيّة الغِنى، بل على الله الحيّ الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتّع، وأن يصنعوا صلاحًا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مدّخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الحقيقيّة (الأبديّة)" (1 تي 6: 17-19). ها نحن نتعلّم كيف يمكن للجمل أن يعبُر من ثقب إبرة، وكيف أن حيوانًا بسنام على ظهره إذ يُلقي عنه أحماله يمكن أن يصير له جناحيّ حمامة (مز 55: 6)، يستريح في أغصان الشجرة التي نمت من حبّة الخردل (مت 13: 31-32). وفي إشعياء نسمع عن الجِمال بكران مديان وعيفة كلها تأتي من شبا تحمل ذهبًا ولبانًا لمدينة الرب (إش 60: 6). على هذه الجِمال الرمزيّة أحضر التجَّار الإسماعيليّون (تك 37: 25) روائح وبخور وبلْسم الذي ينمو في جلعاد لشفاء الجروح (إر 8: 22) ولسعادتهم اشتروا يوسف وباعوه، فكان مخلّص العالم هو تجارتهم.]

يحذّر القدّيس أغسطينوس الفقراء لئلا يتّكلوا على فقرهم في ذاته كجواز لهم بالدخول إلى الملكوت، قائلاً: [ِاستمعوا أيها الفقراء إلى المسيح... من كان منكم يفتخر بفقره ليَحْذر من الكبرياء لئلا يسبقه الغَني بتواضعه. اِحذروا من عدم الشفقة لئلا يفوق عليكم الأغنياء بورعهم. اِحذروا من السُكر لئلا يفوق عليكم الأغنياء بوقارهم. إن كان ينبغي عليهم ألا يفتخروا بغناهم، فلا تفتخروا أنتم بفقركم.] وفي نفس المقال يحذِّر أيضًا الأغنياء قائلاً: [الكبرياء هو الحشرة الأولى للغِنى، إنه العُثْ المُفسد الذي يتعرّض للكل ويجعله ترابًا.] مرّة أخرى يحدّث الاثنين معًا فيقول: [أيها الأغنياء اُتركوا أموالكم، أيها الفقراء كُفُّوا عن السلب! أيها الأغنياء وزّعوا إيراداتكم، أيها الفقراء لجِّموا شهواتكم. استمعوا أيها الفقراء إلى الرسول نفسه: "وأمّا التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة" (1 تي 6:6)... ليس لكم منزلاً مشتركًا مع الأغنياء، لكن تشاركونهم في السماء وفي النور. اطلبوا القناعة والكفاف ولا ترغبوا فيما هو أكثر.]


+ + +
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025