منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 02 - 2018, 11:54 AM   رقم المشاركة : ( 20061 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

احد الكنوز [ الأحد الأول من الصوم الكبير ]
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عشية باكر قراءات القداس مز 17 : 1 ، 2 مز 18 : 1 ، 2 رو 13 : 1 - 14 يع 1 13 - 21 أع 21 : 40
– 22 : 16
مز 25 : 1 ، 2 ، 4 مت 6 : 34 – 7 : 12 مت 7 : 22 - 29 مت 6 : 19 – 33
19 لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس و الصدا و حيث ينقب السارقون و يسرقون
20 بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس و لا صدا و حيث لا ينقب سارقون و لا يسرقون
21 لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا
22 سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا
23 و ان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما فان كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون
24 لا يقدر احد ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال
25 لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون و بما تشربون و لا لاجسادكم بما تلبسون اليست الحياة افضل من الطعام و الجسد افضل من اللباس
26 انظروا الى طيور السماء انها لا تزرع و لا تحصد و لا تجمع الى مخازن و ابوكم السماوي يقوتها الستم انتم بالحري افضل منها
27 و من منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة
28 و لماذا تهتمون باللباس تاملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب و لا تغزل
29 و لكن اقول لكم انه و لا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها
30 فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم و يطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا افليس بالحري جدا يلبسكم انتم يا قليلي الايمان
31 فلا تهتموا قائلين ماذا ناكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس
32 فان هذه كلها تطلبها الامم لان اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها
33 لكن اطلبوا اولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم.
++++++



العبادة السماويّة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعد أن قدّم لنا السيّد المسيح الجوانب الثلاثة للعبادة المسيحيّة أراد توضيح غايتها، ألا وهي رفع القلب النقي إلى السماء، ليرى الله ويحيا في أحضانه، محذّرًا إيّانا ليس فقط من تحطيمها خلال "الأنا" وحب الظهور، وإنما أيضًا خلال "محبّة المال" التي تفقد القلب المتعبّد حيويّته وحريّته، إذ يقول السيد: "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون، بلا اكنزوا لكم كنوزًا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون" [19-20].

من يتعبّد لله بقصد المجد الزمني الباطل يكون كمن جمع كنوزه على الأرض، سواء في شكل ثياب فاخرة يفسدها السوس، أو معادن تتعرّض للصدأ، أو أمور أخرى تكون مطمعًا للصوص. هكذا يرفع قلوبنا إلى السماء لننطلق بعبادتنا إلى حضن الآب السماوي، يتقبّلها في ابنه كسرّ فرح له وتقدِمة سرور، لا يقدر أن يقترب إليها سوس أو لصوص ولا أن يلحقها صدأ!

يقول القدّيس أغسطينوس: [إن كان القلب على الأرض، أي إن كان الإنسان في سلوكه يرغب في نفع أرضي، فكيف يمكنه أن يتنقّى، مادام يتمرّغ في الأرض؟ أمّا إذا كان القلب في السماء فسيكون نقيًا، لأن كل ما في السماء فهو نقي. فالأشياء تتلوّث بامتزاجها بالفضّة النقيّة، وفكرنا يتلوّث باشتهائه الأمور الأرضيّة رغم نقاوة الأرض وجمال تنسيقها في ذاته.]

يُعلّق أيضًا القدّيس أغسطينوس على حديث السيّد: "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض"، قائلاً:

+ لو أخبركم مهندس معماري أن منزلكم يسقط حالاً، أفلا تتحرّكون سريعًا قبل أن تنشغلوا بالنحيب عليه؟! هوذا مؤسّس العالم يخبركم باقتراب دمار العالم، أفلا تصدّقوه؟!... اسمعوا إلى صوت نبوّته: "السماء والأرض تزولان" (مت 24: 35)... استمعوا إلى مشورته!...

الله الذي أعطاكم المشورة لن يخدعكم، فإنكم لن تخسروا ما تتركونه، بل تجدوا ما قدّمتموه أمامكم... اعطوا الفقراء فيكون لكم كنز في السماء! لا تبقوا بلا كنز، بل امتلكوا في السماء بلا هّم ما تقتنونه على الأرض بقلق. أرسلوا أمتعتكم إلى السماء. إن مشورتي هي لحفظ كنوزكم وليس لفقدانها...

ينبغي علينا أن نضع في السماء ما نخسره الآن على الأرض. فالعدو يستطيع أن ينقب منازلنا، لكنّه هل يقدر أن يكسر باب السماء؟إنه يقتل الحارس هنا، لكن هل يستطيع أن يقتل الله حافظها؟...

الفقراء ليسوا إلا حمّالين ينقلون أمتعتنا من الأرض إلى السماء. إذن فلتعطوهم ما لديكم فإنهم يحملونها إلى السماء... هل نسيتم القول: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت... لأني جعت فأطعمتموني... وكل ما فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 34-40).
القدّيس أغسطينوس
بهذه الوصيّة يرفع الرب عبادتنا للسماء، محذّرًا إيّانا من "المجد الباطل" ومقيمًا حراسًا عليها، ألا وهي أعمال الرحمة المملوءة حبًا. فالصدقة الحقيقية بمعناها الواسع والتي تضم العطاء المادي والمعنوي، ترفع القلب بعيدًا عن الزمنيّات المعنويّة والماديّة، وتحوّل أرصدته في السماء.

ويرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن السيّد المسيح يحدّثنا عن الحب والرحمة في دستوره الإلهي بطريقة تدريجيّة هكذا:

أولاً: قدّم لنا الرحمة كمبدأ عام نلتزم به.

ثانيًا: طالبنا بمصالحتنا لخصمنا، فلا حاجة للدخول مع أحد في منازعات، وإنما الرحمة تغلب (5: 23ـ 26).

ثالثًا: ارتفع بنا إلى ما فوق القانون، فبالحب ليس فقط نترك ثوبنا لمن ليس له الحق فيه، وإنما نقدّم معه رداءنا حتى نربح الخصم بحبّنا.

رابعًا: سألنا ألا نكنز على الأرض، فلا نقدّم أعمال الرحمة للخصم والمضايقين لنا فحسب، حتى لا ندخل معهم في نزاعات بل نكسبهم بالمحبّة، فتكون طبيعتنا هي العطاء بسخاء، كطبيعة داخليّة تنبع عن حنين مستمر لنقل ممتلكاتنا إلى السماء.

إذ يقدّم لنا السيّد هذا التوجيه يُعلن جانبه الإيجابي ألا وهو أنه بالعطاء نحوّل كنزنا إلى فوق في السماء، كما يوضّح جانبه السلبي مهدّدًا أن ما نتركه هنا يفسد بطريق أو آخر فنفقده إلى الأبد. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [أنه يجتذبهم، إذ لم يقل فقط إن قدّمت الصدقة تُحفظ لك بل هدّد بأنك إن لم تعطِ غناك الخ. إنّما تجمعه للسوس والصدأ واللصوص. وإن هربت من هذه الشرور لن تهرب من عبوديّة قلبك له فيتسمّر بالكامل أسفل، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا. إذن فلنُقِم المخازن في السماء.]



البصيرة الداخليّة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحدّث عن القلب الذي يلتصق بالكنز ويجري وراءه، مطالبًا إيّانا أن يكون مسيحنا هو كنزنا عِوض الكنز يحطّمه السوس والصدأ واللصوص، فيكون قلبنا على الدوام مرفوعًا إلى فوق حيث المسيح جالس، لهذا يحدّثنا عن "العين البسيطة" التي تجعل الجسد كلّه نيّرًا. ما هي هذه العين الداخليّة إلا القلب الذي وحده يقدر أن يرى أسرار الكنز السماوي، فيجذب نحو السماويات، ولا يتذبّذب بين النور الأبدي ومحبّة الفانيات.

"سراج الجسد هو العين،

فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كلّه يكون نيّرًا،

وإن كانت عينك شرّيرة فجسدك كلّه يكون مظلمًا،

فإن كان النور الذي فيك ظلامًا، فالظلام كم يكون؟!" [22-23]

العين هي مرشد الجسد كلّه لينطلق إلى هنا أو هناك، فإن ارتفعت نحو السماء انطلق الإنسان كلّه بعبادته وسلوكه كما بأحاسيسه ومشاعره نحو السماويات، أمّا إن اِنحنت نحو الأرض لتصير أسيرة حب المجد الباطل أو رياء الفرّيسيّين أو حب الغنى الزمني، لا يمكن للإنسان مهما قدّم من عبادات أن يرتفع إلى فوق. يشبّه القدّيس يوحنا الذهبي الفم العين بالقائد الذي إن سقط أسيرًا ماذا ينتفع الجند بالذهب؟ وربّان السفينة الذي إن بدأ يغرق ماذا تنتفع السفينة بالخيرات الكثيرة التي تملأها؟! حقًا كثيرون قد جمعوا ذهب الصداقة والصلاة والصوم وظنّوا أن سفينتهم مشحونة بالأعمال الصالحة، ولكن بسبب فساد قلبهم وظلمة بصيرتهم الداخليّة يبقون بعيدًا عن الميناء الآمن وتغرق بكل ما تحمله! لهذا يفسر القدّيس أغسطينوس العين البسيطة بنيّة القلب الداخلي التي تقود كل تصرفاتنا، إذ يقول: [نفهم من هذه العبارة أن جميع أفعالنا تكون نقيّة ومرضية في نظر الله إن صنعناها بقلب بسيط، أي إن جميع أفعالنا تكون نقيّة ومرضيّة في نظر الله إن صنعناها بقلب بسيط، أي إن كان هدفنا فيها سماويًا، متطلّعين إلى تلك الغاية التي هي المحبّة، لأن "المحبّة هي تكميل الناموس" (رو 13: 10). من ثم فلنفهم "العين" هنا على أنها "النيّة التي نصنع بها أفعالنا"، فإن كانت نيّتنا نقيّة وسليمة، أي ناظرين إلى السماويات، فستكون جميع أعمالنا صالحة، هذه التي لقّبها الرب "جسدك كلّه"، لأنه عندما حدّثنا الرسول عن بعض أعمالنا القبيحة، دعاها أيضًا (أعضاء لنا)، إذ علّمنا أن نصلبها قائلاً: "فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض، الزنا النجاسة... الطمع" (كو 3: 5)، وما على شاكلة ذلك.]

ويرى الأب موسى أن العين البسيطة تُشير إلى روح التمييز أو الحكمة، [لأنها هي التي تميّز كل الأفكار والأعمال، وترى كل شيء وتراقب ما سيحدّث. فإن كانت عين الإنسان شرّيرة، أي غير محصّنة بصوت الحكمة والمعرفة، مخدوعة ببعض الأخطاء والعجرفة (في العبادة) فإنها تجعل جسدنا كلّه مظلمًا، أي يظلم كل نظرنا العقلي، وتصير أعمالنا في ظلام الرذيلة ودجى الإضرابات، إذ يقول: "فإن كان النور الذي فيك ظلامًا فالظلام كم يكون؟" [23]. فلا يستطيع أحد أن يشك في أنه متى كان "الحكم في الأمور" في القلب خاطئًا، أي متى كان القلب مملوء جهالة، تكون أفكارنا وأعمالنا - التي هي ثمرة التمييز والتأمّل - في ظلام الخطيّة العُظمى.]

إن كان "البسيط" هو عكس "المُركّب أو المُعقّد"، فإن العين البسيطة إنّما هي التي لا تنظر في اتّجاهيّن، ولا يكون لها أهداف متضاربة بل لها اتّجاه واحد وهدف واحد... وكما يقول مار فيلوكسينوس: [لقد أعطانا ربّنا مبدأ سهلاً في بشارته ألا وهو الإيمان الحق البسيط، فالبساطة ليست هي المعروفة في العالم بالبلادة والخرافة بل هي فكر واحد بسيط فريد.]



العبادة ومحبّة المال
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن كان غاية العبادة هي الالتقاء مع الله أبينا السماوي لنحيا معه في ابنه إلى الأبد، فإنه يسألنا أن نحيا بالعين البسيطة التي لا تعرج بين السماء والأرض، فيرتفع الجسد كلّه مع القلب إلى السماء. أمّا العدوّ الأول للبساطة فهو "حب المال" الذي تنحني له قلوب الكثيرين متعبّدة له عِوض الله نفسه، ويجري الكثيرون نحوه كعروسٍ تلتصق بعريسها عِوض العريس السماوي. إنه يقف منافسًا لله نفسه يملك على القلب ويأسره، وهنا يجب التأكيد أننا لا نتحدّث عن المال في ذاته وإنما "حب المال".

"لا يقدر أحد أن يخدم سيّدين،

لأنه إمّا أن يبغض الواحد ويحب الآخر،

أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر،

لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" [24].

كلمة المال هنا "Mammon" كلمة عبريّة تُشير إلى المقتنيات الماديّة بشكل عام، وكانت في الأصل تُشير إلى ما يعتزّ به الإنسان من مال ومقتنيات، لكنها تطوّرت لتعني المال كإله يُستعبد له الإنسان.

+ يُسمى حب المال سيدًا ليس بطبيعته الخاصة به، وإنما بسبب بؤس المنحنين له. هكذا أيضًا تُدعى البطن إلهًا (في 3: 19) ليس عن كرامة هذه السيدة، وإنما بسبب بؤس المستعبدين لها.
القدّيس يوحنا الذهبي الفم


+ من يخدم المال يخضع للشيطان القاسي المهلك، فإذ يرتبك بشهوته للمال يخضع للشيطان ويلازمه رغم عدم محبّته له، لأنه من منّا يحب الشيطان؟ ويكون بذلك يشبه إنسانًا أحب خادمة لدى شخص عظيم، فرغم عدم محبته لسيدها إلا أنه يخضع لعبوديته القاسية بسبب محبته للخادمة .
القدّيس أغسطينوس


المال ليس في ذاته إلهًا، ولا هو شرّ نتجنّبه، إنّما يصير هكذا حينما يسحب القلب إلى الاهتمام به والاتكال عليه، فيفقده سلامه ويدخل به إلى ظلمة القلق؛ يفقده النظرة العميقة للحياة ليرتبك بشكليّاتها. عِوض الاهتمام بالحياة ذاتها ينشغل بالأكل والشرب، وعِوض الاهتمام بالجسد كعطيّة مقدّسة وأعضاء تعمل لخدمة القدّوس يهتم بالملبس. هكذا بالمحبّة المال تحصر الإنسان خارج حياته الحقيقية: نفسه وجسده، ليرتبك بأمور تافهة باطلة وزائلة. يقول السيد: "لذلك أقول لكم لا تهتمّوا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام؟! والجسد أفضل من اللباس؟!" [25]. ويُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم هكذا: [لا يقف الضرر عند الغنى ذاته، وإنما يبلغ الجرح إلى الأجزاء الحيويّة الذي فيه تفقدون خلاصكم، إذ يطردكم خارج الله الذي خلقكم ويهتم بكم ويحبّكم.] ويقول القدّيس أغسطينوس: [فبالرغم من أننا لا نطلب الكماليّات (بل الأكل والشرب والملبس)، لكن نخشى من أن يصير قلبنا مزدوجًا حتى في طلب الضروريّات. فنحن نخشى أن ينحرف هدفنا إلى طلب ما هو لصالحنا الخاص، حتى عندما نصنع رحمة بالآخرين مبرّرين ذلك بأنّنا نطلب الضروريّات لا الكماليّات. لقد نصحنا الرب أن نتذكّر أنه عندما خلقنا وهبنا جسدًا وروحًا، وهما أفضل من الطعام واللباس، وبذلك لم يشأ أن تكون قلوبنا مزدوجة.]

+ وُضع علينا أن نعمل (من أجل الضروريّات) لكن لا نقلق.
القدّيس جيروم

+ لا يُطلب الخبز خلال قلق الروح بل تعب الجسد. والذين يجاهدون حسنًا ينالونه بوفرة كمكافأة لعملهم، ويُنزع عن الكسلان كعقوبة من الله.
القدّيس يوحنا الذهبي الفم

في الوقت الذي فيه يُعلن السيّد ما تفعله محبّة المال في الإنسان، حيث تسحبه من خلاصه وتربكه في الأمور الزمنيّة الباطلة، يوضّح مدى رعايته هو بالإنسان ليس فقط بروحه وجسده، أو حتى أكله وشربه وملبسه، وإنما يهتم حتى بطيور السماء وزنابق الحقل التي خلقها لأجل الإنسان، حقًا ربّما تبدو الطيور ليست بضروريّة لنا وأيضًا زنابق الحقل، لكن الله الذي خلق العالم كلّه لخدمتنا يهتم بأموره كلها. وإذ أراد السيّد أن يسحبنا تمامًا من حياة القلق التي تخلقها محبّة المال، تساءل إن كان أحد منّا يقدر أن يزيد على قامته ذارعًا واحدًا؟

"انظروا إلى طيور السماء.

أنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن،

وأبوكم السماوي يقوتها.

ألستم أنتم بالأحرى أفضل منها؟!

ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدًا؟

ولماذا تهتمّون باللباس؟

تأمّلوا زنابق الحقل كيف تنمو، لا تتعب ولا تحصد،

ولكن أقول لكم أنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها.

فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويُطرح غدًا في التنّور يلبسه الله هكذا،

أفليس بالأحرى يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟

فلا تهتمّوا قائلين: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟

فإن هذه كلها تطلبها الأمم،

لأن أباكم السماوي يُعلّم أنكم تحتاجون إلى هذه كله" [26-33].

+ إن كان الله يهتم بهذه الأمور التي خُلقت اهتمامًا عظيمًا، فكم بالأكثر يهتم بنا؟! إن كان يهتم هكذا بالعبيد فكم بالأكثر بالسيد؟!
القدّيس يوحنا الذهبي الفم


+ إن كنّا لا نقدر أن نعمل بسبب مرض ما أو بسبب الانشغال فإنه يقوتنا كما يقوت الطيور التي لا تعمل. لكن إن كان يمكننا العمل يلزمنا ألا نُجرِّب الله، لأن ما نستطيع أن نعمله إنّما نعمله خلال عطيّته. حياتنا على الأرض هي عطيّته، إذ يهبنا الإمكانيّة للحياة
القدّيس أغسطينوس


إن كان الله يُطعم الطيور ويقدّم القوت اليومي للعصافير ولا يترك الخليقة التي لا تدرك الإلهيّات في عوز إلى مشرب أو مأكل، فهل يمكنه أن يترك إنسانًا مسيحيًا أو خادمًا للرب معتازًا إلى شيء؟ إيليّا عالته الغربان في البرّيّة، ودانيال أُعد له لحم من السماء وهو في الجب، فهل تخشى الاحتياج إلى طعام؟

+ إنك تخشى َفقدان ممتلكاتك عندما تبدأ أن تعطي بسخاء، ولا تعلم أيها البائس أنك فيما تخاف على ممتلكات عائلتك تفقد الحياة نفسها والخلاص. بينما تقلق لئلا تنقص ثروتك لا تُدرك أنك أنت نفسك تنقص!... بينما تخشى أن تفقد ميراثك لأجل نفسك إذا بك تفقد نفسك لأجل ميراثك!
القدّيس كبريانوس



+ إن كانت الطيور بلا تفكير أو اهتمام والتي توجد اليوم ولا تكون غدًا يعولها الله بعنايته كم بالأحرى يهتم بالبشر الذين وعدهم بالأبديّة؟!
القدّيس جيروم


+ الله هو الذي ينمّي أجسادكم كل يوم وأنتم لا تُدركون. فإن كانت عناية الله تعمل فيكم يوميًا، فكيف تتوقّف عن إشباع احتياجكم؟ إن كنتم لا تستطيعون بالتفكير أن تضيفوا جزءًا صغيرًا إلى جسدكم فهل تقدرون بالتفكير أن تهتمّوا بالجسد كله؟
القدّيس يوحنا الذهبي الفم


+ الزنابق تمثّل جمال الملائكة السمائيّين البهي، الذين ألبسهم الله بهاء مجده، إنهم لم يتعبوا ولا غزلوا، إذ تقبّلوا من البدء ما هم عليه دائمًا. وإذ في القيامة يصير الناس كالملائكة أراد أن نترجّى جمال الثوب السماوي، فنكون كالملائكة في البهاء.
القدّيس هيلاري

+ الرهبان على وجه الخصوص هم طيور من هذا النوع، ليس لهم مخازن ولا خزائن لكن لهم رب المؤن والمخازن، المسيح نفسه!... ليس لهم غنى الشيطان (محبّة الغنى) بل فقر المسيح. ماذا يقول الشيطان؟ "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت 4: 9). أمّا المسيح فماذا يقول لتابعيه؟ من لا يبيع كل ما له ويعطي الفقراء لا يقدر أن يكون تلميذًا. الشيطان يعد بمملكة وغنى ليحطّم الحياة، والرب يعد بالفقر لكي يحفظ الحياة!

القدّيس جيروم
يختم السيّد حديثه عن العبادة الحرّة التي لا يأسرها محبّة المال، فيعيش الإنسان في كمال الحرّية متّكئًا على الله لا المال، موضّحًا ضرورة الحياة بلا قلق، إذ يقول: "لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه، وهذه كلها تُزاد لكم؛ فلا تهتمّوا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه؛ يكفي اليوم شرّه" [33-34].

+ ملكوت الله وبرّه هو الخبز الذي نسعى إليه، والذي نقصده من كل أعمالنا. ولكننا إذ نخدم في هذه الحياة كجنود راغبين في ملكوت السماوات نحتاج إلى الضروريّات اللازمة للحياة، لذلك قال الرب: "هذه كلها تزاد لكم"، "ولكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره".

فبقوله كلمة "أولاً" أشار إلى طلبنا هذه الأشياء، ولكننا لا نطلبها أولاً، لا من جهة الزمن بل حسب الأهمّية، فملكوت الله نطلبه كخير نسعى نحوه، أمّا الضروريّات فنطلبها كضرورة نحتاج إليها لتحقيق الخير الذي نسعى نحوه.
القدّيس أغسطينوس


يرى القدّيس جيروم في القول: "لا تهتمّوا بالغد" دون قوله "تهتمّوا باليوم" تشجيع للعمل والجهاد الآن بغير تواكل، إذ يقول: [قد يسمح لنا أن نهتم بالحاضر ذاك الذي يمنعنا من التفكير في المستقبل، حيث يقول الرسول: "عاملون ليلاً ونهارًا كي لا نثقل على أحدٍ منكم" (1 تس 2: 9).]

وفي قوله "يكفي اليوم شرّه" لا يعني بالشرّ الخطيّة، وإنما بمعنى "التعب"، فلا نهتم بما سنتعبه غدًا، إنّما يكفي أن نتعب اليوم ونجاهد، وكأن الله وهو يمنعنا من القلق يحثّنا على الجهاد.
+ + +
 
قديم 19 - 02 - 2018, 02:11 PM   رقم المشاركة : ( 20062 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الطعام النباتي يريح من مشكلة الكوليسترول.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما أخطر اللحوم بشحومها ودهونها في إزادة نسبة الكوليستيرول في الدم، وخطر ذلك في تكوين الجلطات، حتى ان الأطباء يشددون جدًا في هذا الأمر، ويقدمون النصائح في البعد عن دسم اللحم و البيض والسمن وما إلي ذلك، حرصًا علي صحة الجسد، وبخاصة بعد سن معينة وفي حالات خاصة، وينصحون أيضًا بالطعام النباتي، ويحاولون علي قدر الطاقة إرجاع الإنسان إلي طبيعته الأولي وإلي طعام جنة عدن..
 
قديم 19 - 02 - 2018, 02:13 PM   رقم المشاركة : ( 20063 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بالصوم يتخلص الصائم من السمنة و البدانة و الترهل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هذه البدانة التي يحمل فيها الإنسان كمية من الشحوم و الدهون، ترهقه وتتعب قلبه الذي يضطر أيضًا أن يوصل الدم إلي كتل من الأنسجة فوق المعدل الذي أراد له الله أن يعوله.. بالإضافة إلي ما تسببه السمنة من أمراض عديدة للجسد. ويصر الأطباء من أجل صحة الجسد علي إنقاص وزنه. ويضعون له حكمًا لابد أن يسير عليه يسمونه الريجيم. regime، ويأمرون الإنسان البدين -الذي يعتبرونه مريضًا- بان يضبط نفسه في الأكل، بعد أن كان يأكل بلا ضابط.
إن الصائم الذي يضبط نفسه، لا يحتاج إلي ريچيم.
والصوم كعلاج روحي، أسمي من العلاج الجسدي، لأنه في نفس الوقت يعالج الروح و الجسد و النفس معًا.. ليت الإنسان يصوم بهدف روحي، من اجل محبته لله، وسيصلح جسده تلقائيًا أثناء صومه. فهذا أفضل من أن يصوم بأمر الطبيب لكي ينقص وزنه.. حقًا إنها لمأساة، أن الإنسان يقضي جزاءًا كبيرًا من عمره، يربي أنسجة لجسمه، ويكدس في هذا الجسم دهونًا وشحومًا… ثم يقضي جزءًا آخر من عمره في التخلص من هذه الكتل التي تعب كثيرًا في تكوينها واقتنائها..! ولو كان معتدلًا، ولو عرف من البدء قيمة الصوم و نفعه، ما أحتاج إلي كل هذا الجهد في البناء و الهدم.. لعل هذا يذكرني بالتي تظل تأكل إلي أن يفقد جسدها رونقه. ثم ينصحها الأطباء أن تصوم وتقلل الكل وتتبع الريجيم. وهكذا تقلل الأكل، ليس من اجل الله، وإنما من أجل جمال الجسد فهي لا تآكل، وفي نفس الوقت لا تأخذ بركة الصوم، لأنها ليست محبة في الله تفعل هذا..! أما كان الجدار بكل هؤلاء أن يصوموا، فتستفيد أجسادهم صحيًا، ولا تفقد رونقها، وفي نفس الوقت تسمو الروح وتقترب إلى الله. صوموا إذن لأجل الله، قبل أن يرغمكم العالم علي الصوم بدون نفع روحي.
 
قديم 19 - 02 - 2018, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 20064 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصوم يساعد علي علاج كثير من الأمراض
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ومن أهم الكتب التي قرأتها في هذا المجال، كتاب ترجم إلي العربية سنة 1930 باسم (التطبيب بالصوم) للعالم الروسي ألكسي سوفورين Anton Alexei Souvorin. وقد ذكر هذا العالم أن الصوم يساعد علي طرد السموم من الجسم بعمليات الإخراج المختلفة، إلا أن جزءًا قد يتبقى الصوم لطرده.. ويقول هذا العالم أيضًا إن الجسم في صومه، إذ لا يجد ما يكفيه من غذاء، تتحلل بعض أنسجته، وأولها الدهون و الشحوم والأنسجة المصابة و المتقيحة، وهكذا يتخلص منها الجسد. وقد جاء هذا العالم أن الصوم الانقطاعي الطويل المدى، بنظام خاص، يعالج كثيرًا من الأمراض. وغني اعرض بحثه للدراسة كرأي لعالم اختبر ما ورد في كتابه..
 
قديم 19 - 02 - 2018, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 20065 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصوم يجعل الجسد خفيفًا ونشيطًا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


آباؤنا الذين أتقنوا الصوم، كانت أجسادهم خفيفة، وأرواحهم منطلقة. كانت حركاتهم نشطة وقلوبهم قوية، كانوا يقدرون علي المشي في اليوم عشرات الكيلومترات دون تعب. يتحركون في البرية كالأيائل. ولم تثقل أذهانهم بل كانت صافية جدًا. وهكذا منحهم الصوم نشاطًا للجسد و للروح وللذهن. وقد وجدوا في الصوم راحتهم، ووجدوا فيه لذتهم، فصارت حياتهم كلها صومًا.

 
قديم 19 - 02 - 2018, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 20066 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا يقل أحد إذن إن الصوم أو الطعام النباتي يضعف الصحة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأنه في الواقع يقويها. أليس الصوم مجرد علاج للروح، إنما هو علاج للجسد أيضًا.
ولم نسمع أبدًا أن الطعام النباتي قد أضعف أحدا إن دانيال و الثلاثة فتية لم يأكلوا لحمًا من مائدة الملك، واكتفوا بأكل البقول فصارت صحتهم أفضل من غيرهم (دا 1: 15). والآباء السواح، وآباء الرهبنة الكبار، كانوا متشددين جدًا في صومهم، ولم نسمع أبدًا أن الصوم أضعف صحتهم، بل كانت قوية حتى في سن الشيخوخة. وأبونا آدم لم يقل أحد إنه مرض وضعف بسبب الطعام النباتي، وكذلك أمنا حواء، وكل الآباء قبل فلك نوح.. فاطمئنوا إذن علي صحتكم الجسدية.
الذي يتعب الجسد ليس هو الصوم، بل الأكل.
تتعب الجسد كثرة الأكل، والتخمة، وعدم الضوابط في الطعام، وكثرة الخلاط غير المتجانسة في الطعام، ودخول أكل جديد علي أكل لم يهضم داخل الجسد. كما يتعب الجسد أيضا الطاقات الحرارية الزائدة التي تأتي من أغذية فوق حاجة الإنسان. وما أكثر الأمراض التي سببها الأكل.
لذلك يجب أن تتحرروا من فكرة أن الصوم يتعب الصحة.
إنها فكرة خاطئة، ربما نبتت أولًا من حنو الأمهات الزائد علي صحة أبنائهن حينما كانت الأم تفرح إذ تري ابنها سمينًا وممتلئ الجسم، وتظن أن هذه هي الصحة! بينما قد يكون السمين أضعف صحة من الرفيع حنو الأمهات الخاطئ كان يمنع الأبناء من الصوم، أو كان يخيفهم من الصوم. ونقول إنه حنو خاطئ، لأنه لا يهتم بروح الإبن كما يهتم بجسده، كما لو كانت أولئك الأمهات أمهات لأجساد أبنائهن فقط.وفي إشفاق الأم علي جسد ابنها كانت تهتم بغذاء هذا الجسد، دون أن تلتفت إلي غذاء روحه!
ومع ذلك سمعنا عن أطفال قديسين كانوا يصومون.
ولعل من أمثله هؤلاء القديس مرقس المتوحد بجبل أنطونيوس الذي بدأ صومه منذ طفولته المبكرة، واستمر معه كمنهج حياة. وكذلك القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين الذي كان في طفولته يعطي طعامه للرعاة ويظل منتصبًا في الصلاة وهو صائم حتى الغروب وهو بعد التاسعة من عمره. كان الصوم للكل كبارًا وصغارًا. منحهم صحة وقوة.
وقد خلص أجسادهم من الدهن و الماء الزائدين.
وهكذا حفظت لنا كثير من أجساد القديسين دون أن تتعفن. بسبب البركة التي حفظ بها الرب هذه الأجساد مكافأة علي قداستها، هذا من جهة. ومن جهة أخري لأن الأجساد كانت بعيدة عن أسباب التعفن، بسبب التعفن قلة ما فيها من رطوبة ومن دهن. قد تحفظ اللحوم فترة طويلة بلا تعفن، إذا شوحوها (قددوها) أي عرضوها للحرارة التي تطرد ما فيها من ماء وتذيب ما فيها من دهن، فتصبح في جفاف يساعد علي حفظها. إلي حد ما هكذا كانت أجساد القديسين بالصوم، بلا دهن بلا ماء زائد، فلم يجد التلف طريقًا إليها...
 
قديم 19 - 02 - 2018, 02:24 PM   رقم المشاركة : ( 20067 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من هو قِسّ قلالي جبل القلالي ؟!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بطل قصة عنقود العنب من هو "قِسّ قلالي" جبل القلالي ؟!
- هو أحد الثلاث مقارات القديسين الذين يذكروا في القداس ( القديس مكاريوس الكبير أو المصري - القديس مكاريوس السكندري - القديس مكاريوس أسقف إدكو).
- ولد بالأسكندرية حوالي ٢٩٦ م من أبوين فقيرين. اشتغل خبازًا يصنع الحلويات والفطائر.
- صار مسيحيا وتعمد في الأربعين من عمره. ثم ترك كل شيء في العالم وذهب إلى القديس الأنبا أنطونيوس وتتلمذ على يديه.
- ذهب إلى منطقة نتريا وتتلمذ على يد القديسين الأنبا بموا والأنبا أمون الكبير وتعمق في حياة الوحدة والنسك.
- توجه إلى الصحراء المجاورة لجبل نتريا وهي جبل القلالي KELLIA إذ كان مكانًا مقفرًا وموحشًا. وبدأ جهاده وصار قسًا للقلالي والأب الروحي للرهبان المتوحدين.
- قصد الأنبا باخوميوس أب الشركة في منطقة طبانسين (الأقصر)
- طلب إليه البابا تيموثاوس الـ ٢٢ أن يصلي من أجل الأمطار حيث اشتد الجفاف في الأرض فذهب إلى الأسكندرية لمقابلة البابا وتمت المعجزة علي يديه إذ سقطت الأمطار بغزارة.
- كان القديس رحومًا على الوحوش جدًا وقد شفى القديس وليد ضبعة صغير من العمي لذلك يرسم في أيقونة القديس ضبعة.
- هو بطل قصة عنقود العنب الذي ظهر في غير أوانه، وأهداه أحد الكرامين للقديس الذي بدوره أهداه لأحد الرهبان وظل عنقود العنب يتنقل من يد إلى يد مظهرًا محبة الرهبان لبعضهم البعض.
- تنيح القديس نحو ٣٩٤ م بعد أن قارب المائة عام. أمضى منها نحو أكثر من ستين سنة في حياة الرهبنة
 
قديم 19 - 02 - 2018, 02:29 PM   رقم المشاركة : ( 20068 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف يكون صومنا ذا فائدة؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لكي يكون الصيام ذا فائدة على المؤمن أن يمارسه على أساس أنه جزء مهم من الجهاد الروحي. والجهاد الروحي يعني أن يبذل المؤمن جهدا يوميا غير منقطع لأجل محاربة الأهواء الفاسدة والتحرر من الخطايا المزمنة المتسلطة عليه، والتي يرتكبها دائما. وبالمقابل يسعى جاهدا إلى اكتساب الفضائل مثل التواضع والعفة وتعفف النظر والمحبة والمسامحة والقناعة… وقد علمنا الآباء القديسون أن التوبة عن بعض الشهوات ليست بالأمر السهل، وهي تتطلب صوما طويل الأمد وصلاة حارة متواصلة، وإماتة، وممارسة لأسرار الكنيسة، خصوصا سر التوبة والإعتراف عند الكاهن، وتناول الإفخارستيا. وقد صلت القديسة مريم المصرية في البرية أربعين سنة مع الصوم والإماتة حتى تحررت من شهواتها.
الصوم هو جزء لا يتجزأ من الجهاد الروحي، وفائدته قليلة لمن لا يسعى، مع الصوم، إلى التقدم روحيا.
 
قديم 19 - 02 - 2018, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 20069 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فليخرس من يقل إن لص اليمين لم يتب
ولم يحتج أن يعترف عند كاهن ولم يذهب إلى المطهر!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن توبة اللص استلبت الفردوس (الليتورجيا البيزنطية).
فليخرس من يقل إن لص اليمين لم يتب ولم يحتج أن يعترف عند كاهن، ولم يذهب إلى المطهر.
قوله “أذكرني في ملكوتك” هو فعل إيمان بأن يسوع هو الله والمخلص، وفعل توبة واعتراف عند يسوع بالذات، أدخله الملكوت.
وإيمانه باهر لأنه آمن بأن يسوع المصلوب معه، والنازف والمدمى والمنازع، هو المسيح المخلص، بالرغم من أنه لم يعاين القيامة.
وشاء الرب أن يعفيه من المطهر لشدة إيمانه.
فكلمة يسوع للص لا تعني إلغاء الحاجة إلى الاعتراف عند الكاهن، ولا تلغي المطهر، ولا تعني أن الذين لا يتوبون ولا يعترفون بخطاياهم عند الكاهن في سر التوبة والمصالحة يذهبون إلى السماء، ولا تعني أن جميع الناس يذهبون إلى السماء.
فسر الإعتراف عند الكاهن هو من أسرار الكنيسة السبعة، والمطهر هو في صلب تعليم الكنيسة الكاثوليكية، واشتراط الخلاص بالتوبة هو تعليم يسوع والكتاب المقدس وتعليم الكنيسة.
وإن إلغاء الحاحة إلى التوبة، وإلغاء الدينونة، والقول إن جميع الناس يذهبون إلى السماء، هو هرطقة قال بها أوريجانس فحرمت الكنيسة تعليمه هذا.
“إن لم تتوبوا تهلكوا حميعا”. ومن له أذانان سامعتان فليسمع.
 
قديم 19 - 02 - 2018, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 20070 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السؤال المتكرر عن الخدمة - متى أخدم؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلام في الرب
سؤال يتكرر كثيراً عن الخدمة (هل ينفع أخدم؟ وهل حينما يرشحني أحد للخدمة هل هذا من الله؟ وهل لو دعاني أمين الخدمة أو الأب الكاهن.. الخ هل هذا صوت الله؟)
إخوتي الأحباء
خدمة الله تأتي بدعوة خاصة من الله عن طريق يقين يقلبي فيها اتفاق طرفين (الله وأنا)، ولا تأتي بدعوة من الناس مهما ما على شأنهم، فلا بد من أن يكون هناك يقين دعوة إلهية واضحة في حياتي الشخصية، لكي أتقدم عن يقين ممتلئ من الروح القدس لأجل هذه الخدمة الذي دعاني إليها الله لا الناس، ولنصغي للمكتوب بكل دقة لكي لا نقع في هذا الفخ الذي أذى الكثيرين، لأن في الكنائس عموماً - على مستوى كل الطوائف بلا استثناء - يتم دعوة الناس للخدمات حسب رؤية الناس من جهة أنهم يرونهم أمناء وصادقين في حياتهم الشخصية أو بيخدموا غيرهم بصمت أو لأن عندهم نشاط روحي أو ناشط في الخدمات الظاهرة أمامهم أو عنده هذه الرغبة ويظن أنه يُرضي الله، لكن دعونا نعود لكلمة الله النور الكاشف للطريق المستقيم:
+ عَيْنَايَ عَلَى أُمَنَاءِ الأَرْضِ لِكَيْ أُجْلِسَهُمْ مَعِي. السَّالِكُ طَرِيقاً كَامِلاً هُوَ يَخْدِمُنِي؛ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ (مزمور 101: 6؛ يوحنا 12: 26)
علينا أن نُدقق في هذه الآيات لأنها تكشف لنا طريق الخدمة حسب مسرة مشيئة الله لا الناس، فالرب ينظر للأمناء (ليس في أي شيء بل أمناء في الطريق والمسيرة الروحية) والذي يخدمه هو السالك طريقاً كاملاً، والذي يخدمه ينبغي أن يتبعه، والتبعية تبعية إنكار النفس وحمل الصليب، فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ» (مرقس 1: 17)
فنحن نتبع المسيح الرب ونسمع صوته على المستوى الشخصي محققين إرادته بكامل طاعتنا لهُ، وبالطبع قد أعطانا روحه لكي ننقاد به، وهو الذي أوصى التلاميذ أن لا يبرحوا أورشليم أن لم يلبسوا قوة من الأعالي، فلم ينطقوا أو يخدموا إلا بعد نوال عطية الروح القدس وسكن فيهم، ومن فيض ملئه الخاص موزعاً عليهم مواهب خاصة من أجل الخدمة، وفي كل مرة نجدهم يتكلمون في أي مجلس أو مكان يمتلئوا بالروح فينطقون بقوة الروح.
إذاً يا إخوتي علينا أن ننتبه لدعوة الله، لا لدعوة الناس،
لأنه ينبغي أن نُميز الأمور بتدقيق ولا نسير وفق هوى الناس ومشيئتهم، الله لا يتعامل بالحظ أو البخت أو صوته يأتي من الناس، لأن دعوته تأتي بشكل خاص مباشر يحرك القلب داخلياً ويحاصر الإنسان لكي يفهم مشيئته وإرادته في حياته الشخصية، ومستحيل يدعو أحد للخدمة قبل أن يبدأ المسيرة الروحية بالتوبة والإيمان الحي، وينمو ويتأصل في حياة التقوى وينال موهبة الروح القدس لأجل البنيان، فاحذروا أن تدخلوا الخدمة متسرعين وأنتم لا تعرفون ما هي مشيئته بشكل خاص في حياتكم الشخصية غير منقادين بروحه، بل ادخلوا مخادعكم وعيشوا مع المسيح الرب واحيوا بالإنجيل وكونوا أمناء، وبعد أن تنالوا الخبرة الروحية ويحدث نضوج وفي الوقت المعين حسب ما يرى الله سيُقيم كل واحد فيكم على وكالته حسب ما يرى أين يضعكم من أجل البنيان، لأن الوكالة وكالة الله لا الناس.
يا إخوتي كثيرين دخلوا الخدمة متسرعين
قبل أن يتمرسوا في حياة التوبة والإيمان وعاشوا متفقين مع عمل النعمة بأمانة وإخلاص، فدخلوا الخدمة أطفال روحيين، فتاهوا وضلوا عن طريق التقوى، ولم يعد لهم مخدع صلاة ولا حياة حسب الإنجيل، بل عاشوا في وهم كبير، بحياة هزيلة لا تليق بالمبتدأين، فانكشف بعد فترة أن حياة الخدمة لا تناسبهم لأنها لم تكن ابداً من الله بل حسب الناس لأنهم رأوا فيهم ما لم يراه الله.
فاحذروا لأن المستعجل برجليه يُخطئ،
وطبعاً كل واحد حر يفعل ما شاء لكن مع الوقت والزمن كل شيء سيظهر في حقيقته حينما يسقط زهو وشكل الخدمة الخارجي، لأن من يُريد أن يخدم عليه أن ينكر نفسه ويسير مع الرب في طريق الآلام حتى الموت موت صليب العار والتعيير والفضيحة كما حدث للمسيح الرب، وحدث بالطبع لكل من خدمه على مستوى العهدين، لأن الخدمة ليس فيها راحة من أي نوع ولا كرامة، أنظروا ماذا حدث لموسى النبي العظيم حينما تمرد عليه الشعب وكاد أن يرجمه مع هارون، أنظروا لجلد التلاميذ وسجنهم، انظروا لنفي القديس أثناسيوس 5 مرات.. الخ، فأن كنتم تظنون أنكم ستنالون شرف الخدمة وكرامتها فأنتم مخطئون لأن الخدمة بذل الذات حتى الموت وطرح الكرامة تحت الأقدام وقبول التعيير ورفض الناس والجلوس كأقل من خدام لكي نغسل الأرجل.
انتبهوا لئلا تخسروا حياتكم
الخدمة ليست نزهة جميلة، ولا أوقات لذيذة بنقضيها، بل سهر ودموع وبذل وعطاء وقبول تعيير وشتم، يعني حياة أقل من الطبيعي لأنها تحت الأقدام، فمن هو ناقص في النمو وما زال يحيا طفلاً أو ولداً روحياً (لا اقصد السن طبعاً) لن تناسبه الخدمة إطلاقاً لأنه لن يحتملها بل قد تقتل فيه كل ما هو حسن، بل عليه أن يتناول اللبن العقلي العديم الغش، ومتى نضج وصار رجلاً في الإيمان يتقدم ليخدم لا حسب إمكانياته الشخصية ولا حسب ما يراه الناس بل حسب ما نال من موهبة إلهية، لا يُزيد عليها شيئاً من عنده أو ينتقص منها شيئاً، فلا بد من أن نعي دعوتنا واين وضعنا ومتى نخدم وماذا نخدم.
لذلك من عنده تمييز وإفراز فأنه يعرف كيف يتصرف وكيف يسير دون تخبط، ومتى يقبل خدمة ما ومتى يرفضها مهما ما كان إلحاح الناس وإصرارهم، لأنه ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس والملائكة.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025