وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[Mary Naeem]

في نفس المكان!

كُتر الخبطات بتوجع صحيح لكنها برضه بتعلِّم!

لما بتحصل حاجة في حياتنا مؤلمة زي مرض، جرح،فراق، بيوجعنا أوي لكن بعد وقت بنحس أن خلاص اللي حصل حصل وبنبدأ نعيش حياتنا ونقول أن الله صالح واتعونا على الموضوع وخلاص، بس لو أتخبطنا في نفس الحتة تاني بنرجع نصرخ ونثور أكثر من الأول وعادةً بنرجع وبنلوم ربنا ونقوله ليه كل مرة بتوجعنا في نفس الحته اللي وجعتنا أوي قبل كده.

الوقت الحاسم!

الوقت اللي فات كان عندي نفس السؤال، ليه في أمور معينة في حياتنا بنتوجع فيها كتير؟، في وسط حيرتي لقيت ربنا بيفتح عيني على تعاملاته مع ولاده، وطول الوقت في الكتاب كل موقف بيبان انه صعب على أولاده كان علشان بيقوي عضلة إيمانهم، ولأن عدو الخير اسمه المُشتكي، فلما بنمر بموقف صعب ونخرج منه وبنكون واثقين في الله بيشتكي علينا زي ما عمل مع أيوب، ولأن الله بيبقى عارف احنا ممكن نثبت لغاية فين مش بيدينا تجربة أبداً فوق احتمالنا ولو انت بجد واثق فيه، عمرك ما هتاف طول ما انت ماسك فيه!!

من حقك تسأل!

ممكن يكون عندك نفس السؤال اللي كان جوايا من فترة، ليه يارب كل مرة بتوجع في الحتة دي، من حقك تسأل بس أوعى يخور إيمانك كأنك متعلمتش أي حاجة في خطوات إيمانك مع ربنا.

[Mary Naeem]

سماح الله وحريتي

الله لما بيسمح بشئ مش شرط يكون عايزه، بس هو سايب لينا حرية الأختيار وسايب للي حوالينا حرية الأختيار برضه اللي ممكن تأثر علينا، الله متحكم في كل شئ بالتأكيد ويرى ويعلم كل شئ لكنه أعطى للإنسان الحرية اللي دايما بنطالب بيها، فقبل أن تستسلم لحالة المغلوب على أمره، تحمل مسئولية اختياراتك فلكل شئ نتيجه لأبد أن نتحملها ولكل زرع بذور يتم حصادها، فلا تزرع شر وتتوقع أن تحصد خير، ولا تختار المُر وتتوقع أن تتذوق العسل، فلا تخرج نفسك من وضع المسئولية، الله خلقك حر ومسئول، بالتأكيد هو يحمينا ويصلح أخطائنا في كثير من الأوقات ولكن هذا رحمة ومحبة منه لنا.

[Mary Naeem]

الرب يطيب القلوب إن لجأنا إليه

الرب يطيب القلوب إن لجأنا إليه ولم نلتمس المواساة ممن حولنا ليقولوا لنا الحلول .. وقتها فقط سنختبر هذه النعمة والراحة وفي وقت قصير لن نحتاج وقت طويل كما تقول الخُرافة ويقول الوهم بل كما يقول الحق “سريعاً”

إن كنت لا ترتاح لهذا القول السابق أرجوك لا تذهب للرب أبداً … إستكمل طريقك حتى تدرك هذه الحقيقة بنفسك وبإختبارك الخاص أن أي طريق آخر تلجأ له في الألم ما هو إلا فخ جديد

[Mary Naeem]

من أين تأتي الطهارة؟

وما معناها الحقيقي حسب كلمة الله

الطهارة تُقرِّب إلى الله (الحكمة 6: 20)

من أين تأتي الطهارة؟

سؤال يطرحه الكثيرين من الذين حاولوا يدخلوا في حياة الطهارة ولم يشعروا أنهم اقتربوا من الله ويشعروه حي فيهم، لأن البعض يضع كلمة طهارة مقابل فكرة الوقوع في خطية جنسية، وهذا الفهوم مشوه للغية، لأن الموضوع مش مسألة نوع الخطية التي وقع فيها الإنسان، الموضوع كله في حالة القلب نفسه، هل القلب نفسه طاهر أم مُدنس.

ولكن يلزمنا أن نفهم معنى الكلمة - باختصار شديد - فهماً صحيحاً

لكي نعي ما هي الطهارة، لأنها تختص بالقلب في الدرجة الأولى ثم في النهاية تنعكس على الجسد طبيعياً، وبذلك فقط لا يُخطئ الإنسان ويُهين جسده ويدنسه، لأن أن لم يصير القلب طاهر أولاً فلا منفعة من محاولة حفظ الجسد من اي دنس أو خطية، لأن من المستحيل أن يتنقي ويتطهر الجسد بماء الصنبور ولا بمجرد الكف عن الخطية أو تفكير شرير، لأن المشكلة الحقيقية ليست في الجسد بل في القلب نفسه.

المعنى الصحيح للطهارة:

الكلمة في اساس معناها في الكتاب المقدس تعني ل¼پخ³خ½دŒد„خ·د„خ¹ وتُترجم عادةً بـ purity ولها معاني متسعة أخرى كثيرة ولكن المعنى العام: الصفاء - النقاوة - البراءة - الصحة - النصاعة - السطوع - صفاء اللون - البساطة.

ومن هذه المعاني نستطيع أن نقول

أن قضية الطهارة تتعلق بالقلب بالدرجة الأولى، لأن من القلب تخرج الأفكار الشريرة وتحرك الجسد كله، لأن الجسد في حد ذاته ليس فيه عيب، العيب في شخصية الإنسان نفسه، لأن لكل واحد سلطان على جسده يتحرك به كما شاء، فالجسد لا يُخطئ وحده كمستقل عن الشخصية، لأن ما في قلبي هو الذي يُحركني، فكما أن للجسد عين فأن للقلب عين أُخرى داخليه، هي التي تتأثر بكل ما هو مُحيط بالجسد من جهة الخارج، وحيث يكون قلبي يكون هناك كنزي، فلو كنزي في شهوة ما تتحرك حواسي كلها من ناحيتها ولا أهدأ حتى أُتممها، لذلك الرب قال: سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً (طاهرة نقية بريئه) فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِماً (لوقا 11: 34)

ولنلاحظ صلاة داود النبي

حينما قدِّم توبة فأنه لم يقدم ذبيحة ولا قام اغتسل بالماء، بل صلى بتوسل طالباً: "قلباً نقياً إخلق فيَّ يا الله"
ولننتبه للمكتوب حسب النبوة: وَأُعْطِيهِمْ قَلْباً وَاحِداً, وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحاً جَدِيداً، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ (حزقيال 11: 19)

فالموضوع يتوقف على عملية اسمها التجديد،

لذلك مكتوب: إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً (2كورنثوس 5: 17)، إذاً لن ندخل في حياة الطهارة إلا بالتجديد المستمر، فنحن في البداية نتوب ونؤمن بمسيح القيامة والحياة، وهذا الإيمان يدخلنا في سر التبرير، لكنه يستمر يُكتمل فينا بالتطهير المستمر وهذا يفعله الروح القدس، لذلك الكنيسة تُصلي وتقول دائماً:

وفي آخر الأيام،

ظهرت لنا نحن الجلوس في الظلمة وظلال الموت، بابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. هذا الذي من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم، تجسد، وتأنس، وعلمنا طريق الخلاص، وأنعم علينا بالميلاد الذي من فوق، من الماء والروح، وجعلنا له شعبًا مجتمعًا، وصيرنا أطهارًا بروحك القدوس.

فنحن نصير أطهار بالروح القدس،

لذلك نحن في صلواتنا نطلب قوة طهارة ونقاوة لقلوبنا لأن عمل الله هو أن يطهرنا، لذلك في صلاة الصلح في الكنيسة القبطية يقول في القداس الباسيلي: وطهرنا من كل دنس، ومن كل غش، ومن كل رياء، ومن كل فعل خبيث، ومن تذكـار الشرّ الملبس الموت.
وأيضاً في صلاة الساعة الثالثة يُخاطب الروح القدس قائلاً: أيها الملك السمائي المعزى، روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات، ومعطى الحياة، هلم تفضل وحل فينا، وطهرنا من كل دنس أيها الصالح، وخلص نفوسنا.

فيا إخوتي أتريدون قوة الطهارة الفائقة فيدخل الفرح قلبكم وتتقوى نفوسكم،

ارفعوا قلوبكم وتوسلوا لله أن يهبكم هذه الطهارة بالروح القدس، لأنها طهارة ثابتة تزداد ولا تقل أو تنقص كلما طلبناها وعشنا بها حسب ما ننال لأنها عطية الله المجانية وليست صناعة الناس، فاطلبوها ليلاً ونهاراً مؤمنين واثقين في محبة الله لكم وهو سيعطيكم بلا كيل بل بفيض - النعمة مع جميعكم آمين

[Mary Naeem]

المحبة
في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا.

يوحنا الاولى 10:4

لقد احبنا اولاً وضحى بابنه لينقذنا مهما يكن قرارنا اذا كنا سنؤمن بنعمته او نرفض . لقد اعطى لنا امكانية ان نقبل او نرفض موت ابنه كتضحية من اجل خطايانا. الشرط الوحيد — كما يأتي في يوحنا الاولى 1:2-2 — اننا يجب ان ندرك انه مات من اجل الجميع في كل العالم ايضاً

يا الله العظيم الملك الكريم ، لن افهم تماماً لماذا يجب عليك ان تحبني وترسل يسوع ليموت من اجلي . اشكرك من اجل حبك . اشكرك على تضحيتك من اجل خطاياي . اشكرك يا يسوع لأنك اتيت وخلصتني . بشفاعة يسوع. آمين.

[Mary Naeem]

رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين علامة رجاء في عالم اليوم

إنها رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين التي أسّسها القدّيس فرنسيس الأسّيزي والتي قام الطوباوي يعقوب الكبّوشي في نشرها في لبنان في أوائل القرن العشرين.

كيف بدأت؟
سنة 1213 وبعد أن كان القدّيس فرنسيس الأسّيزي قد أسّس رهبنةً للرجال دُعِيَت لاحقًا في القانون الذي صدّقه البابا هونوريوس الثالث رهبنة الإخوة الأصاغر، وبعد أن تبعته القدّيسة كلارا الأسّيزيّة وتجمهرت حولها العديد من الشّابّات والنساء اللواتي اعتنقن الحياة المكرّسة على مثالها، تقاطر العلمانيّون، أي غير المنتسبين إلى الحياة المكرّسة، نحو فرنسيس الأسّيزي طالبين أن يتبعوه لما ألهمهم مثله، تقواه، زهده وورعه. فأسّس عندها فرنسيس الأسّيزي رهبنةً للعلمانيّين عُرِفَت في بداياتها بـ:”إخوة وأخوات التوبة” وأصبحت لاحقًا: “رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين” أو “الرهبنة الفرنسيسيّة العلمانيّة” التي تضمّ أشخاصًا يعيشون حياتهم اليوميّة في منازلهم وعائلاتهم وإنّما يصيرون جزءً من هذه الرهبنة. كما يمكن لهذه الرهبنة أن تضمّ الإكليروس العلماني من الشمامسة، الكهنة والأساقفة.
وأكّد العديد من الباباوات أنّ هذه الرهبنة هي رهبنة حقيقيّة ومن هؤلاء الباباوات: بندكتس الخامس عشر، بيوس الحادي عشر والبابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني.

قدّيسون من رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين
وقد ذكر يوسف الترك، الخادم الوطني لرهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في لبنان، في كتابه: “نورٌ في الكنيسة” الذي يتكلّم به عن تاريخ، قدّيسين، طوباويّين وباباوات رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين، اللائحة الكاملة لقدّيسي هذه الرهبنة عبر تاريخها. وها هنا أبرزهم: القدّيسة الأميرة أليصابات المجريّة (شفيعة الرهبنة)، القدّيس لويس التاسع ملك فرنسا (شفيع الرهبنة)، القدّيس فيليبّو نيري، القدّيس إغناطيوس دي لويولا (مؤسس الرهبانيّة اليسوعيّة)، القدّيس ألفونس ماري دو ليغوري، القدّيس جان ماري فيانييه (خوري آرس)، القدّيس يوحنّا بوسكو (دون بوسكو) وغيرهم.

باباوات من رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين
كما ضمّت هذه الرهبنة عبر تاريخها الطويل العديد من الباباوات ولعلّ أبرزهم باباوات القرن التاسع عشر والقرن العشرين. فمن البابا بيوس التاسع إلى البابا يوحنّا الثالث والعشرين صعد إلى كرسي روما الرسولي سلسلة غير منقطعة من سبعة باباوات من رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين وها أسماءهم مع تاريخ امتداد حبريّتهم الرسوليّة:

البابا بيوس التّاسع (1846-1878).
البابا لاون الثالث عشر (1878-1903).
البابا بيوس العاشر (1903-1914).
البابا بندكتس الخامس عشر (1914-1922).
البابا بيوس الحادي عشر (1922-1939).
البابا بيوس الثاني عشر (1939-1958).
البابا يوحنّا الثالث والعشرون (1958-1963).

الانتساب إلى الرهبنة
تنتشر اليوم هذه الرهبنة في عدّة بلدان عربيّة ولها في لبنان 30 فرع في كلّ أنحاء البلاد ومركزها الوطني هو كنيسة البادري بيو في جلّ الديب إذ يمكن الانتساب إليها من خلال التواصل مع هذا المركز أو مع أي من الفروع الثلاثين المنتشرة في كلّ أنحاء لبنان.
فالدخول إلى هذه الرهبنة يتضمّن فترة تعرّف على الرهبنة تمتدّ من 6 أشهر إلى سنة، من خلال الفرع الذي يبدأ الشخص بمراودته. تليها رتبة الانتساب وبدء مرحلة الابتداء. والابتداء هي مرحلة تنشئة تدوم لمدّة سنة، يتابع فيها المبتدئ حياته اليوميّة الاعتياديّة دون أن يضطرّ للعيش في ديرٍ معيّن كما يحصل مع المنتسبين إلى رهبانيّات الحياة المكرّسة. فيحضر في الابتداء لقاءات التنشئة التي تسمح بنقل الروحانيّة الفرنسيسيّة إلى قلبه وعقله. ومع انتهاء الابتداء تُقام رتبة الوعد المؤقّت أو النذر لمدّة سنة واحدة قابلة للتجديد لمرّة واحدة لتأتي بعدها رتبة النذر المؤبّد. ويصبح هكذا المؤمنون جزءًا من هذه الرهبنة على أن يتابعوا عيشهم الاعتيادي اليومي إنمّا من خلال عيش الروحانيّة الفرنسيسيّة والالتزام بلقاءات ونشاطات الأخوّة المحليّة التي يكونون قد انتسبوا إليها.

[Mary Naeem]

محطّة يومية مع القدّيس فرنسيس الأسّيزي في هذا الصوم المبارك

نقدّم لكم خلال الصوم الكبير محطّةً يوميّةً مع القدّيس فرنسيس الأسّيزي تحضّرها رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في لبنان تحت عنوان “صوم 2018 – مع أبينا القدّيس فرنسيس” وسنقوم بتعليقٍ صغيرٍ على الصورة اليوميّة لهذه المسيرة.

محطّة اليوم: الخميس من الأسبوع الأوّل
في مسيرة حياة القدّيس فرنسيس الأسّيزي، حلّ الروح القدس في قلبه كروح تسبيحٍ متواصلٍ لله. فترك فرنسيس الأسّيزي العديد من الكتابات التي عبّرت عن هذا التسبيح والحبّ تجاه الله. من هذه الكتابات “مناشدةٌ تسبيحًا لله” بدأها القدّيس فرنسيس على الشكل التالي: “اتَّقوا الرَّبَّ، وقدّموا له الإكرام. فالرَّبُّ أَهْلٌ لأن ينال التَّسْبيح والإكرام“.
من هنا فلنسبّح الربّ اليوم مع فرنسيس فقير أسّيزي ولنطلب شفاعة هذا القدّيس ليساعدنا في مسيرة الصوم.

[Mary Naeem]

مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم

إنجيل القدّيس متّى ٧ / ١٣ – ٢٧

قالَ الربُّ يَسوع: «أُدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق: لأَنَّهُ وَاسِعٌ البَاب ورَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الهَلاك، وكَثِيرُون هُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون مِنْهُ؛
ومَا أَضْيَقَ البَابَ وأَحْرَجَ الطَّرِيقَ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الحَيَاة، وقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَجِدُونَهُ.
إِحْذَرُوا الأَنْبِيَاءَ الكَذَبةَ الَّذينَ يَأْتُونَكُم بِلِبَاسِ الحُمْلان، وهُمْ في بَاطنِهِم ذِئَابٌ خَاطِفَة.
مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم: هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَب، أَو مِنَ العَوْسَجِ تِين؟
هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ تُثْمِرُ ثِمَارًا جَيِّدَة. أَمَّا الشَّجَرَةُ الفَاسِدَةُ فَتُثْمِرُ ثِمَارًا رَدِيئَة.
لا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ صَالِحَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا رَدِيئَة، ولا شَجَرَةٌ فَاسِدَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا جَيِّدَة.
كُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وتُلْقَى في النَّار.
فَمِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم.
لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لي: يَا رَبّ، يَا رَبّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوات، بَلْ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.
كَثِيرُون سَيَقُولُونَ لي في ذلِكَ اليَوْم: يَا رَبّ، يَا رَبّ! أَمَا بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنا الشَّيَاطِين، وبِٱسْمِكَ عَمِلْنَا كَثيرًا مِنَ الأَعْمَالِ القَدِيرَة؟
فَحِينَئِذٍ أُعْلِنُ لَهُم: مَا عَرَفْتُكُمُ البَتَّة. إِبْتَعِدُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْم!
فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ويَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً حَكِيْمًا بَنَى بَيْتَهُ عَلى الصَّخْرَة.
وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وفَاضَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّ أَسَاسَهُ بُنِيَ عَلى الصَّخْرَة.
وكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ولا يَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً جَاهِلاً بَنَى بَيْتَهُ عَلى الرَّمْل.
وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وجَرَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَسَقَط، وكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيْمًا.»



التأمل: “فَمِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم…”

كنت صغيراً، أنهض باكراً مرافقاً والدي الى الحقل أراقبه كيف يحرث الارض ، منتبهاً اليه كي أتعلم منه براعة العمل، حسبما كنت أراه في ذلك الوقت.

كان ينظف الحقل أولاً من الحصى، مشذباً، مشحلاً، حارقاً الأغصان اليابسة، مقتلعاً الأعشاب الضارة من جذورها.. من ثم تأتي المعركة الكبرى مع الحراثة، الانتباه ثم الانتباه خوفاً من ترك أي جزء دون بذار أو دون حراثَة، قائلاً لي بصوتٍ عالٍ:” الارض اذا ضحكت عليها ضحكت عليك”..

بعد يومٍ طويلٍ من العمل الشاق، ينظر الى الحقل المزروع نظرة رضى، متفائلاً بالموسم الوفير الذي من شأنه أن يكفي حاجتنا محرراً إيانا من العوز والجوع، ويلتفت الى السماء متمتماً: ” التعب عليَّ والرزقة على الله”..

علمني والدي أن طريق النجاح صعبٌ ومتعبٌ وضيقٌ “قَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَجِدُونَهُ” لكنه يؤدي حتماً الى الحياة.

علمني والدي أنه لا يُجنى من الكذب سوى الكذب، لأن الحقيقة تكون في موسم الحصاد، في موسم القطاف..في الثمار الطيبة والغلة الوافرة “مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم”..

علمني والدي أن الكلام لا ” يُطعم خبزاً” بل العمل بكدٍ وجد.. العمل على الأساس ومن الأساس وحسب الأساس.. العمل بمشيئة الرب أي استعمال المخلوقات من أجل الغاية النهائية، من أجل الحصاد، من أجل الارتقاء عالياً حتى الوصول الى مشاهدة وجه الله.. قد يكون ذلك صعباً لا بل شبه مستحيل.. فلنعمل نحن ونترك الباقي على الله..

[Mary Naeem]

لا تهتموا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ

وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ

إنجيل القديس متى ٦ / ٢٥ – ٣٤


قال الرب يسوع:” لا تهتموا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟ وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.”




التأمل: ” لا تهتموا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ ….وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ…”


إن كان الله يُطعم الطيور ويقدّم القوت اليومي للعصافير ولا يترك الخليقة التي لا تدرك الإلهيّات في عوز إلى مشرب أو مأكل، فهل يمكنه أن يترك إنسانًا مسيحيًا أو خادمًا للرب مُعتازًا إلى شيء؟ إيليّا عالته الغربان في البرّيّة، ودانيال أُعد له لحم من السماء وهو في الجب، فهل تخشى الاحتياج إلى طعام؟(القديس أغوسطينوس)
الله هو الذي ينمّي أجسادنا كل يوم ونحن لا ندرك . فإن كانت عناية الله تعمل فينا يوميًا، فكيف تتوقّف عن إشباع احتياجاتنا؟
يقول القديس جيروم أن الرب يقودنا الى العبادة الحرّة التي لا تأسرها محبّة المال، فيعيش الإنسان في كمال الحرّية متّكئًا على الله لا المال، موضّحًا ضرورة الحياة بلا قلق.

ويضيف القديس أغوسطينوس أن ملكوت الله وبرّه هو الخبز الذي نسعى إليه، والذي نقصده من كل أعمالنا. ولكننا إذ نخدم في هذه الحياة كجنود راغبين في ملكوت السماوات نحتاج إلى الضروريّات اللازمة للحياة، لذلك قال الرب: “هذه كلها تزاد لكم”،”ولكن اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره”.

صوم مبارك

[Mary Naeem]

هل تبحثون عن عمل؟ صلّوا للقديس خوسيماريا اسكريفا

صلاة

ساعدني يا ربي بواسطة القديس خوسي
ماريا اسكريفا في العثور على عمل لائق بك،
حياة كريمة ومستقرة،
حتّى أفهم أنّ عملي هو خدمة للآخرين أيضاً.
وأن اقوم بعملي على مثال يسوع
عندما كان يعمل نجارا في الناصرة.