21 - 03 - 2022, 07:10 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث سلام زائف مثاله السلام الزائف الذي كان يوحى به الأنبياء الكذبة قبل السبي حتى لا يتوب الناس خائفين من غضب الله الآتي. وهكذا قال الرب في سفر حزقيال النبي "أضلوا شعبي قائلين سلام، ولا سلام" (حز 13: 10). وكما ورد أيضًا في سفر أرمياء النبي "قائلين سلام، ولا سلام" (أر 6: 14). إنه لون من الخداع، فيه تخدير للأعصاب والضمير. تماما مثلما خدع الشيطان أبوينا الأولين قائلًا "لن تموتا. بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر" (تك 3: 4، 5). وكأي شخص يدعوه إنسانًا للاشتراك معه في خطية ما، ويشعره بأنه سوف لا يصيبه من ذلك أي أذى، بل سيمر الأمر بسلام!!.. سواء كان ذلك في سرقة أو رشوة أو زنى أو غش.. وقد يأتي مثل هذا السلام الزائف من ثقة الشخص واعتداده بنفسه، وظنه أنه سيفعل كل ما يريد، وتمر كل تدبيراته الخاطئة في سلام! كالقاتل الذي يثق بنفسه أنه سيرتكب جريمته بكل حرص دون أن يترك أثرًا، ويمر ذلك بسلام كله سلام زائف يصوره الإنسان لنفسه، أو يصوره له الشيطان أو شركاء السوء أو المحرضون. |
||||
23 - 03 - 2022, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث سلام مع الناس فيه يسلم الناس بعضهم على البعض، ليس فقط بالأيدي، وإنما بالقلب والنية أيضًا. ويقولون كلمة سلام من عمق قلوبهم ويقصدونها. وإن كانت بينهم خصومة من قبل، يتصالحون.. وعن هذا قال السيد في عظته على الجبل: "إذا ما قدمت قربانك إلى المذبح. وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح. واذهب أولًا اصطلح مع أخيك" (مت 5: 23، 24). وفي هذا تشترط الكنيسة الصلح قبل التناول.. وفي القداس الإلهي نصلى صلاة الصلح قبل قداس القديسين، وقبل سيامات الإكليروس.. ولأنه قد يبدو من الصعب أن تصطلح مع كثير من الأعداء والمقاومين، ذلك قال الرسول: "إن كان ممكنًا، فحسب طاقتكم، سالموا جميع الناس" (رو 12: 18). ذلك لأن البعض لا يمكنك مسالمتهم، إلا إذا اشتركت في الخطأ معهم، أو بسبب شراسة طباعهم، أو لأنهم يحسدونك بسبب نجاحك، أو بسبب تدابير معينة يدبرونها، أو لأن سلوكك الطيب يكشف أخطاءهم، أو لأي سبب آخر.. لهذا حسب طاقتك، إن كان ممكنًا لك، سالم جميع الناس. وإلا فعليك بالآتي: * لا تجعل الخلاف يأتي بسببك. كن مصلوبًا لا صالبًا. قد يعاكسك الغير. ولكن لا تبدأ أنت بالشر. ثم لا تكن حساسًا جدًا من جهة أخطاء الآخرين. * كن واسع الصدر حليمًا. اذكر ما قيل عن موسى النبي "وكان الرجل موسى حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3). حاول باستمرار أن تحتمل وأن تغفر. وكما قال الرسول "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء "لا تجازوا أحدًا عن شر بشر" (رو 12: 19، 17). ابعد عن الغضب وعن الاستثارة والانفعال وكما قال الرسول: "لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير" (رو 12: 21). وأعرف أن الذي يحتمل هو الأقوى، أما الذي لا يستطيع أن يحتمل فهو الضعيف. لذلك قال الرسول "يجب علينا نحن الأقوياء، أن نحتمل ضعفات الضعفاء، ولا نرضى أنفسنا" (رو 15: 1). * لا تطالب الناس بمثاليات. وإنما اقبلهم كما هم، بواقعهم، وليس كما ينبغي أن يكونوا. إننا نقبل الطبيعة كما هي: الفصل المطير، والفصل العاصِف، والفصل الحار، دون أن نطلب من الطبيعة أن تتغير. فلتكن هكذا معاملتنا لمن نقابلهم من الناس. ليسوا كلهم أبرارًا طيبين. كثير منهم لهم ضعفات، ولهم طباع تسيطر عليهم. إنهم عينات مختلفة، وبعضها مثيرة. فلتأخذ منهم موقف المتفرج، وليس موقف المنفعل. وعاملهم حسب طبيعتهم، بحكمة. * بالوداعة والتواضع يمكن مسالمة الكثيرين. إن قيل إنه بالروح الرياضية يمكن أن تكسب الكثيرين وتسالمهم، فكم بالأكثر بالوداعة والاتضاع.. وإن كنت في مجال الدفاع عن الحق، فافعل ذلك بهدوء وباتضاع. لك أن تحب الحق، وأن تدافع عن الحق، ولكن ليس لك أن ترغم الناس على السير فيه. إن الله نفسه أعطانا وصايا، ولم يرغمنا على طاعتها. الاستثناء الوحيد في موضوع المسالمة، هو معاملة الهراطقة والمبتدعين وفاسدي الخلق. نحن لا نستطيع أن نتجاهل المبتدعين والهراطقة على حساب التفريط في الإيمان. فقد قال القديس يوحنا الحبيب "إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا الإيمان فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2يو 10: 11). إن أراد أحد أن يبعدك عن الإيمان، فاحترس منه ولا تجامله، ولا تقبله في البيت. بنفس الوضع يمكن أن تبتعد عمن يحاول أن يفسد خلقك ويقودك إلى الخطية. واذكر قول الكتاب "لا تضلوا، فإن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو 15: 33). وأيضًا ما قيل في المزمور الأول "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار. وفي طريق الخطاة لم يقف. وفي مجلس المستهزئين لم يجلس" (مز 1). |
||||
23 - 03 - 2022, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث الاطمئنان وعدم الخوف وفي السلام الداخلى: الاطمئنان وعدم الخوف: الخوف: إن عدم وجود السلام القلبي يسبب الخوف. بل يسبب أيضًا القلق والاضطراب والانزعاج.. ومتاعب نفسية كثيرة.. انظروا إلى إنسان يملك السلام قلبه، مثل داود النبي. نراه يقول في مزاميره "أن يحاربني جيش، فلن يخاف قلبي. وإن قام على قتال. ففي هذا أنا مطمئن" (مز 27). وأيضًا إن سرت في وادي ظل الموت، فلا أخاف شرًا، لأنك أنت معي" (مز 23). الجيش كله خاف من ملاقاة جليات، لكن داود لم يخف. كان قلبه مثل أسد. مع أنه كان شابًا صغيرًا، وأخوته الأكبر منه كانوا خائفين.. والملك شاول نفسه قال له "لا تستطيع أن تذهب لتحاربه، لأنك غلام وهو رجل حرب منذ صباه" (1صم 17: 33) ولكن داود القوي القلب قال للملك "لا يسقط قلب أحد بسببه.. عبدك يذهب ويحاربه"، وحكى كيف أنه في صباه كان يرعى غنمه، فجاء أسد مع دب، وأخذا شاه من القطيع "ولم يخف داود من كليهما، بل خرج وراء الأسد، وأنقذ الشاة من فمه. وقتل الأسد والدب جميعًا" (1صم 17: 34 - 36). وعدم خوف داود من جليات الجبار، كان مرتكزًا على عمل الرب. قال داود "الحرب للرب" وليس الخلاف بسيف أو برمح.. وقال الجبار "أنت تأتى إلى بسيف ورمح وبترس، وأنا آتى إليك باسم رب الجنود. في هذا اليوم يحبسك الرب في يدي.." إنها ثقة قوية بعمل الرب ورعايته. لذلك لم يخف مطلقًا، وبإيمانه ادخل اسم الله إلى ساحة الحرب.. الله الذي هو أقوى من جليات الجبار، ومن كل جبابرة الأرض، لذلك قال عن جليات "لا يسقط قلب أحد بسببه" (1صم 17: 32).. وهكذا الذي يملك السلام قلبه، ليس فقط يكون مطمئنًا، بل أيضًا يشيع الاطمئنان في القلوب. فكمثال داود، كان موسى وأليشع: كل منهما في سلامه واطمئنانه، كان يبعث نفس الاطمئنان في قلوب غيره. جيش الأعداد كان يحيط بالسامرة، وكان أليشع مطمئنًا. أمام تلميذه جيحزي فكان خائفًا، لأنه لم يكن يبصر المعونة الإلهية المحيطة بالمدينة. لذلك قال أليشع لتلميذه جيحزي "لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين علينا" (2 مل 6: 16). وصلى إلى الله لكي يفتح عيني الغلام فيرى.. والشعب أمام البحر الأحمر من ناحية، وفرعون من ناحية أخرى. خافوا إذ رأوا الموت يهددهم، ولم يكن لهم الإيمان الذي يرون به خلاص الرب. أما موسى فلم يخف. بل قال للشعب "لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب.. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" (خر 14: 13، 14). بالإيمان نرى معونة الله وخلاصه. فلا نخاف. بطرس الرسول وهو ماش مع الرب على الماء نظر إلى الأمواج "ولما رأى الريح شديدة خاف وابتدأ يغرق" (مت 14: 30) وسبب ذلك أنه كان ينظر إلى الموج وليس إلى المسيح الذي يمسك بيده وينجيه. لذلك وبخه السيد على عدم إيمانه وقال له "يا قليل الإيمان، لماذا شككت" (مت 14: 31). إن الله دائما يدعونا إلى عدم الخوف. إنه يقول "لا تخافوا. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع"، "سلامي أترك لكم.. سلامي أنا أعطيكم" (يو 14: 27). وكان الله دائمًا يقوي أولاده، يدعوهم إلى عدم الخوف.. لما أحس يشوع بالضعف بعد موت موسى النبي، قال له الرب "كما كنت مع موسى النبي أكون معك، لا أهملك ولا أتركك"، "تشدد وتشجع. لا تهرب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب". بل قال له أكثر من هذا "لا تقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك" (يش 1: 5- 9). وما أجمل العبارة المعزية التي قالها لبولس الرسول في رؤياه "لا تخف، بل تكلم ولا تسكت، لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك" (أع 18: 9، 10). وعندما كان يعقوب أبو الآباء خائفًا من أخيه عيسو، ظهر له الرب في رؤياه وعزاه. وقال له "ها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض" (تك 28: 15). إن الخوف دخيل على الطبيعة البشرية، لم يدخل إلى النفس إلا بعد الخطية. كان آدم يعيش مع الوحوش، مع الأسود والنمور والفهود، ومع الثعابين والدبيب، وما كان يخاف، وكذلك كان أبونا نوح في الفلك مع كل هذه الوحوش، وكان يعتني بها ويطعمها، وما كان يخاف. آدم لما أخطأ بدأ يخاف، واختبأ خلف الشجر، وقال للرب "سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت" (تك 3: 10). وكما خاف آدم بعد الخطية، كذلك خاف قايين. وقال للرب "ذنبي أعظم من أن يحتمل. ها قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، ومن وجهك اختفى. وأكون تائهًا وهاربًا في الأرض. فيكون كل من وجدني يقتلني" (تك 4: 13، 14). وقضى قايين أيامه في رعب، فاقدًا لسلامة الداخلي. الخطية تشعر الإنسان بأنه انفصل عن الله مصدر القوة والحماية، فيخاف.. يخاف من الخطية وانكشافها وفضيحتها أمام الناس، يخاف من نتائج الخطية، ومن عقوبة المجتمع أو القانون، ويخاف من الله نفسه ودينونته، ويخاف من ضعفه أمام الخطية، ومن الشيطان الذي انتصر عليه. فإذا حصل الإنسان على مغفرة الله وستره، فلا يخاف، وإن آمن بمعونة الله له في ضعفه، فلن يخاف لأن مجرد شعوره أن الله معه، ينزع الخوف من قلبه. الإنسان الخائف، ينظر إلى سبب الخوف وليس إلى الله الذي ينجيه منه. |
||||
23 - 03 - 2022, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث أسباب الخوف ما أكثر أسباب الخوف، وهي نابعة من داخل الإنسان. البعض يخاف من كلام الناس، ومن بطشهم، ومن مؤامراتهم. والبعض يخاف من حسد الناس. وطالما هو يؤمن بالعين الحاسدة وأثرها السيئ، سيظل خوفه مستمرًا. وليس مصدر خوفه هو قوة عين الحسود، إنما السبب يكمن في ضعف قلبه الذي يؤمن بالحسد. وقد يخشى أحدهم من الناس الأشرار، ولا يضع في قلبه معونة الله. كان ارميا يخاف من الناس. أما الرب فقال له "لا تخف من وجوهم، لأني أنا معك -يقول الرب- لأنقذك.. هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض.. فيحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك لأنقذك" (أر 1: 8، 18، 19). وقد يخاف إنسان من قوم، وهم لا يفكرون مطلقًا في إيذائه. مثلما كان شاول الملك يخاف داود، يطارده في كل مكان ليقتله. بينما لم يفكر داود إطلاقًا في أن يؤذى شاول حتى عندما وقع في يده، وكان بإمكانه أن يقتله ونصحه اتباعه بذلك.. قال داود "حاشًا لي أن افعل هذا الأمر بسيدي مسيح الرب، فأمد يدي إليه، لأنه مسيح الرب هو. ووبخ داود رجاله، ولم يدعهم يقومون على شاول" (1صم 34: 6، 7).. وقال للملك لما استيقظ "وراء من خرج ملك إسرائيل؟! وراء من أنت مطارد؟! وراء كلب ميت؟! وراء برغوث".. وكانت النتيجة أن شاول الملك رفع صوته وبكى وقال لداود "أنت أبر مني" (1صم 24: 14، 16). كان يخاف من وهم. من شيء غير موجود، كخوف الأطفال. الطفل يخاف من أوهام. من أمور يتصورها قلبه الخائف، ويخترعها فكره الخائف، مثل أن يخاف من الظلام.. وليس وراء الظلام ما يخيف.. أو يخاف من (حرامي) غير موجود.. أو يخاف من (عفريت) وليس هناك عفاريت.. أنها أوهام يخترعها القلب الخائف. أو يخاف الطفل من وجود وحده، وعدم وجود أحد إلى جواره يحميه من أي خطر غير معروف. ويصرخ الطفل ويبكى بلا سبب إلا الخوف. وتستمر مخاوف الطفولة عند البعض وهم كبار. يخاف من امتحان، ربما يكون صعبًا والأسئلة معقدة، أو من التصحيح وقد يكون قاسيًا.. وإن نجح وقدم على الوظيفة وطلبوه للمقابلة يخاف من الـinterview، فربما يفشل فيه وقد تخاف فتاة من لقاء عريس جاء لخطبتها. ربما لا تعجبه ربما يذهب ولا يعود. وربما تخاف مما يقوله الناس بعدئذ.. وتخاف من لقاء عريس آخر، لئلا يذهب كما سابقة وتستمر المخاوف.. وقد يخاف الإنسان من الفشل. فإن قام بأي مشروع يخاف أن يفشل، يخاف أن تقف أمامه معوقات، أو مؤامرات من المنافسين، أو خيانة وسرقات من الشركاء. إن كان فقيرًا، يخاف من العوز، وأن كان غنيًا يخاف من السرقة، وعلى أية الحالات يخاف.. وإنسان يخاف من المخاطر. إن ركب طائرة يخاف أن تحدث لها كارثة، ويتذكر كل كوارث الطائرات وما نشر عنها في الصحف.. وفي كل طرق المواصلات، يخاف من الحوادث، لا يضع أمامه النقط البيضاء.. إنما كل سجل النقط السوداء حاضر في ذهنه، فكره هو الذي ينميه ويخيفه. وإنسان آخر يخاف من نفسه: يخاف من عجزه، من عدم قدرته، من نسيانه، من ضعفه أمام قوة منافسيه وخصومه.. يخاف من عدم قدرته على الاستمرار، لذلك يفقد الثقة بالنفس، يفقد روح الجرأة والإقدام، ويفقد القوة على البدء بأية مبادرة. صورة العجز والفشل مائلة أمامه باستمرار.. إنه يخاف حتى من الخطية وعجزه عن مقاومتها. الخوف يسبب له الاضطراب والقلق والانزعاج، بل الخوف يشل تفكيره عن العمل. ويكون له تأثيره على نفسه وعلى أعصابه.. ويظهر الخوف في ملامحه، في نظراته، في لهجة صوته، في حركات جسده. بل قد يرتعش ويصفر وجهة. ويخفق قلبه، ويكون مكشوفًا أمام الكل أنه خائف.. وقد يظهر الخوف في تصرفاته، في تردده، وعدم قدرته على اتخاذ قرار بحثه عن حماية.. البعض قد يقوده الخوف إلى الانطواء، وإلى تكرار عبارة "يكون كل من وجدني يقتلني" (تك 4: 14). أما الإنسان الروحي فلا يخاف، بل يملك السلام على قلبه، وبالسلام الطمأنينة. وقد يخاف إنسان من الموت: أو يخاف من المرض الذي يؤدى إلى الموت. وإذا أصيب بمرض تنهار معنوياته، ويتصور أقصى ما يمكن أن يتطور غليه المرض، مثلما يفكر بعض الأطباء إذا مرضوا.. وقد يخاف البعض من العدوى، ويتخذ لتفاديها وسائل تخرج عن الحد المألوف! |
||||
24 - 03 - 2022, 02:51 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث الذين لا يخافون أما الإنسان الروحي، الذي يملك السلام على قلبه، فلا يخاف الموت. لأن استعداده للموت بالحياة البارة، ينزع خوف الموت من قلبه. بل على العكس يشتهى الموت، الذي ينقله إلى عشرة المسيح والملائكة والقديسين. ويذكر قصص الشهداء وآباء البرية. الشهداء الذين لم يخافوا الموت ولا التعذيب ولا التهديد، ولا الولاة ولا المحاكمات ولا السجون. وكانوا يرتلون في السجون، ويفرحون بلقاء الرب.. سيرة قلوبهم القوية، تمنحك قوة فلا تخاف، يملك السلام على قلبك.. كذلك آباء البرية، الذين ما كانوا يخافون الوحدة في البراري. بل يجدون فيها متعة روحية، وما كانوا يخافون حروب الشياطين، ولا وحوش البراري، ولا دبيب الأرض، وبعضهم كان يسكن أحيانًا في القبور، ولا يخاف. ومعروفة قصة أبا مقار الذي نام في مقبرة وقد وضع جمجمة تحت رأسه، فتحدث معها الشياطين لكي يفزعوه، وبكلام هُزء، حتى يفقد هدوء قلبه.. ولم يخف. كونوا إذن أقوياء القلب، وعيشوا في سلام. لا تخافوا، وليكن لكم سلام في قلوبكم. لكي يحتفظ الإنسان بسلامة واطمئنانه، ينفه أن يتذكر قوة الله الحافظة. يؤمن بأن الله موجود، وأنه يعمل لأجله، كما يؤمن أن كل مشكلة لها حل، وأن الله عنده حلول كثيرة وغير المستطاع عند الناس، مستطاع عند الله، "وكل شيء مستطاع للمؤمن" (مر9:24). ولكي يحصل على السلام الداخلى، يتذكر أن ملاك لله حال حول خائفيه وينجيهم، وأننا محاطون بملائكة كثيرين لحفظنا. وفي الكتاب أمثلة عديدة لهذا. وكذلك يتذكر عمل القديسين وصلواتهم من اجلنا وشفاعتهم فينا، وأننا لسنا وحدنا. كذلك عمل النعمة والروح القدس فينا. وفي الاطمئنان، لنحترس من الاطمئنان الزائف. مثل مريض بسرطان خطير، يدخلون الاطمئنان إلى قلبه، بأن المرض مجرد كيس دهني بسيط..! أو مثل اطمئنان مدير عام لعمل، يشعره موظفوه بأن كل شيء تمام! ويثق بذلك دون فحص.. |
||||
24 - 03 - 2022, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث طول الأناة عند الله طول الأناة:
أ- عند الله: هكذا قال القديس بولس الرسول "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف.." (غل 5: 22، 23). وهذه الفضائل ترتبط معًا. فالذي عنده محبة بالضرورة يحيا في فرح وسلام. والذي عنده محبة، لبد أن يتصف بطول الأناة. وهكذا يقول الرسول أيضًا "المحبة تتأنى.." (1كو 13: 4). وطول الأناة، توصف بأنها طول الروح، وطول البال، وسعة الصدر، والحلم، والصبر. فالإنسان الطويل الأناة، هو إنسان صبور حليم طويل البال. واسع الصدر ورحب القلب. وقيل في ذلك عن سليمان الحكيم: "وأعطى الله سليمان حكمة وفهمًا كثيرًا، ورحبة كالرمل الذي على شاطئ البحر" (1 مل 4: 29). وقيل عن موسى النبي "وكان الرجل موسى حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3). |
||||
24 - 03 - 2022, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث طول أناة الله الله نفسه طويل الأناة، طويل الروح. لولا طول أناته علينا، لهلكنا جميعًا. وطول أناته تنبع من عمق رحمته وحنانه. وفي ذلك يقول داود النبي "الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة" (مز 103: 8). ويقول القديس بطرس "احسبوا أناة ربنا خلاصًا" (2بط 3: 15). إنه يطيل أناته جدًا في معاملة الخطاة. كم أطال أناته على الأمم -في عبادتهم للأصنام- حتى تابوا أخيرًا ورجعوا إليه.. أطال أناته على أهل نينوى، إلى أنا صاموا منسحقين أمامه، فقبل توبتهم. وحزن يونان لأن الله لم يعاقبهم! (يون 3، 4). أطال أناته مثلًا على فرعون، الذي وعد مرارًا ولم يف. كم صبر الله عليه في قسوته وإذلاله للناس. وصبر عليه في الضربات، ليس في واحدة فقط، وإنما في عشر ضربات.. في كل ضربة، كان يصرخ فرعون ويقول أخطأت (خر 9: 27) (خر 10: 16).. وكان يعد بالتوبة ويرجع.. الله يطيل أناته..! إن طول أناة الله، إنما تقتاد الخاطئ إلى التوبة. فإن لم يتب، يتعرض لعقوبة الله. وهكذا ينذر القديس بولس الرسول فيقول للخاطئ "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب" (رو 2: 4، 5). فلا تظن إذا أخطأت كثيرًا ولم تنلك عقوبة، أن عدل الله قد كف عن العمل. بلا ربما إن كأسك لم تمتلئ بعد.. كما قال الرب مرة "لأن ذنب الأموريين ليس إلى الآن كاملًا" (تك 15: 16).. كذلك لما أكتمل كأس سادوم، حرقها الرب بنار" (تك 19). الله يطيل أناته، لأن هذه هي طبيعته. وطول أناته أما تقتاد إلى التوبة، أو إلى الدينونة. ولعل من الأمثلة الجميلة لطول أناة الله، قصة تلك التينة التي ظلت ثلاث سنوات في الكرم، دون أن تنتج ثمرًا وجاءت فكرة قطعها بدلًا من أن تبطل الأرض. ولكن قيل: "اتركها هذه السنة أيضًا، حتى أنقب حولها وأضع زبلًا". "فإن صنعت ثمرًا، وإلا ففيما بعد نقطعها" (لو 13: 6 - 9). حقًا إن طول الأناة تعطى فرصة أخرى، فرصة لإصلاح الحالة. لقد أطال الرب أناته على الشعب في البرية، على الرغم من أنه كان شعبًا صلب الرقبة، كثير التذمر، كثير التقلب.. قال عنه الله "مددت يدي طول النهار، لشعب معاند مقاوم" (رو 10: 21). ومع ذلك أطال أناته عليه، وأبقى منه بقية قال عنها اشعياء النبي: "لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية، لصرنا مثل سادوم وشابهنا عمورة" (أش 1: 19). ومن أمثلة طول أناة الله معاملته لأهل السامرة. في مرة إحدى قرى السامرة أغلقت أبوابها في وجهه، لأن وجهه كان متجهًا نحو أورشليم، فقال له تلميذاه يعقوب ويوحنا أتشاء أن تنزل نار من السماء فتفنيهم. أما طول أناة الرب على السامرة فلم تفعل هذا. بل انتهر تلميذيه قائلًا: لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس، بل ليخلص" (لو 9: 52 - 56). وجاء الوقت الذي خلصت فيه مدينة السامرة، وتعمدت وقبلت الروح القدس (أع 8: 14 - 17). عجيبة هي طول أناة الله على مضطهدي الكنيسة. ولعل في مقدمتهم شاول الطرسوسي الذي قال عن نفسه "أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا. ولكنى رحمت لأنى فعلت ذلك بجهل في عدم إيمان" (1 تى 1: 13). شاول هذا الذي "كان ينفث تهديدًا وقتلًا على تلاميذ الرب.. حتى إذا وجد أناسًا من الطريق رجالًا أو نساء، يسوقهم موثقين إلى أورشليم" (أع 9: 1، 2). شاول هذا أطال الله أناته عليه، حتى أصبح صعبًا عليه أن يرفس مناخس. وظهر له في الطريق إلى دمشق ودعاه إلى خدمته. وأصبح إناءًا مختار له (أع 3 - 16) ورسولًا للأمم، وتعب أكثر من جميع الرسل في خدمة الله (1كو 15: 10). يقينًا لو لم يطل الله أناته على شاول الطرسوسي، لفقدت الكنيسة هذا الإنسان الجبار في خدمته، بولس الرسول. أطال الله أناته على أريانوس والي أنصنا، الذي كان قاسيًا جدًا وعنيفًا في الاضطهاد القديسين أيام ديوقلديانوس الملك، وعلى يديه استشهد كثيرون. ولكن بطول أناة الله آمن أريانوس، بل وصار شهيدًا، تحتفل الكنيسة بذكراه.. وأطال الله أناته على كثير من الخطاة. أمثال أوغسطينوس، ومريم القبطية، بيلاجية، وموسى الأسود، كثيرين غيرهم، وبطول أناة الله تاب هؤلاء كلهم. بل صاروا أنوار في الكنيسة يبعثون الرجاء في قلب كل تائب. فأوغسطينوس صار أسقفًا وأحد معلمي الكنيسة الكبار. وموسى الأسود صار من كبار آباء الرهبنة. ومريم القبطية توحدت وصارت من السواح.. ترى لو لم يطل الله أناته على هؤلاء، كانت نفوسهم تهلك؟! وتخسر الكنيسة كل بركاتهم..!! أيضًا أطال الله أناته على كثير من الملحدين والوثنيين. أطال أناته على روسيا البلشفية، حتى عاد أكثر من مائة مليون إلى الإيمان، وكذلك رومانيا وكثير من بلاد الإتحاد السوفيتي، فأمن كل هؤلاء وفرحوا بالرب. وفي بدء المسيحية أطال أناته على كثير من فلاسفة الوثنية، حتى صاروا فلاسفة مسيحيين. بل أطال أناته على بعض السحرة، فآمنوا ومثال ذلك أثناسيوس الساحر الذي جهز سمًا مميتًا تناوله القديس مارجرجس فلم يؤذه وسيدراخس الساحر الذي جهز سمًا للقديس أباقسطور. فلم يؤذه أيضًا. فأمن كل من هذين الساحرين، ونالا إكليل الشهادة. كان الله قد أطال أناته على كل منهما. إلى أن أتى الوقت الذي يشعر فيه كل منهما بأن هناك قوة أقوى من سحره فيؤمن.. إن الله ليس فقط يطيل أناته على الخطاة حتى يتوبوا، إنما أيضًا هو طويل الأناة من جهة تدبير الأوقات.. إنه يختار الموعد الذي يراه مناسبًا ليعمل فيه، ويدبر خططه الإلهية الحكيمة. ولعل من أمثلة ذلك تدبير قضية الفداء.. لقد وعد أبوينا الأولين بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحية (تك 3: 15). ومرت آلاف السنين، والحية رافعة رأسها تسحق عقب الآلاف من البشر بل الملايين.. وبطول أناة عجيبة كان الرب ينتظر ملء الزمان الذي يتم فيه التجسد (غل 4: 4). طول أناته انتظرت الوقت الذي توجد فيه العذراء القديسة التي تستحق هذا المجد وتحتمله، والوقت الذي يوجد فيه يوحنا المعمدان الذي يهيئ الطريق قدامه، وأيضًا الذي فيه يوجد الأثناء عشر الذين يحملون الرسالة من بعده. وتكون النبوءات كلها قد تمت مع باقي تفاصيل أخرى تجعل اختيار الوقت مناسبًا، كله حكمة.. إذن لا يحتج أحد ويقول: لماذا يا رب قد تأخر عمل الفداء؟! كلا، إنه لم يتأخر مطلقًا، بل جاء في نفس موعده الذي حدده الله من قديم الزمان. وكانت أناة الله تمهد لإعداد كل شيء. وتمهد أيضًا لفهم الناس وقبولهم. ولو كان الفداء قد تم منذ أيام آدم، ما كان أحد قد فهمه ولا قبله ولا آمن به. إننا نحاول أن نفهم الأزمنة بعقلنا القاصِر. والرب يقول: "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أع 1: 7). ليس لنا أن نستعجل الله في العمل، أو نقول له كما سبق وقال داود، تأكد أن الله في طريقه إليك، حتى قبل أن تطلب. وسوف تصل معونته في أفضل وقت مناسب.. أنظروا إلى قصة يوسف الصديق مثلًا: ألقاه أخوته في البئر، ولم يفعل الرب شيئًا لإنقاذه منهم. وباعوه كعبد، يبدو أن الله لم يتحرك. ثم يتهم يوسف ظلمًا ويلقى به في السجن، تمر سنوات.. فهل كان الله قد أهمله وتركه؟! كلا. بل إن الله في طول أناته، يعد ويدبر الأوقات والمناسبات التي يحول فيها يوسف إلى وزير أو أمير. ولو كان الله قد حل مشكلة يوسف، من وقت إلقائه في البئر، لظل يوسف مجرد راع بسيط..! |
||||
28 - 03 - 2022, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث الله يعلم أولاده قلنا إن الله طويل الأناة. ونقول أيضًا إنه يعلم أولاده طول الأناة أيضًا، يدربهم على ذلك. اتفق الله مع إيليا على إنزال المطر، بعد ثلاث سنوات ونصف من المجاعة. وذهب إيليا وصلى من أجل ذلك مرة ومرتين وثلاثًا.. إلى سادس صلاة، ولم ينزل المطر! ولم ييأس إيليا واستمر في الصلاة بطول أناة. وفي الصلاة السابعة، رأى غيمة في حجم قبضة اليد (1 مل 18: 44). فعرف أن صلاته قد استجيب.. |
||||
28 - 03 - 2022, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث طول الأناة: ب- عند البشر: تكلمنا عن طول الأناة عند الله. ونود أن نتكلم الآن عن طول الأناة عندنا نحن البشر مادمنا قد خلقنا على صورة الله، كشبهه ومثاله (تك 1: 26، 27)، إذن ينبغي أن نكون شبهه في طول الأناة. مَنْ منا لم يطل الله أناته عليه، ولم يأخذه وهو في عمق خطاياه؟! ليتنا إذن نتعامل من الناس بنفس الأسلوب، بطول الأناة. لأن الكتاب يقول "بالكيل الذي به تكيلون، يُكال لكم" (مت 7: 2)..
|
||||
28 - 03 - 2022, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث طول الأناة في التعامل هناك من يتضايق من معاملات الناس وأسلوبهم الذي لا يستطيع أن يحتمله. يقول لقد نبهت فلانًا من الناس أن يغير أسلوبه في التعامل معي، ولم يغيره! وربما تقول زوجة هذا الكلام عن زوجها. وللناس طباع يحتاجون في تغييرها إلى طول أناة. ليس من السهل عليهم أن يغيروا طباعهم بسرعة.. ربما يريدون ولا يستطيعون. وقد يغلبهم الطبع فتتكرر أخطاؤهم عن قصد أو غير قصد. وقد لا يشعرون أن ما يفعلونه خطأ.. عاش التلاميذ مع السيد المسيح أكثر من ثلاث سنوات. يتعلمون منه. وكما قال لهم "تعلموا منى، فإني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29). ومع ذلك فإنه عند القبض عليه، ضرب بطرس عبد رئيس الكهنة بالسيف، فقطع أذنه (يو 18: 10) فوبخه السيد قائلًا: رد سيفك إلى غمده، لأن الذين يأخذون بالسيف يهلكون" (مت 26: 52). إن القديس بطرس الرسول لم يستطع أن يقاوم طبع الاندفاع الذي كان عنده، وغلب منه مرات. واحتاج إلى طول أناة من الرب أن يحتمله، حتى وقت غسل الأرجل (يو 13: 6 - 10). وبنفس الاندفاع تكلم وأخطأ حينما قال السيد المسيح إنه سوف "يتألم كثيرًا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم" (مت 16: 21). كل التلاميذ سكتوا، أما بطرس فلم يستطع أن يقاوم اندفاعه، وانتهر السيد قائلًا "حاشاك يا رب". فوبخه الرب على ذلك القديس موسى الأسود أيضًا احتاج إلى طول أناة عجيبة من معلمه القديس أيسوذورس، حتى يتغير طبعه وحتى يصير قديسًا تائبًا وديعًا ومعلمًا لكثيرين.. بطول الأناة، لا يملكنا الغضب على الخطاة. وفي هذا قال الكتاب "ليكن كل إنسان مسرعًا في الاستماع، مبطئًا في التكلم، مبطئًا في الغضب". هذا الإبطاء يعنى طول الأناة في الاستماع إلى الناس، وإعطاء فرصة للعقل أن يتدبر الأمر في حكمة، يهدئ نفسه فلا يخطئ.. الإنسان الطويل الأناة هو إنسان بطئ الغضب. إن الله كان يطيل أناته علينا، لأنه يعرف ضعف طبيعتنا. يقول داود النبي في ذلك "لا يحاكم إلى الأبد، ولا يحقد إلى الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا.. لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز 103: 9 -14). فليتنا نعامل بعضنا بعضًا بنفس الأسلوب، بطول أناة، واضعين أمامنا ضعف الطبيعة البشرية وإمكانية سقوطها. فقد قيل عن الخطية إنها "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26). |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|