13 - 01 - 2021, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما هو الاستشهاد في المسيحية؟
عبارة غريبة أن تصدر من المسيح لكن تفسيرها هو، أن مبادئ المسيح من شأنها أن ينقسم الناس بإزائه، فبعض الناس يقبلونها وبعضهم يرفضونه، ولابد أن تقوم حرب بين الذين يقبلونها وبين الذين يرفضونه، بالنسبة للذين يقبلونها سوف لا يستخدمون السيف، لكن السيف سيستخدم في أيدي الذين يرفضونها ليقهروا الذين يقبلونه، وهذا ما حدث ويحدث في أيام الاضطهاد، أيام الاستشهاد، إن الحكام والولاة وغير المسيحيين هم الذين يشهرون السيف، فالمسيح لا يحمل السيف بهذا المعني المادي، والمؤمنون بالمسيح لا يحملون سيفًا بهذا المعني أيضًا، إنما أعداء الإيمان هم الذين يحملون السيف ضد المسيحيين وهذا ما يحدث في أيام الاضطهادات، فالسيد المسيح يريد أن يقول أنا مسئول عن هذه الحرب التي تقوم ضد المسيحيين، لأنه لولا مبادئي لما كانت تقوم هذه الحرب ضدهم فأنا المتسبب في هذا الاضطهاد، وهذا هو معني قوله لا تظنوا أنني جئت إلي الأرض لألقي سلاما رخيص، سلاما علي حساب المبادئ وسلاما علي حساب الحق، ذلك استسلام للشر واستسلام للرزيلة واستسلام لسلطان الشيطان، ليس هذا سلام، سلامي أنا من نوع آخر، لكن مع ذلك أنا لا أحمل سيف، ولا أسمح للذين يتبعوني أن يحملوا سيف، ولكن سيحمل السيف ضدهم في أيام الاضطهاد وأيام الاستشهاد، ولكني أعتبر نفسي أنا المسئول عن هذه الحرب التي قامت وتقوم ضد المسيحيين وضد المؤمنين، وهذا هو معني أني ما جئت إلي الأرض لألقي سلاما بل سيف، هنا السيف سيف الحق، في سفر الرؤيا يوصف المسيح أنه من فمه سيف ذو حدين، ليس مثل السيف الذي كان مع بطرس، ولذلك قال لبطرس رد سيفك إلي غمده لأن الذين يأخذون السيف بالسيف يؤخذون....لا.... لكنه مع هذا يحمل سيف، السيف هنا يفصل بين الحق والباطل، وبين الخير والشر ولا يسمح بهذا الاندماج الضار الذي يضيع علي الحق قيمته، والذي يجعل الباطل يندمج في الحق.
|
||||
13 - 01 - 2021, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما هو الاستشهاد في المسيحية؟
الفرق بين التسامح والتساهل:
هناك من المسيحيين يفهمون السلام ويفهمون المحبة بهذا المعني، علي حساب العقيدة وعلي حساب الإيمان، يقولون ما هو لزوم التشدد؟ المسيح علمنا المحبة!! علمنا السلام!! لماذا نتشدد؟ ويعتبر أن التساهل نوع من المحبة، ولكن التساهل علي حساب المبدأ، علي حساب العقيدة، علي حساب ربنا. عندما الإنسان يتساهل في حقوقه الشخصية يحسب هذا له أجر، عندما يكون التساهل في شئون الطعام أو في الشراب أو الإرث أو في الشئون المادية، عندما يحدث خصومة ونزاع بين إنسان وآخر، وهذا الإنسان المسيحي يتسامح في شئون الطعام والشراب والإرث وما إليه، هذا تسامحا في حق شخصي، أما إذا تسامح إنسان في حقوق الله أو حقوق الإيمان أو حقوق الكنيسة، ليس هذا تسامح ولكنه تساهل, وهذا التساهل جريمة ضد الله وعلي حساب الله، لابد أن نفرق بين التسامح والتساهل، التسامح في حقي الشخصي فقط. |
||||
13 - 01 - 2021, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما هو الاستشهاد في المسيحية؟
فالأنبا بولا مثلا قبل أن يترهبن قام نزاع بينه وبين زوج أخته علي ميراث، زوج الأخت طبعا يدافع عن حقوق زوجته، والواقع يدافع عن حقوقه فحدث نزاع مثل ما يحدث في البيوت بين الأخ وأخيه والأخ وأخته في داخل العائلة الواحدة، علي الإرث، فالأنبا بولا في فترة النزاع دخل الكنيسة ثم خرج من الكنيسة بعدما سمع الإنجيل وتعزي ثم ذهب لزوج أخته وقال له اسمع لن يكون هناك خلاف بيني وبينك, الذي تريده خذه، فلن يمكن أن يكون هناك خلاف بيني وبينك علي هذه الأمور، فنحن لن نختلف، كل ما تريده خذه وحل المشكلة وحل النزاع، تنازل عن ما يحسبه الإنسان أنه حق له، وأيضا الجزء الباقي وزعه للفقراء والمساكين ثم ذهب للرهبنة.
|
||||
13 - 01 - 2021, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما هو الاستشهاد في المسيحية؟
هذا هو التسامح في الحق الشخصي فمن حقه أن يتنازل عنه في سبيل السلام, وهذا ما قاله المسيح من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك اترك له الرداء أيضًا، أي يكون مستعدا ليس فقط أن يعطيه الثوب فقط ولكن الرداء أيضا، من أراد أن يسخرك ميلا اذهب معه اثنين هذا هو التسامح، لكن حقوق الله، حقوق الكنيسة، حقوق الآخرين لا...لو أنا تسامحت فيها هذا ليس تسامحا هذا تساهل!! لأنه ليس حقي، لا أملك أن أتسامح فيه، مثل أي واحد موظف عمومي، مثلا عندما يكون قاض أمامه قضية، وهذه القضية فيها إنسان معتدي أو إنسان سارق أو إنسان ظالم وهذا القاضي يتسامح معه ويحكم له بالبراءة، هذا القاضي مخطئ، تريد أن تتسامح تسامح في حقوقك الشخصية، إنما وأنت قاض وتحكم علي أحد بالبراءة وهو مذنب، يقول الكتاب المقدس مذنب البرئ ومبرئ المذنب كلاهما لا يتبرءان أمام الله لا ... ما دام أنت قاض ومكلفا بهذا أو موظفا عمومي، أو إنسانا لك مسئولية لا تتسامح فيه، إنما تسامح في حقك الشخصي، ليس في حق الدولة، أو حق أي واحد آخر فتصير ظالما لابد أن نفرق بين التسامح والتساهل.
|
||||
13 - 01 - 2021, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما هو الاستشهاد في المسيحية؟
التسامح فضيلة إذا كان في حقي الشخصي، إنما التساهل جريمة لأنه تساهل في حقوق الله أو حقوق الآخرين مثل الوديعة، يقول الكتاب المقدس احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فين، الوديعة ثمينة، عندما تكون عندك وديعة لواحد آخر، مفروض أن تحافظ عليها لا تقدر أن تتصرف فيها لأنها وديعة، والوديعة غالية, وأنت مسئول أمام الله عنها وأمام الآخرين، لا تقدر أن تفرط فيها. فرط في مالك الخاص لكن الوديعة لا..هكذا حقوق الله لا تفرط فيها ولو فرطت فيها لا تكون ...هكذا حقوق الله لا تفرط فيها ولو فرطت فيها لا تكون متسامح، ومن هنا الخلط الذي نقع فيه في حياتنا المسيحية، نخلط ما بين المحبة والتساهل في الدين، لا تسامح في الدين ولا العقيدة الذين يقولون كلنا واحد، وكلنا في المسيح هذا نوع من التساهل، لا...انظر يوحنا الرسول الذي سمي بالرسول الحبيب، والذي دائما كان يتكلم عن المحبة، وكل تاريخ حياته كان أهم شيء عنده المحبة، لدرجة أنه في خدمته كان يصر علي المحبة، انظروا الرسائل الثلاث كلها كلام عن المحبة، وهو الذي أبرز الكلام الذي قاله المسيح عن المحبة، وصية جديدة أتركها لكم أن تحبوا بعضكم هذا الرسول عندما صار شيخا وكبر في السن كان يتكلم عن المحبة، يقول التاريخ إن المؤمنين ضجروا من أنه يتكلم باستمرار عن المحبة، فقال لهم هذه وصية الرب إذا أنتم أتممتموها فقد أتممتم كل شيء, هذا الرسول الذي يتكلم عن المحبة يقول من جهة الإيمان: الذي يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم لا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام، لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة، كيف الذي يتكلم عن المحبة يقول ذلك؟ هنا نميز ما بين المحبة التي أوصي بها المسيح, وبين المحبة التي علي حساب المسيح، وهي أنك تصادق شخصا علي حساب المبادئ، المسيح هو الذي يقول: إن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن تدخل الحياة بعين واحدة من أن تكون لك عينان وتذهب إلي جهنم النار، إن أعثرتك يدك فاقطعها وألقها عنك لأنه خير لك أن تدخل الحياة برجل واحدة أو يد واحدة من أن تدخل جهنم ولك يدان ورجلان ما معني هذا الكلام؟ معناه إذا كان لك صديق أو أخ أو إنسان أيًا كان، بمثابة العين، غالي عليك قد يكون مرشدًا لك تستنير به وتقتدي به.
|
||||
13 - 01 - 2021, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما هو الاستشهاد في المسيحية؟
إذا كان لك صديق بمثابة اليد تعتمد عليه أو بمثابة الرجل تستند إليه ولكن يعثرك ويعطلك عن خلاص نفسك، لابد أن تكون مستعدا أن تقطع صلتك بهذا الإنسان، حرصا منك علي حياتك الأبدية، حرصا منك علي مستقبلك الأبدي، ولذلك أنا أريد أن أقول إن مبدأ المقاطعة للمعاشرات الشريرة مبدأ مسيحي مائة في المائة, ليس معني المحبة المسيحية أننا ننشئ صداقة مع الذين يختلفون معنا في الإيمان والعقيدة علي حساب المسيح، لا...إذا رأيت أن هناك خطرا يهددني ويهدد مصيري الأبدي، لازم أكون من الشجاعة بحيث أضع حدا لهذه الصداقة ولهذه المعاشرة وأقطع صلتي بهذا الإنسان لأنه خير لي أن أدخل الحياة الأبدية بعيدًا عن هذا الإنسان من أن أدخل إلي جهنم النار ومعي هذا الإنسان. ليس معني ذلك أن الإنسان يقلع عينه، لا.... المسيح يتكلم عن الأشخاص الذين بمثابة العين أو بمثابة اليد أو الرجل في الاعتماد عليهم، وهذا ما قاله الرسول بولس المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة ويقول لا أشياء حاضرة ولا مستقبلة تستطيع أن تفصلني عن محبة الله التي في المسيح يسوع.
|
||||
13 - 01 - 2021, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما هو الاستشهاد في المسيحية؟
هنا يا أولادنا معني الاستشهاد, لماذا ربنا يسمح بالاستشهاد؟ لأن طبيعة مبادئ المسيح وحرارتها وقوتها وطهارته، هذه الطهارة تقتضي أن يكون هناك أشخاص لا يقبلوها فيقيموا حربا علي الذين يقبلونه، هذه الحرب المقدسة، المسيح يقول أنا المسئول عنه، أنا السبب فيه، لكن لابد منه، وإلا ضاعت الفضيلة وضاع الإيمان ويصبح الإنسان يدوس علي كل المبادئ في سبيل أن لا يغضب أحدًا لا... لا.... هذا النوع من السلام لا نقبله ولا يقبله المسيح، هذا استسلام، إنما السلام لابد أن يكون قائما علي الحق، وفي موقف معين أقطع صلتي من دون أن أخاصم أحد، عندما أجد أن هذا الإنسان خطر علي أقطع صلتي به، أقطع علاقتي به، قطع العلاقة في هذه الحالة لا يعد تعارضا مع مبدأ الحب، إنما إنقاذا للإنسان من أن يقوده إلي هلاكه الأبدي.
المتنيح الأنبا غريغوريوس |
||||
13 - 01 - 2021, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما هو الاستشهاد في المسيحية؟
إكرام القديسين والشهداء في المسيحية
إننا حين نكرم القديسين لا نكرمهم في ذواتهم، ولكننا نكرم الفضيلة فيهم، إننا نكرمهم لا من أجلهم ولكن من أجل اسم المسيح الذي بذلوا حياتهم من أجله، فإن كان مارمينا وإن كان غيره من القديسين المبرزين فليسوا في ذواتهم شيء إلا أنهم خدام لسيد السادات. إنهم لا يصنعون شيء لأجل نفوسهم وإنما عاشوا حياة فيه ضنك كثير وفيه تعب وإرهاق، دخلوا من الباب الضيق واحتملوا آلام كثيرة واضطهادات متنوعة وتركوا الطريق السهل، طريق الكرامة والمجد، أخلوا أنفسهم من بهاء الحياة ومن زخرفه، طرحوا جانب كرامة العالم والألقاب والمناصب وقنعوا بالمسيح وحده، فكان نصيبهم نصيب المسيح علي الأرض. "إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم"، اضطهدوا المسيح وعاش في الأرض مضطهدا، ظلم وحكم عليه ظلم وهكذا كل الذين يختارون طريق المسيح يضعون في قلوبهم أنهم لا يتوقعون مجدا من العالم، حتى المناصب يتركونها ويطرحونها أرضا، وكل الإغراءات وكل المزايا التي تعرض عليهم لكي ينكروا اسم المسيح يحتقرونها ويضعونها جانبا، بل يدوسونها بأقدامهم من أجل اسم سيدهم. اسمعوا بولس الرسول يقول تبكون وتكسرون قلبي إني مستعد ليس فقط أن أربط من أجل المسيح ولكن أن أموت من أجله، إن نفسي ليست ثمينة عندي، حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي قبلتها من الرب يسوع نفسي ليست ثمينة عندي، هؤلاء هم الذين وضعوا رؤوسهم علي كف أيديهم، من أجل الحق الذي خدموه ولول أنهم يؤمنون بالله ويؤمنون بالحياة الأخرى، لما كانت تكون عندهم الشجاعة التي يقومون بها علي احتقار أباطيل العالم. وعلي طرح المزايا والمناصب المعروضة عليهم، وعلي احتمال الآلام والاضطهادات والضيقات التي يتوعدونهم بها. إن عيونهم كانت شاخصة وقلوبهم متطلعة إلي الله الذي يرونه بقلوبهم ويحسبونه في حياتهم وفي حياة العالم، وكما قال الرسول بولس إني عالم بمن آمنت، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلي ذلك اليوم . عالم بمن آمنت، سمح لنفسه بان يعترف بهذا الأمر، بأنه عالم، ليس هذا غرور بالعلم، وإنما نتيجة خبرته ونتيجة علاقته الوطيدة الوثيقة بيسوع المسيح، وإيمانه اليقيني بالله يسوع المسيح وبقدرته و بلاهوته وبجلاله ومجده وأنه سيد الكون وحافظه، ليس إيمانه ضعيف ولا رخيص ولا عن جهل ولا عن غباوة، أن عالم بمن آمنت وموقن، موقن وهذه أعلي درجات المعرفة أن يصل الإنسان إلي الإيقان، إلي الثقة التي ليست بعدها ثقة، أن موقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلي ذلك اليوم. |
||||
13 - 01 - 2021, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما هو الاستشهاد في المسيحية؟
الخلاصة لا يوجد في كل تاريخ البشرية شهداء مثل شهداء المسيحية في حماسهم وشجاعتهم وإيمانهم ووداعتهم وصبرهم واحتمالهم فرحهم بالاستشهاد فقد كانوا يقبلون الموت في فرح وهدوء ووداعة تذهل مضطهديهم. ولقد قبل المؤمنون بالمسيح مبادئ روحية أساسية غيرت حياتهم الشخصية ومفاهيمهم ونظرتهم للحياة كلها وجعلتهم يقبلون الاستشهاد |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الاستشهاد في المسيحية |
شهداء المسيحية ( عصر الاستشهاد ) |
فماذا كان الاستشهاد في المسيحية ؟ |
دوافع الاستشهاد في المسيحية |
دوافع الاستشهاد فى المسيحية |