21 - 09 - 2018, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هام لبداية واستمرار ونمو حياتنا الروحية
فبكوننا صرنا خليقة جديدة، إنسان الله على نحو خاص للغاية،
إذ قد صرنا من العائلة الملوكية السماوية، لأننا رعية مع القديسين وأهل بيت الله، قد صار لنا طعام وشراب روحاني خاص نازلاً لنا من فوق، لذلك فأننا نتنفس نسائم الله الحي طبيعياً بلا جهد أو عناء، لذلك حينما أكمل المسيح كلامه الذي بدأه بـ "متى صليتم" أكمل وقال قولوا: "أبانا الذي في السماوات"؛ فانظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه. (1يوحنا 3: 1) فطبيعياً حينما يدخل الإنسان بهذه الروح[لا أعود أُسميكم عبيداً، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي – يوحنا 15: 15]، يدخل بروح التبني لمخدع صلاته الخاصة أو في اجتماع الصلاة أو الصلاة اليتورچية في الكنيسة مع إخوته في الجسد الواحد عينه، أعضاء المسيح الرب من لحمة وعِظامه، فأنه ينظر نور الله المُشرق فيستنير، ويلمس مجده فينال شفاء، ويسمع فينال حياة. · فإذا تواضع [بسيط واضح وصريح – مهذب بالوصية – هادئ وقور بالتقوى – لطف المحبة – احترام وتقدير (القداسة)] شعبي الذين دُعي اسمي عليهم، وصلوا، وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية (تابوا)، فأنني اسمع من السماء، واغفر خطيتهم، وأُبرئ أرضهم. (2أخبار 7: 14) |
||||
21 - 09 - 2018, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هام لبداية واستمرار ونمو حياتنا الروحية
الصلاة في الإيمان المسيحي
الصلاة في حقيقة الإيمان المسيحي الحي، ليست عمل طقسي كفرض لإرضاء الله أو استعطافه، أو لأجل النجاة من الدينونة خوفاً من العقاب الإلهي، أو الحصول على بركات خاصة نبحث ونفتش عنها، إنما هي – كما سبق ووضحنا – حركة شوق متبادل بين طرفين، فيها نداء أبوة واستجابة بنوة، وهذا كله يتم في الأساس لا على قناعة عقل ولا تأثيرات خارجية ولا نفسية، بل على مستوى الداخل بتأثير روحي عميق من الله بالروح القدس، وتُترجم – في واقعها – للقاء أبوي في حضرة مجيدة مملوءة من النور الإلهي. · يا راعي إسرائيل اصغِ، يا قائد يوسف كالضأن، يا جالساً على الكروبيم أشرق (مزمور 80: 1) · فقال جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران، وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم. (تثنية 33: 2) |
||||
21 - 09 - 2018, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هام لبداية واستمرار ونمو حياتنا الروحية
والصلاة على هذا المستوى
ليست مجرد كلمات نرددها أو كلمات محفوظة نُلقيها أمام الله في مخادعنا أو ألفاظ رنانة ننطقها، بل هي تعبير إرادي عن شوق اللقاء مع إلهي الحي، والدخول في حالة الأبدية والاتحاد السري بشخصه القدوس، وبسبب ذلك فأنه ليس من المهم في الصلاة كثرة الكلمات وبلاغتها وطولها أو قِصرها أو جمال تعبيراتها، بل المهم أن تكون بسيطة خارجة من القلب بحرية بساطة أولاد الله، صادرة تلقائياً بتركيز دون تكرار الكلمات، وبدون ضجة أو جهد مبذول لأجل استحضار الكلمات وتركيب العِبارات، أو الاهتمام بمن سيسمعها من حولي (إذا كنت في اجتماع الصلاة)، أي ينبغي أن تكون صادرة – طبيعياً – من داخل القلب الطالب الله كشخص حي وحضور مُحيي، كأب وملك وحبيب النفس الخاص، والصلاة هنا ينبغي أن تكون – بطبيعة الحال – بفهم أي بوعي وإدراك تام وكامل، لأن: الرب من السماء أشرف على بني البشر لينظر: هل من فاهم طالب الله. (مزمور 14: 2) يقول القديس باسيليوس الكبير:الصلاة هي سؤال ما هو صالح، ويقدمها الأتقياء إلى الله. ولكننا لا نحصر هذه "الصلاة" فقط في حدود ما نذكره بالكلمات.. فلا ينبغي أن نُعبِّر عن صلاتنا بواسطة مقاطع الكلام فقط، بل ينبغي أن يُعبّر عنها بالموقف الأخلاقي والروحي لأنفسنا، وبالأعمال الفاضلة التي تمتد خلال حياتنا كلها.. هذه هي الطريقة التي تصلى بها بلا انقطاع – ليس بأن تقدم الصلاة بالكلام – بل بأن توحد نفسك بالله خلال كل مسيرتك في الحياة، حتى تصير حياتك صلاة واحدة متواصلة وبلا توقف[1]. |
||||
21 - 09 - 2018, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هام لبداية واستمرار ونمو حياتنا الروحية
والصلاة بهذا الحال ليست مجرد كلام،
بل تحتاج لتوبة أولاً يُصاحبها الإيمان ومن ثمَّ حياة التقوى، وأيضاً تحتاج – لكي تقوى ويكون لها فاعلية كاملة تامة – لقلب مشتعل برغبة أن يمتلئ بالحضور الإلهي، ويظل يتشرب منه إلى أن ينعكس عليه في واقع حياته المُعاشه، فيصير هو نفسه نور للعالم وملح الأرض، بل ويستمر ينهل من الحضرة الإلهية ولا يشبع منها أبداً، لأن من منا على مستوى الجسد يشرب مشروباً حلواً ولا يشتهي أن يستمر يشرب منه ولا يتوقف أبداً، لأنه بطبيعة الحال يعطش إليه دائماً، ويُريد ان يكرر شربه على الدوام. · وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلاً كالأمم، فأنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم؛ خذوا معكم كلاماً وارجعوا إلى الرب، قولوا له أرفع (انزع) كل إثم واقبل حسناً (أقبلنا بفائق رحمتك) فنقدم عجول شفاهنا (نقدم شكر وحمد كذبيحة). · الساكن في ستر (قدس أقداس) العلي، في ضل القدير يبيت (تعبير عن الحضرة الإلهية). أقول للرب ملجأي وحصني إلهي فاتكل عليه (أَنْتَ مَلْجَأي وَحِصْنِي، إِلَهِي الَّذِي بِهِ وَثِقْتُ). لأنه يُنجيك من فخ الصياد ومن الوباء الخطر. بخوافيه (بِرِيشِهِ النَّاعِمِ) يظللك وتحت أجنحته تحتمي، تُرسٌ ومجن حقه (فَتَكُونُ لَكَ وُعُودُهُ الأَمِينَةُ تُرْساً وَمِتْرَاساً). لا تخشى من خوف (هول) الليل ولا من سهم يطير في النهار. ولا من وباء يسلك في الدجى، ولا من هلاك يفسد في الظهيرة. يسقط عن جانبك ألف وربوات عن يمينك، إليك لا يقرب (لا يمسك سوء). إنما بعينيك تنظر وترى مُجازاة الأشرار. لأنك قلت أنت يا رب ملجأي جعلت العلي مسكنك (ملاذ). (متى 6: 7؛ هوشع 14: 2؛ مزمور 92: 1 – 9) |
||||
21 - 09 - 2018, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هام لبداية واستمرار ونمو حياتنا الروحية
(5) والسؤال المطروح أمامنا الآن هو: ماذا اقول لله في صلاتي!
هذا السؤال هو موضع حيرة للكثيرين، لأن من سياق كلامنا عن الصلاة عرفنها أنها ليست مجرد كلمات محفوظة أو كلمات ذات مصطلحات لاهوتية عميقة ولا كلام يُلقى أمام الله كواجب صلاة مفروضاً علينا، لأن حينما أفرغنا معنى الصلاة من هذا الجمود القاتل لقوى النفس الروحية والمبطل لشركتها الحقيقية مع الله، الذي عشناه زمان هذا مقدراه، نشعر بفلس مروع، كمن فرغت خزائنه من الأموال والكنوز الذي يحتفظ بها، إذ أنه في النهاية اكتشف أنها ليست بذات قيمة ولن تعينه في معيشته أبداً، وكل تعبه في اكتنازها ذهب أدراج الرياح، فماذا يفعل وكيف يجمع الكنز الذي يغنيه ويضمن معيشته مستقبلاً. في الحقيقة حينما نجد أنفسنا مُفلسينفأننا ننهار ولا نجد أي شيء بين أيدينا لكي نستند عليه أو نعمله، في حين أن عندنا كنز عظيم هو الروح القدس الذي يدعم الصلاة ويقويها: وكذلك الروح أيضاً يُعين ضعفاتنا، لأننا لسنا نعلم ما نُصلي لأجله كما ينبغي، ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها. (رومية 8: 26) فنحن في الأساس نعتمد على الروح القدس في صلواتنالا على أنفسنا، وهذا ليس معناه أننا لا نُصلي عن حاجة إلى الله لكي نرى وننظر نور وجهه كما سبق وتم ذكره، لكننا نصلي في الروح القدس وليس ونحن في الجسد عائشين في إنسانيتنا العتيقة المائتة عن الله، لأن الصلاة الحقيقية هي حياة الإنسان الجديد، أي الإنسان الذي تاب وآمن ويحيا مع المسيح بإنسانه الجديد الذي يتغير ويتجدد على صورة خالقة. |
||||
21 - 09 - 2018, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هام لبداية واستمرار ونمو حياتنا الروحية
· وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح، أن كان روح الله ساكنا فيكم، ولكن أن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له؛ غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب؛ مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح، وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين؛ وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مُصلين في الروح القدس (رومية 8: 9؛ 12: 11؛ أفسس 6: 18؛ يهوذا 1: 20) وعموماً من جهة الخبرة في واقعنا المُعاشفأننا نجد أن الأشخاص الذين ليس بينهم أسرار يخفيه الواحد عن الآخر، لأنهم منفتحين على بعضهما البعض كإخوة في البيت الواحد عينه، أو مثل أعضاء الجسد الواحد، كل عضو فيه مترابط مع الآخر ويعرف ويحس به إحساساً قوياً بسبب العصب الواحد الذي يوصل كل شيء للآخر، فأنهم لا يحتاجون أبداً لمواضيع يفكرون فيها لكي يجروا حديثاً بينهما، بل هم يتكلمون عفوياً وبتلقائية شديدة في انسجام وتوافق تام، فليس هناك ما يجب عليهم إخفاؤه عن بعضهما، ولا هم يبحثون ويفتشون بجهد عن كلام يُقال لبعضهم البعض، فهم يتكلمون معاً بمسرة ولذة الأصدقاء، من فيض قلوبهم تخرج كلماتهم محبة، بدون تنميق أو محاولة التنسيق، فقط ما يجول في تفكيرهم يطرحونه كما هوَّ وببساطة شديدة بدون تكلُّف. فمبارك كل من يُحقق مثل هذا الاتصال الوثيق مع الله بلا تكلف أو تحفظ، بروح وداعة المُحبين له الحافظي عهده ووصاياه الذين يتقونه ويهابونه ويعطونه الكرامة كأب وسيد على حياتهم. أقول للرب ملجأي وحصني إلهي فأتكل عليه (مزمور 91: 2) |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|