25 - 11 - 2017, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
نظرتان الي الامور بقلم قداسة البابا شنودة 7\11\2010 ظروف الحياة كثيرة, ويتعرض لها الكل ولكن انفعال البعض بها يختلف عن انفعال البعض الآخر البعض له نظرة بيضاء مستريحة متفائلة, والبعض الآخر له نظرة سوداء حزينة متشائمة. فمن جهة المشاكل لا يوجد أحد لا تصادفه مشاكل, كل إنسان له مشاكله, ولكن البعض ينظر الي المشكلة بنظرة سوداء معقدة, كما لو كانت مشكلته بلا حل ولا مخرج ولا منفذ, كما لو كانت ألما دائما وضياعا وأنه ليس له خلاص!. أما البعض الآخر الذي له نظرة بيضاء, فإنه يري أن كل مشكلة لها حل وأن الأمر ليس خطيرا وليس مستحيلا. وأن الله لابد أن يتدخل في المشكلة ويحلها وبهذه النظرة البيضاء, يقابل المشكلة بأعصاب هادئة ويري أنها مجال لخبرة روحية سيدخل فيها هذا من جهة خبرته الشخصية, وأيضا من جهة خبرته مع الله في حل مشاكله, وهنا نري أن المشكلة واحدة ولكن تختلف النظرة إليها والانفعال بها, أي يختلف الـResponse أي نوع انفعاله بها أو تجاوبه معها فهناك أناس يسبب لهم بعض المشاكل أمراضا صعبة: مثل ضغط الدم, أو السكر, أو تعب الأعصاب, أو تعب النفسية التي قد يصل الحد بها الي انهيار عصبي, أو بسبب المشكلة يصاب بذبحة أو سكتة قلبية.. كل هذا بحسب درجة انفعاله السييء بها, وبحسب مقدار ضغطها عليه, وشعوره أنه قد انتهي ولا خلاص! أما صاحب النظرة البيضاء فيمزج المشكلة بالإيمان والرجاء, وثقته بوجود الله أثناء المشكلة, ويد الله العاملة فلا يأبه كثيرا بالمشكلة ولا تعصره, ولا يسمح لها أن تضغط عليه أنه أكبر من المشكلة, أما صاحب النظرة السوداء فالمشكلة أكبر منه ولذلك قد تقوده أحيانا الي اليأس. ننتقل الي نقطة أخري وهي نظرة الناس الي المادة والي المال والي الجسد: فهناك شخص ينظر الي المادة كأداة يخدم بها الله والناس والمجتمع كله, وهناك شخص آخر ينظر اليها كوسيلة لخدمة شهواته, المادة هي نفس المادة, ولكن نوعية النظر اليها, تحدد نوعية العلاقة بها والتصرف معها فبالنسبة إليك هل المادة تملكك أم أنت تملكها؟ المال هو نفس المال, ولكنه في يد البعض يستخدم للخير وفي يد آخرين يقودهم الي الضلال. نفس الوضع بالنسبة الي الجسد: هل تنظر إليه كأنه شر في ذاته, ومجال للعبث واللهو أم تستخدمه في تعب الجسد لأجل إراحة الآخرين. نقطة أخري وهي الفرق بين الشكر والتذمر: إنسان ينظر الي الذي معه, فيرضي ويشكر. وآخر ينظر الي الذي ينقصه, فيشكو ويتذمر, وقد يكون الاثنان في نفس الظروف ونفس الأوضاع, أما نوع النظرة فيتغير. ولو أن المتذمرين نظروا الي الذي معهم, لوجدوا أنهم في خير, وقد أعطاهم الرب الكثير, ولكنهم لا يكتفون إطلاقا بل باستمرار ينظرون الي مستوي أعلي وأبعد فيشعرون بنقصهم! حقا إنه بنوع نظرة الإنسان الي الحياة, يسعد نفسه أو يشقيها, فليست الظروف الخارجية هي التي تتعبك, إنما يتعبك أسلوبك في التفكير ونوع نظرتك الي الحياة. نقطة أخري وهي النظرة الي أعمال الآخرين: فإنسان ينظر الي الخير الذي فيهم فيمدحهم بل ويحبهم, وشخص آخر لا ينظر إلا ما فيهم من النقائص والعيوب, وهكذا تكون له نظرة نقادة, لا يري إلا الشيء الأسود فهو متخصص في رؤية العيوب ما أسهل عليه أن يجد في أي شخص عيبا ينتقده! إن تخصصه هو أن ينتقد ويعارض ويتكلم بالسوء علي كل أحد ولا يعجبه أي تصرف, سواء بالنسبة الي شخص معين, أو الي مجموعة معينة من الناس. أما صاحب النظرة البيضاء, فإنه يري في كثيرين شيئا يحب, وشيئا يمتدح لذلك يا أخي القاريء درب نفسك علي هذه النظرة البيضاء لا تفكر في عيوب الناس إنما فكر في فضائلهم وما فيهم من محاسن. إن الذي لا ينظر إلا الي العيوب, قد تجده ساخطا علي المجتمع كله, لا يعجبه شيء قد يقف لينادي بالإصلاح يبحث عن شيء يهاجمه وإن لم يجد, يخترع شيئا يهاجمه وبعض أصحاب هذه النظرة السوداء وعدم الثقة بالمجتمع قد يتحول بعضهم من الهجوم الي الانعزال, فينطوون علي ذواتهم إذ لا يجدون أحدا يعجبهم ولا شيئا يرضيهم فهم ساخطون علي كل شيء وبعض هؤلاء قد يصابون بالكآبةDepression فباستمرار يمكنهم الحزن وبعضهم قد يصابوا بالعصبية فتجده غضوبا باستمرار, حاد الطبع عالي الصوت دائما يحتد وربما بلا سبب, وفي غضبه يثور ويتكلم بما لا يليق إنه لا يري سوي سواد يثيره. حتي في العلاقة مع الله: صاحب النظرة البيضاء يري أن الله محب ورحيم, ويعطف عليه ويحل مشاكله, أما صاحب النظرة السوداء فيتصور أن الله لا يهتم به, وأن الله قد أهمله ولا يستجيب لصلواته, بل يصل به الأمر إنه يشعر فقط أن كل الناس ضده, بل إن الله أيضا ضده, وقد يصل به الأمر أنه يجدف علي الله, والماركسيون كانوا يقولون: إن الله في برج عال لا ينظر الي متاعب الناس. إن الشيطان قد يهمس في أذن الإنسان المتضايق أو صاحب النظرة السوداء, ويقول له لماذا يعاملك الله هكذا؟! لماذا تثقل يده عليك؟!. إن صاحب النظرة السوداء يري أن كل نهار بعده ليل مظلم, أما صاحب النظرة البيضاء فيري أن كل ليل مظلم يعقبه نهار مضيء. النظرة السوداء تتعب من كل خطأ موجود, أما النظرة البيضاء فتقول: إن كل خطأ يمكن تصحيحه. |
||||
25 - 11 - 2017, 02:48 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ( روميه ٨: ٢٨) الخادم الشاطر هو الذى يستغل فرصه تأجيل بعض الانشطة الصيفيه بسبب ظروف طارئة ويحول الوقت الى صوره اخرى من الخدمه الفردية لكل مخدوم او مجموعات محدوده من المخدومين فى درس كتاب ... او تسليم الحان ... وتأملات وتسبحة او قراءة ثقافية مفيده او صلاة هادئة ... الخ او تشجيع الترابط الاسرى والتواجد معا فى المنزل او مع الاصدقاء والمعارف الصيف ليس له شكل واحد للاستفاده منه المهم قيمه الوقت تتضح امامك وتحاول الاستفادة منها فأجتهد واعمل واجعل لك وقتا مثمرا فوزنه الوقت هديه وفرصة لا تفوتها البابا تواضروس الثانى |
||||
25 - 11 - 2017, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
كـــوكب البريــــــــة الأنبـــا أنطونيــــــــــــــــوس " مؤســس الرهبــنـة فى مصر والعـــــــالم " تذكـــار نياحتــــــــه : 22 طـــــــــــــــوبة بركـــة صلواتـــــــه ، وشفاعتـــــــه تكون معنا آمين المـــراجــــع : + كوكب البرية ... ........... ( القمص كيرلس الأنطونى ) + رسائل القديس أنطونيوس .. ( اصدار دير القديس أنبا مقار ) + حياة القديس انطونيوس ....... ( رسائل القديس أثناسيوس ) + قصــــة الكنيسة القبطية ......... ( ايريس حبيب المصرى ) + الأنبا أنطونـيـــوس ، حتمية روحيــة وكنسية ....... ( د . راغب عبد النور ) + الرهبنـــــــــة ............................ ( للقس يوسف أسعد ) + تاريخ الرهبنة الديرية فى مصر .. ، وآثارهما الأنسانية على العالم ، ... ( د . رءوف حبيب : مدير المتحف القبطى سابقا ) + شخصية القديس أثناسيوس الرسولى والجو الكنسى ، ......... ........ .......... ....( القمص تادرس يعقوب ملطى ) . + عصر البابا أثناسيوس الرسولى .... ، ( اعداد أمير نصر ) مقدمة يمثل تاريخ المسيحية حقبة هامة من حلقات التاريخ القومى المجيد لمصر ، إلا أن عناية قدامى الكتاب والمؤرخين وحتى الحديثين منهم كانت هزيلة ، والأقباط أنفسهم قصروا فى تدوين تاريخهم ، فكان لهذا التهاون المعيب أثره الضار بفقدان العديد من جلائل الأعمال التى امتاز بها تاريخ مصر القبطى . وعندما شرع الغرب فى دراسة التاريخ المصرى القديم ، وقد بهرتهم آثار الفراعنة وحضارتهم العظيمة التى خلبت عقولهم ، فكان اهتمامهم بها بالغا حتى حجب بريقها عن أبصارهم الحضارات الأخرى التى ترعرعت على ضفاف وادى النيل مثل مظاهر الحضارة القبطية ... ومن أروع مظاهر الحضارة القبطية مثلا : تاريخ الرهبنة المصرية ! وأديرتها وزعمائها وآباء الكنيسة المصرية وكل ما يتعلق بهذا التراث الهائل الخالد ، والذى يجب أن يأخذ حقه من العناية والبحث الدقيق . ينبغى أن نلفت أنظار الجميع بأن دراسة تاريخ العصر القبطى لا يعتبر مسألة طائفية بحتة ، بل هى دراسة قومية بكل معانيها ، وعلى الأخص فيما يتعلق بموضوع " إحياء تراثنا القومى " فى شتى مراحله ، ومما لا ريب فيه أن أعمال الرهبنة المصرية وزعمائها وتعاليم الآباء المصريين فى هذا المضمار من تاريخنا القومى هى من أعظم المخلفات التى جادت بها القرائح المصرية على العالم المتمدين أجمع . كان للرهبنة المصرية دور بالغ الأهمية فى التأثير على المجتمع المصرى ، فى مجالات استراتيجية تهم الوطن المصرى ككل : + كان لزعماء الرهبنة وآباء الكنيسة دور كبير فى مناهضة الأستعمار وتحملوا أبشع صنوف العذاب والتنكيل بهم برباطة جأش ، كان للرهبنة دور كبير فى إيقاظ الروح القومية بين جموع الشعب ومناهضة الأستعمار البغيض ، كان لآباء الكنيسة نظرة ثاقبة حتى فى الأمور السياسية التى يغفل عنها القادة السياسيون ، ومازال هذا الدور قائما فى عهد قداسة الباب شنودة الثالث . + كان للرهبنة القبطية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية دورها الحاسم فى اقتلاع جذور الوثنية من مصر ! التى استمر تاريخها لقرون طويلة سبقت دخول المسيحية إلى أرض مصر . + كان للرهبنة القبطية دورها الأجتماعى والروحى فى اقتلاع الخرافات وأعمال السحر من عقول أبناء الوطن ، كانت الأديرة بمثابة المنائر المضيئة فى وسط جو عام يموج بالغموض والظلام ، كما قدمت الأديرة كل ما يحتاجه المواطن المصرى من علاج وطعام ، كانت الأديرة هى الملاذ الآمن لكل نفس تبحث عمن يهدىء من روعها ... + لا ننسى دور المكتبات ( بالأديرة)التى امتلأت بكتب وكتابات آباء الكنيسة ، فى شتى المجالات الدينية والروحية والفلسفية والعلمية ، .... والتى كان لها دور كبير كمرجع خاصة بعد احتراق مكتبة الأسكندرية فى القرن السادس الميلادى . + الثابت أن تلك الحقبة من التاريخ القومى متشعبة الأبواب ، متعددة الفروع والأدوار ، حافلة بكثير من عجائب الأخبار ونوادر المثل العليا وبدائع الكنوز العلمية والأدبية ، وتحتاج فى بحثها واستجلاء غموضها إلى جماعة وفيرة من الدارسين والباحثين والمؤرخين ، على أن يتضافروا جميعهم تحدوهم الغيرة والأخلاص والحماس ليظهروا تلك الحقبة فى الصور المشرفة الناصعة اللائقة بعظمتها ومجدها . وقد يكون من بواعث نجاح تلك الدراسة وأبحاثها أن يتفرغ كل فريق من الباحثين والكتاب إلى فرع خاص منها فمنهم من يتولى اتمام دراسة تاريخ زعماء الرهبنة باستفاضة ، وعلى سبيل المثال : كالأنبا بولا ، والقديس أنطونيوس ، والأنبا شنودة رئيس المتوحدين ، والقديس باخوميوس ، والقديس مكاريوس الكبير ، ..... الخ ، على أن تصدر هذه الأبحاث فى سلسلة.كتب ومراجع مترابطة يسهل على أبناء الكنيسة دراستها بسهولة ويسر . + + + تمهيــــــد : من هو الراهب المسيحى ؟ هو انسان يثقل قلبه بمحبة المسيح .. فيغوص فى أعماقه الجوانية ، ويكتشف داخله عريسه وعرسه ويجد لقاءه مع محبوبه مستحيل وسط الناس وصخب المسئوليات المتلاحقة فيختار البعد عن الكل ليرتبط بضابط الكل . لذا يختار السكنى فى الهدوء .. فى الجبال والصحارى والمغاير ، من هنا نجده فى الموضع الجديد ، يعطى أسم جديد ، وثياب جديدة ، فى بكر يوم جديد ، وبعد رقوده أمام باب هيكل الله يقوم آخذا بركة وأذن الجماعة التى يسكن بينها ... ليجد نفسه فى مواجهة باب الهيكل .... فمع أنه محب للاله إلا أنه يرتعد ويرهب الوقوف قدامه ... فيخرج بعد تناول القربان فى الصباح يحمل رهبة لله كل أيام حياته . لذا يسمونه راهب لأنه يرهب الله : فى نومه ويقظته ، فى مشيه ورقوده ، فى صمته وحديثه ، فى خموله ونشاطه ، فى أكله وصومه ، فى ضعفه وفى نصرته وما هى الرهبنـــة فى المسيحية هى ليست رتبة فوق الأيمان المسيحى ... إنما هى تطبيق للأيمان المسيحى ، وسلوك نحو الملكوت الأبدى ، وهى بذلك عشرة مع يسوع ، فتصبح ملامحها خاشعة لسمات العشرة الصادقة ليسوع . الراهب يعيش الأعتزال ، وينكر الأنعزال ، ويقدس الجمال فالرهبنة فى الراهب محب المسيح تضيف إلى روحه المجاهدة جمال وتعطى لجسده الممات جمال وتكسو مسكنه البسيط بالجمال ... القديس انطونيوس مقدمة من واجبنا أن نتساءل عن الثمار التى جناها الفكر الإنسانى من حياة الصحراء ، وهذه الثمار تبدو لأول وهلة قليلة إذا قيست بالعدد غير المحصى من الذين عاشوا فى البرارى القاحلة ، ومما يزيد فى ندرتها الظاهرية أن فطاحل المسيحية أمثال أثناسيوس الرسولى وباسيليوس وذهبى الفم لم يقضوا بها إلا فترة من الزمن ثم تركوا سكينتها وعاشوا فى صخب هذا العالم . غير أن من يدقق النظر فى حياة النساك يجد أن الثمار التى جنتها الأنسانية من حياة الصحراء لا تقع تحت حصر . لأن أولئك النساك وإن لم يقدموا لنا كتبا مستفيضة تضارع ما كتبه فلاسفة المسيحية إلا أنهم قدموا لنا حياتهم مثلا حيا لإيمان راسخ وعقيدة ثابتة ويكفى للتدليل على صحة هذه الحقيقة التاريخية أن أحد هؤلاء النساك كان يملك نسخة واحدة من الكتاب المقدس ؛ فباعها ليوزع ثمنها على الفقراء ، ولما سئل عما فعل قال : " لقد نفذت الأمر الإلهى القائل ( بع كل ما لك وأعطه للفقراء ) " ... ولو أن العالم سار على منوالهم وأبدل القول بالعمل لتحول بين عشية أو ضحاها إلى جنة النعيم من جديد ، وهذه الحقيقة دليل ساطع على أن الذين اعتزلوا العالم وسكنوا الصحارى قد بلغ السلام أعماق نفوسهم فتذوقوا متعة الخلوة مع الله – وبالتالى كانت حياتهم المثل الفعلى لهذا السلام الذى ينبع من الداخل . وهذه الصفة هى التى حببت الجماهير فيهم فتقاطروا عليهم ، ولم تلبث الصحارى أن تحولت إلى جنات من الخير والبركات تقدست بأنفاس لباس الصليب ، وهكذا وجد الأنبا أنطونى أبو الرهبان نفسه محاطا بجمع غفير قطع عليه الخلوة التى كان ينشدها . وأن البار الأنبا بولا – مع أنه يعد أول النساك – إلا أن الذى أنار السبيل أمام البشرية لحياة النسك فى عزلة الصحراء هو العظيم الأنبا أنطونى . تمتاز كنيستنا القبطية الأرثوذكسية عن بقية كنائس العالم بالآتى : (1)الفلاسفة العالميين الذين عملوا على دفع كل فرية توجه صوب عبادتهم المقدسة دفعا علميا قويا لا يوجد معه أى ثغرة للخصم يستند عليها . (2)شهدائها الأبطال : الذين استعذبوا الموت حبا فى فاديهم ومخلصهم رب المجد يسوع ، عالمين أن : " الآم الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا " رو 8 : 18 (3)نشأة " الدعوة الرهبانية " فيها ، فما أن بزغ فجر القرن الرابع الميلادى حتى لمع فى سماء البرية ذلك الكوكب الوضاء : " الأنبا أنطونيوس " الذى اعتزل العالم مؤثرا الوحدة والأنفراد عاكفا على تقديم العبادة خالصة لله ، مجاهدا ضد العالم والجسد والشيطان ، وبقدر تجاربه وآلامه خرج منتصرا وظافرا ! لقد رأينا حياة النصرة الحقيقية من خلال جهاده الروحى .. رأينا أساليب محاربة العدو وحيله .. لهذا نجد أن كل الكنائس شرقا وغربا تتخذ من القديس أنطونيوس أبا ومعلما ومرشدا .. يقول القديس أثناسيوس : " إننى أعد مجرد التذكر بأنطنيوس من جليل المنافع لنفسى ! . والوقوف على صفات أنطونيوس لمن اكمل السبل التى ترشد إلى الفضيلة " . كم كان تأثير حياة القديس أنطونيوس عظيما فى النفوس ! لقد وصل القليل منها لمسامع القديس أغسطينوس فكان كافيا لأنتشاله من سقطته وانتقاله من حياة الشر إلى حظيرة المسيح القدوس ! قال القديس ايرونيموس : " انه لما ذهب أثناسيوس الرسول إلى رومية أخذ معه موجز سيرة القديس أنطونيوس الذى كان قد ألفه ، وأن أناسا كثيرين بعد أن قرأوا الخبر هجروا العالم وترهبنوا " . حيـــــــاة كـــوكب البريـــــــــة النشأة الصالحـــــة : ولد الأنبا أنطونيوس حوالى عام 251 م ، فى بلدة تسمى قمن العروس ( إحدى قرى بنى سويف ) .. من أبوين تقيين مسيحيين فى عهد داريوس الملك ، وقد اعتنيا والداه كل الأعتناء بتربيته وتهذيبه ، حسبما تقتضى الوصايا الألهية واضعين نصب أعينهما قول الحكيم : " رب الولد فى طريقه فمتى شاخ أيضا لا يحيد عنه ، أبو الصديق يبتهج ابتهاجا ومن ولد حكيما يسر به " ( أم 23 : 24 ) . حقا ، ما أحلى التربية وقت الصغر ، وما أعظم التهذيب فى الحداثة ، إن البيت هو المدرسة الأولى التى يتلقن فيها الطفل ما يكفى لصقل شخصيته واظهارها إما فى صورة ملك جليل ، أو فى هيئة شيطان رذيل !! .. ما الطفل .. إلا وديعة طاهرة نتسلمها من الرب فإذا بواجبات تفرض على أبويه إزائه .. هو عجينة لينة تصاغ كيفما نريد .. منها نصنع تمثالا عجيبا جميلا .. ومنها نصنع شكلا مخيفا قبيحا .. ، فاذا فلتت الفرصة من والديه فعليهم أن يقدموا حساب وكالتهم .. ! . من أمثلة العهد القديم أم موسى النبى ، التى سقت أبنها فى سنى حياته الأولى لبن الأيمان مع لبن ثدييها ، وهذبته حسب مخافة اللــــه ، ومع أنه لم يبق مع أمه سوى سنى الطفولة الا أن أربعين سنة كاملة سلخها فى قصر فرعون لم تكن لتغير من خلقه أو تحولـه ولو قيد أنملة عما تشبع به وقت الصغر !! .. وليس أدل على ذلك من أنه لما كبر " أبى أن يدعى أبن أبنة فرعون مفضلا بالحرى أن يذل مع شعب الله من أن يكون له تمتع وقتى بالخطية " ... وما الخطية هذه فى نظر موسى النبى ؛ هى شعوره بتميزه فى معيشته عن بقية أخوته العبرانيين ... الذين نظر إليهم فى أثقالهم وذلهم على يد المصريين .. ثم نراه يدافع عن العبرانى الذى من جنسه ويقتل المصرى ويطمره فى التراب . عرف بولس الرسول قيمة التربية والتهذيب فى الصغر فقال يمتدح تلميذه تيموثاوس : " إنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالأيمان الذى فى المسيح يسوع " ( 2 تى 3 : 15 ) . وكم يدرك الآباء والأمهات عاقبة الأهمال وسوء التربية فى وقت الصغر عندما يعرضون لحياة عالى الكاهن الذى قضى لأسرائيل أربعين سنة ( 1 صم 4 : 18 ) .. لقد أهمل تربية ولديه حفنى وفنحاس اللذين سارا على حسب أهوائهما وعبثا ببيت الله ، واذ أراد عالى ردعهما فى وقت الكبر لم يستطع الى ذلك سبيلا وعندئذ جاءه رجل الله وقال له : " هكذا يقول الرب لما تدوسون ذبيحتى وتقدمتى التى أمرت بها فى المسكن وتكرم بنيك على لكى تسمنوا أنفسكم بأوائل كل تقدمات إسرائيل شعبى ، لذلك يقول الرب إله إسرائيل إنى قلت إن بيتك وبيت أبيك يسيرون أمامى إلى الأبد والآن يقول الرب حاشا لى ، فإنى اكرم الذين يكرموننى والذين يحتقروننى يصغرون هوذا تأتى أيام اقطع فيها ذراعك وذراع بيت أبيك حتى لا يكون شيخ فى بيتك وترى ضيق المسكن فى كل ما يحسن به الى اسرائيل ......... وهذه لك علامة تأتى على ابنيك حفنى وفنحاس فى يوم واحد يموتان كلاهما وأقيم لنفسى كاهنا أمينا يعمل حسب ما بقلبى ونفسى وابنى له بيتا أمينا فيسير أمام مسيحى كل الأيام ويكون ان كل من يبقى فى بيتك يأتى ليسجد له لأجل قطعة فضة ورغيف خبز ! . " ( 1 صم 2 : 27 – 36 ) . ++ كبر أنطونيوس قليلا وما كاد يتم دور الطفولة حتى كان قد تعود على الذهاب الى بيت الله للصلاة فى كل أوقات العبادة ، دخل الكنيسة فطبعت محبتها فى قلبه وقال حقا : " ان الوقوف على عتبة بيتك خير من الجلوس فى خيام الأشرار " ( مز 84 : 10 ) . سمع كلام الحياة فقال ما أحلاه .. نظر إلى الصبية أترابه ورأى طريقهم المعوج فابتعد عنهم مؤثرا العزلة عالما أن : " المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة " ( 1 كو 15 : 33 ) . وقد وهبه الله حكمة وفهما عظيمين حتى أنه كان يحفظ كلام الله بمجرد سماعه ! . يقول عنه القديس أوغسطينوس : " إن انطونيوس الراهب المصرى الذى كان رجلا قديسا قد تعلم عن ظهر القلب كل الكتب المقدسة لمجرد سماعه الآخرين يقرأون وقد فهم كنة معانيها بالتأمل والأفتكار فيها مليا " . وهكذا كان أنطونيوس : " ينمـــــو فى النعمـــــــــة وفى معــــــرفــة ربــنـــــــا ومخلصنـــــــا يســـــوع المسيــــح " ( 2 بط 3 : 18 ) . قســـــــوة الحـــيـــــــــاة ! ! : " إن فرح العالم ليس فيه شىء يعتبر راهنا ثابتا ولكنه زائل جميعه ، وهو يشبه النهر الذى يجرى عند انسكاب الأمطار على الأودية فيظن من يراه أنه ثابت يدوم وهو بالحقيقة نهر مستعارة مياهه وتنتهى بغتة مع أنتهاء المطر ! . "( يوحنا ذهبى الفم ) . ما أن وصل الفتى أنطونيوس إلى الثامنة عشر من عمره حتى تعرض لتجربة وفاة والده ! وهنا كانت الصدمة ! بل هنا كانت التجربة ... انه يافع صغير وله أخت أصغر منه ، .. ولم يعتد مثل هذه الآلام ، كما أنه لا يقوى على تحمل أعباء العائلات بعد ، فماذا يفعل أنطونيوس ؟ .. لم تزده التجربة إلا إيمانا وثباتا ورسوخا ولم يكد يفيق من تجربة رحيل والده حتى انتقلت والدته أيضا ، فحرم من الأثنين .. وعندئذ ازدوجت التجربة ! نظر فإذا به وحيدا ليس له فى البيت سوى أختا صغيرة ... حرم من والده ؛ فحرم من التربية الأسرية والنصائح والأرشادات ، ووجد هذه الجوانب فى عطف والدته ومحبتها ورعايتها له ولأخته ، ثم شاءت الأقدار أن يحرم من والدته أيضا .. فأصبحا وحيدين ، إلا أن احساسهم بأبوهم السماوى لم يفتر ... وكذلك عوضتهم الكنيسة وارتباطهما بها عن حنان الأم وعطفها .. بل زادت عن الأم الجسدية بالبركات الروحية ، وكأنى بأنطونيوس وأخته يناجيان أباهما السماوى " إننا نعلم أن اسمك برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع " ( أم 18 : 10 ) . إن القديس أنطونيوس فى صدمته هذه يرينا كيف يجب على المؤمن الحقيقى أن يقبل التجربة بشكر دون أن تفل من عزمه أو أن تؤثر فى إيمانه إذ : " كثيرة هى بلايا الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب " ( مز 34 : 19 ) . ..... "... لأننى حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى " ( 2 كو 12 : 9 ، 10 ) . فى صفحات التاريخ نجد أن أعظم الرجال قد اجتازوا بين الضيق والألم فايديسون مخترع الكهرباء باع الجرائد والمجلات فى الشوارع والطرقات !! وملتون الشاعر العظيم كتب أبلغ قصائده بعد أن فقد بصره ! وبيتهوفن وضع أعظم مقطوعة موسيقية وهو أصم !! ومن شخصيات الكتاب المقدس : أبونا يعقوب .. رأى باب السماء عندما كان هاربا وبلا مأوى من وجه أخيه عيسو .... وتحمل مشقة العمل مع خاله لابان لمدة أربعة عشر عاما من أجل راحيل المحبوبة . ويوسف الصديق ... قبل أن يكون الرجل الثانى فى بلاط فرعون ... الذى أدار منطقة الشرق الأوسط فى سنوات القحط والجوع ... واجه اكثر من تجربة .... من تجربة إلقاءه فى بئر مهجور بيد أخوته ، إلى بيعه للأسماعيليين كعبد ... إلى رميه فى السجن بسبب ظلم زوجة فوطيفار له ... لقد غرس الله بذور الدموع فى الأرض ليخصب بها مادة حياتنا ، إنه يحق بنا أن نشبه الألم واللوعة والحرمان والأضطهاد بجواهر ثمينة مختلفة يزدان بها تاج حياتنا ... إن التجربة هى للأنسان كالبوتقة للذهب تمحصه وتنقيه وتقوى الرابطة بينه وبين إلهه ، وحينئذ يناديه الرب من وسط التجربة قائلا : " لا تخف لأنى افتديتك ، دعوتك بإسمك أنت لى ، إذا اجتزت فى المياة فأنا معك ، وفى الأنهار فلا تغمرك ، إذا مشيت فى النار فلا تلدغ واللهيب لا يحرقك لأنى أنا الرب إلهك قدوس اسرائيل مخلصك " ( أش 43 : 1 – 3 ) . ويسوع الذى تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين فى تجاربهم وكما أن الزيتون لا يخرج زيته اللذيذ الطعم الذكى النكهة إلا بعد عصره ، هكذا المؤمن لن يصل إلى الكمال إلا بعد أن يعصر تحت الآلام ... هذه هى فوائد الألم ، والمسيحيون الذين جازوا فى التجارب وخرجوا منها بروح شكر ، يشهدون لهذه النتائج المباركة يقولون لنا إنهم لا يمكن أن يؤمنوا إلا بعد التذلل ، والآلام لها الفضل فى تحريرهم من خداع العالم وفك طلاسمه عن قلوبهم ، لها وحدها الفضل فى تجديد الأمور الروحية إلى نفوسهم ، وبطبيعة الحال مثل هذه الأختبارات لا يمكن أن تكون نتيجة غضب الله بل محبته ، ومهما يكن من حدة اللهجة التى يخاطبنا بها الله فإن صوته صوت أب ووراءه قلب أب ، وكل القصد منه أن يدفعنا للأحتماء به والألتجاء إلى شخصه ، والله الذى يعد الدودة وهو يستعمل كليهما فى بناء الأيمان فى القلب البشرى . + + + نظر الفتى أنطونيوس إلى الحياة ومباهجها بعد فقد والديه فإذا بها سراب وخيال ... ولم ينفع الغنى والثروة التى يمتلكها والده فى أن تمنع الموت ، أو تعطى السعادة للأنسان ... ونظر وتأمل فى كل شىء حولـه فلم يرى من الحياة سوى : " شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة والعالم يمضى وشهوته " ...... برغم أن والده ترك له ثروة كبيرة إلا أنه : + كان ذا قلب مفتوح ، ذو بصيرة روحية ، حتى أنه لما شهد جثمان أبوه ، ناداه " أنت خرجت من العالم مرغما ، أما أنا فسأخرج منه بارادتى ! " . أنطونيوس والمال : " ما أعسر دخول ذوى الأموال المتكلين على أموالهم إلى ملكوت الله ! " ( مر 10 : 24 ) " لأنه لا يمكن للأنسان أن يخدم سيدين الله والمال !! . " ( مت 6 : 25 ) . انتقل والدا أنطونيوس وتركا لـه ثروة طائلة إذ كانا من أغنياء عصرهما ، ترى هل ينمى هذه الثروة وهو يدرك " أن المال أصل لكل الشرور الذى اذا ابتغاه قوم ضلوا عن الأيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة ؟ ! " ( 1 تى 6 : 10 ) ... كم كان يخشى الفتى أنطونيوس أن تكون هذه الأموال سببا لفقد حياته الروحية الهادئة والنامية ... هل احتفاظه بالمال يتفق مع رغبته فى الوحدة والأنفراد والعبادة ؟ أليس الأحتفاظ بالمال دليل على أنه مازال ينظر إلى الحياة وملذاتها ومباهجها ! كان اتجاهه للوحدة والعبادة أقوى من كل إغراء ... ان أشد ما كان يقلقه هو مصير ومستقبل أخته فى هذه الفترة من حياته ... ولكنها هى الأخرى توافقه على رغبته وتود أن تنذر نفسها للرب ! ... بقى بعد ذلك كيفية التصرف فى ماله ، لقد كان يدرك تماما قول السيد المسيح : " .... لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون ، بل اكنزوا لكم كنوزا فى السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ويسرقون لأنه حيث يكون كنزك يكون قلبك أيضا " ( مت 6 : 19 – 21 ) . ..... وأيضا وضع أمام عينيه قول السيد المسيح له المجد : " .... لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون ... لكن أطلبوا أولا ملكوت الله وبره ، وهذه كلها تزاد لكم " ( مت 6 : 25 – 33 ) . .... كان متأثرا بتلك الروح الواحدة أيام الرسل عندما كان الناس يبيعون حقولهم وبيوتهم ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أقدام الرسل ، فكان يوزع على كل واحد كما يكون له إحتياج ، تلك التعليمات الثمينة التى لمخلصنا الصالح .... وأعمال الرسل ... وتعاون المسيحيين الأوائل فى أمورهم المادية .. كانت نصب عينى الشاب أنطونيوس . اضافة لذلك قول السيد المسيح : " ماذا ينتفع الأنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ، أو ماذا يعطى الأنسان فداء عن نفسه ؟ ! " ( مت 16 : 26 ) . كم كان المال سببا فى هلاك كثيرين وفقدهم لحياتهم الأبدية ! يفقد الأنسان أقرب الناس لـه بسبب الطمع ومحبة المال ... خاصة ما يتعلق بالأعمال التجارية أو بالميراث ... ، وفى العهد القديم نجد أمثلة كثيرة لهلاك أناس أحبوا المال ... مثل : عخان بن كرمى .... الذى أخذ لنفسه رداء شنعاريا نفيسا ومئتى شاقل فضة ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلا ، وطمرها فى خيمته ...... ، والنيجة لم يتمكن بنو اسرائيل من الثبوت أمام أعدائهم " ( يش 7 : 11 ، 12 ) . وكانت نهايته أن رجمه جميع الأسرائيليين مع ماله وبنيه وبناته وبقره وحميره وغنمه وخيمته .... وأحرقوهم بالنار وأقاموا فوقه رجمة حجارة عظيمة !! وجيحزى تلميذ أليشع النبى : اذ ركض وراء نعمان السريانى مسرعا وأخذ منه وزنتى فضة فى كيسين وحلتى الثياب ثم أودعهما فى بيته دون علم سيده ...... كان حكم أليشع النبى أن يلصق به برص نعمان السريانى هو ونسله إلى الأبد ( 2 مل 5 : 25 – 27 ) . وفى العهد الجديد مثل الغنى الغبى : الذى شعر بوفرة محصوله وكثرة خيراته ، فأراد أن يبنى ويوسع من مخازنه .... ( ليس لغرض معاونة الفقراء والمحتاجين .. أو لخدمة الكنيسة ) ... إنما ليستريح ويأكل ويشرب ويلهو .... ظانا أن عمره طويل ، فسمع ذلك القضاء المحتوم : " يا غبى فى هذه الليلة تطلب نفسك منك .. فهذه التى أعددتها لمن تكون ؟ ! " . وحنانيا وسفيرة : إذ أرادا أن يوفقا بين السير حسب قانون التلاميذ الأولين وبين حبهما للمال ، باعا ملكا وأختلسا من الثمن وأتيا بجزء ووضعاه عند أرجل الرسل ، ... فكانت النتيجة موتهما عند أرجل الرسل وأمام الجميع . ( أع 5 : 1 – 12 ) . صلى الشاب أنطونيوس إلى اللـــه أن يرشده ، وفى يوم الأحد ذهب إلى الكنيسة وهو واثق بأن الله سوف يرشده إلى الطريق الصحيح .... لقد كان الأنجيل فى ذلك اليوم عن الشاب الغنى الذى ذهب إلى رب المجد مستفسرا عما يوصله إلى الحياة الأبدية ، ... قال لـه السيد المسيح : " إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال اتبعنى " أدرك انطونيوس أن ذلك الشاب أصبح ضحية للمال الذى أستهوته محبته ... ، كما سمع أيضا – عن أوجه البر التى يجب أن تصرف الأموال فيها – وأهمها قول السيد المسيح لتلميذه القديس بطرس : " كل من ترك بيوتا أو أخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجل اسمى يأخذ مائة ضعف ويرث الحياة الأبدية "( مت 19 : 29 ) . إذ اعتبر انطونيوس من هذه الرسالة جوابا من الله لطلبته وكشفا منه تعالى عن الطريق المستقيم ، خرج من البيعة وقد وطد العزم على السير حسبما سمع حرفيا حتى لا يحرم من الكنز السماوى ! ما أعظمك يا أنطونيوس فى ثقتك بإلهك ! وما أحوجنا إليك الآن لتلقى على أغنيائنا عظة صامتة ، علهم يستطيعون تحديد موقفهم بإزاء المال حاسبين – مع الرسول – كل شىء نفاية ، ليربحوا المسيح !! . ( فى 3 : 8 ) . لا يجب أن نستصعب موقف هذا القديس ، لأن محبة الله ملأت قلبه .... لننظر إلى الأرملة الفقيرة ، التى انتظرت حتى ألقى الجميع عطاياهم ... ثم تقدمت هذه المسكينة ماديا – الغنية روحيا – وألقت " فلسين " فى الخزانة ؟ هوذا الرب يكشف الستار عما فعلته ويقول : " الحق أقول لكم إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا فى الخزانة ! لأن الجميع من فضلتهم ألقوا وأما هذه فمن أعوازها ألقت ما عندها ، كل معيشتها !! " . ( مر 12 : 43 ، 44 ) . وزكا العشار حصل على الخلاص هو وأهل بيته عندما أعطى نصف أمواله للمساكين ، ورد أربعة أضعاف للذين أوشى بهم .... وربما يكون قد استدان لسداد هذا التعهد ! أجل ... إن الذى لا يقو على العطاء فى وقت الفقر لايمكن أن يعطى فى حالة الغنى ، والذى لا يقدم للـــه اليوم من ثروته الصغيرة ، يزداد بخلا وجشعا ومحبة للمال غدا إذا نمت ثروته وأصبحت كبيرة !! . |
||||
25 - 11 - 2017, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
+ قال أحد الشيوخ : أن الافراز الحقيقي لا يكون من الاتضاع ، والاتضاع هو أن نكشف لآبائنا أفكارنا وأعمالنا ، ولا نثق برأينا ، بل نستشير الشيوخ المجربين الذين نالوا نعمة الأفراز ، ونعمل بكل ما يشيرون به علينا ، فالذي يكشف أفكاره الردية لآبائه فانها تخف عنه ، وكما أن الحية اذا خرجت من موضع مظلم الي ضوء تهرب بسرعة ، كذلك الأفكار الردية اذا كشفت تبطل من أجل فضيلة الاتضاع . واذا كانت الصناعات التي نبصرها بعيوننا أولا من معلميها ، أفليست اذن جهالة وحماقة ممن يريد أن يمارس الصناعة الروحانية الغير المرئية بغير معلم ، علما بأنها أكثر خفاء من جميع الصنائع ، والغلط فيها أعظم خسارة منكل ما عداها ؟ ! . + قال مار افرام : بغير طين لا يبني البرج ، وبغير معرفة لا تقوم فضيلة . + عبر راهب براهب فقال له : ما هو تمام الحكمة ؟ فأجابه : ليس الحكيم التام هو ذاك الذي يفرح بشيء من لذات هذه الدنيا ، أو يحزن بشيء من مصائبها أو يغتم به ، وأنما الحكيم التام هو ذلك الذي لا تفرحه السراء ، ولا تحزنه الضراء بل يكون عارفا بالمبتدأ وما يؤول اليه الانتهاء . + اجتمع جماعة من الآباء عند الأنبا أنطونيوس : وتباحثوا في أي الفضائل أكمل وأقدر علي حفظ الراهب من جميع مصائد العدو . فمنهم من قال أن الصيام والسهر في الصلاة يقومان الفكر ويلطفان العقل . ويسهلان للانسان سبيل التنقرب الي الله . ومنهم من قال أنه بالمسكنة والزهد في الأمور الارضية يمكن للعقل أن يكون هادئاً صافياً خالصاً من هموم العالم فيتيسر له التقرب من الله .. وآخرون قالوا أن فضيلة الرحمة أشرف جميع الفضائل . لأن الرب يقول لأصحابها كما وعد : تعالوا الي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل كون العالم .. فمن بعد انتهائهم من المباحثة والكلام . + قال أنبا أنطونيوس : " حقا أن كل هذه الفضائل التي ذكرتموها نافعة ويحتاج اليها كل الذين يطلبون الله . ويريدون التقرب اليه الا اننا قد رأينا كثيرين يهلكون أجسادهم بكثيرة الصوم والسهر والانفراد في البراري والزهد حتي أنهم كانوا يكتفون بحاجة يوم واحد ويتصدقون بكل ما يمتلكون . ومع كل ذلك رأيناهم وقد حادوا عن المسلك القويم وسقطوا وعدموا الفضائل وصارو مرذوين . وسبب ذلك أنهم لم يستعملوا الأفراز" ( أ ) فاعلية الافراز الأفراز هو الذي يعلم الانسان كيف يسير في الطريق المستقيم الملوكي وكيف يحيد عن الطريق الوعرة . أن الافراز يعلم الانسان كيف لا يسرق من الضربة اليمينية بالامساك الجائز المقدار وكيف لا يسرق أيضاً من الضربة الشمالية بالتهاون والاسترخاء . الافقراز هو عين النفس وسراجها كما أن العين سراج الجسد . وبخصوص الافراز حذر الرب قائلا : أحذر لئلا يكون النور الذي فيك ظلاما . فبالافراز يفحص الانسان سيئاته وأقواله وأعماله وبالافراز أيضاً يفهم الانسان الأمور ويميز جيدها من رديئها وتتأكد ذلك من الكتب المقدسة : فشاول الملك لما لم يمتلك الافراز اطلم عقله فلم يفطن به كان يظن الي اهمية ما قاله الله بلسان صموئيل النبي . فأغضب الله بذلك التصرف الذي بهخ كان يظن أنه يرضي الله ونسي أن الطاعة للهخ أفضل من تقريب الذبائح . والرب يسمي الافراز ربانا ومدبرا لسفينة حياتنا . والكتاب يقول : ان الذين ليس لهم مدبر يسقطون مثل الورق من الشجر . وأيضاً يقول الكتاب : أن الانسان الذي يعمل أموره بغير مشورة ولا أفراز يشبه بمدينة غير محصنة وكل من اراد دخولها وأخذ كنوزها لا يجد مانعا له من ذلك . + حدث أن أحد الاخوة : لحقته تجربة من ديره فطردوه من هناك فمضي الي جبل أنطونيوس وسكن عنده مدة . وبعد ذلك أرسله الي ديره فلم يقبلوه وطردوه مرة أخري . فرجع إلأي الأنبا أنطونيوس وقال له : أنهم لم يرضوا ان يقبلوني يا أبي فأرسل اليهم يقول : مركب غرق في اللجة وتلفت حمولته . وبتعب كثير سلم المركب وجاء الي البر فالذي نجا أتريدون أنتم أن تغرقوه ثانية ! ؟ أما هم فحالما رأوا كتاب الأب قبلوه بفرح . ( ب ) تميز الآلام الجسدانية + قال أنبا أنطونيوس : ان للجسد ثلاث حركات : الحركة الاولي من الطبع تتحرك فيه ولكنها ليست عاملة ما لم توافقها النية والحركة الثانية تتولد من الراحة وتر فيه البدن وتنعيمه بالطعام والشراب . فيسخن الجسد ويهيج الدم ويحرك الي الفعل .. ولذلك قال الكتاب انظروا لئلا تثقل قلوبكم بالشبع والسكر . كما يقول : لا تسكروا بالخمر الذي منه الخلاعة أما الحركة الثالثة فأنها تهيج علي المجاهدين من حسد الشيطان + سئل القديس مقاريوس : ماذا يعمل الانسان المخدوع بأسباب واجبة وباعلانات شيطانية تشبه الحقيقة ؟ . الجواب : يحتاج الأنسان في هذا الأمر إلي افراز كثيرة ليميز بين الخير والشر ، ولا يسلم نفسه بسرعة ، فأن أعمال النعمة ظاهرة ، التي وأن تشكلت بها الخطية فلا تقدر علي ذلك ، لأن الشيطان يعرف كيف يتشكل بشكل ملاك نور ليخدع ، ولكن حتي ولو تشكل بأشكال بهية ، فانه لا يمكنه ان يفعل أفعالا جيدة ، ولا أن يأتي بعمل صالح اللهم الا أن يأتي بعمل صالح . اللهم ألا ان يسبب بذلك الكبرياء ، أما فعل النعمة فانما هو فرح وسلام ووداعة ، وغرام بالخيرات السمائية ، ونياح روحاني لوجه الله ، أما فعل المضاد فبخلاف ذلك كله ، فهو لا يسكن الملاذ ، ولا يهديء الآلام . فأذن من فعل الأفراز أن تعرف النور اللامع في نفسك ، هل هو من الله أو من الشيطان ، والنفس بها أفراز من احساس العقل ، به تعرف الفرق بين الصدق والكذب ، كما يميز الحنك الخمر من الخل ، وأن كانا متشابهين في اللون ، كذلك النفس من الأحساس العقلي تميز المنح الروحانية من التخيلات الشيطانية " . + قيل عن أحد الرهبان : انه كان بليغا جداً في الأفراز والتمييز وأراد السكني في القلالي فلم يجد قلاية منفردة ، وأنه خرج تائها في البرية الي ان لقيه أحد الشيوخ فقأخبره بحاله فأجابه الشيخ : " أن لي قلايتين . فاجلس في واحدة منهما الي أن يسهل المسيح لك بقلاية " فحمد أفضاله . ولما سكن في القلاية قصده قوم من الرهبان لينتفعوا منه لكونه من أهل الفضل ، وكانوا يحملونه اليه ما سهل عليهم حمله . فلما نظر الشيخ صاحب القلاية ذلك بدأ يحسده بايعاز من الشيطان وقال لتلميذه : " كم من السنين ، ونحن مقيمون في هذا المكان ، ولم يقصدنا واحد من هؤلاء الرهبان . وهذا المحتال في أيام قلائل استحال اليه الكل ، أمض اطرده من القلاية " فمضي التلميذ وقال له : " أ، المعلم يسلم عليك ويسأل عن صحتك ونجاح أحوالك واعتدال مزاجك ويسألك أن تصلي من أجله لأنه مريض ، ويقول لك : أن كان لك احتياج الي شيء أقوم بتأديته لك " فقام الراهب وسجد للتلمذ وقال له بلغه سلامي عني . وقل له : " اني بخير ببركة صلواتك وليس لي احتياج لشيء " . فرجع التلميذ الي الشيخ وقال له : أن الراهب يقبل يديك ويسألك أن تصلي من أجله وتمهله أياما قلائل حتي يجد لنفسه قلاية ، ويرتحل عن قلايتك بسلام . فصبر ثلاثة ايام وبعد ذلك أقلقه الحسد ، فقال لتلمذه : اذهب وقل به " لقد صبرت أكثر من اللازم . فأخرج من القلاية " فأخذ التلميذ بركة مما كان يوجد في القلاية ، ثم جاء الي الراهب وسجد بين يديه وقال له : " أ، المعلم يسلم عليك ويسألك أن تقبل منه هذه البركة لأجل السيد المسيح وتصلي من أجله لأنه متعب جداً . ولولا توجعه لكان اليك " فلما سمع الراهب ذلك أدمعت عيناه وقال : " كنت أشتهي أن أذهب وأبصره " فقال له التلميذ : " لا يا أبتاه ، فأنه لا يحتمل أبا مثلك يرافقني اليه ، لئلا يلحقني من ذلك شر . أبق أنت ههنا وأنا أبلغه سلامك ورسالتك " ثم ودعه وخرج وأتي الي الشيخ وقال له : يا أبتاه أن الراهب يقول لك : " لا يصعب عليك الأمر ، ولا تغضب ، في الأحد سوف أخرج من قلايتك " فما زال الشيخ يترقب سواعي الليل حتي يوم الأحد فلما لم يخرج الراتهب قام الشيخ واخذ عصا وهو مسبي العقل ، طائر الفكر ، وقال لتلميذه : " تعال معي الي هذا الراهب المحتال ، فأنه اذا لم يخرج باختياره فسوف أطرده بهذه العصا مثل الكلب " . فلما رآه التلميذ هائجا ،وقد سلب العدو فكره ، قال له : " أسألك يا أبتاه أن تستمع الي مشورتي بأن تجلس ههنا ، وأنا أسبقك اليه وأبصر ان كان عنده رهبان ، لئلا اذا أبصروك علي هذه الحال يطردونك عنه فلا تنال بغيتك ، أما اذا وجدته وحده اعلمتك لتمضي اليه وتطرده " ، فاستصوب الشيخ كلام التلمذ وجلس وهو يصر بأسنانه ومضي التلميذ الي الراهب، وسجد له كعادته وزقتال : " ان المعلم يسلم عليك ، ولما أعلمته أن جسمك ضعيف احترق قلبه ولم يستطيع صبرا ، وقد جاء ليبصرك ، ولكنه بسبب ضعفه ما أمكنه المجيء اليك " . فلما سمع الراهب ذلك الكلام خرج لوقته للقائه بلا كساء ولا قلنسوة علي رأسه ولا عصا بيسده . فسبقه التلميذ الي معلمه وقال له : " هوذا الراهب قد ترك قلايتك وها هو حاضر ليودع ويأخذ بركة صلاتك قبل ذهابه وانصرافه بسلام " . فلما سمع الشيخ هذا الكلام تذكر كلامه ومراسلاته له ، وانكشفت عنه غمامة الحسد وبقي حائرا في نفسه ماذا يعمل ، وخجل من لقائه ، ولشدة الحياء لم يقدر ان يرفع عينيه نحوه ، فأخذ يولي الأدبار ، فلما رآه التلميذ علي هذه الحال ، سجد له وقال : " يا أبتاه . التق بأخبك دون خجل فأن جميع الكلام الذي قلته لي لم يصل الي مسامعه قط " ، فلما سمع الشيخ هذا الكلام فرح جدا والتقي بالراهب بفرح وقلب نقي ،ورجع معه الي قلايته . فقال له الراهب : " أغفر لي يا أبتاه لأنه كام الواجب علي أنا أن آتي اليك ، لأنك تعبت في المجيء الي : فلما رجع الشيخ الي قلايته سجد بين يدي تلميذه وقال له : " أنك من الآن أنت الأب وأنا لا أستحق أن اكون تلميذا " لأنك بعقلك وسلامة ضميرك وحسن افرازك ، خلصت نفسي من الفضيحة . ( ج ) كيف يأتينا الافراز + قال الأنبا موسي الأسود : كل الأمور الروحية بختبرها الانسان بالافراز ويميزها ولن يأتينا الافراز ما لم تتقن أسباب مجيئه وهي : السكوت لأنه كنز الراهب ، والسكوت يولد النسك . والنسك يولد البكاء ، والبكاء يولد الخوف ، والخوف يولد الاتضاع ، والاتضاع مصدر التأمل فيما سيكون . وبعد النظر يولد المحبة . والمحبة تولد للنفس الصحة الخالية من الاسقام والامراض ، وحينئذ يعلم الانسان أنه ليس بعيدا من الله فيعد ذاته للموت . ( د ) نتيجةعدم الافراز في النسك + قال القديس أنبا أنطونيوس : ان قوما عذبوا أجسادهم في النسك ولم يجدوا الافراز . فصاروا بعيدين عن الله . + قال أنبا أوغريس : " ممدوح هو الانسان الذي يربط النسك بالفهم ، لكي تروي النفس من هذين النوعين ، وتظهر النسك بقتل الأعضاء التي علي الأرض ، اعني الزني والنجاسة والأغراض الشريرة " . + قال القديس قسيانوس الرومي : " انه كان شيخ اسمه ايرينيس ، هذا – منذ أيام قلائل – كابد سقطه يرثي لها قدام أعيننا اذ تهزأت به الشياطين ، فهبط من تلك الرفعة الي قاع الجحيم بسبب شظف الطريق الذي سلكه ، اذ سكن البراري منذ 50 سنة مستعملا التقشف والنسك ، طالبا أبداً أطراف البرية والتفرد أكثر من أحد ، فهذا – بعد الأتعاب الكثيرة تلاعب به أبليس وطرحه في ثقيلة ، وسبب به للآباء القدماء الذين في البرية ولكل الاخوة مناحة عظيمة ، ولو أنه استعمل الافراز لما لحقه ، وذلك أنه تبع فكره في الأصوام والانفراد بعيدا عن الناس لدرجة أنه حتي ولا في يوم الفصح المجيد كان يحضر مع باقي الآباء الي الكنيسة كي لا يضطره الحال الي أن يأكل مع الآباء شيئا مما يوضع علي المائدة ، مثل القطانيا او غيره ، لئلا يسقط عن الحد الذي حدده لنفسه من النسك ، فهذا ظهر له الشيطان بشبه ملاك نور فسجد له واقنعه أن يرمي نفسه في بئر عميقة ليتحقق عمليا عناية الله ، وأنه لن يلحقه ضرر لعظيم فضيلته ، ولما لم يميز بفكره من هو هذا المشير عليه بهذه المشورة لظلام عقله ، فطرح نفسه في بئر في منتصف الليل ، وبعد زمان ، عرف الاخوة امره ، وبالكد والتعب الكثير انتشلوه وهو بين الحياة والموت ، ولم يعش بعد ذلك سوي يومين ومات اليوم الثالث ، وخلف للاخوة حزنا ليس بقليل . وأما الأب بفنوتيوس ، فلما حركته محبته للبشر ، أمر بأن يقدم عنه قربان مثل المتنيحيين ، ذاكرا اتعابه الكثيرة وصبره علي شقاء البرية " . + وحدث لألبينوس الطوباوي : أنه في وقت من الأوقات مضينا الي الاسقيط وكان بيننا وبين الاسقيط 40 مرحلة ، أكلنا فيها دفعتين وشربنا ماء ثلاثة أيام وهو لم يذق فيها شيئا ، بل كان يتلو محفوظاته وما كنا نلحقه ماشيا ، وهكذا ضبطه العدو أخيراً لما اقتنع برأية وفي عروض ذلك أمسكته حمي محرقة في أمكنة الجلوس في القلاية ، فمضي الي الاسكندرية ولعل كان بسياسة الهية كما قيل : " دفع مسماراً بمسمار " لأنه أسلم ذاته باختيار لعدم الافراز فوجد فيما بعد خلاصا غير طوعي ، فصار يحضر المشاهد ( المسارح ) وطرد الخيل ، ومن كثرة أكله وغرامه بشرب النبي مال جدا لمحبة النساء ، ولما شارف الوقوع في تلك البئر ، حدث له – ولعله بسياسة الهيئة – أن مرض في أعضائه مدة ستة أشهر حتي أن تلك الاعضاء تهرأت وسقطت منها وبها ، وفيما بعد بريء ، فانتبه وذكر السيرة السمائية واعتراف بجميع ما عرض له للآباء القديسين ، ولم يفسخ له الأجل فتنيح بعد أيام قلائل . |
||||
25 - 11 - 2017, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
القمص بولس وتلميذه القس ميخائيل قبس من نور السواح القمص بولس وتلميذه القس ميخائيل " السواح " كان كل من الأب القمص بولس وتلميذه القس ميخائيل راهبين من رهبان دير المحرق في عهد رياسة القمص عبد الملاك الأسيوطي ( 1772 ـ 1808 م ). وفي هذه الفترة مرض القس ميخائيل حتى قارب الانتقال من هذه الدنيا فحزن عليه أبيه القمص بولس حزناً شديداً وطلب من السيد المسيح له المجد أن يمنّ عليه بالشفاء. فنظر الله إلى القمص بولس وشيخوخته وتراءف على القس ميخائيل وشفاه رحمة بأبيه القمص بولس حيث كان الأب القس ميخائيل يرعاه ويقضي أموره كتلميذ لمعلمه. وقد أختير القمص بولس للبطريركية خلفاً للبابا يوأنس الثامن عشر البطريرك المائة وسبعة ( 1769 ـ 1796 م ) وذلك نتيجة لترشيح الآباء الأساقفة المعاصرين له لما وجدوا فيه من روحانية وتقوى وورع. لكنه رفض ذلك مفضلاً حياة الوحدة مع المسيح عن الكرسي البطريركي، وقد أختير بدلاً منه الأنبا مرقس الثامن البطريرك المائة والثمانية ( 1796 ـ 1809 م ) صاحب المدائح الكيهكية الشهيرة. وبإرشاد الروح القدس رأى كل من الأب القمص بولس المحرقي وتلميذه القس ميخائيل المحرقي أن من الأفضل لهما أن يخرجا من الدير للسياحة، فاتجها أولاً إلى خارج الدير في مغارة تبعد مسافة ليست قليلة عن الدير، أتخذاها مأوى لهما وعاشا فيها، وكان الرب يدبر لهما معيشتهما بطريقته الخاصة. ومكثا في المغارة مدة طويلة إلى أن أنعم عليهما الرب يسوع المسيح له المجد وأمر ملاكيهما أي ملاك القمص بولس وملاك القس ميخائيل ليرشدهما إلى المكان المختار حيث عاشا هناك على أحد جبال الحبشة حيث يوجد كثير من الآباء السواح الأحباش منهم الأب عامود صهيون وهو من الآباء السواح الأحباش المشهورين وكان معاصراً لأبوينا القديسين القمص بولس والقس ميخائيل وكان طعامهم من الموز الجاف الذي يملأ هذه المنطقة ويشربون من مياة الأمطار. وقد أطلق الآباء الأحباش على الأب القمص بولس المحرقي لقب البطريرك ( حيث رشح للبطريركية ). ووفقاً لإرادة الرب وعند إقتراب انتقال القمص بولس المحرقي من العالم أراد الرب أن يدبر للقس ميخائيل المحرقي تلميذاً كما كان هو تلميذاً للقمص بولس المحرقي ففي وقت معين كان الأب القمص بولس العابد المقاري ذاهباً إلى دير السريان وذلك في النصف الأول من القرن العشرين تقريباً وبسماح من الرب ضلّ الطريق في البرية, وهناك تقابل مع القس ميخائيل المحرقي الذي أخذه بدوره إلى القمص بولس المحرقي على جبال الحبشة ليخبره بإختيار الله له ليكون ضمن الآباء السواح ويكون تلميذاً للقس ميخائيل المحرقي، فأطاع. وكان عمر أبينا القمص بولس المحرقي السائح 180 سنة وعمر أبينا القس ميخائيل المحرقي السائح 160 سنة في ذلك الوقت. |
||||
25 - 11 - 2017, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
سيرة حياة القديسة تقلا سيرَةُ حياة القدِّيسَةُ تَقلا أولى الشَّهيدات إِنَّ اسمَ القدِّيسَةِ تَقلا، تِلميذَةِ بولُسَ الرَّسولِ وابنَتِهِ الرُّوحِيَّة، شَهيرٌ جِدًّا في الكَنيسَةِ الجامِعَة. وإِكرامَها وعِبادَتَها مُنتَشِرانِ فيها، شَرقًا وَغَربًا، إِنتِشارًا عَظيمًا مِن أقدَمِ عُصورِها. فَهِيَ مِثالُ العَذارى وَقُدوَةُ جَميعِ الفَتَياتِ المسيحِيَّات. هِيَ بَطَلَةُ البُتولِيَّةِ المسيحِيَّةِ وَالشَّهامَةِ النِّسائِيَّة. هِيَ تِلكَ الصَّبِيَّةُ الشَّريفَةُ الَّتي شَغفَت بِحُبِّ المُعَلِّمِ الإِلهيِّ الَّذي بَشَّرَها بولُس بِهِ، فاحتَمَلَت لأجلِهِ مِن صُنوفِ الآلامِ ما تَهلَعُ لِمُجَرَّدِ ذِكرِهِ قُلوبُ الجَبابِرَةِ الأبطال. هِيَ تِلكَ القدِّيسَةُ الَّتي كانَت حَياتُها الطَّويلَةُ سِلسِلَةً مِنَ العَجائِبِ الباهِرَةِ ومِنَ المُعجِزاتِ الَّتي لمَ نألَفْ سَماعَها إلاَّ في سِيَرِ عُظماء القِدِّيسين. هِيَ الأولى بَينَ شهيداتِ المَسيحِ كَما أنَّ القِدِّيسَ اسطفانوس هُوَ أَوَّلُ شُهدائِهِ وحامِلةُ عَلَمِ حُبِّهِ في طَليعَةِ جَيشِ البَناتِ الأبكارِ القدِّيسات. مَنشَأُ القِدِّيسَة تقلا وُلِدَت تَقلا وعاشَت في مَدينَةِ أيقونيَة عاصِمَةُ ليكأونيَة. ومِن أشرافِ تِلكَ المَدينَةِ الوَثَنيَّةِ، وأجمَلِ بَناتِها خَلقًا، وأكرَمِهِنَّ خُلُقًا، وأنبَلِهِنَّ عاطِفة. وكانَت ذات عَقلٍ ثاقِبٍ، شَديدَةَ الرَّغبَةِ في العُلومِ والمعارِف. فانكَبَّت على الدَّرسِ، وَبَرَعَت في عِلمِ الفَلسَفَةِ الوَثَنِيَّةِ وفي حُسنِ الخَطِّ والشِّعر. وَكانَت فَصيحَةَ اللِّسانِ، يزينُ عِلمَها وفَصاحَتَها احتِشامٌ بَليغ، كَما قالَ القِدِّيسُ ماتوديوس وَقَد خُطِبَت وعُمرها 18 سَنَة لأميرٍ وَثَنيٍّ شابٍّ اسمهُ تاماريوس لا يَقُلُّ عَنها شَرَفًا وَجاهًا وَنَسَبًا. تَقلا تِلميذَةُ بولُسَ الرَّسول وَكانَت تَقلا على هَذِهِ الحالِ حينَما خَرَجَ القِدِّيسُ بولُسَ الرَّسول مِن إنطاكيَة وَوَصَلَ إلى أيقونيَة في جَولَتِهِ الأولى الرَّسوليَّة( اع 14: 1 – 6) نَحوَ السَّنَةِ الـ 45 م. فَبَشَّرَ اليَهودَ والأُمَمَ بِإِنجيلِ الرَّب. سَمِعَت تَقلا وَعظَهُ مِن نافِذَةِ بَيتِها، فَسَحَرَها جَمالُ تعاليمِهِ وعذوبَةُ نيرِ المَسيحِ الَّذي يُبَشِّرُ بِهِ، فآمَنَت بالمَسيحِ وصارَت البِنتُ البِكرُ لِبولُسَ الرَّسول وأحَبَّت البكارَةَ والبَتولِيَّةَ وزَهَدَت بالزَّواج. واعتَمَدَت وَنَذَرَت لله بتولِيَّتَها لِكَي تَتَفَرَّغَ لِعِبادَةِ سَيِّدِنا يَسوعَ المسيح على أَكمَلِ وَجه. طَرَحَت عَنها اللآلىءَ وَالزِّينَةَ الباطِلَة، وَعَكَفَت على الصَّلاةِ والتَّأمُّلِ وَالإِماتَةِ وَمُمارَسَةِ أكمَلِ الفَضائِلِ الإِنجيلِيَّةِ بإيمانٍ وَحَرارَة. وَكانَ نَعيمُها وَلَذَّةُ صِباها أَن تُصغي إلى أقوالِ ذَلِكَ الرَّسولِ النَّاريِّ الإِلهيِّ فَتَملأَ قَلبَها مِن تَعاليمِهِ وتَضرِمَ جَوارِحَها بِسعيرِ قَلبهِ ولمَا رَأَت الرَّسولَ مُرشِدَها مَسجونًا لِكَونِهِ مَسيحِيًا باعَت حالاً ما لهَا مِنَ الحُليِّ الثَّمينَةِ لِكَي تُغيثَهُ في ضيقِه. هَذا ما رَواهُ القِدِّيسُ يوحنَّا فَمِ الذَّهّب حَيث قالَ للشَّعبِ القِسطَنطينيّ في مَقالَتِهِ الخامِسَةِ والعِشرين على أعمالِ الرُّسُل: "ها إنَّ القدِّيسَةَ تَقلا في ابتِداءِ تَنَصُّرِها قَدَّمَت ما عِندَها مِنَ الجواهِرِ على وَجهِ الإِسعافِ لِبولُسَ الرَّسول وَأَنتُم القُدَماءُ في هَذِهِ الدِّيانَةِ وَالمفتَخِرينَ بالإِسمِ المسيحيِّ لا تُساعِدونَ المَسيحَ بِشَيءٍ تَتَصَدَّقونَ بِهِ على الفُقَراء". وَكانَت تَقضي زَمانَها مُنفَرِدَةً ومُناجِيَةً الله، جلَّ شَأنَهُ، ومُتَأَمِّلَةً حَقائِقَ الشَّريعةِ الإِنجيليَّة. لاحَظَت والِدَة تقلا تَبَدُّلاً في حَياةِ ابنَتها، أذ لَم تَعُد تِلكَ الفتاةَ المرحَةَ الطَّروبَ السَّاعِيَةَ وَراءَ زينَتِها الشَّغوفَةَ بالظُّهور، ولَم تَفهَم مَعنى ذلِكَ. فَسَأَلَتها: "مِن أَينَ لَكِ هَذا الإِحتِشامُ الجَديد وَكَيفَ انِفتِ ورَفضتِ التَّزيُّنِ بالحُلى خِلافًا لِجَميعِ العَذارى وأَلِفتِ الوِحدَةَ والإِنفِرادَ وَالصَّلاة؟ أجابَت تِلكَ الإِبنَةُ الحَكيمَة: "إِنِّي مُنذُ سَمِعتُ تَعليمَ الدِّيانَةِ المَسيحيَّةِ استَنَرتُ بِأنوارِ حَقائِقِها السَّاطِعَة وَتَحَقَّقَتُ بُطلانَ عِبادَةِ الأَوثان. فَأَسأَلُ الله أن يَصنَعَ بِكِ كما صَنَعَ بي". وَلمَا فاتَحَتها بِأَمرِ الزَّواجِ المُزمِعِ أن يُكمَّلَ رَأَت مِنها إِعراضًا وَتَمَنُّعًا، وَقالَت لهَا إِنهَّا وَقَفَت للرَّبِّ يَسوعَ بتوليَّتها فَصارَ مِنَ المُستَحيلِ أن تَرتَبِطَ بِزواجٍ فَثارَ ثائِرُ والدَتِها وَكادَت أن تُجَنَّ مِن غَيظِها. فَعَمِلَت على إقناعِها، وأَخَذَت تَتَضَرَّعُ إلَيها. لكنَّها لاصطَدَمَت بِثَباتٍ عَجيبٍ وَإِرادَةٍ جَبَّارَة وطارَ رُشدُها، إذ رَأَت في اغضاءِ ابنَتِها عَن عَريسِها مَساسًا بِكَرامَتِها. فآثَرَت مَوتَ تِلكَ الإِبنةِ على أن تَتَعَرَّضَ لإِحتِقارِ النَّاس وازدِرائِهِم لهَا وَلِكَلامِها وَمَواعيدِها. وَأَخبَرَت الأمُّ خطيبَ ابنَتِها بِكُلِّ مَا حصَل. فَأَخَذَ كِلاهُما وَجَميعُ الأَقارِب وَالأَصْدِقاءِ يَبْذُلُونَ كُلَّ الجُهْدِ حَتىّ يُرْجِعُوا تَقلا عَنْ عَزْمِها، فَلَمْ يَسْتَفيدُوا شَيئًاً، إِستِشهادُ تَقلا الأَوَّلُ في إِيقونِيَة أخبَرَ خطيبُها وأُمُّها واليَ المَدينَةِ وَاستَعانا بِهِ لإِقْناعِها. فَأَتى بِتَقْلا إِلى دِيوانِِهِ وَجَعَلَ يُقْنِعُها بِتَرْكِ الدِّيانَةِ المَسيحِيَّةِ والعَوْدَةِ إِلى الآلهَةِ وَإِلى عَريسِها، لكنَّ كَلامُهُ ذهبَ أَدراجَ الرِّياح. تَهَدَّدَها أَن يحُرِقَها حَيَّةً، فَلَمْ تَعبَأْ بِتَهْديداتِه. ولمّا أَمَرَ بِإضْرامِ نارٍ حامِيَةٍ وَبِطَرْحِها فيها، تَهَلَّلَت لِقُرْبِ اتحِّادِها بِعَريسِ نَفْسِها وَلم تَنْتَظِرْ أَنْ يَطْرَحُوها في تلْكَ النّيرانِ االمُسْتَعِرَة، بَل أَسرَعَت هِيَ وَزَجَّتْ نَفْسَها فيها، راسِمَةً إِشارَةَ الصَّليب، مُتَضَرِّعَةً إِلى اللهِ لِيُقَوِّيها وَيَسْتَقْبِل رُوحَها. لَكِنَّ الرَّبَّ يَسوع خَتَنَها كانَ قَدْ أَعَدَّ لهَا طَريقًا أُخرَى غيرَ طَريقِ الإِستِشهادِ العاجِل. كانَ يُريدُ أَن يُظْهِرَ فيها مجدَهُ وَقُدْرَتَهُ وَسُمُوِّ نِعْمَتِه. كانَ يُريدُ أَن تَعيشَ تِلكَ الفَتاةُ سِنينَ طَويلَةً أَيْضًا، مَثَلاً رائِعًا لمَن يَأتي بَعْدَها في الأَجيالِ المُقبِلَةِ مِنَ البَناتِ وَالبَتُولاتِ وَمِنَ الشَّهيداتِ البَطَلات. ما أَن دَخَلَتْ تَقلا تِلْكَ النّارَ حَتىّ حَدَثَ لِلوَقْتِ ريحٌ عاصِفَةٌ وَبَرْقٌ وَصَواعِقٌ وَمَطَرٌ غَزيرٌ جِدًّا. فَوَلىّ النّاسُ هَارِبينَ، وَلَجَأُوا إِلى بُيُوتهِا مَذْعُورينَ، وانْطَفَأَتِ النِّيرانُ وَخَرَجَتِ البَتول سالمَة، وَلم يحتَرِقْ خَيْطٌ مِن ثِيابهِا وَلا شَعْرَة واحِدَةٌ مِنْ شَعْرِها. حِينَئِذٍ ذَهَبَتْ إِلى حَيثُ كانَ بُولُسُ الرَّسولُ مُعَلِّمُها وَمَعَهُ مَسيحِيّونَ كَثيرونَ يُصَلُّونَ مِن أَجلِها نحوَ سِتَّةَ أَيّامٍ مُتَوالِيَةٍ فَفَرِحُوا بِقُدُومِها. ثمَّ خَرَجَ بُولُسُ مِنْ إِيقونِيَة مُنْطَلِقًا بَعْدَ أَن أَوصَى بِتِلميذَتِهِ تَقلا. إِستِشهادُ تَقلا الثاني في إِيقونِيَة وَبَعْدَ مُدَّةٍ أَمَرَ الوالي بإِحضارِ تَقلا إِلى ديوانِهِ، ثانِيَةً، ولمّا رَآها ثابِتَةً في إِيمانهِا أَمَرَ أنْ تُؤخَذَ إِلى إِنطاكِيَة وَتُطرَحَ لِلوُحوش. فَلَمّا وَصَلَت إِلى إِنطاكِيَة تَسَلَّمَتْها سَيِّدَةٌ شَريفَةٌ اسمُها طرُوفينا حَتىّ يَصِلَ الوَالي. فَلَمّا وَصَلَ، أَمَرَ أَنْ تُقَدَّمَ تَقلا إِلى مَيدانِ الوُحوشِ الضَّارِيَةِ وَاجْتَمَعَ الشَّعبُ في المَشْهَدِ حَوْلَ الميدان. حَيثُ أُدْخِلَتِ الشَّهيدَةُ. وَكانَت بِشَجاعَةٍ وَسُرورٍ تَنْتَظِرُ وُثوبَ تِلْكَ الوُحوشِ لِتَفْتَرِسَها. وَلمّا رَأَتْها أَقبَلَت نحوَها، رَسَمَت إِشارَةَ الصَّليبِ المُقَدَّس، مُبْتَهِلَةًً إِلى اللهِ أَن يَتَقَبَّلَ رُوحَها، فَوَصَلَت تِلْكَ الوُحوشُ وَرَبَضَتْ أَمامَها بِكُلِّ أُنسٍ، كَما يَقولُ القِدّيس أَمبروسيُوس وَأَخَذَت تَلْحَسُ قَدَمَيْها. فَتَعالَت أَصواتُ الشَّعبِ بِالصِّياح. فَمِنْهُم مَن كانَ يَطْلُبُ العَفْوَ عَنْها وَإطلاقَها، وَمِنْهُم مَن كانَ يُلِحُّ في الإنتقامِ مِنْها وَمِن شَعْوَذاتِ سِحْرِها لأَنهّم كانُوا يَنْسُبونَ إِلى أَعمالِ السِّحرِ تِلْكَ الفَضيلَةَ وَالبَسالَةَ وَالعَجائِبَ الباهِرَة. فَأَعادَها الوَالي إِلى السِّجن. وَفي اليَومِ التّالي تَقَاطَرَ النّاسُ مِنْ جَديدٍ إِلى المَشْهَدِ فَرَبَطَ الجُنُودُ تَقلا إِلى زَوْجٍ مِنَ الثّيرانِ البرِّيَّةِ المُخيفَة، وَأَثاروهُما وأَطلَقُوهُما، لِكَيْ يُهَشِّما جَسَدَ القِدّيسَة، فَلَمْ يَتَحَرَّكِ الثَّوران، مَعَ أَنهُم كانُوا يَنْخُسونَهما بمَناخِسَ حَديدٍ محمِيَّة. وَلم يُصِبْها أَذًى. حارَ الوَالي في أَمْرِ تِلْكَ الفَتاةِ العَجيبَةِ، وَأَرادَ أَن يَتَخَلَّصَ مِنْها، فَأَلقاها في هُوَّةٍ عَميقَةٍ مملُوءَةٍ حَيَّاتٍ سامَّة. فَانحَدَرَت نارٌ مِنَ السَّماءِ وَأَحرَقَتِ الأَفاعي وَنَجَتْ القِدّيسَة. فَآمَنَتْ حِينَئِذٍ المَرأَةُ الشَّريفَةُ طروفينا الَّتي كانَت قد تَسَلَّمَتْها وَآمَنَ مَعَها قَوْمٌ كَثيرُون. دُهِشَ الوَالي وَالجَميعُ لِتِلْكَ المُعْجِزاتِ البَاهِرَة المُتَكَرِّرَة، وَخافَ مِن هِياجِ الشَّعبِ، فَاستَدْعَى تَقلا وَقالَ لهَا بِصَوْتٍ لَطيف: "مَنْ أَنْتِ أَيَّتُها الفَتاةِ وَما الّذي يَرُدُّ عَنْها هَذِهِ الوُحوشَ وَالحَيَواناتِ المُفْتَرِسَة؟ فَأَجابَتِ البَتولُ بِإحتِشامٍ وَوَقار: أَنا تَقلا أمَةُ يَسوعَ المَسيح ابنِ اللهِ الحَيّ. وَهْوَ وَحْدَهُ الطَّريقُ وَالحَقُّ وَالحَياةُ وَخَلاصُ النُّفُوسِ، وَهْوَ نجاةُ المَأسورِينَ وَتَعْزِيَةُ الحَزانى، وَهْوَ الّذي أَنْقَذَني مِنَ الوُحوشِ وَالمَوْتِ، وَهْوَ الّذي يحفَظُني بِنِعْمَتِهِ لِئَّلاّ أَعثُرَ فَلَهُ المجدُ وَالكَرامَةُ إِلى الأَبَد". حينَئِذٍ أَعْلَنَ الوالي أَمامَ الجَميع ِوَقالَ: "أَنا تَقْلا أمَةَ يَسوع المَسيح هِيَ طَليقَةٌ حُرَّة". فَتَعالَتْ أَصواتُ الفَرَحِ وَالإِستِحْسانِ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ وخَرَجَتِ البَتولُ مِنَ المَشْهَدِ وَذَهَبَت إِلى بَيْتِ السَّيِّدَةِ الشَّريفَةِ طرُوفينا الّتي كانَت تَعْطُفُ عَلَيْها. وَلمّا عَلِمَتْ تَقلا أَنَّ بُولُسَ الرَّسولَ في ميراليكيا ذَهَبَت إِلَيهِ وَقَصَّت كُلَّ ما حَدَثَ لهَا. فَمَجَّدَ اللهَ مَعَها وثَبَّتَها في الإِيمانِ وَشَجَّعَها عَلى مُتابَعَةِ أَعْمالِ الرِّسالَةِ الّتي بَدَأَت بهِا. عادَتْ تَقلا مِنْ هُناكَ إِلى إيقونِيَة تُبَشِّرُ مُواطِنيها بِإنجيلِ الرَّبِّ وَكانَ خَطيبُها قَد مات. أَمَّا أُمُّها فَكانَتْ لم تَزَلْ حَيَّة. فاجتَهَدَت في إِقْناعِها لِتُؤمِنَ بِاللهِ الحَيِّ الّذي صَنَعَ السَّماءَ وَالأَرْضَ وَأَنقَذَها مِنَ النَّارِ وَالوُحوشِ الضَّارِيَة. بَعد ذَلِكَ ذَهَبَتْ إِلى مَدينَةِ سلوقِيَة وَقَضَتْ باقي أَيّامِ حَياتهِا في مَنزلٍ مُنْفَرِد. وَآَمَنَ عَلى يَدِهَا خَلْقٌ لا يَكادُ يحُصَى لهُم عَدَدٌ لأَنَّ استِقامَةَ سيرَتِها كانَت لِكُلِّ مَنْ يَراها بُرْهانًا جَلِيًّا مُقْنِعًا يحَقِّقُ لهم الدِّيانَةَ المَسيحِيَّة. وَلِهَذا لَقَّبَها بَعْضُ الآباءِ بِرَسولِ سلُوقِيَة. مَوْتُ القِدّيسَة تَقلا الشَّهيدَة وَتمجيدها عاشَتْ تَقلا تِسعين سَنَة. كانَتْ أُعجوبَةَ دَهرِها وَمْوضوعَ إِكرامٍ واحتِرامِ الشُّعوبِ لهَا. رَقَدَتْ بِالرَّبّ، في مَدينَةِ سلُوقِيَة بِطُمَأنينَةٍ وَسَلام. وَطارَتْ نَفْسُها إِلى الأَخدارِ العُلوِيّة، وَإِلى المَسيحِ خَتَنِها، وَبُولُسَ الرَّسولِ مُعَلِّمِها، وَسائِرَ الرُّسُلِ وَالشُّهَدَاءِ الّذينَ مَثَلَّتْهُم في حَياتهِا وَغَيرَتهِا وَفَضائِلِها. وَدُفِنَت في مَدينَةِ سلوقِيَة حَيْثُ ماتَت. وَحَجَّ القِدّيس غريغُوريوس النزيَنزي لِزِيارَةِ ضَريحِها في سلوقِيَة. وفي عهدِ الملوكِ المسيحيّين بعدَ الإضطهاد الكبير، تمَّ بناءُ كنيسة تحمِلُ اسمَها، على قبرها، وَزارَتها القِدّيسَتانِ مارانا وَكورا الحَلَبِيَّتان. ذاعَ صيتُ قَداسَتِها وَعَجائِبِها وَما صَنَعَ اللهُ مِنَ المُعجِزات في سَبيلِها، فَمَلأَ الدُّنيا. وَلَمْ يَبْقَ خطيبٌ في الأَجيالِ الأُولى لِلكَنيسَةِ إِلاّ وفاضَ في مَديحِها، نَظيرَ باسيليُوس وَغرِيغوريُوس ويوحنا الذَّهَبِيّ الفَم وَامبروسْيوس وإِيرونيموس وَجميعِ الآباءِ القِدّيسينَ وَسائِرَ الكَتَبَةِ الأَقْدَمينَ الّذينَ تَكَلَّمُوا عَنْها واعتَبرُوها الأُولى بينَ الشّهيدات، وإن كانَ الرَّأيُ العامُ يُحقِّقُ أَنَّها لمَ تَمُت في عَذابٍ مِنَ العذاباتِ الَّتي قاسَتْها مِنَ المُضطَهَدينَ بَلْ أَنهَت حَياتَها بِسَلامٍ بِمَوتٍ طَبيعيّ. وَذَلِكَ لأَنَّها كانَتْ أوَّلُ مَن قاسى مِثلَ هَذِهِ العَذاباتِ مِن جِنسِ النِّساء. وَكانوا عِندَما يُريدونَ أَن يُعَظِّموا إِحدى القِدِّيساتِ يُشَبِّهونَها بِتَقلا، وَيَدعونَها تَقلا الجَديدَة. فأوسابيُوس يَدعو قِدِّيسَةً نالَتْ إِكليلَ الشَّهادَةِ في أيَّامِهِ، تَقلا الجَديدَة. وَكَذَلِكَ القِدِّيسُ إيُونيمُوس يَدعو القِدِّيسَةَ ميلاني الرُّومانِيَّةَ تَقلا الجَديدَة تَعظيمًا لهَا. وَالقِدِّيسَةُ إيليا وَالدَةُ القِدِّيس باسيليُوس الكبير اجتَهَدَت بِأَن تَخُصَّ ابنَتَها القِدِّيسَة ماكرينا بِهَذا الإِسم أي تَقلا الجَديدَة وَهَكَذا يَدعوها القِدِّيسُ غريغوريُوس الثَّاولوغوس. وَالقِدِّيس ماوديوس يَقول: مِثلَما فاقَت القِدِّيسَةُ تَقلا جَميعَ البَتولاتِ في إِتْقانِ الفَضائِلِ، هَكَذا سَمَت عَلَيهِنَّ في احتِمالِ الجِهاداتِ المُختَلِفَةِ بِشَجاعَةٍ لا تُغلَب. وَكانَت مَعَ لُطفِ جِسمِها وَضُعفِهِ حاصِلةً على غيرَةِ جَميعِ الشُّهداءِ وَبَسالَتِهِم وَبُطولَتِهِم. وَالقِدِّيسُ غريغُوريُوس النَّزينْزي يَقولُ على سَبيلِ الإِستِعارَة: إِنَّها كانَت تَستَخرِجُ العِطرَ الزَّكِيَّ مِن زَهرَةِ الزَّنبَقِ أَيْ تُضيفُ إلى حِفْظِ طَهارَتِها الكامِلَةِ مُمارَسَةَ الأعَمالِ الصَّالِحَةِ والإِماتاتِ وَالتَّقَشُّفاتِ وَقَهرِ الإِرادَةِ وَضَبطِ الحَواسِ باطِنًا وَظاهرًا. وَالقِدِّيسُ أبيفانيُوس يُشبِّهُ القِدِّيسةَ تَقلا بإيلِيَّا النَّبي وَبالقِدِّيسِ يُوحَنَّا الإِنجيلِيّ وبِأَعظَمِ القِدِّيسينَ الَّذينَ تُكَرِّمُهُم الكَنيسَةُ المُقَدَّسَة بِعِبادَةٍ خُصوصيَّة. وَالقِدِّيس امبروسيُوس يُقدِّمُ القِدِّيسةَ تَقلا لِجَميعِ العَذارى المَسيحيَّاتِ قُدوَةً ومِثالاً حَيًّا أَكمَل بَعدَ القِدِّيسَةِ والدَةِ الإِلَهِ مَلِكَةِ السَّماءِ وَالأَرضِ الكُليَّةِ الطّوبى وَسُلطانَةِ العَذارى. كَتَبَ القِدِّيسُ إيسيدورُس الدُّمياطيّ إلى راهِباتِ أَحَدِ الأَديارِ فَقال: "مِن بَعدِ يهوديت وَسوسَنَة العَفيفَة وَإِبنَةِ يفتاح لا يَحُقُّ لأَحَدٍ أن يَنسِبَ الضُّعفَ إلى جِنسِ النِّساء. لا سِيَّما عِندَما نَرى تَقلا، تِلكَ البَطَلَةَ المُتَقَدِّمَةَ بَينَ البَطَلاتِ مِنَ البَناتِ، البَتولَ الذَّائِعَةَ الصِّيتِ في الدُّنيا كلِّها، حامِلَةً عاليًا عَلمَ الطَّهارَةِ وَالبَرارَةِ، وَقَد فازَت فَوزًا باهِرًا في مَعارِكَ شَديدَة... نوقِنُ أنَّ قُلوبَ النِّساءِ يُمكِنُها أن تَكونَ جَبَّارَة". وَقَد أضحى قَبرُ هَذِهِ القِدِّيسَة الشَّهيدَة في سلوقيَة يُنبوعًا فائِضًا بالنِّعَمِ وَالبَرَكات. وَفي المَجمَعِ المَسكونيِّ السَّابِع المُنعَقِد سَنَة 788 ضِدَّ محارِبي الأَيقونات، تكلَّم أُسقُف سلوقيَة القِدِّيس بِفَصاحَةٍ وإِسهابٍ عَن القِدِّيسَةِ تَقلا وَعَنِ العَجائِبِ الَّتي يُجريها اللهُ على ضَريحِها فَقال: "إِنَّني أُؤَكِّدُ بِلا تَرَدُّد أنَّهُ ما مِن إِنسانٍ زارَ ضَريحَها وَطَلَبَ شَفاعَتَها وَعادَ خائِباً. بَل نَرى النَّاسَ يَعودونَ مِن تِلكَ الزِّيارَةِ وَهُم يُمَجِّدونَ اللهَ على ما نالوا بِشَفاعَتِها أكثَرَ مِمَّا كانوا يَرجون وَيُسَبِّحونَ تِلكَ البَتولَ المَلائِكيَّة". فعقَّبَ حضرة الأرشمندريت ميشال عسَّاف قائلاً: "وَأَنَّ بِلاد اسبانِيَة تَفتَخِرُ اليَومَ بِحُصولِها على ذَخائِرِ القِدِّيسَةِ تقلا أولى الشَّهيداتِ ومُعادَلَةِ الرُّسُل". وَمِمَّا جاءَ في كِتابِ البولانديِّين الصِّغار: وَأَنَّ بَعضَ الشُّهَداءِ في وَسَطِ العَذاباتِ كانوا يَبتَهِلونَ إلى الله أن يُنقِذَهُم مِنها كَما أَنقَذَ تَقلا مِنَ النَّارِ وَالوُحوشِ المُفتَرِسَةِ وَسائِرِ أَنواعِ العَذاباتِ، كَما يَظهَرُ ذَلِكَ مِن أَعمالِ استِشهادِ القِدِّيسِ تَرنسيُوس وَرفقَتِه. وَيقول القِدِّيسُ كبريانوس في إِحدى صَلَواتِهِ إلى الله: "أُعضُدنا يا الله وَكُن مَعَنا كَما كُنتَ مَعَ القِدِّيسِ بولُسَ في القُيودِ وَمَعَ القِدِّيسَةِ تَقلا في وَسَطِ اللَّهيب". وَقالَ يَومَ استِشهادِهِ بالذَّات: "أنقِذْني يا رَبُّ مِن هَذا العالَمِ كَما أنقَذتَ القِدِّيسَة تَقلا مِن وَسَطِ المَضايِق". وَالكَنيسَةُ في صَلَواتِها تَتَوَسَّلُ إلى اللهِ بِشَفاعَةِ القِدِّيسَة تَقلا لأَجلِ نُفوسِ المُنازِعينَ فَتَقول: "نَبتَهِلُ إلَيكَ يا رَبُّ كَما أَنقَذتَ القِدِّيسَة تَقلا مِن أعذبتِها الثَّلاثَةِ القاسِيَةِ أَن تُنقِذَ أيضًا هَذِهِ النَّفسَ وَتَجعَلَها تَتَمَتَّعُ مَعَكَ بالخَيراتِ السَّماوِيَّة". وَقَد بَنى لهَا الأمبراطورُ زَينون في سلوقِيَة كَنيسةً فَخمَةً شُكرًا لهَا لأَنَّها ساعَدَتهُ على استِرجاعِ مُلكِه. كَذَلِكَ شَيَّدَ يوستينانوس على اسمِها كَنيسةً فَخمَةً جِدًا في نيقيَة. يصِفُ القِدِّيس زَينون أُسقُف فيرونا الشَّهيد، في كِتابِهِ "المَخافَة" شَجاعَتَها وَشِدَّةَ عَذابِها وَصفًا بَديعًا. ويقولُ القِدِّيسُ يُوحَّنا فَمِ الذَّهَب ما خُلاصَته: يَلوحُ لي أنِّي أرى القِدِّيسَةَ تَقلا المَغبوطَةَ حامِلَةً بإِحدى يَدَيْها إِكليلَ الطَّهارَةِ وبِاليَدِ الأُخرى إِكليلَ الإِستِشهاد. كانَ القِدِّيسُ برنسيب أخو القِدِّيسِ ريمي مُتَعَبِدًا بِعِبادَةِ حارَّةٍ لِقدِّيسَتِنا، الَّتي بَنى لها كَنيسَةً خارِجَ المَدينَةِ. وجاءَ في كِتابِ البولانديِّينَ الصِّغارِ المَذكور: "أمَّا جُثمانَها، فَبَعدَ أن دُفِنَ في سلوقيَة، نُقِلَ إلى كاتِدرائِيَّة تراغونا في إسبانِيَا المُشَيَّدَة على إسمِها. وَيُروَى في تَقاليدِ تِلكَ البِلادِ أنَّ بُطرُسَ الخامِسَ مَلِكَ أراغوان أرادَ أن يَضُمَّ إلى أَملاكِهِ بِقُوَّةِ السِّلاحِ بَعضَ أملاكِ تِلكَ الكَنيسَةِ، فَكانَ عِقابُهُ أنَّ القِدِّيسَةَ صَفَعَتهُ صَفعَةً فَمَرَضَ وَمات. وَقَد اعتَرَفَ قَبْلَ مَوتِهِ أَنَّ ذَلِكَ القَصاص كانَ مِنَ اللهِ وَمِن ثَمَّ أَعادَ إِلى الكَنيسَةِ الأَملاكَ الَّتي اغتَصَبَها وَعَوَّضَ الأَضرارَ النَّاجِمَةِ مِن ذَلِكَ الإِغتِصاب". "وأَنَّ كَنائِسَ أخرى تَتَشَرَّف بِالحُصولِ على بَعضِ ذَخائِرِها، نَظيرَ مَدينَةِ شرتر في فرنسا، وَكَنيسَةِ السَّيِّدَة في فرنون على ضِفافِ نَهرِ السِّين، وَكنيسَةِ ميلانو أَيضًا في إيطاليا. لِذَلِكَ تُعتَبَرُ هَذِهِ الكَنائِسِ، القِدِّيسَةَ تَقلا شَفيعَةً خاصَّةً لهَا وَتُعَيِّدُ كلَّ سَنَةٍ عيدَها بإِحتِفالٍ على نَسَقِ الأعيادِ السَّيديَّةِ الكُبرى مُدَّة ثَمانِيَةِ أيَّام". طريقَةُ تَصويرِ القِدِّيسَة تَقلا:
كنائِسُ مار تَقلا ولِمار تَقلا كَنائِسٌ مُتَعَدِّدَةٌ في كافَّةِ أنحاءِ المَسكونَةِ، وَيُمكِنُنا القَولَ أنَّ عَدَدَها يَأتي في الرُّتبَةِ الثَّانِيَةِ بَعدَ الكَنائِسِ المَبنِيَّةِ على إسمِ السَّيِّدَةِ العَذراءِ والِدَةِ الإِلَه. وَلهَا، عَلَيها أشرَفُ السَّلام، في هَذِه الكَنائِسِ وفي كُلِّ جِوارِها حَوادِثٌ وَعَجائِبٌ واضِحَةٌ مُدهِشَةٌ، يُرَدِّدُ اخبارَها الَّذينَ جَرَت مَعَهُم وَعُمومُ النَّاس، قَديمَةًكانت أو حَديثَةً، بِكُلِّ سُرورٍ وابتِهاجٍ. وَكَما في كَنائِسِها بِوادي شَحرور وَالمروج وَزَحلِه وَبعَلبَك، وَحَوش الأُمَراء وَتربُل وَدَير عَين الجَوزِه صُغبين، وَفي غَزير وَشَدرا في بِلادِ عَكَّار، وَفي حَردين وجبَيل وَسمار جبَيل وَعَمشيت وَكفَرصيّادا وَمِشمِش وَالعاقورا وَشامات والبوار وبَسكِنتا وَزبّوغا وكفَرسِلوان وَحاصبَيَّا المَتن والعِربانيَّة وَعَين عار وقُرنَة شِهوان وَالفرَيكِه وَالبرَيج والمَسقا قُرب برمَّانا وبَيت مِري وبقنَّايا وَجَلّ الدِّيب وَسدّ البوشريِّة، وَفي الشّبانيِّة وَالمزارِع قِربَ بعَبدا وبَمريم ورِشمَيَّا ومَجْدلَيَّا وَدقّون وكفَرقَطرا وَبكاسين وَريمات والشَّقاديف وكفَرشيما وَالدَّامور وَقُربَ مَدينَة صور، وَفي جَبَلِ اللِّكام، وَمَعلولا، وفي مَصر الجَديدَة وَغَيرِها. وَيَصُحُّ أَنْ يُقالَ عَنها ما قالَهُ عَن ضَريحِها المُقَدَّسِ في مَدينَةِ سلوقيَة، أسقفها الجليل. |
||||
التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 25 - 11 - 2017 الساعة 06:46 PM |
|||||
25 - 11 - 2017, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
المجامع المسكونية الثلاثة تؤمن كنيستنا القبطيه بثلاثه مجامع مسكونيه فقط ( مسكونيه = على مستوى العالم ) وتلتزم بكل نتائجها وقراراتها ....... ومنها... اولا المجمع المسكونى الاول سبب الاجتماع حسم الخلاف حول بدعه اريوس الذى انكر لاهوت المسيح 2- بحث موضوع اعاده معموديه الهراطقه 3- تحديد موعد عيد القيامه 4- النظر فى مشكله ملاتيوس اسقف اسيوط وعقد عام 325م فى مدينه نيقيه بأسيا الصغرى والملك الذى دعا اليه هو الامبراطور قسطنطين الكبير وكان عدد الاساقفة الحاضرين 318اسقف ومن ابرز الحاضرين فى المجمع 1- البابا الكسندروس السكندرى رقم 19 2- القديس اثناسيوس الرسولى (كان وقتها رئيس شمامسه وسكرتير البابا) 3- اوسيوس اسقف قرطبه اهم نتائج المجمع وقراراته 1- حرم اريوس وكل اتباعه, وقطعه من شركه الكنيسه . 2- وضع قانون الايمان , بدايه من (نؤمن باله واحد.....حتى نؤمن بالروح القدس) 3- وضع 20 قانونا بخصوص تدابير بعض امور الكنيسه. ثانيا المجمع المسكونى الثانى سبب الاجتماع 1-بدعه مقدونيوس الذى انكر لاهوت الروح القدس 2- بدعتى ابوليناريوس وسابيليوس وعقد الاجتماع عام381م فى مدينه القسطنطينيه والملك الذى دعا اليه هو الامبراطور ثيؤدوسيوس الكبير وكان عدد الاساقفه الحاضرين 150 اسقف. ومن ابرز الحاضرين فى المجمع 1- البابا تيوثاوس السكندرى رقم 22 2- القديس غريغوريوس الناطق بالالهايات (الثيؤلوغوس) 3- القديس ملاتيوس بطريرك أنطاكيه . اهم نتائج المجمع وقراراته 1- حرم مقدونيوس وكل اتباعه . 2- تكمله قانون ايمان مجمع نيقيه حتى :..وننتظر قيامه الاموات , وحياة الدهر الاتى .أمين 3- حرم تعاليم أبوليناريوس وسابيليوس وكل من يقول بها. 4-وضع 7 قوانين لتدبير الكنيسه. ثالثا المجمع المسكونى الثالث سبب الاجتماع 1- بدعه نسطور الذى نادى بطبيعتين غير متحدتين للمسيح 2- بدعه بيلاجيوس . وعقد الاجتماع عام 431م فى مدينه افسس باسيا الصغرى والملك الذى دعا اليه هو الامبراطور ثيؤدوسيوس الصغير وكان عدد الاساقفه الحاضرين 200 اسقف ومن ابرز الحاضرين فى المجمع 1- القديس كيرلس الكبير عمود الدين رقم 24 2-الانبا شنوده رئيس المتوحدين 3- القديس ممنون اسقف افسس. اهم نتائج المجمع وقراراته 1- حرم نسطور وعزله من بطريركيه القسطنطينيه , وحرم تعاليمه الفاسده 2- تثبيت لقب السيدة العذراء " ثيؤطوكوس " 3- وضع 8 قوانين لتدبير الكنيسه. |
||||
25 - 11 - 2017, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
الشمعة المطفاءة كان لرجل ابنة وحيدة محبوبة جدا لديه عاش من اجلها... كانت هى كل حيااته مرضت الابنة ذات يوم ولم تستجب لاى من انواع العلاج.. صلى الرجل كثيرا لاجل شفاءها لكن الله اختار الابنة الى جوارة ابى الرجل التعزية واغلق على نفسه بابه وعاش حياته وحيدا ياكل خبزة بالدموع حاول اصدقاؤه كثيرا ان يخرجوه من عزلته ولكن لم تفلح كل محاولاتهم ذات ليلة حلم الرجل حلما ...راى وكانه فى السماء يشاهد احتفالا مليئا بالاطفال كانوا كلهم ممسكين بشموع منيرة وهم يسبحون ويتهللون امام العرش ولاحظ ان احدى الاطفال كانت شمعتها مطفاءة وعندما دقق النظر وجد انها ابنته فجرى عليها واخذها بين حضانه وهو يقول "لماذا يا حبيبتى شمعتك مطفاءة وليست منيرة مثل الباقيين؟" فردت الابنه.."ابى..انهم يعيدون انارتها مرات كثيرة ولكن دموعك تطفئها دائما" استيقظ الرجل..وقد فهم الحلم انه لن يطفىء شمعة ابنته مرة اخرى + ثم لا اريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم ( 1تس 4 : 13 ) |
||||
25 - 11 - 2017, 06:50 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
اسمع صوته ان سمعتم صوته فلاتقسوا قلوبكم ياحبيبي هل قلبك تقسي ام مازال ينبض بارق المشاعر؟؟؟ هل سمعت صوت الله قبلا؟؟؟ هل كان واضحا ام كانت هناك اصوات اخري تشوش عليه؟؟ هل فرحت عندما سمعته ام ارتعبت وخفت؟؟؟ هل صوت الله اعطاك سلام ام قلق؟؟؟ هل اعطاك فرح ام حزنت كثيرا؟؟؟ ... عندما نادي الله صموئيل اجابه الصبي ببساطة تكلم يارب فأن عبدك سامع ... اما عندما نادي ادم اجابه سمعت صوتك فأختبأت لاني عريان ... هل انت ادم ام صموئيل؟؟؟ هل كلمة الرب وجدت فيك ارض خصبة تنمو وتثمر بها؟؟؟ هل كلمة الرب تنير حياتك وتجعلك منارة للاخرين؟؟؟ ... ياحبيبي الله واقف علي بابك يطلب مكانا فيك يعطيك قوة ونعمة النقاوة |
||||
25 - 11 - 2017, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: مجلة فرح الخلاص عدد شهر نوفمبر 2017
أؤمن ياسيد فأعن ضعف إيمانى فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟» فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ، وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهذَا. وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هذَا، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ» (Luke 1:18-20) ويبشره بالمعجزة أن الرب سمع سؤل قلبه, ولكن للأسف وهذا ضعفنا البشري لا نصدق أن لم نرى ونلمس بأيدينا... من حقنا أن نتساءل كيف يحدث هذا؟ مثلما فعل إبراهيم (فسقط إبراهيم على وجهه وضحك. وقال في قلبه هل يولد لابن مئة سنة وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة (Genesis 17:17) ومثلما فعلت سارة (فضحكت في نفسها وقالت: "هل أتنعم وقد فنيت أيامي وسيدي عجوز؟" (Genesis 18:12) لكن يجب أن لا نشك أبدا بقدرة الله على صنع المستحيلات ونطالب الرب أن يثبت قدرته كما فعل زكريا :كيف اتاكد من هذا؟ وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى. (Hebrews 11:1) اصدق بالرجاء وأتأكد أن الله صانع ما يرى وما لا يرى وهو يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر... لكن الرب يعرف ضعفنا البشري وضعف إيماننا في مواقف كثيرة مثلما فعل مع أبو الولد الذي فيه روح نجس (فقال له يسوع أن كنت تستطيع أن تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن. فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال أؤمن يا سيد فاعن عدم إيماني. (Mark 9:24) ربى يسوع أنا أيضا اصرخ لك أؤمن يا سيد فأعن ضعف إيماني في بعض المواقف . زد إيماني لأرى عجائبك. يا رب أنت تعرف ما في قلبي من طلبات لمجد اسمك اسمع أنات قلبي وأستجب لأنك اله كلي القدرة ولا يعسر عليك أمر آمين |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مجلة «ميناء الخلاص»، التى كتبها حينما كان فى بداية |
سنكسار ( يوم السبت ) 18 نوفمبر 2017 |
سنكسار ( يوم الجمعة ) 17 نوفمبر 2017 |
سنكسار ( يوم الخميس ) 16 نوفمبر 2017 |
سنكسار ( يوم الخميس ) 2 نوفمبر 2017 |