07 - 07 - 2012, 09:47 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء
سيكولوجية الطفولة الأستاذ موريس آكوب مقدمة نوعان من المعرفة ينبغي على المربي المسيحي عموماً ومعلم التعليم المسيحي خصوصاً أن يُلِّم بهما:معرفة العقيدة المسيحية التي تُعلّمها الكنيسة, ومعرفة علمية صحيحة بنفسية الإنسان في مراحله العمرية المختلفة : الطفولة, المراهقة و الشباب. إن هذه المعرفة الأخيرة وتحديداً معرفة الطفولة من شأنها أن تساعده في العودة إلى ذاته واستعادة طفولته, ومن ثمّ معرفة ذاته (معرفة الذات رأس الحكمة), وتساعده أخيراً في بناء علاقة تربوية صالحة ومناسبة بفضلها يغدو مربياً ناجحاً. مرحلة الطفولة يمكن تقسيم هذه المرحلة إلى طفولة أولى, وثانية, وثالثة, كما يمكن تقسيمها تقسيماً أبسط إلى طفولة مبكِّرة تمتد من الولادة وحتى سن الدخول إلى المدرسة, وطفولة متأخرة وهي مدة المدرسة الإبتدائية من السادسة ولغاية الحادية عشرة. هذا التقسيم الأخير هو الذي سنعتمده في هذا المقال. أولاً – مرحلة الطفولة المبكِّرة مرحلة هامة جداً وحاسمة في تكوين الشخصية, فيها يوضع الأساس وتُرسى النواة لبناء الشخصية, فإن كان هذا الأساس سليماً ثابتاً, كانت الشخصية سليمة مستقرة وإلاّ فقد تصبح مريضة أو أقلّه مضطربة. يعْزو " فرويد " مؤسس التحليل النفسي, معظم مركبات النقص لدينا إلى هذه المرحلة تقريباً , إذ أن شخصيتنا هي حصيلة مكوِّنين: الأول هو ما اختبرناه و عشناه في طفولتنا وسائر مراحل حياتنا , والثاني هو ما ورثناه من أهلنا و أجدادنا. كما يرى علماء الإجتماع أن بيئة الطفل وخاصة البيتية منها تلعب دوراً هاماً في تكوين شخصيته, إذ تعتبر المصدر الأول في تكوين اتجاهاته وميوله وصياغة نظرته إلى الحياة, كما أن نمط علاقته بأمه ذو تأثير بالغ في هذه النظرة, فإن كانت هذه العلاقة سليمة, أي إذا شعر الطفل من خلالها بالأمن والطمأنينة بدا له العالم آمناً مطمئناً والآخرون مصدر ثقة ومحبة, أما إذا كانت متوترة بدا له العالم موحِشاً مُقفِراً وأحياناً مُخيفاً مما يؤدي إلى عزلة لديه أو حالات اكتئابية وعصابية. ولهذا على الأهل أن يكونوا واعين منتبهين لأولادهم كي يوفروا لهم أفضل الأجواء البيتية إذا ما أرادوا أن ينشأوا أسوياء الشخصية. ما يتأثر به الطفل تربوياً في جو العائلة يختلف هذا التأثير باختلاف جو العائلة الإيجابي أو السلبي؛ فيمايلي بعض نواحي هذا التأثير: 1- الطفل بطبعه أناني, فهو ميّال إلى حب الذات والتملك, وفي الأسرة بإمكانه أن يتعلّم كيف يتحرّر من قبضة أنانيته وأن يكون غيْرياً وذلك بالسيطرة على أهوائه ونزواته وبالتدرّب على تقبّل الآخرين واحترام حقوقهم والتلاؤم معهم. 2 - بإمكان الطفل, بفضل دافع التقليد والمحاكاة القوي لديه, أن يتعلم في محيط الأسرة المبادئ الأولى للسلوك وحسن التصرّف, فهو يلاحظ سلوك الآخرين من أفراد أسرته ولاسيما الكبار منهم, ويقلّدهم في سلوكهم وتصرّفاتهم, وهو من خلال تفاعله معهم يكتسب منظومة من العادات المتعلقة بالطعام والشراب واللباس, والكلام والمخاطبة والتعامل. 3 - مَثَل الطفل كَمَثَل الإسفنجة, فهو يمتص من أُسرته ووفقاً لاستعدادته, ما فيها من اتجاهات وميول ومواقف إيجابية كانت أم سلبية بالنسبة إلى الدين والحياة الاجتماعية, ويحدث ذلك غالباً بصورة لا واعية؛ فنظرته إلى الدين عامة, وإلى الله خاصة تتأثر عادة بما يراه و يسمعه ويختبره في جو البيت, فإذا عاش في جوّ يسوده الخشوع الإيماني والتقوى والصلاة والممارسة الدينية، تأثّر بذلك كله، وقد يبني عليه مواقفه الدينية الشخصية مستقبلاً. 4- ثمّة أسباب عديدة تتعلق بجو العائلة يمكن أن تجعل الطفل في المستقبل مضطرباً نفسياً بل ومعقداً نذكر منها:
ثانياً - مرحلة الطفولة المتأخرة (سن المدرسة الابتدائية) يمكن أن نقترح الأساليب التالية: 1- أن نفسح له في المجال ليلعب ويلتقي رفاقه بشيء من الحرية والعفوية, فاللعب حاجة حيوية لديه لا تقل أهمية عن الحاجة إلى الطعام, به تنطلق شخصيته وتنفتح على عالم الآخرين مما يجعله يتخلى تدريجياً عن طفولته ويدخل العالم الحقيقي الواقعي بكل مافيه من منافسة وصراع وقلق وإحباط, ونجاح وإخفاق ¸وألم وفرح إلخ ...... إنه من الضروري بمكان أن نشجِّعه على مجابهة الواقع الحياتي كما هو في حلوه ومرّه كيلا يعيش في غربة عنه. 2 - أن ندرِّبه على الطاعة والنظام ليدرك أنّ له حدوداً يجب الوقوف عندها واحترامها صوناً لحرية الآخرين عملاً بالحكمة القائلة (تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين). فلا ضبط أكثر من اللازم ولا حرية أكثر من اللازم, إنما توازن معقول بينهما, لأن الضغط الزائد من قبل المربيين أهلاً كانوا أم معلمين مضرٌ جداً, فقد يؤدي إلى الكبت والإحباط ويدفع الولد إلى التعبير عن مشاعره المكبوتة بطرائق معوجّة مثل الكذب والعدوان. كما أن الحرية الزائدة قد تدفعه إلى إساءة استعمالها كأن يتطاول على الآخرين ويتسلّط عليهم ويسيء معاملتهم. 3 - أن نربي حريته بحيث يسلك في الحياة لا كما يحلو له بوحي من أنانيته, وإنما بدافع من عقله, فيفكر ويعمل بحسب قناعاته ومواقفه الشخصية المنضبطة بضوابط عقلية منطقية. 4 - أن ندّربه على التكيّف والنضج والاندماج الاجتماعي, وذلك بِحثّه على الإنفتاح على الآخرين ومشاركتهم والتعاون معهم. إننا بذلك نساعده على الخروج من دائرة عالمه الصغير وندخله إلى عالم الآخر ونمّرسه على الخيرية والمحبة، ونجنّبه بذلك خطر الوحدة والعزلة والإنطوائية والخجل. 5 - أن نشجّعه على اكتشاف ذاته ومواهبه وطاقاته, وأن نجيبه إجابة علمية صحيحة عن أسئلته الجنسية حسب مداركه, إذ تُعتبر هذه المرحلة أيضاً مرحلة التربية الجنسية والأخلاقية. الأسس الواجب إتباعها عند تعليم الطفل 1 - تُعتبر حواس الطفل نوافذه على العالم الخارجي, فهو يتعلّم بعينيه وأذنيه ويديه, إنه يتعلّم بالملاحظة والخبرة والعمل عن طريق حواسه ومشاعره المختلفة, لهذا يجب الإعتماد على مختلف الوسائل السمعية والبصرية وعلى الأنشطة التعبيرية ( تمثيل, رسم, تلوين, رتب دينية ...).2 - استخدام أسلوب المحادثة الشخصية مع الطفل وربطها بمظاهر الحياة والأشياء الموجودة في عالمه وبيئته الخاصة. فمن قواعد الطريقة في التعليم الإنتقال من القريب إلى البعيد, ومن المحسوس إلى المجرد, ومن البسيط إلى المركب، ومن السهل إلى الصعب. 3 - تشجيعه على الحفظ القائم على الفهم والإدراك وتجنّب الحفظ الآلي الببغائي؛ فلا بأس أن يحفظ, في كل لقاء تعليم مسيحي آية من الكتاب المقدس أو أكثر؛ إنّ ما يحفظه عن فهم وإدراك يصبح جزءاً من ثقافته وشخصيته ويستذكره عند الحاجة ويعمل بموجبه. 4 - أن ندفعه تدريجياً إلى فهم مايعمله ويتعلّمه إذ يعتبر ذلك ضرورياً لتربية ضميره حتى إذا ماكَبُر فَهِم جيداً أساس مايعمله ويتعلّمه . 5 - أن نوفر له جواً من الفرح والطمأنينة والسلام, وأن نعامله بحب ولطف مع شيء من الحزم والإنضباط. 6 - أن نتحدّث إليه وخاصة في لقاءات التعليم المسيحي حديثاً شخصياً ينطلق من واقعه وردود فعله, واستناداً إلى القصص و الحوادث الحياتية والمناسبات الإجتماعية والدينية التي يعرفها ويعيشها, وذلك لنساعده من خلالها على الوصول إلى المعنى الديني الأعمق والأبعد, وإلى قلبه حيث يلتقي القول مع الحياة (الفعل), ويعيش هكذا خبرة إيمانية تربطه بالرب. خاتمة ما من عمل ورسالة يحتاجان إلى شخصية متزنة ناضجة مثل العمل والرسالة في حقل التربية. إن التربية الجيدة, كما يقول أحد علماء التحليل النفسي, تعتمد على اتزان ونضج المربي وصدقه مع ذاته، لهذا على المربي أن يعرف ذاته في محاسنها وعيوبها, وأن يكون منسجماً مع ذاته قدر المستطاع ليتمكن من أداء رسالته على الوجه الأمثل |
||||
07 - 07 - 2012, 09:47 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء
التربية الجمالية عند الأطفال الأستاذ توفيق قيروع ليس كل إنسان قادراً أن يصبح ملحناً موسيقياً، أو كاتباً، أو رساماً، ولكنه يستطيع أن يفهم ويحب الجميل، فالحاجة إلى الجمال والانسجام مغروسة في طبيعة الإنسان ذاتها. والأطفال منذ نعومة أظفارهم ينجذبون إلى كل ما يبدو لهم جميلاً، ساطعاً، جذاباً بشكله ولونه، لذا فمن المستحسن، ومن المفيد أن يهتم صانعو لعب الأطفال بألوانها وبنيتها لأنها الأشياء الأولى التي تقع في حوزتهم. فالقدرة على الإحساس بالجمال تجعل الإنسان أغنى روحياً، وأنقى قلباً، وأطيب نفساً، والفنّ لا يقدم للإنسان المتعة والفرح فقط، ولكنه يحفزه على القيام بالأعمال الطيبة والنبيلة، وليس عبثاً أن يسمى الفنّ "مدرسة المشاعر". إنّ القدرة على الإحساس بالشيء الجميل وفهمه لا تأتي من تلقاء نفسها، بل يجب أن تطوّر لدى الطفل وكلما كان ذلك التطوير مبكراً كانت النتائج أفضل، وإنَّ عدم القدرة على ملاحظة الجمال، واللامبالاة نحو الأعمال الفنية، وغياب الرؤية الجمالية لدى الشبان والشابات متأتية من الآباء والأمهات لم يولوا هذا الجانب ما يستحق من الانتباه والاهتمام. غالبية الآباء والأمهات تهتم في كيفية مساعدة الأطفال في أن يحبوا الجميل على الرغم من أنها عملية كثيرة التعقيد، وهي غير ممكنة دون إثارة العواطف عند الأطفال، لأنه مهما أطنبنا في الحديث مع الأطفال عن محتوى العرض المسرحي مثلاً، وعن الوسائل والمسائل الفنية فإنهم غير قادرين على تكوين فكرة سليمة عن ذلك العرض إلاّ إذا شاهدوه وتحسسوه، إذ من خلال الانطباع الشخصي فقط، ومن خلال التأثر والمشاركة العاطفية يمكن أن يفهم الفن ويُحب، فعليكم أيها الآباء أن توفروا لأطفالكم فرح هذه التأثرات، وألاّ تحجبوهم عن معاشرة الفن، والتلذذ بقربه ومعه. يقول بعض السيكولوجيين: "إنَّ التأثرات لدى الأطفال- بعكس الكبار- متوهجة جداً، وانفعالية، وغنية بالصور. وتلك خاصية الطفولة فيجب الاستفادة منها". إنَّ من الضروري جداً تطوير الحاجة والتعود لدى الأطفال على التأمل في ما شاهدوه، والعودة إليه مرة أخرى، والتفكير فيه، ويجب أن تنمى لدى الفتيان والفتيات القدرة على النفاذ إلى عمق فكرة الأعمال الفنية، والحصول على المتعة منها. فاللذة التي تثيرها الفنون في النفس لذة حقيقية نشعر بها وإن كنا لا نلمسها، وتقدير الجمال أمر متغلغل في صميم حياة الفرد وفي أخلاقه، وبمقتضاه يمكن تحديد نوع التفكير والسلوك في مختلف الناس. ترمي التربية الجمالية إلى "إنماء" عاطفة الجمال الكامنة في النفس من خلال تقديرنا للجمال، وابتكارنا له، وفضلاً عن تنميتها للقدرة على تقدير الجمال تعمل التربية الجمالية على تشجيع الأطفال على الابتكار والإبداع إذا وجد فيهم هذا الاستعداد. كما أنَّ التربية الجمالية تناهض غيرها من أنواع التربية"عقلية كانت، أو خلقية، أو بدنية، لما لها من أثر جميل في الحياة"، فالحياة تصبح جافة، تبعث على الملل إذا خلت من الفنون الجميلة كالرسم، والتصوير، والموسيقا، والشعر، والآداب، فهي التي تهذب الحياة وترقيها، وهي وسيلة من وسائل التعبير عن النفس وما فيها من انفعالات، بل هي مرآة ينعكس عليها كل ما في النفس من رغبات كامنة. ونظراً لما للتربية الجمالية من فوائد قيِّمة، وآثار حسنة، فقد اهتم بها المربون بوجه عام، ونظرت إليها التربية الحديثة نظرة تقدير، وذلك لتأثيرها المادي في نواحي التعليم المختلفة، وقديماً قال روسو: "إنَّ الغرض الأساسي من تربية "إميل" هو أن أعلِّمه كيف يشعر، ويحب الجمال في كل أشكاله، وأن أثبّت عواطفه وأذواقه، وأن أمنع شهواته من النزول إلى الخبيث والرذيل، فإذا تمّ ذلك وجد إميل طريقه إلى السعادة ممهداً وأملي الوحيد أن يجد هذا في المنزل". أما تولستوي فيعتبر أن الفن وسيلة لنقل الشعور إلى الآخرين، ووسيلة للجمع بين الناس بشعور واحد يساعدهم على الحياة والتقدم والرقي أفراداً وجماعات. جميلٌ من الآباء والأمهات أن يذهبوا مع أطفالهم لمشاهدة عروض مخصصة للأطفال، وزيارة المعارض الفنية، والاستماع إلى المقطوعات الموسيقية والمناقشات التي تتعلق بالموسيقى، والأجمل من هذا هو إعداد الأطفال، وتهيئتهم لتقبل الجميل، وإثارة حبهم نحوه. المدرسة رديف للبيت ومتممة له، ومن أهم نواحي العمل المدرسي أن نهيئ للتلاميذ الفرص، وأن نشجعهم بكل الوسائل والطرق الممكنة لخلق الجمال، وإنماء قوة التقدير، وقد قال بستالوتزي في هذا المجال: "إن الطبيعة مملوءة بمناظر الفتنة، ولكن المدارس لم تصنع شيئاً لتوقظ في الأطفال هذه العاطفة." فمهمة التربية إذاً لا تقتصر على تزويد الطفل بالمعلومات والمعارف، والتمسك بالعادات الصالحة المرغوب فيها فحسب، ولكن مهمتها أيضاً أن تنمِّي القدرة على التقدير، والتمتع بكل ما هو جميل سواء أكان ذلك في الأدب، أو الموسيقى، أو التصوير، ولا يكفي أن يكون الإنسان قادراً على كسب لقمة العيش بل ينبغي أن يتمتع بالحياة |
||||
07 - 07 - 2012, 09:47 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء
كيفَ نساعد أطفالنا في المرحلة الابتدائيّة على التركيز «ركّز في ما أقوله ... انتبه ... إفتح ذهنك ... خلّيك معي!» عبارات كثيرة من هذا النوع نقولها للأطفال حين لا ينتبهون إلى ما يُقال، أو يتشتّتون، ولا يركّزون على ما يُقالُ لهم في الدرس أو في سائر نشاطات الحياة الحيويّة اليوميّة. ويظنُ الكبار أنَّه، وبسهولة، يكفي أن نطلب من الطفل التركيز حتى يقوم بهذا التركيز. ولا يدركون أنّ هذا الإيعاز سيزيد من التوتّر عند الطفل، فنراه غالباً لا يدري ما سيفعله. يميِّز علماء التربية، خصوصاً المُتأثرين بأعمال أنطوان دو لا غاراندوري Antoine de la Garanderi حولَ «التنظيم الفكري»، مجموعتين من البشر تُقابل كلٌّ منهما طريقة لتجميع المعارف أو إدارتها: المجموعة البصريّة والمجموعة السمعيّة. وتستخدم كلّ مجموعة منها أحد نصفي الدماغ بنسبة أكثر أو أقل. وكلُّ فرد هو خليط دقيق من المجموعتين. المجموعة البصريّة يفضِّلُ الطفل الّذي ينتمي إلى هذه المجموعة المعلومات البصرية، ويستخدم بشكلٍ أكبر «الجزء الأيمن من الدماغ». وهذا الطفل موهوب بحفظ الصور. وحين يتلقّى معلومةً، يفهمها ويعالجها بطريقةٍ عامّة وعموميّة. عفوي، نشيط جسديّاً، يشعر بالحاجة إلى الحركة، ولديه صعوبة في التركيز. المجموعة السمعيّة يفضِّلُ الطفل الّذي ينتمي إلى هذه المجموعة المعلومات السمعية، ويستخدم بشكلٍ أكبر «الجزء الأيسر من الدماغ». يتعلم هذا الطفل بشكلٍ أفضل من خلال الكلمات، ويحلِّل المعطيات قبل حفظها. إنّه قادر على استعمال الرموز، وهو ولد هادىء، جاد، يفكر قبل أن يتصرَّف. في اللقاء الدينيّ، يحوي الصفّ مجموعتيّ الأطفال هذه معاً. وهذا أحد أسباب صعوبة الانضباط الصفّيّ. فبينما تستطيع الفئة السمعيّة التركيز على ما يقوله المربّي، يتشتّت انتباه الفئة البصريّة. وقد لوحظ أنّ غالبيّة الأطفال تصبح بصريّة بسبب كثرة ساعات التفرّج على التلفزيون منذ الطفولة المبكّرة. ممّا يجعل استخدام الطرائق البصريّة أمراً محتّماً من أجل نجاح اللقاء الدينيّ. فنحن لم نعد في زمن المطالعة، ولا حتّى سماع الأغاني، إذ يشيع اليوم التفرّج على الأغنية لا سماعها فقط. يدخل الطفل في سن التجريد في حوالى الثامنة من عمره. إنها المرحلة التي يتعلَّم فيها استعمال المفاهيم. ففي المدرسة مثلاً، يبدأ في الحساب بتعلّم عمليّة القسمة. هذه الفترة حاسمة لمواجهة المرحلة التالية بشكلٍ جيد، ألا وهي سن التنظيم الّذي يبدأ في الصف السادس، أي سن الحادية عشرة. بشكلٍ عام، يُحدِّد المربون الصعوبات في التركيز عند الطفل ما بين سن السابعة والثانية عشرة. سن أولى طرائق التفكير يكتشف الطفل ما بين السابعة والثانية عشرة فائدة التركيز ومنافعه، لتنمية التفكير العقلي ومعالجة الأفكار. فإذا استطاع التركيز في هذا السن، يصبح قادراً على: بناء معارفه : يحتاج الأطفال بين 7- 12 سنة إلى شحذ كل انتباههم كي يتمكنوا من الفهم والمقارنة وإقامة الروابط. حينها، يستطيعون قياس ما تعلموه والقيام بالاختيار: «ما الذي يهمني من لقاء التعليم المسيحي؟» النمو بين الواقع والخيال : صحيح أنّ الأولاد بين 7- 12 سنة يميلون إلى التخيُّل. لكنّهم يتعلَّمون أيضاً التفرقة بين أحلامهم والواقع. فإذا غاصوا غوصاً عميقاً في عالم الخيال، فإنّ هذا يُبعدهم عن الواقع، ويجعل تركيزهم ضعيفاً تجاه المعارف الجديدة. الاستبطان : إنّ الحياة الداخلية للطفل تُبنى باكراً جدّاً. ولكنها تتوضَّح أكثر ما بين 7- 12 سنة. في الواقع، يعيش الطفل في هذا السن أوقاتاً من الوحدة، ويتعلَّم التفكير في المواضيع الاجتماعيّة والمشكلات العائلية. فيختبر هكذا حياته الداخلية التي هي عالم حريته. فهناك إذاً توازن، ذهاب وإياب، بين الانفتاح على العالم والآخرين وبين العالم الذي يكتشفه في ذاته. فإذا كان هذا التوازن مُهدَّداً بكثير من الإغراءات والمتطلّبات، فإنَّ الطفل سيُلاقي صعوبة في التركيز. التحاور : يَبني الطفل ذاته من خلال الحوار والتبادل مع مُحيطه. فالحوار التربوي الذي أوصى به أنطوان دو لا غاراندوري يصبو إلى استقلاليّة الطفل الفكريّة، لأنَّها ضروريّة من أجل نموّ التفكير العقليّ. ويُصبح الطفل الفاعل الأساسي في نجاحه، حين يعي القدرة والحرية اللتين في داخله، واللتين تجعلانه يطبّق خطّته الشخصيّة في التركيز. في لقاء التعليم المسيحي، يساعده كلام الآخرين على اكتشاف أساليب متنوّعة من الفهم للإيمان، فيزيد هذا من سموّ طبيعة علاقته بالله. العوامل المساعدة الجماعة : اللقاء الديني، بالنسبة إلى كثير من الأطفال، هو مكان يتدرّب فيه على قوانين الجماعة الصغيرة ومتطلباتها. والمشاركة ضمن مجموعة يُشجِّع على مجابهة وجهات النظر، ويتطلَّب الإصغاء إلى الآخر، والتحكيم العقليّ وإيجاد البراهين. جميع هذه التمارين تجبِر على التركيز. القصص : يُنَّمي الطفل قدرته على التركيز بفضل القصص. ففي الواقع، مُتابعة سرد الحكاية يتطلَّب الاستماع بانتباه والتركيز. ويوَفر المربّي للطفل فرصةً يلتقي فيها، من خلال النصوص، شخصيات الكتاب المقدَّس وقديسين من الماضي والحاضر ... وتُغذيّ خبرة هذه الشخصيات حياة الطفل الداخلية، وتسمَح له بتنمية مشروع حياته الخاص. العالم الخارجي : إنَّه السن الذي يبدأ فيه الصغار بالاهتمام بالعالم الخارجي وكيفية عمله. الكومبيوتر، التلفزيون، هي خطوط مهمّة. عندما يكون الطفل فعَّالاً في طريقة نظره إلى وسيلتيّ الإعلام هاتين، فإنه يُجنِّد حواسّه. وهذا يساعد على تشكيل روح النقد عنده. اللعب : الأولاد بين 7- 12 سنة يحبون اللعب. إنهم يجندون طاقتهم وفضولهم تحتَ شكل أسئلة وأجوبة. ويُرَكز الطفل لكي يربح. والألعاب التي تدوم وقتاً أطول في الفريق تجعله يعيش أحاسيس وتجارب تقوده إلى التفكير في علاقته بالآخر وبالعالم. في لقاء التعليم المسيحي، يمتد هذا التفكير ليشمل معنى الحياة وعلاقته مع الله. الصلاة : الصلاة هي، نوعاً ما، الانتباه إلى لله. يُغني الطفل قدرته على التركيز حين يختبر الهدوء والصمت والاستبطان، ويشقّ في الآن نفسه طريقه نحو الله. وهذا الجهد في التركيز مُفيد لنُضج شخصيته. مسيرتكم لمساعدة الأولاد على التركيز: خفِّفوا من هول الصعوبات في الانتباه التي قد تواجههم في المدرسة، وأعيروا اهتماماً أشدّ لنظرتهم المُهتمة بما يحيط بهم. لا تنتظروا منهم «التركيز الكامل» في بداية اللقاء، فهذا غير ممكن حتّى للكبار أحياناً. لا تتجاوزوا إمكانياتهم. يجمع الاختصاصيّون على أنّ القدرة في التركيز الحقيقي للأولاد بين 7- 12 سنة لا تتجاوز العشر دقائق بوجهٍ عام. نوّعوا النشاطات للمحافظة على اهتمامهم! ونوِّعوا أيضاً الأوضاع الجسدية، كي يرتاحوا: وقوف أثناء الصلاة، القيام بحركات إيمائيّة ... كونوا يقظين في بداية كل لقاء فحين يتكلّمون على حياتهم وأحياناً على همومهم تتوَضِّح لكم قدرتهم على الانتباه. ففي الواقع، يكون التركيز أقل إذا كان الطفل محبطاً، قلقاً، يشعر بالذنب بسبب صعوبات مدرسية، عائلية ... فبعد فترة المذاكرات وظهور نتائجها، توقّعوا تركيزاً أقل. تجنَبّوا الرد بسرعة على طفل يطرح سؤالاً قبلَ الانتهاء من حديثكم. إنَّ جواباً أحادي الجانب لا يُساعد على التركيز. كرِّروا بهدوء سؤال الطفل، فهذا يسمح له وللباقين بالتفكير، أي بالتركيز ويتقدَّم في تفكيره. تكلموا بهدوء وبوضوح مع لحظات من الصمت. أدخلوا بعض الإثارة فهي توقظ الانتباه عند الجميع وخاصةً عند السمعيين. فحتى وإن بَدوا لكم حالمين، ربما يعني هذا أنَّهم في قمة نشاطهم الذهني، وأنهم يُركزون على ما تقولونه. لا تنسوا الصور التي تساعد البصريين بشكلٍ خاص على التركيز. لا تُهملوا الخُدَع مثلاً، عَرض صورة قديس ووصفه لمدة دقيقة ثم إخفاء الصورة. اطلبوا منهم إغلاق العينين واستعراض الصورة في مُخيلتهم. بإمكانكم أيضاً فعل الشيء نفسه مع آية من الكتاب المُقدس يستذكرونها غيباً بعدَ إغلاق عيونهم. - أنطوان دو لا غاراندوري، فيلسوف وعالم تربية وُلد عام 1920، قادتهُ أعماله إلى محاولة فهم ما يمنع التلميذ عن تركيز انتباهه في عمل أو نشاط. وضعَ عام 1970 نظرية «التنظيم الفكري»، التي تفترض أنَّ كلَّ واحد منّا يُنظِّم باكراً طرائق خاصة شخصية لمعالجة المعلومات، التي تُصبح فيما بعد عادات ذهنية، رموز، تلمع في الذهن في الوقت المناسب |
||||
08 - 07 - 2012, 08:00 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء
شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك |
||||
08 - 07 - 2012, 09:35 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء
ميرسى يامارى على مرورك
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أم تعرف من هــم الأبناء أم تــأتــى إلـى الأبناء |
أنا فى تالته تربيه |
كليه تربيه سنه رابعه |
معلومات عن تربيه القطط |
لهواة تربيه القطط |