25 - 03 - 2017, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر صموئيل الثاني
الكاتب: لا يذكر سفر صموئيل الثاني إسم كاتبه. ولا يمكن أن يكون هو صموئيل النبي حيث أنه مات في سفر صموئيل الأول. من المرجح أن يكون الكاتب ناثان أو جاد (أنظر سفر أخبار الأيام الأول 29: 29). تاريخ كتابة السفر: كان سفري صموئيل الأول والثاني في الأصل سفراً واحداً. وقد قام مترجمي الترجمة السبعينية بفصلهما وقد حافظنا على هذا التقسيم منذ ذلك الوقت. تمتد أحداث سفر صموئيل الأول حوالي 100 عام، أي من 1100 ق. م. حتى 1000 ق. م. بينما تغطي أحداث سفر صموئيل الثاني أربعون عاماً أخرى. وبهذا يكون تاريخ كتابته بعد عام 960 ق. م. غرض كتابة السفر: إن سفر صموئيل الثاني هو سجل لملك داود الملك. يضع هذا السفر العهد الداوودي في إطاره التاريخي. آيات مفتاحية: "وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتاً إِلَى الأَبَدِ" (صموئيل الثاني 7: 16). "وَسَتَرَ الْمَلِكُ وَجْهَهُ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ، يَا أَبْشَالُومُ ابْنِي يَا ابْنِي!" (صموئيل الثاني 19: 4). "اَلرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي، إِلَهُ صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي. مَلْجَإِي وَمَنَاصِي. مُخَلِّصِي، مِنَ الظُّلْمِ تُخَلِّصُنِي. أَدْعُو الرَّبَّ الْحَمِيدَ فَأَتَخَلَّصُ مِنْ أَعْدَائِي" (صموئيل الثاني 22: 2-4). ملخص: يمكن تقسيم سفر صموئيل الثاني إلى قسمين رئيسيين – إنتصار داود (الإصحاحات 1-10) و مشاكل داود (الإصحاحات 11-20). أما الجزء الأخير من السفر (الإصحاحات 21-24) فهو ملحق غير متسلسل زمنياً يحتوي المزيد من التفاصيل حول حكم الملك داود. يبدأ السفر بتلقي داود أخبار موت شاول وأبناؤه. ويعلن فترة من الحداد. وبعد ذلك بوقت قصير يتم تتويج داود ملكاً على يهوذا، في حين تم تتويج إيشبوشث، أحد أبناء شاول الناجين، ملكاً على إسرائيل (الإصحاح الثاني). يتبع ذلك حرب أهليه، ويتم قتل إيشبوشث – ويطلب شعب إسرائيل أن يملك عليهم داود (الإصحاحات 4-5). يقوم داود بنقل عاصمة البلاد من حبرون إلى أورشليم وبعد ذلك يقوم بنقل تابوت العهد (الإصحاحات 5-6). يوقف الله خطة داود لبناء هيكل في أورشليم، ثم يعده بالأمور الآتية: 1) يكون لداود أبن يملك بعده؛ 2) إبن داود يقوم ببناء الهيكل؛ 3) العرش الذي يجلس عليه نسل داود يثبت إلى الأبد؛ 4) لا تفارق رحمة الله بيت داود إلى الأبد (صموئيل الثاني 7: 4-16). قاد داود إسرائيل إلى الإنتصار على العديد من الأعداء الذين يحيطون بهم. كما أظهر إحساناً إلى عائلة يوناثان بأن إحتضن مفيبوشث إبن يوناثان الأعرج (الإصحاحات 8-10). سقوط داود بعد ذلك. فقد إشتهى بثشبع، المرأة الجميلة، وزنى معها، ثم أمر بقتل زوجها (الإصحاح 11). عندما واجه النبي يوناثان داود بخطيته، إعترف داود، وغفر له الله بنعمته. ولكن قال الله لداود أن المشاكل سوف تنبع من داخل بيته. وجاءت المشاكل عندما قام أمنون، بكر داود، بإغتصاب ثامار، أخته غير الشقيقة. وقام أبشالوم أخو ثامار بقتل أمنون ليثأر لأخته. ثم هرب أبشالوم من أورشليم حتى لا يواجه غضب أبيه. فيما بعد، قاد أبشالوم تمرداً ضد داود، وإنضم بعض حلفاء داود السابقين إليه (الإصحاحات 15-16). إضطر داود إلى الخروج من أورشليم، وقام أبشالوم بإعلان نفسه ملكاً لفترة قصيرة. ولكن تمت إزاحة المدعي – وقتله – ضد رغبة داود. وقد ناح داود على إبنه الذي سقط. ساد شعور عام بعدم الراحة باقي سنوات ملك داود. وقد هدد رجال إسرائيل بالإنفصال عن يهوذا، وكان على داود أن يقمع ثورة أخرى (الإصحاح 20). يتضمن ملحق السفر معلومات عن مجاعة ثلاث سنوات في كل الأرض (الإصحاح 21)، وترنيمة داود (الإصحاح 22)، وسجل لإنتصارات محاربي داود الشجعان (الإصحاح 23)، وخطيئة داود بإحصاء الشعب والوباء الذي تبعها (الإصحاح 24). إشارات للمستقبل: نرى الرب يسوع بصورة أساسية في جزئين من سفر صموئيل الثاني. أولاً، عهد داود كما ورد في صموئيل الثاني 7: 16 "وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتاً إِلَى الأَبَدِ" ويتكرر في لوقا 1: 3-33 في كلمات الملاك الذي ظهر لمريم لكي يعلن لها ميلاد المسيح: "هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ". إن المسيح هو تحقيق وعد الله لداود، هو إبن الله الذي من نسل داود الذي سيملك إلى الأبد. ثانياً، نرى المسيح في ترنيمة داود في نهاية حياته (صموئيل الثاني 22: 2-51). فهو يترنم بصخرته وحصنه ومنقذه وملجأه ومخلصه. يسوع هو صخرنا (كورنثوس الأولى 10: 4؛ بطرس الأولى 2: 7-9)؛ منقذ إسرائيل (رومية 11: 25-27)، الحصن الذي إليه "الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا" (عبرانيين 6: 18)، ومخلصنا الوحيد (لوقا 2: 11؛ تيموثاوس الثانية 1: 10). تطبيق عملي: يمكن أن يتعرض أي إنسان للسقوط. حتى شخص مثل داود، الذي أراد حقاً أن يتبع الله وقد باركه الرب بغنى، قد تعرض للتجربة. يجب أن تكون خطيئة داود مع بثشبع بمثابة تحذير لنا جميعاً لكي نحفظ قلوبنا، وعيوننا، وأذهاننا. إن الخطوة الأولى نحو السقوط هي الغرور والإعتداد بنضوجنا الروحي وقدرتنا على الصمود أمام التجربة بقوتنا الشخصية (كورنثوس الأولى 10: 12). إن الله في نعمته يغفر أبشع الخطايا عندما نتوب توبة حقيقية. ولكن، شفاء الجرح الذي سببته الخطية لا يمحو آثارها دائماً. إن الخطية لها عواقب طبيعية، وحتى بعد أن غفر له الله، فقد حصد داود ما قد زرعه. فقد أخذ منه إبنه الذي ولد من علاقة غير شرعية مع زوجة رجل آخر (صموئيل الثاني 12: 14-24) وأيضاً عانى داود مأساة إنكسار علاقته بالآب السماوي (مزمور 32 و51). كم كان من الأفضل تجنب الخطية من الأصل، بدلاً من السعي لنوال الغفران بعد ذلك! |
||||
25 - 03 - 2017, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر ملوك الأول
الكاتب: لا يذكر سفر ملوك الأول إسم كاتبه بصورة محددة. يقول التقليد الكنسي أن كاتبه هو النبي إرميا. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر ملوك الأول ما بين عامي 560 ق. م و 540 ق. م. غرض كتابة السفر: إن هذا السفر هو تتمة لسفري صموئيل الأول والثاني ويبدأ بتتبع تولي الملك سليمان العرش بعد موت داود الملك. تبدأ القصة بمملكة متحدة، ولكنه ينتهي بأمة منقسمة إلى مملكتين: يهوذا وإسرائيل. إن سفري ملوك الأول والثاني هما سفر واحد في التوراة العبرية. آيات مفتاحية: ملوك الأول 1: 30 "إِنَّهُ كَمَا حَلَفْتُ لَكِ بِالرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي عِوَضاً عَنِّي، كَذَلِكَ أَفْعَلُ هَذَا الْيَوْمَ". ملوك الأول 9: 3 "وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ وَتَضَرُّعَكَ الَّذِي تَضَرَّعْتَ بِهِ أَمَامِي. قَدَّسْتُ هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي بَنَيْتَهُ لأَجْلِ وَضْعِ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ". ملوك الأول 12: 16 "فَلَمَّا رَأَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ، أَجَابَ الشَّعْبُ الْمَلِكَ: أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ، وَلاَ نَصِيبَ لَنَا فِي ابْنِ يَسَّى! إِلَى خِيَامِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. الآنَ انْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ". ملوك الأول 12: 28 "فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ وَعَمِلَ عِجْلَيْ ذَهَبٍ، وَقَالَ لَهُمْ: [كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ". ملوك الأول 17: 1 "وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي". ملخص: يبدأ سفر ملوك الأول بسليمان وينتهي بإيليا. ويمنحنا الفرق بينهما فكرة عما يقع في الفترة ما بينهما. ولد سليمات بعد فضيحة في القصر بين داود وبثشبع. وكان كوالده به ضعف تجاه النساء تسبب في سقوطه في النهاية. كان سليمان في بدايه الأمر ناجحاً، طالباً الحكمة من الله، كما بنى هيكلاً لله إستغرق تشييده سبع سنوات. ولكن بعد ذلك شيد لنفسه قصراً إستغرق بناؤه 13 عاماً. وأدى به تعدد زوجاته إلى عبادة الأوثان وقاده بعيداً عن الله. بعد موت سليمان، حكم شعب إسرائيل سلسلة من الملوك كان أغلبهم أشرار يعبدون الأوثان. وهذا بالتالي قاد الأمة بعيداً عن الله، وحتى توبيخ إيليا لم يفلح في إعادتهم إليه. كان من أشر هؤلاء الملوك الملك آخاب وزوجته الملكة إيزابل التي ساهمت في تعظيم عبادة البعل في إسرائيل. حاول إيليا إعادة شعب إسرائيل إلى عبادة يهوه، بل وتحدى كهنة البعل الوثنيين لمواجهة الله على جبل الكرمل. وبالطبع كانت النصرة لله. هذا أثار غضب الملكة إيزابل فأمرت بقتل إيليا فهرب وإختبأ في البرية. وقال في إكتئابه وإحباطه "ليتنى أموت". ولكن الله أرسل إليه طعاماً وتشجيعاً وكلمه همساً "بصوت خفيف رقيق" وبهذا أنقذ حياته لإتمام المزيد من العمل. إشارات للمستقبل: إن هيكل أورشليم، حيث يسكن روح الله في قدس الأقداس يشير إلى المؤمنين بالمسيح الذين يسكن فيهم الروح القدس منذ لحظة خلاصهم. وكما كان مطلوباً من شعب إسرائيل أن يتركوا عبادة الأوثان، كذلك علينا أن نتخلى عن أي شيء يفصلنا عن الله. إننا نحن شعبه، هيكل الله الحي. تقول رسالة كورنثوس الثانية 6: 16 "أَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً". كان إيلياً إشارة للمسيح ورسل العهد الجديد. وقد مكَّن الله إيليا من القيام بأعمال معجزية لكي يثبت أنه فعلاً رجل الله. فقد أقام إبن أرملة صرفة من الموت مما جعلها تعلن: "الآن علمت أنك رجل الله وأن كلمة الله في فمك هي حق". وبنفس الكيفية فإن رجال الله الذين تكلموا بكلمته من خلال قوة الله واضحين في العهد الجديد. فإن يسوع لم يقم فقط لعازر من الموت بل أيضاً أقام إبن أرملة نايين (لوقا 7: 14-15)، وإبنة يايرس (لوقا 8: 52-56). وأقام الرسول بطرس طابيثا من الموت (أعمال الرسل 9: 40)، وأقام الرسول بولس أفتيخوس (كورنثوس الأولى 15: 33). التطبيق العملي: يحمل سفر ملوك الأول دروس عديدة للمؤمنين. إننا نجد تحذير بشأن رفقاؤنا، خاصة القريبين منهم وعلاقات الزواج. إم ملوك إسرائيل الذين على شاكلة سليمان تزوجوا بأجنبيات عرضوا أنفسهم وشعبهم للشرور. كمؤمنين بالمسيح يجب أن نكون شديدي الحذر بشأن من نختارهم كأصدقاء، أو شركاء في العمل، أو شركاء في الحياة. "لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ" (كورنثوس الأولى 15: 33). إن إختبار إيليا في البرية يعلمنا درساً ثميناً أيضاً. بعد إنتصاره الرائع على ما يزيد عن 450 من أنبياء البعل على جبل الكرمل، فإن فرحه تحول إلى حزن بسبب ملاحقة إيزابل له وإضطر أن يهرب لحياته. إن خبرات "الإنتصار" نظير هذه كثيراً ما يتبعها شعور بالإحباط واليأس. علينا أن نكون واعين لمثل هذه الإختبارات في الحياة المسيحية. عالمين أن إلهنا أمين ولن يتركنا أبداً. فإن الصوت الرقيق الهاديء الذي شجع إيليا سوف يشجعنا نحن أيضاً. |
||||
25 - 03 - 2017, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر صموئيل الأول
وصف أساسي: هل يمكن أن تلخص سفر صموئيل الأول؟ ما هو موضوع سفر صموئيل الأول؟ الكاتب: إن كاتب هذا السفر غير معروف. نحن نعلم أن النبي صموئيل قد دون كتاباً (صموئيل الأول 10: 25) ومن الممكن أن يكون قد كتب جزء من هذا السفر أيضاً. قد يكون من المساهمين في كتابة سفر صموئيل الأول الأنبياء/المؤرخين ناثان وجاد (أخبار الأيام الأول 29: 29). تاريخ كتابة السفر: في الأصل كان سفري صموئيل الأول والثاني سفراً واحداً. وفي الترجمة السبعينية تم الفصل بينهما وقد تمت المحافظة على هذا التقسيم منذ ذلك الوقت. يغطي سفر صموئيل الأول فترة 100 سنة تقريباً، من العام 1100 ق.م حتى 1000 ق.م. ويغطي صموئيل الثاني أربعون عاماً أخرى. بهذا يكون تاريخ الكتابة تالياً للعام 960 ق.م. غرض كتابة السفر: يسجل سفر صموئيل الأول تاريخ شعب إسرائيل في أرض كنعان، أثناء إنتقالهم من حكم القضاة إلى التوحد كأمة تحت سلطان الملوك. يبرز صموئيل كآخر القضاة، ويقوم بمسح أول ملكين – شاول وداود. آيات مفتاحية: "فَسَاءَ الأَمْرُ فِي عَيْنَيْ صَمُوئِيلَ إِذْ قَالُوا: أَعْطِنَا مَلِكاً يَقْضِي لَنَا. وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ. فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: اسْمَعْ لِصَوْتِ الشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ. لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا حَتَّى لاَ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ" (صموئيل الأول 8: 6-7). "فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: قَدِ انْحَمَقْتَ! لَمْ تَحْفَظْ وَصِيَّةَ الرَّبِّ إِلَهِكَ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا، لأَنَّهُ الآنَ كَانَ الرَّبُّ قَدْ ثَبَّتَ مَمْلَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. وَأَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتُكَ لاَ تَقُومُ. قَدِ انْتَخَبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ، وَأَمَرَهُ الرَّبُّ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ. لأَنَّكَ لَمْ تَحْفَظْ مَا أَمَرَكَ بِهِ الرَّبُّ" (صموئيل الأول 13: 13-14). "فَقَالَ صَمُوئِيلُ: هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ وَالْإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ. لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ!" (صموئيل الأول 15: 22-23). ملخص: يمكن تقسيم سفر صموئيل الأول إلى قسمين: حياة صموئيل (الإصحاحات 1-12) وحياة شاول (الإصحاحات 13-31). يبدأ السفر بميلاد صموئيل المعجزي إستجابة لصلوات أمه الحارة. عاش صموئيل وخدم كطفل في الهيكل. لقد افرزه الله كنبي (3: 19-21)، وكانت نبوته الأولى نبوة دينونة على الكهنة الفاسدين. خرج شعب إسرائيل للحرب مع أعدائهم الفلسطينيين. إستولى الفلسطينيون على تابوت العهد وإحتفظوا به لفترة، ولكن عندما أرسل الرب دينونته أعاد الفلسطينيون تابوت العهد. ودعا صموئيل الشعب إلى التوبة (7: 3-6) ومن ثم الإنتصار على الفلسطينيين. أراد شعب إسرائيل أن يكون لهم ملك مثل باقي الشعوب. إستاء صموئيل من طابهم، ولكن الرب قال له أنهم بهذا لا يرفضون صموئيل كقائد لهم بل يرفضون الرب. بعد تحذير الشعب عما يعنيه وجود ملك لهم، قام صموئيل بمسح شاول الذي من نسل بنيامين ملكاً وتم تتويجه في المصفاة (10: 17-25). تمتع شاول بالنجاح في باديء الأمر، وإنتصر على العمونيين في الحرب (الإصحاح 11). ولكنه إرتكب سلسلة من الأخطاء بعد ذلك: قدم ذبيحة بكل غرور (الإصحاح 13)، قطع عهداً أحمقاً على حساب إبنه يوناثان (الإصحاح 14)، وعصى أمر الله المباشر (الإصحاح 15). نتيجة لتمرد شاول، إختار الله شخص آخر ليحل محله. وإذ فارقت شاول بركة الله بدأ روح نجس يدفع روحه نحو الجنون (16: 14). ذهب صموئيل إلى بيت لحم لكي يمسح شاباً يدعى داود ملكاً تالياً (الإصحاح 16). بعد ذلك يواجه داود جوليات الفلسطيني في الموقعة الشهيرة ويصبح بطلاً قومياً (الإصحاح 17). عمل داود في بلاط شاول، ثم تزوج إبنة شاول وأصبح صديق لإبن شاول. صار شاول نفسه يغار من نجاح داود ويحاول قتله. هرب داود، وبهذا بدأت فترة غير عادية من المغامرات والتشويق والرومانسية. إستطاع داود أن ينجو بمعونة إلهية من يد شاول المتعطش للدماء (الإصحاحات 19-26). وفي وسط كل هذا، إستطاع داود أن يحافظ على إخلاصه وصداقته ليوناثان. مات صموئيل قرب نهاية السفر، وأصبح شاول رجلاً ضائعاً. في الليلة السابقة لمعركة مع الفلسطينيين، حاول شاول أن يبحث عن إجابات. ولأنه كان قد رفض الله فلم يجد معونة من السماء، فبحث عن مساعدة العرافين. وفي أثناء ذلك حضرت روح صموئيل لتقدم نبوة أخيرة بموت شاول في المعركة في اليوم التالي. تمت النبوة؛ إذ سقط في المعركة أبناء شاول الثلاثة بما فيهم يوناثان فإنتحر شاول. إشارات للمستقبل: إن صلاة حنة في صموئيل الأول 2: 1-10 تحمل عدة إشارات نبوية إلى المسيح. فهي تمجد الله كصخرة لها (الآية 2)، ونحن نعرف من الأناجيل أن يسوع هو الصخر الذي يجب أن نبني بيوتنا الروحية عليه. يشير بولس الرسول إلى يسوع كـ "حجر عثرة" لليهود (رومية 9: 33). يسمى المسيح "الصخرة الروحية" التي قدمت الماء الروحي لشعب إسرائيل في البرية كما أنه يوفر "الماء الحي" لنفوسنا (كورمثوس الأولى 10: 4؛ يوحنا 4: 10). تشير صلاة حنة أيضاً إلى الرب الذي يدين أطراف الأرض (الآية 2: 10) وكذلك يشير إنجيل متى 25: 31-32 إلى يسوع كإبن الإنسان الذي سيأتي في مجد ليدين الجميع. تطبيق عملي: إن قصة شاول المأساوية هي نموذج للفرص الضائعة. فها هو إنسان إمتلك كل شيء – الكرامة، والسلطة، والغنى، والجمال، وغيرها الكثير. لكنه مات في يأس، مرعوباً من أعداؤه عالماً أنه خيَّب أمل شعبه وعائلته وإلهه. أخطأ شاول بإعتقاده أنه يمكن أن يرضي الله في عصيانه. ومثل الكثيرين اليوم، إعتقد أن الدوافع المنطقية يمكن أن تعوض عن السلوك الرديء. ربما بلغ به غرور السلطة حتى إعتقد أنه فوق القواعد والقوانين. فقد صار لديه إحتقار لوصايا الله وتعظيم لنفسه. وحتى عندما تمت مواجهته بأخطائه حاول ان يبرر نفسه، وهنا رفضه الله (15: 16-28). كانت مشكلة شاول هي مشكلة نواجهها جميعاً – مشكلة القلب. إن طاعة الله ضرورية للنجاح، وإذا إفتخرنا بعصياننا له فإننا بهذا نضمن خسارتنا. ومن جهة أخرى فإن داود لم يبدو ذو شأن في البداية. حتى إن صموئيل نفسه كاد أن يتخطاه (16: 6-7). ولكن الله يرى القلب وقد وجد في داود رجلاً بحسب قلبه (13: 14). لقد قدم إتضاع داود وإخلاصه مضافاً إليهما جسارته في ما للرب وتكريسه للصلاة مثال وقدوة صالحة لنا. |
||||
25 - 03 - 2017, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر ملوك الثاني
الكاتب: لا يذكر سفر ملوك الأول إسم كاتبه بصورة محددة. يقول التقليد الكنسي أن النبي إرميا هو كاتب سفري ملوك الأول والثاني. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر ملوك الثاني مع سفر ملوك الأول ما بين عامي 560 ق. م و 540 ق. م. غرض كتابة السفر: إن هذا السفر هو تتمة لسفر ملوك الأول وهو يكمل قصة الملوك في المملكة المنقسمة (إسرائيل ويهوذا). ينتهي سفر ملوك الثاني بسبي شعب إسرائيل ويهوذا إلى آشور وبابل. آيات مفتاحية: ملوك الثاني 17: 7-8 "وَكَانَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمِ الَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ تَحْتِ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَاتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى، وَسَلَكُوا حَسَبَ فَرَائِضِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقَامُوهُمْ". ملوك الثاني 22: 1-2 "كَانَ يُوشِيَّا ابْنَ ثَمَانِ سِنِينٍ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ... وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَلَمْ يَحِدْ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً". ملوك الثاني 24: 2 "فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِ غُزَاةَ الْكَلْدَانِيِّينَ وَغُزَاةَ الأَرَامِيِّينَ وَغُزَاةَ الْمُوآبِيِّينَ وَغُزَاةَ بَنِي عَمُّونَ وَأَرْسَلَهُمْ عَلَى يَهُوذَا لِيُبِيدَهَا حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ". ملوك الثاني 8: 19 "وَلَمْ يَشَإِ الرَّبُّ أَنْ يُبِيدَ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِهِ، كَمَا قَالَ إِنَّهُ يُعْطِيهِ سِرَاجاً وَلِبَنِيهِ كُلَّ الأَيَّامِ". ملخص: يسجل سفر ملوك الثاني سقوط المملكة المنقسمة. إستمر الأنبياء في تحذير الشعب بأن دينونة الله قريبة، ولكنهم لم يتوبوا. وقد حكم مملكة إسرائيل عدد من الملوك الأشرار، وبالرغم من كون بعض ملوك يهوذا صالحين إلا أن غالبيتهم قادوا الشعب بعيداً عن عبادة يهوه. لم يستطع هؤلاء الصالحين القلائل مع أليشع وأنبياء آخرين إيقاف تدهور الأمة. في النهاية تم تدمير مملكة إسرائيل الشمالية بواسطة الآشوريين وبعد حوالي 136 سنة قام البابليون بتدمير مملكة يهوذا الجنوبية. يوجد ثلاث موضوعات أساسية في سفر ملوك الثاني. أولاً، الرب سوف يدين شعبه عندما يعصونه ويديرون ظهرهم له. وقد ظهرت عدم أمانة شعب إسرائيل في شر عبادة الأوثان من قبل الملوك مما أدى إلى غضب الله المقدس على تمردهم. ثانياً، إن كلمة أنبياء الله الصادقين دائماً ما تتحقق. لأن الله دائماً يحقق كلمته فكذلك أيضاً كلمات أنبيائه صادقة دائماً. ثالثاً، الله أمين. لقد تذكر وعده لداود (صموئيل الثاني 7: 10-13) وبالرغم من عصيان الشعب والملوك الأشرار الذين حكموهم إلا أن الله لم يفني عائلة داود. إشارات للمستقبل: إستخدم الرب يسوع قصة أرملة صرفة الواردة في ملوك الأول وقصة نعمان الواردة في ملوك الثاني لتوضيح حقيقة عطف ومحبة الله تجاه أولئك الذين إعتبرهم اليهود غير مستحقين لنعمة الله – الفقراء والضعفاء والمظلومين والعشارين والسامريين والأمم. بالإشارة إلى مثال الأرملة الفقيرة والأبرص فإن يسوع أظهر نفسه بأنه الطبيب الأعظم الذي يشفي ويخدم الذين في حاجة إلى النعمة الإلهية. هذه الحقيقة ذاتها كانت أساس سر جسد المسيح، الكنيسة، التي تأتي من كل مستويات المجتمع، ذكوراً وإناث، أغنياء وفقراء، يهود وأمم (أفسس 3: 1-6). إن كثير من معجزات إليشع كانت إشارات إلى معجزات المسيح نفسه. أقام أليشع إبن المرأة الشونمية (ملوك الثاني 4: 34-35)، وشفى نعمان من البرص (ملوك الثاني 5: 1-19)، وضاعف أرغفة الخبز لإطعام مائة شخص وبقي منها فائض (ملوك الثاني 4: 42-44). التطبيق العملي إن الله يبغض الخطية ولن يسمح بإستمرارها إلى الأبد. إذا كنا نحن ملك له فلنا أن نتوقع تأديبه لنا عندما لا نطيعه. إن الآب المحب يؤدب أولاده لفائدتهم ولإظهار أنهم بالفعل ينتمون إليه. قد يستخدم الله غير المؤمنين أحياناً لتأديب أبنائه، وهو يحذرنا قبل أن يعاقبنا. إننا كمؤمنين لدينا كلمته لإرشادنا وتحذيرنا عندما نضل عن طريقه. إن كلمته جديرة بثقتنا وتقدم لنا الحق دائماً كما كان الأنبياء في القديم. إن أمانة الرب تجاه شعبه لا تسقط أبداً حتى عندما نفشل نحن. إن قصتي الأرملة، والأبرص هما مثال لنا كجسد المسيح. فكما أشفق إليشع على حثالة المجتمع علينا نحن أن نرحب بكل من ينتمون للمسيح في كنائسنا. الله "لا يحابي الوجوه" (أعمال الرسل 10: 34) وكذلك يجب علينا نحن أيضاً. |
||||
25 - 03 - 2017, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر أخبار الأيام الأول
الكاتب: لا يذكر سفر أخبار الأيام الأول إسم كاتبه بصورة محددة. ولكن يقول التقليد الكنسي أن كاتب سفري أخبار الأيام الأول والثاني هو عزرا النبي. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر أخبار الأيام الأول ما بين عامي 450 و 425 ق.م. غرض كتابة السفر: يغطي سفري أخبار الأيام الأول والثاني تقريباً نفس المعلومات التي يغطيها سفري صموئيل الأول والثاني وسفري الملوك الأول والثاني. ولكن يركز سفري أخبار الأيام الأول والثاني على الجانب الكهنوتي لنفس الحقبة الزمنية. تمت كتابة سفر أخبار الأيام الأول بعد السبي لمساعدة العائدين إلى إسرائيل في فهم كيف يعبدون الله. وقد ركز التاريخ على المملكة الجنوبية، أي أسباط يهوذا وبنيامين ولاوي. فهذه الأسباط كانت أمينة لله إلى حد كبير. آيات مفتاحية: أخبار الأيام الأول 11: 1-2 "وَاجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ قَائِلِينَ: هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكاً كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ, وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيساً لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ". أخبار الأيام الأول 21: 13 "فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ: قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدّاً. دَعْنِي أَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ, وَلاَ أَسْقُطُ فِي يَدِ إِنْسَانٍ". أخبار الأيام الأول 29: 11 "لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ, لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ, وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْساً عَلَى الْجَمِيعِ". ملخص: تختص الإصحاحات التسعة الأولى من أخبار الأيام الأول بتسجيل قوائم وسلاسل أنساب. كما نجد المزيد من القوائم وسلاسل الأنساب في مواضع متفرقة من السفر. وفيما بين هذه القوائم يسجل السفر إعتلاء داود العرش وما عمله بعد ذلك. يختم السفر بصيرورة سليمان إبن داود ملكاً على إسرائيل. إن مخطط السفر بإختصار هو كالتالي: الإصحاحات 1: 1 – 9: 23 سلاسل أنساب مختارة؛ الإصحاحات 9: 24-12: 40 داود يصبح ملكاً؛ الإصحاحات 13: 1-20: 30 سنوات حكم/ملك داود. إشارات للمستقبل: يشير داود في أنشودة الشكر في أخبار الأيام الأول 16: 33 إلى وقت يأتي فيه الله "ليدين الأرض". وفي هذا إشارة إلى متى 25 حيث يصف الرب يسوع وقتاً سيأتي فيه ليدين الأرض. ومن خلال مثلي العذارى العشرة والوزنات العشرة يحذر الذين لا يغطي دم المسيح خطاياهم بأنهم سوف يلقون إلى "الظلمة الخارجية". ويشجع شعبه أن يكونوا مستعدين عند مجيئه لأنه في دينونته سوف يفصل بين الخراف والجداء إن جزء من العهد الداوودي الذي يكرره الله في الإصحاح 17 يشير إلى مستقبل المسيا الذي سيأتي من نسل داود. تصف الآيات 13 – 14 الإبن الذي يثبت في بيت الله والذي يثبت عرشه إلى الأبد. وهذه الإشارة تنطبق على يسوع المسيح فقط. تطبيق عملي: قد تبدو سلاسل الأنساب جافة بالنسبة لنا، ولكنها تذكرنا أن الله يعرف كل واحد من أبنائه بصورة شخصية، بل يعرف حتى عدد شعر رؤوسنا (متى 10: 30). فيمكننا أن نطمئن عالمين أننا وما نفعله معروفين إلى الأبد لدى الله. إنا كنا نحن ملك المسيح، فإن أسماؤنا مكتوبة إلى الأبد في سفر حياة الحمل (رؤيا 13: 8). الله أمين تجاه شعبه وهو يفي بوعوده لهم. إننا نرى في سفر أخبار الأيام الأول تحقيق وعد الله لداود عندما صار ملكاً على إسرائيل (أخبار الأيام الأول 11: 1-3). فيمكن لنا أن نثق أنه يحقق وعوده لنا نحن أيضاً. لقد وعد أن يبارك من يتبعونه، الذين يأتون إلى المسيح بتوبة قلبية ويطيعون وصاياه. إن الطاعة تجلب البركة؛ وعدم الطاعة تجلب الدينونة. إن سفر أخبار الأيام الأول وكذلك أسفار صموئل الأول والثاني وملوك الأول والثاني هي تسجيل لنموذج الخطية والتوبة والغفران والإسترداد لشعب إسرائيل. وبنفس الكيفية، يطيل الله أناته تجاهنا ويغفر خطايانا عندما نأتي إليه بتوبة حقيقية (يوحنا الأولى 1: 9). فيمكن أن نطمئن بمعرفة أنه يسمع صلاة توبتنا، ويغفر خطايانا، ويردنا إلى حياة الشركة معه وبذلك يضعنا على طريق الإبتهاج والفرح. |
||||
25 - 03 - 2017, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر أخبار الأيام الثاني
الكاتب: لا يذكر سفر أخبار الأيام الثاني إسم كاتبه بالتحديد. يقول التقليد الكنسي أن عزرا هو كاتب سفري أخبار الأيام الأول والثاني. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر أخبار الأيام الثاني ما بين عامي450 و 425 ق. م. غرض كتابة السفر: يغطي سفري أخبار الأيام الأول والثاني تقريباً نفس معلومات سفري صموئيل الأول والثاني وسفري ملوك الأول والثاني. يركز سفري أخبار الأيام الأول والثاني على الجانب الكهنوتي لنفس الفترة بصورة أكبر. إن سفر أخبار الأيام الثاني هو بمثابة تقييم لتاريخ الأمة الروحي. آيات مفتاحية: أخبار الأيام الثاني 2: 1 " وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاِسْمِ الرَّبِّ وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ". أخبار الأيام الثاني 29: 1-3 "مَلَكَ حَزَقِيَّا وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِيَّةُ بِنْتُ زَكَرِيَّا. وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ. هُوَ فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَرَمَّمَهَا". أخبار الأيام الثاني 36: 14 "حَتَّى أَنَّ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشَّعْبِ أَكْثَرُوا الْخِيَانَةَ حَسَبَ كُلِّ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ وَنَجَّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ الَّذِي قَدَّسَهُ فِي أُورُشَلِيمَ". أخبار الأيام الثاني 36: 23 "هَكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَ السَّمَاءِ قَدْ أَعْطَانِي جَمِيعَ مَمَالِكِ الأَرْضِ وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتاً فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ جَمِيعِ شَعْبِهِ الرَّبُّ إِلَهُهُ مَعَهُ وَلْيَصْعَدْ". ملخص: يسجل سفر أخبار الأيام الثاني تاريخ مملكة يهوذا الجنوبية، من وقت ملك سليمان حتى نهاية السبي البابلي. إن تدهور مملكة يهوذا مخيب للأمل، ولكن التركيز هنا على المصلحين الروحيين الذين سعوا بغيرة وشغف لإعادة الشعب إلى الرب. التركيز هنا على ما هو صالح، ولا يذكر سوى القليل عن الملوك الطالحين أو إخفاقات الملك الصالحين. بما أن سفر أخبار الأيام الثاني يتبنى وجهة نظر كهنوتية، فإن مملكة إسرائيل الشمالية لا تذكر إلا نادراً بسبب العبادة الزائفة ورفضهم الإعتراف بهيكل أورشليم. ينتهي سفر أخبار الأيام الثاني بدمار أورشليم والهيكل. إشارات مستقبلية: كما هو الحال بالنسبة للإشارات إلى الملوك والهياكل في العهد القديم، فإننا نراها كصورة لملك الملوك الحقيقي – الرب يسوع المسيح – وهيكل الروح القدس – أي شعبه المؤمنين به. حتى أفضل ملوك شعب إسرائيل كانت له نفس أخطاء كل الخطاة وكانت قيادتهم للشعب معيبة. ولكن حين يأتي ملك الملوك ليعيش ويملك على الأرض في الملك الألفي، فإنه سوف يثبت ذاته على عرش الأرض كلها كالوريث الحقيقي لداود الملك. عند ذاك فقط يكون لنا ملك كامل يملك بالبر والقداسة، الأمر الذي لم يستطع أفضل ملوك إسرائيل سوى أن يحلم به. وبالمثل، فإن الهيكل العظيم الذي بناه سليمان الملك لم يكن مصمماً ليبقى إلى الأبد. فإنه بعد مرور 150 سنة فقط كان بحاجة ماسة للترميم والإصلاح من الخراب الذي حل به نتيجة تحول الأجيال التالية إلى عبادة الأوثان مرة أخرى (ملوك الثاني 12). ولكن هيكل الروح القدس – أي الذين ينتمون إلى المسيح – سوف يعيشون إلى الأبد. إن المؤمنين بالمسيح هم ذلك الهيكل، المصنوع ليس بأيدي بشرية بل بمشيئة الله (يوحنا 1: 12-13). الروح الساكن فينا لن يتركنا أبداً وسوف يسلمنا بأمان إلى يدي الله في يوما ما (أفسس 1: 13؛ 4: 30). ولا يتمتع أي هيكل أرضي بذلك الوعد. التطبيق العملي: إن قاريء سفري أخبار الأيام مدعو لتقييم كل الأجيال الماضية لمعرفة أيها نال البركة نتيجة الطاعة أو العقاب نتيجة الشر. ولكن علينا أيضاً مقارنة مآزق هذه الأجيال مع مصاعبنا كأفراد أو جماعات. إذا كنا نحن أو كنيستنا أو بلادنا نمر بمصاعب، فإنه من مصلحتنا أن نقارن ما نؤمن به وسلوكنا المبني عليه بمعتقدات وخبرات شعب إسرائيل تحت قيادة الملوك المختلفين. الله يكره الخطية ولا يحتملها أبداً. ولكن إن كنا نتعلم أي شيء من سفري أخبار الأيام فهو أن الله يريد أن يغفر لمن يصلون بإتضاع وتوبة ويشفيهم (يوحنا الأولى 1: 9). إن كان بإمكانك الحصول على أي شيء تريده من الله، فماذا تطلب؟ هل تطلب الغنى العظيم؟ أم الصحة الكاملة لك ولمن تحبهم؟ أم تطلب القوة أمام الحياة أو الموت؟ إنه أمر عجيب أن نفكر بهذا، أليس كذلك؟ ولكن الأعجب منه هو أن الله قدّم هذا العرض لسليمان ولم يختار أي من هذه الأشياء. بل طلب الحكمة والمعرفة لإتمام المهمة التي أوكله الله بها بصورة جيدة. الدرس الذي نتعلمه هنا هو أن الله كلف كل منا بمهمة معينة، وأعظم بركة يمكن أن نسعى للحصول عليها من الله هي القدرة على إتمام مشيئته لحياتنا. لهذا فنحن بحاجة إلى "الحكمة النازلة من فوق" (يعقوب 3: 17) لكي نميز مشيئته، وأيضاً الفهم والمعرفة الحميمة لشخصه حتى تدفعنا للتشبه بالمسيح في العمل وإتجاه القلب (يعقوب 3: 13). |
||||
25 - 03 - 2017, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر عزرا
الكاتب: لا يذكر سفر عزرا إسم كاتبه. ويقول التقليد أن النبي عزرا هو كاتب السفر. من المثير للإنتباه ملاحظة أنه ما أن يظهر النبي عزرا في الأحداث في الإصحاح 7، فإن كاتب السفر يتحول من الكتابة بصيغة الغائب إلى صيغة المتكلم. وهذا يعزز القول بأن عزرا هو كاتب السفر. تاريخ كتابة السفر: يرجح أنه تمت كتابة سفر عزرا ما بين عامي 460 و 440 ق.م. غرض كتابة السفر: إن سفر عزرا يتناول الأحداث التي وقعت في أرض إسرائيل في فترة العودة من السبي البابلي والسنوات التالية له، وهو يغطي فترة تمتد إلى قرن من الزمان تبدأ عام 538 ق. م. ويركز سفر عزرا على إعادة بناء الهيكل. ويحتوي السفر على سجلات أنساب مفصلة، بهدف تأكيد الحق في الكهنوت من جهة أبناء هارون بصورة أساسية. آيات مفتاحية: عزرا 3: 11 "وَغَنُّوا بِالتَّسْبِيحِ وَالْحَمْدِ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَكُلُّ الشَّعْبِ هَتَفُوا هُتَافاً عَظِيماً بِالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ لأَجْلِ تَأْسِيسِ بَيْتِ الرَّبِّ". عزرا 7: 6 "عَزْرَا هَذَا صَعِدَ مِنْ بَابِلَ وَهُوَ كَاتِبٌ مَاهِرٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَعْطَاهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ. وَأَعْطَاهُ الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ الرَّبِّ إِلَهِهِ عَلَيْهِ كُلَّ سُؤْلِهِ". ملخص: يمكن تقسيم هذا السفر كالتالي: الإصحاحات 1-6 العودة الأولى تحت زربابل وبناء الهيكل الثاني. الإصحاحات 7-10 خدمة عزرا. حيث أنه مر أكثر من نصف قرن بين الإصحاح 6 و7 فإن شخصيات الجزء الأول من السفر كانوا قد ماتوا حين بدأ عزرا خدمته في أورشليم. عزرا هو الشخصية الرئيسية في سفري عزرا ونحميا. وينتهي كلا السفرين بصلوات إعتراف (عزرا 9؛ ونحميا 9) يليها إبتعاد الشعب عن الممارسات الشريرة التي سقطوا فيها. يمكن أيضاً تكوين فكرة عن رسائل حجي وزكريا المشجعة، حيث يتم تقديمهما في هذه الرواية (عزرا 5: 1)، والتي نجدها في الأسفار النبوية التي تحمل إسميهما. يغطي سفر عزرا العودة من السبي لبناء الهيكل بحسب أمر أرتحشستا الملك، وهو الحدث الذي يغطيه الجزء الأول من سفر نحميا. وكان حجي هو النبي الرئيسي في أيام عزرا، أما زكريا فكان نبياً في أيام نحميا. إشارات مستقبلية: نرى في سفر عزرا إستمرار لموضوع البقية الباقية. فكلما تقع كارثة أو تأتي دينونة، فإن الله يحفظ بقية صغيرة لنفسه – مثل حفظ نوح وعائلته من الطوفان؛ وعائلة لوط في سدوم وعمورة؛ والـ 7000 نبي في إٍسرائيل رغم إضطهاد آخاب وإيزابل للأنبياء. عندما إستعبد شعب إسرائيل في مصر حفظ الله بقية وأخرجها إلى أرض الموعد. في عزرا 2: 64-67 رجع حوالي خمسة آلاف شخص إلى أرض يهوذا، ولكن عندما قارنوا عددهم بتعداد شعب إسرائيل في أيام الإزدهار تحت حكم الملك داود قالوا: "لقد بقينا بقية لهذا اليوم". ويمتد موضوع البقية الباقية إلى العهد الجديد حيث يخبرنا بولس أنه "قَدْ حَصَلَتْ بَقِيَّةٌ حَسَبَ اخْتِيَارِ النِّعْمَةِ" (رومية 11: 5). بالرغم من أن أغلب الناس في زمن المسيح قد رفضو، ولكن بقيت مجموعة من الناس إحتفظ بهم الله وحفظهم في إبنه، وفي عهد نعمته. وفي كل الأجيال منذ وقت المسيح توجد بقية من الأمناء الذين ظلت أقدامهم على الطريق الضيق الذي يقود إلى الحياة الأبدية (متى 7: 14-14). هذه البقية الباقية ستحفظ بقوة الروح القدس الذي قد ختمهم والذي يأتي بهم بأمان إلى اليوم الأخير (كورنثوس الثانية 1: 22؛ أفسس 4: 30). التطبيق العملي: إن سفر عزرا هو رواية رجاء وإسترداد. بالنسبة للمؤمن الذي جرحت حياته بالخطية والتمرد على الله، يوجد رجاء عظيم في إن إلهنا هو إله غفران، إله ل يدير ظهره عنا عندما نطلبه في توبة وإنكسار (يوحنا الأولى 1: 9). إن عودة شعب إسرائيل إلى أورشليم وإعادة بناء الهيكل تتكرر في حياة كل مؤمن يرجع من أسر الخطية والتمرد على الله ويجد لديه ترحيب دافيء بعودته. مهما طال إبتعادنا، فهو يغفر لنا ويقبلنا ثانية إلى عائلته. إنه مستعد أن يعلمنا كيف نعيد بناء حياتنا وينهض قلوبنا التي هي هيكل للروح القدس. وكما حدث في إعادة بناء هيكل أورشليم فإن الله يشرف على تجديد وإعادة تكريس حياتنا لخدمته. إن المعارضة من جانب أعداء الله في إعادة بناء الهيكل تقدم نموذجاً مألوفاً لدى عدو نفوسنا. يستخدم الشيطان من يبدو أنهم متفقين مع أهداف الله ليخدعنا ويحاول أن يعطل خطط الله. عزرا 4: 2 يصف الخطاب الخادع لمن يدَّعون أنهم يعبدون المسيح بينما غرضهم الحقيقي هو الهدم، وليس البناء. يجب أن نحذر من أمثال هؤلاء الخادعين، ونجيبهم كما فعل شعب إسرائيل، ونرفض أن ننخدع بكلامهم المعسول وإيمانهم الكاذب. |
||||
25 - 03 - 2017, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر نحميا
الكاتب: لا يذكر سفر نحميا إسم كاتبه. ولكن يقر التقليد اليهودي والمسيحي أن عزرا هو كاتب السفر. وهذا يقوم على حقيقة أن سفري عزرا وحميا كانا في الأصل سفر واحد. تاريخ كتابة السفر: يرجح أنه تمت كتابة سفر نحميا ما بين عامي 445 و420 ق.م. غرض كتابة السفر: إن سفر نحميا، وهو أحد الأسفار التاريخية في الكتاب المقدس، يستكمل قصة رجوع شعب إسرائيل من السبي البابلي وإعادة بناء الهيكل في أورشليم. آيات مفتاحية: نحميا 1: 3 "فَقَالُوا لِي: إِنَّ الْبَاقِينَ الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّبْيِ هُنَاكَ فِي الْبِلاَدِ هُمْ فِي شَرٍّ عَظِيمٍ وَعَارٍ. وَسُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ". نحميا 1: 11 "يَا سَيِّدُ لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَصَلاَةِ عَبِيدِكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ مَخَافَةَ اسْمِكَ. وَأَعْطِ النَّجَاحَ الْيَوْمَ لِعَبْدِكَ وَامْنَحْهُ رَحْمَةً أَمَامَ هَذَا الرَّجُلِ". نحميا 6: 15-16 "وَكَمِلَ السُّورُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ فِي اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْماً. وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ أَعْدَائِنَا وَرَأَى جَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوَالَيْنَا سَقَطُوا كَثِيراً فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ وَعَلِمُوا أَنَّهُ مِنْ قِبَلِ إِلَهِنَا عُمِلَ هَذَا الْعَمَلُ". ملخص: كان نحميا شخص يهودي في بلاد فارس عندما وصل إليه خبر إعادة بناء الهيكل في أورشليم. وقد شعر بالقلق لعلمه بعدم وجود سور لحماية المدينة. وقد دعا نحميا الله أن يستخدمه لإنقاذ المدينة. وأجاب الله صلاته بأن ليَّن قلب أرتحشستا ملك فارس، الذي لم يكتفي بأن يمنحه موافقته بل أعطاه الأدوات اللازمة للبناء. أعطى الملك غلإذن لنحميا بالعودة إلى أورشليم حيث صار حاكماً للمدينة. بالرغم من المعارضة والإتهامات تم بناء السور وإسكات الأعداء. وقدم الناس، بإلهام من نحميا، عشور أموال كثيرة، وأدوات ورجال للعمل لإنهاء بناء السور في 52 يوماً مذهلة، رغم كثرة المعارضين. ولكن هذا العمل المشترك كان قصير الأمد، حيث سقطت أورشليم في الإرتداد عندما غادرها نحميا لوقت قصير. وبعد 12 عاماً عاد ليجد الأسوار قوية ولكن الشعب ضعيفاً. فبدأ مهمة تعليم الناس الأخلاق الحميدة ولم يجمِّل كلماته. "فَخَاصَمْتُهُمْ وَلَعَنْتُهُمْ وَضَرَبْتُ مِنْهُمْ أُنَاساً وَنَتَفْتُ شُعُورَهُمْ...". أعاد تأسيس العبادة الحقيقية من خلال الصلاة وتشجيع الناس على النهوض عن طريق قراءة كلمة الله والتمسك بها. إشارات للمستقبل: كان نحميا رجل صلاة، وكان يصلي بحرارة من أجل شعبه (نحميا 1). ويشير تشفعه الغيور من أجل شعب الله إلى شفيعنا الأعظم، الرب يسوع المسيح، الذي صلى بحرارة من أجل شعبه في صلاته كرئيس الكهنة الأعظم في يوحنا 17. كان لكل من نحميا والرب يسوع محبة مشتعلة لشعب الله سكباها في صلاة لله، متشفعين من أجل الشعب أمام العرش. التطبيق العملي: قاد نحميا شعب إسرائيل إلى إحترام ومحبة كلمة الله. بسبب محبة نحميا لله ورغبته أن يرى الله يكرم ويمجد فقد قاد شعب إسرائيل نحو الإيمان والطاعة التي أرادها منهم الله لوقت طويل. وبنفس الكيفية، يجب على المؤمنين أن يحبوا ويحترموا تعاليم الكتاب المقدس، ويحفظوها في قلوبهم، ويتأملوا بها ليلاً ونهاراً ويلجأوا إليها لإشباع كل إحتياج روحي. تقول رسالة تيموثاوس الثانية 3: 16 "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ". إذا كنا نتوقع أن نختبر النهضة الروحية التي إختبرها شعب إسرائيل (نحميا 8: 1-8) علينا أن نبدأ بكلمة الله. يجب أن يكون لدى كل منا عطف ومحبة حقيقية تجاه المتألمين روحياً أو جسدياً. ولكن المحبة دون تقديم يد المساعدة ليست أمر كتابي بالمرة. أحياناً يجب أن نتخلى عن راحتنا الشخصية لكي نخدم الآخرين بصورة صحيحة. يجب أن نؤمن تماماً بأية قضية/موضوع قبل أن نعطي من وقتنا أو أموالنا بقلب صالح. عندما نسمح لله أن يخدم الآخرين من خلالنا، سيعرف حتى غير المؤمنين أن هذا هو عمل الله. |
||||
25 - 03 - 2017, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر إستير
الكاتب: لا يذكر سفر إستير إسم كاتبه. التقليد الشائع هو أنه إما مردخاي (وهو شخصية أساسية في سفر إستير) أو عزرا أو نحميا (واللذين كانا على دراية بالعادات الفارسية). تاريخ كتابة السفر: يرجح أنه تمت كتابة سفر الخروج ما بين عامي 460 و 350 ق.م. غرض كتابة السفر: إن الغرض من كتابة سفر إستير هو إظهار تدبير الله، خاصة بشأن إسرائيل شعبه المختار. يسجل سفر إستير تأسيس عيد الفوريم وفرض الإلتزام به دائماً. تمت قراءة سفر إستير في عيد الفوريم تذكاراً للخلاص العظيم للأمة اليهودية الذي حققه الله من خلال إستير. لا يزال اليهود حتى اليوم يقرأون سفر إستير في عيد الفوريم. آيات مفتاحية: إستير 2: 15 "وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ أَسْتِيرَ ... لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ لَمْ تَطْلُبْ شَيْئاً إِلاَّ مَا قَالَ عَنْهُ هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ حَارِسُ النِّسَاءِ". إستير 4: 14 "لأَنَّكِ إِنْ سَكَتِّ سُكُوتاً فِي هَذَا الْوَقْتِ يَكُونُ الْفَرَجُ وَالنَّجَاةُ لِلْيَهُودِ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَبِيدُونَ. وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هَذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ!" إستير 6: 13 "إِذَا كَانَ مُرْدَخَايُ الَّذِي ابْتَدَأْتَ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ فَلاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ بَلْ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ سُقُوطاً". إستير 7: 3 "[إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْتُعْطَ لِي نَفْسِي بِسُؤْلِي وَشَعْبِي بِطِلْبَتِي". ملخص: يمكن تقسيم سفر إستير إلى ثلاث أقسام رئيسية. الإصحاحات 1: 1- 2: 18 إستير تحل محل وشتي الملكة؛ 2: 19 – 7: 10 مردخاي ينتصر على هامان؛ 8: 1 – 10: 3 شعب إسرائيل ينجو من محاولة هامان إبادتهم. لقد خاطرت إسنير النبيلة بحياتها عندما أدركت مقدار الخطر. وقد قامت عن طيب خاطر بما كان من الممكن أن يؤدي إلى موتها متحدية بهذا هامان الرجل الثاني في مملكة زوجها. لقد أثبتت أنها خصم حكيم قوي مع إحتفاظها بتواضعها وإحترامها لمكانة زوجها الملك. وفي شبه كبير بقصة يوسف في تكوين 41: 34-37، فإن كلتا القصتين تشملان ملكاً غريباً يتحكم بمصير اليهود. وكلتيهما تظهران بطولة إفراد من شعب إسرائيل يصبحون وسيلة لخلاص شعبهم وأمتهم. إن يد الله واضحة في أن ما يبدو كوضع سيء هو في الواقع تحت سيطرة الله القدير الكاملة والذي يعمل في النهاية لصالح الشعب. نجد في قلب هذه القصة الإنقسام المستمر بين اليهود وعماليق والذي تسجل بدايته في سفر الخروج. إن هدف هامان هو العمل الأخير المسجل في فترة العهد القديم للإبادة الكاملة لليهود. تنتهي خطته بموته هو وإرتفاع عدوه مردخاي ليحتل مكانه وأيضاً خلاص اليهود من مؤامرته. إن العيد والإحتفال هو موضوع رئيسي في هذا السفر، فيسجل عشرة ولائم، وكثير من الأحداث تم تخطيطها أو كشفها في هذه الولائم. رغم ان إسم الله لم يذكر في هذا السفر، إلا أنه من الواضح أن يهود شوشن طلبوا تدخله بصلاتهم وصومهم ثلاث أيام (إستير 4: 16). على الرغم من حقيقة كون الشريعة التي تسمح بتدميرهم كانت مكتوبة وفقاً لشريعة مادي وفارس مما يجعلها غير قابلة للتغيير، إلا أن الطريق كان مفتوحاً لإستجابة صلواتهم. لقد خاطرت إستير بحياتها بدخولها، ليس مرة واحدة بل مرتين، أمام الملك (إستير 4: 1-2؛ 8: 3). وهي لم تكتفي بتدمير هامان؛ بل كانت تهدف لإنقاذ شعبها. لقد تم تسجيل تأسيس عيد الفوريم وقد حفظ لكي يعرفه الجميع ومازال محفوظاً حتى اليوم. إن شعب الله، دون أي ذكر واضح لإسمه، قد نجوا من حكم بالإعدام من خلال حكمة وإتضاع إستير. إشارات للمستقبل: نجد في سفر إستير لمحة وراء الكواليس على الصراع المستمر من جهة الشيطان ضد خطط الله وخاصة ضد المسيا المنتظر. كان مجيء المسيح إلى الجنس البشري معتمداً على وجود الشعب اليهودي. وكما تآمر هامان ضد اليهود لكي يدمرهم كذلك وقف الشيطان ضد المسيح وشعب الله. وكما هزم هامان على الخشبة التي أقامها لمردخاي، كذلك إستخدم المسيح السلاح ذاته الذي إبتدعه العدو ليقضي عليه وعلى نسله الروحي. لأن الصليب الذي خطط الشيطان أن يستخدمه للقضاء على المسيا كان هو الوسيلة التي إستخدمها المسيح "إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ" (كولوسي 2: 14-15). وكما علِّق هامان على الخشبة التي أقامها لمردخاي، كذلك سحق الشيطان بالصليب الذي أقامه للقضاء على المسيح. التطبيق العملي: إن سفر إستير يوضح الإختيار الذي نتخذه بأن نرى يد الله في ظروف حياتنا أو إعتبار الأمور مجرد مصادفة. الله هو الحاكم والسيد على الكون كله ويمكن لنا أن نثق أن خططه لا تتأثر بأفعال الأشرار. رغم أن إسمه لم يذكر في هذا السفر، إلا أن عنايته وتدبيره لشعبه كأفراد أو كأمة، واضحين خلال السفر بأكمله. فمثلاً لا يسعنا إلا أن نرى تأثير العلي في توقيت قلق وعدم قدرة الملك أرتحشستا على النوم. ومن خلال مثال مردخاي وإستير فإن لغة الحب الصامتة التي كثيراً ما يستخدمها الآب للتواصل مع أرواحنا واضحة في هذا السفر. أثبتت إستير أنها تمتلك روحاً نقية وقابلة للتعليم وأظهرت قوة عظيمة وطاعة تلقائية. كان إتضاع إستير مختلفاً بصورة كبيرة عمن كانوا حولها، وهذا كان سبب إرتفاعها لتصبح ملكة. إنها ترينا كيف أن التمسك بالإحترام والتواضع، حتى وسط الظروف الصعبة أو المستحيلة، كثيراً ما يؤهلنا لنكون أدوات بركة لا توصف لأنفسنا وللآخرين. ونصنع حسناً بأن نتمثل بإتجاه قلبها النقي في كل نواحي الحياة، وخاصة في التجارب. إننا لا نجد أي تذمر أو إتجاه قلب رديء ولو مرة واحدة في السفر كله. وكثيراً ما نقرأ أنها وجدت "نعمة" لدى المحيطين بها. وهذه النعمة أنقذت شعبها في النهاية. يمكننا أن نحصل على نعمة كهذه عندما نرضى حتى بالإضطهاد ونتبع مثال إستير في التمسك بالتوجه الإيجابي مضافاً إليه التواضع والتصميم على الإتكال على الله. فمن يعلم ربما وضعنا الله في وضع كهذا لوقت مثل هذا؟ |
||||
25 - 03 - 2017, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للكتاب المقدس
سفر أيوب
الكاتب: لا يذكر سفر أيوب إسم كاتبه. الإحتمالات المرجحة هي أن يكون كاتبه إما أيوب أو إلياهو أو موسى أو سليمان. تاريخ كتابة السفر: إن تاريخ كتابة السفر يحدده شخصية كاتب سفر أيوب. إذا كان موسى هو كاتبه، يكون تاريخ كتابته حوالي عام 1440 ق. م. أما إذا كان سليمان هو الكاتب، فيكون تاريخه حوالي 950 ق. م. وحيث أننا لا نعرف الكاتب فلا يمكن أن نعرف تاريخ الكتابة. غرض كتابة السفر: يساعدنا سفر أيوب على فهم ما يلي: لا يستطيع الشيطان أن يصيبنا بأذى مادي أو جسدي إلا بسماح من الله. الله له سلطان على ما يمكن أو لا يمكن أن يفعله الشيطان. إن الأمر يفوق قدرتنا البشرية على فهم "الأسباب" وراء كل المعاناة في العالم. سوف ينال الأشرار عقابهم. لكن لا يمكننا أن نفسر معاناتنا وخطايانا بأسلوب حياتنا. قد يسمح الله بالمعاناة في حياتنا أحياناً لتطهيرنا، أو إختبارنا، أو تعليمنا، أو تقوية نفوسنا. يظل الله فيه الكفاية لنا، ويستحق بل ويطلب محبتنا وتسبيحنا في كل ظروف الحياة. آيات مفتاحية: أيوب 1: 1 "كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ". أيوب 1: 21 "عُرْيَاناً خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَعُرْيَاناً أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً". أيوب 38: 1-2 "فَقَالَ الرَّبُّ لأَيُّوبَ مِنَ الْعَاصِفَةِ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟" أيوب 42: 5-6 "بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي. لِذَلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ". ملخص: يبدأ هذا السفر بمشهد في السماء حيث يأتي الشيطان ليشتكي ضد أيوب أمام الله. ويصر أن أيوب يخدم الله فقط لأن الله يحميه ويطلب الشيطان الإذن من الله ليختبر إيمان وولاء أيوب. ويسمح له الله ولكن في حدود معينة. لماذا يتألم الأتقياء؟ هذا هو السؤال الذي يطرأ بعد أن يخسر أيوب عائلته وثروته وصحته. يأتي أصدقاء أيوب الثلاثة أليفاز وبلدد وصوفر "لتعزيته" ومناقشة سلسلة مصائبه الساحقة. أصروا أن آلامه هي عقاب خطية ما في حياته. ولكن أيوب يظل مخلصاً لله في هذا كله ويقول أن حياته لم تكن حياة خطية. ويقول رجل رابع هو إلياهو لأيوب أنه يجب أن يتضع ويخضع لإستخدام الله للتجارب لتنقية حياته. أخيراً، يسأل أيوب الله نفسه ويتعلم دروساً ثمينة عن سيادة الله وحاجته أن يثق ثقة كاملة في الله. بعد هذا يرد الله أيوب إلى الصحة والسعادة والإزدهار بما يفوق ما كان عليه سابقاً. إشارات للمستقبل: بينما كان أيوب يتفكر في سبب بؤسه، طرأ على ذهنه ثلاثة أسئلة إجاباتها كلها في الرب يسوع وحده. هذه الأسئلة ترد في الإصحاح 14. أولاً، في عدد 4 يسأل أيوب قائلاً: "مَنْ يُخْرِجُ الطَّاهِرَ مِنَ النَّجِسِ؟ لاَ أَحَدٌ!" يخرج سؤال أيوب من قلب يدرك أنه لا يستطيع أن يرضي الله أو أن يتبرر أمامه. الله قدوس؛ أما نحن فلا. لذلك توجد هوة عظيمة بين الإنسان والله بسبب الخطية. ولكن إجابة السؤال الذي إعتصر أيوب توجد في الرب يسوع المسيح الذي دفع عقاب خطايانا وإستبدلها ببره وبذلك جعلنا مقبولين في نظر الله (عبرانيين 10: 14؛ كولوسي 1: 21-23؛ كورنثوس الثانية 5: 17). سؤال أيوب الثاني " أَمَّا الرَّجُلُ فَيَمُوتُ وَيَبْلَى. الإِنْسَانُ يُسْلِمُ الرُّوحَ فَأَيْنَ هُوَ"! (الآية 10)، وهو سؤال عن الأبدية والحياة والموت إجابته في المسيح. مع المسيح فإن إجابة سؤال: "فأين هو؟" هي الحياة الأبدية في السماء. بدون المسيح تكون الإجابة "في الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان" (متى 25: 30). يوجد سؤال أيوب الثالث في الآية 14 "إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟" ومرة أخرى نجد الإجابة في المسيح. بالفعل نحن نحيا ثانية إن كنا فيه. "وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" (كورنثوس الأولى 15: 54-55). التطبيق العملي: يذكرنا سفر أيوب بوجود "صراع كوني" يحدث وراء الستار ولا نعلم عنه شيء في العادة. أحياناً نتساءل عن سبب سماح الله بحدوث شيء ما، ونشك في صلاح الله دون أن نرى الصورة كاملة. يعلمنا سفر ايوب الثقة في الله في كل الظروف. يجب أن نثق في الله، ليس فقط متى كنا لا نفهمه ولكن لأننا لا نفهمه. يقول كاتب المزامير "اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ" (مزمور 18: 30). إذا كانت طرق الله "كاملة" فيجب أن نثق أن مهما كان ما يفعله – أو يسمح به – فهو أيضاً كامل. قد يبدو هذا غير ممكن بالنسبة لنا، ولكن أفكارنا ليست هي فكر الله. صحيح أننا لا نقدر أن نتوقع أن نفهم أفكاره بالكامل كما يذكرنا هو: "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ" (إشعياء 55: 8-9). ومع هذا، فإن مسئوليتنا تجاه الله هي أن نطيعه، ونثق به، ونخضع لمشيئته سواء كنا نفهمها أم لا. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خلفية موبايل| حييت وأنت سالم وبيتك سالم وكل مالك سالم |
هل شهد أحد من الملحدين للكتاب المقدس؟ |
استخدامك للكتاب المقدس |
استخدامك للكتاب المقدس |
رحلة للكتاب المقدس |