01 - 07 - 2012, 08:58 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [10] من أمثلة الاتحاد - مثال السوسنة وخيمة الاجتماع الجسد الذي أخذه له نفس عاقلة . وأصبح جسد اللاهوت غير المجسم . إذا فصل أيهما عن الآخر فأننا نلغي يقيناً ونهائياً تدبير المسيح . قدم لنا نشيد الأناشيد ربنا يسوع المسيح قائل اً [ أنا وردة السفوح وسوسنة الأودية ] (2: 1) وفي السوسنة الرائحة غير المجسمة ( غير ظاهرة للعيان ) ولكنها لا توجد خارج السوسنة . ولذلك فالسوسنة واحدة من أثنين ( الرائحة وجسم السوسنة ) . وغياب رائحة السوسنة لا يجعلها سوسنة . وكذلك غياب جسم السوسنة لا يفسر وجود رائحة السوسنة لأن في جسم السوسنة رائحتها . هكذا أيضاً يجب أن يكون اعتقادنا في ألوهية المسيح الذي يعطر العالم برائحته الذكية ومجده الذي يفوق مجد الأرضيات . ولكي يعطر العالم كله استخدم ( اللاهوت ) الطبيعة البشرية . وتلك التي بطبيعتها غير جسمانية صارت بالتدبير وعلى قدر ما نفهم متجسدة . لأنه عندما أراد أن يُعلن عن ذاته من خلال الجسد جعل فيه ( الجسد ) كل ما يخص اللاهوت . لذلك من الصواب أن نعتقد أن الذي بطبيعته غير جسماني اتحد بجسده وأصبح الاتحاد مثل السوسنة لأن الرائحة العطرة وجسم السوسنة هما واحد ويُسميان السوسنة . 11 – الله الكلمة والطبيعة البشرية اتحدا معاً اتحاداً حقيقياً بدون تشويش . أن خيمة الاجتماع التي أراد الله أن تُقام في البرية ترمز إلى عمانوئيل في أشياء كثيرة . الله إله الكل قال لموسى الإلهي [ أصنع أنت من خشب لا يسوس تابوتاً طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف ، وتغشيه بالذهب النقي ، من الداخل ومن الخارج تغشيه ] (خروج 25: 10 – 11) الخشب الذي لا يسوس هو رمز للجسد الذي لم يفسد لأن الأَرز لا يسوس . أما الذهب وهو يفوق كل الأشياء فهو يشير إلى جوهر اللاهوت الفائق . ولكن لاحظ كيف غطى التابوت كله بالذهب النقي من الداخل والخارج لأن الله الكلمة اتحد بجسد مقدس .. وحسب ما أعتقد فأن هذا ما يُشير إليه تغشية التابوت بالذهب من الخارج . والنفس العاقلة التي في جسده هي نفسه وهذا ما يُشير إليه تغشيه التابوت من الداخل . وهكذا لم يحدث تشويش للطبيعتين لأن الذهب الذي غُطىَّ به الخشب ظل كما هو ذهباً . أما الخشب فقد صار غنياً بمجد اللاهوت لكنه لم يفقد خصائصه كخشب . وببراهين كثيرة يُمكننا أن نتأكد من أن التابوت يرمز للمسيح لأنه كان يخرج أمام بني إسرائيل وكان هذا سبب عزاء لهم وهكذا قال المسيح في موضع معين [ أنا ذاهب لكي أُعد لكم مكاناً ] (يوحنا 15: 2) . |
||||
01 - 07 - 2012, 09:00 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [12] تابع - الله الكلمة ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت تابع 12 - الله الكلمة صار إنساناً . وسوف أبرهن من الأسفار المقدسة أن الكلمة الله صار إنساناً وهو ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت كما أنه ليس إنساناً حصل على المساواة وكرامة وسلطان الله الكلمة حسب زعم البعض . وليس المسيح كإنسان هو الذي تأله : يقول بولس المبارك عن الابن الوحيد [ الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب مساواته لله شيئاً يُخطف ، بل أفرغ ذاته وأخذ صورة العبد وصار في شبه الناس . وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان تواضع وأطلع حتى الموت موت الصليب . لذلك رفعه الله وأعطاه أسماً فوق كل اسم ، حتى أنه في اسم يسوع المسيح تسجد كل ركب السمائيين والأرضيين والسفليين (يقصد كل الخليقة عموماً) ، ويعترف كل لسان بأن الرب هو يسوع المسيح وهذا بمجد الله الآب ] (فيلبي 2: 6 – 11) . فمن ذا الذي نقول عنه أنه كان في صورة الله ومساوياً للآب وفكر بأن هذه الأشياء لا تخطف بل نزل إلى الفقر وصار في شكل العبد وتواضع وصار في شكلنا ؟ وإذا كان مجرد إنسان مولود من امرأة فكيف أصبح في صورة ومساواة الآب ؟! أو كيف كإنسان يكون له الملء ؟! وكيف يُمكن أن يخلي ذاته وهو مخلوق ؟! فما هو الشرف الذي وصل إليه كإنسان حتى يُمكن أن يُقال عنه أنه كإنسان تواضع ؟! أو كيف يقال أنه صار في شبه الناس وهو (أصلاً) مثلهم ؟! وكيف أفرغ ذاته ؟ وهل إفراغ الذات هو الحصول على ملء اللاهوت ؟. ( وما دام كل هذا غير صحيح ) لذلك نحن لا نعلم بأن الإنسان صار إلهاً بل كلمة الله الذي هو من ذات جوهر الآب وله ذات المساواة – لأنه صورة الآب – أخلى ذاته لأجل الطبيعة البشرية . وقد فعل هذا عندما صار في شكلنا . ولولا أن له الملء كله ما كان قد قيل عنه أنه تواضع ... ولقد حدث هذا دون أن يُفارق عرش الكرامة الإلهية لأن عرشه مرتفع ... صار في شبه الناس ولكنه في نفس الوقت من ذات جوهر الآب . ولكن علينا أن نُلاحظ أنه عندما صار مثلنا قيل عنه أنه رفع معه الجسد إلى مجد الألوهة . وهذا بالتأكيد واضح أنه مجده هو (الابن) ولكنه قبل أنه صعد إلى مجده بالجسد الذي أخذه من أجل البشرية . ونحن نؤمن به كرب الكل حتى وهو في الجسد . وله تنحني كل ركبة . وهذا لا يحزن الآب ولا يُقلل من كرامة الآب بل هذا لمجده لأنه (أي الآب) يفرح ويُمَجد عندما يعبد الكل الابن رغم كونه صار مثلنا في الجسد .. كما هو مكتوب [ لأنه لم يأخذ ما للملائكة بل ما لنسل إبراهيم ، ومن ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته ] (عبرانيين 2: 16 – 17) . وكلمة [ أخذ ما لنسل إبراهيم ] تعني أنه الله ولا تعني أنه إنسان مثلنا حصل على اللاهوت . وهو نفسه صار مثلنا ولذلك وحده دُعيَّ [ أخانا ] أما نحن فلا نُدعى إخوته من جهة اللاهوت . ومرة ثانية يقول الرسول [ فإذ قد تشارك الأولاد في الدم واللحم اشترك هو فيهما حتى يُبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي الشيطان ، ويحرر أولئك الذين بالخوف من الموت كانوا كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين 2: 14 – 15) . وصار مثلنا عندما اشترك في اللحم والدم ولهذا سبب مرتبط أشد الارتباط به (بالتجسد) إذ أنه مكتوب [ لأنه فيما كان الناموس عاجزاً عنه بسبب ضعف الجسد أرسل الله ابنه في شبه جسد الخطية ، ودان الخطية في الجسد ] (رومية 8: 3) . ومرة ثانية علينا أن نُلاحظ أننا لا نقرأ عن إنسان يحصل على اللاهوت ويحاول أن يرتفع إلى كرامته بل أننا نقرأ عن الله الآب الذي أرسل لنا ابنه الوحيد [ في شبه جسد الخطية ] لكي يبطل الخطية . لذلك فالصواب هو : أن الله الكلمة صار إنساناً ونزل إلى أسفل إلى فقرنا . ومن هذا يظهر لنا أن المسيح ليس مجرد إنسان حصل على المجد الإلهي . |
||||
01 - 07 - 2012, 09:01 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [13] كلمة الله الذي صار إنساناً هو المسيح يسوع عندما نبحث في سر تدبير تجسد الابن الوحيد فما نقوله عنه نتمسك به لأنه التعليم الحقيقي والإيمان الأرثوذكسي . فالكلمة نفسه هو مولود من الله الآب إله حقيقي من إله حقيقي نور من نور تجسد وتأنس نزل من السماء وتألم وقام من بين الأموات .. لأنه هكذا حدد المجمع العظيم المقدس (مجمع نيقية المسكوني الأول 325م) قانون الإيمان . وإذا بحثنا لكي نتعلم ما هو المعنى الحقيقي لتجسد الكلمة الذي صار إنساناً فأننا لا نذهب إلى القول بأن الكلمة عندما تجسد أتصل فقط بالطبيعة البشرية وأن مجرد الاتصال جعل بشريته تشاركه مجد ألوهيته وسلطانها أو أنه جعل بشريته تشاركه اسم الابن ولكن بالحري أنه صار إنساناً مثلنا واحتفظ بما له من خواص لأنه غير متغير بل لا يوجد فيه حتى ظل التغيير (يعقوب1: 17) . فهو تدبيرياً اتخذ لنفسه لحماً ودماً . ولكنه واحد هو الذي قبل التجسد دُعيَّ في الأسفار التي أوحى بها الله [ الابن الوحيد ] [ الكلمة ] [ الله ] [ الصورة ] [ البهاء ] [ رسم جوهر الآب ] [ الحياة ] [ المجد ] [ النور ] [ الحكمة ] [ القوة ] [ الذراع ] [ اليد اليمنى ] [ العلي ] [ الممجد ] [ رب الصباؤوت ] . وباقي الأسماء التي تخص الله وبعد التجسد دُعيَّ [ الإنسان ] [ يسوع المسيح ] [ الفادي ] [ الوسيط ] [ بكر الراقدين ] [ آدم الثاني ] [ راس الجسد أي الكنيسة ] . الأسماء الأولى تخصه لأنها أسماؤه وكذلك الثانية التي أخذها في نهاية الدهور . لكن الذي يحمل هذه الأسماء هو واحد الذي قبل التجسد الله الحقيقي وظل كذلك في تجسده وسيظل كذلك إلى الأبد . لذلك لا يجب أن نُقسم الرب يسوع المسيح إلى إنسان وإلى إله بل نقول يسوع المسيح هو هو واحد لكن نُميز بين الطبيعتين دون أن نمزجهما . وحتى إذا قالت الكتب المقدسة أن في المسيح حل كل ملء اللاهوت جسدياً (كولوسي2: 9) فأن هذه الكلمات لا تعني الانفصال كما لو كان الكلمة حل في إنسان اسمه المسيح لأننا يجب أن لا نمزق الاتحاد أو نعتقد بوجود ابنين . وحتى إذا استخدمت الأسفار المقدسة اسم المسيح وحده دون أن تشير إلى الله الكلمة فهذا لا يبدو بالمرة فصلاً للطبيعة البشرية التي اتخذها لنفسه وجعلها هيكله علينا أن نفهم طريقة التعبير عن الحقائق الإيمانية لأنه مكتوب في موضع آخر أن نفوس البشر تسكن (أو تحل) في بيوت من طين (أيوب4: 19) فإذا كانت أجسام البشر تُسمى [ بيوت من طين ] والنص يؤكد أن النفوس تسكنها فهل تستدعي طريقة التعبير هذه أن نقسم الإنسان الواحد إلى أثنين ( جسد ونفس ) ؟! أليس هذا خطأ ؟ . وإذا كانت هذه هي الطريقة المألوفة لحديث عن الموضوعات التي فيها اتحاد بين اثنين وبسبب الاتحاد يُمكن أن نتحدث عن طبيعة هي أصلاً من الطبائع المركبة ( أو الطبائع المتحدة ) كما لو كنا نتحدث عن عنصر واحد منها مع أن الواقع غير ذلك ... فأحياناً يُقال عن الإنسان أن روحه تسكن جسده وأحياناً تُدعى روح الإنسان ( وحدها ) أو جسد الإنسان ( وحده ) إنساناً وهذا ما يخبرنا به بولس الحكيم إذ يقول [ إذا كان إنسانناً الخارجي يفنى فإنساننا الداخلي يتجدد يوماً فيوماً ] (2كورنثوس 4: 16) والرسول يتحدث عن العلاقة بين الإنسان الخارجي والداخلي ويصفها بهذه الطريقة وهو يتحدث بالصواب لكنه لا يُقسم الإنسان الواحد إلى أثنين ( واحد داخلي والآخر خارجي ) . كذلك النبي إشعياء في موضع آخر يقول [ في الليل تبكر إليك روحي يا الله ] (26: 9) فهل تقوم روحه مبكرة إلى الله باعتبارها شيئاً آخر غير نفسه ؟ أليس حماقة أن نستنتج هذا ؟! ... لذلك علينا أن نفهم طريقة الحديث عن مثل هذه الموضوعات وأن نلتزم بما هو معقول منتبهين إلى الغرض الذي يكمُن وراء هذه الأقوال . وعلى الرغم من أنه قيل عن يسوع أنه كان [ ينمو في القامة وفي الحكمة وفي النعمة ] (لوقا 2: 52) . فأن هذا يخص التدبير . لأن كلمة الله سمح لبشريته أن تنمو حسب خواصها وحسب قوانينها وعاداتها . لكنه أراد شيئاً فشيئاً أن يعطي مجد ألوهيته إلى جسده كلما تقدم في العمر حتى لا يكون مرعباً للناس إذا بدر منه عدم الاحتياج المطلق إلى أي شيء . ومع هذا تكلموا عنه [ كيف عرف هذا الإنسان الكتب وهو لم يتعلم ] (يوحنا 7: 15) . فالنمو يحدث للجسد كما أن التقدم في النعمة والحكمة يتلاءم مع مقاييس الطبيعة البشرية . وهنا يلزمنا أن نؤكد أن الله الكلمة المولود من الآب هو نفسه كلي الكمال لا ينقصه النمو أو الحكمة أو النعمة بل أنه يعطي للمخلوقات الحكمة والنعمة وكل ما هو صالح . وعلى الرغم من أنه قيل عن يسوع أنه تألم فأن الآلام هي أيضاً خاصة بالتدبير . وهي آلامه هو وهذا صحيح تماماً لأنه تألم في الجسد الذي يخصه هو . ولكنه كإله لا يتألم أي لا تقبل طبيعته الألم حتى عندما تجرأ صالبوه وعذبوه بقسوة . وعندما صار الابن الوحيد مثلنا – لأنه دُعيَّ في الأسفار التي أوحى بها الله [ بابن البشر ] وهذا حسب التدبير – إلا أننا نعترف أنه بطبيعته الله . |
||||
01 - 07 - 2012, 09:02 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [14] كلمة الله وأن كان قد صار إنساناً ألا أنه ظل الله - براهين الكتب14 – براهين من الكتب الإلهية على أن كلمة الله وأن كان قد صار إنساناً ألا أنه ظل الله . يقول الله في موضع ما لموسى شارح الأسرار الإلهية [ وتصنع غطاء من الذهب لكرسي الرحمة من ذهب نقي طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف . وتصنع كروبين من ذهب ، صنعة خراطة تصنعهما على طرفي الغطاء . واصنع كروباً واحداً على الطرف من هنا وكروباً آخر على الطرف من هناك ... ووجهاهما كل واحد إلى الآخر نحو كرسي الرحمة يكون وجها الكروبين ] ( خروج25: 17 – 20) هذا رمز صحيح يدل على الله الكلمة الذي تأنس إلا أنه ظل الله وعندما صار مثلنا من أجل التدبير لم يفقد مجده وعظمته . وعمانوئيل صار لنا [ كفارة بالإيمان ] (رومية3: 25) . وهذا يُبرهنه يوحنا أيضاً [ يا أولادي الصغار أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا . وأن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار ، وهو كفارة لخطايانا ] (1يوحنا2: 1 – 2) . وأيضاً يقول بولس [ الذي قدمه كفارة بالإيمان بدمه ] (رومية3: 25) وعلينا أن ننظر إلى الكروبين واقفين باسطين أجنحتهما على كرسي الرحمة وهما يتطلعان إلى كرسي الرحمة وفي نفس الوقت يثبتان أعينهما على إرادة ربهما . وحشد الأرواح السمائية يثبتون عيونهم على إرادة الله وكلهم لا يشبع من التطلع إلى الله . هذا المنظر الأرضي (في خيمة الاجتماع) يُذكرنا بالمنظر السمائي الذي رآه أشعياء النبي عندما رأى الابن جالساً على عرشٍ عال (6: 1) والسيرافيم يخدمونه كالله . 15 – برهان آخر .. وموسى الإلهي قد أُقيم في القديم لكي يُحرر شعبه من ظلم المصريين ولكن كان من الضروري أولاً أن يتعلم الذين كانوا تحت نير العبودية أن الله تصالح معهم . لذلك أُمر موسى بأن يُجري معجزات لأن المعجزة في بعض الأوقات تُساعدنا على الإيمان . لذلك يقول موسى لله ضابط الكل [ ولكن إذا لم يصدقوني أو يسمعون لقولي ، بل يقولون لم يظهر لك الرب . فماذا أقول لهم ؟ فقال له الرب ما هذه التي في يدك ؟ فقال عصا . فقال أطرحها على الأرض . فطرحها فصارت حيه فهرب موسى منها . ثم قال الرب لموسى مد يدك وامسك بها .. ] (خروج4: 1 – 5) لنتأمل هذا . أن ابن الله بالطبيعة وبالحق هو عصا الآب لأن العصا هي علامة المملكة . لأن الآب في الابن له سلطان على الكل . وفي ذلك يقول داود [ كرسيك يا الله إلى دهر الدهور . قضيب استقامة هو قضيب مُلكك ] (مزمور45: 6) . ولكنه (الآب) طرحها أو جعلها على الأرض في طبيعة بشرية . عند ذلك اتخذت (العصا) شبه الناس الخطاة وأصبح واضحاً أن العصا التي صارت حية ترمز إلى شر الطبيعة البشرية لأن الحية علامة على الشرّ . ولكي نتأكد أن ما فسرته صواباً نجد أن ربنا يسوع المسيح نفسه يقول عن رموز التدبير بالجسد أنه مثل الحية النُحاسية التي رفعها موسى لكي تشفي من عضات الحيات . لأنه يقول [ وكما رفع موسى النبي الحية في البرية هكذا يجب أن يُرفع ابن الإنسان حتى أن من يؤمن به لا يهلك بل تكون له الحياة الأبدية ] (يوحنا3: 14 – 15) . والحية التي صُنعت من نحاس كانت سبب خلاص الذين كانوا في خطر لأنهم عندما نظروا إليها خلصوا . هكذا ربنا يسوع المسيح للذين ينظرونه وهو في شبه الناس الخطاة – لأنه صار إنساناً - ... ولكنه لا يجهل أحد أنه الله الذي يُقيم والذي يمنح الحياة والقوة للهرب من العضات الأليمة والسامة وأنا أقصد القوات التي تُحاربنا . وهُناك جانب رمزي آخر : (( عصا )) موسى ابتلعت (( عصا )) السحرة التي أُلقيت على الأرض لأن (( العصا )) بعد أن طُرحت على الأرض وصارت حية (( لم تظل حية )) بل رجعت إلى ما كانت عليه . كذلك (( عصا )) الآب أي الابن الذي فيه يسود الآب على الكل صار في شبهنا – كما قلت من قبل – إلا أنه بعد أن أكمل التدبير عاد إلى السماء . فهو في يد الآب [ قضيب البرّ والملك ] (مزمور45: 6) وهو يجلس عن يمين الآب في مجده وله عرش الآب حتى وهو في الجسد . |
||||
01 - 07 - 2012, 09:02 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [15] كلمة الله وأن كان قد صار إنساناً ألا أنه ظل الله - تابع براهين الكتب 16 – برهان آخر . قال الرب لموسى [ أدخل يدك داخلاً في حضنك .. ثم أخرجها وإذا يده برصاء مثل الثلج ] (خروج 4: 6 – 7) . اليد – يد الله الآب – في الأسفار الإلهية هي الابن لأن هذا النص يُشير إليه [ وأنا ويدي أسست السماوات ] (أشعياء 48: 13) وداود الإلهي يُنشد قائل اً [ بكلمة الرب تأسست السماوات ] (مزمور 33: 6) . وعندما كانت يد موسى مختبئة في حضنه لم تكن برصاء ولكن عندما أخرجت خارجاً صارت برصاء . وبعد فترة أدخلها مرة ثانية ثم أخرجها ولم تعد برصاء بل قيل [ أُعيدت إلى نفس لون جسده ] (خروج 4: 7) . لذلك عندما كان الله الكلمة في حضن الآب كان يُشرق ببهاء الألوهة ولكن عندما صار كما لو كان خارجاً بسبب التجسد – أو لأنه صار إنساناً في شبه جسد الخطية (رومية8: 3) [ أُحصيَّ مع أثمة ] (أشعياء 53: 12) لأن بولس الإلهي يقول [ الذي لم يعرف خطية صار خطية لأجلنا حتى نصير بر الله فيه ] (2كورنثوس 5: 21) – وهذا ما أعتقد أن البرص أشار إليه ، لأن الأبرص حسب الناموس كان نجساً ... ولكنه ( الكلمة المتجسد ) عندما عاد إلى حضن الآب – لأنه صعد إلى هناك بعد قيامته من الأموات – صار مثل يد موسى التي أُدخلت في حضنه وصارت طاهرة . هكذا سوف يأتي ربنا يسوع المسيح في الوقت المحدد ببهاء مجد الألوهة رغم أنه لن يخلع شبهنا . لأن بولس المبارك يقول أيضاً عن المسيح [ لأنه مات لكي يحمل خطايا كثيرين ، وسيظهر ثانية بلا خطية لخلاص الذين ينتظرونه ] (عبرانيين 9: 28) . لذلك عندما تدعوه الأسفار الإلهية المسيح يسوع في مناسبات متعددة لا يظن أحد أنه مجرد إنسان بل لنعتقد أنه يسوع المسيح كلمة الله الحقيقي الذي من الله الآب حتى وأن صار إنساناً . |
||||
01 - 07 - 2012, 09:03 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [16] المسيح الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب 17 – المسيح ليس الله لبس جسداً وليس كلمة الله الذي حل في إنسان بل الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب . الذين بلا دنس يؤمنون بالمسيح ، ويتفقون معنا يعلمون أن الله الكلمة هو من الله الآب ... وأنه نزل إلى فقرنا وصار في صورة العبد . والجسد الذي أخذه وولد من العذراء هو جسده . بل أنه لم يولد فقط بل صار مثلنا ودُعيَّ ابن الإنسان . فهو بالحقيقة الله حسب الروح ولكنه هو نفسه إنسان حسب الجسد . من أجل هذا يوجه الرسول بولس الإلهي خطابه إلى اليهود قائلاً [ الذي بأنواع كثيرة وطرق شتى تكلم مع الآباء بالأنبياء وفي الأيام الأخيرة تكلم معنا في ابنه ] (عبرانيين 1: 1 – 2) . كيف تكلم الله الآب في الأيام الأخيرة في ابنه ؟ قديماً تكلم في الناموس في الابن ولذلك قال الابن أن كلماته أُعطيت قديماً لموسى الحكيم [ لا تظنوا أني جئت لكي نقض الناموس أو الأنبياء . لأنني لم آتِ لكي أنقض بل لأكمل ... السماوات والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول ] (متى 5: 16 – 18 ، متى 24: 35) . وكذلك يشهد النبي [ أنا هو المتكلم . أنا آتٍ ] (أشعياء 52: 6 حسب السبعينية) وعندما تجسد تكلم الآب معنا فيه كما قال بولس المبارك [ في آخر الأيام ] . ولكي لا يعوق أي شيء إيماننا بأنه هو هو قبل الدهور الله الابن أضاف الرسول على الفور [ الذي فيه خلق العالمين ] ثم عاد وأكد [ الذي هو بهاء مجد ورسم أقنوم الآب ] . بالحقيقة صار إنساناً ذاك الذي به الله الآب [ خلق العالمين ] . ولذلك لكي يكون اعتقادنا سليماً علينا أن نؤمن أنه صار إنساناً وليس كما يفترض البعض أن الله سكن فيه . لو كان هذا صحيحاً – أي أن الله سكن في إنسان – ألا يُصبح ما يقوله يوحنا الإنجيلي المبارك [ الكلمة صار جسداً ] (يوحنا 1: 14] بلا فائدة ؟ لأنه ما هي الحاجة إلى مثل هذا التصريح ؟! أو كيف يُقال أن الله الكلمة تجسد إلا إذا كان فعلاً قد صار جسداً أي صار مثلنا ؟! أن قوة التجسد تظهر في أنه صار مثلنا لكنه ظل فوقنا بل فوق كل الخليقة . وسوف أبرهن بأمثلة كثيرة على صدق ما ذكرته وهو أن الابن الوحيد صار إنساناً وهو الله حتى وهو في الجسد ولم يسكن في إنسان ثم جعل هذا الإنسان لابساً اللاهوت مثل البشر الذين أنعم عليهم بشركة الطبيعة الإلهية . |
||||
01 - 07 - 2012, 09:04 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [18] تابع المسيح الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب - الأمثلة 17 – الأمثلة ... يقول الله عن (البشر) في موضع [ إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً ] (أرميا 31: 33 ؛ 2كورنثوس 6: 16) ويقول الرب يسوع المسيح نفسه [ هاأنذا سآتي ... إن فتح لي إنسان ، سوف أدخل أنا وأبي لنسكن ونتعشى معه ] (يوحنا 14: 23 ، رؤيا 3: 20) وكذلك أيضاً دُعينا هياكل الله [ أنتم هياكل الله الحي ] (2كورنثوس 6: 16) . وهو يقول أيضاً [ ألستم تعلمون أن أجسادكم هي هياكل الروح القدس الذي فيكم والذي لكم من الله ] (1كورنثوس 6: 19) . فإذا قالوا أنه دُعيَّ عمانوئيل بمعنى أنه مثلنا نحن البشر قد سكن الله فيه فليعترفوا علانية أنهم عندما يشاهدوننا نحن والملائكة في السماء وعلى الأرض نعبده يخجلون من هذه الفكرة . ويخجلون بالحري لأنهم يجهلون قصد الأسفار المقدسة . كما أنه لا يوجد عندهم الإيمان الذي سلمه إلينا الذين كانوا منذ البدء مُعاينين وخداماً للكلمة (لوقا1: 2) . وإذا قالوا أنه الله وأنه تمجد كالله لأن كلمة الله الآب سكن فيه (أي في يسوع المسيح) وأنه يمجد على هذا النحو وليس على أساس أنه الله الذي صار جسداً . فليسمعوا منا هذا : لايكفي لمن يسكن الله فيه أن تجعله هذه السكنى إلهاً يُعبَّد لأن الله يسكن في الملائكة وفينا نحن بالروح القدس ... ومع هذا فالذين أخذوا الروح القدس لا يكفيهم هذا لكي يصبحوا بالحقيقة آلهة (**) . لذلك ليس لهذا السبب بالذات قيل إن عمانوئيل هو الله ونحن لا نعبده لأن الكلمة حل فيه كما يحل في إنسان وإنما نعبده لأنه الله الذي صار جسداً أي إنساناً وظل في نفس الوقت الله الذي يُعبد . _______________ (**) هذه الفقرة توضح الفرق الأساسي بين المسيح الله الكلمة بالحقيقة وبين المؤمنين من حيث مشاركة الطبيعة الإلهية أو التأله بحسب تعبير الآباء لأن الإنسان لا يتحول لإله يعبد رغم أنه في المسيح يسوع قد صار هيكلاً لله والروح القدس يسكن فيه لأن مفهوم التأله عند الآباء يعني إصباغ الفضائل الإلهية على الإنسان ولبسه المسيح الرب ، لكي يكون له شركة مع الله ومن هنا يأتي لفظ التأله أي الاتحاد بالرب لأن من التصق بالرب فقد صار روحاً واحداً وطبعاً ليس معنى روح واحد أي اتحاد جوهري بل هو اتحاد نسبي كهبة من الله وبمعنى أدق وأكثر وضوح التأله ( الذي هو تغيرنا لصورة - وليس جوهر - المسيح يسوع ، وليس بالمعنى الحرفي للكلمة ) = بنوتنا لله في المسيح بسبب تجسده ومعموديتنا الذي فيها لبسنا المسيح الابن بالطبيعة فصرنا فيه أولاد الله بالتبني كمنحه إلهيه لنا وهذه هي أعظم عطية تسلمناها من الله لنمارسها ونعيش كأولاد له في سر التقوى وشركة المحبة. |
||||
01 - 07 - 2012, 09:05 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [19 - 23] تابع المسيح الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب أقوال رسولية تشهد على أن المسيح هو الله (19)عندما يتحدث الرسول عن المسيح يقول [ الذي في أجيال أُخر لم يعرفه بنو البشر على النحو الذي أعلن الآن لقديسيه .. الذين أراد الله أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السرّ في الأمم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد الذي نُنادي به ] (أفسس 3: 5 ، كولوسي 1: 26 – 28) . فإذا كان المسيح إنساناً لبس اللاهوت وليس الله بالحقيقة – فكيف يُصبح هو نفسه [ غنى مجد السرّ ] الذي يُبشر به للأمم ؟ . أو كيف يُمكن أن يُقال أن الرسول بشر بالله بالمرة ؟! 20 – [ فأني أُريد أن تعلموا أي جهاد لي لأجلكم ولأجل الذين في لاودوكية وجميع الذين لم يروا وجهي في الجسد ، لكي تتعزى قلوبهم مقترنة في المحبة بكل غنى يقين الفهم لمعرفة سرّ الله والمسيح ] (كولوسي 2: 1 – 2) . وهاهو يُسمي سرالله سر المسيح ويتمنى لمن يكتب إليهم أن يكون عندهم [ يقين الفهم ] لمعرفته . فما هي حاجة الذين يريدون أن يعرفوا سرّ المسيح إذا كان الله قد حل في إنسان ؟ ... لكنهم يحتاجون إلى [ غنى يقين الفهم ] لكي يعرفوا أن الله الكلمة تجسد . 21 – [ لأنه منكم أُذيعت كلمة الرب ليس في مكدونية وأخائية فقط بل في كل مكان أيضاً قد ذاع إيمانكم بالله حتى لم يعد لنا حاجة أن نتكلم ... ] (تسالونيكي 1: 8) . وها هو الرسول يُذكر أن إيمانهم هو إيمان الله بينما يقول المسيح [ من يؤمن بي فله حياة أبدية ] (يوحنا 6: 17) . كما أن الكلمة التي يُبشر بها الرسول هي كلمة الرب أي المسيح . 22 – [ لأنكم أنتم أيها الإخوة تعلمون دخولنا إليكم أنه لم يكن باطلاً . بل بعد ما تألمنا قبل وبُغيَّ علينا كما تعلمون في فيلبي بشجاعة في إلهنا تكلمنا معكم بإنجيل الله ] (1 تسالونيكي 2: 1 – 2) . وعندما يقول الرسول أنه تحدث بشجاعة [ في إلهنا ] فأنه يوضح من هو هذا الإله . فهو الذي كُرز به في بشارة إنجيل الله الذي يبشر به للأمم أي المسيح . 23 – [ فأنكم أيها الإخوة تذكرون تعبنا وكدنا إذ كنا نكرز لكم بإنجيل الله ونحن عاملون ليلاً ونهاراً كي لا نثقل على أحد منكم ] وأيضاً [ من أجل ذلك نحن أيضاً نشكر الله بلا انقطاع لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة أُناس بل كما هي في الحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضاً فيكم أنتم المؤمنين ] (1 تسالونيكي 2: 9 – 13) . ألا يقول الرسول صراحة أن كلمة المسيح هي إنجيل الله وأنها كلمة الله أيضاً ؟! أليس هذا ظاهراً بكل وضوح للجميع . |
||||
01 - 07 - 2012, 09:06 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية [24 - 25] تابع المسيح الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب تابع / أقوال رسولية تشهد على أن المسيح هو الله 24 – [ لأنه فد ظهرت نعمة الله مخلصنا لجميع الناس معلمه إيانا أن ننكر الفجور والشهوات .. منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيمومخلصنا يسوع المسيح ] (تيطس 2: 11 – 13) . هنا جهراً يوصف الرب يسوع المسيح بأنه [ الله والعظيم ] ذلك الذي ننتظر مجيئه المجيد فنصلي بحرارة ونعيش بالتقوى وبدون عيب . ولو كان المسيح إنساناً لبس اللاهوت فكيف يسمى (( الله العظيم )) ؟ وكيف يكون رجاؤنا فيه مباركاً ؟ والنبي أرميا يقول [ ملعون هو الرجل الذي يتكل على إنسان ] (17: 5) . ولو كان المسيح قد لبس اللاهوت فهذا لا يجعله إلهاً . وقياساً على ذلك لو دعونا كل من حل فيهم الله آلهة .. فماذا يمنعنا من عبادتهم ؟ لكن الرسول بولس يُسمي المسيح : الله والعظيم وأن مجيئه مبارك . وبولس أيضاً قال لليهود عن عمانوئيل [ الذين منهم الآباء والعهد والمواعيد ، ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الله المبارك إلى الأبد ] (رومية 9: 4 – 5) ولقد كرز بولس بإعلان إلهي .. وهذا واضح إذ يقول هو نفسه [ وبعد أربع عشرة سنة صعدت إلى أورشليم مع برنابا وأخذت تيطس معي . ولقد صعدت بإعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به ، لكن عرضته على انفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً ] (غلاطية 2: 1 – 2) . ونحن نعلم أن بولس بشر بالمسيح للأمم كإله وفي كل مكان كان يتحدث عن سرّ المسيح مسمياً إياه بالسر العظيم الإلهي . لقد صعد إلى أورشليم بموجب إعلان إلهي وعرض بشارته على المعتبرين أي الرسل القديسين والتلاميذ لئلا يكون قد سعى باطلاً . وعندما نزل من أورشليم وأخذ يبشر الأمم لم يصحح تعليمه ولم يُغير بشارته التي سبقت صعوده إلى أورشليم . ألم يستمر في الاعترافبالمسيح الإله ؟ بكل تأكيد حتى أنه يكتب قائل اً [ أني أتعجب من أنكم تنتقلون هكذا سريعاً عن الذي دعاكم إلى إنجيل آخر . ليس هو آخر ، غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح ] ثم يضيف [ لكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به فليكن أناثيما (محروماً) ] (غلاطية 1: 6 – 7) . ورغم أن الله حال في كل الذين بشرهم (بولس) إلا أنهم تركوا كل شيء ؟ . وما سبب ذلك إلا أن الرسول كرز لهم بالمسيح الإله وحده ؟!! 25 – كتب يوحنا الإنجيلي عن المسيح [ وعندما كان في أورشليم في العيد آمن به كثيرون باسمه إذ رأوا الآيات التي صنع ، لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع ولأنه لم يكن محتاجاً أن يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان في الإنسان ] (يوحنا 2: 23 – 25) . لو كان المسيح إنساناً لبس اللاهوت ألا يكون الذين آمنوا به وباسمه في أورشليم قد خُدِعوا ؟ وكيف عرف وحده ما في الإنسان ؟ لأن الله وحده هو الذي يعرف الإنسان لأنه هو [ الذي يصور القلوب واحداً فواحداً ] (مزمور 33: 15) . ولماذا هو وحده يغفر الخطايا ؟ فهو يقول [ ابن الإنسان له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا ] (متى 9: 6) . ولماذا هو وحده دون باقي الخلائق يجلس مع الآب على عرشه ؟ لماذا تعبده الملائكة وحده ؟ ولماذا علمنا أن نعتبر الآب [ أبانا السماوي ] لكنه تحدث عنه بطريقة خاصة به وحده ومختلفة عن الطريقة التي علمنا إياها ؟! ربما قال أحد ما أن ما ذكرته من براهين يجوز أن تستخدم في مجال حلول الكلمة ( في إنسان ) . ولو كان الأمر كذلك لكان على الكلمة أن يبدأ كلامه كما يبدأ الأنبياء الذين حل فيهم الكلمة ويقول [ هكذا يقول الرب ] .. ولكنه لم يفعل بل عندما شرع في وضع الشريعة التي هي أسمى من الناموس أظهر سلطانه كمشرع للناموس وقال [ أما أنا فأقول لكم ] (متى 5: 22، 28، 32، 34، 39، 44) . وكيف يقول أنه حرّ وليس مديوناً لله (متى 17: 26) ؟ .. السبب في ذلك هو انه الابن بالحقيقة . ولو كان إنساناً لبس اللاهوت لن يكون بطبيعته حراً ولأن الله بطبيعته حرّ فهو وحده الذي يطلب الديون في الوقت المناسب . وإذا كان المسيح هو غاية الناموس والأنبياء وقيل عنه إنه إنسان لبس اللاهوت – ألا يعطي هذا فرصة للبعض أن يقولوا في سخرية أن غاية الناموس وبشارة الأنبياء أدت في النهاية إلى ذنب عظيم وهو عبادة إنسان ! . لقد حدد الناموس عبادتنا لله على النحو التالي [ للرب إلهك تسجد وإياه وحده تخدم ] (تثنية 6: 13 – متى 4: 10) . ولقد كان الناموس مؤدبنا وقائدنا إلى المسيح وإلى معرفة أكثر سمواً من تلك التي حصل عليها الذين عاشوا في الظلال (أي في العهد القديم) . وعبادتنا لله ليست شيئاً يُستهان به حتى أننا نعبد بدلاً منه إنساناً حل الله فيه . وعلى ذلك أيهما أفضل بالنسبة للإيمان طالما أن المسألة هي مجرد حلول الله هل الأفضل أن يحل الله في السماء أم يحل في إنسان ؟ أيهما أشرف طالما أن المسالة هي مجرد حلول أن يحل الله في السيرافيم أم في جسد بشري أرضي ؟ ولو كان (المسيح) إنساناً لبس اللاهوت فما معنى القول [ شاركنا في اللحم والدم ] (عبرانيين 2: 14) . كيف يتحقق هذا لو كان اللاهوت قد حل في إنسان ؟ هل يكفي الحلول لأن يصبح (الكلمة) مشاركاً إياناً اللحم والدم ؟ . ولو كانت مشاركته اللحم والدم تجعل منه إنساناً على النحو الذي يفهمه المعارضون للإيمان فالله حل في قديسين كثيرين وهذا يعني أنه لم يتجسد مرة واحدة بل عدة مرات . لكن قيل عن التجسد [ أظهر مرة عند انقضاء الدهر لكي يبطل الخطية بذبيحة نفسه ] (عبرانيين 9: 26) . فلو كان الرأي المعارض صحيحاً فكيف تبشرنا الكتب الإلهية بمجيء واحد للكلمة ؟ ! |
||||
02 - 07 - 2012, 09:42 AM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|