رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة من أجل حياة أفضل ( 3 ) أسفة ياأبى فأنت سبب معانتى وسبب شقائي قصتنا هذه المرة هى قصة بنت نشأت فى أسرة ميسورة الحال ولكن كانت حياتها قاسية ومريرة نبدأ القصة نشأ ثلاثة اخوة فى بيت والديهم هما هيام ونادر ومينا وكانت الحياة فى منزلهم تشبه السجن وكانت حياة الوالدين كحياة حاكم ومحكوم أو سجن وسجان الأستاذ عياد رب الأسرة الذى كان يأمر فيطاع من زوجته سناء وكان يطاع أيضاً من أولاده بدون نقاش أو تفكير فالاب متسلط ومستبد لأبعد الحدود يراه الأولاد يتعامل مع أمهم بكل قسوة ويضربها ويسبها لأسباب تافة أصبح الوقت الذى يقضيه الأب فى البيت وقت مكروه جداً لهم فهذا الوقت يعتبر وقت رعب وخوف فى نفوس الجميع الأم أعتادت على ذلك وأعتبرت هذا هو قدرها وعليها الأحتمال كانت كلما ذهبت الأم لأحد الكهنة للشكوى من زوجها فكان الرد دائماً ياأبنتى هذا صليبك فأحتمليه ونصلى وربنا يتدخل بدأ الأولاد يكبرون وصاروا فى مراحل التعليم المختلفة كلاً حسب عمره كان وجود الأب فى المنزل مصدر دائم للرعب لدى الأولاد بعد عودتهم من المدارس فقد كانت حياتهم مبرمجة وتسير على منوال واحد لايقدر أحد أن يحيد عنه أو يفكر مجرد تفكير فى الخروج عن النص الذى صاغه الأب بأوامر وأحكام صارمة لاتقبل الطعن أو النقاش يرجع الأولاد من المدارس مهله عشر دقائق لتغير الملابس يعقبها عشرين دقيقة لتناول الغداء حتى ولم تكفى العشرين دقيقة يتم رفع الطعام من على المائدة ثم كل منهم يدخل غرفته لإنهاء الواجبات المدرسية و فى العاشرة مساءً ميعاد النوم وينتهى اليوم ومع ميلاد يوم جديد يتكرر نفس الشىء لا وقت للترفيه لا وقت للفسح و الرحلات لا للزيارات العائلية ممنوع وجود التليفزيون فى المنزل لا تعامل مع أحد من الجيران أو الزملاء فى المدرسة لا شئ سوى الدراسة فقط أب يرى نفسه انه خلق فقط لا لتعذيب أولاده وزوجته حسب ما يراه فالزوجة راضية بما قسمه الله لها و كانت تصلى دائما لأجله و لأجل أولادها فأولادها أصبحوا محبوسين داخل ذاتهم ممنوعين من التعامل مع الأخرين وكأنهم أحياء أسماً وموتى بأفعال وتصرفات أبيهم كانت لمعاملة الأب الأثر الكبير فى تكوين شخصية الأبناء فاصبحوا منطوين منغلقين على ذاتهم وخائفين من التعامل مع الناس أنهى كلً منهم دراسته الأبن الاكبر نادر أنهى دراسته بتفوق وصار معيداً فى كلية الهندسة جامعة القاهرة ثم أستاذاً فى هندسة الألكترونيات والثاني مينا أيضاً تخرج من كلية الطب وصار جراحاً كبيراً وأصبح له عيادته الخاصة فى أرقى مناطق القاهرة وأصبح من أشهر أطباء جراحة المخ والأعصاب وأيضاً هيام أنهت دراستها فى كليه اللألسن للغات وتخرجت بتقدير جيد ولكن البنت رفضت العمل خوفاً من الناس وخوفاً من التعامل مع الأخرين وخاصةً الجنس الأخر فقد أستطاع اخواها التغلب على معانتهما بأستشارة أطباء نفسيين لأخراجهم من حالة الأنطواء والعزلة التى نتجت من ممارسات الأب عليهم قهراً فأعمالهم تستوجب التعامل مع الغير وأستطاعا أن يعبرا هذه المحنة وتغلبا على حالتهما النفسية وأندمجا فى المجتمع وصارا بارزين فى أعمالهم وحياتهم العملية ولكن البنت ظلت حياتها كما هى ماكانت تعانيه فى الصغر كان له أثر كبير فى الكبر البنت فتاة جميلة جداً وكانت مصدر أعجاب من الكثيرين وكان منزلهم لا يخلو من الشباب الذين يسعون لنوال لقب الخطيب لهذه الفتاة المؤدبة الجميلة و كانت ترفض كل العرسان حتى لا تعيش حياة نسخة كاربونية من حياة أمها ومأساتها وتعيش طوال العمر تعانى مثل أمها وأصبحت تكره كل رجل لأنها ترى شخص والدها فيه تتكرر زيارات العرسان ورفضها هو سيد الموقف دائماً حتى زيارة ذلك العريس الأخير الذى حضر عن طريق خالها رفضت حتى مجرد رؤيته أو أستقباله ومع ألحاح الأم والخال لأن العريس أبن صديق له والعريس بمواصفات نموذجية وهذا موقف محرج جداً له أمام صديقه فوافقت على الدخول لمقابلة العريس ولكن كان تصرفها صدمة لكل الحاضرين فهى رفضته أمام أهله وأمام الجميع وقالت أنها رافضة مبدأ الزواج من الأصل فكانت هذه التصرفات كفيله بأن تمنع أى شخص من أن يتدخل ويحاول خطبتها أو الزواج منها بدأت تكبر فى السن وعمرها قد أقترب من الأربعين عام وفى أحد الأيام أجتمع بها والديها لمحاولة أقناعها بتغير موقفها وأنها ستعيش وحيدة بعد موتهم وردت على الأب وكان ردها قاسياً جداً فقالت له : ياأبى أنت مصدر شقائى وتعاستى فى هذه الدنيا وأنت مصدر الألم والأنين فى حياتى فأنا أصبحت بسببك أكره كل جنس الرجال وأنا أنتظر حتى تفارقا الدنيا أنت وأمى وسأذهب للخدمة فى أى ملجأ أو فى دار للمسنين فانا أعتبر حياتى الأن لخدمتكما فقط فهذا هو واجبى نحوكم فأنا لن أقبل أن أحيا مع رجل ينتقم منى لأنى أمرأة ولا أوافق أن أكون عبدة أو جارية لشخص مثلك نعم ياأبى ربيتنا جيداً وصرنا فى مراكز مرموقة ولكننا خسرنا أنفسنا وخسرنا ذاتنا وأقولها لك ياأبى مرة اخرى أنت سبب معانتى وشقائى ربنا يسامحك ويغفر لك صدم الأب وتساقطت الدموع من عينيه بكثافة كما لو كانت الدموع يدخرها طوال عمره وسقطت فجأة مع كلام أبنته تمنى الأب أن يعود به الزمن للخلف ليصلح ما أفسده ويعيد الأمور كما كان ينبغى كم تمنى الوالد الموت فربما كان الموت أرحم له من أن يسمع هذه الكلمات من فم أبنته فلم يكن يتخيل أن كل هذا ما تعانيه أبنته وتحتفظ به فى داخلها شعر بالخجل من كلامها رغم ما عاشت تعانيه بسببه طوال عمرها ومع ذلك تعتبر نفسها مسئولة وتعيش تخدمهم حتى وفاتهم رغم قسوته عليها وعلى أخوتها أرأيتم كيف يتسبب الأباء فى تعاسة وشقاء أولادهم؟ هذا نموذج لأولاد يعيشون مـُعـَقــَّدين نفسياً بسبب تسلط وسلوك أبائهم الخاطىء أيها الأباء الحياة ليست دراسة وتفوق دراسى فقط الحياة هى تعامل وأتحاد مع الأخرين الحياه هى مشاركة الناس أحزانهم وأفراحهم إلى كل أب أوجه كلماتى لا تكن قاسياً ثم تندم وعادةً يكون الندم فى وقت لايفيد ولا ينفع ستتمنى أن تصلح ماكسرته ولكنك لن تستطيع وكما ورد فى الكتاب المقدس "وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وانذاره." (أفسس 6 : 4) "أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا. " (كولوسي 3 : 21) أذكرونى فى صلواتكم خادم المسيح رجاء محبة كل من يجد أى جزء من أجزاء سلسلة ( من أجل حياة أفضل ) التى كنت قد كتبتها قبل المشكلة التى حدثت للمنتدى يرشدنى إليها وله منى جزيل الشكر التعديل الأخير تم بواسطة Magdy Monir ; 03 - 07 - 2012 الساعة 08:01 PM |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|