30 - 11 - 2014, 02:39 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: آية للناس
إسكان العاصفة قرأ الشيخ عبد العليم الشرقاوي : “وَقَالَ لَهُمْ فِي ذ لِكَ الْيَوْمِ لَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ: لِنَجْتَزْ إِلَى الْعَبْرِ. فَصَرَفُوا الْجَمْعَ وَأَخَذُوهُ كَمَا كَانَ فِي السَّفِينَةِ. وَكَانَتْ مَعَهُ أَيْضاً سُفُنٌ أُخْرَى صَغِيرَةٌ. فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرةِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟ فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: اسْكُتْ. اِبْكَمْ. فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. وَقَالَ لَهُمْ: مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟ فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً، وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضاً وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!” (مرقس 4: 35–41 قارن أيضاً متى 8 :23–27 ولوقا 8: 22-25). تعب عيسى الإنسان، إذ شفى الجمهور، وبشَّرهم، وحذَرهم، وشجَّعهم، وأخرج الشياطين، وأقام الموتى، فاحتاج إلى الراحة الجسدية. طلب من بطرس وأتباعه أن ينطلقوا ويتوغلوا إلى العمق. قال الشيخ أحمد البعمراني: شعرت أن الشيطان سيستغل هذه الفرصة التي يجتمع فيها المسيح مع تلاميذه في البحر، لذلك أرسل عليهم نوءاً سريعاً وقوياً كي تضطرب الأمواج، ويمتلئ القارب تدريجياً بالماء ويغرق. تعب التلاميذ من قوة الأمواج ومن كثرة إفراغ الماء من السفينة، وخاف بعضهم وظنوا أنها النهاية، نهاية الشافي العظيم ومخرج الشياطين وقاهرهم ، فيئسوا وفقدوا رجاءهم، وصرخوا خائفين بكل قواهم. أضاف الشيخ عبد العليم الشرقاوي: أمّا يسوع فنام نوماً عميقاً محروساً بعناية الله. لقد كان ضميره مرتاحاً ومتكلاً على الله أبيه السماوي، وعلم أنه ليس باستطاعة أحد أن يخطفه من يد الآب لهذا اطمأن في الإيمان وارتاح ونام. قال التاجر البشير الدمشقي: أصبح صيادو السمك خائفين ومرتبكين لأن ربهم قد تخلى عنهم ولم يبال بهم، فأيقظوه بقوة وسألوه باستغراب “لماذا لا تبالي بنا؟ لقد انتهينا وحلت آخرتنا.” أمّا هو فقام منتصباً وانتهر العاصفة، أمرها بالهدوء وسط هبوب الريح قائلا: “اسكت، ابكم” وعلى الفور توقّفت العاصفة عن الهبوب والهيجان، وهدأت الأمواج وعمّ السكون. قال القس فادي عبد المسيح: شَخَصَ التلاميذ ببصرهم إلى ربهم خائفين، فقد رأوا وسمعوا ما لم يروا ويسمعوا من قبل. لقد كان معلّمهم رباً على الأرواح والسحب وعلى البحر أيضاً. لم يشف المرضى و يقم الموتى فحسب، بل اطاعته الطبيعة وخضعت لسلطانه، فاستغربوا وادركوا مرة أخرى أن يسوع ليس إنساناً طبيعياً. إنّه روح الله في الجسد. إنّه الرب. سأل يسوع تلاميذه عن قلة إيمانهم، لأن كل من يؤمن ينال قوة من القدير، ويفعل كل ما يريد أن يقوم به بدون أي عناء أو مشقة. لعبت هذه المعجزة دوراً هاماً في تاريخ الكنيسة أثناء عواصف خطيرة من الحروب والانشقاقات، إذ تَعَلَّم أتباع يسوع الإيمان من هذا الحدث، واختبروا حضور ربهم الحي وتدخله في الوقت المناسب. تحرير المسكون بالارواح قرأ الشيخ عبد السميع الوهراني بابتسامة: “وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ، كَانَ مَسْكَنُهُ فِي الْقُبُورِ، وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَرْبِطَهُ وَلاَ بِسَلاَسِلَ، لأَنَّهُ قَدْ رُبِطَ كَثِيراً بِقُيُودٍ وَسَلاَسِلَ فَقَطَّعَ السَّلاَسِلَ وَكَسَّرَ الْقُيُودَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُذَلِّلَهُ. وَكَانَ دَائِماً لَيْلاً وَنَهَاراً فِي الْجِبَالِ وَفِي الْقُبُورِ، يَصِيحُ وَيُجَرِّحُ نَفْسَهُ بِالْحِجَارَةِ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ، وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللّهِ الْعَلِيِّ! أَسْتَحْلِفُكَ بِاللّهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي! لأَنَّهُ قَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنَ الإِنْسَانِ يَا أَيُّهَا الرُّوحُ النَّجِسُ. وَسَأَلَهُ: مَا اسْمُكَ؟ فَأَجَابَ: اسْمِي لَجِئُونُ، لأَنَّنَا كَثِيرُونَ. وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً أَنْ لاَ يُرْسِلَهُمْ إِلَى خَارِجِ الْكُورَةِ. وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى، فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا. فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ، فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ. وَأَمَّا رُعَاةُ الْخَنَازِيرِ فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الضِّيَاعِ، فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى. وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَنَظَرُوا الْمَجْنُونَ الَّذِي كَانَ فِيهِ اللَّجِئُونُ جَالِساً وَلاَبِساً وَعَاقِلاً، فَخَافُوا. فَحَدَّثَهُمُ الَّذِينَ رَأَوْا كَيْفَ جَرَى لِلْمَجْنُونِ وَعَنِ الْخَنَازِيرِ. فَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَمْضِيَ مِنْ تُخُومِهِمْ. وَلَمَّا دَخَلَ السَّفِينَةَ طَلَبَ إِلَيْهِ الَّذِي كَانَ مَجْنُوناً أَنْ يَكُونَ مَعَهُ، فَلَمْ يَدَعْهُ يَسُوعُ، بَلْ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ. فَمَضَى وَابْتَدَأَ يُنَادِي فِي الْعَشْرِ الْمُدُنِ كَمْ صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ. فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ” (مرقس 5: 1-20 قارن أيضاً متى 8: 8-34 ولوقا 8: 26-39). كورة الجدريين هي هضبة في أسفل الجولان على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبرية. كان في ذلك المكان شخص مسكون بالأرواح النجسة، ربما حاول أقاربه وضعه بالقرب من القبور حتى يتصل بالأرواح الميتة. وقد كانت تصرفاته شبيهة بالوحشية، حيث يجرح نفسه باستمرار، مما منع الناس من الاقتراب منه وتقييده لأنه كسر كل القيود. لاحظ الشيخ عبد العليم الشرقاوي: عندما اقترب يسوع من المسكون، اجتذبه إليه كأنه قوة مغناطيسية، فركض نحوه وسجد له على الفور ونطق باسمه، مع العلم أنه لم يكن يعرفه ولا التقى به من قبل. اعترف أمام الكل أن عيسى ابن مريم هو ابن الله، فخاف المسكين من يسوع واستحلفه أن لا يخرجه من المنطقة التي خصصها له إبليس وجنوده. قال ناجي فياض: أمر يسوع الروح النجس أن يخرج فوراً من هذا المسكين، غير أن الجن لم يرغب في ترك مكان سكنه،لأن كل روح يسعى في الحصول على مسكن. سأل يسوع المسيح الروح النجس عن اسمه فأخبره بأنه ليس لوحده، بل برفقته ألف جن تتخذ من هذا الجسد مقراً لها. ابتسم الشيخ عبد السميع الوهراني: من يبحث عن الحق يرى في هذه الآيات أن عيسى كان مسلماً مثالياً. لقد سمح للشياطين، بناء على طلبهم المُلِح، أن ينتقلوا إلى قطيع الخنازير ويستقروا فيه، فانطلق القطيع بسرعة وسقط من المرتفع إلى البحيرة حيث كان الموت المحتوم. بهذا العمل أثبت عيسى أنه حرام على الإنسان أن يأكل لحم الخنازير، التي أبادها بنفسه وخلّص الناس من أضرارها. قال التاجر البشير الدمشقي: أسرع سكان المدينة في اتجاه يسوع، وبهتوا عندما رأوا المسكون قد تحرّر من الأرواح النجسة التي تتخذ منه مسكناً، إذ وجدوه جالساً باحترام، وهادئاً عند قدمي يسوع. ارتعب رعاة قطيع الخنازير لما لحقهم من ضرر، وطلبوا من يسوع أن يترك منطقتهم على الفور، لأنهم أحبوا خنازيرهم وفضلوها على مخلّص العالم. أمّا المسيح فطلب من المشفى أن يتوجه إلى منطقته كبرهان ملموس لقوة الإنجيل، ويخبرهم ما عمله المسيح من أجله. إشباع الخمسة آلاف قرأ الأستاذ رياض العلمي: “بَعْدَ هذَا مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ. وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي الْمَرْضَى. فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَلٍ وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ. وَكَانَ الْفِصْحُ عِيدُ الْيَهُودِ قَرِيباً. فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعاً كَثِيراً مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ: مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزاً لِيَأْكُلَ هؤُلاَءِ؟ وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ. أَجَابَهُ فِيلُبُّسُ: لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئاً يَسِيراً. قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ: هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلكِنْ مَا هذَا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ؟ فَقَالَ يَسُوعُ: اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُونَ. وَكَانَ فِي الْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ، فَاتَّكَأَ الرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلاَفٍ. وَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَزَّعَ عَلَى التَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْمُتَّكِئِينَ. وَكَذلِكَ مِنَ السَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا. فَلَمَّا شَبِعُوا، قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: اجْمَعُوا الْكِسَرَ الْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَيْءٌ . فَجَمَعُوا وَ مَلأُوا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ الْكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ الَّتِي فَضَلَتْ عَنِ الآكِلِينَ. فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ! وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً، انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ” (يوحنا 6: 1-15). قارن أيضاً: (متى14: 13–21 ومر 6: 30–44 ولو9: 10–17). أقبلت الجموع من كل المناطق إليه كي ترى أعماله وتسمع تعاليمه التي تنخس القلوب وتعزيها. وعندما حاول يسوع في يوم ما أن يبحث عن الراحة تبعه الجمهور إلى الخلاء، فاستغل الفرصة ووعظهم إلى المساء، فأصغوا إليه بانتباه واندهاش شديدين، لأنهم لاحظوا أن يسوع يمنحهم خبز الحياة بغزارة وفيض. سأل الشيخ عبد الله السفياني: كان الذنب على الجمع إذ لم يحضروا معهم الزاد والشراب. قال ناجي فياض: لقد أحبهم يسوع، لأن كل من يتوب ويؤمن بالإنجيل يخلص، فالواعظ لم يرد ان يطلق الجماهير بدون غذاء، إذ اهتم بضيوفه على أحسن وجه. لكن لم يكن في البرية أكثر من خمسة أرغفة من خبز الشعير، فأخبره أتباعه بأن ذلك لا ولن يكفي الحشد الهائل من الناس، ولن يسد رمق خمسة آلاف رجل مع نسائهم وأولادهم، فأخذوا يفكرون في طريقة أفضل، وأنه لا بد من أموال طائلة لشراء ما يلزم. وحتى لو توفّر المال لا توجد محلات في البرية. لقد كان التلاميذ جد مضطربين ومحتارين. قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي: أمّا يسوع المسيح فقد توصل إلى حل ناجح، إذ أخذ ما وجد فكسر الخبز وشكر فازداد وتكاثر وتدفق من بين يديه كالنبع. فالشكر على القليل هو سر إشباع الخمسة آلاف. وآمن الابن بأن لأبيه الملء، لم ينزل مائدة ممتلئة بأطعمة الفردوس من السماء، بل اكتفى ابن مريم بالقليل الموجود وأضاف عليه بركة أبيه. اندهش الشيخ محمد الفيلالي مما سمع فقال: عندما شبع الجميع أمر يسوع التلاميذ أن يجمعوا البقايا أو الفتات فجمعوا 12 سلة، أكثر مما كان موجوداً من قبل. دهش الصبي الذي أتى بالسمكتين وبالخمس أرغفة من الخبز وانفتحت عيناه تعبيراً على الاستغراب والحيرة، متسائلا: كيف حدث هذا؟ كيف زاد القليل وكثر في يد يسوع حتى أشبع الجمع؟ هل هذا الخبز هو الذي كان معي من قبل؟؟ قال الشيخ أحمد البعمراني: لاحظت الجماهير أنهم شهود لحدث عظيم، إذ لم يخلق يسوع الخبز من الحجارة حتى يلفت انتباه الناس ويجذبهم إليه، كما وسوس له الشيطان بعد معموديته، بل على العكس من ذلك، عندما تراكضت إليه الجماهير واستمعوا لكلامه وقبلوا شفاءه، زاد الموجود وأصبح بركة للآخرين. قال القس فادي عبد المسيح: ابتدأ الجمع يتهامسون فيما بينهم فقال أحدهم أن يسوع هو النبي الموعود (تثنية 18 :15) وينبغي أن نصغي إليه. وآخرون ارتأوا أن يتوجوه ملكاً عليهم، فهو يقدم لهم كل ما يحتاجونه مجانا. لما علم يسوع ما يجول بعقولهم، انسحب من بينهم لأنه لم تعجبه أفكارهم، ولم يرغب في أن يصبح ملكاً على البطون، بل قدم نفسه كرَّب روحي ومخلِّص لشعبه بالمحبة والحنان. هرب يسوع من التجربة السياسية، وأراد أن يفصل الدين عن الدولة، لكي يجدد أخلاق الجميع ويُكَوِّنَ مملكةً روحيةً. |
||||
30 - 11 - 2014, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: آية للناس
مشي يسوع على الماء قرأ الشيخ أحمد البعمراني: “وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوعَ. وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِداً لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ. وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ. لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ. فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ خَيَالٌ وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ فَقَالَ تَعَالَ فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ يَا رَبُّ نَجِّنِي فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُيَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟ وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللّهِ! فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ، فَعَرَفَهُ رِجَالُ ذ لِكَ الْمَكَانِ. فَأَرْسَلُوا إِلَى جَمِيعِ تِلْكَ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ الْمَرْضَى، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا هُدْبَ ثَوْبِهِ فَقَطْ. فَجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا الشِّفَاءَ..” (متى 14 :22-36 أنظر أيضاً مرقس 6: 45–56 ويوحنا 6: 15–21). قال القس فادي عبد المسيح: ألزم يسوع المسيح تلاميذه - بعد معجزة إشباع الخمسة آلاف - أن يدخلوا السَّفينة، حتى لا يقودهم الجمع إلى تجربة سياسية. أمّا هو فصعد إلى الجبل بمفرده كي يشكر أباه السماوي الذي أعانه على إشباع الجياع حسب الجسد، والنفس، والروح. رأى من أعلى الجبل، أن تلاميذه يواجهون مشكلة وسط الأمواج المتلاطمة، والرياح القوية، إذ جدفوا بكل قواهم لكن مكثوا في مكانهم ثابتين، فلحق بهم التعب والإرهاق وأحسوا بدنو أجلهم. فتحنن عليهم كما تحنن على الجياع فأشبعهم، وأسرع نحوهم، واستطاع بقوته الروحية أن يمشي فوق الماء كأنّه جليد. قال الشيخ عبد الله السفياني: عندما رأى التلاميذ يسوع في لباسه الأبيض مقبلا عليهم في الليلة الظلماء وماشياً على الماء، صرخوا صرخة مدوية حركت الأموات من قبورهم من شدة الفزع والخوف الذي ألمّ بهم، وظنوا أنه أحد الأرواح الميتة التي تجول في تلك المنطقة، عندها أيقنوا حتمية الهلاك إذ لم يدركوا بعد قوة المسيح وقدرته، فَسُمِّرَت أقدامهم في مكانها وأحسوا بلهيب جهنم يدنو منهم، رغم العواصف الهوجاء. اتجهت أبصارهم نحو الشخص الغريب المقبل إليهم وسط هذا الظلام الدامس. استمر ناجي فياض: أمرهم يسوع قائلا: “أنا هو،لا تخافوا ألم تعرفوني وأنا معكم كل هذه المدة”، عندئذ انتصب بطرس قائد الرسل واقفاً وقال: “إن كنت أنت يسوع فَمُرني أن آتي إليك على أمواج البحر”. فصياد السمك جرب ربه بهذه الكلمات، إذ أراد أن ينال برهاناً يؤمن بواسطته. أمّا يسوع فقال له تعال إلي. لبَّى بطرس النداء ووضع رجله اليمنى على الماء، ولما رأى أن الماء لم يبلعه ردَّدَ في داخله “كيف يحدث هذا، إنّه مستحيل” فتشجع أكثر ووضع رجله الثانية وانتصب واقفاً على الماء، وأخذ في المشي متجهاً نحو يسوع . وبسرعة لَمَحَ موجة عالية مقبلة إليه، فاضطرب وضعف إيمانه، فنزل إلى أسفل الماء، ولم يستطع أن يقول أي شيء سوى: “يارب نجني”. مدَّ يسوع يده إليه وأنقذه من غرق محتوم وأوقفه بجانبه وسأله: “لماذا شككت؟ إن كل الأشياء ممكنة لكل من يؤمن بي”، عندئذ أخذ يسوع بيد بطرس وتوجّها معاً نحو السفينة، فتوقّفت الرِّياح عن الهبوب وسكنت الأمواج. قال التاجر البشير الدمشقي: كان التلاميذ الآخرين في السفينة، شهود عيان على نجاة بطرس من الغرق المحتوم، وأدركوا أن يسوع هو الرب، الذي له السلطان على الكل، فسجدوا له واعترفوا بصوت واحد: “أنت بالحقيقة ابن الله الحي”. شفاء الأبكم الأصم قرأ الشيخ أحمد البعمراني: “وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ، وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: إِفَّثَا. أَيِ انْفَتِحْ. وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ، وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ، وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً. فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ. وَلكِنْ عَلَى قَدْرِ مَا أَوْصَاهُمْ كَانُوا يُنَادُونَ أَكْثَرَ كَثِيراً. وَبُهِتُوا إِلَى الْغَايَةِ قَائِلِينَ:·إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَناً! جَعَلَ الصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ!” (مرقس 7: 32-37). انتبه التاجر البشير الدمشقي وقال: لم يمكث عيسى في منطقة الجليل فقط أو في القدس، بل تقدم باتجاه لبنان، وذهب ماشياً نحو سوريا والأردن، فلم يكن يفكر في الراحة أو الاستجمام حتى في البلدان الغريبة. قدموا إليه أحد المرضى، الذي لم يكن يسمع ولا يتكلم، وطلبوا منه أن يشفيه بوضع يده على أذنيه وعلى لسانه. قال القس فادي عبد المسيح: تباطأ يسوع في شفاء المريض، لكن شك المشركين دفع به إلى أخذ المعذب جانباً، فلمس أذنيه، وتفل على إصبعه، ووضع ريقه على لسانه، وصلى. كان يسوع مصليا بسلطان الله، وفتحت شفاعته أبواب السماء. إنه لم يتكلم كثيراً إلى أبيه السماوي، بل رفع عينيه نحوه تاركاً قلبه يخاطبه عوضاً عن شفتيه. أخيرا تنهَّد وقال: “انفتح” فانفتحت أذنا الأصم، وانفكت عقدة لسانه، فتكلم كبقية الناس. إن محبة يسوع تقدر أن تغلب كل الأمراض، وتشفيها بقوة السماء مهما كانت. فإن وَجدت أي عُقدة، أو مشكلة في حياتك، تقدَّم بها إلى يسوع الحي، حتى يضع يده على رأسك ويشفع فيك ويفديك. إنه مستعد لذلك متى طلبته والتجأت إليه. شفاء عشر أشخاص مصابين بالبرص قرأ الأستاذ رياض العلمي: “وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ اجْتَازَ فِي وَسَطِ السَّامِرَةِ وَالْجَلِيلِ. وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ وَصَرَخُوا يَا يَسُوعُ يَا مُعَلِّمُ، ارْحَمْنَا. فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ اذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ. وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا. فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللّهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِراً لَهُ. وَكَانَ سَامِرِيّاً. فَقَالَ يَسُوعُ أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟ أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ لِيُعْطِيَ مَجْداً لِلّهِ غَيْرُ هذَا الْغَرِيبِ الْجِنْسِ؟ ثُمَّ قَالَ لَهُ قُمْ وَامْضِ. إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ” (لوقا 17 :11-19). قال ناجي فياض: من إلتقى منكم مرة بمصاب بالبرص أثناء ضيقه سيفهم لماذا صرخ الرجال العشرة، المبعدون عن أي شركة مع الآخرين في مجتمعهم قائلين: “يا يسوع ارحمنا” دخلت هذه الصرخة إلى صميم قلب المسيح، إذ لم يقل لهم: “اتركوني وشأني فالرب يشفيكم” كلا، لم تصدر منه مثل هذه الاقوال الجارحة، بل وقف وامتحن إيمانهم، فقال لهم: “اذهبوا للكهنة وأروهم جلدكم”. سأل الشيخ عبد السميع الوهراني: لماذا لم يقل لهم عيسى: “اشفوا” وتحققت المعجزة في الوقت نفسه، دون أن يطلب منهم التوجه إلى الكهنة ليظهروا لهم أنفسهم؟ أليس هذا استهزاء وعمل غير لائق؟؟ أجابه القس فادي عبد المسيح: تكلم البرص فيما بينهم، وفكروا في العاقبة إن لم يحدث لهم أي تغيير، لكن واحداً منهم قال: “لقد خاطبنا المعلم، وأمرنا أن نتقدم إلى الكهنة، لننال منهم شهادة الشِّفاء، فأنا ذاهب ومتكل على قول النَّاصري. هو لن يستهزئ بنا لأنه يعرف حالتنا ومعاناتنا، وأنا سأتجاسر وأذهب بالرَّغم من أنني لم أختبر بعد أي شيء”. رافقه الآخرون وكان قلبه مليء بالإيمان والشَّك والرَّجاء. بينما هم منطلقون في مسيرهم نحو هدفهم الموعود، نالوا الشِّفَاء الكامل، لأنهم لو بقوا في مكانهم ولم يؤمنوا لظلوا على حالهم الأول، و لما نالوا الشِّفاء. فطاعة يسوع قد خلَّصتْهم وأبعدت عنهم اللَّعنة. قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي: واحد من العشرة فقط رجع إلى يسوع، وكان يرتّل بصوت عال مسبحاً وشاكراً الله على طبيبه ومنجيه، فخرَّ على رجليه وسجد له. قبل يسوع هذا السجود لأنه نور من نور، وروح من أب الأرواح، ورحمة من الرحمان، فهو والآب واحد. وأثبت يسوع إيمانه وقال له: “لأنّك آمنت بي وبكلمتي قد شفيت وخلصت. قم واذهب شاهدا لمحبتي وسط الشعب السَّامري”. إقامة لعازر من القبر قرأ الشيخ عبد العليم الشرقاوي: “فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي. فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ، وَقَالَ: أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟ قَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ. بَكَى يَسُوعُ. فَقَالَ الْيَهُودُ: انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ. وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: أَلَمْ يَقْدِرْ هذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟ فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ، وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. قَالَ يَسُوعُ: ارْفَعُوا الْحَجَرَ. قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللّهِ؟ فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجاً فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ.فَكَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ، وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ، آمَنُوا بِهِ” (يوحنا 11: 32-45). وضَّح ناجي فياض: كانت مريم ومرثا أختين غير متزوجتين، عاشتا مع أخيهما الأكبر “لعازر” وأمضى يسوع عدة أيام مع جميع تلاميذه في بيتهم. بينما كان يسوع متوجهاً نحو الجليل في عيد الفصح العظيم، توفي لعازر الذي سبَّب لأختيه، غير المتزوجتين، أزمة كبيرة. فهو معيلهما والمسؤول عنهما، فلم يبق لهما من يعينهما ويحميهما ويلبِّي طلباتهما. قال الشيخ عب الله السفياني: عندما تقدمت مريم إلى عيسى اتهمته بشكل غير مباشر بأنه السَّبب في موت أخيها قائلة له: “لو كنت ههنا لم يمت أخي” فبكت بكاءً مرًّا، متلقِّيَة التَّأييد من النَّائحات، اللَّواتي أقبلن إلى بيت الميت من كل جهة، فتحرَّكت روح يسوع، وتألم مع المتألمين، فتحنَّن عليهم واغتاظ على سلطة الموت. قال القس فادي عبد المسيح: تقدم يسوع نحو القبر المنحوت في الصخر، فشارك الباكين في بكائهم، وانزعج واضطرب مرة أخرى لأنه لم يجد ثقة متبادلة بين الناس، ولم يعرفوا محبته وقدرته بعد. أمر يسوع بزحزحة الحجر عن القبر. أمّا مرثا، الأخت الثانية للمتوفي، فقد خافت على المسيح، من الرائحة النَّتنة التي كانت تنبعث من القبر. لكن يسوع لم يبالِ، لأنه بدأ عمله وسيُتمِّمُه إلى النِّهاية، فشجَّع مرثا مبدئيا وقال لها “إن آمنت ترين مجد الله”. قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي: عندما دحرج الرجال الحجر عن القبر، لم يصرخ يسوع في القبر المفتوح آمراً الميت بالخروج، بل صلى أولاً صلاته الشفاعية بصوت عال، إذ شكر أباه السماوي الذي سوف يستجيب طلبته، مثلما استجاب لسابقاتها، فلم يرد أن يمجد نفسه بل الله السماوي ليثبت انتصاره على الموت. أضاف ناجي فياض: بعد صلاته الشفاعية، صرخ يسوع بصوت عظيم : “لعازر هلم خارجاً” فشخصت أبصار الجميع نحو المسيح، وحبسوا أنفاسهم عن الشهيق والزفير كي يعرفوا كيف يقدر الميت أن يحيا من جديد، ويمشي بعد أن كفنوه من رأسه إلى قدميه وربطوا يديه ورجليه أيضاً. من المستحيل أن يتحرك من مكانه حتى لو أعيدت له الحياة، إذ سوف يختنق من جديد لأن وجهه كان مغطى، مما يصعب معه التنفس بسهولة. على الرَّغم من ذلك أخذ المربوط في الظهور رويداً رويداً نحو الخارج كأنَّه محمول من قبل الملائكة. طلب المسيح من الحاضرين أن يحلُّوا وثاقه ويتركوه يذهب في حال سبيله. إقامة الرجل من القبر كانت بمثابة قنبلة موقوتة انفجرت بين السكان، فأدركوا أن أمير الحياة قد حلّ في وسطهم، وهرولوا نحو بيت عنيا كي يلمسوا لعازر الحي القائم من الموت، ويصدقوا ما أبصروه، ويدركوا أن للمسيح سلطة على الموت المفرق بين الأحبَّاء. |
||||
30 - 11 - 2014, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: آية للناس
الخـاتمـة قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي: تطرقنا اليوم إلى 14 معجزة أجراها يسوع المسيح. أقترح عليكم أن يقرأ كل واحد منا هذه الأخبار المثيرة في بيته مرة أخرى، كي يكرم المسيح الحي. ونشكر الله لأجل ما فعل بواسطته. هذه الآيات حجَّةً قاطعة بأنه مرسل من قبل الله، وهو آية الله الفريدة ورحمة الله المتجسِّدة، بل أكثر من ذلك إنه كلمة الله، وروحه، ومحبته، وشفاؤه، وانتصاره على الموت. فمحبَّة المسيح أعظم مما نعلم. قال الشيخ عبد السميع الوهراني: قد قرأنا حتى الآن في الإنجيل سبع (7) معجزات ليسوع المسيح، جاء ذكرها في القرآن أيضاً، منها: إبراء العمي، وتطهير البرص، وإقامة الموتى، وإشباع التلاميذ في البرية، وتجديد قلوبهم وأنه هو بحد ذاته أعظم آية من الله. لم نقرأ في الإنجيل أن يسوع تكلَّم في المهد، ولا نجد أيضاً أنه خلق طيراً من هيئة الطِّين. فالقرآن يحتوي على عدد من معجزات المسيح أكبر مما ذكر في الإنجيل. أجاب القس فادي عبد المسيح: تحاشيت عمداً التَّطرُّق إلى الإختلافات المتواجدة بين الإنجيل والقرآن، لكن بما أنك فتحت هذا الباب، سأجيبك: عندما زار الطبيب اليوناني، البشير لوقا، مريم أم يسوع، وحصل منها على المعلومات المتعلقة بولادة يسوع، وعن الأسابيع التالية لولادته، لم تخبره أي شيء عن تكلم يسوع في المهد، لأن هذا لم يحصل قطعاً مع المسيح، ولو كان قد حصل لما أخفته عنه، بل لأظهرته كي تكون لدعوته قوة وقبولا. عندما سألها الطبيب عن نموه، لم تذكر له قضية خلق الطير وبث الروح فيه من جديد، لأنه لم يحدث فعلا، فلو كان قد وقع حقاً لكانت أمه أول من علم بهذا الأمر، ولأخبرت الآخرين عنه كي يصدِّقوا قوله. لم يؤلف محمد هذه القصص من تلقاء نفسه، بل سمعها من عبيد سريان كانوا متواجدين في مكة أثناء تلك الفترة، فهؤلاء العبيد كانوا يعتبرون هذه الأخبار من الخرافات والأساطير المتداولة بينهم، وأنها تُحكى للأطفال الصغار أثناء توجههم إلى فراشهم، فتساعدهم على النَّوم. ومن يرغب أن يقرأ مثل هذه القصص يمكنه ذلك، لأنها من بين الأسفار غير القانونية، أي الموضوعة والضعيفة، والتي لا تعترف بها أية كنيسة. إنها مثل الكتب والمؤلَّفات التي تحتوي على الأحاديث الموضوعة والملفَّقة عن محمد. فآباء الكنيسة لم يقبلوا مثل هذه الكتب، لأنها ليست وحياً إلهياً، ولا تمت إليه بأيَّة صلة. ختم ناجي فياض البحث قائلا: أتمنى أن لا تسبب مثل هذه الاختلافات أي مشكل أو غضب فيما بيننا، لأننا نحتاج إلى تصحيح أفكارنا وتصوراتنا من خلال الحقائق التَّاريخية. المهم أن نقبل صورة المسيح كما أخبرنا بها شهود عيان، من بطرس، ويوحنا، ومريم، كي ندرك من هو المسيح التَّاريخي والحقيقي، ونؤمن بالذي امتلأ قلبه بالمحبة والحنان. لا تتخلُّوا في أدعيتكم عن المسيح الحي، ضعوا ثقتكم فيه مثل الآخرين الذين وثقوا به، ونالوا شفاءً روحياً وجسدياً في الوقت نفسه. واعتمدوا عليه كي يستجيب لصلواتكم، حسب قصده، وليس حسب أمنياتكم ورغباتكم. أضاف القس فادي عبد المسيح: نجد في الإنجيل أخباراً متعددة عن معجزات أخرى للمسيح، فأشجعكم أن تتعمَّقوا في كلمة الحياة في بيوتكم. وكما أخبرنا البشير يوحنا: “وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ” (يوحنا 21: 25). بلقائنا نكون قد تطرقنا الى رسالة المسيح ومعجزاته التي يستحيل علينا التوقف عندها بأكملها لكثرتها وأيضا لضيق الوقت. أما المواضيع التي لم نتطرق لها بعد، هي “أخلاق المسيح وأيامه الأخيرة على الأرض، وقيامته من الموت” لذا سيكون موعدنا المقبل فرصة للدراسة والتعمق. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كن للناس وطن |
فوت للناس |
فوت للناس |
مش للناس |
كل خطية وتجديف يغفر للناس . وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس |