|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المدافع عن المظلومين كان يدافع عن الفقراء. دائماً وفي كل مكان، يجابه بجبين عالٍ غضب الظلامين، إليكم شهادة أحد معاصري القديس: "ان أنطونيوس الذي تشوق بحرارة إلى الاستشهاد، لم يكن يستسلم أمام أي شخص ولو عرّض حياته للموت. بل يقاوم الطغاة الأكثر خبثاً بشجاعة عجيبة. هكذا كان القديس أنطونيوس. لم يكن قديساً عادياً قابعاً بطمأنينة في قلايته. ولم يكن كذلك العلاّمة المتجول دوماً بين المنبر والمكتبة،والمتأرجح وسط الكتب الشهيرة والنظريات العلمية. لقد كان الرجل الذي يحترم الحقيقة مهما كلّفه الأمر، يعرف كيف يوازن بين العذوبة والتصلب، وفق الحاجة. لم يتراجع قط أمام انسان، ولا أمام أي كان. كذلك لم يلجأ قط إلى أية حسابات خسيسة عند وجوب الدفاع عن المظلومين ورفع الصوت عالياً في الساحات لفضح الظلم. تكفي حادثة واحدة: لقاؤه بالطاغية ازلين ذارومانو Ezzelin da Romano، التعيس الشهيرة. حاكت الأسطورة الكثير حول الموضوع، ويا للأسف كان ازلين شخصية مرموقة واقترف جرائم كثيرة، لكن خصومه لم يكونوا أفضل منه. الموالين لبابا أكثر طمعاً وبطشاً من ازلين المولي للامبراطور. لم تفلح جرأة قديسنا في شيء، وان كانت قد هزّت الطاغية في البداية. فإن حجج السياسة لديه، تغلّبت في النهاية على حجج الطيبة والعدل. ظهور يسوع الطفل (غراسي - متحف أودين) |
17 - 10 - 2014, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة مار أنطونيوس البادواني
يتأمل مجد المسيح بعد أن أنهكت أنطونيوس الأتعاب والاستسقاء، شعر بدنو ساعة الرحيل. فاحتفظ لنفسه باضطراباته وسابق شعوره بفضل ما لديه من قوّة تجلّت في شتّى الظروف. وسمو القداسة يجلي الرؤية لتمييز درجات البؤس. قبل أن يقف أنطونيوس أمام الرب، عمد إلى تطهير نفسه بالصلاة والألم، ومن وصمات الضعف البشري. وتسنّى له أن يذهب إلى كامبوسانبيرو Camposampiero قرب بادوا، إلى المنسك الذي قدّمه الكونت تيزو TIZO إلى الفرنسيسكان قرب قصره. وسرعان ما أصبح تيزو المسنّ والمشمئز من حياة سياسية مضطربة جداً تلميذاً متحمساً لقديسنا. لاحظ أنطونيوس شجرة جوز قوية، وهو في نزهة إلى الغابة. فطلب أن ينصبوا له بين أغصانها المنيعة، كوخاً صغيراً على الطريقة الفرنسيسكانية. وقد أنجز العمل إلى التمام تيزو نفسه. هناك، على هذا الارتفاع كان قدّيسنا يقضي أيامه بالتأمل. وكان عند المساء يعود إلى المنسك. أما الونت فكان يعود صديقه مع وقوع الليل. وفي أحد الأيام رأى نوراً قوياً يخرج من باب الكوخ المفتوح جزئياً. وإذ خشي أن يكون قد حدث حريق، دفع الباب. وظلّ جامداً أمام مشهد عجيب بدا يعينه. كان أنطونيوس يضم بين يديه الطفل يسوع. بعد أن عاد من انخطافه ورأى صديقه تيزو شديد التأثر، سأله قدّيسنا ان لا ينشر خبر الرؤية السماوية. بعد موت قدّيسنا، وعندها فقط، كشف الكونت التقاب عمّا كان قد رأى. القديس أنطونيوس يعظ من فوق شجرة الجوز (كامبوسامبيرو) |
||||
17 - 10 - 2014, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة مار أنطونيوس البادواني
إلى ملاقاة الرب ساعة مغادرة أنطونيوس هذا العالم إلى الآب كانت تقترب وهو ينتظرها ويرحّب بها بإيمان. ظهر يوم الجمعة الموافق 13 حزيران نزل أنطونيوس من قلايته المعلقة بين أحضان الجوز، لتناول الغذاء. وما ان جلس إلى المائدة حتى انتابه ألم شديد أفقده جميع قواه. وبصوت كالخيط رجا أخوته أن ينقلوه إلى بادوا، إذ كان يودّ أن يموت في ديره الجميل قرب كنيسته العزيزة، كنيسة القديسة مريم، أتى قروي وشدّ ثورين إلى عربته البسيطة فمدد قديسنا عليها. وتحركت العربة غير المريحة بكل تودد، يتبعها الأخ لوفا، رفيق القديس أنطونيوس الملازم له. وما ان مال النهار حتى بلغوا أبواب بادوا. وكان المريض على آخر رمق. فترجّاه رفاقه الرهبان أن يتوقف في ارشيلآ، في بيت مرشدي دير اللايس. من هناك، من القلاّية الوضيعة ذهب قديسنا إلى ملاقاة الرب. كان منهكاً ولكن محافظاً على كامل وعيه، لمّا طلب سرّ المصالحة، وسرّ القربان الأقدس وسرّ المرضى. بعد ذلك، ومع آخر نفس، بدأ نشيداً للعذراء: أيتها الملكة المجيدة، المتسامية فوق النجوم. "وكان القديس ينظر أمامه، وعيناه شاخصتان". "أبت، ماذا ترى؟" سأله لوقا "أرى ربي" تمتم المحتضر بصعوبة. كان النزاع قصيراً جداً، والفراق هيناً وهادئاً. هكذا، وبعمر 36 سنة فصل عن كرمة الرب واحد من كبار رسل المسيح والانجيل. المرضى حول قبر القديس أنطونيوس (ج دي مينابوي - كاتدرائية بادو) |
||||
17 - 10 - 2014, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة مار أنطونيوس البادواني
قديس العالم كله نقل جسد قديسنا، على طلبه، إلى الكنيسة الصغيرة، كنيسة القديسة مريم. شاركت المدينة كلها بتشييعه. وفي الليلة ذاتها نوّرت العجائب على ضريحه. وتألقت شهرته كالبرق، فتوافدت الجماهير من كل صوب نحو بادوا. واهتمت السلطات الكنيسة حالاً بهذا الحدث، من أسقف بادوا، جاء دي كونراد، إلى البابا، غريغوريوس التاسع. وكلاهما من أصدقاء قديسنا والمعجبين به. في وقت قصير أكملت الدعوى الأبرشية والدعوى الأبرشية والدعوى الرسولية. وقبل Dôme في سبوليتو منح كرامة المذابح لأنطونيوس البادواني. شرع رفاق القديس بمساعدة سكان بادوا وجميع الزوار، وتشجيعهم، ببناء البازليك الفخمة حيث سيوضع باستحقاق وإكرام، رفات القديس أنطونيوس. أخيراً، سنة 1263، نقل قبره إلى الكنيسة الجديدة بحضور القديس بونا فونتورا، وعند فتح النعش وجد لسان قديسنا سليماً. فانتشر التكريم والتعبّد أكثر فأكثر. وأصبح التكريم عالمياً. وقد تجاوز حدود الكنيسة الكاثوليكية. وفي أيامنا هذه، لا يوجد بلد لا يعرفه، ولا مؤمن لا يكرّمه. وعلى الجميع تحلّ صلاة شفاعته، وقوّة النعمة والبركة السماوية. بادو بازيليك القديس أنطونيوس حيث يقوم فيها قبره |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|